قبل ان نتحدث عن خلط الاوراق، نتساءل: هل هناك اعلام حر او اعلام مستقل فعلا؟! الاجابة بالايجاب ليست سهلة، وقد تبدّت الحقيقة في السنة الماضية غداة التدخل العسكري الروسي في اوكرانيا. حيث كشفت اوربا وامريكا مجتمعة عن زيف ادعائها وتبجحها بالحرية وبصون هذه الحرية. ففي حقيقة الامر، وعلى ارض الواقع، لن تستطيع او لن يسهل لك نشر رايك اذا كان مخالفا لما تقوله الماكنة الاعلامية الاوربية والامريكية. وليس هذا فقط، بل حتى لا يسمح لك بالاطلاع على الرأي المضاد. ولا ادل على ذلك من غلق كل القنوات والمواقع ووسائل التواصل الروسية والصديقة لها! فانت اذن مجبر على الاستماع لوجهة نظر واحدة! فاين الاستقلالية واين الحرية في هذا الاعلام؟!

والانكى من ذلك هو خلطهم الاوراق كما يشاؤون. ففي فترات سابقة كان العالم الاوربي الغربي يرفض ان “تُدس” السياسة في كل مفاصل الحياة، وكان يتحدث عن استقلالية الفن والرياضة والصحافة وبقية النشاطات الانسانية! فاذا به اليوم ينتهج بدعم من امريكا او استجابة لها، نهجا معاكسا يخلط فيه السياسة بباقي الانشطة البعيدة عنها، ليحرم الرياضيين مثلا من هذا البلد او ذاك من الاشتراك في المسابقات الدولية! او ليمنع كتبا ونشاطات موسيقية مات مؤلفوها قبل ولادة الولايات المتحدة وحتى قبل ولادة بعض دول اوربا!

وهذا يذكّرنا بتعليق شاعرنا الكبير الراحل محمد مهدي الجواهري، حين قيل له ان حكومة “صدام” اسقطت عنه الجنسية العراقية، فقال ضاحكا: “انا عمري اكبر من عمر الدولة العراقية بعقدين..”

والعاقل يفهم!

ويشبه هذا ما نعانيه اليوم في بغداد من خلط للاوراق ايضا، حيث تجري بطولة كأس الخليج بدورته الخامسة والعشرين، فقدراحت بعض المواقع والمنافذ الاعلامية تدس السم بالعسل وتتساءل هل هو خليج عربي ام فارسي؟! وماذا سيكون مصير لقاء السعودية مع اليمن؟! ولماذا حضر فلان ولم يحضر علان؟! الى اخره من الاسئلة التي لا تضمر خيرا لهذا النشاط الذي نثر الفرح على كل العراقيين واشقائهم واصدقائهم، خاصة بعد حفل الافتتاح الجميل الذي اشاد به الجميع.

فلماذا خلط الاوراق ولماذا يخلط هؤلاء الرياضة بالسياسة؟!

دعو

عرض مقالات: