خرجت تظاهرات واسعة في ثلاث محافظات هي البصرة والمثنى وبابل، خلال اليومين الماضيين، طالبت بتوفير العمل وتقديم الخدمات، وبمستحقات الفلاحين عن موسمهم الزراعي السابق.
وتشهد البلاد تظاهرات يومية، نتيجة غياب العدالة الاجتماعية والتسويف لمطالب المواطنين وعدم تقديم الخدمات المناسبة، وهذا يعود الى استمرار منظومة المحاصصة في تبني نهج المحاصصة والفساد كأسلوب وحيد في الحكم.
البصرة.. احتجاجات الخريجين تتواصل
وصعّد خريجو الاختصاصات النفطية من احتجاجاتهم، واقدموا على انزال راية شركة نفط البصرة واغلقوا جميع أبوابها، وذلك بعد سبعة أشهر من التظاهرات المتواصلة، مطالبين بتوفير فرص عمل دون تحقيق مطالبهم.
وقال ممثل التظاهرة حسن الشاوي، إن "المحتجين قرروا التصعيد حتى الاستجابة لمطالبهم، والمتمثلة بتوفير فرص تعيين ولو بصفة أجر يومي لهم ضمن الشركات الرابحة التابعة لوزارة النفط، فضلاً عن إلزام الشركات الأجنبية والمحلية العاملة في الحقول النفطية بتشغيل أبناء المحافظة حصراً أسوة بمحافظة ذي قار".
وطالب المتظاهرون بتفعيل مكاتب التشغيل الفرعية في الأقضية والنواحي "بعد حل المكتب المركزي، إذ تحولت هذه المكاتب إلى مجرد كرفانات بلا جدوى"، حسب العديد منهم.
فض الاحتجاج بالقوة
وفي وقت سابق، أقدمت القوات الأمنية على فض تظاهرة لعشرات العاطلين عن العمل أمام بوابة شركة مصافي الجنوب المطالبين بالتعيين في مشروع FCC.
وقال احد المتظاهرين أحمد شاكر، إن "القوة المكلفة بحماية التظاهرة جرى تغييرها، وبالتالي جرى هذا الاعتداء على المعتصمين بالقوة وفض تظاهرتهم"، مؤكداً انهم لم يشهدوا مثل ذلك من القوة المكلفة سابقاً. في إشارة الى ان موضوع فض الاعتداء قد تم تدبيره في وقت مسبق.
وأضاف شاكر أن "المتظاهرين يتظاهرون بشكل يومي أمام بوابة شركة المصافي في المحافظة، ويحاولون الضغط على المسؤولين من اجل الاستجابة لمطالبهم، لكنهم فوجئوا بتغيير القوة المكلفة بالحماية، والتي اعتدت عليهم، وأصيب بسبب ذلك عدد من المتظاهرين بضربات مباشرة".
السماوة تظاهرة ضد استثمار الأراضي
وعبّر عدد من أبناء عشيرة الشنابرة في السماوة، عن رفضهم لقرار تخصيص أرض تعود ملكيتها لهم، لصالح أحد مشاريع الاستثمار خلافاً للقانون، واحتشدوا امام هيئة استثمار المحافظة.
وأكد المتظاهرون، ان "ملكية الأرض تعود للعشيرة وهي مسجلة قانونيا"، مؤكدين أنهم لن يسمحوا بالتصرف بأملاكهم دون شرائها أو دفع تعويض لهم" حسب قولهم.
..وتظاهرة فلاحية اخرى
كما نظم عدد كبير من مزارعي محافظة المثنى، تظاهرة أمام سايلو السماوة، مطالبين بصرف مستحقاتهم المالية المتأخرة عن تسويق محصول الحنطة للموسم الزراعي الماضي.
وأكد الفلاحون المتظاهرون، أنهم تسلموا جزءا بسيطا من مستحقاتهم، وهي لا تكفي لتغطية احتياجاتهم الزراعية، وهذا ما يجعل موسهم الزراعي المقبل في خطر، مشيرين إلى أن "تأخر صرف المستحقات حتى الآن يعني انقطاع الدعم الحكومي للمزارعين بعكس التصريحات والوعود التي تصدر عن المسؤولين".
خريجو الحلة: نريد التعيين!
وشهدت مدينة الحلة، تظاهرة كبيرة لمئات الخريجين، طالبوا فيها بتوفير درجات وظيفية.
وأغلق المحتجون تقاطع الثورة وسط المدينة تعبيراً، ورفضوا التسويف المستمر لمطالبهم من قبل الحكومة المحلية والاتحادية.
وأكدوا استمرار حراكهم الاحتجاجي منذ عام ونصف العام، من دون استجابة لمطالبهم.
وقال المتظاهر أحمد حسين: استخدمنا كل الوسائل السلمية دون جدوى، ووافقنا على جميع الحلول الممكنة سواء بأجور رمزية أو عقود بأجر يومي، أو حتى كمحاضرين مجاناً لحين توفير التخصيصات، لكن لم يُستجب لنا.
فيما أكد المتظاهر ليث الحسيني، أن تظاهراتهم ستستمر: "اذا استمر التجاهل سوف نلجأ للتصعيد مجدداً".