اخر الاخبار

"طريق الشعب" عتبتي الأولى في الصحافة انتميت لها وأنا شابة مليئة بالطموح والتحدي مؤمنة بتحقيق وطن حر وشعب سعيد، انشد مع رفاقي ونحن متوجهين للمطبعة حيث عملت في قسم المونتاج أولا، أغنية فيروز بعد تحويرها "إحنا والأمن جيران" أثناء مرورنا بين بيوت ودهاليز مديرية الأمن العامة حتى نصلها في منطقة السعدون – القصر الأبيض.

جمعتني الجريدة بأرقى الخَلق من كتاب وفنانين وأدباء وبرفاق من الشباب تعاونوا جميعا على إصدار الصحيفة بأفضل ما أمكن شكلا ومضمونا.. فنافست جريدتنا بقية الصحف بمضمونها أولا وبما كانت تطرح من موضوعات تخص حياة الناس وتطلعاتهم، إلى جانب عنايتها البالغة بالجانب الثقافي التوعوي، فكانت دليلا، بل ومنهجا لسبل حياة أفضل.

كنت محظوظة حقا بتلقي دروسي الأولى في الكتابة الصحفية بعد تخرجي من الجامعة والتحاقي بقسم التحرير في مبنى الجريدة المطل على شارع أبي نؤاس. وبكل تواضع واهتمام كان الجميع يتابع ما اكتب، خصوصا رئيس التحرير الرفيق الراحل عبد الرزاق الصافي، الذي كان يقدم خدماته في إيصالنا، أنا وزوجي الشهيد سامي العتابي الى بيتنا بسيارة الجريدة.

عملنا بجد ونحن نبحث عن مصادرنا ونقرأ لتحليل موضوعاتنا ساعين لتقديم مادة تليق بحزبنا متبعين خطى الرفيق فهد الذي عمل صحفيا في صحف عديدة قبل تفرغه للعمل الحزبي.

اللافت للانتباه هو عمل المرأة العراقية في صحافة الحزب فلها ريادتها في الصحافة التقدمية النسوية ، وبحسب تقرير للسيدة شاميران أوديشو رئيسة رابطة المرأة العراقية ، تذكر أنها من أولى المنابر التي فتحت أبوابها للنساء الكاتبات والصحفيات، فأسهمت المرأة الشيوعية في إدارة صحف نسوية مثل "نضال المرأة " في عام 1959. وبرزت أسماء صحفيات مرموقات مثل نزيهة الدليمي التي لم تكن الوزيرة الأولى والوحيدة في العراق والعالم العربي آنذاك حسب، بل صحفية ساهمت في مقالات وتحليلات قيمة في الصحف الشيوعية، وأسماء أخرى مثل زينب كاظم، وثمينة ناجي يوسف، ونضال النقاش.. وجميعهن عُرفن بنضالاتهن السياسية وصمودهن خلال فترات القمع السياسي. إذ ساهمن في طباعة ونشر وتوزيع الصحف السرية مثل "القاعدة" و"طريق الشعب".

وهنا استذكر الأغنية الشهيرة لفرقة الطريق التي أشَّرت نضالهن أثناء توزيع الجريدة والمناشير  بلحن وكلمات عذبة تذكر  "مكبعة ورحت أمشي يمه بالدرابين الفقيرة/ يمه يمه/ وسط فيّ وشمس يمه وآنا من ديرة على ديرة/ وزعت كل المناشير وخبرهم / ومن مشيت عيوني ما تيهت دربهم ، سلمتهم يمه يمه آخر أعداد الجريدة ..".

في العيد التسعين نستذكر بفخر واعتزاز شهداء الصحافة الشيوعية المناضلين، ولا بد لي من شكر وفاء لجنة الإعلام المركزي للحزب الشيوعي التي وضعت صورة زوجي الشهيد سامي العتابي مصمم الجريدة وصورتي خلفه في المعرض الفوتوغرافي الذي نظم أخيرا بالمناسبة على قاعة منتدى بيتنا الثقافي.

عرض مقالات: