شهدت محافظات بابل والنجف وكربلاء انخفاضًا شديدًا في منسوب المياه في نهر الفرات، الذي يُغذي محطات مياه الشرب، ما أدى إلى تعكّرها وتلوثها بالطحالب، وعدم صلاحيتها للاستهلاك البشري. السلطات المسؤولة، التي حاولت أن تطمّن المواطنين الى عدم وجود مخاطر صحية في هذه المياه، لم تستطع إخفاء الحقائق؛ حيث أشار بيانٌ لمديرية ماء بابل إلى ارتفاع نسبة نوعٍ من البكتيريا التي تنمو في المياه العكرة، فيما أكدت مديرية ماء النجف رصدها حالات تلوث بطحالب عشبية خيطية ومواد عضوية أخرى، طرأت على مياه نهر الفرات، وتسببت بانسدادات في فلاتر التصفية العاملة ضمن المشاريع والمجمّعات الضغطية.
وفي الوقت الذي تعيش فيه بلادُنا وضعًا مائيًا خطيرًا ومخيفًا، بعد انخفاض الخزين المائي إلى 8 مليارات م3 فقط ، أي ما يعادل 8 في المائة من الطاقة المتاحة، جرّاء فشل الحكومة في انتزاع حصتنا من مياه دجلة والفرات من دول المنبع، وتخلّف الإدارة المائية، يتجلى عطش العراقيين، خاصة في البصرة والمناطق المجاورة لنهر الفرات وفروعه، دون أن نلحظ تحركًا جديًا ومبرمجًا لتخفيف الآثار الخطيرة للمشكلة بشكل عام، والإسراع في تحسين أساليب معالجة المياه، وتوفير مياه صالحة للشرب على الأقل للمواطنين بشكل خاص.