اخر الاخبار

شهدت محافظات عدة استمرار التظاهرات والاحتجاجات الشعبية، تنديدًا بالتهميش والإجحاف بالحقوق، والمطالبة بتحسين الخدمات الأساسية التي تمس حياة المواطنين اليومية.

من البصرة إلى كركوك مرورًا ببابل، خرج المواطنون إلى الشوارع للتعبير عن غضبهم من سياسات تهميش فئات كبيرة من المجتمع.

هذه الاحتجاجات ليست فقط تعبيرًا عن أزمات اقتصادية وخدمية متراكمة، بل أيضًا رسالة واضحة لأصحاب القرار بضرورة الإسراع في معالجة هذه القضايا وإنصاف المتضررين.

موظفو شركة الحفر

وخرج موظفو شركة الحفر العراقية في موقع البرجسية (بئر 20 النفطي) ضمن حقل الرميلة الشمالية غربي البصرة، في تظاهرة حاشدة، للمطالبة بمساواتهم مع أقرانهم في الشركات النفطية الأخرى من حيث الامتيازات والحقوق. وجاءت هذه التظاهرة كجزء من حركة احتجاجية واسعة شملت مواقع الشركة في عدة محافظات.

وقال نشوان أبو الهيل، عضو مجلس إدارة شركة الحفر العراقية، إن "منتسبي الشركة نظموا وقفة احتجاجية في كافة مواقع الشركة على مستوى المحافظات، بما في ذلك البصرة، وذلك تنديدًا بالتهميش المستمر من قبل وزارة النفط التي تفضل الشركات الأجنبية على الشركة الوطنية العريقة".

وأضاف أبو الهيل، أن "الاحتجاج جاء نتيجة لقرارات عديدة أثرت سلبًا على الموظفين، وآخرها حرمانهم من الاستفادة من الصندوق الوزاري المخصص للشركات، والذي أصبح تحت تصرف وزير النفط".

وأكد أبو الهيل، أن "الهدف من الوقفة هو إيصال رسالة إلى أصحاب القرار للنظر في أوضاع هذه الشريحة المهمة من الموظفين الذين يعانون من التهميش والإجحاف في حقوقهم".

وشدد على أن مطالب الموظفين مشروعة وتستحق الاهتمام العاجل من قبل الجهات المعنية.

اعتداء على المحتجين

وفي سياق متصل، تظاهر المئات من أبناء قضاء الصادق أمام حقل غرب القرنة 1 شمالي البصرة، مطالبين بتشغيل العاطلين عن العمل بعد انتظار طويل للحصول على فرص عمل.

ووفقًا لمقاطع مصورة من موقع التظاهرة، فقد تعرض المتظاهرون لاعتداء من قبل القوات الأمنية المشرفة على تأمين الحقل، حيث تم تفريقهم باستخدام العصي والهراوات.

وقال حسن وميض، ممثل مهندسي قضاء الصادق، إن "معظم المتظاهرين اليوم هم من المهندسين العاطلين عن العمل الذين ظهرت أسماؤهم ضمن الـ1000 درجة وظيفية، لكن لم تتم المباشرة في توظيفهم حتى الآن".

وأوضح وميض، أن "الحكومة المحلية اجتمعت مع المتظاهرين وأبلغتهم بحلول آنية خلال شهر، ولكن رغم انتهاء المدة، لم يتم طرح حلول جدية لتشغيل العاطلين".

وأكد وميض، أن "التظاهرات ستستمر أمام حقل غرب القرنة 1 بعد أن كانت قد شهدت تظاهرات سابقة أمام حقل القرنة 2، ورغم فض التظاهرة من قبل القوات الأمنية، فإن المتظاهرين لن ينسحبوا حتى يتم تنفيذ مطالبهم".

احتجاج على انقطاع الكهرباء

وفي محافظة كركوك، تظاهر العشرات من المواطنين احتجاجًا على تدهور خدمات الكهرباء في المنطقة. وقام المحتجون، بالقرب من جسر ليلان، بإشعال الإطارات على الطريق، تعبيرًا عن غضبهم واستيائهم من الوضع المتردي للكهرباء في تلك المنطقة.

وطالب المتظاهرون بتحسين مستوى الخدمات الكهربائية وتوفير التيار الكهربائي بشكل مستمر، مشيرين إلى أن الانقطاع المستمر للكهرباء يؤثر بشكل كبير على حياتهم اليومية.

تهديد أصحاب المولدات الاهلية

من جهة أخرى، هدد أصحاب المولدات الأهلية في محافظة بابل بإطفاء عام لجميع المولدات في المحافظة إذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم ومساواتهم بأقرانهم في المحافظات الأخرى. وجاء ذلك في مقطع فيديو نشره متحدث باسم الرابطة، حيث أكد أنهم سيمهلون الحكومة المحلية 48 ساعة فقط، حتى الساعة الثانية عشرة منتصف ليل الثلاثاء/الأربعاء.

وأوضح المتحدث، أن "المولدات ستُطفأ في عموم المحافظة ليلاً ونهاراً إذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم"، مشيراً إلى أنهم "لن يستجيبوا لأي تدخل من أعضاء مجلس المحافظة لإعادة تشغيل المولدات ما لم تتم تلبية مطالبهم".

وأضاف، أن "أصحاب المولدات في بابل يعانون من قلة الوقود المجهز للمولدات، حيث لا يكفي لتلبية احتياجات المواطنين، كما أنهم يدفعون الضرائب وأجور الأرض التي عليها المولدات، بينما يفرض مجلس المحافظة تسعيرة غير منصفة".

وتعكس هذه الاحتجاجات والتظاهرات استمرار الأزمات الخدمية والاقتصادية في عدة محافظات، وتؤكد ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة من قبل الجهات المعنية لمعالجة هذه القضايا وتحقيق مطالب المواطنين.

عرض مقالات: