في وقت اعتادت فيه دول عديدة على تحويل الطائرات المسيّرة لآلات حربٍ ودمارٍ، اختارت مدينة "تشونغتشينغ" الصينية أن تخطف الأضواء بعرضٍ فنيٍّ أخّاذ. ففي التاسع عشر من نيسان الماضي، ارتفعت خمسة آلاف طائرةٍ مسيّرةٍ في سماء المدينة، وراحت ترسم لوحات ضوئية مبهرة، تروي حكايةً من حكايات التقدّم والإبداع.
كنتُ هناك ممثلا لـ طريق الشعب"، ضمن وفدٍ يضمّ مدراء وكالات أنباء وقنوات تلفزيونية ومواقع إخبارية، جاءوا من 26 دولة، تلبية لدعوة من الدائرة الدولية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، بهدف التعرف على التقدّم الذي أحرزته الصين في عملية التنمية عالية الجودة، وعلى مسار التحديث والانفتاح على العالم، ومن ثم عرض نتائج ما تحقق على الآخرين، وخاصة في التقنيات الحديثة وفي مقدمتها التطور الكبير باستخدام الذكاء الاصطناعي في الصناعة والإعلام. ولم يخلُ برنامج الدعوة من زيارات لمواقع اثرية قديمة ومتاحف مختلفة.
الفضول وشغف المعرفة
تلقيتُ الدعوة في آذار الماضي، لكني تردّدتُ في تلبيتها في بداية الأمر، فالمسافة بعيدة ومشاغلي كثيرة. لكن ما حفّزني على المشاركة وكان الوقود الذي دفعني إلى قطع الشكّ باليقين، شغف المعرفة وحبّ الاستكشاف. ومذ وطأت قدماي أرض الصين، حتى أدركت صواب قراري، فقد وجدت نفسي أمام تجربةٍ فريدة، لزيارة بلد يعبق بتاريخٍ عريق، لكنّه لا يغفو على أمجاد الماضي، بل يمدّ جسورًا متينةً بين تراثه العريق وتطلّعاته المستقبلية.
خلال أحد عشر يومًا، تنقّلتُ بين ثلاث محافظات صينية: " تشونغتشينغ" حيثُ العرض الضوئي الذي حوّل السماء إلى لوحةٍ فنيّة، و"شانشي" بجبالها الشامخة وثقافتها الغنيّة، و"بكين" العاصمة الصاخبة بأسواقها التقليدية وناطحات السحاب التي تخترق الغيم. في كلّ مكان، لمسْتُ فلسفةً صينيّةً واضحة: التكنولوجيا ليست بديلًا عن الإنسان، بل أداة تُعزّز إنسانيته، تُزيّن حياته ولا تنتزع جذوره.
تشونغتشينغ
هذه المدينة هي مركز للصناعة التحويلية في الصين، والمقر الرئيسي لصناعة السيارات، وأكبر منتج لأجهزة الكمبيوتر المحمولة في العالم، والحضن الرؤوم لمصانع كبرى لإنتاج الهواتف المحمولة، وذلك في إطار 31 قطاعًا صناعيًا مختلفًا.
وباعتبارها إحدى المدن الرئيسية في عصر الانفتاح، تواصل المدينة، تحسين بيئة الأعمال، وتسهيل عمليات التجارة والاستثمار، وتطوير السياسات الاقتصادية الحديثة، فتستضيف حاليًا 322 شركة من بين 500 شركة كبرى مدرجة في قائمة "فورتشن" العالمية، وتحتضن أكثر من 7200 مشروعا استثماريا أجنبيا، وفيها 15 قنصلية عامة للدول الأجنبية.
كما باتت المدينة اليوم تُروّج لنفسها كأكثر المدن "السيبرانية" (Cyberpunk) في الصين، وواحدة من أبرز الواجهات السياحية التي تدمج بين الابتكار الرقمي، وجمال الطبيعة الجبلية، وثراء الثقافة، مقدّمة تجربة لا تُنسى لكل زائر.
عندما اصطفت 5000 طائرة مسيّرة في سماء تشونغتشينغ، فوق نقطة التقاء نهري اليانغتسي وجيالينغ، لم يكن المشهد مجرد استعراض تقني مدهش، بل كان عملًا فنيًا وهندسيًا يعكس جوهر مدينة ذكية لا تكتفي بعرض تقدمها، بل ترويه.
الطائرات، رغم كونها وحدات مستقلة، كانت تتحرك كأنها كيان واحد، تشكّل صورًا متحركة تتناغم مع الموسيقى وتضبط إيقاعها مع أضواء ناطحات السحاب المحيطة. المدينة كلها بدت وكأنها تنطق بلغة الضوء والصوت، لغة لا تحتاج إلى ترجمة. لم يكن العرض مجرد تجربة حسية، بل تجلٍّ لفلسفة حضرية جديدة، حيث التكنولوجيا لا تؤدي دور الأداة فقط، بل تصبح وسيطًا للسرد الحضاري.
التجديد لا ينسيهم الجذور
قد يبدو الحفاظ على الطابع الإنساني والروابط الاجتماعية أمرًا صعبًا، في زمن تتسارع فيه وتيرة التحديث والعمران. إلا أن قرية مينشو، الواقعة في قلب مدينة تشونغتشينغ، تحوّلت من حيّ مهمل ذي مبانٍ متداعية إلى نموذج ملهم للتجديد الحضري الذي يجمع بين الحداثة وروح المكان. لقد نجح مشروع متكامل لإعادة التأهيل في تحويل هذا الحي الصناعي القديم إلى فضاء نابض بالحياة، يزخر بالمقاهي والمتاجر والمساحات الثقافية، ويستقطب السكان والزوار على حدّ سواء.
ففي السنوات الأخيرة، نُفذت خطة تجديد شاملة ارتكزت على مبدأ "الحفاظ، الترميم، الهدم، والاستكمال"، ما أدى إلى إعادة تأهيل أكثر من 110000 متر مربع من المباني، وترميم نحو 31000 متر مربع، وهدم الهياكل غير الآمنة، وكانت النتيجة إعادة صياغة حيّ بأكمله دون طمس ذاكرته التاريخية.
ما يجعل تجربة قرية مينشو فريدة، هو هذا التوازن بين الأصالة والتجديد، حيث تُحافظ الحِرف القديمة مثل الحياكة وصناعة المفاتيح على حضورها، بينما تتكامل الخدمات الحديثة كالمراكز الصحية والمجتمعية في النسيج العمراني الجديد. ولعل من أبرز ما لفت انتباهي أن كبار السن ما زالوا جزءًا فاعلًا من المجتمع، وأن الحياة فيها لا تُقصي أحدًا، بل تحتضن الجميع ضمن منظومة متكاملة يعمل الجميع فيها على أداء ما هو مطلوب منه، وبالمقابل تتكفل الدولة بتسهيل كافة أنواع الرعاية من الطعام والسكن والنقل والرعاية الصحية دون تحميل سكانها عناء التنقل.
الثورة والتاريخ
تُعدّ تشونغتشينغ اليوم واحدة من أبرز الحواضر الثقافية والتاريخية في الصين، حيث تحتضن إرثًا ثوريًا غنيًا تجسّده مواقع ونُصُب تذكارية متعددة، من أبرزها متحف هونغيان لتاريخ الثورة، والذي يضم أكثر من 100,000 قطعة أثرية، ويُشرف على عشرات المواقع التراثية التي كانت محورًا لنشاط الحزب الشيوعي الصيني خلال فترات مفصلية من تاريخه. من بين أبرز المعالم التي يشملها المتحف، المنزل الذي أقام فيه ماو تسي تونغ خلال مفاوضات السلام عام 1945، وهي إقامة استمرت 43 يومًا وشكّلت لحظة محورية في السعي نحو تسوية سياسية عقب الحرب ضد اليابان. هذا المنزل، المعروف باسم "الصخرة الحمراء"، لا يزال محتفظاً بهيبته، ويُقدَّم للزوار كجزء من تجربة تعليمية توثّق مرحلة مفصلية من التاريخ الصيني الحديث.
رمزية الحجر وحياة البشر
في أعماق مقاطعة تشونغتشينغ، وتحديدًا وسط تلالها الخضراء المتعرجة، ينهض مجمع المنحوتات الصخرية كأحد أبرز المعالم الثقافية التي تجسّد التراث الروحي والفني للصين القديمة.
بفضل ما يضمه من نحو 50 ألف تمثال وأكثر من 100 ألف نقش، يُقدّم هذا الموقع المدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو تجربة نادرة، تتجاوز كونها مشاهدة لمعالم أثرية، إلى حوار عميق مع التاريخ والفكر والمعتقد.
تماثيل بوذا، والشخصيات الكونفوشيوسية تقف جنبًا إلى جنب مع صور لفلاحين وأطفال وموسيقيين، ما يمنح الزائر لمحة أصيلة عن الحياة الصينية القديمة، من خلال عدسة الفن والنقش على الحجر.
شانشي.. حيث تتجاور المصانع والمعابد
في قلب شمال الصين، تُشكّل مقاطعة شانشي مثالًا حيًا على التوازن النادر بين التسارع الصناعي والسكينة الروحية. من مدينة تاييوان المتطورة، حيث تصطف الرافعات والمجمّعات الحديثة في مشهدٍ يُجسّد طموح الحاضر، إلى المعابد البوذية العتيقة التي تعود لقرون، تُقدّم المقاطعة رحلة فريدة تمتزج فيها نكهات التقاليد بروح المستقبل.
أولى المحطات كانت زيارة شركة "Heavy Machinery Group"، أول مصنع كبير أُسس في الصين الجديدة بعد ثورة 1949. هناك، حيث لا تزال آلات الأمس تعمل جنبًا إلى جنب مع تقنيات الذكاء الاصطناعي، يُحاك مستقبل الصناعة الثقيلة، مع تطلعات لإنتاج معدات الطائرات بحلول 2050.
لكن على بُعد دقائق من هذا المشهد الصناعي، يظهر معبد "جينتسي" كلوحة من الماضي، محاطًا بالسرو وينابيع مقدسة، ومُفعمًا بأجواء تأملية لا تُخطئها العين. في شانشي، لا تتوارى الطبيعة خلف الإسمنت، بل تتسلل إليه بحيوية.
الحدائق والغابات والبحيرات الصناعية، كمثل "جينيان" التي وُلدت من مبادرة بيئية، تُشكّل متنفسًا حضريًا ومسرحًا للتأمل وركوب الدراجات والتنزه العائلي.
إحدى أبرز المحطات الروحية هي معبد "شياوشيتيان"، الذي يضم أكثر من ألف تمثال بوذي محفور بدقة منذ سلالة مينغ، ويُنظر إليه على أنه نسخة مصغرة من "الجنة الغربية" في البوذية. مؤخرًا، أعادت لعبة الفيديو "Black Myth: Wukong" تسليط الضوء على المعبد، بعد أن استلهمت منه عشرات المشاهد، ما أدى إلى طفرة سياحية كبيرة في عام 2024.
ولا تكتمل الرحلة هناك دون التوقف عند شلالات هوكو، حيث ينساب النهر الأصفر في عرض مذهل من القوة الهادئة، ودون زيارة مصنع "رونغزي" للنبيذ الفاخر.
مفارقة التنمية والركود
في وقت تغرق فيه دول مثل العراق بأزمات سياسية واقتصادية متكررة، تواصل الصين تقدمها بثبات على مسار تنموي يعيد رسم خريطة القوة العالمية. بنموذجها الاقتصادي الفريد "الاشتراكية ذات الخصائص الصينية"، تمكّنت بكين من الدمج بين تدخل الدولة ومرونة السوق، مما أهلها لتصبح ليس فقط مصنعًا للعالم، بل مختبرًا متقدمًا لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة، مع الحفاظ على العدالة الاجتماعية.
هذا النموذج لا يُفرض، بل يُعرض للمشاركة من خلال سردية جديدة تتجنب النزعة الاستعلائية وتؤسس لتعاون عالمي. فالصين اليوم لا تكتفي ببناء قوتها الاقتصادية والتقنية، بل تسعى لإعادة تشكيل صورتها الدولية عبر ما تسميه بـ "التواصل الذكي"، في وقت لا تزال فيه الأنماط الغربية تهيمن على المشهد الإعلامي والثقافي العالمي.
وفي زمن تهيمن عليه الأوهام والتصورات الغربية القديمة، تُقدّم الصين نموذجًا بديلًا، واضحاً في الحاضر، وقوياً لا مفر من التعامل معه في المستقبل.
جامعة تسينغهوا.. نافذة على التحوّل الإعلامي
في بكين، تمثّل جامعة تسينغهوا، المصّنفة ضمن أفضل الجامعات عالميًا والأولى آسيويًا في مجال الإعلام، دليلاً على الطموح الصيني في بناء منظومة معرفية وتكنولوجية متكاملة. ففي بلد يضم أكثر من 1.1 مليار مستخدم إنترنت، أصبحت الصين تمتلك أكبر سوق لغوي موحد في العالم، وهو ما يوفّر لها قاعدة بيانات ضخمة لتطوير نماذج اللغة الكبرى (LLMs) التي تُعد ركيزة الذكاء الاصطناعي اللغوي.
هذا التقدم مكّن شركات مثل "هواوي" من تجاوز العقوبات الأميركية وتطوير تقنياتها الخاصة، من رقائق إلكترونية إلى شبكات الجيل السادس. ويبدو أن مستقبل الهيمنة التكنولوجية ستحسمه القدرة على الدمج بين البنية التحتية الرقمية والرؤية الثقافية المحلية.
إعلام صيني بطموح عالمي
منذ عام 2018، انتقلت الاستراتيجية الإعلامية الصينية من تقليد نماذج الغرب إلى بناء منصات رقمية خاصة بها مثل TikTok و Deepseek، مع التركيز على محتوى ذي طابع ثقافي صيني. توقفت الصين عن محاكاة النماذج الهوليوودية، واتجهت إلى إنتاج أعمال مثل "الأرض المتجولة" و"أسطورة القرد: ووكونغ"، التي نالت قبولًا عالميًا بفضل جذورها الثقافية العميقة. الصين اليوم لا تصدر التقنيات فقط، بل تصدر خيالها وسرديتها ومكانتها كقوة ثقافية عالمية مستقلة، تسعى لبناء "طريق حرير رقمي" يستند إلى مفاهيمها وقيمها.
الإعلام كجسر ثقافي
الزيارة الأخيرة إلى منظمة الاتصالات الدولية كشفت عن أبعاد جديدة في العمل الإعلامي الصيني، إذ تجاوز النقاش حدود الإنتاج التقليدي ليشمل أهمية بناء الثقة والتفاهم الإنساني. فالإعلام، من وجهة نظرهم، لم يعد مجرد قناة للمعلومة، بل أداة لتعزيز الشراكات وتقريب الشعوب.
تتضمن الاستراتيجية الإعلامية للمنظمة مزجًا بين أحدث التقنيات والتحليل الثقافي العميق، بما يخدم الحكومات والشركات في فهم الرأي العام العالمي. كما تبرز مبادرات مثل "فرصة الصين" وبرامج التدريب الدولي كخطوات لتأهيل جيل إعلامي جديد قادر على تجاوز الفروقات الثقافية.
وتُوظف الدراما الشعبية والمؤثرون الرقميون كأدوات للدبلوماسية الناعمة، عبر سرد قصص تعكس وجه الصين العصري، مع شراكات إعلامية دولية تنقل هذه الصورة إلى الخارج، منها التعاون مع "إنستغرام" لتسهيل النشر وتوزيع المحتوى، وتنظيم "أسابيع ترويجية" في مدن عالمية مثل سنغافورة وكوتا، تتكفل فيها المنظمة بجميع التكاليف.
التحدي بين الإعلام الورقي والرقمي
رغم التحول الرقمي الكبير، لا تزال الصحف الورقية تجد قرّاءً في المدن الصغيرة، ما يعكس قدرة الإعلام الصيني على التكيّف. وتعمل المؤسسة على تطوير الإعلاميين عبر برامج تدريبية تتناول موضوعات الذكاء الاصطناعي والترويج السياحي والتفاعل الثقافي، إلى جانب التحقق من مصداقية المؤثرين لضمان إيصال الرسائل بشكل موثوق ومبدع. وتسعى هذه الجهود إلى تجاوز الترويج السياحي التقليدي نحو بناء صورة شاملة للمدن الصينية تجمع بين الأبعاد الاجتماعية والسياسية والثقافية، مما يعزز الفهم المتبادل بين الصين وباقي دول العالم.
الإعلام في عصر الذكاء الاصطناعي
خلال الزيارة استعرضت صحيفة محلية نموذجها الإعلامي الرائد، حيث دمجت بين التقنيات الذكية وخدمة المجتمع المحلي، مع تركيزها على القضايا اليومية، والإرث الثقافي. وتحولت الصحيفة إلى منصة متعددة القنوات تضم أكثر من 30 وسيلة تقليدية ورقمية، ويصل عدد متابعيها إلى 4.5 مليون شخص.
استخدمت الصحيفة الذكاء الاصطناعي في أتمتة النشرات الإخبارية، توليد الأصوات، وإنتاج الفيديوهات، ما أتاح للصحفيين التركيز على العمل التحليلي، كما عقدت شراكات مع جهات دولية مثل CCTV لتعزيز المحتوى الإقليمي.
الذكاء الاصطناعي.. أداة للتقدم أم تهديد للمصداقية؟
ورغم المكاسب التي يحققها الذكاء الاصطناعي للإعلام، إلا أنه يطرح تحديات جوهرية تتعلق بالمصداقية والطابع الإنساني للصحافة. فبينما يمكّن هذا التطور الصحف من تقديم محتوى سريع وفعال، إلا أنه يهدد بتحويل الصحافة إلى أداة آلية خالية من الروح.
تجربة الصحافة في الصين تؤكد أن الخيار ليس بين التكنولوجيا وبين القيم، بل في كيفية الجمع بينهما لصناعة إعلام عصري يلامس حياة الناس دون التفريط في جوهره المهني والأخلاقي.
كما قال الفيلسوف مارشال ماكلوهان: "نحن نشكّل أدواتنا، ثم تعيد هذه الأدوات تشكيلنا". اليوم، تقف المؤسسات الإعلامية أمام مفترق طرق: إمّا أن تذوب في صحافة آلية خالية من القيم، أو أن تتبنى التكنولوجيا بروح إنسانية تُعيد للإعلام مكانته كمصدر للحقيقة والتنوير. الزمن يمضي، والقرار لم يعد ترفًا، بل ضرورة لبناء مستقبل إعلامي عادل، مسؤول، وفعّال.