اليوم يحل عيد الربيع والفرح والتآخي والخير، عيد نوروز الأغر الذي هو رمز لمقارعة الظلم والاضطهاد والعسف، والانتصار لقضايا الشعب وحقوقه العادلة.
في هذه المناسبة نتقدم لأبناء شعبنا العراقي عامة، وشعبنا الكردي خاصة، بالتهاني والتبريكات، متمنية للجميع الفرح الدائم والحياة الكريمة، الآمنة والمستقرة، وان تبقى شعلة نوروز ووهجها يضيئان دروب المناضلين والعاملين في سبيل الحرية والدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وان يتعزز البناء الديمقراطي الاتحادي (الفيدرالي) وبما يضمن تمتع قوميات وأطياف عراقنا كافة بحقوقهم في اطار الدستور.
يحل العيد واقليم كردستان يعيش منذ مدة اوضاعاً صعبة وتعقيدات سياسية وتحديات اقتصادية واجتماعية حادة، ظلت معها العلاقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم خاضعة للتجاذبات السياسية وبعيدة عن نص وروح مواد الدستور العراقي. واتسمت العلاقة في الكثير من الأحيان خلال السنوات السابقة، بالجفاء والتوتر، ما ألقى بظلاله على مواطني الإقليم وحياتهم، لاسيما من الموظفين الذين تمر اشهر ولا يستلمون رواتبهم.
ان الحكومتين، الاتحادية وفي الإقليم، مدعوتان الى مباشرة حوار جدي وشفاف لإنهاء الملفات العالقة عبر اتفاقات رسمية وعلى وفق الدستور، وليس سياسية – حزبية عابرة سرعان ما يتم التخلي عنها، لا سيما ما يتعلق بالموازنة والنفط وعائداته، وقضية الرواتب واستمرار تسديدها بغض النظر عن اكتمال توطينها ام عدمه. فليس من المنطقي ان تستمر حالة التجاذبات وان يقع شعب الإقليم ضحية للخلافات السياسية والممارسات الخاطئة المخالفة للدستور.
ان مصلحة العراق ومصلحة الإقليم تلحّان على جميع الأطراف بضرورة العمل على تعزيز الديمقراطية، منهجاً وسلوكاً وإدارة، واعلاء شأن المواطنة، وتعزيز مبدأ الفصل بين السلطات، واستكمال البناء الاتحادي(الفيدرالي)، وان يصار الى تشريع القوانين التي تعضد ذلك وتمنحه صفة الديمومة والاستقرار.
في عيد نوروز نجدد الدعوة الى انطلاق كل الأطراف من مصالح المواطنين العراقيين، عربا وكردا ومن سائر القوميات والاطياف، وان تتوطد العلاقة على أساس الدستور، واحترام صلاحيات الإقليم والمحافظات الممنوحة وفقه.
كما نجدد الثقة بان نيران نوروز وشعلة كاوه الحداد قادرتان، كما كانتا دوما، على تبديد العتمة والامتزاج مع شفق النهار الجديد، نهار الحرية والعدالة والسلام، والخلاص من كل اشكال الاستبداد والقهر والاستغلال.
كل نوروز.. والجميع بألف خير.