اخر الاخبار
  • دعوة للحب. الحرية لون الإنسان .. مثلما يقول الشاعر لويس أراغون. تُرى هل نملك حرية اختيار ما نحب أولا؟ ربما هي أبسط أنواع الحرية. فهناك من تخلص من كل ممتلكاته كي لا تستعبده لعنتها، أو ربما من باب الكرم والسخاء. وهناك من رمى كل أدويته وعلاجات أمراضه ليبدأ حياة جديدة كما يظن، مثلما حدث لبطل رواية " البحث عن وليد مسعود" للراحل جبرا إبراهيم جبرا، الذي بدأ روايته برمي بطلها لكل أدويته من النافذة، ليبدأ يومه بنمط جديد وبانطلاقة جديدة... الحرية في الأكل وفي السمنة أو النحافة، دونما صورة نمطية تمليها وسائل الإعلام التجارية، في حملاتها الترويجية لمستحضراتها ومنتجاتها..

لو توقفنا مرة وتساءلنا: ماذا نريد؟ وما هو طموحنا؟ وهل سعينا للتخلص من شوائبنا، من أحقادنا، من سمومنا، لنصبح أكثر خفة؟ .. إنها دعوة لإزاحة أثقال الكراهية والوساوس، دعوة للحب وللتأمل..

  • دعوة للتأمل. يسعى الخيال العلمي حثيثا لأنسنة الآلة ومكننة البشر، فصارت الآلة تُكسى بما يشبه الجلد البشري، بعدما زُرعت لها شبكة أعصاب صناعية لتحس وتتألم وتتذوق طعم الكل والشرب وحتى الحب!

وعند ضياع الإنسان واغترابه في المجتمع الالكتروني الوحشي.. أين نحن؟ أين قضايانا وذواتنا؟ هل استعبدتنا الآلة تماما؟ من منا يستطيع مقاومة إغراء عدم لمس أزرار الموبايل أو التلفزيون أو الحاسوب لمدة ساعتين متواصلتين، وأن لا يرد على مكالمة هاتف مثلا؟! تُرى هل تأملنا أزماننا بمعزل عن ضجيج التكنولوجيا؟ إنها دعوة للتأمل.

  • دعوة للربت على الأكتاف. نرجع أحيانا الى الصور القديمة ولأرشيف الحكايا وللمقاطع الشعرية وللألحان الشجية، التي سمعناها يوما واستمتعنا بها.. ترى كم نحن بحاجة لها في زمن لابد لنا فيه من ترميم الذاكرة بحنين شفاف، يرتق الشروخ ويربت على الأكتاف ويرجعنا لابتسامات نسيناها.

 من دون جلد للذات لابد لنا من البحث عن روائح عطرة في ذاكرتنا، شمّ بخار طبيخ أمهاتنا وتذوقه، من الحنين للقاء صديق محب، وترديد كلام رقيق صادق من دون بكائيات بشر مُطارد، مُستهدف من طرف قناصة متربصين به في كل مكان ، ومن تهديد مخاوف من داخل الوطن وخارجه، لئلا ينقرض قبل فوات الأوان.

  • دعوة للبساطة. كأي دواء أتناوله صباحا، أهيئ نفسي لتفصيلات"يوم ضد الملل". أحث خطاي للعمل حتى وإن كان تمشية شؤون البيت بعد التقاعد، أرتب طابوق أفكاري واحدة أثر أخرى، أستقيم بظهري، أحفز قواي، آخذ نفسا عميقا وأردد مع نفسي : صباح الخير، فما زالت لديّ عيناي أبصر بهما روائع الأشياء، وإن لبست النظارة، وما زالت لدي أذنان لم تضعفا بعد، وما زال لدي قلب يتسع لحب الناس. هكذا هي الحياة ببساطة حين يمضي نهرها دون عقبات أو شوائب.. ففي كل الحالات لم أزل فوق التراب، أميز الجميل ، وأقرأ الحكمة، وأشذب النزوات، وأعرف يقينا أن للحظات الحميمة سرعة البرق، وللمحن مواسم بثقل الجبال، وأن للفرح برهة وللحزن دهور.
عرض مقالات: