العلاقات العراقية التركية

 كتب دوريان جونز مقالاً لموقع (rfi) الفرنسي حول زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لبغداد، أشار فيه إلى سعي الضيف للحصول على دعم لحرب أنقرة ضد الأكراد بالإضافة إلى بناء علاقات اقتصادية أعمق.

 استراتيجية جديدة

وأضاف المقال بأن تزامن الزيارة مع استمرار القوات التركية تحشيداتها في الأراضي العراقية المحاذية للحدود وذلك بغية شن هجوم كبير ضد جماعة حزب العمال الكردستاني، يشير إلى وجود توجهات تركية جديدة تجاه بغداد في إطار استراتيجية شاملة بقاعدة اقتصادية واجتماعية وأمنية. ويبدو أن قرار الحكومة العراقية بحظر نشاط الحزب المعارض على أراضيها كان فاتحة لقبول هذه الاستراتيجية.  

ورأى جونز بأن لأردوغان نقاط دالة على العراق من أهمها حاجة الأخير للمياه بسبب ما يعانيه من جفاف شديد، ودعوته لأنقرة مرارا إلى إطلاق المزيد من المياه من السدود التي تتحكم في نهري دجلة والفرات، وهي دعوات أبدى أردوغان استعداده للنظر فيها، معتبراً إياها أحد أهم بنود جدول أعمال زيارته.

واعتبر المقال تعميق التجارة الثنائية جزءًا أساسيًا من زيارة الزعيم التركي، لاسيما إذا ما تم إنجاز طريق تجاري جديد مخطط له بين الصين وأوروبا، يسمى (طريق التنمية) وهو ما اعتبره مسؤول دبلوماسي تركي العمود الفقري الرئيسي لهذه الزيارة.

 توازن معقد

ورغم أن جونز وصف العلاقات بين بغداد وطهران بالوثيقة، إلى الحد الذي لا تشرق الشمس في العاصمة الأولى الاّ بموافقة الثانية، على حد تعبيره، نقل عن بعض الخبراء تصورهم بأن بغداد تتطلع إلى أنقرة لموازنة نفوذ الآخرين، خاصة مع تزايد التكهنات بشأن انسحاب القوات الأمريكية من العراق.

 تغيير نوعي

واعتبر سنان محمود في مقال له لصحيفة (ذي ناشينول) الناطقة بالإنكليزية بأن اتفاقية الإطار الاستراتيجي لتعزيز التعاون في مختلف المجالات، بما في ذلك الأمن والطاقة والاقتصاد، والتي وقعها الطرفان نقلة نوعية في العلاقات بين بغداد وأنقرة، حيث وصفها رئيس الحكومة العراقية بخارطة طريق لتعاون استراتيجي ومستدام في كافة المجالات، فيما ركز الرئيس التركي على الخطوات المشتركة التي يمكن أن يتخذها البلدان ضد حزب العمال الكردستاني، مرحباً بتصنيف العراق لهم كمجموعة محظورة. ورغم تأكيد الرئيس العراقي على ضرورة التنسيق لمكافحة الإرهاب وضمان الأمن المشترك للبلدين والمنطقة، فإن مناقشاته مع أردوغان تمحورت حول القضايا السياسية والاقتصادية وسبل تعزيز التجارة وتشجيع فرص الاستثمار ومسألة الحقوق المائية، في وقت أشار فيه مكتب أردوغان إلى أنه أبلغ نظيره العراقي أن تركيا تنتظر الكثير من العراق فيما يتعلق بالقتال ضد منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية، وأن العراق يجب أن يتخلص من جميع أشكال الإرهاب.

 النفط وطريق التنمية

ولصحيفة الواشنطن بوست، كتب قاسم عبد الزهرة وسوزان فرازير مقالاً حول الزيارة أكدا فيه على أن من أبرز أهدافها معالجة المشاكل في إمدادات المياه وصادرات النفط والغاز من شمال العراق والتنسيق الأمني، تلك القضايا التي وقعت من أجلها العديد من الاتفاقيات، ووصفها أردوغان بأنها ستشكل نقطة تحول جديدة في العلاقات التركية العراقية، فيما قال عنها رئيس الحكومة العراقية بأنها تلبي احتياجات الطرفين في مواجهة التحديات التي يفرضها وجود عناصر مسلحة قد تتعاون مع الإرهاب وتنتهك أمن البلدين.

 ممر أمني

ونوه المقال إلى رغبة أنقرة إنشاء ممر أمني بعمق يتراوح بين 30 و40 كيلومترًا على طول الحدود المشتركة مع العراق، وإن موافقة بغداد على ذلك قد تبدو مهمة. في المقابل كانت هناك رغبة عراقية في التعاون مع تركيا لإقامة طريق التنمية، الذي يربط ميناء البصرة، بتركيا وأوروبا من خلال شبكة من خطوط السكك الحديدية والطرق السريعة، وأن وجود حزب العمال الكردستاني سيهدد هذا المخطط.