اخر الاخبار

الاحتفال بعيد الأم لهُ مدلولات تاريخية، والاحتفال بهِ ليس صدفة، خصوصاً في عصرنا، بل هو حصيلة نضال طويل بدأته (آنا جارفيس)، ومرّت بمحطاتٍ كثيرة، وصولاً للاعتراف بيوم يُحتفلُ بهِ للأم. وفي السنة التي سبقت وفاتها عام 1948، أصبح احتفالاً أممياً يُقام في 40 دولة على مستوى العالم.

عيد الأم يعني الاحتفال بالحياة والسعادة والربيع والأمان، هو مناسبة لتكريم الأمهات وغير الأمهات تقديرا لكفاحهن اليومي، وعطائهن، وتضحياتهن الثمينة، وتقديرا للإنسانة التي تربي وتزرع الألفة والاستقرار والشعور بالطمأنينة، وتدعم وتساند وتساهم بدورها العظيم في تنشئة المجتمع وبنائه : الأم مدرسة إن أعددتها...  أعددت شعباً طيب الأعراق.

عيد الأم، يأتي عندنا مثقلاً بالعوز والبؤس المخيم على بيوت الفقراء، بينما يتسابق الأبناء والبنات بخجلٍ للتعبير عن الشكر لأمهاتهم، وكيف وماذا سيقدمون لهن؟ وهل التهنئة والقبل كافية ؟ أسئلة تخطر في بال الجميع، بينما الأمهات يقاومن الفقر بالكد والحسرة، لتوفير الخبز لأطفالهن.

لا يزال الملايين منهن يعشن في فقرٍ مدقع، فالفقر ليس مسألة اقتصادية فحسب، بل هو ظاهرة متعددة الأبعاد، تتضمن النقص الحاد في الدخل، وتشمل القدرات الأساسية على العيش بكرامة، وفيما الأمهات يعانين من الحرمان، فانهن يفكرنَ في اغراقنا بالحنانِ والحب.

نعم، علينا أن نحتفل بعيد الأم، ونحن نفكر في معالجة ظروف العمل الخطيرة، وتوفير السكن الآمن والطعام الجيد، وجبر الضرر عبر إتاحة الوصول إلى العدالة لأنصافهن.

في عيد الأم نهنئ الأمهات العراقيات خصوصاً بباقاتٍ من النرجس والياسمين؛ تعبيراً عن امتناننا المتواضع لدورهن العظيم، وعن اعتبار عيد الأم مناسبة للاهتمام بقضايا النساءِ كأولوية، وحشدِ الإرادة السياسية والموارد لمعالجة المشاكل، وتوعية المجتمع بانجازاتهن الإنسانية.

وأخيرا فعيد الأم هو إحدى المناسبات التي اعتمدتها الأمم المتحدة، كأداة ودعوة قوية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومن هذه الاهداف: العدالة والمساواة والقضاء على الفقر وتوفير الرفاهية لكل الشعوب.

عرض مقالات: