اخر الاخبار

في عام 2017، عقدت حركة المعدمين في البرازيل (ام اس تي)، وهي أكبر حركة اجتماعية في البرازيل تضم ملايين الأعضاء، أول مؤتمر بعنوان “معضلات الإنسانية” في ساو باولو. بعد مراجعة نقدية لأوجه قصور المنتدى الاجتماعي العالمي، الذي تأسس عام 2001، أصبح من الضروري إنشاء منبر أممي للأحزاب السياسية والمنظمات الجماهيرية خارج إطار المنظمات غير الحكومية التقليدية، التي يعتمد الكثير منها على تمويل مؤسسات غربية ويخضع لضوابطها، التي تنطوي على رؤية فكرية سياسية تخدم أولويات هذه المؤسسات، يجري فرضها بشكل غير مباشر. ونتج عن المؤتمر الأول تشكيل “جمعية الشعوب الأممية” (أي بي أي)، وهو تحالف يضم أكثر من 200 حزب ومنظمة من بلدان جنوب العالم.

وبمشاركة الحزب الشيوعي العراقي، عقدت الجمعية خلال الأسبوع الفائت المؤتمر الثالث لـ “معضلات الإنسانية” في جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا، التي شهدت قبل قرابة الشهرين انعقاد القمة الخامس عشرة لدول بريكس. لكن على النقيض من القمة، لم يجمع هذا المؤتمر رؤساء دول وحكومات من بلدان الجنوب العالمي، بل كوادر وزعماء أحزاب وناشطين فقط.

وحضر المؤتمر 500 مندوب يمثلون 130 حزبا ومنظمة من 75 دولة. كان هدفهم هو تطوير منبر مشترك للاشتراكية. وشملت المواضيع التي تمت مناقشتها مناهضة الإمبريالية والسيادة الوطنية وتنظيم الطبقة العاملة والديمقراطية والطريق إلى الاشتراكية. وتمت استضافت المؤتمر من قبل “الاتحاد الوطني لعمال المعادن في جنوب أفريقيا”، الذي غادر اتحاد نقابات عمال جنوب افريقيا، أحد القوى المؤلفة لتحالف المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم، والذي يضم كذلك حزب المؤتمر الوطني الافريقي والحزب الشيوعي في جنوب افريقيا. ويعتبر الاتحاد الوطني لعمال المعادن في جنوب افريقيا نفسه أكثر جذرية في نقد الليبرالية الجديدة، ويتبنى مواقف معارضة لحكومة جنوب افريقيا. والمنظمة المضيفة الأخرى هي منظمة سكان مجوندولو، وهي منظمة ذات توجه اشتراكي تدافع عن سكان العشوائيات، الذين أصبحوا ضحية لعمليات القتل التي تمارسها مجموعات يمينية متطرفة.

وساهم في المؤتمر ممثلون عن أحزاب شيوعية آسيوية، ناقشوا السيادة الغذائية والحاجة إلى إنتاج غذائي مستدام مع حركات المزارعين من أمريكا اللاتينية وشبكة المزارعين في تنزانيا. وتحدثت أحزاب ونقابات من جنوب الصحراء الكبرى وشمال أفريقيا جنبًا إلى جنب مع مندوبين من حزب العمل البلجيكي حول التحديات التي تواجه المبادرات الرامية إلى إنشاء رعاية صحية تتجاوز ذهنية الربح الرأسمالية.

لكن المناقشات لم تنحصر حول المستقبل الاشتراكي فقط، وانما استمع الحضور الى مساهمة ممثلة حزب الشعب الفلسطيني أروى أبو هشهش، التي اكدت على أن المهمة الحالية للقوى التقدمية في جميع أنحاء العالم هي “فضح الرواية الغربية عن الصراع الديني” واستبدالها بالرواية الحقيقية، وهي “النضال المشروع للشعب الفلسطيني” من أجل تحرره وحقوقه”. من جانبها نددت المناضلة الفلسطينية المعروفة والقيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ليلى خالد بأن “قطاع غزة، الذي انقطعت عنه المياه، غارق الآن بدماء النساء والأطفال الفلسطينيين”. وأوضحت أنه في ظل الاحتلال والفصل العنصري، لم تكن المقاومة المسلحة حقا فحسب، بل واجبا”.

وحظي باهتمام كبير حضور وزيرة العلاقات الدولية والتعاون في جمهورية جنوب أفريقيا ناليدي باندور التي اشارت الى النجاحات التي حققها النضال في جنوب أفريقيا، ودعت باندور إلى إحياء الركائز الأربع التي أسقطت الفصل العنصري: التضامن الاممي، العمل السري، والمقاومة المسلحة، والنضال الجماهيري. تعكس هذه الكلمات الواضحة التطور الذي شهدته جمعية “معضلات الإنسانية” منذ انبثاقها.

وكان للحزب الشيوعي العراقي وقفة تضامنية حيث تم توزيع بيان الحزب ضد الانتهاكات الصهيونية وأيضا تم توزيع تصريح الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، وقد لاقى التصريح والبيان استحسان قادة الأحزاب والمنظمات المشاركة في المؤتمر.

وطلب وفد الحزب من المؤتمرين العمل بجدية على طرد سفراء إسرائيل من بلدانهم ومقاطعتها. 

عرض مقالات: