مع إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعرّض الجزء السفلي من مفاعل "نطنز" لأضرار مباشرة جرّاء الغارات الإسرائيلية، سارعت هيئة الرقابة النووية والإشعاعية في العراق إلى تأكيد امتلاكها منظومات حديثة لرصد وتشخيص الارتفاعات في الخلفية الإشعاعية. لكنها لم تُشر مجرد إشارة، إلى الإجراءات الواجبة عند وقوع طارئ نووي أو إشعاعي، واكتفت بعبارات مبهمة عن "تفعيل الخطط الوطنية والإقليمية".
وفيما يحذّر مختصون بيئيون من احتمال تسرّب الإشعاع إلى مناطق البصرة وميسان وذي قار، اذا استهدف العدوان منشآت إيران النووية، يطالبون ايضا بتكثيف الرصد وقراءة النشاطات الإشعاعية في الجو، وتوفير أجهزة متطورة تواكب خطورة الموقف، خصوصاً وأن زمن بلوغ الإشعاع مدننا العراقية لا يتجاوز 9 ساعات. وهذا يتطلب استنفاراً مبكّراً وإجراءات وقائية صارمة.
مخاطر الإشعاع في العراق لم يجرِ الاستعداد لمواجهتها والتصدي لها، سواء بالارتباط مع تداعيات الصراع المتواصل او لأي سبب آخر.
نقول ذلك لان المتنفذين اعتادوا العمل بعقلية "أشطب يومك"، ولا تعنيهم حياة الناس ما دامت مصالحهم مؤمنة وحساباتهم المصرفية شغالة على قدم وساق.
وأمثال هؤلاء هم من يتسببون في إلحاق الضرر بشعبهم ووطنهم، رغم كل ادعاءاتهم المعاكسة.