اخر الاخبار

تشهد منطقتنا تطورات متسارعة، اخذ فيها بنات وابناء فلسطين زمام المبادرة هذه المرة، وادخلوا الهلع والرعب في قلوب الحكام الصهاينة والمستوطنين وقوات الاحتلال.

وكان الاحتلال البغيض وقواته قد اقترفوا اعتداءات غاشمة جبانة ضد الفلسطينيين على مدى الاشهر الماضية، واجتاحوا بلداتهم واحرقوا البيوت ومارسوا عمليات القتل والاعتقال وتدنيس المقدسات، وتوسعوا في بناء المستوطنات وقضم المزيد من الاراضي الفلسطينية، وبضمنها تلك التي يفترض ان تقام عليها الدولة الفلسطينية. كذلك ما انفكت اسرائيل تهاجم وتقصف مدناً سورية وأخرى في الجنوب اللبناني.

وازاء ما تقترفه إسرائيل من جرائم، مع تخاذل حكام في المنطقة وهرولة العديد منهم الى التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل، وكون كثير من المواقف العربية المعلنة لا تتجاوز قيمتها الورق الذي تكتب عليه، إضافة الى انحياز أمريكا وحلفائها، فقد نفد صبر الفلسطينيين وهم ينتظرون تحقيق وعود الحل باقامة الدولتين، التي يزداد كل يوم بدلا منها صلف وعنجهية الحكام الصهاينة.

لقد انتفض الشعب الفلسطيني الباسل والمقاوم، وله كامل الحق في ان يستخدم كل وسائل النضال لدحر الاحتلال وفرض ارادته، ولتحقيق تطلعاته الى اقامة دولة وطنية مستقلة لها مقومات الاستمرار، وان تكون عاصمتها القدس.

ويتوهم من يعتقد ان بالإمكان اقامة سلام عادل وطيد في المنطقة من دون ان ينال الشعب الفلسطيني حقوقه، وواهم ايضا من يطبّع مع الكيان الصهيوني بأمل ان يؤثر فيه ويحد من عدوانية حكامه وعنجهيتهم.

 وفيما تتصاعد ثورة الشعب الفلسطيني يظهر جليا أن المطلوب ليس عقد اجتماعات تطلق فيها كلمات سمعت منذ 1948 حتى اليوم، بل التوجه الفعلي نحو دعم ما يجترحه المقاومون الفلسطينيون من مآثر، ومساندة انتفاضتهم حتى تصل الى غاياتها وتفرض الحلول على اسرائيل وتلزمها بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، التي تتنكر لها بدعم واسناد من الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها.

وإزاء العنجهية الاسرائيلية وحكامها المتطرفين والعنصريين، وإذ يمكن تفهم المواقف الداعية الى وقف القتال، فانه يتوجب ان يقترن ذلك بمجموعة من المواقف، عربيا واسلاميا ودوليا، التي تحول دون عودة الأمور الى ما كانت عليه قبل انطلاق «طوفان الأقصى»، كذلك توفير الحماية العاجلة للفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، ووقف آلة التدمير الصهيوني عند حدها.

ان المطلوب الآن هو:

  • وقف عمليات التطبيع مع الكيان الصهيوني، والتخلي عنها.
  • تقديم مختلف اشكال الدعم والاسناد لشعب فلسطين الثائر، ودعم حقه في الدفاع عن نفسه وانتزاع حقوقه.
  • العمل الدؤوب على تأمين التضامن العالمي مع قضية فلسطين وشعبها.
  • وقف التدمير الإسرائيلي لقطاع غزة والقتل الذي يتعرض له أبناؤه.

ان مواقف مختلف الدول، والأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة المؤتمرالاسلامي، والاحزاب والمنظمات والهيئات الشعبية، هي اليوم على المحك، ولا خيار امام الجميع سوى دعم شعب فلسطين بمختلف الاشكال والوسائل، لتحقيق العدل والانصاف ولضمان نيل الفلسطينيين حقوقهم كاملة.

وان قضية فلسطين لمنتصرة طال الزمن ام قصر.