اخر الاخبار

شهدت عدة محافظات عراقية، خلال الأيام الماضية، سلسلة من التظاهرات والوقفات الاحتجاجية التي نظمتها شرائح مختلفة من الموظفين والخريجين والأهالي، للمطالبة بتحسين الخدمات وتوفير فرص العمل وتنفيذ قرارات قضائية، إضافة إلى رفض بعض الإجراءات الحكومية التي اعتبروها مجحفة بحقهم.

 احتجاجات "خور عبدالله" في بغداد

وفي العاصمة بغداد، شهدت ساحة النسور تظاهرة شارك فيها نحو 50 شخصاً يتقدمهم وزير النقل الأسبق والنائب السابق عامر عبد الجبار، للمطالبة بإلغاء اتفاقية خور عبد الله مع الجانب الكويتي.

وقال مصدر أمني إن التظاهرة شهدت مشادات مع القوات الأمنية التي منعت التصوير وطوقت المكان، كما منعت مجموعة يتزعمها الناشط ضرغام ماجد من دخول العاصمة للمشاركة لعدم حصولهم على موافقات رسمية.

وخلال التظاهرة، طالب عبد الجبار رئيس مجلس الوزراء بتطبيق قرار المحكمة الاتحادية العليا رقم 105 لسنة 2023، الذي قضى بعدم دستورية قانون التصديق على الاتفاقية بسبب مخالفة إجراءات التصويت في البرلمان لمتطلبات الدستور. وحذر عبد الجبار من اندلاع احتجاجات أوسع بعد زيارة الأربعين، قد ترتفع مطالبها إلى حد المطالبة بإقالة الحكومة إن لم يتم تنفيذ القرار القضائي.

موظفو الأقسام الطبية في البصرة

نظم موظفو الأقسام الطبية في الشركات النفطية بمحافظة البصرة وقفة احتجاجية طالبوا خلالها بشمولهم بمخصصات الخطورة الطبية أسوة بنظرائهم في الوزارات الأخرى. وأكد المحتجون، وفقاً لمراسلنا، أن حرمانهم من هذه المخصصات يمثل تمييزاً واضحاً بحقهم، لاسيما وأن طبيعة عملهم لا تقل خطورة عن العاملين في المؤسسات الصحية الأخرى.

خريجون يطالبون بالتعيين

كما نظم العشرات من الخريجين المشاركين في التعداد السكاني الأخير وقفة احتجاجية أمام مبنى محافظة البصرة، للمطالبة بتعيينهم ضمن ملف 13 ألف درجة وظيفية. وأوضحوا أن مشاركتهم في عملية التعداد كانت ناجحة وفعالة، لكن وبعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على مراجعاتهم ومطالبتهم المستمرة عبر ثلاث تظاهرات ومخاطبات رسمية لم يحصلوا على أي استجابة، رغم تعهد المحافظ بدراسة طلبهم سابقاً.

أهالي الرومية يطالبون بالخدمات

وفي قضاء أبي الخصيب، خرج أهالي منطقة الرومية في تظاهرة عبروا فيها عن استيائهم من غياب الخدمات الأساسية في منطقتهم. وأكدوا أن شوارعهم تفتقر إلى التبليط وشبكات الصرف الصحي والكهرباء، فيما امتلأت الطرق بالمطبات التي تعيق حركة المركبات والطلاب، وتزداد معاناتهم بشكل كبير في موسم الأمطار حيث تتحول الشوارع إلى برك من الطين. وطالب الأهالي الحكومة المحلية وبلدية القضاء بشمول منطقتهم بخطط الإعمار، مؤكدين أن مطالبهم ليست صعبة التنفيذ، لكنها تمثل حاجة حياتية ملحّة.

ميسان تحتج على المحاصصة والجفاف

وفي محافظة ميسان، نظم العشرات من أهالي ناحية سيد أحمد الرفاعي وقفة احتجاجية أمام مبنى مجلس المحافظة، رفضاً لقرار تغيير مدير الناحية جار الله البزوني. وأوضح المحتجون أن القرار اتُخذ بشكل فردي من دون استشارة الأهالي أو ممثليهم، واتهموا بعض أعضاء المجلس بالعمل وفق مبدأ المحاصصة الحزبية.

وجاءت هذه التظاهرة بعد أيام من احتجاج مماثل في ناحية العزير، حيث طالب الأهالي بإبعاد المحاصصة عن تعيين مديري الوحدات الإدارية.

وفي السياق ذاته، أقدم العشرات من سكان منطقة الجزيرة غربي المحافظة، بينهم مزارعون من قرى العيسى والمريان، على قطع الطريق الرابط بين ميسان وذي قار، احتجاجاً على استمرار الجفاف وانقطاع مياه الإسالة. وطالبوا الحكومة بإطلاق المياه عبر مشروع MC2 ونهر البتيرة لإنقاذ محاصيلهم وتأمين مياه الشرب لمحطات الإسالة المتوقفة.

كما تظاهر سكان ناحية العزير مجدداً أمام مبنى مجلس المحافظة رفضاً لتغيير مدير الناحية السابق كاظم دريول، وتكليف غزوان النوفلي بدلاً عنه. وأكد المتظاهرون، وأغلبهم من عشائر "البو عيطة"، أنهم يمثلون غالبية سكان الناحية ولهم الحق في تقديم مرشحيهم لإدارة منطقتهم بعيداً عن الاعتبارات الحزبية.

خريجو المثنى يطالبون بفرص عمل

وفي محافظة المثنى، خرج العشرات من خريجي الكليات (الاحتياط) في وقفة احتجاجية أمام مبنى مجلس المحافظة، مطالبين بشمولهم بنظام العقود المخصصة للدوائر الحكومية. وشدد المحتجون على أن مطلبهم يهدف إلى توفير فرص عمل تضمن لهم الاستقرار، ورفضهم في الوقت نفسه تحويل هذه الدرجات إلى فئات أخرى. وأكدوا استمرارهم في التحركات لحين الاستجابة لمطالبهم.

"تظاهرة صفراء" في كركوك

أما في محافظة كركوك، فقد نظم أصحاب سيارات الأجرة "الصفراء" تظاهرة احتجاجية ضد إدخال سيارات خاصة ضمن عمل تطبيق إلكتروني جديد للنقل. واعتبر المحتجون أن هذا الإجراء يهدد أرزاقهم ويتعارض مع القوانين، خصوصاً وأنهم يدفعون التزامات مالية ورسوماً سنوية في حين يعمل أصحاب السيارات الخصوصية من دون ضوابط.

وطالب السائقون الحكومة المحلية ومديرية النقل بالتدخل لمنع هذه "التجاوزات غير القانونية"، مؤكدين أنهم سيتواصلون في احتجاجاتهم لحين ضمان حقوقهم.

احتجاج النازحين الإيزيديين في زاخو

وفي أقصى الشمال، نظم العشرات من النازحين الإيزيديين في مخيم "جم مشكو" التابع لإدارة زاخو المستقلة تظاهرة سلمية، احتجاجاً على قرار وزارة الهجرة الاتحادية القاضي بدمج النازحين في المجتمع المحلي لإقليم كردستان بدلاً من إعادتهم إلى مناطقهم الأصلية.

ورفع المتظاهرون شعارات ترفض القرار وتؤكد استمرار معاناتهم لأكثر من 11 عاماً داخل المخيمات.

وأوضح الناشط قاسم سلو أن النازحين كانوا ينتظرون قرار إعادتهم إلى مناطقهم لكنهم فوجئوا بقرار الدمج، فيما طالبوا بتعويضهم أسوة بالعائلات التي عادت من مخيم الهول وحصلت على 10 ملايين دينار.

كما أكد المتظاهر قيس خلف أن وزارة الهجرة لم تقدم أي حلول حقيقية للنازحين الإيزيديين منذ 11 عاماً، بل كانت قراراتها في غير صالحهم، معتبراً أن القرار الأخير يحمل أبعاداً سياسية تهدف إلى منع عودتهم واستبدالهم بآخرين.

ودعا المتظاهرون الجهات الدولية للتدخل من أجل عودتهم إلى ديارهم وإعادة إعمار مناطقهم المدمرة.

عرض مقالات: