اخر الاخبار

قالوها صراحة (وبالفم المليان) في مناسبة ثقافية وإعلامية أثناء انعقاد ندوة ثقافية بعنوان "الإعلام في العراق - جدوى التأثير والتأثر" في اليوم الثاني لمعرض أربيل الدولي الحالي للكتاب بنسخته الـ 17 المقام بمشاركة أكثر من 350 دار نشر من 22 بلدا.

المتحدثان في الندوة، الدكتور نبيل جاسم وأحمد الزاويتي، المسؤولان الإعلاميان في مؤسستين معروفتين، أشّرا فشل مؤسساتنا الإعلامية وانعدام ثقة المتلقي بها، ولا أدل من ذلك من لجوء الجمهور وحتى أصحاب القنوات أنفسهم إلى المؤسسات الإعلامية الرصينة، العربية منها والأجنبية، لتلقي الأخبار والأحداث المهمة، وليس الاعتماد على مصادرنا المحلية التي تُنفق عليها أموال ضخمة بلا طائل.

وأرجع الاعلاميان الخلل الى عوامل عديدة، منها عدم اعتماد المعايير المهنية الصحيحة في إعلامنا وعدم الخضوع لقوانين دولية بخصوص احترام حقوق الإنسان وعدم المساس بكرامته، إلى جانب عدم حيادية المقدم الذي أصبح يفرض رأيه الخاص على المتلقي، بينما ينحصر دوره بالنقل الإعلامي ولا غير، وإلى خضوع الإعلام لأجندات الأحزاب السياسية التي تموَّله، ما جعله أسيرا مؤدلجا لها، وبلوغه في أحيان كثيرة حد التطرف وإثارة النزعات الطائفية والعنصرية، بما يشكل خطرا جسيما على الأمن الوطني ككل.

ويشهد الإعلام العراقي فوضى مكملة لفوضى الوضع العام. وبحسب إحصائيات عام 2022 تبث في العراق 57 قناة تلفزيونية عراقية مرخصة، بالإضافة الى 152 وسيلة إذاعية، وأكثر من 60 مكتبا خارجيا لقنوات موجهة للعراق، اغلبها تفتقر للوسطية في الطرح وتلتزم بسياسة الممول وحسب. وكثير منها تعود لاتحاد التلفزيونات والإذاعات الإسلامية التي تلتزم نهجا محددا غير مهني في الغالب.

قبل التغيير كان الإعلام يقدم من جهة واحدة الى الجمهور، أما الآن فتلعب وسائل التواصل الاجتماعي ادوارا مختلفة، أصبح فيها المرسل هو المستقبل نفسه بلا حدود أو رقابة.

مديرة الجلسة الأستاذة تيما رضا طرحت حلولا بينها ضرورة تحمل كافة الأطراف المجتمعية مسؤولياتها، بدءا من الإعلاميين أنفسهم وأهمية اشراكهم في دورات تثقيفية وتربوية وإعلامية ولغوية. وأضفت بدوري في مداخلة، أنه لا تُعقل مثلا ظاهرة سذاجة المقدمات حصرا، واهتمامهن بأشكالهن وملابسهن من دون ثقافة ومعرفة، مع تجاوزهن السافر على اللغة العربية.

وحين سئل المحاضران عن دورهما في الإصلاح قالا: ما نحن إلا برغيان صغيران في ماكينة إعلام ضخمة ينبغي إصلاحها.

جدير بالذكر أن معرض الكتاب انطلق تحت شعار " العالم يتكلم كردي" نظرا لاتساع حركة الترجمة الى اللغة الكردية، واحتفاءً باعتمادها ضمن اللغات الأساسية لمحرك البحث العالمي غوغل.

عرض مقالات: