شهدت مناطق عدة في العراق سلسلة من الاحتجاجات والوقفات التصعيدية خلال الأيام الماضية، حيث خرج العشرات من الفلاحين والمعلمين والموظفين والخريجين، للاحتجاج على تأخر المستحقات وصرف الرواتب، وعدم تلبية مطالبهم المتعلقة بتحسين الخدمات والحصول على حقوقهم المشروعة.
فلاحو الإسحاقي
تظاهر العشرات من فلاحي ناحية الإسحاقي جنوب محافظة صلاح الدين، أمام محطة "المطبك" في جزيرة "الفرحاتية"، مطالبين بزيادة حصة الكهرباء المخصصة لمناطقهم الزراعية، التي تضم أكثر من 70 ألف دونم مزروعة بالحنطة والشعير.
وأكد المحتجون أنهم يواجهون صعوبات كبيرة في ري أراضيهم بسبب النقص الحاد في الطاقة الكهربائية، في وقت تتوفر فيه نحو 1000 ميغاواط في سامراء يتم توزيعها على مناطق أخرى.
ودعا المتظاهرون رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى زيادة حصة الكهرباء لناحية الإسحاقي، التي تعاني من انقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر، حيث يحصلون على الكهرباء لمدة ساعتين فقط مع انقطاع يصل إلى 6 ساعات. وأضافوا أن المساحة المزروعة في المنطقة تبلغ أكثر من 70 ألف دونم، منها 40 ألف دونم ضمن خطة وزارة الزراعة ومديرية زراعة صلاح الدين.وأشار الفلاحون إلى أنهم تكبدوا مصاريف كبيرة تشمل الأسمدة والبذور دون دعم من الحكومة الاتحادية أو المحلية، مطالبين وزير الكهرباء بزيادة حصة المنطقة من محطة "الجالسية" جنوب سامراء، التي تنتج أكثر من 1200 ميغاواط، لكن حصة الإسحاقي ما تزال ضئيلة ولا تكفي حاجة الفلاحين.
معلمو السليمانية
من جهة أخرى، نفذ معلمو وموظفو السليمانية، خطوة تصعيدية جديدة، احتجاجا على تأخر صرف رواتبهم، حيث نصبوا خيمة على طريق صهاريج النفط المتجهة إلى إيران في منطقة عربت.
وأكد المحتجون، أنهم سيواصلون اعتصامهم حتى تتم الاستجابة لمطالبهم، والمتمثلة في صرف رواتبهم المستحقة.
كما قام المحتجون بإغلاق الطريق المؤدي إلى منفذ باشماخ أمام حركة الشاحنات المحملة بالنفط ومشتقاته، احتجاجا على تأخر صرف رواتبهم لشهر كانون الأول 2024، وكذلك عدم تنفيذ قرارات المحكمة الاتحادية المتعلقة بمشكلاتهم المالية.
وفي سياق متصل، نظم موظفو قسم الصيانة في مديرية توزيع كهرباء السليمانية وقفة احتجاجية أمام مبنى المديرية، اعتراضًا على قرار تقليص عدد وجبات الدوام من خمس إلى أربع.
وأكد المحتجون أن القرار سيؤدي إلى زيادة ضغط العمل عليهم، خاصة في ظل تأخر صرف الرواتب وعدم منح المخصصات والعلاوات منذ أكثر من 11 عامًا.
وذكر عبد الواحد محمد، أحد المشاركين في الاحتجاج، بأن تقليص الوجبات سيجبر الموظفين على العمل لساعات أطول في أيام أقل، مما سيؤثر سلبًا على راحتهم وأدائهم الوظيفي. وطالب المحتجون الجهات المعنية بالتراجع عن القرار والتمسك بنظام الدوام السابق لضمان استمرار تقديم الخدمات للمواطنين بكفاءة عالية.
إغلاق طريق كركوك – أربيل
وأغلق أصحاب سيارات الحمل، طريق كركوك – أربيل بالقرب من نقطة تفتيش "دارمان" باستخدام الإطارات المحترقة، وذلك احتجاجاً على الإجراءات المشددة التي تفرضها نقاط التفتيش على استيراد البضائع. وأشار المحتجون إلى تأخر عمل جهاز السونار الذي يفتح لساعات قليلة فقط، مما يتسبب في تراكم طوابير طويلة من الشاحنات.
وقال أحمد سليم، سائق تريلة، إنهم يعانون من الإجراءات المعقدة التي تفرضها السيطرات على شاحناتهم، وخاصة في نقطة تفتيش "دارمان"، حيث يتم تشغيل جهاز السونار لساعة أو ساعتين فقط، ثم يتم إيقافه، مما يتركهم في طوابير انتظار لساعات طويلة. وأضاف سليم، أن البضائع القادمة من مدن الإقليم تُمنع من دخول محافظات الوسط والجنوب، في حين يتم تشديد الإجراءات، ما يعرقل حركة النقل بين المناطق ويؤدي إلى تأخير كبير في تسليم البضائع.
خريجو ميسان
تظاهر العشرات من خريجي الكليات المتقدمين على فرص التعيين في محافظة ميسان، أمام مبنى ديوان المحافظة احتجاجًا على تأخر المصادقة على نتائج الاعتراضات والتعيينات التي تقدموا بها في وقت سابق. وكان العديد من الخريجين قد تقدموا بطلبات اعتراض على نتائج التعيينات التي أُعلنت في وقت سابق، وقد حددت الحكومة المحلية موعدًا للإعلان عن النتائج والمصادقة عليها، إلا أن هذه المواعيد قد تأخرت.
وقال أحد المشاركين في التظاهرة، إن لجنة الاعتراضات، برئاسة النائب الأول للمحافظ، لم تلتزم بالتوقيتات المعلنة لإظهار نتائج الاعتراضات والمصادقة على الأسماء النهائية للمتقدمين، بعد ظهور أسماء الخريجين الذين سيتم التعاقد معهم وفق تعيينات أطلقتها الحكومة المحلية قبل حوالي عام. وطالب المتظاهرون بالإسراع في نشر نتائج الاعتراضات والمصادقة عليها، لتوفير فرص العمل المنتظرة.
منتسبو كهرباء ذي قار
ونظم العشرات من منتسبي محطة كهرباء ذي قار المركبة والغازية وقفة احتجاجية، رفضًا لقرار حرمانهم من نسبة الخطورة في التعديل الجديد، مطالبين بشمولهم بالزيادة المقررة أسوة ببقية تشكيلات وزارة الكهرباء الأخرى.
وفي مقطع فيديو، قال أحد المحتجين، إنه في حال الإصرار على حرمانهم من هذه الحقوق، سيكون لهم موقف مغاير. وأضاف أنه يدعو أعضاء لجنة الطاقة البرلمانية للمطالبة بحقوقهم ومساندتهم في هذا الشأن.