عقدت عشرة أحزاب شيوعية في البلدان العربية اجتماعاً استثنائياً، عبر النافذة الإلكترونية، بدعوة من الحزب الشيوعي العراقي، ناقشت فيه التطورات الخطرة التي تشهدها المنطقة في أعقاب الاعتداء العسكري الأمريكي – الإسرائيلي على إيران، والانخراط المباشر للولايات المتحدة في الحرب الدائرة.
وشاركت في الاجتماع وفود تمثل قيادات هذه الأحزاب، وضمت عددا من أمنائها العامين. وهي: الحزب الشيوعي اللبناني، حزب الشعب الفلسطيني، الحزب الشيوعي الأردني، الحزب الشيوعي السوري الموحد، الحزب الشيوعي المصري، الحركة التقدمية الكويتية، الحزب الشيوعي السوداني، حزب التقدم والاشتراكية المغربي، الحزب الاشتراكي اليمني.
وقال الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، في تصريح خاص لـ"طريق الشعب"، إن الاجتماع جاء استجابة لمخاوف متصاعدة لدى الاحزاب الشقيقة والقوى التقدمية في العالم العربي من تداعيات التصعيد العسكري والعدوان الأمريكي الأخير، وما يمثله من انتهاك صارخ لسيادة دولة مستقلة، وتدخل سافر في شؤونها الداخلية، في خرق فاضح لميثاق الأمم المتحدة وكافة المواثيق الدولية.
وأوضح فهمي، أن مداولات الاجتماع شهدت إجماعاً بين الأحزاب المشاركة على اعتبار هذا العدوان تطوراً نوعياً خطيراً، لا يهدد إيران فحسب، بل يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من تنفيذ "مشروع الشرق الأوسط الجديد"، القائم على فرض الهيمنة الأمريكية – الصهيونية على المنطقة، وتقويض استقلال الدول وسيادتها الوطنية وحقها في اختيار مساراتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف أن العدوان الأمريكي لم يأتِ من فراغ، بل هو امتداد لحرب طويلة الأمد، تتداخل فيها المصالح الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، مستهدفةً بالدرجة الأولى حق الدول في السيادة الوطنية.
وأشار إلى أن أحد المحاور الأساسية للنقاش تمثل في تساؤلات حول احتمالات توسع العمليات العسكرية، ومخاطرها على استقرار المنطقة بأكملها، وما تمثله ايضا من تهديد للسلم العالمي، مؤكداً أن ملامح مشروع الهيمنة الأمريكية – الصهيونية باتت أكثر وضوحاً من أي وقت مضى، خصوصاً في ظل ما حدث في سوريا ولبنان واليمن، وما يجري اليوم من محاولات لتفكيك الدولة الإيرانية.
وشدد سكرتير الحزب الشيوعي العراقي على أن هذا المشروع لا يستهدف إيران فحسب، بل يمتد ليشمل كل دول المنطقة، بهدف إضعاف قدرات شعوبها، وعرقلة مسارات التنمية الوطنية المستقلة، وتعميق التبعية للنظام الإمبريالي العالمي.
واتفقت الأحزاب المشاركة في الاجتماع على إصدار بيان مشترك يُعلن لاحقاً، ويتضمن موقفاً موحداً تجاه هذه التطورات. كما بحثت إمكانية تنسيق تحركات جماعية لقوى اليسار العربي، للضغط على حكومات بلدانها من أجل اتخاذ مواقف واضحة ضد هذا التصعيد العسكري، ورفض تحويل البلدان العربية إلى ساحات للعدوان أو منصات للمشروع الإمبريالي.
كما دعا الاجتماع إلى تعزيز التضامن الأممي، والتواصل مع القوى التقدمية والإنسانية في العالم، والتوجه نحو القوى الدولية التي سبق أن أدانت العدوان الأميركي – الإسرائيلي، بهدف توسيع الجبهة العالمية المناهضة للحرب، وتصعيد حركة التضامن مع الشعب الفلسطيني ضد حرب الابادة الصهيونية والمطالبة بوقفها فورا وتلبية حقوقه المشروعة بإقامة دولته الوطنية المستقلة، كاملة السيادة على ارضه. وعبّر المجتمعون ايضا عن تضامنهم مع الشعب السوداني وقواه الوطنية لوقف الحرب الكارثية وبناء دولة مدنية ديمقراطية مستقلة وموحدة.
وأكد المشاركون في الاجتماع على رفض الأحزاب الشيوعية في البلدان العربية مشاريع الهيمنة الامبريالية – الصهيونية والتصدي لأية مخططات تسعى لتفتيت بلدانها وفرض الاملاءات عبر القوة الغاشمة على شعوبها بالضد من مصالحها.