نعم .. العراقي شهم ويتميز بحب الوطن والمشاعر الوطنية. وهذا ينطبق على عامة المواطنين. لكنه لا ينطبق قطعا على بعض السياسيين وذوي الولاءات الخاصة. وهناك في تاريخ العراق القديم، والحديث أيضا، الكثير من الأمثلة على التعاون والتنسيق والتماهي من جانب البعض مع الارادات الخارجية. وذلك ما حصل في العهد الملكي، وغداة ثورة 14 تموز 1958، وفي السنين والعقود التالية.
آفلم يصرح أحدهم قائلا بكلام واضح: "نعم، جئنا الى الحكم بقطار امريكي"؟ وهناك امثلة أخرى وحتى يومنا الحاضر.
فلا أحد يستطيع القول بعدم وجود علاقات للبعض من المتنفذين والسياسيين مع هذه الجهة الأجنبية او تلك، وهي علاقات لا تنطلق بالضرورة من المصلحة الوطنية. وهنا ينهض السؤال: هل توقفت التدخلات الخارجية اليوم في الشأن الوطني العراقي؟ وهل استعاد العراق قراره الوطني المستقل؟
كثيرة هي الادلة التي تؤشر استمرار هذه التدخلات، وجعل البعض منها وسيلة إضافية يستخدمها في سعيه للسيطرة والهيمنة. اما التصريحات التي تناقض ذلك، فلا تعكس الواقع بحال!
ونبقى بانتظار الصوت الصادق القويّ والمدوّي، وهو يشق الفضاء العراقي: لا لأي تدخل خارجي في شؤوننا، ولا لأي تواطؤ معه!