اخر الاخبار

تتحمل النساء في شهر رمضان أعباءً إضافية تزداد وطأتها مع المسؤوليات اليومية. وبينما يقضي أفراد العائلة أوقاتهم بممارسة هواياتهم أو متابعة البرامج التلفزيونية، تجد النساء أنفسهن في سباق مع الزمن لإدارة شؤون المنزل وإعداد الطعام ومتابعة الواجبات المدرسية للأبناء.

تحديات للمرأة العاملة

المواطنة انتظار حبيب، معلمة في مدرسة أهلية وأم لطفلين وطالبة ماجستير، تتحدث لـ "طريق الشعب" عن يومها فتقول "يبدأ يومي بتحضير السحور لعائلتي، ومن ثم أذهب للعمل، أتابع دراستي، وأعود لإعداد الفطور والعناية بشؤون المنزل". انتظار التي وصفها زوجها، كريم سلمان، بـ "النحلة"، يشيد بقدرتها على التوفيق بين أدوارها المتعددة فيقول "على الرغم من التعب والإرهاق الواضح عليها، إلا أنها لا تقصّر في واجباتها، سواء تجاه العائلة أو تحقيق طموحها بالحصول على تقدير ممتاز في دراستها". ويضيف كريم أن "مسؤوليات المرأة تتضاعف في رمضان، ومساعدة الزوج لها في بعض الأعمال المنزلية أمر مهم ولا ينتقص من رجولته أو كرامته".

ربات البيوت والضغوط المستمرة

المواطنة رشا محمد، أم لخمسة أبناء، تشعر بإرهاق مستمر طيلة اليوم رغم سعادتها برعاية أسرتها. تقول لـ "طريق الشعب" إن "مسؤوليات ربة البيت لا تقل عن مسؤوليات المرأة العاملة، التسوق وإعداد الطعام ورعاية الأبناء، وكلها مهام تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين". وتضيف "بينما يتابع أفراد العائلة البرامج التلفزيونية بعد الإفطار، تبدأ النساء بغسل الصحون وتنظيف المطبخ، يليها ترتيب المنزل. الوقت في رمضان يمر سريعا ولا نجد وقتا كافيا للراحة".

بدورها تصف المواطنة هديل فالح واقعها في رمضان بأنه يشبه "ماراثونا يوميا". تقول لـ "طريق الشعب": "أمي تعاني من أمراض مزمنة وتتطلب رعاية خاصة، وهذه المسؤولية تقع بالكامل على عاتقي. بالإضافة إلى ذلك، فإن والدي لا يستطيع الصيام، مما يضطرني لإعداد عدة وجبات يوميا، إلى جانب العناية الصحية بهم وتنظيف المنزل وغسل الصحون".

أما عن متابعة البرامج التلفزيونية، فتقول هديل "لا أجد الوقت الكافي للاستمتاع أو الترفيه، فالوقت في رمضان بالكاد يكفي لتلبية متطلبات أسرتي". وعن أسعار المواد الغذائية خلال الشهر، ترى هديل أنها لم تشهد تغييرات تُذكر مقارنة بالفترة التي سبقت رمضان، لكنها بشكل عام "مرتفعة جداً ولا تتناسب مع دخول الكثير من المواطنين الذين يعانون من أوضاع اقتصادية صعبة".

أما بشأن مبادرة رئيس الوزراء بفتح أسواق خاصة بأسعار مدعومة، فتوضح هديل "إذا كان سعر كيلو اللحم في الأسواق المحلية 22 ألف دينار، فإنه يباع في الأسواق المدعومة (الهايبر ماركت) بـ 21 ألف دينار فقط. هذا الفارق الضئيل لا يُحدث أي تغيير ملموس، وبالتالي، لم تُسهم هذه المبادرة في تخفيف معاناتنا، خاصة خلال رمضان الذي يتطلب الكثير من النفقات الغذائية".

معاناة مضاعفة

في سياق آخر، تواجه النساء المستفيدات من الرعاية الاجتماعية تحديات إضافية خلال رمضان. المواطنة تهاني عباس، وهي أم لأربعة أطفال، تقول "الضغوط الاقتصادية تجعل من رمضان تحدياً كبيراً. نضطر أحيانا للاستغناء عن بعض الاحتياجات الأساسية لتأمين وجبات الإفطار والسحور".

وتشير تهاني إلى أن النساء يواجهن صعوبات في توفير مستلزمات الشهر، مضيفة "بعضنا يلجأ إلى القروض أو المساعدات الإنسانية لتجاوز هذه الفترة".

سعاد كريم، أرملة تعتمد على الرعاية الاجتماعية في معيشتها، تشير إلى أن "مفردات الحصة التموينية لا تغطي احتياجات الأسرة خلال شهر رمضان، خاصة وأن أغلب المواد التي تتضمنها تكون رديئة النوعية، مثل مادة الأرز التي تُعد مكوناً أساسياً على موائد العوائل العراقية. هذا الأمر يجبر العديد من الأسر على شراء المواد الغذائية من الأسواق المحلية، مما يشكل عبئاً ثقيلاً، خاصة على العوائل ذوات الدخل المحدود جداً". وتضيف: "شهر رمضان يُظهر بوضوح صمود المرأة العراقية في مواجهة التحديات. فرغم الظروف الصعبة التي نعيشها، أسعى دائما لتوفير أجواء من الفرح لعائلتي وتلبية احتياجاتهم قدر الإمكانات المتاحة".

عرض مقالات: