اخر الاخبار

مرت يوم امس الذكرى السادسة والثلاثون لمجزرة حلبجة، يوم قصفت قوات النظام الدكتاتوري الشوفيني المباد، المدينة بغازات السيانيد والخردل وغيرهما، فدمرت احياءها وخنقت أكثر من 5000 مواطن بريء، معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، اضافة الى ما تركته وما خلفته من آلاف المصابين وهم يعانون من الجروح والتشوهات، في واحدة من ابشع جرائم الابادة الجماعية التي سجلها التاريخ المعاصر، والتي هزّت وما تزال، ضمائر الملايين من البشر، ودفعتهم الى المزيد من التضامن مع قضايا شعبنا للخلاص من الطغاة والمجرمين.

ورغم عظم المأساة حينها وما سببته المجزرة من محن، فقد تمكنت جماهير شعبنا وطلائعه السياسية من الرد عليها، عبر مواصلة النضال المتعدد الاشكال حتى اسقاط النظام وتدشين بناء عراق ديمقراطي اتحادي يضمن الحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي، وسائر قوميات واطياف شعبنا.

وقد لعب حزبنا الشيوعي العراقي دوره المشهود ليس في ادانة الجريمة البشعة والتضامن مع ضحاياها وتبنيّ قضاياهم العادلة فحسب، بل كذلك في المساهمة الكفاحية الجادة لتخليص العراق من مرتكبيها القتلة، واستخلاص أبرز دروسها، المتمثلة في الدور الحاسم لوحدة قوى شعبنا الخيرة في تحقيق اهداف الجماهير وتطلعاتها، وبأهمية الترابط بين حل المشكلة القومية في بلادنا وبين قضية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وهي دروس هامة، اثبتت السنوات المنصرمة مدى دقتها والحاجة اليها.

واليوم إذ يستذكر حزبنا ومعه كل ابناء العراق ذكرى الفاجعة، ويعيد إدانته لها، يجدد القناعة بأن صيغة النظام الفيدرالي التي اُعتمدت في الدستور العراقي لعام 2005 والتي كان حزبنا بين أوائل من طرحوها، ليست سوى تعبير عن الشكل الذي اختاره الشعب الكردي لتقرير مصيره في الوقت الراهن من جهة، وسوى سبيل لبناء عراق ديمقراطي مزدهر من جهة أخرى.

لهذا فإننا نرى ضرورة العمل الجاد والمشترك من قبل كل الحريصين على مستقبل بلادنا، من أجل صيانة هذه الصيغة وتطويرها على ضوء التطبيق المستند الى الأطر الدستورية والبعيد عن المناكفات والتوافقات السياسية والمحاصصة، والذي يؤمّن مصالح شعبنا في جميع ارجاء البلاد. كما يدعو الى أن تستند العلاقة بين الحكومة الاتحادية والإقليم الى رؤى سياسية واقتصادية واجتماعية وتوجهات مستقبلية راسخة ووفق أسس واتفاقيات مؤسساتية، بعيداً عن التعصب والانغلاق ومساعي البعض لتقويض ما يتمتع به الإقليم من وضع دستوري فيدرالي، او خضوعاً لضغوط داخلية او إقليمية. ولتكن روح الدستور هي البوصلة في حل ما هو قائم من إشكالات وتقاطعات، وان يكون الهاجس الارأس هو مصلحة المواطنين.

كما يدعو حزبنا الى الوفاء لحلبجة الباسلة، التي ضربت مثلاً في نهوضها قوية ومشرقة من تحت الرماد، عبر انصاف ضحاياها واعتبار يوم قصفها يوماً عراقيا عالمياً لإدانة الأسلحة الكيمياوية وغيرها، وتخصيص الأموال اللازمة لإعادة بنائها ومعالجة آثار الجريمة التي ارتكبت بحقها.

في يوم فاجعة حلبجة نستذكر غزة أيضا، التي تتعرض الى دمار وابادة وعقاب جماعي، ويستخدم الكيان المحتل في حربه القذرة كل أنواع الأسلحة، التي ما انفكت تزوده بها الإدارات الامريكية والاوربية.

كل التضامن مع شعب فلسطين ولتتوقف الحرب المدمرة وينال الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة، بما فيها إقامة دولته الوطنية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس.

تحية لحلبجة ومجداً لشهدائها.

وليتواصل الكفاح المتعدد الاشكال من اجل عراقي ديمقراطي اتحادي (فيدرالي) مزدهر، يتمتع مواطنوه بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، عراق خال من المحاصصة والفساد والسلاح المنفلت.