يستمر العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة ومختلف المدن الفلسطينية المحتلة، وسط انحياز امريكي وغربي فاضح وتبرير للجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال يومياً، والتي أدت حتى الان الى سقوط 40 الف شهيد واصابة 92 الف آخرين.
وفي تطور ليس بغريب، أصدر زعماء الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا بيانا مشتركا، يوم الاثنين الماضي، أكدوا فيه دعمهم الثابت والموحد لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وتأكيدهم قدرتها على الدفاع عن نفسها ودعمهم لها، في حال واجهت أي هجمة من ايران التي تعلن تصميمها على الرد على جريمة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية على أراضيها، والتي دفعت الأمور نحو المزيد من التوتر في المنطقة.
ومع تواصل جرائم الاحتلال الغاشم، تظهر الصور حجم الدمار الذي خلفه الاحتلال في قطاع غزة، ومدى معاناة نازحي القطاع، وحجم الآلام التي يعاني منها الاطفال والنساء بالخصوص، وتتحدث التقارير الدولية عن مجاعة كبيرة يواجهونها مع ندرة في الخدمات الصحية.
ومن الواضح ان عصابة حكم الاحتلال الصهيوني الفاشية، لا تريد ان توقف هذه الحرب الاجرامية، لدوافع عدة بينها المشاكل الداخلية التي سوف تواجه رئيس وزرائها حال انتهاء الحرب، والدعم غير المحدود الذي يقدم لهم من الغرب، فيما يصعد وزراؤه من عتاة الصهاينة خطاب الكراهية والحقد المعلنين ضد الفلسطينيين، وقد دعوا مرات عدة الى ابادتهم بصورة كاملة، كحل وحيد لإقامة دولتهم المزعومة!
وحتى الآن لم تتمكن الوساطات من إيقاف حرب الإبادة الدائرة، بسبب تزمت وعدم التزام الجانب الإسرائيلي في تقديم ما يضمن وقف الحرب، مع استمراره بالانتهاكات وتقديمه شروطا تعجيزية غايتها اجهاض المفاوضات. وكل هذا وغيره يدلل على ان نتنياهو لا يزال متعطشاً للمزيد من القتل والتخريب.
ومع استمرار مسلسل القتل العمد فان ما صدر عن حكومات دول العالم، خاصة البلاد العربية والإسلامية، حتى الآن، مخجل وبائس ولا يرقى الى مستوى المعاناة اليومية لملايين الفلسطينيين. ولم تتعدّ المواقف المعلنة كلمات الإدانة والاستنكار التي عادة ما لا تبالي بها حكومة الاحتلال. كما عقدت جلسات كثيرة لمجلس الامن الدولي، وجولات واتصالات واجتماعات، كانت حصيلتها بائسة بالمقارنة مع الدماء الزكية التي نزفت وتنزف، وحالة الجوع والعطش والحرمان الذي يواجه الفلسطينيين خصوصاً النساء والاطفال.
فيا ترى من يوقف هذه الحرب الهمجية والعنصرية، والاقربون من الحكام لاهون وحتى لم يبادر أيّ منهم الى تجميد علاقاته مع الكيان المحتل، والى وقف عملية التطبيع البائسة والمذلة، وفسح المجال للجماهير للتعبير عن مواقفها ودعمها واسنادها للشعب الفلسطيني الصامد، بينما فعلت ذلك دول أخرى لا هي عربية ولا إسلامية وأعلنت اعترافها بدولة فلسطين؟
ان إيقاف حرب الإبادة الصهيونية لا بد ان يحظى بالأولوية والصدارة، وان تقول شعوبنا كلمتها وتضغط على حكوماتها لاتخاذ مواقف إيجابية، وكفى ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من ظلم وقسوة وتقتيل. لذا يجب ان تكون لإيقاف الحرب فوراً الصدارة في سلم الأولويات. وان يتواصل الضغط الشديد، بمختلف الوسائل الممكنة على الحكومات الغربية وحكومة الاحتلال الصهيوني..
في هذا المقطع الزمني الحساس، ومع تواصل القتل اليومي، اصبح لزاما وواجبا إنسانيا انقاذ شعب فلسطين الذي ترك وحده ليقارع ماكنة الاحتلال العسكرية المجرمة، ومعها كل الدعم الأمريكي والغربي المفتوح، وآخره ما اعلن عن صفقة أسلحة بقيمة 20 مليار دولار تقدمها أمريكا هدية للقتلة الصهاينة، مكافأة على ما يرتكبون من جرائم، فيما يعلنون كذبا وزرا انهم يسعون الى السلام ووقف الحرب وحل الدولتين!
ان صمود الشعب الفلسطيني لابد ان يدعم بكل السبل، والتاريخ لن يرحم المتخاذلين الذين دسوا رؤسهم في الرمال كي لا يروا الفضاعات التي ترتكب يوميا.
كما آن الأوان للوحدة الوطنية الفلسطينية ان تتحقق بعد كل هذا الخراب والدمار، عبر تنفيذ الاتفاقات بين مختلف قوى الشعب الفلسطيني الوطنية ومنها اتفاقية بكين. وآن الاوان ايضا لشعوب العالم وكل قوى الخير والسلام، ان تقف وتقول بصوت واحد: كفى وكفى، ولتتوقف هذه الحرب الوحشية ضد شعب قدم ما يستطيع في صمود اسطوري.
.. وحان الوقت لانهاء الاحتلال الصهيوني وليتمتع شعب فلسطين بدولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس، وان يعيش بأمان وسلام وحياة كريمة.