تستعد الاتحادات والنقابات العمالية في جميع محافظات البلاد، لاحياء مناسبة عيد العمال العالمي في الأول من أيار، متوقعين نزول الالاف إلى الشوارع والسير في مسيرات جماهيرية، يطالبون من خلالها السلطات برفع القيود “القانونية” عن حرية العمل النقابي وإطلاق تعليمات تطبيق قانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال الذي شرّع العام الماضي ولم يدخل حيز التنفيذ حتى الآن.

وبهذا الصدد، يقول الأمين العام لاتحاد نقابات عمال العراق عدنان الصفار إن “الاتحاد وضمن استعداداته لإحياء مسيرة الأول من أيار يتواصل مع الاتحادات العمالية الأخرى للخروج بمسيرة جماهيرية كبيرة يشارك فيها العمال بمختلف قطاعات الانتاج”.

 مسيرة جماهيرية في بغداد

وأفاد الصفار أن “المسيرة ستتضمن رفع العديد من الشعارات المطلبية، التي في مقدمتها الإسراع بتشريع قانون حرية العمل النقابي، الذي أقره الدستور العراقي ومعايير منظمة العمل الدولية”، ويضيف “كما أن المسيرة ستعكس موقف الاتحادات والنقابات العمالية من خصخصة وهيكلة شركات ومعامل وزارة الصناعة، والمطالبة بإعادة الحياة للقطاع الصناعي، عبر توفير كامل الدعم للخطوط الإنتاجية، فضلا عن المطالبة بالإسراع بتطبيق قانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال”.

ويشدد الصفار على أن مسيرة الأول من أيار هذا العام ستؤكد أيضا على القضايا المطلبية الوطنية التي قدم من أجلها الشعب العراقي العديد من الشهداء في انتفاضة تشرين 2019 والتي في مقدمتها الكشف عن قتلة المتظاهرين وإزاحة نظام المحاصصة المقيتة والقضاء على الفساد الذي يهيمن على العديد من المؤسسات الحكومية”.

أول المطالب

بدوره، أكد رئيس الاتحاد العام في جمهورية العراق كريم لفته سندال، أن أعضاء اتحاده يستعدون للمشاركة في مسيرة الأول من أيار الجماهيرية التي ستنطلق في شوارع بغداد. وافتتح سندال حديثه مع “طريق الشعب” بتهنئة العمال بهذه المناسبة الأممية معرباً عن اعتقاده بأن مطالب القوى العاملة ونصرة حقوق الشغيلة يمكن أن تتحقق عند توحيد جميع المطالب.

 حرية العمل النقابي

وأكد أن “مسيرة الأول من أيار هذا العام ستطالب أولا بضرورة الإسراع بتشريع مسودة قانون حرية العمل النقابي للعمال والموظفين، خاصة وأن العراق كان قد صادق على اتفاقية منظمة العمل الدولية التي تتعلق بحرية العمل النقابي”، وأشار إلى أن المشاركين في المسيرة سينطلقون وهم يرفعون لافتات يطالبون من خلالها “إقرار قانون الضمان الصحي للعمال والتعديل على بعض فقرات قانون التقاعد والضمان الاجتماعي وإصدار تعليمات تنفيذ القانون”. وعن نشاطاتهم أفاد سندال أنهم بعد مسيرة الأول من أيار سيقيمون حفلاً مركزياً بالمناسبة، يؤكدون من خلاله على مطالب العمال واتحاداتهم النقابية.

 في المحافظات 

ولم تقتصر استعدادات العمال لإحياء مسيرة الأول من أيار على بغداد فقط، بل وشملت المحافظات الاخرى.

ففي كركوك أفاد نائب رئيس اتحاد نقابات عمال المحافظة رزكار سعيد محمد أن “الاتحاد يستعد في الأول من أيار إلى إقامة مؤتمر يعلن من خلاله موقف الاتحادات من الانتهاكات القانونية التي يتعرض لها عمال المحافظة”.

وقال لـ”طريق الشعب”، “إن من أبرز مطالب عمال محافظة كركوك الالتزام بمنح العمال أجور عمل تتناسب مع الحد الأدنى للأجور. فعلى الرغم من تحديد هذا الحد بمبلغ 350 ألف دينار من قبل الحكومة المركزية، فإن هناك من ينتهك القانون عبر منح العامل أجور عمل أقل من ذلك بحيث لا تتجاوز 200 ألف دينار شهريا مقابل ساعات عمل طويلة”.

ويذكر أن “الاتحاد يحرص في كل عام على صياغة وثيقة تتضمن أهم مطالب العمال في المحافظة ويقوم بتسليمها إلى محافظ كركوك وعدد من المدراء العامين في المحافظة على أمل تحقيقها”. ويلفت رزكار الانتباه إلى أن “أبرز معاناة العمال تكمن في فوضى تنفيذ القوانين سواء تلك التي تشرعها الحكومة المركزية أو حكومة الاقليم لكون كركوك من المناطق المتنازع عليها”.

وفي البصرة ستنطلق في الأول من أيار مسيرة جماهيرية تبدأ من نصب بدر شاكر السياب باتجاه ساحة أم البروم، حيث يقول رئيس نقابة الكهرباء في المحافظة شاكر حسن إنه “في مسيرة الأول من أيار سيؤكد العمال على إنهاء التجاوزات بتشغيل العمالة الأجنبية في حقول النفط مقابل العمالة المحلية”. ويذكر لـ”طريق الشعب” أن “العمالة الأجنبية تهيمن بنسبة 80 بالمائة على فرص العمل في حقول النفط، على الرغم من تأكيد القانون على تشغيل 50 بالمائة عمالة محلية مقابل 50 بالمائة عمالة اجنبية”.

ويلفت شاكر إلى أن أهالي محافظة البصرة وعلى الرغم من الثروة الاقتصادية التي تغذي البلاد يعانون من البطالة وقلة فرص العمل فضلا عن التأخير في تنفيذ قانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال الذي شرع العام الماضي بسبب غياب التعليمات.