قال سفير جمهورية الصين الشعبية لدى العراق، السيد تسوي وي، إن الشراكة الصينية العراقية والتعاون العملي بين البلدين حققا إنجازات مثمرة، معتبرا بغداد شريكا مهما لبكين في مشروع الحزام والطريق.
وأضاف السفير في ندوة خاصة أقامتها لجنة العلاقات الخارجية للحزب الشيوعي العراقي، أنّ "الصين تسعى إلى تطوير علاقاتها مع العراق على أساس النية الصادقة والاحترام المتبادل والكسب المشترك، وهذا العام يصادف الذكرى العاشرة لإقامة الشراكة الاستراتيجية بين الصين والعراق، وكذلك يصادف الذكرى العاشرة لتوقيع بيان التعاون للحزام والطريق بين الصين والعراق، وما رأيناه من تطور العلاقات يتماشى مع سياسات الصين الخارجية، وإننا أنجزنا العقد الباهر في العلاقات بالاسترشاد إلى مجتمع مشترك لمستقبل البشرية".
تطور الشراكة الصينية العراقية
وأكد، انه "في العقد الماضي تطورت الشراكة الصينية العراقية بشكل مستمر وحقق التعاون العملي بين البلدين إنجازات مثمرة، وتكثف التواصل الإنساني والثقافي يوما بعد آخر، وبلغ التبادل التجاري بين البلدين في العام الماضي إلى ما يقرب من 50 مليار دولار أمريكي".
وتابع، أنّ "الصين أصبحت أكبر شريك تجاري للعراق وأكبر مستورد للنفط العراقي، والعراق هو ثالث أكبر شريك تجاري للصين في المنطقة، وتشارك الشركات الصينية في عملية البناء في كافة المجالات بما فيها قطاعات الكهرباء والنقل والمواصلات والاتصالات ونشارك في بناء هذه المشاريع التي لا تخدم فقط النمو الاقتصادي للعراق، بل تأتي بالمخارج الملموسة للشعب العراقي. وقد أصبح العراق شريكا لا يستغنى عنه من قبل الصين وأن العراق سيواصل جهوده لتعزيز التنمية، والجانب الصيني يتبنى طريق بناء مجتمع مستقبل مشترك للبشرية، وذلك يتماشى مع رغبة الجانب العراقي، وهذا سيجلب لنا الكثير من الفرص للتعاون المشترك بين البلدين في المستقبل".
الحزام والطريق
وفي معرض رد السفير الصيني على المداخلات، وللتأكيد على أهمية مشروع "الحزام والطريق" تعيد "طريق الشعب" نشر مداخلة سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، رائد فهمي، التي أشار فيها إلى أن "اهتمامنا بعكس التجربة الصينية على عدة مستويات، أولا بما حققته من إنجازات غير اعتيادية وفي فترة زمنية قصيرة جدا، ومع هذا ما تزال الصين تعتبر نفسها دولة نامية، رغم أنها ثاني اقتصاد في العالم، والسؤال الذي يطرح دائما، هو ماذا يمكن ان نستفيد أو نستلهم من التجربة الصينية، في ظل حديث الصين عن التنمية في الخصائص الصينية، وهل فيها مشتركات مع دول مثل دولنا؟".
وتابع فهمي في مداخلته، أن "النقطة الثانية تتعلق بالحزام والطريق. السيد السفير ذكر أن العراق في عام 2013 كان ضمن هذه الاتفاق، وهذا الكلام نسمعه في الأوساط الرسمية بآراء مختلفة: منها ما يقول إنه لا مكان للعراق في الحزام والطريق، فهل هناك اتفاق رسمي أم مجرد رغبة؟ وهل يتعارض طريق التنمية مع مشروع الحزام والطريق؟".
وردّ السفير الصيني على مداخلة الرفيق فهمي بالقول: ان "العراق شريك مهم للصين في بناء الحزام والطريق، وفي عام 2015 تم توقيع مذكرة تفاهم بين العراق والصين بخصوص التعاون في هذا الخصوص، وهذا السؤال دائما ما يطرح من قبل العراقيين، والجواب دون أدنى شك هو (نعم). فالعراق عضو في الحزام والطريق، وأنجزنا نتائج مثمرة. وممكن نقول إن العراق من طليعة الدول المشاركة في الحزام والطريق على صعيد دول المنطقة".
وأضاف، "اما بخصوص ما يقال عن البطء في تنفيذ مشاريع الحزام والطريق، فما لدي من معلومات باعتباري سفيرا للصين في العراق، فإن الحزام والطريق يتقدم بسلاسة، ولكن جهود الصين تتواصل لتحقيق أهداف أحسن وسنواصل العمل لتحسين العمل بالحزام والطريق، بما يتماشى مع معايير أعلى. وهناك الكثير من الأصوات التي تتحدث عن وجود مشاكل، ولا بد ان نكون حذرين من هذه الاصوات ومن يقف خلفها".