بغداد ـ طريق الشعب

تواجه معظم المؤسسات الصحية الحكومية في العراق حرجا في عدم توفر أطباء متخصصين في أقسام الطوارئ، وفقا لشهادات مراجعين وكوادر طبية ومهنية. وتعذّر على مراسل «طريق الشعب»، استحصال معلومات وافية ودقيقة من وزارة الصحة، بسبب عدم رد المتحدث باسم الوزارة على اتصالات الجريدة، ولمرات عديدة.

وضع أمني هش وعنف مجتمعي

يقول حسن العامري، طبيب في أحد المستشفيات الحكومية الكبرى ببغداد، ان هناك مشاكل جوهرية واضحة في البنية التحتية وفي التمويل، إضافة إلى نقص الكوادر المتخصصة، مما يؤدي إلى عدم قدرة المؤسسات الصحية الحكومية على تقديم الرعاية اللازمة للمرضى.

ويضيف العامري في حديث مع «طريق الشعب»، أن النقص الكبير في عدد الاطباء مقارنة بعدد السكان، يقود إلى تحميل الأطباء العاملين في المستشفيات الحكومية ضغطا كبيرا، كما أن ذلك يؤثر حتما على جودة الخدمات المقدمة للمراجعين»، وبالتالي أفرز هذا الخلل «انعداما للثقة من قبل المواطنين بالمشافي الحكومية»، وفقا لحديث العامري.

ويعلل المتحدث قلة عدد الاطباء بالعراق بجملة أسباب؛ منها الهجرة الطبية الى الخارج نتيجة للوضع الامني والعنف المجتمعي، مشيرا الى ان قرابة 8 الاف طبيب هاجروا من العراق قبل العام 2011، الامر الذي أربك مستوى الخدمات المقدمة للمراجعين في المستشفيات الحكومية.

أخطاء طبية نتيجة الإرهاق

أما ميلاد ابراهيم، ممرضة في أحد مستشفيات مدينة الطب، فتقول لـ»طريق الشعب»، إن «الضغط الزائد على الكوادر الطبية المتاحة يؤدي إلى تقليل جودة الخدمات الطبية المقدمة للمرضى، ما يعرضهم لمخاطر صحية إضافية، لأن الإرهاق المستمر لدى الكوادر الطبية يسبب تراجعا في التركيز والأداء، ما يزيد من فرص حدوث أخطاء طبية».

وتضيف إبراهيم، أنه «بالرغم من وجود تعيين مركزي لطلبة كليات المريض سنوياً الا انه لا يزال هناك نقص كبير في الكوادر التمريضية، وهذا سبب مشاكل كبيرة داخل المؤسسات الطبية».

وتؤكد إبراهيم، ان هناك حاجة ملحة لتعزيز التعليم الطبي وتوفير بيئة عمل جاذبة للكوادر الطبية المتخصصة، من اجل ضمان توفير رعاية صحية عالية الجودة لجميع المراجعين.

زيادة السكان

مصدر مسؤول في صحة الكرخ ببغداد، يوضح أن «توزيع الكوادر الطبية في المؤسسات الحكومية يتم من خلال وزارة الصحة حصرا»، مبيناً أن «اعداد اطباء الاسنان والصيادلة جيدة مقارنة باعداد الممرضين واطباء الاختصاص».

ويقول المصدر لـ»طريق الشعب»، أن «اعداد الكوادر الطبية لا تتناسب مع الزيادة السكانية في بغداد وحتى المحافظات»، مشيرا الى أن اعداد الخريجين لا تغطي حاجة المؤسسات الصحية الحكومية، كما ان الطبيب يتطلب منه أن يخدم في أماكن نائية لاتمام شرط التدرج الوظيفي.

ويضيف المصدر الذي رفض الكشف عن هويته، ان «اغلب الاطباء في الوقت الحالي لا يستمرون في الوظيفة الحكومية، بل يتحولون للقطاع الخاص، ويلجؤون لفتح عيادة خاصة او العمل في مركز طبي اهلي، نتيجة للمشاكل المحتملة في القطاع الحكومي وقلة الدعم والراتب».