اخر الاخبار

أقام «ملتقى بابل» الثقافي، الجمعة الماضية، أصبوحة ثقافية ضيّف فيها الباحث التراثي محمد هادي، الذي تحدث عن محلات مدينة الحلة وبيوتاتها القديمة ومكونات سكانها، بحضور جمع غفير من المثقفين والأدباء والمهتمين في الشأن التراثي.

الأصبوحة التي أقيمت في مقر لجنة الشهيد حيدر القبطان الفرعية للحزب الشيوعي العراقي في مدينة الحلة، أدارها الشاعر ولاء الصوّاف، وافتتحها بتقديم سيرة الضيف.

الباحث هادي، وفي معرض حديثه، ألقى الضوء على بدايات نشأة مدينة الحلة وتمصيرها، مقدما لمحات تاريخية من المدينة.

وقال: أن «الحلة امتازت عن المدن الأخرى بتعدد اطيافها واختلاف مكوناتها، وانها استقطبت وافدين من مدن عراقية عديدة ومن مختلف الألوان والأطياف»، مبينا، أن «هناك محلة في المدينة تدعى (الهيتاويين)، سكنها وافدون من مدينة هيت في الأنبار، وأخرى اسمها (الجباويين)، قطن فيها وافدون قادمون من مدينة جبة في الأنبار أيضا، فضلا عن وجود محلة للأكراد».

وتابع الضيف قوله أن الحلة سكنتها أعداد كبيرة من اليهود منذ السبي البابلي لليهود في عصور ما قبل التاريخ.  وأكد أن «هؤلاء الوافدين كان لهم تأثير واضح في ثقافة الحلة وتوجهاتها الفكرية. إذ أصبحت المدينة بمرور الوقت حاضنة للتعايش السلمي، نظرا لاختلاف مكوناتها وتباين أطيافها، وهذا ما أعطاها ميزة التسامح، وزرع فيها روح الود والمحبة وأثرى قيمها الحضارية ومتبنياتها الفكرية». وأشار هادي إلى أن «الحلة أصبحت مركز استقطاب للعاملين في مهن مختلفة. فاتسعت فيها التجارة والصناعة وأصبحت مركز الفرات الأوسط بحكم تأثيرها الاقتصادي والفكري، الأمر الذي أدى إلى نشوء الفكر التقدمي فيها بحكم التلاقح الثقافي بين مكوناتها المختلفة». وتخللت الأصبوحة مداخلات ساهم فيها العديد من الحاضرين.

وسينشر التيار الديمقراطي لاحقاً التفاصيل الكاملة للندوة.