اخر الاخبار

في فترة النضال والجهاد ضد النظام الدكتاتوري المباد، كانت اصوات المعارضين تستنكر جريمة تجفيف الأهوار المروعة عقب انتفاضة آذار 1991. وآنذاك لم يخطر في بال أحد، أن يأتي يوم يُسجَّل فيه لعراقي دور في تجفيف الأهوار بعد تخلّص البلد من نظامٍ خرّب الأرض والإنسان معًا.

لكن ما يحدث اليوم في هور الحويزة الميساني، يعيد المشهد السابق ذاته. فالأهالي هناك يكررون اعتراضهم الشديد على التجفيف المتعمّد للهور، الذي يُنفَّذ لأجل مصالح شركات أجنبية، باشرت فيه استكشاف رقع نفطية جديدة.

وكأن العراق استثمر واستنزف جميع أراضيه، ولم يبقَّ سوى هذا الموقع البيئي الفريد، الذي مُنح ضمن جولة التراخيص الخامسة، وادعت الحكومة حينها أنها فعلت ذلك وفق معايير بيئية تراعي خصوصية المنطقة، لكن الواقع يناقض ذلك الادعاء.

فنحن اليوم أمام تجفيف متعمّد جديد، يهدد حياة آلاف البشر وماشيتهم، ويقوّض النظام البيئي الحساس في الأهوار، وهي من رموز التنوع الحيوي في البلاد والمنطقة.

انه تواطؤ مع شركات لا ترى في الأرض سوى منجم للربح، حتى على حساب تهجير السكان، وإبادة الحياة البرية، وطمس معالم هوية حضارية تعود الى آلاف السنين.

عرض مقالات: