اخر الاخبار

أقامت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، مساء الجمعة الماضية، احتفالاً حاشداً لمناسبة الثامن من آذار، عيد المرأة العالمي، في حديقة مقر الحزب في ساحة الأندلس في العاصمة بغداد.

وشهد الحفل حضوراً كبيراً من الشيوعيين وأصدقائهم، إلى جانب عدد من الشخصيات السياسية والناشطات والناشطين. 

بدأ الحفل بالوقوف دقيقة صمت تكريماً لذكرى الشهيدات والشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل الحرية والكرامة الإنسانية، ومن أجل وطن حر وشعب سعيد. 

ورحبت عريفة الحفل، الرفيقة نورس حسن، بالحضور، موجهة تحية خاصة للمرأة العراقية. ونوّهت بتقدير قيادة الحزب لنضال المرأة العراقية والنساء في العالم كله، كما اشادت بعطائهن المستمر في سبيل الحقوق والحريات والمساواة، ومن أجل مجتمع تسوده الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. 

كلمة اللجنة المركزية للحزب

قرأها عضو اللجنة المركزية الرفيقة انتصار الميالي، التي أكدت خلالها أهمية الاحتفال بهذه المناسبة للتعبير عن الحب والتقدير للمرأة، باعتبارها شريكة في صنع الحياة الإنسانية. وأكدت أن هذا اليوم يمثل محطة للاعتراف بإنجازات المرأة ونضالها من أجل العدالة الاجتماعية والحياة الكريمة. 

وأوضحت، أن الاحتفال بيوم المرأة يعكس تقديراً لدورها في مواجهة قوى الاستغلال والتخلف، مشيدة بصمودها أمام محاولات تقويض مكتسباتها التي حققتها عبر نضال طويل. وأشارت إلى المعركة التي خاضتها النساء العراقيات مؤخراً للدفاع عن قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959، في وجه محاولات تعديله بما يهدد حقوق المرأة والطفل. 

كما تطرقت إلى التأخير المستمر في تشريع قانون مناهضة العنف الأسري، الذي ظل معلقاً في البرلمان منذ خمس سنوات، ما يجعل النساء العراقيات عرضة للعنف في ظل قوانين قديمة تُجيز "التأديب" داخل الأسرة. 

وأكدت كلمة الحزب، أن النضال من أجل حقوق المرأة يرتبط بشكل وثيق بالأزمة السياسية والاقتصادية في البلاد، راهنة تحسين أوضاع النساء بالتغيير الجذري في نهج الحكم، بعيداً عن المحاصصة والفساد، مع التركيز على العدالة الاجتماعية والتنمية. 

وفي ختام كلمتها، دعت الميالي النساء العراقيات وجميع القوى الديمقراطية إلى المشاركة الفعالة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، لضمان تحقيق تغيير يضمن الحقوق والحريات للجميع. 

كلمة رابطة المرأة العراقية

وشهد الحفل ايضا قراءة كلمة لرابطة المرأة العراقية، قدمتها سكرتيرة الرابطة السيدة شميران مروكل، التي استعرضت فيها المسيرة النضالية للحركة النسوية في العراق. وأشارت إلى الدور الريادي الذي لعبته الرابطة منذ تأسيسها في 10 أيار 1952 وحتى اليوم، مؤكدة أن الثامن من آذار يمثل مصدر إلهام يعكس التاريخ الحافل بكفاح النساء العراقيات. 

وأوضحت، أن المرأة العراقية واجهت على مدار نضالها الطويل تحديات كبيرة وردود فعل عنيفة، لكنها لم تتوقف عن تحقيق إنجازات مهمة في سبيل تحقيق حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية. 

وأضافت، أن المرأة العراقية صُدمت في السنوات الأخيرة بالتراجع على مستوى التشريعات والحقوق الأساسية، حيث تشهد نسفاً لمكتسباتها التاريخية في ظل منهجيات ذكورية تهدف إلى السيطرة على قرارات النساء، وحصر أدوارهن في الإنجاب والأسرة.

وأشارت إلى استمرار معاناة النساء من أوضاع استثنائية تتمثل في الانتهاكات المتكررة وغياب القوانين الرادعة لمختلف أشكال العنف. 

وأكدت مروكل أهمية مواصلة النضال لتعزيز حقوق النساء، وتحقيق التقدم والعدالة الاجتماعية في ظل الأوضاع الراهنة. 

كلمة تحالف المادة 188

وشهدت أمسية الحفل أيضاً إلقاء كلمة من قبل تحالف المادة 188، قرأتها المحامية مروة عبد، التي أشادت في بدايتها بدور الحزب الشيوعي العراقي في دعم قضايا المرأة. 

وأوضحت المحامية مروة، أن "تحالف المادة 188" واجه منذ انطلاقه حملات تشويه وترهيب ممنهجة استهدفت المدافعين عن حقوق المرأة. ورغم ذلك، واصل التحالف قيادة التحركات القانونية، الشعبية، والدبلوماسية، حتى وصل إلى رفع الملف إلى المنظمات الدولية، مستنداً إلى نصوص الاتفاقيات الدولية، للتصدي لمحاولات مصادرة حرية التعبير والانتهاكات التي تطال القيم الديمقراطية المنصوص عليها في الدستور. 

وأكدت، أن "التعدي على قانون الأحوال الشخصية يمثل امتداداً لنهج التمييز الذي تعاني منه النساء"، مشيرة إلى استمرار ارتفاع معدلات العنف الأسري، وتهميش المرأة سياسياً واقتصادياً، إلى جانب القيود الاجتماعية المفروضة عليها. وأضافت، أن الخطابات التي تقلل من شأن المرأة تُعاد صياغتها بشكل متكرر، فيما تُستخدم القوانين لشرعنة التمييز بدلاً من مكافحته. 

واختتمت المحامية كلمتها بالتأكيد على أن هذا الواقع يعكس تدهور العدالة المدنية والاجتماعية، ويستدعي تكاتف الجهود لمواجهة التمييز والدفاع عن حقوق النساء. 

الشعر والتكريم

وشهدت الأمسية إلقاء قصائد من الشاعرات فرح الدوسكي، غرام الربيعي، وتبارك عسكر، ونالت جميعها استحسان الحضور. 

كما كرّمت قيادة الحزب ثلاث منظمات نسوية أو معنية بالشأن النسوي، تقديراً لجهودها الفاعلة في الدفاع عن حقوق المرأة. وقدّم سكرتير الحزب، الرفيق رائد فهمي، ألواح التكريم إلى المحامي محمد جمعة، ممثل تحالف المادة 188، والسيدة أمل كباشي، المديرة التنفيذية لشبكة النساء العراقيات، والرفيقة شميران مروكل، سكرتيرة رابطة المرأة العراقية. 

كما كرّمت قيادة الحزب عدداً من الرفيقات المتميزات في منظماتهن الحزبية والفعاليات النسوية، وهن كل من  الرفيقات: حنان هادي عاشور من محلية الرصافة الأولى، والرفيقة نهاوند جليل من هيئة المقرات، والرفيقة سميرة علي حسن من محلية الثورة، والرفيقة كريمة الساعدي من محلية الرصافة الثالثة،  والرفيقة فضيلة بهار حميد من محلية الكرخ الأولى، والرفيقة نضال الآلوسي من محلية الكرخ الثانية، والرفيقة خلود جاسم من المحلية العمالية.

ختام الحفل

واختتم الحفل بوصلة غنائية قدمتها فرقة بغداد النسوية، كما جرى توزيع شهادات شكر وتقدير على عدد من الشخصيات التي أسهمت في إنجاح الأمسية. كما تضمنت فعاليات الحفل بازاراً للأعمال اليدوية، الرسم على الزجاج، وأنواعا مختلفة من الاطعمة والحلويات.

عرض مقالات: