علّق سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، الرفيق رائد فهمي، أمس الأربعاء، على أوضاع المنطقة وتأثر العراق بها، مشيرًا إلى أن الاعتداء على العراق ليس مستبعدا.
وقال فهمي في حديث لوكالة "بغداد اليوم"، إن "أوضاع المنطقة تحمل مخاطر اتساع نطاق الصراعات المسلحة والحروب أكثر من أي وقت مضى خلال العقود الأخيرة، فالكيان الإسرائيلي الصهيوني تمادى في عدوانه وجرائمه ضاربًا كلّ القيم الإنسانية والأعراف والمواثيق الدولية عرض الحائط".
وأضاف، أن "الكيان منتشٍ بما حققه من عمليات الاغتيال الإجرامية لقادة حماس وحزب الله، ومستقوٍ بالدعم اللامحدود الذي تقدمه له الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية وصمت وتواطؤ بعض الدول العربية".
وأردف بالقول: "لكن على الرغم من العدد الهائل من الشهداء والضحايا والدمار الذي لحق بالشعبين الفلسطيني واللبناني وبغزة الصامدة وجنوب لبنان الصامد، لم يحقق نتنياهو وحكومته الفاشية أيا من الأهداف المعلنة لعملياته العسكرية؛ فلم تتم استعادة الرهائن، ولا القضاء على حماس وحزب الله. كما من غير المتوقع أن يعود سكان شمال الكيان الصهيوني إلى مناطقهم قريبًا. وقد فشل العدوان في كسر إرادة المقاومة".
وأشار فهمي إلى أن "هذا الصمود البطولي يواجه حربًا غير متكافئة، يحاول أن يستغلها نتنياهو لتحقيق أهداف تتجاوز تصفية القضية الفلسطينية، لإحداث تغيير استراتيجي في موازين القوى في عموم المنطقة، لصالح مشروع الشرق الأوسط الجديد، بدعم كامل من الولايات المتحدة وحلفائها".
وبيّن أن "ما هو مطروح أمام شعوب المنطقة، بما فيها العراق، هو كيفية المساهمة في إفشال هذا المشروع بأبعاده المختلفة. ولا شك أن الهدف الأول والأكثر إلحاحًا هو تكثيف الجهود واستخدام مختلف الوسائل والعمل السياسي والدبلوماسي ومنظومة علاقات العراق السياسية والاقتصادية لممارسة أكبر قدر من الضغط على الصعيد الدولي باتجاه الوقف الفوري للحرب من جهة، وتقديم الدعم المتعدد الأشكال للشعبين الفلسطيني واللبناني، من جهة أخرى".
وواصل حديثه بأنه "في هذا السياق تطرح مسؤولية اتخاذ قرار الحرب أو السلام، والتي أكدت الحكومة على أن الرئاسات الثلاث وحدها لها الحق الدستوري والشرعية في اتخاذه، وليس لأي جهة أخرى الحق في أن تتولاه"، مشددا على أن "هذا مبدأ دستوري وعنصر رئيس من مقومات سيادة الدولة الرئيسة التي يتوجب فرض احترامها، حفاظا على مصلحة الوطن العليا في هذه الظروف البالغة الخطورة".
واختتم بالقول: أن "مواجهة تحديات الأوضاع الراهنة هي مسؤولية وطنية، وينبغي أن يكون التعامل معها وطريقة التصدي لها على أساس مشاركة وطنية، ومن خلال الدولة ومؤسساتها"، منوهًا إلى أن "الاعتداء على العراق ليس مستبعدًا، لذا يتوجب التحسب لكل الاحتمالات وتعزيز الوحدة الوطنية، وتجنب أي موقف متفرد من أي جهة".