اخر الاخبار

أقامت لجنة الإعلام المركزي للحزب الشيوعي العراقي، مطلع هذا الأسبوع، حفلاً نوعياً لإحياء الذكرى التسعين لتأسيس الصحافة الشيوعية، بحضور نخبة من الأكاديميين والصحفيين والمهتمين، حيث ضيّفت اللجنة في ندوة بالمناسبة الأكاديمية د. ازهار صبيح والأكاديمي المعروف د. هاشم حسن والكاتب والصحفي عبد المنعم الاعسم وعضو المكتب السياسي وعضو لجنة الإعلام المركزي علي صاحب.

انطلق الحفل بالوقوف استماعا للنشيد الوطني، تلته كلمة افتتاح الفعالية قدمها الرفيق بسام عبد الرزاق، ثم الوقوف دقيقة صمت تكريماً لشهداء الصحافة الشيوعية وسائر شهداء الوطن، فضلا عن الراحلين ممن عملوا في صحافة الحزب طيلة 9 عقود.

وقدمت الرفيقة دينا الطائي، عضو اللجنة المركزية للحزب وعضو لجنة الاعلام المركزي، كلمة المناسبة "منشورة في مكان آخر من الصفحة".

تأثير الصحافة الشيوعية بالواقع

بعدها، انطلقت مداخلات الضيوف بالمناسبة، دشنتها الاكاديمية د. ازهار صبيح بالحديث عن الصحافة الحزبية في العراق، وتأثيرها وتأثرها بالواقع السياسي بدءا من العهد الملكية مرورا بالجمهورية الأولى، ووصولاً الى أعوام ما بعد 2003، حيث استعرضت مشاهد وتواريخ وأسماءَ لتلك الصحف، لاسيما صحافة الحزب الشيوعي، وتحديدا السرية منها.

الاكاديمية د. ازهار صبيح، قالت في بداية حديثها: ان "رسالتي للماجستير في العام 2004 كانت عن الصحافة الحزبية في العراق ما بعد تغيير النظام، وكان من بين الصحف محل الدراسة جريدة (طريق الشعب) وصحف أخرى إسلامية وكردية".

وأضافت، ان "الصحافة عموما هي ذات سمة سياسية والعلاقة بين الصحافة والسياسة اما ان تكون تكافلية اذا كانت الصحافة مؤيدة، او جدلية اذا كانت الصحافة معارضة"، مشيرة الى ان "الصحافة الحزبية في العراق هي في مرحلة انبثاق الحياة السياسية، بعد أن أصبحت هناك حرية للأحزاب. وبطبيعة الحال هذه الأحزاب تؤسس لها صحفا ناطقة باسمها ومعبرة عن أيديولوجيتها".

وأشارت صبيح الى انه "في العراق ـ وتحديدا في العهد الملكي ـ عندما اجيزت الأحزاب وكانت هناك صحف حزبية، تباينت مواقف هذه الصحف بين المهادنة والمتماهية والمعارضة وأيا كان الموقف من السلطة والمسافة التي تقف عليها الصحافة الحزبية، فهذا لا يلغي ان هذه الصحافة لها وجود فاعل بصرف النظر عن ماهية هذا الوجود".

وأكملت، انه "أحيانا تتعرض الصحف للمضايقات والتعطيل والتوقيف، وهذا مؤشر على فاعليه هذه الصحافة في حياة الناس وفي الحياة الصحفية عموما"، لافتة الى ان "الحريات التي منحت لتأسيس الأحزاب أعطت انطباعا لدى الناس بان الجو الديمقراطي سيسود والحريات ستكون مطلقة الى حد ما، لكن هذا الانطباع سرعان ما جوبه بمحاولات السلطات المتعاقبة إيقاف الصحف وتعطيلها واصدار الأوامر ضد القائمين عليها".

وأضافت، انه "لاحقا في العهد الجمهوري الأول طرأت على الصحافة الكثير من المتغيرات على مستوى الشكل والمضمون. وفي نفس الوقت كان هناك كثير من الاسفاف الذي شهدته الصحافة، فضلا عن قيام جهات معينة بإصدار صحف لتشتيت صحف أخرى او بعض الجهات، ووجود عناصر دخيلة في الصحافة، وهي بالأساس مزروعة من قبل السلطات".

ونوهت الى ان "هذا الشيء دفع الصحافة الى مجابهة السلطة وادى بالنتيجة الى الصدور سريا، والعوامل الفارقة في الصحافة الحزبية السرية في العراق هي ان اول صحيفة سرية في تاريخ العراق كانت صحيفة الحزب الشيوعي العراقي وهذه الصحيفة أحدثت فارقا كبيرا، وكانت علامة فارقة في صحافة الحزب والصحافة الحزبية السرية".

وأوضحت صبيح، ان "المضايقات التي تعرضت لها صحافة الحزب الشيوعي أدت بها الى ان تتوقف وتصدر لاحقا، فالشرارة مثلا كانت تسجل من صحف الحزب الشيوعي السرية، وهي ملتزمة بعض الشيء ولم تعبر عن مطالب الحزب الشيوعي بشكل ثوري، ووصفت حينها بانها بريئة من المشاعر الثورية على العكس من باقي صحافة الحزب الشيوعي".

ولفتت، الى ان "طريق الشعب التي كانت محل دراستي في الماجستير مرت بأربع مراحل مفصلية، الأولى هي مرحلة التأسيس وصدور العدد الاول منها وهو يمجد الإعلان الحكومي ويبارك ذكرى الثورة البلشفية، ويبارك انعقاد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفيتي".

وتابعت حديثها، ان "المرحلة اللاحقة التي صدرت فيها شهدت ظروفا فنية صعبة، وكانت المطبعة سرية وتعود للحرب العالمية الثانية ولم تصدر بأعداد متواترة ومنتظمة وبحجمها الكبير المعروف، وتولى تصميم شكلها الطباعي الفنان محمد سعيد الصكار، وتم توزيع 6 ملايين نسخة منها عام 1975، وهي علامة فارقة في الصحافة العراقية، بينما الان لا تحلم أي صحيفة عراقية بتوزيع 6 الاف نسخة".

وبيّنت ان "المرحلة الثالثة جاءت وكان اغلب كتّاب (طريق الشعب) من خارج اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، وبهذا خرجت الجريدة من كونها جريدة اللجنة المركزية والحزب الشيوعي الى ان تكون جريدة كل الشيوعيين وهذه علامة مهمة في مسيرة طريق الشعب".

وذكرت ان "المرحلة الرابعة هي مرحلة ما بعد تغيير النظام في عام 2003 تحديدا وكانت او صحيفة توزع في بغداد بتاريخ 11/9/2003 وهذا يليق بطريق الشعب واسم الشيوعيين".

الطوفان الالكتروني

من جانبه، قال الاكاديمي د. هاشم حسن، ان "الحزب الشيوعي العراقي هو الوحيد الذي حافظ على بيته وسمعته، ولم يخرج منه وزير مفسد، ولا سياسي شارك في بيع "خور عبد الله"، فهنيئا لكم وهنيئا للأجيال التي ستقتدي بهذا الجيل".

وأضاف، انه "أولا نحن إزاء طوفان رقمي في كل العالم، ودليلنا الصين، التي جعلت منه وسيلة لخدمة الإنسان وأيضا تأكيد الهوية الوطنية والإنسانية. والاعلام الرقمي بوتيرته السريعة والتكنولوجيا وإدارة الدولة العاجزة عن اللحاق به، سيؤدي الى كوارث ثقافية، وستبقى اجيالنا معلقة بالهواء، وسيؤدي الى القضاء على هويتنا الورقية".

واضاف حسن في مداخلته: "نحن ندعي ان لدينا حكومة الكترونية، واننا تحولنا للمرحلة الرقمية وصرفنا تريليونات. وهنا أقدم مثالا: في مراجعة لتبديل وثيقة (السنوية) وجدتُ 20 شباكا. الواجب الأول هو دفع الضريبة، وعن طريق الدفع الالكتروني، ولكي تصدر هوية جديدة يجب ان تذهب الى الأرشيف، لكن هناك ملايين الأضابير الورقية، التي تضطرك الى الانتظار ساعات طويلة. فاين التحول الرقمي؟".

وزاد حسن بالقول: "حقيقة اننا نحتاج ان يتحول كل تراثنا الصحفي الى الكتروني، ومن خلال الأجهزة اللوحية بإمكاننا تصفح كل الصحف من الزوراء الى طريق الشعب في 2025. وعندما اريد مستندا معينا من هذه الصحف أستطيع الحصول عليه بسهولة"، مبينا انه "كل صحافتنا مهددة بالانقراض، فبمجرد ان تمسك رزمة من الصحف القدمية (الاستقلال، الزمان، الأهالي، البلاد) في دار الكتب والوثائق، تنهار بيدك وتتلف بمجرد محاولة رفعها. ان ما تم تحويله الى "ميكروفيلم" قليل جدا. هذه أزمة".

واستطرد بالحديث: "حين كنت عضوا في هيئة أمناء شبكة الاعلام، اقترحت ان نعمل على إقامة أرشيف لتاريخ الاعلام العراقي: الإذاعة والتلفزيون والصحافة. وامامكم الان في بناية بائسة يعرض تاريخ مشوه ومن دون منهج، برغم ان ميزانية الشبكة تتجاوز 150 مليار دينار. وأيضا اردنا إقامة متحف للصحافة العراقية في كلية الاعلام، بقينا سنوات نتوسل بالوزارة وبالجامعة، لكنهم رفضوا بناء قاعة لعرض تاريخ الصحافة بطرق منهجية، كي يتمكن الطالب في اثناء دخوله القاعة وحتى مغادرتها، من أن يرى بعينه تاريخ الصحافة والإذاعة والتلفزيون. ومن هنا يبدأ التاريخ".

وأشار الى ان "الوثائق تعاني، لاسيما الصحف والمجلات القديمة في بغداد وكردستان، تعاني من العبث. والكثير من المجلدات تتعرض للقطع والنهب. أي شخص لديه موضوع مهم يقتطع جزءا كبيرا من هذه الصحف. بل أن بعض الوثائق تزور أو تسرق. ادن نحن مهددون بالخطر".

ونبّه حسن إلى أن "كثيرا من أرشيف صحافتنا نقل إلى إسطنبول، لا سيما التي بدأت الصدور عام 1908، وحتى في فترة البريطانيين، كانت الوثائق العراقية موجودة في لندن، ولم يحدث أي جهد منظم لإعادة كتابة تاريخ الصحافة بالعودة الى لندن. كما أن أمريكا ساهمت ـ بدور كبير ـ في نهب التراث والوثائق العراقية، وجزء منها نقل الى جامعة بنسلفانيا، وجزء مهم تحول إلى جماعة نتنياهو. لذلك يجب ان يكون هناك قرار وطني باستعادة وثائقنا وتاريخنا، لأن جزءا منها مجلدات من الصحافة العراقية التي لم تؤرخ".

وواصل القول ان "الكثير من صحفنا السرية والعلنية تركها الأجداد للأبناء والابناء تركوها للأحفاد، وأصبحت هذه الصحف عبئا. احدهم صحفي قديم ضاق بيت عائلته على صحفه القديمة وتوسلوا ان يتم التخلص منها، وبأي طريقة. وكذلك أستاذ كبير بالاعلام يتصل نجله من أمريكا طلبا للتخلص من مكتبته، كونهم يريدون بيع البيت، ويرون في المكتبة عائقا".

وأضاف، انه "حتى في محلات الانتيكات هناك كنز من الصحف القديمة، يجر بيعه بأسلوب الابتزاز، وبعضها هي صحف غير موجودة حتى لدى الحكومة"، مردفا بالقول ان "الشيء المهم الذي اكتشفته: ان مكتبات المراقد المقدسة والمساجد، ومن بينها مكتبة الخلاني، فيها مجلدات من صحافة العهد الملكي وجميعها مهملة، ولا يعرفون قيمتها، وفي اي لحظة يبتلعها واحد من الحرائق المستمرة".

وبين حسن، ان هناك الكثير ممن أرخوا للصحافة العراقية، ومن امثالهم: روفائيل بطي في كتابه "الصحافة في العراق"، وولده (فائق) الذي استكمل المسيرة في كتابه "ابي روفائيل بطي"، فضلا عن مؤلفاته الأخرى التي تشكل جوهرة الاعتماد بالدراسات العليا من الموسوعة الصحفية، وكتب كثيرة كان لهما دور ومساهمة كبيران فيها، كذلك فيصل حسون في كتابه (صحافة العراق من اعوام 1945 الى 1970)، وكذلك منير بكر التكريتي (الصحافة العراقية واتجاهاتها السياسية والاجتماعية والثقافية)".

واختتم حسن مداخلته بالقول: ان "الصحافة تؤرخ للسياسة وللثقافة وللمجتمع. ولا ننسى عبد الرزاق الحسني وكتابه (تاريخ الصحافة العراقية) الذي يعد معجما مهما"، مبينا انه "عندما يؤرخ الحزب الشيوعي العراقي او أي طرف آخر، فهو يؤرخ للمجلة والجريدة وتنسى النشرات والشعارات، بينما حتى الشعارات على الجدران جميعها تعد وسائل تعبير، وحتى اللوحات التشكيلية".

سر العلاقة الخاصة

الكاتب والصحفي، عبد المنعم الأعسم، ذكر انه من بين جميع الأسئلة التي نطرحها كل سنة بمناسبة عيد الصحافة الشيوعية، نطرح سؤالا إشكاليا، والحقيقة هو سؤال وارد ومهم، عن "سر العلاقة الخاصة والعضوية بين الحزب الشيوعي العراقي والصحافة؟". نحن الباحثين الذين نطلع على الدراسات، وأستطيع القول على مسؤوليتي ومعرفتي انه ليس هناك حزب عراقي وفي المنطقة أيضا، ارتبط تاريخه بالعلاقة بالصحافة والمطبعة.

وأوضح، ان "الرفيقات المناضلات القديمات، يعرفن كيف كانت تنقل المطابع، اية مداهمة لاي مقر للحزب او وكر، يتبادر للذهن أولا وقبل كل شيء ان نحمي المطبعة. وعندما تنتقل المطبعة الى مكان اخر آمن، يكون التنظيم آنذاك في أمان".

وقال الاعسم، ان الصحافة السرية كانت تقوم على فكرة عقيدة هذه المطبعة وتكريسها وتأمين مكانها اللائق. حتى يمكن القول ان الحزب الشيوعي ولد في مطبعة. واذا تذكرنا الرفيق فهد ـ وهو الصحفي المحترف ـ فانه قبل ان يبادر الى الانخراط بالعمل السياسي وتأسيس الحزب الشيوعي، وهذا الموضوع ينبغي دائما أن نفكر فيه، ما هو سر هذه العلاقة العضوية بين الحزب والصحافة، حيث سنجد مؤشرات مهمة، وفي طليعتها، ان مؤسس الحزب كان صحفيا، ولما نقرأ تاريخه، سنجده كان مراسلا لعدد من الصحف، وكان يحرر صحف الوطن والأهالي، وقام بزيارة بعض البلدان العربية لكتابة تقارير صحفية عن أوضاع هذه البلدان. وعندما انخرط في الشأن القيادي للحزب كانت المهمة الرئيسة عنده هي ان يبدأ تأسيس قاعدة وبنية تحتية لعقيدة الحزب الصحفية. وهنا ترجم فهد بإبداع خلاق مقولة لينين (الصحيفة هي داعية ومنظر) ولم أرَ ترجمة خلاقة لهذه المقولة، كما ترجمها فهد بشكل خلاق ومبدع".

وأوضح، ان "السرديات التي تتعلق بتاريخ الحزب، نجد طائفة من الاخبار والمفارقات عن إيلاء الحزب لدور الصحافة ومكانتها ودور المطبعة اهتماما بالغا".

وبيّن ان "الشيء الآخر الذي يدخل في سر العلاقة، ان القيادات التاريخية للحزب نجد نسبة كبيرة منهم من الصحفيين ونسبة فارقة. ولربما الكثير منهم جاء من مؤسسات صحفية، وكانوا يعملون في مجالات الصحافة والثقافة، وتبوؤا مراكز بالحزب. ومن بينهم سكرتير الحزب سلام عادل، وهو على صلة بالصحافة، فضلا عن كونه فنانا ورساما".

وأشار الاعسم الى ان "القياديين الذين شاركوا في الخلايا الأولى ومن بينهم ذنون أيوب، كان على صلة بالرفيق زكي خيري، وكان مترجما وكاتبا لامعا. والسلسلة الذهبية من القادة الشيوعيين في غالبهم احترفوا وانحدروا من عالم الصحافة. وهذا مهم في الإجابة عن سؤالنا الذي نبحث عنه: لماذا يولي الحزب الصحافة اهتماما خاصا؟".

وتابع، انه "في السجون، هناك صفحة مشرقة. وفي أقسى الظروف والقمع والسجون التي تخيّم عليها أجواء القمع والموت والتهديد والاعدامات، كان الشيوعيون يبحثون عن فرصة مهما كان هامشها من الحرية حتى يصدروا الصحف. في نقرة السلمان كنت احد محرري جريدة يومية تصدر، وفيها جيش من العاملين الذين يعملون في الليل حتى تصدر بحدود 20 نسخة يوميا، وتكون جريدة متكاملة فيها مقال افتتاحي واخبار وسياسة وثقافة وتوزع في اليوم الثاني على القاعات. ويجد السجناء كل صباح الجريدة على طاولة".

ولفت الاعسم الى انه "بموازاة هذه العقيدة الصحفية، نجد ظاهرة مهمة جدا، وهي سعي الحزب للخروج الى العلن والحصول على ترخيص للصحيفة بأي هامش مهما كان ضئيلا، ومهما كان بسيطا. وفي ذاكرتنا طائفة من الصحف، تبدأ من صحيفة الصحيفة الى الأساس والثبات و14 تموز والعصبة، وتجربة العصبة جديرة بالتوقف عندها. وكان يشرف عليها الرفيق فهد، وهي تعبر عن معاداة الصهيونية، لذا أدعو جميع الرفاق للعودة اليها، والاطلاع على محتواها".

إيصال صوت الناس

وعلى هامش مداخلات الضيوف، قال عضو المكتب السياسي للحزب وعضو لجنة الإعلام المركزي، علي صاحب، ان "مسؤولية كبيرة نتحملها نحن العاملين في إعلام الحزب، لاسيما مع الرصيد الكبير في الصحافة المكتوبة، في ظل ما يمكن وصفه بفيضان التكنولوجيا والحاجة الى العمل على هذه الفضاءات واستثمارها في إيصال صوت الناس".

وأضاف، ان "الأدوات اختلفت بالنسبة للصحافة لكن الهدف بقي نفسه، وبالتالي تنويع الأدوات ومحاولة احتلال مساحة من الإعلام الإلكتروني والرقمي بشكل يتناسب مع إمكانياتنا".

وأشار إلى انه "للأسف كل شيء في العراق تعرض للتشويه وحتى الإعلام الإلكتروني، فنحن نتحدث عن مساحة ضمن إمكانياتنا المالية المحدودة مقابل طرف يمتلك جيوشا، فنحن نستعين باشتراكاتنا من رفاقنا وببيع أدبياتنا، في وقت يدفع المقابل رواتب شهرية، وهم كذلك يمتلكون السلطة والمال والسلاح والفساد، ونحن نمتلك القلم وصدق الأهداف والشعارات".

وأوضح، ان "طريق الشعب والطريق الثقافي والثقافة الجديدة وما يصدر من مطبوعات عن المحافظات ستبقى مستمرة، مع تطويرات نجريها باستمرار على هذه المؤسسات. وعلى سبيل المثال، طريق الشعب الان تمتلك مساحة من الاعلام الالكتروني ومحتوى يخلق بالشكل الالكتروني. وهذا ضمن تفكيرنا بالعمل على الاستمرار بشكل متواز بين الطباعة الورقية والعمل الرقمي. و"طريق الشعب" الورقية مع كل هذه الظروف هي ثاني اعلى صحيفة عراقية من حيث التوزيع، بعد الصحيفة الحكومية".

وبيّن صاحب، ان "الشعور بالنسبة الى مستقبل المطبوع خلال العقد القادم، سينحسر على اقل تقدير، لهذا نعمل على تطوير بدائل على مستوى المحتوى الإلكتروني، وعلى مستوى اعلام الحزب وتفكيره، منذ العام 2010، وارتباطا بالتظاهرات وفي ما بعد، وتمهيدا لـ25 شباط، حيث كنا ننشط وندعو ونطالب من خلال السوشيال ميديا. ويمكن القول ان اليساريين والشيوعيين كانوا سباقين في النشاط على مواقع وصفحات التواصل الاجتماعي، واغلبنا كنا نخوض نقاشات هائلة بإمكانات محدودة في ذلك الوقت".

ولفت الى انه "أدركنا مبكرا أهمية وجودنا في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قمنا بتحفيز جميع رفاقنا على امتلاك صفحات وحسابات على هذه المنصات، كي يتولون مهمة نقل أهدافنا وتصوراتنا. وهذا نوع من اللامركزية في الإعلام، اجبرتنا عليه وسائل التواصل الاجتماعي".

وخلص الى القول: ان "هذه المنصات، نفسها، أصبحت مصدرا لنا لفهم حاجات الناس وطريقة تفكيرها، وهي جزء من تقاليد نعمل عليها في السابق عن طريق المكاتب الصحفية، لكن الان الأدوات والمساحات اختلفت".

عرض مقالات: