اخر الاخبار

التشخيصات الواردة في حديث رئيس الوزراء لواقع الامانة ولسوء ادائها وانتشار الفساد في مفاصلها، هي مما يتلمسه المواطنون ويعانون منه في معاملاتهم، ومما ينعكس في تردي الخدمات البلدية في العاصمة الى درجة مثيرة للاسى والسخط، بجانب فوضى التجاوزات التي اساءت كثيرا الى صورة بغداد وواقعها ومكانتها، وفاقمت أزماتها وغيبت عنها المسحة الجمالية.  

والتشخيص السليم للمشاكل والمعضلات شرط ضروري لاي معالجة سليمة، ولكنه ليس كافيا لضمان اصلاح وتحسين واقع الامانة، ما لم تتخذ اجراءات حازمة لمعالجة الاسباب الجوهرية المنتجة للخلل، خصوصا للفساد وسوء الادارة وعدم تطبيق الخطط والمخططات الحضرية. ويأتي هنا في المقدمة اعتماد معايير الكفاءة والنزاهة والاخلاص في التعيينات والتكليفات في المواقع القيادية، بعيدا عن معادلات المحاصصة والولاءات. ويأتي ثانيا التصدي الحازم لمنظومات وشبكات الفساد المتحكمة في الكثير من مفاصل الامانة والتي تحظى بالحماية من جانب اوساط نافذة. 

وهذا يتطلب اجراءات شجاعة. وقد دللت التجارب سواء في الامانة ام في الوزارات، ان الاتيان بعناصر أكفاء ونزيهين من دون معالجة اشمل للمنظومة القيادية ككل في المؤسسة، يؤدي الى محاصرة وتعطيل عمل القيادة الجديدة وافشال خططها وبرامجها، وإرغامها عمليا اما على الاستسلام او على الاستقالة ومغادرة الموقع. فالمطلوب إذن وضع برنامج عملي واجراءات ملموسة ادارية وفنية، مدعومة بقوة تنفيذية وسياسية لمحاربة الفساد.

وهناك ملاحظة أخرى ذات صلة بتشديد رئيس الوزراء على حفظ وتوسيع المساحات الخضراء، فمن الضروري التذكير باعادة تأهيل المساحات الخضراء المهملة حاليا في بارك السعدون وسط بغداد، والحيلولة دون اقامة مشاريع بناء فوقها. 

رائد فهمي

18 / 5 / 2022

عرض مقالات: