اخر الاخبار

الصفحة الأولى

في حديث عن الصراع الطبقي والاجتماعي.. رائد فهمي: انتزاع العمال حقوقهم يتطلب نضالاً مستمراً

بغداد ـ طريق الشعب

تحدث الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزي للحزب الشيوعي العراقي، خلال ندوة نظمها المنتدى العمالي الثقافي في بغداد، أخيرا، حملت عنوان «المرأة العاملة.. تحديات العمل وغياب الحقوق»، عن الأبعاد الطبقية والاجتماعية التي باتت تظهر بشكل أكبر في العراق اليوم، منوها إلى أن هذه الجوانب كانت في السابق متداخلة مع قضايا الاضطهاد والقمع.

اقتصاد رأسمالي منفلت

وأكد فهمي، أن العراق يشهد حاليًا تطورًا رأسماليًا منفلتًا، موضحا أن «الاقتصاد الرأسمالي المنفلت حتى في الدول الرأسمالية المتقدمة، يخضع لقوانين وتنظيمات وحركات نقابية، تحد من استهتار الرأسمال وتجاوزه على الحقوق الأساسية للعمال».

ولفت إلى أن «القوانين الموجودة اليوم غير مُنفذة، وأن الاقتصاد العراقي أصبح اقتصادًا خدميًا، وان الصناعات الرئيسية في السابق كانت تتمركز في القطاع العام»، مشيرا الى أن «الصناعات الحالية، سواء النفطية أو صناعة السمنت وغيرها، أغلبها أصبح تحت هيمنة القطاع الخاص».

وذكر الرفيق، أن «هناك جهدًا كبيرًا يُبذل في مواجهة الصراع الطبقي الرأسمالي بأشكاله المختلفة، سواء المحلية أم الخارجية»، مبينا أن «الصناعيين المحليين يواجهون مشكلة مشتركة مع العمال في ما يتعلق بتنظيم العمال ونضالهم ومطالبهم، وهو امر ليس بغريب ان توضع العراقيل أمام القانون أو تشويهه أو تعديله، بل حتى بعد إقراره تتم عرقلة تنفيذه».

المكاسب الاجتماعية

وأضاف انه «إذا نظرنا إلى تاريخ الحركات والتطورات الاجتماعية التي سبقتنا، نلاحظ أن ما يُسمى بالمكتسبات الاجتماعية، مثل الضمان الاجتماعي والصحي وغيرها، تُعتبر مكتسبات اجتماعية فُرضت على رأس المال وانتُزعت منه. بمعنى أخذ حصة من الربح. اما في بلداننا فنأخذ حصة من الريع».

وأشار الى انه «في ظل الصراع الاقتصادي الذي تخوضه النقابات من أجل حقوق العمال وتحديد الأجور وتحسين ظروف العمل، يبرز صراع آخر يتعلق بمسار التطور الاقتصادي»، منوها الى ان «الصراع له صلة بالسياسات الحكومية التي تستعين بشركات أجنبية في ظل عقود قد تفتقر إلى الشفافية، ما يثير التساؤل حول الحاجة الفعلية لهذه الشركات الأجنبية مقابل الشركات الوطنية».

ونوه الى ان «القطاع غير المنظم، الذي يتكون في الغالب من شركات صغيرة ومنشآت عائلية، يشهد استغلالًا واضحًا وعموما يعمل خارج نطاق القانون، ما يجعل من متابعته تحديا كبيرا امام التنظيم النقابي»، مبينا أن «العمل النقابي يواجه قيودًا متعددة، وتتعرض الحركة النقابية للاختراق من قبل عناصر تسعى وراء مصالحها الخاصة، بعيدًا عن مصلحة الطبقة العاملة. وفي ظل سيطرة رأس المال، يُظهر أصحاب الأموال مقاومة للتنظيمات التي تدافع عن حقوق العمال، وتسعى لتحقيق العدالة».

مواجهة التعتيم

ودعا الرفيق رائد فهمي إلى «تعزيز مواجهة التعتيم الحاصل على طبيعة الصراع الطبقي، والذي يُخفى تحت عناوين فرعية»، مشددا على «أهمية الوعي والتوقف عند انتخاب عناصر تعمل ضد مصالح الطبقة العاملة في المجالس المحلية والنيابية.»

وأوضح، أن «العراق يطبق نظام الليبرالية الجديدة بمساعدة الدولة، حيث تدعم القوانين المستثمرين على حساب العمال»، مؤكدًا على «ضرورة توجيه النضال نحو صناع القرار وليس العمال الأجانب الذين يعملون في ظروف شبيهة بالعبودية».

وأشار إلى أن «الشركات الأجنبية في العراق يُفترض أن تلتزم بتوظيف نسبة 50 في المائة من العمالة المحلية»، مؤكدًا أن «رأس المال يستغل العمالة الأجنبية لتحقيق أقصى الأرباح، بينما تُهمل العمالة العراقية».

وشدد فهمي على «أهمية توجيه النضال نحو الشرائح المعنية وتكثيف برامج التوعية بين العمال، خاصة في ما يتعلق بقانون التقاعد والضمان الاجتماعي».

وأكد على «أهمية الضغط والاحتجاج لتحقيق التغيير المنشود»، مشيرًا إلى أن «النقابات يجب أن تعزز دورها في هذا الصراع».

وأوضح، أن «الصمت لا يخدم العمال، وأن التعبير عن المطالب يمكن أن يؤدي إلى نتائج إيجابية»، مشيرا إلى أن «هناك فرصًا لتحقيق النجاح، مثل تعديل قانون الضمان الاجتماعي، وأن العمال يجب أن يساهموا في الضمان الاجتماعي».

وأكد على «ضرورة معالجة الثغرات في القانون الحالي، والتي تحول دون تسجيل العمال لأنفسهم».

وختم فهمي حديثه بالتأكيد على أن «النضال من أجل الحقوق يتطلب أشكالًا متعددة من الضغط، بما في ذلك الاحتجاج والإضراب»، مبينا أن «الحزب ومنظماته ملتزمون بدعم هذا النضال في مواجهة الرأسمالية المتسارعة النمو والطفيلية».

********************************************************************************************

المحرر السياسي لطريق الشعب: نوروز عيد الجمال والنضال والحرية

اليوم يحل عيد الربيع والفرح والتآخي والخير، عيد نوروز الأغر الذي هو رمز لمقارعة الظلم والاضطهاد والعسف، والانتصار لقضايا الشعب وحقوقه العادلة.

في هذه المناسبة نتقدم لأبناء شعبنا العراقي عامة، وشعبنا الكردي خاصة، بالتهاني والتبريكات، متمنية للجميع الفرح الدائم والحياة الكريمة، الآمنة والمستقرة، وان تبقى شعلة نوروز ووهجها يضيئان دروب المناضلين  والعاملين في سبيل الحرية والدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وان يتعزز البناء الديمقراطي الاتحادي (الفيدرالي) وبما يضمن تمتع قوميات وأطياف عراقنا كافة بحقوقهم في اطار الدستور.

يحل العيد واقليم كردستان يعيش منذ مدة اوضاعاً صعبة وتعقيدات سياسية وتحديات اقتصادية واجتماعية حادة، ظلت معها العلاقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم خاضعة للتجاذبات السياسية وبعيدة عن نص وروح مواد الدستور العراقي. واتسمت العلاقة في الكثير من الأحيان خلال السنوات السابقة، بالجفاء والتوتر، ما ألقى بظلاله على مواطني الإقليم وحياتهم، لاسيما من الموظفين الذين تمر اشهر ولا يستلمون رواتبهم.

ان الحكومتين، الاتحادية وفي الإقليم، مدعوتان الى مباشرة حوار جدي وشفاف لإنهاء الملفات العالقة عبر اتفاقات رسمية وعلى وفق الدستور، وليس سياسية – حزبية عابرة سرعان ما يتم التخلي عنها،  لا سيما ما يتعلق بالموازنة والنفط وعائداته، وقضية الرواتب واستمرار تسديدها بغض النظر عن اكتمال توطينها ام عدمه. فليس من المنطقي ان تستمر حالة التجاذبات وان يقع شعب الإقليم ضحية للخلافات السياسية والممارسات الخاطئة المخالفة للدستور.

ان مصلحة العراق ومصلحة الإقليم تلحّان على جميع الأطراف بضرورة العمل على تعزيز الديمقراطية، منهجاً وسلوكاً وإدارة،  واعلاء شأن المواطنة، وتعزيز مبدأ الفصل بين السلطات، واستكمال البناء الاتحادي(الفيدرالي)، وان يصار الى تشريع القوانين التي تعضد ذلك وتمنحه صفة الديمومة والاستقرار.

في عيد نوروز نجدد الدعوة الى انطلاق كل الأطراف من مصالح المواطنين العراقيين، عربا وكردا ومن سائر القوميات والاطياف، وان تتوطد العلاقة على أساس الدستور، واحترام صلاحيات الإقليم والمحافظات الممنوحة وفقه.

كما نجدد الثقة بان نيران نوروز وشعلة كاوه الحداد قادرتان، كما كانتا دوما، على تبديد العتمة والامتزاج مع شفق النهار الجديد، نهار الحرية والعدالة والسلام، والخلاص من كل اشكال الاستبداد والقهر والاستغلال.

كل نوروز.. والجميع بألف خير.

*************************************************************************************************

راصد الطريق.. مخيمات النازحين تحت وطأة السيول

مع إعلان المؤسسات الحكومية استنفار الجهود لإغاثة ضحايا السيول في محافظة دهوك، ودعوة مجلس النواب نواب المحافظة من أعضائه للاطلاع على معاناة المواطنين المتضررين ورصد احتياجاتهم، يبرز فورًا وضع ثلاثين ألف نازح في مخيمات بالإقليم، وهم يعيشون أصلا ظروفًا معيشية صعبة تضاعف قسوتها الأحوال الجوية السيئة.

وعلى الرغم من إعلان وزارة الهجرة عزمها على إنهاء هذا الملف خلال الصيف المقبل، إلا أن المسؤولين في الوزارة لا يخفون في تصريحاتهم الصحفية مخاوفهم من عدم قدرة الجهات الأخرى على القيام بعملها على الوجه المطلوب، حيث تحتاج الأسر العائدة إلى مناطقها، إلى خدمات أساسية مثل التعليم والكهرباء والماء والرعاية الصحية.

بعد عشرة أعوام على نزوح العوائل بسبب الإرهاب الداعشي وغيره، آن الأوان لغلق هذا الملف، وضمان توفير متطلبات عودة العوائل إلى مناطقها وإغلاق المخيمات بصورة دائمة. فمن غير المعقول الاستمرار في مراقبة معاناة العوائل المنكوبة دون تحرك.

نأمل أن يكون تموز موعدا نهائيا حقا لإغلاق المخيمات كما وعدت الحكومة، شريطة توفير كافة متطلبات العودة، بعيدا عن القسر الذي قد يفتح الباب لإشكالات «اقمش».

*******************************************************************************************

هل تخلص البغداديون من أزمة الزحامات اليومية؟

بغداد – طريق الشعب

لا يزال تحدي التخلص من الاختناقات المرورية شاخصاً، برغم شروع الجهات الحكومية المعنية بتنفيذ وافتتاح العديد من المشاريع التي تعتقد ان من شأنها حل هذه الازمة.

*************************************************************************************************

الصفحة الثانية

اتحاد الطلبة العام يحمل وزارة التعليم مسؤولية الابتزاز والتحرش في الجامعات

بغداد ـ طريق الشعب

عبّر فرع اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق في محافظة البصرة عن استيائه الشديد من انتشار مقطع مصور يظهر عميد كلية علوم الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات في جامعة البصرة، وهو في وضعية مخلة بالآداب داخل مكتبه الإداري.

وأعرب الاتحاد في بيان تسلمت “طريق الشعب” نسخة منه، عن استيائه الشديد من هذه الفضيحة الأخلاقية، مشيرا إلى أن التحرش والابتزاز أصبحا ظاهرة شبه مستمرة في قطاعي التربية والتعليم.

ودان الاتحاد هذه الأفعال المشينة التي تنتهك حرمة الحرم الجامعي، وفيما حمّل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي المسؤولية عن الانهيار الأخلاقي في المؤسسات التعليمية، أكد أن تعيين الإداريين يعتمد التوافقات الحزبية والطائفية والعرقية بدلاً من الكفاءات المهنية.

وطالب الاتحاد في بيانه باتخاذ إجراءات صارمة ضد مرتكبي هذه الأفعال المهينة للسمعة الأكاديمية، داعيا إلى إنشاء آليات تحمي الضحايا وتساعدهم على تقديم شكاواهم بسرية وأمان، من خلال لجنة وزارية مخصصة لهذا الغرض.

**********************************************************************************************

مشاريع فك الاختناقات المرورية هل تُخلص بغداد من أزمة الزحامات اليومية؟

بغداد – طريق الشعب

لا يزال تحدي التخلص من الاختناقات المرورية شاخصاً، برغم شروع الجهات الحكومية المعنية بتنفيذ وافتتاح العديد من المشاريع التي تعتقد ان من شأنها حل هذه الازمة.

ويعرب عدد من المراقبين عن خشيتهم من عدم استيفاء تلك المشاريع لمتطلبات الجودة، بينما ضاعف مجلس الوزراء كلف مشاريع فك الاختناقات المرورية لتصبح نحو مليارين و300 مليون دولار، بعد أن كانت مليارا و150 مليون دولار، عندما أُقرت لأول مرة العام الماضي.

إنجاز متقدم

يقول المتحدث باسم وزارة الإعمار والإسكان، نبيل الصفار، أن “مشاريع الاختناقات المرورية الخاصة بالحزمة الأولى وصلت إلى نسب إنجاز متقدمة، منها افتتاح مجسر فائق حسن (الفنون الجميلة)”، مشيرا إلى افتتاح جسر قرطبة مع إكمال تأهيل الساحة في أسفل الجسر في مطلع نيسان المقبل.

ويشير الصفار خلال حديث خصّ به “طريق الشعب”، إلى وجود مشاريع أخرى ستنجز خلال منتصف العام الجاري، منها مجسر الشالچية.

ويتابع، أن “المشاريع الخاصة بالاختناقات المرورية ستدخل للخدمة تباعاً، ابتداء من مشاريع الحزمة الأولى، التي بدأت في منتصف عام 2022”، مؤكدا ان “بعض المشاريع تفوقت نسب إنجازها بشكل غير متوقع، منها جسر قرطبة الذي كان من المفترض ان ينجز خلال ٩ أشهر”.

ويبيّن الصفار، أنّ التحديات والصعوبات متواجدة منذ بداية العمل، الا ان تشكيل فرق من كل القطاعات المعنية ساهم بتذليل العديد منها، مشيرا الى ان “المشاريع التي انطلقت مؤخرا تتمثل بمشروع خلال بداية العام الجاري و٣ خلال شهر تشرين الثاني ٢٠٢٣، واغلبها ستكون جسورا تحلق فوق نهر دجلة، بالإضافة الى مشروع كبير يتمثل بجسر الطلائع”.

انتقادات

يقول ليث علي (اختصاص هندسة طرق وجسور)، أن “شوارع وطرق العاصمة بغداد صممت منذ عقد السبعينيات، بطاقة استيعابية لا تتجاوز 400 الف مركبة”، مشيرا الى ان الحلول المنطقية تتمثل بتوسعة الطريق ضعف المساحة، الا ان هذا الامر لا يمكن ان يتم بسبب التوسعة السكانية.

واقترح حلولا أخرى، منها: “نقل الدوائر الحكومية والوزارات الى أطراف العاصمة، وضمان عدم تمركزها في وسط العاصمة، بالإضافة الى الاهتمام بالطرق الحولية التي بإمكانها حل المشكلة بنسب كبيرة جداً وإنشاء طرق الأنفاق”.

مواصفات رديئة

من جانبها، انتقدت مهندسة الطرق والجسور هدى جبار (موظفة حكومية)، خطة الاعتماد على مواصفات قديمة ورديئة لا تواكب التطور، تعود لعقليات المهندسين القديمة بخاصة في موضوع تصميم الطرق والجسور”.

وتنوّه جبار في حديث مع مراسل “طريق الشعب”، بأن مجلس الوزراء منذ عام يقوم برفع كلف المشاريع ومضاعفة مبالغها المالية، دون تقديم أية أسباب منطقية لهذه الزيادات او تقارير توضيح. كما أنه لا ينشر بيانات هذه المشاريع وتعاقداتها، ما يجعل بنودها تخضع لأسئلة عديدة.

وتؤكد، ان فشل المشاريع مرتبط بـ3 أسباب: الرشوة والفساد، سوء التنفيذ والإدارة، اعتماد تصاميم قديمة.

يشار الى انه خلال أقل من عام رفعت كلف مشاريع فك الاختناقات المرورية من 1,15 مليار دولار، وثم 1,3 مليار دولار، وفي 5 آذار ضاعف مجلس الوزراء التكاليف لتصبح 2,3 مليار دولار.

**********************************************************************************************

استنكروا الاعتداء على المندى في ميسان شيوعيو الشطرة يهنؤون الصابئة بعيد الخليقة

الشطرة - احمد طه

زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الشطرة، مندي الصابئة في ذي قار، لتقديم التهاني إلى القائمين عليه في مناسبة عيد الخليقة (البرونايا).

وكان في استقبال الوفد مدير شؤون الطائفة في المحافظة وعدد من مسؤوليها، الذين تلقوا منه التهاني في المناسبة، باسم الحزب.

وقد شارك الوفد في الاحتفالية التي أقامها المندي في المناسبة، بكلمة ألقاها سكرتير المحلية الرفيق شهيد الغالبي، وهنأ فيها الصابئة بعيدهم.

وفيما استنكر الاعتداء الآثم الذي طال مندي الصابئة في ميسان الأسبوع الماضي، أشاد بالمندائيين، سكان العراق الأصليين، وشدد على استحقاقهم للعيش بسلام في عراق تسوده المحبة.

كذلك ثمّن الغالبي في الكلمة، التضحيات الجسام التي قدمها أبناء الطائفة المندائية في سبيل الوطن.

هذا وتبادل الوفد مع القائمين على المندي، الحديث حول ضرورة التعايش السلمي بين مختلف مكونات الشعب. وقد شدد الجميع على أهمية نبذ التفرقة والطائفية من أجل توحيد صفوف العراقيين جميعا.

وفي ختام الزيارة، عبر القائمون على المندي عن شكرهم إلى الوفد على زيارته، مثمنين مواقف الشيوعيين الوطنية.

*************************************************************************************************

تهنئة

بمشاعر يملؤها الأمل والتفاؤل، يتشرف التيار الديمقراطي العراقي بتقديم أطيب التهاني وأزكى الأماني إلى جميع أبناء الشعب العراقي، وبشكل خاص إلى إخواننا وأخواتنا من الشعب الكردي، بمناسبة حلول أعياد نوروز، هذا العيد الذي يحمل في طياته رسائل السلام والمحبة والتجدد.

نوروز، الذي يعتبر عيد الربيع وبداية السنة الجديدة في العديد من الثقافات، يمثل لنا جميعاً فرصة للنظر بعين الأمل نحو المستقبل، والعمل سوياً من أجل بناء عراق يسوده العدل والمساواة.

نحن في التيار الديمقراطي العراقي، نؤمن بأن الشعب الكردي جزء لا يتجزأ من نسيج العراق الغني والمتنوع، ونتطلع إلى مستقبل يسوده التعايش السلمي والتنمية المشتركة.

في هذه المناسبة الكريمة، نجدد التأكيد على التزامنا بالعمل من أجل حقوق جميع المكونات العراقية، وندعو الجميع إلى تعزيز روح الأخوة والتضامن.

كل عام والعراق بألف خير

المكتب التنفيذي

 للتيار الديمقراطي العراقي

20 اذار 2024

*********************************************************************************************

كل خميس.. نوروز .. عيد الحالمين  بالعدالة الاجتماعية

جاسم الحلفي

يحتفل الشعب الكردستاني منذ 2635 عاما حسب التقويم الكردي، في 21 اذار من كل عام بعيد نوروز، وتشاركه الاحتفال شعوب عديدة، بضمنها الفرس والآذريون والافغان والطاجيك والقرغيزيون والكازاخيون، كذلك اقوام في الهند وتركيا والبانيا ومقدونيا. وتشير الاحصائيات الى ان من يحتفلون بهذه المناسبة يتجاوز عددهم 300 مليون انسان.

ولعيد نوروز عند الكرد طابع قومي، يؤكدون من خلاله هويتهم القومية. يحتفون به كأهم مناسبة، وسط تقاليد وطقوس تراثية بهيجة يكون فيها الغناء الفلكلوري والطرب حاضرين، وتصدح أغنية “نوروز هاتوا” من كلمات الشاعر الكردي الكبير بيره ميرد، والتي غناها المطرب الشعبي الراحل حسن زيرك بلحن حماسي واحتفالي جميل، وكلماتها تقول:

ئه‌م روژی؛ سالی تازه‌یه نه‌وروزه هاته‌و

جیژنیکی؛ کونی کورده

به خوشی و به هاته‌وه

بمعنى: اليوم بداية سنة جديدة، وقد حل نوروز العيد الكردي العريق بالفرح والخير.

تقول السردية الكردية ان نوروز هو ثورة المظلوم على الظالم، وهي ثورة ذات بعد طبقي حيث يقود حداد فقير اسمه (كاوه ) ثورة شعبية واسعة، للإطاحة بالملك الظالم الضحاك او (زوهاك) على وفق اللغة الكردية. حيث اشعل كاوه في يوم 21 اذار (نارا عظيمة) على قمة الجبل معلنا الثورة، فانظم اليها الفلاحون والفقراء والمعدمون.

لم ترق رمزية هذه الأسطورة للأنظمة المستبدة التي انكرت حقوق شعب كردستان، واولها حقه في تقرير مصيره، لما لها من ابعاد وطنية وقومية وطبقية. لكن امام الإصرار الشعبي على احياء المناسبة، ورغم القمع والقهر، اضطرت الأنظمة الحاكمة الى الرضوخ مع تغيير اسم عيد نوروز الى (عيد الام) او (عيد الربيع) أو (عيد الشجرة).

الطغيان لا يتحمل فرحة الشعوب واملها في التحرر والانعتاق من الظلم، وقطعا لا تروق أية اسطورة ملهمة تعكس انتصار المظلوم على الظالم والخير على الشر والفرح على الحزن، للمستبدين الجائرين.

وقد أدرجت منظمة اليونسكو عيد نوروز، ومعناه “اليوم الجديد” ، على القائمة النموذجية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، بوصفه تقليدا ثقافيا، وكان ذلك في 30 أيلول 2009. فيما عرّفته بانه “تقليد تاريخي يعود أصله إلى نحو القرن السادس قبل الميلاد، ويعلن بداية سنة جديدة، وحلول الربيع وولادة الطبيعة من جديد”. في حين أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة يوما دوليا وفق قرارها الرقم 64ا/253، في 23 شباط 2010 “بوصفه تجسيدا لوحدة التـراث الثقـافي ولتقاليـد تعـود إلى قرون عديدة، ولها دور هام في تعزيز الـروابط بـين الـشعوب علـى أسـاس الاحتـرام المتبـادل ومثـل السلام وحسن الجوار”.

يمنحنا عيد نوروز املا حيا بالانتصار على المستبدين والظالمين، ويمنحنا دروسا في انتصار حق الشعوب في تقرير المصير، وفي التضامن مع المظلومين، والالتزام الانساني بحقوق الإنسان وكرامته، والحق في العيش بسلام وامان. كما يمنحنا فرصة التفكير بحل الازمات عن طريق الحوار، وليس عبر الحروب التي يشكل الفقراء والمهمشون عادة غالبية ضحاياها.

********************************************************************************************

الصفحة الثالثة

مستشار حكومي يجده حالة صحية لكن مستلزماته عديدة النمو السكاني يفاقم تحديات التنمية  وتحذيرات حكومية من «هبّة ديموغرافية»

بغداد ـ محمد التميمي

في الوقت الذي لا يزال فيه النمو السكاني ضمن معدلاته الطبيعية، بمعنى اننا لم نصل حتى الآن لمرحلة الانفجار السكاني، يؤكد مختصون أن هناك ضرورة لتنظيم العائلة العراقية نسلها وعدد أفرادها.

وفي ظل هذا النمو المتعاظم سنوياً تبرز المخاوف من ان يضع هذا النمو مستقبلا ضغوطاً على الموارد والبنية التحتية؛ حيث تشير التوقعات إلى زيادة مستمرة في عدد السكان ما يستدعي وجود تنمية وخطط استراتيجية لاستيعاب هذه الزيادة، عبر توجيه الاستثمارات نحو قطاعات البنية التحتية، وتوفير فرص عمل جديدة، وتحسين الخدمات الاجتماعية والصحية، وتعزيز التعليم وتنمية المهارات، كما يسهم في تحقيق التوازن الديموغرافي والاقتصادي في البلاد.

التنمية.. تحد كبير

المستشار المالي لرئيس الوزراء، مظهر محمد صالح، قال لـ”طريق الشعب”، ان “العراق واحد من البلدان عالية النمو في السكان”.

وقدر صالح النمو السكاني سنويا بـ2،6 في المائة، الامر الذي تحتاج معه الحكومة الى “تنمية مستدامة على الصحة والتعليم والسكن والرفاهية”.

وأضاف صالح قائلاً ان “النمو السكاني وبزيادة شبابية امر ايجابي، لكنه يحتاج الى مجموعة متطلبات”.

ولفت مستشار رئيس مجلس الوزراء الى ضرورة ن تكون هناك قيود ومحددات للنمو البشري.

ويراهن صالح على وعي الناس في ضبط عدد أفراد العائلة “نحن لا ندعو الى فرض ضوابط بالقوة القانونية، ولكن بالإقناع”.

ويردف في الوقت ذاته، ان هناك حاجة ماسة لايجاد خطط تستوعب هذه الزيادة، لكيلا يتحول هذا النمو الى عبء، وبالتالي يحدث انفجار سكاني، ينتهي الى مشاكل عديدة.

سياسات تنموية

على صعيد متصل، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة التخطيط، عبد الزهرة الهنداوي، ان “الزيادة السنوية لعدد السكان في العراق تصل إلى أكثر من مليون نسمة، لكن رغم هذا فهي تعتبر طبيعية”.

واكد الهنداوي في حديث خص به “طريق الشعب”، ان “أي زيادة سكانية مهما كان حجمها، يجب ان تقابلها سياسات تنموية تستوعبها، وتحولها الى محركات فاعلة”، مضيفا انه “من هذا المنطلق اطلقنا الوثيقة الوطنية للسياسة السكانية، والتي تضمنت احد عشر محوراً، غطت مفاصل حياة الانسان من الطفولة للكهولة. نحن نتحدث عن الاطفال وعن الصحة والتعليم وعن كبار السن والمرأة والشباب وتمكينهم ومواجهة التغيرات المناخية ومعالجة مشكلات الهجرة الداخلية والخارجية”.

تجدر الاشارة الى ان بنود السياسة السكانية تتضمن 11 محورا كالتالي: التعليم والتعلم، الصحة والصحة الإنجابية، الطفولة، حقوق وحماية، الشباب والتشغيل، تمكين المرأة، دعم الفئات السكانية الهشة (الأطفال- المعاقون- كبار السن)، السكان والتغييرات المناخية، الهجرة الداخلية والخارجية، السكن، القيم والتماسك الاجتماعي و المناصرة والتثقيف السكاني”.

بالعودة الى الهنداوي، فان “كل محور تضمن مجموعة من السياسات والاهداف، وهذه السياسات تترجم الى اجراءات من خلال الجهات القطاعية ذات العلاقة بحسب اختصاص كل جهة وبحسب المحور الذي يخص هذه الجهة، وهناك ايضا محور يخص السكن، وبالنتيجة كل هذه المحاور ستتحول الى خطط وسياسات تتم ترجمتها الى اجراءات”. واردف الهنداوي قائلاً ان “اي زيادة سكانية من دون وجود خطط تضعنا امام معدلات عالية من الفقر والبطالة وسوء التعليم وتردي الخدمات الطبية والصحية وتهالك البنية التحتية”.

وبحسب الهنداوي، ان فئة الاطفال تشهد اتساعا مستمرا، وتبلغ نسبتها 40 في المائة من مجموع السكان، والفئة الثانية التي تعتبر اكبر شريحة والتي تنشط اقتصادياً،  فهي شريحة الشباب بعمر 15 _ 60  عاما، وتشكل تقريبا 57 في المائة، وخلال فترة قصيرة ستتجاوز الـ 60 في المائة، وسنكون امام حالة تسمى الهبّة الديموغرافية، و3 في المائة هم من كبار السن أي 60 عاما فما فوق”.

نقلات نوعية وكمية

الى ذلك، قال رئيس مركز الأمصار للدراسات الاستراتيجية والاقتصادية رائد العزاوي، ان “العراق من الدول الأكثر نموا ديموغرافيا عربيا وعالميا”.

ويؤشر العزاوي وجود مشكلة في البنى التحتية، وما إذا كانت مؤهلة لاستيعاب كل هذه الزيادات السكانية وتلبية احتياجاتها، من سكن ودراسة وطبابة ووظائف وفرص عمل وغيرها، فضلا عن ضرورة رفع قوة إنتاجية الفرد ومردوديته، وهو ما يستوجب تحقيق نقلات نوعية وكمية في مختلف قطاعات الصحة والتعليم والاستثمار وأسواق العمل.

ويجد العزاوي أن هناك ضرورة في توظيف هذه الزيادة خاصة من أجل النهوض بقطاعي الصناعة والزراعة والارتقاء بهما في العراق، من أجل تنويع مصادر الدخل وتعزيز السلة الزراعية بمحاصيل كافية، كون سوق العمل الزراعي قادرا على استقطاب قوى عاملة ضخمة، وعلى إخراج البلاد من فخ الاقتصاد الريعي المعتمد على النفط.

********************************************************************************************

عين على الأحداث

هل من مبرر؟

رغم قرب انتهاء شهر آذار، لازال أمامنا وقت طويل كما يبدو لإقرار موازنة العام الحالي، حيث أكدت اللجنة المالية النيابية، بأن جداول الموازنة لم تنجز بعد في الحكومة ولا يعلم أحد متى يتم ذلك، مؤكدة على أن هذا التأخير مخالف لقانون ديوان الرقابة المالية الذي ينص على إرسال الموازنة إلى البرلمان قبل انتهاء السنة. هذا وكانت الحكومة قد أقرت في العام الماضي، قانون موازنة ثلاث سنوات، وبررت ذلك بالحاجة لتجنب تأخر إقرار الموازنة في كل عام، رغم اعتراض الخبراء على هذا الإجراء بسبب ما يحمله من مخاطر مالية وإرباك في التخطيط.

معقولة؟

نقلت وكالات الأنباء عن عزم العراق استخدام الطاقة الذرية السلمية في مختلف القطاعات الصحية والصناعية والزراعية وأن برامج لتحقيق ذلك قد أعّدت في الأونة الأخيرة. الناس الذين أفرحهم هذا الخبر، أعربوا عن قلقهم من أن يصابوا بخيبة أمل، كما حدث لهم مع أغلب وعود حكوماتنا، لاسيما وهم يرون جامعاتنا وقد تحولت إلى مشاريع تجارية للقوى المتنفذة وباتت تحتل مواقع متدنية في التصنيف العالمي وتضخ كل عام عشرات الآلاف من أنصاف المؤهلين إلى سوق عمل لا يحتاجهم، فيما تتراجع مستويات التعليم والإعداد في هذه الجامعات جراء اللهاث وراء الربح السريع، في ظل غياب أي حسيب أو رقيب.

خيال خصب

كشفت وزارة الزراعة، عن وجود أكثر من 51 مليون دونم صالحة للزراعة، لا يتم استغلال سوى 23 مليون دونم منها، أي بنسبة تقل عن 49 بالمائة. وحددت الوزارة اسباب هذا العجز بالجفاف والتجاوز على الأراضي الزراعية، معربة عن أملها بمعالجة ذلك عبر حل مشكلتي التصحر والتأثير المناخي، والتوجه لاستخدام التقنيات الحديثة وزيادة الإنتاج بشكل عمودي. الناس الذين اتعبتهم وعود الوزارة يتساءلون عن السر وراء الخيال الخصب لمسؤوليها، والذي يدفعهم لإطلاق وعود جديدة، قبل أن يفهمونا أسباب فشل المبادرة الزراعية والتلكؤ المتواصل في دعم المنتجين وغيرها من مشاريع، أهدرت فيها مليارات الدولارات عداً ونقداً.

البطالة والبؤس

حل العراق سابعاً عربياً وفي المركز 33 دولياً، في مؤشر هانكي للبؤس لعام 2023، والذي يعتمد على معدلات البطالة والتضخم ومعدل الإقراض والتغير في نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي. هذا وفيما تصدرت الأرجنتين، في ظل حكومة يمينية متطرفة، القائمة وتصدرت سوريا ولبنان الدول العربية الأكثر بؤساً، كان ارتفاع معدلات البطالة السبب الأبرز للبؤس العراقي، حيث بلغت 33 بالمائة بين الشباب و 50 بالمائة بين النساء. وفيما فقد 800 ألف عامل وظائفهم في القطاع الصناعي الخاص، يتزايد تفكيك المؤسسات الإنتاجية في القطاع العام، ويتم تخريبها وإيقافها عن العمل، لبيعها في خطط الخصخصة الفاشلة.

لا لقمع المحتجين

أقدم عشرات المحتجين على التظاهر في ساحة الحبوبي وسط مدينة الناصرية بمحافظة ذي قار، احتجاجاً على قيام قوات قادمة من بغداد بإعتقال أحد الناشطين، وللمطالبة بإطلاق سراحه. وأفاد شهود عيان بأن القوات الأمنية قد استخدمت الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين مما أدى لإصابة عدد منهم ونقلهم إلى المستشفيات. هذا وفيما كانت جروح العراقيين التي سببتها جرائم القمع ضد منتفضي تشرين، ماثلة في الأذهان وتنزف غضباً، لا يطالب الناس الحكومة بمنع هذه الإعتداءات فحسب، بل وفي القصاص من القتلة وفرض هيبة القانون واحترام الحريات وحقوق الإنسان، ففي ذلك وحده يمكن تجنب تكرار المآسي.  

*****************************************************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

حول الفيدرالية  وضرورة حمايتها

نشرت صحيفة (ذي ناشينول) مقالاً للكاتب وينثروب روجرز، حول المشاكل القائمة بين الحكومة الإتحادية وحكومة إقليم كردستان، أشار فيه إلى أنه وطيلة العقود الثلاثة الماضية، تمتع الإقليم بمستوى عالٍ من الاستقلال الذاتي، استنادا إلى ما يوفره له دستور العام 2005 من حقوق سياسية واقتصادية خاصة، فانتخب برلمانه وأقام علاقات خارجية وعقد صفقات لاستثمار الثروات الطبيعية وخاصة النفط.

تقويض الفيدرالية

إلاّ أن استقرار الوضع السياسي والأمني في بغداد وتحسن الواردات نسبياً، ربما دفع ببعض أطراف الحكومة إلى التفكير بتقويض هذا الشكل الفيدرالي للدولة، فلجأ إلى الضغط الشديد على أربيل، سواء بالهجمات العسكرية من داخل وخارج البلاد أو تقليص الصلاحيات في قرارات تشريعية وقضائية أو عدم تزويد حكومة الإقليم بحصصها من الموازنات السنوية، حسب تصور الكاتب.

وإعتبر المقال قراري المحكمة الاتحادية، بإسناد مسؤولية دفع رواتب موظفي حكومة إقليم كردستان إلى الحكومة الفيدرالية وإلزام أربيل بتسليم جميع الإيرادات النفطية وغير النفطية إلى بغداد وبإعادة تنظيم هيكلية الانتخابات المقبلة لبرلمان الإقليم لاسيما إلغاء المقاعد المخصصة للأقليات العرقية والدينية، مؤشراً مهماً على ذلك، دفع بأربيل إلى إعلان رد غاضب.

كما استعرض المقال القرارات التي أصدرتها المحكمة الاتحادية في الأونة الأخيرة، وهي قرارات باتة وقاطعة، تركت تأثيراً واضحاً على الأوضاع السياسية في البلاد والتدافع الجاري في إطارها، كإلغاء قانون النفط والغاز في إقليم كردستان، وإقالة رئيس البرلمان من منصبه، وما اصطلح على تسميته بالثلث المعطل وغيرها.

مشاكل البيت الكردستاني

من جهة أخرى، أعرب الكاتب عن اعتقاده بأن الإقليم يتحمل بعض المسؤولية، بسبب الإنقسامات العميقة بين حزبيه الرئيسيين وفشل محاولات رأب الصدع بينهما، إضافة إلى مجموعة من المشاكل الاقتصادية التي عصفت بواردات الإقليم، لاسيما بعد نجاح بغداد في الحصول على حكم تحكيم دولي ضد تركيا العام الماضي، أغلق بموجبه خط الأنابيب الناقل لنفط الإقليم إلى العالم. وأشار المقال إلى أن فشل أربيل في دفع رواتبهم بشكل منتظم، دفع بالموظفين الحكوميين إلى النظر لبغداد كمصدر موثوق للرواتب، فتنفسوا الصعداء عندما أعلنت المحكمة أن الحكومة الفيدرالية هي من ستتولى ذلك.

ماذا يحمل الغد؟

وأشار التقرير إلى أن موافقة الإقليم على شروط بغداد سواء في تسليم جميع الإيرادات النفطية وغير النفطية او في إلغاء المقاعد المخصصة للأقليات العرقية والدينية بالرلمان، تبدو صعبة وبعيدة المنال، لأنها تقوض الاستقلال الذاتي على الصعيد المالي وتعّد انتهاكاً لاستقلال المؤسسات السياسية الكردية، حتى لو كانت المقاعد نفسها مثيرة للجدل، إضافة إلى تصور البعض بأن المحكمة الفيدرالية قد تجاوزت سلطتها القضائية لتتدخل في التشريع.

وأبدى الكاتب مخاوفه من أن لا يكون للعامل الدولي تأثير إيجابي اليوم في حل الخلافات، خاصة مع انخراط إدارة بايدن في مفاوضات معقدة مع العراق بشأن مستقبل القوات الأمريكية في البلاد، وحرصها على تجنب أي تعقيدات سيئة قبل الانتخابات الرئاسية القادمة في تشرين الثاني 2024.

وإختتم روجرز مقاله بالتأكيد على اهمية وحدة الشعب الكردستاني وقواه السياسية، لصيانة المؤسسات الفيدرالية، التي اعتبرها إنجازاً تاريخياً، نتج عن عقود من النضال ضد القمع الذي ارتكبته الأنظمة السابقة، إضافة إلى كونه جزءً من الدستور العراقي، يجب الإعتراف به وحمايته.

****************************************************************************************

الصفحة الرابعة

الأمطار تنغّص حياة العراقيين.. خسائر مادية وحوادث مأساوية

بغداد ـ تبارك عبد المجيد

تحوّلت نعمة الأمطار في العراق إلى نقمة، إذ أصبحت كميات الأمطار الغزيرة سببا في الكثير من الأضرار والمشاكل التي يعاني منها المواطنون، وتراوحت الأضرار بين خسائر مادية وحوادث مأساوية.

وأدّت الأمطار إلى شلل الحياة، وبالتالي تأثر قوت أصحاب الدخل اليومي، كما اضطرت بعض مؤسسات الدولة الى تعطيل الدوام.

وشهدت معظم المحافظات، يوم أمس، تساقطًا غزيرا للأمطار، وهي الاولى من نوعها خلال الموسم الحالي، والتي تسبب بحدوث سيول في عدة مدن، أدت الى أضرار جسيمة.

دهوك

وفي محافظة دهوك، أعلنت مديرية الدفاع المدني في اخر إحصائية لها صباح يوم أمس، عن وفاة شخصين وتضرر أكثر من 100 منزل، وما يزيد على 50 سيارة جراء السيول.

وذكرت المديرية، أنّ «میاه السيول دخلت عدداً من المنازل المطلة علی نهر هشكرو وسط مدينة دهوك، وتسببت بوفاة الشخصين اللذين كانا مفقودين حيث تم العثور عليهما في نفق نزاركي الواقع علی شارع بارزان الرئيس في مدينة دهوك.

ودعت المديرية «سائقي السيارات والمواطنين القادمين من أربيل الی دهوك بعدم المرور بشارع بارزان الرئيس بسبب السيول واستخدام طريق (بدريك) بدلاً منه».

ووصلت المياه في منازل سكان دهوك الى اعتاب الطابق الثاني، حيث يقول أحد ساكني المدينة، إن «الشوارع أصبحت عبارة عن مسابح عامة بلون رمادي، تعوم فيها المركبات محاولة الوصول الى وجهتها دون التعرض لحادث سير او غرق».

ويبين أن «ما يزيد من سوء الوضع غياب إجراءات التأهيل والترميم بشكل مستمر للمجاري».

ويقول المتحدث لمراسل «طريق الشعب»، أن أسرته اضطرت للعيش في الطابق الاول، بعد غرق الارضي وتضرر كافة مقتنيات المنزل، مشيرا الى انه بانتظار سحب المياه من منزله بشكل كامل.

ويضيف، أن مديرية الدفاع المدني انقذت ما يقارب 100 شخص من الفيضان، يوم الجمعة.

الديوانية

يقول صفاء الرماحي، من محافظة الديوانية، أن «الحياة في المدينة تتوقف مع كل موجة أمطار، إذ تتحول الشوارع إلى مستنقعات، حيث يصعب الحركة بشكل كبير»، مسيرا إلى «أننا صرنا نتمنى ألا تسقط الأمطار».

ويضيف الرماحي لـ«طريق الشعب»، أنّ «اغلب أصحاب الأجور اليومية يتوقف واردهم المالي مع كل موجة أمطار، بسبب تضرر الشوارع وشلل حركة السير»، مؤكدا انّه «في أغلب الأحيان تتوقف المدارس لمدة 10 أيام حيث تصبح الطرق وعرة وخطرة».

ويطالب الرماحي بتشديد الرقابة والمتابعة على المشاريع الحكومية التي أنهكها الفساد، والإسراع في إتمام مشروع مجاري الديوانية المتلكئ منذ سنوات.

مسؤول محلي: سيطرنا على الوضع

ويقول مسؤول الاعلام في بلدية الديوانية، مصطفى المياحي، إن «الامطار لم تكن غزيرة في المحافظة، لذا تمكنت كوادر دائرة مجاري الديوانية من السيطرة على الوضع خلال اليومين الماضيين»، مشيرا الى وجود «استنفار مسبق من قبل كوادر الدائرة، وتم فتح المنافذ القريبة من الأنهر، لأجل تصريف مياه الامطار من خلالها».

ويضيف المياحي لـ «طريق الشعب»، أنه «تمت معالجة المياه في الشوارع قبل تعرضها للضرر من الامطار، باستثناء بعض المناطق العشوائية، التي لا تزال تعاني من فيضان الشوارع، وذلك لافتقادها البنى التحتية.

وبالحديث عن مشروع المجاري، يوضح المياحي أنه «لم يكتمل بعد، وهو الان مقسم الى عدة أجزاء، كل شركة يقع على عاتقها الاهتمام بمشروع المجاري في منطقة معنية الى بقية الخدمات قيد الانشاء».

عضو لجنة الخدمات في مجلس محافظة الديوانية، اياد الميالي قال: إن «الامطار في المدينة كانت بوتيرة هادئة، وبالرغم من استمرار سقوطها لساعات طويلة، الا ان شبكات التصريف تمكنت من استيعاب كمياتها».

وأردف الميالي قائلا لـ «طريق الشعب»: «نستثني من ذلك الاحياء السكنية التي تعاني من تلكؤ مشاريع الصرف الصحي وتصريف مياه الامطار».

في بغداد

واشتكى مواطنون من مناطق متفرقة في بغداد من غرق منازلهم وتلكؤ أنابيب صرف المياه.

ففي منطقة الدورة، جنوبي العاصمة، عبّر رضوان محمد عن استياء كبير من جراء طفح المجاري في معظم شوارع المنطقة، مشيرا إلى أن صيدليته «تعرضت للغرق بشكل كامل».

وقال محمد لمراسل «طريق الشعب»، إن «بلدية المنطقة لم تستطع السيطرة على طفح المجاري بسبب كثرة المنازل التي تعرضت للغرق»، مبينا أن «الصيدلية أصبحت ملوثة بالكامل، خاصة أن المياه غير نظيفة وتحمل ملوثات مختلفة، ما يتطلب تنظيفها وتعقيمها بشكل كامل، ثم إعادة فتحها».

وتابع، أن «المواطن العراقي لم يعد يتحمل هذا الإهمال والمماطلة في تقديم الخدمات الأساسية».

حالة الطقس

يقول مدير الإعلام في هيئة الأنواء الجوية، عامر الجابري، إنه «قبل الأمطار الأخيرة، كان لدينا تقرير استباقي بالحالة الجوية يشير إلى تأثر البلاد باندماج المنخفضين، الأول من بحر الأحمر والآخر من بحر المتوسط، والذي كان تأثيره واضحًا من خلال تساقط الأمطار»، مؤكدًا وجود دقة وحرص من قبل الهيئة على إعطاء معلومات صحيحة.

ويبين لـ «طريق الشعب»، أن «التقرير السابق حذر من موجة سيول قادمة»، مبينا أن حالة الطقس خلال الأيام القادمة، بحسب قراءة قسم التنبؤ في الهيئة، تشير إلى تساقط للأمطار خلال الأيام المقبلة على بعض المناطق في أنحاء مختلفة من البلاد».

ويشير المتحدث إلى تساقط أمطار رعدية خفيفة في المناطق الوسطى والجنوبية، بينما ستكون غزيرة في مناطق الشمال، يؤم الجمعة المقبل.

ويضيف أنه «بحسب القراءات الأولية لحالة الطقس للاسبوع المقبل، يُلاحظ وجود تغييرات في حالة الطقس بعموم البلاد، وهناك تساقط للأمطار بنسبة متوسطة إلى غزيرة الشدة»، مستدركا بالقول «لا يمكن استباق الأحداث، وسنؤكد حالة الطقس قبل 48 ساعة».

*********************************************************************************************

باللون البرتقالي الذهبي..استشهدت حلبجة

واثق حسين (اسعد عرب)

منذ ان بدأ الجهد الهندسي الايراني بشق الطرق والمسالك بأتجاه حلبجة، أدركت أي مصير قاسي ومؤلم ومظلم ينتظر المدينة وأهلها.

كانت سريتنا التابعة للفوج السابع هورمان لانصار الحزب الشيوعي العراقي قد بنينا مقراً لنا من أنقاض قرية موردين الواقعة على سفح جبل بلامبو (والذي ينتهي بنهر سيروان او مايسمى في المناطق العربية بنهر ديالى وهو الحد الفاصل بين الحدود العراقية والايرانية)، والتي كانت يوماً عامرة بأهلها وبساتينها، قبل ان يسوي النظام المقبور القرية بالارض وحرق بساتينها اوائل السبعينات، ضمن محاولته لاخلاء الشريط الحدودي من السكان حسب اتفاقية الجزائر مع شاه ايران.

في تلك الفترة كانت سريتنا في غاية النشاط والحيوية، بحيث لم يمر يوم اذا لم تكن لنا مفرزة انصارية تخترق الحدود وتدخل مدينة حلبجة سواء في مهمة عسكرية او تنظيمية بالتعاون مع رفاقنا في تنظيم الداخل الذي كان في غاية الفعالية، وفي عدة مهمات عسكرية استطعنا من أسر عدد من عناصر الاجهزة الامنية للنظام، وفي نفس تلك الفترة بدأت القوات الايرانية بالتدفق بأتجاه الاراضي العراقية عابرة نهر سيروان.

طلبت ايران تسليمها الاسرى الذين لدينا للتحقيق معهم والحصول على المعلومات عن طريقهم، وبما انه لم تكن للحزب الشيوعي العراقي وقواته الانصارية اي نوع من العلاقة مع ايران، لذلك تم رفض ذلك الامر عن طريق الاحزاب التي كانت لها علاقة وتعاون مع النظام الإيراني.

وعلى الرغم من كثرة المغريات التي قدمت لقيادة رفاقنا في السرية، الا ان جواب الرفيق المسوؤل كان حازماً وقاطعاً، قائلاً لهم: صحيح ان هؤلاء الاسرى من القوات الامنية للنظام وهم اعداؤنا واعداء شعبنا، الا انهم يبقون عراقيون ولن نسلمهم لجهة اجنبية مهما كانت المغريات المقدمة.

وعلى اثر ذلك نقلت لنا الاحزاب التي لها علاقة مع ايران، تحذيراً شديد اللهجة من ايران، بأخلاء مقرنا خلال 24 ساعة والا فأنه سيكون هدفاً للمدفعية الايرانية، وبالفعل اطلقت قديفة مدفعية مباشرة بالقرب من مقرنا كرسالة تحذيرية!

وعلى الرغم من كل الصعوبات والمخاطر قررنا التوجه نحو الاراضي العراقية، ورفض رفاقنا القياديين العرض الايراني بنقلنا عن طريق الاراضي الايرانية بأتجاه مقرات حزبنا في منطقة بادينان، دخلنا مدينة حلبجة وقام بعض رفاقنا بتحذير بعض العائلات بضرورة الخروج من المدينة فوراً، لان المدينة ستتعرض لاجتياح القوات الايرانية وما يمكن ان ينجم عن ذلك؟

بعد ذلك توجهت قواتنا نحو قرى سهل شهرزور المحيطة بمدينة حلبجة، كنا وكأننا نجلس في سينما نشاهد فيلماً حربياً، حيث تجري المعارك داخل المدينة وحولها، وتبادل قذائف المدفعية بمختلف انواعها، بعد ذلك بدأت اسراب الطائرات العراقية، سرب يتلو الآخر بقصف المدينة، كان القصف الاول ينتج عنه انفجارات عنيفة، وكما يبدو من خلال اللهب المتصاعد في السماء، ان بعض تلك القنابل كان نابالم حارق، وجاءت طائرات اخرى ورمت بصواريخها على المدينة، ولكن لم يكن هناك صدى عنيف لانفجارها، ويتضح مدى حقد النظام على حلبجة وأهلها والتي اقضت مضاجع النظام في عز قوته، لذلك قصف المدينة اولاً بقذائف انفجارية والنابالم، مما اضطر سكان المدينة الى اللجوء للسردايب والملاجئ تحت الارض، وفي ما يقرب من الساعة الحادية عشرة و35 دقيقة ظهر يوم 16/ 3 تم استخدم الاسلحة الكيمياوية من اجل ايقاع اكبر عدد من القتلى بين المواطنين.

 كان معظم رفاقنا في الفوج السابع هورمان من أهالي مدينة حلبجة والمناطق المحيطة بها، لذلك كان الكثير منهم يفرح عندما يتم قصف المدينة ولايحدث ذلك القصف انفجاراً، كانوا يضنون ان القذائف فاسدة، ولكننا وبعض الرفاق كنا ندرك ان المدينة يتم قصفها بالاسلحة الكيميائية، لاننا عشنا تجربة القصف بالاسلحة الكيميائية قبل ذلك، عندما تم قصفا من قبل الطائرات الحربية في قرية كوشان بعد تحرير ناحية قرداغ.  كان سهل شهرزور يشكل في تلك اللحظة لوحة سوريالية لايمكن تخيلها، المئات من الجنود الفارين من مناطق القتال هائمين على انفسهم لايعرفون ماذا يفعلون؟ ومئات من عناصر بيشمركة أحزاب كردية معهم عناصر من البازدار الايراني، يجوبون المنطقة لأسر اولئك الجنود والذين كانوا يتخوفون من الذهاب بأتجاه القوات العراقية.

 كنا نمسك بالجنود العراقيين ومن ضمنهم ضباط ليس من اجل أسرهم بل كنا نرشدهم الى مواقع معسكرات القوات العراقية من اجل انقاذهم من الوقوع في الاسر، مع ان بعضهم طلبوا البقاء معنا خوفاً من مفارز الاعدام التابعة للنظام.

كانت مفرزتنا قد اصبحت بين المطرقة والسندان، القوات الايرانية من جهة والقوات العراقية التي تقدمت لصد الهجوم الايراني من جهة اخرى، وكلا الطرفين ليس له ود نحونا.

ولن أتحدث عن لحظات الحصار التي عشناها في تلك الفترة والمعاناة الكبيرة والكثيرة التي مرت علينا، فقد يكون لذلك مجال آخر لكي نرويها.

وبعملية تميزت بالجرئة والمخاطرة والشجاعة، استطاعت قوتنا الوصول الى مقرنا في قرية ( شيوي قازي ) في قرداغ، ولم نتمكن من التمتع بأستراحة ولو قصيرة بعد تلك الرحلة المتعبة، اذ لم تمض سوى ساعات قليلة حتى بدأت عمليات الانفال سيئة الصيت بأتجاه منطقة قرداغ.

لقد أسفر الهجوم الوحشي والهمجي بالاسلحة الكيمياوية عن أستشهاد مالايقل عن (5000) آلاف مواطن واصابة أكثر من (10000) آخرين جميعهم من المدنيين، ولازالت المدينة وعلى الرغم من الفترة الطويلة على استخدام تلك الاسلحة تعاني من تلوث تربتها وهوائها ومياهها، كما ان المدينة واهلها يعانون من الانتشار الواسع لمرض السرطان بين سكانها وكثرة الولادات المشوهة.

وعلى الرغم من ان مأساة حلبجة تعتبر على المستوى العالمي ثاني أكبر ابادة جماعية بعد العملية الاجرامية للولايات المتحدة الامريكية بقصف مدينتي هيروشيما وناغازاكي بالاسلحة النووية، الا ان مدينة حلبجة لازالت تعاني الاهمال، سواء من حكومة الاقليم او الحكومة الفيدرالية، لذلك لم يكن غريباً ان يعلن أهالي المدينة لعدة مرات في الذكرى السنوية لهذه الماساة عن رفضهم وعدم السماح للمسوؤلين الحكوميين من المشاركة في احياء المناسبة، كما عبر اهالي المدينة عن جزعهم من اهمال السلطات الرسمية للمدينة بقيام البعض منهم بأحراق النصب الذين أقامته السلطة لتخليد ضحايا القصف الكيمياوي.

وكان معظم المواطنين بما فيهم نحن كنا نتوقع ان دول اوربا الاشتراكية هي التي زودت النظام بتلك الاسلحة الكيمياوية، ليتضح بعد سقوط النظام والوثائق التي كشف عنها، ان المورد الاساسي لمكونات الاسلحة الكيمياوية هي حكومات بلجيكا وهولندا بالدرجة الاساس وشركات فرنسية وبريطانية هي التي امدت النظام بمكونات تلك الاسلحة.

 ونتعجب الآن ونتساءل لماذا لم تقم حكومة الاقليم او الحكومة المركزية بتقديم دعوى قضائية ضد تلك الدول والشركات واجبارها على تقديم الاعتذار عن افعالها الشنيعة ومطالبتها بتعويضات مادية لضحايا تلك المجزرة ومساعدة الجرحى الذين لايزالون يعانون من إصاباتهم؟!

من الجدير بالذكر ان الكونغرس الامريكي وبعد عدة ايام من مأساة حلبجة، أصدر بياناً أكد فيه ان انواع الاسلحة الكيمياوية المستخدمة في مهاجمة مدينة حلبجة لا يملكها النظام العراقي منها، في محاولة سقيمة وعقيمة بذلتها الحكومة الامريكية لتبرئة نظام صدام من هذه الجريمة، وكذلك فعلت الحكومة البريطانية، التي تذرعت بضرورة التواصل مع نظام صدام لكي لايرتكب جرائم اخرى اكبر واكثر!

*************************************************************************************************

وقفة اقتصادية.. تنويع الاقتصاد العراقي مهمة عاجلة

إبراهيم المشهداني

من المعلوم أن الاقتصاد العراقي يتسم بالاعتماد الشديد على الموارد النفطية في تمويل الموازنات السنوية التي تشكل 93 في المائة من احتياجات الموازنات مما يعرض الاقتصاد إلى المخاطر في حال تعرض الأسعار إلى الانخفاض عند أول أزمة يتعرض لها الوضع الدولي مما تترتب عليه نتائج خطيرة في الإنفاق العام سواء ما يتعلق بخطط التنمية او توفير رواتب العاملين في القطاع الحكومي، وانسحاب هذ الخطر على الاحتياطي النقدي ومن ثم انخفاض قيمة العملة الوطنية واللجوء للاستدانة من المؤسسات المالية العالمية المعروفة وبالتالي ارتهان الاقتصاد العراقي لمصالح تلك المؤسسات.

ويبدو أن صندوق النقد الدولي الذي طالما يعتمد العراق على نصائحه فيما يتعلق بتقييم الأوضاع الاقتصادية بين فترة وأخرى عند بروز أوضاع تستدعي التحليل وتقدير نتائجه ولهذا السبب أوصى الصندوق في الثالث من آذار الجاري العراق بتقليل الاعتماد على النفط والعمل على زيادة الإيرادات غير النفطية وضبط الانفاق العام من أجل ضمان الاستمرار في الاصلاحات الاقتصادية وتحقيق النمو بشكل مستدام، ويبدو أن البيان الختامي لخبراء الصندوق بنهاية بعثة مشاورات المادة الرابعة لعام 2024 قد قرع جرس الإنذار للحكومة العراقية تحذيرا من زيادة كبيرة في مواطن التعرض لتقلبات أسعار النفط على المدى المتوسط إثر تصاعد التوترات الإقليمية وينصح بزيادة الصادرات غير النفطية والإيرادات الحكومية وحاجة العراق إلى نمو أعلى وأكثر استدامة في القطاع غير النفطي لاستيعاب القوى العاملة سريعة النمو والتي تعاني حالية من نسبة بطالة تزيد على 16 في المائة.

وهذه النصائح والتحذيرات قد تنبه لها الحزب الشيوعي العراقي قبل عشرين عاما فقد أصدر في 23-24 من شهر كانون الأول من عام 2004 عن المجلس الحزبي السادس وثيقة (توجهاتنا في السياسة الاقتصادية) والتي جاء فيها أن في العقود الثلاثة الأخيرة اشتد اعتماد الاقتصاد العراقي على النفط مقابل انحسار مساهمة القطاعات الإنتاجية الأخرى. والنفط، رغم ضخامة الاحتياطي الذي يمتلكه العراق، يظل مورداً ناضباً وسلعة يتحقق بيعها في الأسواق العالمية وتخضع لتقلباتها ولتأثير القوى المهيمنة عليها. فتراجَعَ الإنتاج الزراعي وأصبح العراق، أرض السواد، بلداً يعتمد على الاستيراد في إشباع أكثر من ثلاثة أرباع احتياجاته من المنتجات الغذائية، وتقلصت مساحة الأراضي المزروعة وانخفضت معدلات الإنتاجية. ويكاد يكون الوضع أكثر سوءاً في الصناعة حيث حولت جلّ طاقات المشاريع الصناعية الكبرى لأغراض التصنيع العسكري ولخدمة آلة الحرب على حساب إشباع الحاجات المدنية السلمية للمواطنين، وقد تعرض معظمها للتدمير والتخريب والنهب. وأما حال الصناعات الوطنية للمواد الاستهلاكية، فما نجا منها من الدمار والتخريب زاد في ضعفها الانفتاح التجاري وإطلاق حرية الاستيراد.

ومع اشتداد أزمة القطاعات الإنتاجية وانحسار دور الدولة الاقتصادي والتنظيمي، نما قطاع واسع من أنشطة اقتصاد الظل غير المحكوم بضوابط وتشريعات استوعب قسماً من العاطلين عن العمل والمهمشين اقتصادياً. وتتسم هذه النشاطات بغلبة الطابع الخدمي البدائي.

إن استعراضا واقعيا للبنى الاقتصادية غير النفطية لم يجد فيها المتابع أي مؤشر مبهج للقطاعات الإنتاجية الأساسية خارج الصناعة النفطية طيلة الفترة الماضية بعد صدور تلك الوثيقة، فالصناعات التحويلية يرثى لها والزراعة تعاني الأمرين سواء في المساحة المسموح زراعتها مع استمرار ازمة المياه، وكلا القطاعين يشكلان 5 في المئة من الإنتاج المحلي الإجمالي في عام 2015، ولا زالا يشكلان نفس النسبة في عام 2024 والبضائع الاستهلاكية المستورة تغزو أسواقنا ولا شيء قريب للحل في أزمة السكن سوى انتشار الاحياء العشوائية التي تأوي ملايين البشر فما عدا مما بدا!

إن تخطي حالة اختلال التوازن في الاقتصاد يكمن في الاستغلال الأمثل للموارد الاقتصادية المتنوعة فيما تحت الأرض وما فوقها بما فيها الموارد البشرية مع الاستمرار في انتاج الطاقة البترولية لتكون مصدر تمويل لقطاعات الانتاج على تنوعها وفق خطط استراتيجية علمية هو الحل على كافة المديات الزمنية.

********************************************************************************************

الصفحة الخامسة

في ظل غلاء المعيشة مَنْ للفقراء في رمضان لولا المبادرات الشعبية؟

متابعة – طريق الشعب

تشهد بغداد ومختلف محافظات البلاد حملات تطوعية شبابية ومبادرات شعبية، لمساعدة الفقراء خلال شهر رمضان ومدّهم ببعض احتياجاتهم الغذائية الأساسية، وذلك بالتزامن مع ارتفاع أسعارها، والذي يتكرر سنويا في مثل هذه الأيام، بالرغم من الإجراءات الحكومية الساعية إلى السيطرة على الأسعار في الأسواق.

ومعلوم ان مبادرات التكافل الاجتماعي هذه ليست جديدة. لكنها اتسعت خلال السنوات الماضية، لا سيما في فترة كورونا وقبلها في سنوات احتلال إرهاب داعش بعض المدن، ونزوح أعداد كبيرة من العائلات عن ديارها. حيث بدأت مجموعات وفرق شبابية تطوعية ناشطة تطلق حملات لمساعدة الفقراء والنازحين، ووصل بالبعض من هذه الفرق إلى جمع التبرعات لتأمين تكاليف علاج المرضى، ممن يتطلب علاجهم السفر إلى الخارج، فضلا عن مبادرات بناء البيوت للفقراء، وغير ذلك.      

وتركزت مبادرات رمضان على توزيع اللحوم والمواد الغذائية الأساسية، وطهو الطعام وتوزيعه داخل المدن والأحياء الأكثر فقراً. وتشارك في الحملات فرق شبابية تروّج لنشاطاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وغالبا ما تؤكد أن الهدف من نشر النشاطات هو حث الآخرين على التكافل الاجتماعي.

30 حملة في الأنبار

في محافظة الأنبار، أطلق ائتلاف من فرق تطوعية مختلفة، أكثر من 30 حملة ومبادرة تركز على توزيع الطعام والمواد الغذائية منذ بداية رمضان. ويستهدف الجهد التطوعي هذا، اليتامى والأرامل والأشخاص ذوي الإعاقة - وفقاً للمتطوعة في تلك الحملات، عائشة عبد الرحمن الدليمي، التي تقول في حديث صحفي أن “آلية حملاتنا تقوم على تشجيع الأغنياء ورجال الأعمال وأصحاب المتاجر، على التبرع، فيما نتولى نحن نقل التبرعات وتوزيعها على المحتاجين”.

وتشير الدليمي إلى أن “الحملات التطوعية من أهم عوامل تماسك المجتمع في الأنبار، وانها سبق وان ساعدت في تمكين أبناء المجتمع من تجاوز التحديات والأزمات الأمنية والاقتصادية”.

سلات غذائية في بعقوبة

ومنذ بداية رمضان، شهدت مدينة بعقوبة حملات إغاثة لدعم الفقراء بالمواد الغذائية، أطلقها متبرعون ومتطوعون شباب من أهالي المدينة.

وفي حديث صحفي يقول المتطوع في إحدى تلك الحملات، أمجاد كفاح، أنه “جمعنا أنا وأقاربي وأصدقائي مبالغ مالية واشترينا مواد غذائية ولحوماً، وزعناها على 80 عائلة متعففة”، مبينا أن التوزيع شمل مناطق الرحمة والمجمع والحديد.

ويوضح انهم يطلقون مثل هذه الحملات خلال الأزمات، قبل جائحة كورونا واثناءها وبعدها “فنحن نتبع مبدأ الناس للناس”، مؤكدا أن “حملتنا ستستمر طيلة رمضان، للتخفيف من معاناة الناس في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية، لا سيما اللحوم الحمراء”.

 فيما يقول الناشط في مجال حقوق الإنسان هيثم رائد، أن “الغلاء أثر على آلاف العائلات في ديالى، ولا بد من خطوات وإجراءات حكومية لمعالجة الوضع المعيشي للمحتاجين”، مبينا في حديث صحفي أن “هناك مواطنين كثيرين باشروا منذ بداية رمضان بتوزيع مساعدات على العاطلين عن العمل وذوي الدخل المحدود والفقراء، لإعانتهم في تأمين متطلبات رمضان”.

ويرى أنه “بالرغم من ان هذه المبادرات تبعث الأمل في النفوس وترسخ التعاون بين أفراد المجتمع، لكنها لا تكفي. فالأمر يحتاج إلى تدخل حكومي، لا سيما من حيث زيادة مفردات الحصة التموينية والإسراع إلى إغاثة الفقراء والمحتاجين بسلات غذائية”.

ألف سلة رمضانية في ذي قار

وفي ذي قار، تمكن فريق تطوعي من توزيع نحو ألف سلة غذائية رمضانية على عائلات فقيرة ومتعففة، وأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة.

ووفقا لرئيس فريق “عيون ذي قار” التطوعي، حيدر راهي، فإن السلة تتضمن مفردات متكاملة من المواد الغذائية الأساسية، كالرز والسكر والشاي والفاصوليا والزيت وغيرها، مشيرا في حديث صحفي إلى ان فريقهم مستمر في أعماله التطوعية، وأبرزها بناء المساكن وتزويج الشباب وتوفير فرص العمل وتأمين العلاجات للمرضى.

توفير الأدوية لمرضى الفقراء

ولا تقتصر هذه الحملات على توزيع المواد الغذائية، إنما شملت أيضا شراء الأدوية للمرضى، ممن لا يقوون على تأمين تكاليفها.

وفي هذا الصدد يقول الصيدلي الشاب وليد محمد من مدينة تكريت، انه وعدداً من زملائه أطلقوا حملة لمساعدة من لا يملك ثمن شراء الدواء، بدفعه كاملاً أو دفع جزء منه.

ويوضح في حديث صحفي أنه من خلال هذه الحملة، جاء تجار وميسورون ووضعوا مبالغ مالية في بعض الصيدليات، وأوصوا بدفع مبالغ علاجات الفقراء، واصفاً تلك الحملات بأنها “تُطهر المجتمع وتعزز المحبة والودّ بين الناس”.

“ركن الخيرات” في الأعظمية

وفي مدينة الأعظمية، بادر العاملون في المطعم المجاني المعروف “الشوربة خانة”، إلى تخصيص ركن أطلقوا عليه “ركن الخيرات”، يعرضون فيه مواد غذائية وسلعا يتم توزيعها على الفقراء طيلة شهر رمضان.

يقول محمد العبيدي، أحد العاملين في المطعم، أنهم يوزعون في “ركن الخيرات”، إضافة إلى المواد الغذائية، ملابس وقرطاسية وألعاب أطفال وأثاثا، مبينا في حديث صحفي أن “هذه المواد يجلبها إلينا متبرعون، ونحن بدورنا نوزعها على المحتاجين”.

ويوضح أن “المبادرة تعتمد بشكل أساسي على المتبرعين من أهل الخير، ولا تتلقى أي دعم من مؤسسات حكومية أو غير حكومية”.

حملات هذا العام تتفوق على سابقاتها

من جهته، يقول عضو شبكة منظمات المجتمع المدني في بغداد أحمد كمال، إنه يتوقع ان تتفوق الحملات التطوعية والمبادرات الخيرية في رمضان هذا العام، على كل الحملات السابقة التي شهدها العراق.

ويبيّن في حديث صحفي أن “المتبرعين يثقون بالشبان وحملاتهم أكثر من المنظمات والجهات الأخرى. لذلك، يتجاوبون معهم في التبرع والمساعدة، ويشاركونهم في التوزيع”، معتقدا أن “مبادرات كهذه تنجح في تضميد جراح المجتمع وآثار الفتن والحروب السابقة أكثر من أي جهد أو مبادرة حكومية أو سياسية”.

ويعتقد الكثيرون من المتابعين، أن سبب اتساع حملات التكافل الاجتماعي هذا العام يأتي استجابة لزيادة نسب الفقر، ولارتفاع الأسعار بالشكل الذي يُعجز القدرة الشرائية للشرائح الفقيرة وذات الدخل المحدود، ويحرمها من أبسط متطلبات العيش. 

لولاهم لما ذقنا اللحم!

وبسبب ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء والدواجن، ووصول سعر الكيلوغرام الواحد من لحم الغنم إلى نحو 24 ألف دينار، قام البعض من الميسورين والمتطوعين، منذ بداية رمضان، بشراء المواشي ونحرها وتوزيع لحومها على الفقراء.

وعن ذلك تقول المواطنة أم جلال (56 عاماً)، انها وعائلتها أكلوا اللحم ثلاث مرات منذ بداية رمضان، بفضل حملات المساعدات “فلولا تلك الحملات، لما ذقنا اللحم”.

وتضيف في حديث صحفي “أجمل ما في تلك الحملات الشبابية، هي ان المتطوعين يحرصون على حفظ كرامتنا ومراعاة مشاعرنا، ولا يستعرضون بالمساعدات التي يقدمونها كما يفعل المسؤولون والسياسيون”!

وترى أن الشباب القائمين على تلك الحملات “أمل لمستقبل أفضل”.

************************************************************************************************

لغرض افتتاح مركز صحي مواطن يتبرع بالمبنى .. والسلطات «تماطل»!

متابعة – طريق الشعب

تبرع مواطن من قضاء أبو غريب غربي بغداد، بمبنى إلى الحكومة، كي تحوّله إلى مركز صحي يخدم أهالي منطقة الكطوم في ناحية بوابة السلام والمناطق المجاورة لها.

وقام المواطن بتجهيز المبنى، المؤلف من 8 غرف، بالماء والكهرباء، على أمل أن تباشر الجهات المعنية بتحويله إلى مركز صحي. لكن الأمر لم يكن بهذه البساطة، نظرا لروتين المعاملات الحكومية “الذي لا ينتهي” – على حد قوله.

المواطن، ويدعى حسن المهدي، يقول في حديث صحفي أن “هذه ليست المرة الأولى التي نتبرع فيها بعقارات للدولة. فسبق ان تبرعنا بأرض لوزارة التربية، لغرض بناء مدرسة عليها”، مضيفا قوله: “أما هذا المبنى فقد تبرعنا به إلى وزارة الصحة، كي تفتتح فيه مركزا صحيا يخدم منطقتنا و15 منطقة مجاورة”. 

ويوضح أن “المبنى جهز بالكهرباء والماء والصحيات، وهو لا يحتاج سوى إلى موظفين. وقد حصلنا قبل 4 شهور على موافقة رسمية من وزارة الصحة على افتتاح المركز، لكن هناك مماطلة في الأمر”.

ويلفت إلى ان “دائرة صحة الكرخ افتتحت قبل أيام مركزا صحيا عبارة عن محال، وهناك مركز آخر افتتح في أبو غريب عبارة عن كرفانات. فلماذا لا يتم افتتاح هذا المركز؟!”.

وتنقل وكالات أنباء عن عدد من أهالي منطقة الكَطوم، قولهم أن هذا المركز الصحي لو افتتح سيخدم مناطق عديدة، مناشدين محافظ بغداد ووزير الصحة التدخل لتنفيذ المشروع.

فيما تنقل الوكالات عن مصدر من قطاع صحة أبو غريب قوله أن “قطاعنا ليست لديه مشكلة  في فتح مراكز صحية، لكن الأمر يتوقف على صدور قرار من دائرة صحة الكرخ أو من الوزارة، ومع هذا لم تكتمل أوراق المركز حتى الآن، لا سيّما في ما يتعلّق بتحويل ملكية الأرض لوزارة الصحة”.

ويتابع قائلا أن “الامر مرتبط بوزارات عدة، والمواطن هو من يتكفل بإجراءات تحويل جنس الأرض، أما نحن كوزارة فليست لدينا مشكلة. ومنذ فترة وافقت دائرة التخطيط والدراسة على افتتاح المركز الصحي”.

***********************************************************************************************

اكول.. الطرق النظامية  أهم من الكاميرات الذكية!

عامر عبود الشيخ علي

أثار تفعيل الكاميرات والرادارات الذكية الخاصة برصد المخالفات المرورية في شوارع بغداد والطرق الخارجية، جدلا واسعا بين المواطنين. وفيما تعتبر مديرية المرور العامة ان تطبيق هذا النظام ظاهرة حضارية من شأنها ان تنظم السير وتقلل الحوادث، كما هو معمول به في أغلب دول العالم، يرى المواطن ان هذا النظام، وبالرغم من كونه حضاريا، سابق لأوانه. فتطبيقه يتطلب وجود طرق نظامية من حيث التبليط والتخطيط المروري والحواجز الفاصلة بين المسارات والعلامات المرورية والإنارة وغيرها.

ويرى المواطن أيضا، أنه من الصعوبة تطبيق مثل هذا النظام في ظل وجود أعداد كبيرة من الدراجات النارية وعجلات التكتك لا يلتزم أصحابها بالقوانين المرورية.

ومن جانب آخر، تشهد شوارع بغداد هذه الأيام أعمالا إنشائية لمشاريع فك الاختناقات المرورية، مثل حفر الأنفاق وبناء الجسور وتوسعة الطرق، الأمر الذي يربك حركة السير ويتسبب في حصول ازدحامات خانقة. لذلك ليس من المنطقي تطبيق هذا النظام وسط هذه الفوضى المرورية. 

كل الأسباب آنفة الذكر لا تتيح تفعيل هذا النظام في الوقت الحالي، والذي يفرض غرامات مالية كبيرة على المخالفين، في ظل أوضاع معيشية صعبة.

نقول: على الجهات المعنية التريث في تفعيل هذه المنظومة لحين توفير البنى التحتية واكمال مشاريع فك الاختناقات وتأهيل كل الطرق التي تنتشر عليها حفر ومطبات، وحينها سيكون لكل حادث حديث!

**************************************************************************************

انتقادات  لدائرة التسجيل العقاري في «شط العرب»

متابعة – طريق الشعب

انتقد مواطنون في محافظة البصرة، واقع دائرة ملاحظية التسجيل العقاري في قضاء شط العرب، مشيرين في حديث صحفي إلى أن مقر الدائرة مساحته ضيقة، ويقع في الطابق الثاني من بناية.

وأوضحوا أن هناك تأخيرا في إنجاز معاملاتهم، بسبب زخم المراجعين، وفي هذه الاثناء لا يجد المراجع قاعة انتظار يجلس فيها لحين إنجاز معاملته، ولا يجد حتى دورة مياه!

ويؤكد المواطنون أنه من الصعب على كبار السن والمرضى مراجعة الدائرة، بسبب موقعها في الطابق الثاني، مطالبين الجهات المعنية بتوفير مبنى نموذجي للدائرة.

*******************************************************************************************

مواساة

  • تتقدم اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء بالتعازي والموساة لرفيقها العزيز منسي جابر (ابو هشام) بوفاة شقيقه، متمنية له ولعائلته الكريمة الصبر والسلوان، وللفقيد الذكر الطيب.
  • بأسى وحزن بالغين تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل ومعها منظمة الحزب في المدحتية، الرفيق الشاعر ناظم عجمي العويدي (ابو وائل)، الذي توفي بعد معاناة مع المرض.

والفقيد من الشعراء الذين ساهموا في كافة المظاهرات المطلبية وفي ثورة تشرين الباسلة، وكان من العناصر المضحية من أجل وطنها وشعبها.

له الذكر الطيب ولأسرته ورفاقه وأصدقائه، خالص العزاء والمواساة.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط الرفيق تيسير حذر عبد علي العتابي، نائب سكرتير المحلية، بوفاة عمته.

الذكر الطيب للفقيدة والصبر والسلوان لذويها.

كما تعزي اللجنة المحلية صديق الحزب الأستاذ شاكر ترجمان (أبو رمزي) بوفاة شقيقته.

للفقيدة الذكر الطيب ولذويها الصبر والسلوان.

  • هيأة تنظيم الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الحي/ اللجنة المحلية للحزب في واسط، تنعى الرفيق مديح چخيم العقابي (أبو غالب)، عضو المختصة الفلاحية في محلية واسط، والذي توفي بعد معاناة مع المرض.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لعائلته الكريمة ولجميع معارفه.

******************************************************************************************

الصفحة السادسة

عشرة أعوام في صفوف الحزب الشيوعي العراقي *

محمود سعدون

« لا يوجد ما هو اكثر قوة وأمنا لمواجهة طوارئ الحياة من الحقيقة المجردة »

تشارلز ديكنز

ما من شيء في حياة الانسان اعظم من بلوغ حقيقة الواقع الذي يعيش فيه، فبحث الانسان عن الحقيقة هو اجمل شيء يفعله الانسان.

كنت غير معبأ بالوعي الكافي عندما فكرت في الانتماء الى صفوف الحزب الشيوعي العراقي، ولا أدعي انني وبعد عشر اعوام  صرت امتلك الحقيقة او الوعي المطلق، لكنني لازلت باحثا عنها في مدرسة الحياة والحزب . عشت وسط اسرة كادحة تتمالك قواها بشق الانفس، ولكنها تتمتع بجو من الانفتاح السياسي والمدني، الامر الذي اتاح لي سهولة الانضمام الى صفوف الحزب. وطوال العشر سنوات عملت على محاولة اصطياد الحقيقة بالجهود الأيديولوجية والعلمية .

  • لحظة الإعتقال

 تصاعد نشاط الحركة الاحتجاجية في مدينة البصرة كـبقية المدن في العراق نتيجة لسوء الخدمات والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية المتدهورة في البلد كله. وأخذ النشاط الاحتجاجي يتوسع وينشط. ويوم 16 من شهر  كانون الأول  2016 ألقت القوات الأمنية القبض عليَّ وتم تحويلي إلى مركز شرطة العشار لغرض توجيه التهم ضدي. وكما هو معلوم فإن التظاهر السلمي حق كفله الدستور،  ولا يجوز للقوات الأمنية القاء القبض على اي مواطن يتظاهر للمطالبة بحقوقه المشروعة مما اضطرهم إلى اتهامي بتصوير القوات الأمنية والغرض منه هو التوقيع على تعهد شخصي بعدم الخروج مرة أخرى للمظاهرات، وفي حالة الرفض يتم التحويل  والتوقيف في  السجن لغرض المحاكمة بعد ثلاث أيام.  قدمت الورقة الذي كتبها ضابط في المركز  لغرض التوقيع، وتسجيل رقم بطاقة الأحوال المدنية عليها. في هذه الاثناء تذكرت مقطع كتبه مكسيم كوركي يصف  السجن للمناضلين حيث قال: « السجن محطة راحة اضطرارية للمناضلين الذين يجب عليهم المحافظة على مزاجهم الثوري « . رفضت التوقيع على التعهد، ولحق بي  الرفيق مسؤول الحزب في البصرة آنذاك والذي كان عضوا في مجلس المحافظة واخبرني بنبرة هادئة « لا تقلق انا معك والمتظاهرون لن يبرحوا ساحة التظاهرة حتى تعود إليهم سالما «.  وما هي الا ساعات قليلة حتى اصدر ضابط المركز أمر بإطلاق سراحي واخراجي من السجن .

  • سنـة الإنتماء

 عام 2014 كنت طالباً  للصف الخامس في المدرسة الإعدادية وكنت اجدُ لذة كبيرة في مطالعة الكتب الخارجية، وارتاد المكتبات بشكل متكرر واجمع مصروفي اليومي لغرض شراء الكتب لقراءتها. في احدى هذه القراءات تعرفت لأول مرة على مصطلح الشيوعية، وأخذت أسبوعاً كاملاً للبحث عن ماذا تعنيه الشيوعية ومن هم أبرز منظّريها ؟ ولماذا كانت محرمة في العراق أيام الملكية والبعث ؟ واوصلتني معلوماتي الشحيحة في وقتها  إلى أن الشيوعية هي التي تدافع عن العمال والفلاحين  والطبقات الفقيرة في المجتمعات . ولم اتردد بعدها بالبحث عن الحزب الشيوعي العراقي ومقراته في العراق. وسألت عن أحد هذه المقرات والذي كان في محافظة البصرة - قضاء الزبير – صعدت الى المقر لألتقي بمسؤول المنظمة الحزبية  وطلبت  الإنتماء إلى صفوف الحزب . تفاجئ الرفيق من طلبي أولاً لصغر سني والذي بلغ السابعة عشر عاماً  في وقتها والأمر الثاني عندما قدمت له استمارة الإنتماء بعد ان ملائتها قرأ تاريخ ميلادي وهو 31 / اذار / 1997   المطابق لميلاد الحزب باليوم والشهر، ابتسم لي وقال « انت ولدت لتكون عضوا في الحزب الشيوعي العراقي وأهلا بك يا رفيق « . خرجت من هذا اللقاء فخوراً بالحزب الذي انتمي اليه وعقدت العزم على بذل قصارى جهدي لكي أكون مفيداً للحزب . وخلال أربعة أشهر من عملي داخل صفوف الحزب سُلمت لي في إحدى الاجتماعات الحزبية بطاقة العضوية وعدت من هذا الاجتماع مسروراً بالعزم والحماسة . بعدها في عام واحد انتخبت عضواً في مكتب المنظمة القيادية  ومسؤول لإحدى الخلايا وانيطت بي مسؤولية أخرى وهي تمثيل المنظمة القيادية في لجنة العمل الفكري  ( لعف ) لمحافظة البصرة . وهذه المهمة جعلتني أبذل المزيد من الجهد لتثقيف نفسي سياسياً وفكرياً فانكببت على قراءة أدبيات الحزب ووثائقه والادبيات الماركسية الكلاسيكية لأنّني شعرت بحاجة إلى زيادة معرفتي بهذا الجانب كوني أصغر عضو في لجنة العمل الفكري للبصرة  . وفي مؤتمر المحلية الذي عقد عام 2017  تم ترشيحي لنيل عضوية اللجنة القيادية للحزب في البصرة ومسؤول  لمنظمة الحزب في  الزبير ومسؤول لجنة العمل الفكري في البصرة  وعضواً في المنطقة الجنوبية للعمل الفكري . اما على المستوى الديمقراطي فقد انتخبت لأكون مسؤول اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي في البصرة وعضوا في اللجنة التنفيذية للاتحاد، وعملت على اصدار صحيفة تحت اسم « شبيبة البصرة «  التي كانت تعنى بالجانب الشبابي، وما تعانيه شبيبتنا في العراقي من واقع مأساوي .

  • المسؤولية الكبرى

في عام 2019 تفجرت انتفاضة تشرين التي هزت أركان نهج المحاصصة   الطائفية  وتضافرت قطاعات واسعة من المجتمع بالمشاركة فيها، والذي لم يشارك قدم الدعم المعنوي لها ، طالبت الانتفاضة بشعارها المركزي ( نريد وطن ) وهي صرخة اطلقها المنتفضون احتجاجا على الأوضاع المأساوية التي يعيشها غالبية ابناء شعبنا . بدأت الاضرابات عن الدوام ، كنت في وقتها طالب مرحلة ثالثة في كلية الإدارة والاقتصاد واخذت بإقناع الطلبة على عدم الالتزام بالدوام والخروج بالتظاهر نصرة لـساحة الاحتجاج، مما اضطر عميد الجامعة إلى منعي من دخول الجامعة كوني احد المحرضين البارزين على كسر الدوام والخروج بالتظاهرات. في  العام نفسه والذي كان يشهد مرحلة من النهوض الثوري للشعب العراقي عقدت اللجنة المحلية مؤتمرها وانتخبتُ عضواً في مكتب المحلية، دون ان افكر بالترشيح لهذا الموقع او ان امتلك عمرا حزبيا طويلا او تجربة سياسية تؤهلني لمثل هذا الموقع وانا ابن الثانية والعشرين من عمري. تنامت الاحداث سريعاً بالأخص بعد ان اتخذ المنتفضون قرار الاعتصامات المفتوحة ونصب الخيم في مراكز المحافظات، مما جعلني انكب على قراءة ماركس و انجلز و لينين وما كتبه قادة الاحزاب الشيوعية، بالإضافة الى مؤلفات الرفيق الخالد فهد،  خصوصا  نضالنا الوطني الديمقراطي، وعن الوضع الثوري، وبدا تفكري اكبر في القضية المهمة والتي يجب على كل شوعي فهمها بشكل دقيق وهي « النظرية والممارسة «، إضافة إلى ما كانت تنشره جريدة الحزب المركزية «طريق الشعب» عن أوضاع المحتجين وحكومة عادل عبد المهدي التي تصدت الى الانتفاضة بالعنف المفرط و الرصاص الحي. وحينها قدمت مجموعة من المحاضرات داخل ساحات الاحتجاج مثل» دور الطلبة في الحركة الاحتجاجية،  و محاضرة عن وثبة كانون «. بعد أشهر دامية ومريرة اجبر عبد المهدي على تقديم استقالته، وهذا يعتبر بالنسبة لي اول نصر اخوضه مع أبناء وبنات شعبنا، رغم ان قوى الفساد والمحاصصة ألتفت على مطالب الانتفاضة وسعت الى وأدها . وفي ظل هذه الظروف المعقدة عقد الحزب مؤتمره الحادي عشر عام 2021 ، واثناء انعقاده تكلم معي أحد الرفاق القياديين بشأن ترشيحي إلى اللجنة المركزية، قبلت هذه المسؤولية الكبرى بحماس ثوري وجهادية عالية وعرفت أنّه يجب عليَّ أن  أمتلك الإخلاص لقضية الشعب والشيوعية . وبهذا أكون  أصغر عضو في اللجنة المركزية ، التي انتخبها المؤتمر، وانيطت بي عضوية لجنة العمل الفكري المركزية (لعف) كذلك مسؤولية المنطقة الجنوبية للعمل الفكري. وتعلمت  أهم درس خلال هذه المدة التي أصبحت عضوا في اللجنة المركزية أن الطريق الوحيد لكسب أوسع الجماهير هو النضال في سبيل مصالحها الحيوية المباشرة، كما وصفها الرفيق الشهيد سلام عادل بدقة .

في الختام أؤكد ان الحزب هو المدرسة التي تربيت وسطها، فلم يكن للعائلة الوقت الكافي لتربية مراهق خرج من رحم الاسرة وانتقل الى رحم مجتمع متفكك منهار خصوصا بعد سقوط النظام الدكتاتوري، واستلام السلطة من قبل احزاب طائفية اثنية همها الوحيد سرقة المال العام، حتى وان كلفها هذا الامر تحطيم المجتمع بأسره. فقد ساعدني الحزب على اكتشاف ومواجهة الحقائق الاجتماعية التي سيمر بها اي انسان عاجلا ام اجلا.

ــــــــــــــــــــــــــ

 * «الثقافة الجديدة»

    العدد 443-444  آذار 2024

*************************************************************************

حزب اعادة التأسيس الشيوعي الايطالي: ندعم نضالكم من اجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية

الرفاق الأعزاء

بالنيابة عن حزب إعادة التأسيس الشيوعي في ايطاليا، أبعث إليكم بتحياتنا وتهنئتنا الحارة.

وأتمنى أن تتعزز العلاقات بين حزبينا. أولا، نود أن نشيد بالتاريخ المجيد لحزبكم، الذي ناضل طوال تسعين عاما ضد أعداء اقوياء لتأكيد المبادئ العالمية للاشتراكية والديمقراطية. لقد ناضلتم ضد الاستعمار الاجنبي والإمبريالية، والحكم الديكتاتوري والفاشي، والظلامية، والطائفية الإثنية.

إن نضال الحزب الشيوعي العراقي على مدى العقود الماضية يشكل مثالاً للشيوعيين والاشتراكيين في جميع أنحاء العالم.

نحن معجبون بشجاعة شعبكم وحزبكم.

إن تاريخ بلدكم يظهر أن الإمبريالية الأنكلو - أمريكية منعت تطورها الديمقراطي ثم دمرت مجتمعا بأكمله بالعقوبات والحروب.

إن مشروعكم المتمثل في عراق ديمقراطي فيدرالي علماني - يقوم على احترام جميع الأديان والتعايش فيما بينها، وعلى السيطرة الشعبية على الموارد الطبيعية مثل النفط - هو الحل الوحيد لضمان مستقبل يسوده السلام والازدهار للطبقة العاملة.

نحن ندعم نضال الحزب الشيوعي العراقي من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وحقوق الطبقة العاملة وتحرير المرأة.

دعونا نعمل معًا من أجل عالم خالٍ من الحرب والاضطهاد.

ماوريتسيو تشيربو

السكرتير الوطني لحزب إعادة التأسيس الشيوعي (ايطاليا)

– اليسار الأوروبي.

***************************************************************************

حزب العمال الايرلندي: نتمنى النجاح لنضالكم ضد المحاصصة والفساد

الرفاق الاعزاء

يبعث حزب العمال الأيرلندي بتحياته الرفاقية الحارة إلى الحزب الشيوعي العراقي بمناسبة الذكرى التسعين لتأسيسه. نحن ندعم نضالكم الطويل من أجل الحرية والسلام والتقدم الاجتماعي والاشتراكية، ونقف متضامنين معكم ومع التضحيات التي قدمها حزبكم على مدى العقود التسعة الماضية في مواجهة الاحتلال الأجنبي والديكتاتورية الفاشية، بما في ذلك إعدام قادته واعضائه.

وكحزب أممي، يقف حزب العمال الأيرلندي مع رفاقنا العراقيين ضد حرب الإبادة الجماعية التي تشنها القوات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني. ونحن، مثلكم، نقف مع الشعب السوداني والحزب الشيوعي السوداني في سعيهما إلى وضع حد للحرب الكارثية التي تشنها الفصائل العسكرية المتناحرة والتي خلفت أكثر من 5000 قتيل من المدنيين الأبرياء.

يبعث حزب العمال الأيرلندي بتحياته وتضامنه إلى الحزب الشيوعي العراقي ويتمنى لكم النجاح في نضالكم الحالي ضد نظام المحاصصة الطائفية – الاثنية والفساد المستشري الذي لا يزال يهيمن على الحياة السياسية في العراق. وندعم جهودكم الانتخابية والسياسية الأوسع لتحقيق بديل للطائفية السياسية وفي النضال ضد السياسات الرأسمالية للدولة العراقية التي أدت إلى زيادة الفجوة بين أقلية متخمة الثراء والأغلبية الفقيرة والمحرومة.

عاش الحزب الشيوعي العراقي

تحيا الأممية البروليتارية

مع خالص تحياتنا الشيوعية

تيد تينان، رئيس الحزب

جيري غرينجر، سكرتير العلاقات الدولية

اللجنة التنفيذية المركزية – حزب العمال الأيرلندي

 15 آذار 2024

***************************************************************************

الشيوعي في بوهيميا ومورافيا: نعتز بالسجل الثوري لحزبكم

الى الحزب الشيوعي العراقي

الرفاق الأعزاء

يشرفنا أن نخاطبكم بمناسبة الذكرى التسعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي. إننا نقدّر عاليا نضال حزبكم من أجل استعادة سيادة البلاد والدفاع عن مصالح الشغيلة.

تقبلوا، رفاقنا الأعزاء، تمنياتنا الصادقة لكم في هذه المناسبة البارزة في السجل الثوري لحزبكم. وأود أن أؤكد لكم الأهمية الكبيرة للعلاقات الوثيقة والرفاقية مع الحزب الشيوعي العراقي.

مع التحيات الرفاقية

كاترينا كونيتشنا

رئيسة الحزب الشيوعي في بوهيميا ومورافيا

**************************************************************************

الشيوعي التشيلي: النضال من أجل عالم أفضل للبشر يوحّد الشيوعيين

إلى الحزب الشيوعي العراقي

الرفاق الأعزاء

تقبلوا التحيات الرفاقية والثورية من الحزب الشيوعي التشيلي بمناسبة الذكرى التسعين لتأسيس حزبكم الشيوعي العراقي. إن تجربة النضال التي مر بها الحزب، في ظل ظروف قاسية من السرية والاضطهاد، تمنح الشيوعيين القوة لمواصلة النضال حتى في أقسى المحن.

إن عالم اليوم، وهو بالتأكيد ليس كما كان عندما بدأ الشيوعيون الأوائل بناء حزبهم، يتسم بالتعقيد على نحو متزايد ومثير للقلق. فقد ضعفت الإمبريالية الامريكية، لكنها لم تهزم تماما. وهي تسعى، بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، إلى أن تدمّر بأي ثمن أي بلد وشعب يختار، بطرق مختلفة، مسارا للاستقلال الثقافي والاقتصادي والاجتماعي، مناهضا للاستعمار ومعاديا للإمبريالية.

قد يكون العدوان على الشعب الفلسطيني اليوم من أكثر الأمثلة فظاعة على الإبادة الجماعية ضد شعب، مع افلات الصهيونية والإمبريالية من العقاب، بالضد عمليا من جميع قرارات الأمم المتحدة.

ونرى، في هذا الزمن الذي يشهد تغييرا كبيرا، أن أفضل طريقة للاحتفال بحدث مهم كالذكرى الـ 90 لتأسيس حزبكم هي إعادة التأكيد على نضالنا الثوري لتحرير أنفسنا من ممارسات الإمبريالية الامريكية، والسياسات العنصرية وجرائم الصهيونية العالمية وحلفائها في الاتحاد الأوروبي.

الرفاق الاعزاء

على الرغم من الحواجز اللغوية الهائلة والاختلافات الثقافية التي تفرّقنا، فإن النضال من أجل عالم أفضل للإنسانية جمعاء يوحّد الشيوعيين. واينما كنا، في أي مكان في العالم، سنكون دائما على استعداد للتضحية بكل شئ من أجل سعادة شعوبنا.

عاش الحزب الشيوعي العراقي في ذكرى تأسيسه الـ 90

عاشت الأممية البروليتارية

الحزب الشيوعي التشيلي

5 آذار 2024

***************************************************************************

الشيوعي الدنماركي: نضالكم من أجل الحرية والسلام مدعاة فخر

الرفاق الأعزاء

يبعث الحزب الشيوعي الدنماركي بتحياته وتهانيه بمناسبة الذكرى التسعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي.

ان نضالكم الدائم والمستمر من أجل مصالح الشعب العراقي والعمال، ونضالكم من أجل الحرية والسلام والتقدم الاجتماعي والاشتراكية، هو شيء يجب أن نفخر به.

نحن في الحزب الشيوعي الدنماركي نفخر بكوننا جزءًا من الحركة العالمية ذاتها التي ينتمي إليها حزبكم. إن نضالنا من أجل عالم أفضل يتجاوز الحدود.

عاش الحزب الشيوعي العراقي

عاش الشعب العراقي والطبقة العاملة العراقية

عاش التضامن العالمي

مع تحياتنا الرفاقية

مارتن مينكا يانسن

سكرتير العلاقات الدولية للحزب الشيوعي الدنماركي

***************************************************************************

الشيوعي الهندي: اعمال القتل والتنكيل فشلت في ايقاف مسيرة حزبكم

الى اللجنة المركزية – الحزب الشيوعي العراقي

الرفاق الأعزاء

بالنيابة عن المجلس الوطني للحزب الشيوعي الهندي، يسعدنا جداً أن نتقدم بتحياتنا الرفاقية الحارة لقيادة الحزب الشيوعي العراقي وجميع اعضائه بمناسبة الذكرى التسعين لتأسيسه.

إن احتفالكم يقام في ظل وضع دولي ووطني معقد للغاية. اذ ان «حرب الظل» المستمرة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي في الأراضي الأوكرانية، والإبادة الجماعية المستمرة في غزة حيث قُتل أكثر من 35 ألف فلسطيني وتم تشريد أكثر من مليوني شخص بسبب نظام الفصل العنصري الفاشي في إسرائيل الصهيونية بدعم من الإمبريالية الأمريكية والاتحاد الأوروبي، والمواجهات المتزايدة في منطقة البحر الأحمر وأجزاء أخرى من العالم، تهدد السلام والاستقرار في العالم.

ان الحزب الشيوعي الهندي مطلع على التاريخ الثوري للحزب الشيوعي العراقي وتضحياته منذ تأسيسه، في مراحل مختلفة من التطورات السياسية في العراق، بينما كان يقود النضالات الجماهيرية التي توّجت في ثورة 1958، ووواجه التصفية الجسدية لآلاف من كوادر الحزب وأعضائه ومؤيديه بعد الانقلاب الفاشي المدعوم من وكالة المخابرات المركزية في 1963. كما واجه أيضًا أعمال القتل والتعذيب في فترة حكم صدام الدكتاتوري. وفشلت هذه الفظائع في وقف مسيرة الحزب الشيوعي العراقي المتواصلة لتحقيق هدفه الاستراتيجي المتمثل في توحيد القوى الديمقراطية، بهدف تعبئة جميع القوى الاجتماعية الطامحة الى بديل سياسي حقيقي يعبر عن تطلعات الشعب العراقي، من اجل عراق ديمقراطي فيدرالي حر موحد ومستقل وذي سيادة. والهدف هو تحقيق التغيير الشامل؛ وبناء دولة مدنية ديمقراطية تقوم على العدالة الاجتماعية.

ويدعم الحزب الشيوعي الهندي بشكل كامل موقف الحزب الشيوعي العراقي في نضالاته الحالية لتحقيق هذه الأهداف.

نتمنى لكم، مرة أخرى، احتفالا ناجحا بالذكرى التسعين لتأسيس حزبكم.

وفي هذه اللحظة التاريخية، نستذكر العلاقات الممتازة بين حزبينا، ونأمل أن يساهم الحزبان بشكل أكبر في النضال من أجل السلام والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وفي النهاية من أجل الاشتراكية.

مع تحياتنا الرفاقية الحارة

اللجنة التنفيذية الوطنية

الحزب الشيوعي الهندي

8 آذار 2024

************************************************************************************************

الشيوعي اللبناني: محطة لاستنهاض العمل النضالي

الرفاق الأعزاء في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، الأمين العام للحزب الشيوعي العراقي

نتقدم منكم بأحر التهاني لمناسبة الذكرى التسعين لتأسيس حزبكم الشقيق، ونرسل إليكم تحيات الشيوعيين اللبنانيين في هذه المناسبة العزيزة.

لقد شكلت ولادة حزبكم في 31 آذار 1934 بارقة أمل للشعب العراقي، فيما كان العراقيون يتلمسون بعزم طريقهم نحو الحرية والاستقلال والتحديث والتقدم، وكانت نضالات حزبكم عاملاً بارزاً في شق هذا الطريق وفي انطلاق مسيرة العراقيين نحو تلك الغايات الوطنية السامية . لقد ناضل حزبانا جنباً إلى جنب على المستوى العالمي والعربي، سواء من خلال اللقاء العالمي للأحزاب الشيوعية والعمالية أو من خلال لقاء الأحزاب الشيوعية في البلدان العربية أو اللقاء اليساري العربي فتعاوننا معاً لتطوير نقاط الالتقاء السياسي والفكري لفترات طويلة.

تحل هذه الذكرى ومنطقتنا تعيش إحدى أخطر مراحلها التاريخية مع استشراس الهجمة الصهيونية على فلسطين وحرب الإبادة الجماعية التي تشنها على قطاع غزة واعتداءاتها المجرمة على لبنان وعدد من دول المنطقة ومن بينها العراق يجري كل هذا وسط دعم أميركي كامل لناحية التغطية السياسية والتذخير والتسليح والتمويل، لتكون شريكاً كاملاً في هذه المعركة. وفي حين تعيش منطقتنا حالة عدم استقرار سياسي واجتماعي نتيجة التدخلات الدولية والإقليمية واستعار الانقسامات المذهبية والقومية فيها، تزيد المهمات المطلوبة من قوى اليسار والتقدم لتصيغ مشروعها الوطني العلماني المقاوم المستقل واستعادة ريادتها لحركة التحرر الوطني، بمفهومها كحركة لتحرر السياسي والاجتماعي في الوقت نفسه.

نتمنى أن تشكل هذه الذكرى محطة لاستنهاض العمل النضالي وأن تكون رافعة لتقدم حزبكم، وكلنا ثقة بأننا سنتصدى معاً للمهمات التاريخية المطروحة أمامنا آملين لكم كل التقدم والتوفيق.

مع تحياتنا الرفاقية

حنا غريب

 الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي اللبناني

***************************************************************************

تيسير عبد الجبار الآلوسي: 9 عقود والشيوعي العراقي على رأس حركة التنوير والتقدم

الرفيق سكرتير عام اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، الأستاذ رائد فهمي المحترم

الرفيقات والرفاق أعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الموقرين

إلى رفيقات الحزب الشيوعي ورفاقه، إلى صديقات الحزب وأصدقائه كافة

إلى كل الأحبة في حركة التنوير وقيادتها نحو آفاق التقدم والديموقراطية والتغيير

بمناسبة الذكرى التسعين لتأسيس حزب اليسار والديموقراطية، حزب شغيلة اليد والفكر؛ أتقدم منكم بخالص التهاني القلبية وكبير التحايا لنضالات تمسَّكَ عبرها رفيقات ورفاق الحزب دوما بالمبادئ الكفاحية ببطولة استثنائية قدمت عظيم التضحيات من أجل الانتصار للشعب وطبقاته المعدمة الفقيرة، ودفع الحزب ثمنها من الدماء الزكية الطاهرة لأعضائه..

لقد دافع حزب الوطن والناس عن تطلعات الشعب في الانعتاق والتحرر وإشادة دولته الديموقراطية التي تُحترَم فيها كرامة الإنسان وتتبنى قيم المواطنة في المساواة والعدالة الاجتماعية ورفض محاولات تسلل قوى الثيوقراطية بما أفشته وتفشيه منظومتها الكلبتوفاشية، وجناحي وجودها وهويتها المافيوي الميليشياوي الساعي لتفكيك الدولة الوطنية باختلاق سلطة موازية من ناهبي الثروة الوطنية تحت راية  اقتصاد (السوق) الريعي وإدامته ليستمر اعتياشهم الطفيلي ونهج اللصوصية الذي يمثل هوية وجودية لهم لامتصاص الخيرات من منتجيها ومستحقيها.

اسمحوا لي أيتها الرفيقات، أيها الرفاق أن أؤكد أنّ الحزب الشيوعي العراقي وهو يفتتح العقد الأخير من قرن من عمره، قد بات عميد الحركة الوطنية الديموقراطية، على رأس حركة التنوير والتقدم حيث عَلمنة الدولة والسير بها نحو ما يلبي مصالح الشعب ومطالبه؛ ولهذا السبب جاءت المناسبة الأثيرة في قلوب أبناء الشعب وبناته لتسجل عيدا كرنفاليا شعبيا بحق..

وهنا لابد لي من وقفة مشهودة للتذكير بطابع النهج التنويري التقدمي للثقافة التي حملها الحزب وتبنى نشرها وهو يبني الشخصية الكفاحية لرفيقاته ورفاقه وهذا ما سجل له ضمنا اهتمامه بالعلم والعقل العلمي وبالروح الأكاديمي ومخابره البحثية وقاعات الدرس والتعليم بجامعات الوطن ومدارسه. ومن هنا فإن تحية من الحركة الثقافية وتلك المنتجة للإبداع الجمالي بمحمولاته الفلسفية الفكرية العميقة إنما تأتي رفقة تحايا الأكاديميين والعلماء ومجمل العقل العلمي للمجتمع العراقي؛ بوصفها واحدة من بين أبرز الشواهد مما يُحسب اليوم لكم في مهام النضال من أجل عراق جديد بحق وليس بالألفاظ التي يتستر بها بضع مضللين غابوا عن عمد عن احتفاليات الحزب ورفيقاته ورفاقه لأن سطوع الفكر التقدمي سيفضح حقائق هوياتهم ومآرب نفاق مارسوه من قبل..

ولابد هنا بهذه المناسبة من تسجيل حقيقة ثابتة للمسيرة الحزبية التي تمضي بفضل استمرار النقد الذاتي مع رائع الاسترشاد ببصيرة الشعب وقواه ذات الأفق الفكري الخبير بقراءة كل مرحلة ومتطلباتها والنهج المطلوب فيها.. بخاصة هنا ونحن نسجل حجم التراجعات المخطط لها من أعداء الشعب وما تبيته من لحظة تتوهم أنها يمكنها بها الإجهاز على تلك المسيرة عريقة الجذور في تربة الوطن والممتدة بعروق وشرايين شعب نابض بالحياة والحيوية..

إننا نذكر ويشهد العالم للحزب الشيوعي العراقي بذلك، أنه استطاع دوماً تجاوز أقسى الظروف التي عصفت بريح صرصر عاتية؛ إذ حاولت قوى الفاشية الإيغال بجرائمها ومحاولاتها محاصرة وجود الحزب عبر الترهيب وعبر محاولات تشويه سمعته وسمعة رفيقاته ورفاقه وتصويره بأنه (البعبع) واجب الاجتناب؛ لكن قوى الشعب وفطنتها ردت على ذلك واحتفظت باستمرار بمحبةٍ وتقدير عاليين لحزب برهن عبر تاريخه على أمانته، نزاهته ونظافة اليد والضمير، حتى حصد ألقاب الشرف والعز كما أصحاب الأيادي البيضاء وكما حزب الشهداء وغيرها من أوسمة الوطن والناس.

إن مكانة الحزب الوطنية وقامته الشامخة قد جعلت منه أيضا، جوهرة الحركة الأممية المكافحة ضد نُظُم الاستغلال والاتجار بالإنسان والإنسانية وهو ما نشاهده من هوية التحايا والتهاني ومضامينها ، المشرقة بذكر مآثره التضامنية مع نضال الشعوب بمختلف أرجاء كوكبنا على الرغم من كل الظروف التي أحاطت وتحيط به..

على أن وحدة الوطني والأممي في مبادئ حزب اليسار والديموقراطية، الحزب الشيوعي العراقي بقيت بوصفها أحد أبرز عناصر سلامة فكره ونهجه بمعاركه الوطنية والطبقية من أجل التحرر وإعلاء قيم التنوير والعلمنة وتلبية أسس تمكين السلم الأهلي والأمن والأمان وبناء الدولة الديموقراطية الفيديرالية مثلما تعزيز حركة التضامن بين شعوب المعمورة بما يسرع من انتصارها لمطالب عالم جديد يقوم على التعايش السلمي ودحر مشعلي الحرائق والحروب..

تسعون وردة حمراء أتقدم بها للتهنئة، احتفالا بالعيد التسعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي؛ أتقدم بهذي الورود الزاهرة العطرة بما تحمل من تحية إلى رفيقات الحزب ورفاقه وجموع صديقاته وأصدقائه عرفاناً وتقديراً لرائع إشراقاتهن وإشراقاتهم وهم يبنون العقل بذخيرة التجاريب الإنسانية بغنى الفلسفة والفكر وقوانين البناء الاقتصا اجتماعية؛  ليسجلوا متابعتهم الخطى الحثيثة بطريق الكفاح من أجل وطن حر وشعب سعيد..

اليوم، تتجدد التحايا والتهاني وعهد العمل بفضاء تغمره قيم النشيد الأممي تترنم به حناجر تهدر بقيم الحضارة وشعارات التمدن..

اليوم، تعلن حناجر البهجة والمسرة كسر أية علامة للإحباط والتراجع التي ربما طفت عند بعضنا لسبب أو آخر..

فلتُشعل الاحتفالية التسعينية بوادر انطلاق أوسع (تحالف تنويري ديموقراطي) يمكنه تحقيق محاور برنامج التغيير السامية..

وكل عام وحزب الفقراء، حزب اليسار الديموقراطي، الحزب الشيوعي العراقي أقرب فأقرب إلى تطلعات الناس وطموحاتهم والانتصار لها، كل عام ورفيقات الحزب ورفاقه يتقدمون الصفوف بخطى البناء والتنمية والتقدم والسلام..

الدكتور تيسير عبد الجبار الآلوسي

لاهاي هولندا .. 17 مارس آذار 2024

*********************************************************************

تأملات في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي

خليل ابراهيم العبيدي

لم أزل اتذكر مقولة الدكتور طارق الهاشمي أستاذ مادة الأحزاب السياسية في أواسط الستينات ،  وهو رجل قومي ،  إن تاريخ الشعب العراقي يمكن قراءته من خلال تاريخ الحزب الشيوعي العراقي ، فشعبنا مثل الشيوعيين ، كل منهما مضطهد وفي كل العهود  ، من قوله هذا فهمت وللوهلة الأولى أن السبب يكمن  في كون الحزب الشيوعي العراقي هو كيان تنظيمي مصغر لشعب جله من العمال والفلاحين وأصحاب الحرف اليدوية والكسبة، ومنذ كتابات حسين الرحال أول شيوعي عراقي ومعه نشاط جماعة الصحافة ونادي التضامن، تبين مدى التطابق بين أمال شعب خرج توا من ظلام الدولة العثمانية وبين حركة حزب ولد عام 1934 وهو يلاحق انضمام آلاف من كادحي وسط العراق وجنوبه ، ولا غرابة في ذلك ، فله عقيدة جامعة تترك جانبا كل المواصفات غير الوطنية وأنها وان لم تكن شرطا للانتماء لكنها تحصيل حاصل الأفكار الماركسية المعبرة عن وحدة المتشابهين في ظروف الفلاحة والانتاج والمنتمين لطبقة يوحدها شظف العيش ويفرقها التمايز الطبقي عن غيرها من الطبقات ، وفي ظل تنظيم سري صارم عند البداية، لأنه تنظيم ولد تحت اسم لجنة مكافحة الاستعمار والاستثمار ، وهي إشارة إلى نواياه السياسية في دفع البلاد نحو التحرر من الاحتلال الأجنبي في العراق، أي الاحتلال البريطاني . وقد تطور نشاطه بعد تحول تلك اللجنة إلى اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ليأخذ له مكانا في ظلها وفي عموم البلاد بعد أن أخذت فئات اجتماعية أخرى تنضم إليه سيما الطلبة أبناء الكادحين والمثقفين العلمانيين الذين خرجوا من تحت الوصاية لبعض العوائل الدينية.

التبكير في المطالبة بالمساواة

ولد الحزب بعد مخاض عسير بسبب سرية النشاط التنظيمي جراء إجراءات السلطات الحاكمة واستخبارات دوائر الجيش البريطاني  ، غير أنه تجاوز كل الصعوبات من أجل نشر مبادئه ومطالباته ( كانت جديدة جدا على السامعين آنذاك) والوصول بها إلى الحكام وإلى الناس ، فقد كتبت صحيفته المشهورة ( كفاح الشعب) في أواخر تموز عام 1935، مقالا جاء في عددها الاول  ، إن الناس فشلوا في جني ثمار انتفاضات الفرات لسبب هام جدا إلا وهو عدم وجود ، حزب طبقي ثوري، على أرض المعركة السياسية، وفي عددها الثالث نشرت صحيفة كفاح الشعب اهداف الحزب ومطالبه بناءً على تحسسه هموم الناس آنذاك وكانت على النحو التالي .

اولا .... طرد المستعمرين.

ثانيا..... توزيع الأراضي على الفلاحين.

ثالثا.... إلغاء كل ديون الأراضي ورهوناتها.

رابعا...مصادرة كل أملاك المستعمرين، من المصارف إلى حقول النفط وأعمال السكك الحديدية وغيرها، ونزعه ملكية العقارات الزراعية الكبيرة.

خامسا ..... تركيز السلطة في أيدي العمال والفلاحين.

سادسا ..... إطلاق الثورة الاجتماعية، بلا تأخير، في كل مجالات الحياة الأخرى، وتحرير الناس من أشكال الخضوع المتنوعة.

أثار هذا البيان حفيظة ياسين الهاشمي رئيس الوزراء آنذاك ، وهو أحد  الجنرالات الذين رافقوا الاحتلال البريطاني للعراق، واوعز سريعا للشرطة السعيدية بمطاردة الشيوعيين واكتشاف مكان صحيفتهم ، مما دفع ، بصحيفة ،كفاح الشعب ، الى أن تشن هجوما عنيفا ضده ، إذ كتبت في عددها الثالث الصادر في الثالث من اب عام 1935 أن رئيس الوزراء يدعو إلى الفضيلة في النهار ويقضي لياليه مع مومس اسمها ماري الصغيرة .انظر حنا بطاطو، الحزب الشيوعي ص 91، وهكذا بدأ الحزب بعد أن اكتمل تنظيمه معاركه مع السلطات الحاكمة ومطالباته المبكرة بإنصاف الفلاحين وإعادة توزيع الاراضي عليهم بعد أن استحوذ الاقطاعيون من الشيوخ وأمراء القبائل على تلك الأراضي بتشجيع من القائد العام للقوات البريطانية في العراق بموجب قانون دعاوى العشائر الذي أصدره في العام 1918، والذي أصبح بموجبه الشيخ قاضيا والسرگال شرطيا، واستنادا لقانون التسجيل العقاري رقم 50 لسنة 1932 التي تم الاعتراف بموجبه رسميا بملكية الشيوخ والجنرالات ورؤساء العوائل النبيلة لتلك الأراضي الأميرية.

إن العقود التسعة من عمر هذا الحزب والمعارك التي خاضها مع كل الحكومات دون استثناء، حتى في ظل حكومة عبد الكريم قاسم حيث كانت الشرطة ولا زالت باقية بهويتها القديمة المنتمية للعهد الملكي، كانت هذه الشرطة وخاصة شرطة الأمن العام تلاحق هذا الحزب وأتباعه، ولنا ايضا في موقف الانضباط العسكري عام 1961 مثلا صارخا على ما ذهبنا إليه، فقد تصدى ذلك الانضباط للمظاهرة السلمية المطالبة بالسلم في كردستان. ولكن برغم كل ما تقدم فقد مر الحزب في مسيرته بتراجعات محسوبة في علم التاريخ الحديث على ميزان الأخطاء، وان بعض تلك الأخطاء كانت وراء تخلفه عن استلام السلطة ، حتى إبان حكم عبد الكريم قاسم الذي لم يكن ممثلا ( كلاسيكيا) للبرجوازية الوطنية كما يرى  الدكتور علي محسن مهدي في كتابه الوثائق التقييمية لمسيرة الحزب الشيوعي العراقي النضالية ص١٣ ، وانه لم يكن قائد حزب برجوازي حاكم ، وان منحدره الطبقي كان برجوازيا صغيرا ، فإن العقلية التي قاد بها سياسة البلد والنهج الذي اختطه لها ، كانا يدلان على أنه كان منذ البداية ممثلا للبرجوازية الوطنية كطبقة من الناحية الموضوعية على الأقل ، ويستطرد يقول إن من أبرز الأخطاء التي تعرض لها حزبنا هي نظرتنا اللاطبقية إلى قاسم في المرحلة الأولى من الثورة ، ووضعه فوق الطبقات والأحزاب ، واعتباره ضمن معسكر الجماهير الكادحة والحركة الثورية وهذه النظرة اللاطبقية جعلتنا نبالغ في تقدير إمكانياته على مواصلة السير بالثورة ونتردد في انتقاد تذبذبه وتردده ، وقد كنت الاحظ كالآخرين أن وطنية قاسم ومعاركه مع شركات النفط لاستحصال حقوق العراق جعلت كل الوطنيين في العموم تغض الطرف عن أخطائه وتبدلاته حتى كانت نهايته ونهاية القوى التقدمية في الثامن من شباط، نتيجة لتطبيق قانون رقم ٨٠ لسنة ١٩٦١ الذي حفز شركات النفط البريطانية ومن ورائها وكالة المخابرات المركزية بعلم من جهاز المخابرات البريطانية للتخطيط لذلك الانقلاب الفاشستي .والكل يعرف مجريات الانقلاب وبيان رقم ١٣ الذي أصدره اللواء رشيد مصلح وقتال قواعد الحزب الشيوعي من أجل البقاء واثبات الوجود على الساحة السياسية في ظل حكم البعث الأول، أما في ظل حكم البعث الثاني بعد انقلاب ١٧ تموز عام ١٩٦٨ ، فإن الحزب ظل يعاني من التقلبات المستمرة للقيادات البعثية واستمرار معاداتها للحزب جراء مواقفه العلنية من عبثية الحروب الداخلية والخارجية ، وأنه كان لزاما على الحزب عدم تصديق نوايا البعث في الجبهة الوطنية والقومية التقدمية، لأنها كانت شركا من الخطأ الدخول في شباكه، وهكذا ظل الحزب الشيوعي مطاردا طيلة تسعة عقود، ولم يكن ليركن إلى محاكاة الذات حتى يومنا هذا، وان تلك العقود كانت تاريخا حري بالدراسة لأنها تمثل نشاط تنظيم أو حركة حزب كان الأقرب إلى الناس والأبعد عن كل الحكومات.

*********************************************************************************************

الصفحة الثامنة

10 مجازر خلال 24 ساعة غزة.. الجوع وآلام الحرب يمزقان أجساد الأطفال

متابعة- طريق الشعب

يعاني الفلسطينيون في قطاع غزة ظروفاً يصعب وصفها حتى بالمأساوية، فعدا الصواريخ التي تمطر عليهم منذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، هناك جوع قاتل تسبب به الحصائر الجائر الذي يفرضه جيش الاحتلال الصهيوني على القطاع المحاصر منذ سنوات.

وفي اليوم الـ 166 للحرب على غزة واصل جيش الاحتلال الصهيوني ارتكاب المجازر مخلفا عشرات الشهداء والجرحى بالتوازي مع استمرار اقتحامه وحصاره لمجمع الشفاء الطبي لليوم الثالث على التوالي.

في الأثناء أدلى عدد من الأطباء الذين زاروا القطاع، أخيراً، شهادات مروعة عن الفظائع التي يعاني منها سكان القطاع، وتحدث الأطباء كما وكالات الإغاثة عن النقص الحاد في الأغذية والدواء وتفشي الأمراض وسوء التغذية بين السكان ولا سيما الأطفال الذين لاقى نحو 28 في المائة حتفهم.

ماتت وهي تتألم

قال أربعة أطباء، من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، إن «نظام الرعاية الصحية في القطاع انهار بشكل أساسي مشيرين إلى أن الهجوم الإسرائيلي أسفر عن فظائع مروعة».

ويذكر نيك ماينارد، وهو جراح زار غزة مع مؤسسة «العون الطبي للفلسطينيين» الخيرية البريطانية، أنه رأى طفلة مصابة بحروق شديدة لدرجة أنه رأى عظام وجهها.

وقال: «كنا نعلم أنه لا توجد فرصة لبقائها على قيد الحياة ولكن لم يكن هناك مورفين لإعطائه لها... لذلك لم تكن ستموت وحسب بل ستموت وهي تتألم». مؤكداً «إذا حدث غزو كبير لرفح، سنرى عددا مروعا من القتلى».

وقال زاهر سحلول إخصائي الرعاية الحرجة إن «طفلة أخرى تبلغ من العمر سبع سنوات هي هيام أبو خضير وصلت إلى المستشفى الأوروبي في غزة مصابة بحروق من الدرجة الثالثة في 40 بالمئة من جسدها بعد أن أدت غارة جوية إسرائيلية على منزلها إلى مقتل والدها وشقيقها وإصابة والدتها. وقال سحلول إنه بعد أسابيع من التأخير، تم نقلها إلى مصر لتلقي العلاج لكنها توفيت بعد يومين.

سوء تغذية حاد

ويقول أطباء ووكالات إغاثة إن نقص الغذاء والأدوية والمياه النظيفة في غزة يتفاقم، بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على الحملة البرية والجوية التي شنتها إسرائيل.

وشاهدت رويترز عشرة أطفال يعانون من سوء التغذية الحاد في أثناء زيارة الأسبوع الماضي إلى مركز العودة الصحي في رفح تمت بالترتيب مع طاقم تمريض سمح لوكالة الأنباء بالوصول دون عوائق إلى الجناح. ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من الوفيات التي أعلنتها الوزارة.

وقف انساني للقتال!

وفي تطورات الحرب دعا رئيس الحكومة البريطانية ريشي سوناك إلى لوقف إنساني فوري للقتال يسمح بإطلاق سراح الرهائن وإيصال مزيد من المساعدات لغزة.

وقال سوناك إن «الوضع الحالي في غزة غير قابل للاستمرار، ونحتاج إلى تحرك عاجل الآن لتجنب حدوث مجاعة».

وحث جميع الأطراف على انتهاز الفرصة والاستمرار في التفاوض للتوصل إلى اتفاق بأقرب فرصة.

من جانبه تحدث الأمين العام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن أن «أكثر من مليون شخص مهددون بالمجاعة في غزة ويجب التصرف فورا قبل أن يتفاقم الأمر»، وأضاف: علينا بذل كل الجهود الممكنة لوقف القتل في غزة، لا شيء يبرر العقاب الجماعي الذي تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة.

10 مجازر خلال 24 ساعة

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن الاحتلال ارتكب 10 مجازر بالقطاع خلال 24 ساعة راح ضحيتها 104 شهداء و162 مصابا، وأفادت الوزارة بارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي في القطاع إلى 31 ألفا و923 شهيدا و74 ألفا و96 مصابا

من جانبه، قال مدير مكتب الإعلام الحكومي، إن «جيش الاحتلال الإسرائيلي ما زال يستهدف مباني مستشفى الشفاء الذي كان يضم أكثر من 7 آلاف مريض ونازح قبل الاعتداء الأخير».

***********************************************************************************************

الكونغرس يمنع تمويل الأونروا حتى آذار 2025

واشنطن - وكالات

ذكر مصدران مطلعان لوكالة رويترز، أمس الاربعاء، أن «اتفاقا بين زعماء في الكونغرس الأمريكي والبيت الأبيض على مشروع قانون بحزمة تمويل ضخمة للجيش ووزارة الخارجية، ومجموعة أخرى من البرامج الحكومية، سيستمر في حظر التمويل الأمريكي لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) حتى آذار 2025».

وقالا بعد اطلاعهما على الاتفاق، إن «التمويل سيجري تجميده لمدة عام، وأن تفاصيل الجهود البديلة لتقديم المساعدة الإنسانية للفلسطينيين في غزة ستتم مناقشتها بعد نشر التشريع».

وأحجم البيت الأبيض وزعماء في الكونغرس عن التعليق على تفاصيل الاتفاق إلى أن يتم نشر نصوص مشاريع قوانين الإنفاق.

****************************************************************************************

صهر ترامب يقترح ترحيل الفلسطينيين إلى النقب أو مصر

واشنطن - وكالات

قال صهر الرئيس الأميركي السابق جاريد كوشنر، إن «على إسرائيل ترحيل المدنيين خلال عملها على ما سماه تطهير قطاع غزة من حماس، إلى صحراء النقب، أو مصر».

وأوضح أنه لو كان مسؤولا في إسرائيل فإن أولويته الأولى ستكون إخراج المدنيين من مدينة رفح الجنوبية، وأنه بـ»الدبلوماسية» قد يكون من الممكن إدخالهم إلى مصر، مضيفا «كنت سأقوم فقط بتجريف منطقة في النقب، وسأحاول نقل الناس إلى هناك».

ونقلت صحيفة الغارديان البريطانية، عن كوشنر خلال لقاء له في جامعة هارفارد الشهر الجاري قوله: «إنه وضع مؤسف إلى حد ما ولو كنت مكان إسرائيل، سأبذل قصارى جهدي لنقل الناس ثم تنظيف القطاع، (…) لا أعتقد أن إسرائيل صرحت بأنها لا تريد أن يعود الناس إلى القطاع بعد الانتهاء من الحرب».

*********************************************************************************************

أفغانستان: انطلاق العام الدراسي الجديد من دون الفتيات!

كابول- وكالات

انطلق الموسم الدراسي الجديد في أفغانستان، أمس، مع منع الفتيات للسنة الثالثة على التوالي من ارتياد المدارس الثانوية من جانب سلطات حركة طالبان الحاكمة.

وأعلنت وزارة التربية، أمس الأول، أن «الموسم الدراسي في المؤسسات الابتدائية والثانوية سينطلق الأربعاء (أمس) الذي يصادف اليوم الأول من السنة الأفغانية».

وتُعتبر أفغانستان الدولة الوحيدة في العالم التي تُمنع فيها الفتيات من الدراسة بعد المرحلة الابتدائية.

وظهرت بدائل عبر الانترنت إلا انها تقتصر على الفتيات اللواتي لديهن خدمة الانترنت كما ان ذلك لا يحول دون تأخرهن في التحصيل الدراسي مقارنة بالفتيان.

ووقف طلاب يرتدون زياً باللونين الأسود والأبيض في صف أمام مدخل المدرسة حاملين أعلاماً صغيرة تزامناً مع وصول مسؤولين محليين، حسبما أفاد مصور من وكالة فرانس برس.

*************************************************************************************************

استطلاع أوروبي: الفوز لليمين المتطرف والشعبويين في الانتخابات المقبلة

متابعة – طريق الشعب

أظهر استطلاع للرأي أُجري في 18 دولة اوروبية، تصدر اليمين المتطرف والمحافظين المتشددين في استطلاعات الرأي في فرنسا وإيطاليا وهولندا وبلجيكا، على التوالي مع حزب التجمع الوطني برئاسة مارين لوبان، وحزب فراتيلي ديتاليا (أخوة ايطاليا) بزعامة جورجيا ميلوني، وحزب الحرية بزعامة فيلدرز في هولندا، وحزب فلامس بيلانغ في بلجيكا.

وانخفض عدد الليبراليين (التجديد والخضر) في فرنسا وألمانيا، ومن المتوقع أن يتعرض حزب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، لانتكاسة ويصبح الحزب الثاني في فرنسا بعد حزب التجمع الوطني

وهذا هو الحال أيضاً بالنسبة لحزب الخضر في ألمانيا، الذي احتل المركز الثالث متعادلاً مع حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، حيث سيصبح حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي هو الحزب الأول، يليه الحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني في المركز الثاني.

وبعيدا عن أرقام ونسب الاستطلاعات، فقد ترى النور تحالفات قابلة للبقاء مثل تحالف اليمين، لكن هذا يتوقف على نتائج المفاوضات التي من المتوقع أن تجرى بين التيار الشعبوي المحافظ ويمين الوسط الأوروبي، والتي يمكن أن تسفر عن قبول تنظيم فيديش وهو حزب رئيس الوزراء المجري فكتور اوربان داخل يمين الوسط والإصلاحيين الأوروبيين الذين يحتضنون حليف أوربان وهو حزب فراتيلي دي إيتاليا، الذي ترأسه جورجيا ميلوني رئيسة الحكومة الإيطالية وحزب العدالة والقانون البولندي.

**************************************************************************************

استمراراً لممارسة نهب بلدان الجنوب الاتحاد الأوروبي يبرم اتفاقاً مع رواندا بشأن المعادن الحيوية

رشيد غويلب

وقع الاتحاد الأوروبي في 19 شباط اتفاقية مع حكومة رواندا تهدف إلى تعزيز سلاسل القيمة «المستدامة والمرنة» للمواد الخام الرئيسية. وترى جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي تتهم رواندا بسرقة مواردها وتأجيج الحرب في منطقة كيفو، فإن الاتفاق ببساطة «لا أخلاقي».

يستثمر الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه باسم «فريق أوروبا»، في إطار ما يسمى ببرنامج الاستثمار الأوربي للعالم، أكثر من 900 مليون يورو في رواندا. وقال الاتحاد الأوروبي في بيان له إن الاستثمار يشمل: «الصناعات الغذائية الزراعية والمرونة المناخية والتعليم». وما يبدو محايدًا جدًا يحجب حقيقة أن الأمر يتعلق أساسًا بمعادن الخام الحيوية.

جاء في بيان صحفي صادر عن مفوضية الاتحاد الأوروبي يوم 19 شباط: «تلعب البلاد دورًا مهمًا في إنتاج التنتالوم في العالم، ولكن أيضًا في تعدين القصدير والتنغستن والذهب والنيوبيوم ولديها إمكانات لمواد خام أخرى مثل الليثيوم والأتربة النادرة. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تصبح رواندا مركزاً لسلاسل القيمة في قطاع المعادن بسبب مناخها الاستثماري الملائم واحترام سيادة القانون. وهناك بالفعل مصفاة لتكرير الذهب ومصفاة للتنتالوم ستبدأ العمل قريباً. كما أن رواندا تملك المصنع الوحيد في أفريقيا لصهر القصدير.

وتنص المذكرة على تعاون وثيق بين الاتحاد الأوروبي ورواندا في خمسة مجالات: تكامل سلاسل القيمة للمعادن الحيوية، والتعاون في الإنتاج المستدام والمسؤول لهذه المواد الخام، والبحث والابتكار في قطاع التعدين، وتعزيز قدرة الجهات الفاعلة المحلية على الالتزام باللوائح وفي توفير التمويل لهذه الاستثمارات. ومن المقرر أن يتم وضع خريطة طريق مشتركة لتنفيذ هذه الشراكة في غضون ستة أشهر، والتي تتناسب مع استراتيجية «البوابة العالمية»، التي تمثل الرد الأوروبي على طريق الحرير الجديد الصيني.

وقد أبرم الاتحاد الأوروبي اتفاقيات مماثلة مع دول أفريقية رئيسية أخرى منتجة للمعادن: ففي منتدى «البوابة العالمية» في تشرين الأول 2023، تم التوقيع على اتفاقيات مماثلة مع زامبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وقبلها مع ناميبيا.

اتهام

لكن جمهورية الكونغو الديمقراطية غير قادرة على استيعاب الاتفاق الجديد بين الاتحاد الأوروبي ورواندا: تتهم حكومة الكونغو رواندا بدعم وتمويل وتسليح وتدريب متمردي جماعة «ام 23 «. الناشطة ن في شرق البلاد في واحدة من أكثر الصراعات دموية وأكثرها عنفًا وتعقيدًا والتي تبدو غير قابلة للحل عالميا. وفي تشرين الثاني 2021، سيطر المتمردون على أجزاء واسعة من مقاطعة شمال كيفو شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية على الحدود مع رواندا. وارتكبوا انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان وأجبروا أكثر من 800 ألف مواطن على الفرار. واستنتجت تقارير الأمم المتحدة إلى أن القوات الرواندية تشارك بشكل مباشر في القتال، وتستخدم أسلحة متطورة.

معايير مزدوجة

بموازاة التوقيع على الاتفاق في بروكسل، سار متظاهرون كونغوليون في غوما، عاصمة مقاطعة شمال كيفو الكونغولية الواقعة على الحدود مع رواندا، رافعين أعلام بلادهم، وداسوا أعلام الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وفرنسا وبولندا، واصفين إياهم بـ «المتواطئين مع رواندا».

وفي اليوم السابق، ناشدت وزارة الخارجية الفرنسية رواندا التوقف عن دعم المتمردين، ودعا الاتحاد الأوروبي رواندا إلى قطع كل علاقاتها مع المتمردين والانسحاب من الأراضي الكونغولية. وهذا يعكس عدم تماسك موقف المفوضية الاوربية.

من جانبه وصف الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي ورواندا بأنه «لا اخلاقي» ووجه اتهامات خطيرة للجارة رواندا: «رواندا اليوم قائمة على المواد الخام المسروقة من جمهورية الكونغو الديمقراطية». وان المعادن الواردة في الاتفاقية مع أوروبا «منتجات مسروقة».

وقال الكونغولي دينيس موكويجي، الحائز على جائزة نوبل للسلام، وهو طبيب أمراض نساء مقيم في بوكافو: «إن الاتحاد الأوروبي لا يصل إلى ذروة السخرية بقدر تعلق الأمر بالسياسات الاستراتيجية فقط، بل يظهر مرة أخرى سياسة المعايير المزدوجة التي تقوض مصداقية المؤسسات الدولية». وأضاف إن الاتفاق «يتناقض تماما مع مبدأ التماسك والقيم الأساسية للاتحاد الأوروبي، ولا سيما تعزيز السلام وحقوق الإنسان»، ودعا أوروبا مرة أخرى إلى «المزيد من التماسك في السياسات الاقتصادية»، واحترام ضمان حقوق الإنسان ووضع الكرامة الإنسانية في قلب الاهتمامات الاقتصادية والمالية.

 بيان منظمات الإغاثة

جاء في بيان أصدرته ثماني منظمات إغاثة: «من المؤسف أن يستثمر الاتحاد الأوروبي بهذا الشكل في بلد لا يملك كميات كبيرة من هذه المعادن. دولة لم تصبح مصدراً رئيسياً لهذه المعادن إلا بفضل الحروب التي شنتها على جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ عام 1996، بواسطة حركات تمرد حملت الاسم (ام 23)».

ويضيف البيان: «على مدى سنوات، كانت المعادن الثمينة، الذهب والكولتان والأتربة النادرة، تتدفق من شرق الكونغو بكميات كبيرة إلى رواندا وغيرها من البلدان الشرقية المجاورة بدعم من مسؤولين فاسدين من مختلف المستويات». لقد أصبحت الأمور الآن أسهل لأن المتمردين يسيطرون على مناطق حدودية مع رواندا».

و»الثمن هو الموت، والعنف بجميع أشكاله، وسرقة ممتلكات السكان الذين لا ذنب لهم سوى العيش في منطقة غنية». وفي الختام طالب البيان الاتحاد الأوربي فرض عقوبات على رواندا، بدلا من إبرام اتفاقية استثمار لمواد خام مسروقة.

*********************************************************************************************

الصفحة التاسعة

اتحاد الصناعات: الفساد وسوء الادارة عطلا الصناعة المحلية

بغداد – طريق الشعب

يشكو عمال المشاريع الصغيرة والمتوسطة، من انخفاض الأجور وعدم شمول أغلبهم بالضمان الاجتماعي فضلا عن غياب متطلبات السلامة. أما اصحاب المشاريع فيحمّلون الحكومة أسباب معاناة العمال، منبهين إلى أنهم «أجبروا على الاستغناء عن أعداد كبيرة من الأيدي العاملة جراء تهميش الصناعة الوطنية وقلة الدعم فضلا عن هيمنة المنتجات المستوردة على الرغم من سوء نوعيتها».

غياب الضمان

يقول أحد عمال صناعة الأواني المنزلية، والذي فضّل عدم ذكر اسمه، في حديث مع «طريق الشعب» بأن عمله يفتقد إلى جميع متطلبات السلامة، وإنه وعلى الرغم من سنوات العمل الطويلة لم يُشمل بالضمان الاجتماعي للعمال، كما هو حال جميع زملائه العاملين في المعمل. واكتفى العامل بهذا القدر من الحديث مع الجريدة، وطلب منا التواصل مع صاحب المعمل خوفا من أن يطرده من العمل أو يعاقبه.

من جانب آخر أفاد وسام حكيم، وهو عامل سابق في أحد معامل صناعة مواد التنظيف، التي تم غلقها وعرضها للبيع، أن «صاحب المعمل سرح جميع العمال الذين كان عددهم 60 عاملا بسبب الخسائر المالية».

وأضاف وسام الذي عمل لثماني سنوات في معمل مواد التنظيف دون أن يشمله قانون الضمان، في حديث مع «طريق الشعب» أن «صاحب المعمل برر أسباب الغلق بالخسارة المادية، الناجمة عن تدني المبيعات، جراء المنافسة الشديدة مع المستورد، على الرغم من النوعية الجيدة للمحلي قياساً بالمستورد، الأمر الذي تسبب بتكدس الانتاج في المخازن وبالتالي انتهاء الصلاحية واضطرارهم لإتلافه».

معمل للبيع

وبهذا الصدد يقول محمد محمود، صاحب معمل ألبان في كركوك، قام مؤخراً بتسريح جميع العمال، وعرض المعمل للبيع، في حديث مع «طريق الشعب» إن «المعمل يحتوي على أغلب الخطوط الانتاجية لصناعة جميع أنواع الأجبان والألبان إضافة إلى البرادات التي تم استحداثها قبل عامين وخزان للحليب بسعة 400 كيلوغرام وسخان بسعة 2 طن وغيرها من المعدات الحديثة». ويضيف أن معمله «وكحال باقي الشركات المتوسطة بات يعاني الخسارة بسبب سيطرة المستورد الذي تسبب بتحطيم الصناعة المحلية مما أجبرني على تسريح العمال وعرض المعمل للبيع».

عشرات المعامل توقفت

وزارت «طريق الشعب» منطقة المعامل في سبع قصور التي تفتقر إلى الخدمات. والتقت مع إبراهيم وهو صاحب معمل الجمال لصناعة الأواني المنزلية فأكد لها بأن «منطقة المعامل تتضمن 150 معملا، ولا يتجاوز عدد العاملة منها الآن 30 معملا».

من جانبه، اكد مسؤول العمال في معمل الجمال أمجد محمود لـ»طريق الشعب» أن «المعامل المتوسطة تعاني من غياب الدعم بالمواد الأولية التي تدخل في صناعة المنتجات، فضلا عن عدم توفير الوقود بأسعار مدعومة». وبخصوص واقع حال العمال أفاد أنهم أجبروا على «تقليص عددهم من 60 عاملا إلى 30 بسبب ضعف الانتاج».

تهديدات بالغلق

وفي معمل صناعة الألمنيوم في ذات المنطقة، التقينا بصاحب المعمل، الذي فضل عدم ذكر اسمه، لكنه أكد لـ»طريق الشعب» أنه «وبرغم التزامه بدفع جميع المستحقات المالية إلى الحكومة شهريا من ضرائب وغيرها، فان الحكومة لا تعمل على توفير أي شكل من أشكال الدعم حتى تلك المتعلقة بمتطلبات السلامة».

وقال إن «الصناعي اليوم يلجأ إلى الانفاق من هامش ربحه لضمان ديمومة الانتاج، بل أن هناك الكثير من المعامل المتوسطة تتعرض إلى تهديدات بالغلق وتقليص مساحة مواقع العمل من قبل الحكومة».

خسائر مالية كبيرة

وشكا صاحب المعمل من غياب الدعم، على الرغم من إمكانية توفير منتجات تسد حاجة السوق المحلية، فالوقود يكلف اصحاب المعامل 2- 3 مليون دينار أسبوعيا، مما يؤدي إلى خسارة لهامش الربح.

وقد حاولت مراسلة «طريق الشعب» التواصل مع وزارة الصناعة لطرح الأسئلة التي تتعلق باجراءات دعم منتجات المعامل المتوسطة، إلا أن الأخيرة فضلت عدم الرد عليها!

متنفذون وراء تعطيل القوانين

بدوره، حّمل اتحاد الصناعات العراقي أسباب خسارة الصناعة المحلية لمتنفذين يتعاونون مع دول الجوار على جعل العراق سوقاً لبيع منتجاتهم. ويقول عضو مجلس الادارة في اتحاد الصناعات العراقي محمد عبد محمد إن «الاتحاد يمارس اليوم دوراً نقابياً في الدفاع عن حقوق الصناعات المتوسطة والصغيرة وذلك حسب القانون الذي يعمل بموجبه».

ويذكر لـ»طريق الشعب» أن «التراجع في واقع حال الصناعة المحلية بصورة عامة تتحمله السياسات الحكومية الفاشلة»، منبها إلى أن الصناعة «تفتقر إلى قوانين الدعم والحماية».

ويوضح أن «القائمين على السلطة وعلى الرغم من صدور أربعة قوانين، العام 2010، لدعم الصناعة المحلية، إلا أن جميعها عُطلت ولم يجر تطبيقها، كما هو الحال مع قانون حماية صناعة المنتج المحلي والآخر المتعلق بحماية المستهلك».

وينوه إلى أن هناك بعض التقدم في حماية المنتوج الوطني، في ظل الحكومة الحالية برئاسة محمد السوداني، خاصة عند المقارنة مع الحكومات السابقة، موضحاً بأنه «تم اتخاذ قرارات بتوفير الحماية إلى ما يقارب 60 منتجاً محلياً مقارنة بتوفير الحماية إلى عدد لا يتجاوز 20 منتجاً محلياً في السابق».

ويقول إن «هناك الكثير من الفاسدين الذين لا يحملون أي شعور وطني او حرص، حيث ليس بمصلحتهم إعادة الحياة للصناعة المحلية وتفعيل القوانين الكفيلة بحماية المنتجات».

ويشدد على أن «القطاعات الصناعية كفيلة باستيعاب جميع الطاقات الشابة العاطلة عن العمل، وسد الحاجة المحلية من المنتجات، إلا أنها بحاجة إلى قرار سيادي يشدد على حماية المنتجات وتفعيل القوانين».

********************************************************************************************

من المسؤول عن فوضى دخول العمال الاجانب؟

نورس حسن

تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة عن دخول اعداد كبيرة من العمال الاجانب للعمل في الحقول النفطية بمحافظة البصرة، وجاء ذلك في وقت أعلنت فيه وزارة الداخلية عن القبض على اكثر من 500 عامل اجنبي خلال يومين فقط.

من الواضح ان بؤس الاحوال في العديد من البلدان النامية، يدفع ابناءها من الرجال والنساء الى البحث عن فرص عمل في بلدان أخرى بضمنها العراق، حتى مقابل اجور ضئيلة، لتأمين ابسط متطلبات الحياة لاسرهم.

وليس من المعقول تحميل هؤلاء العمال الاجانب مسؤولية ما يحدث من فتح لأبواب الدخول غير الرسمية الى البلاد، وهو الذي لم يأت بالعمالة الاجنبية فقط بل وتسبب في تسلل عناصر الارهاب ايضا.

ولا يقتصر الامر على الفوضى في دخول العمال الأجانب، وانما يمتد الى عمل هؤلاء العمال وفق سياقات غير منظمة ولا محددة بقانون خاص بهم، يعيّن طبيعة عملهم داخل البلاد والحد الادنى لاجورهم وساعات عملهم، فضلا عن تأمين متطلبات السلامة لهم والتي يفتقدها الكثير من عمالنا العراقيين انفسهم.

ونتيجة لذلك لا يندر ان نجد العامل الاجنبي يعامل في الكثير من المؤسسات معاملة العبيد، حيث يفرض عليه العمل ساعات طويلة جدا تصل الى ايام متواصلة، مقابل اجور بائسة حقا.

لهذا يجدر بالمنظمات المدافعة عن حقوق العمال ان توحد مطالبها بتنظيم عمل العمال الاجانب في البلاد، ومنحهم ما هم أهل له من حقوق تنسجم مع طبيعة العمل.

ولابد من القول اخيرا ان وزارة الداخلية تفعل خيرا، حين تعلن بين فترة واخرى عما تتخذ من اجراءات تجاه العمال الاجانب الذين يدخلون بلادنا بطرق غير رسمية. الا ان المطلوب منها قبل ذلك ان تلاحق وتنزل اشد العقوبات بمن ينظمون ويؤمنون دخول هؤلاء العمال، التي تجبرتهم ظروف الحياة القاسية في اوطانهم على البحث عن عمل خارجها ومهما كانت النتائج.

************************************************************************************************

دوائر البيئة ومخالفات معامل الطابوق

 بغداد –طريق الشعب

بعد شهر ونصف من تقديم اتحاد نقابات عمال العراق، طلباً إلى وزارة البيئة، بشأن الملوثات المنبعثة من معامل طابوق منطقة النهروان، وما نتج عنها من تلوث بيئي أضر بالمنطقة والعاملين في هذه المعامل، قامت أخيرا دوائر وزارة البيئة بزيارة موقع المعامل ووجهت باتخاذ تدابير رقابية وقانونية. وذكر الاتحاد في تصريح اطلعت عليه «طريق الشعب» ان «فريقا مشتركا يمثل عددا من دوائر وزارة البيئة قام بزيارة مجمع معامل انتاج الطابوق، بناء على طلب الاتحاد»، لافتا إلى انه «تم اتخاذ الاجراءات الرقابية والقانونية بحق المعامل المخالفة للتعليمات البيئية». ودعا الاتحاد، الجهات الأخرى والمعنية، ومن بينها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، إلى «القيام بواجبها ومراقبة واقع العمل والعمال وفق قانوني العمل والضمان الاجتماعي ومدى تطبيقهما حماية للعاملين من كافة المخاطر التي يواجهونها». من جانبها قالت مديرية بيئة بغداد، إنه «تم اتخاذ عدد من الإجراءات الرقابية والقانونية بحق المعامل المخالفة للتعليمات البيئية، كما سيتم رفع تقرير يتضمن عددا من التوصيات للحد من التلوث البيئي في المنطقة».

وكان اتحاد نقابات عمال العراق، قد أرسل طلباً في الأول من شباط الماضي، إلى وزارة البيئة، دعا فيه إلى زيارة منطقة النهروان ميدانيا والتعرف على الاحتياجات الضرورية لتجنيب العمال والمنطقة من كورث بيئية وصحية ومعيشية وتقديم الحلول الكفيلة بمعالجة واقعها البيئي غير المقبول، لاسيما وأنها قريبة من العاصمة بغداد.

*********************************************************************************************

خبير قانوني يتحدث عن واقع حال العمالة الأجنبية

بغداد – طريق الشعب

أكد الخبير القانوني علي التميمي أن «العمالة الأجنبية تفتقر إلى تشريع قانون خاص بها وأن القانون المطبق إلى الآن هو قانون العمل ٣٧ لسنة ٢٠١٥ وقانون إقامة الاجانب ١١٨ لسنة ١٩٧٨».

وأوضح أن هذه القوانين اشترطت حصول العامل على إجازة العمل كشرط للتواجد وجواز سفر وسمة دخول وشروط أمنية أخرى، وعادة ما يغّرم المخالف مبلغاً لايزيد عن ٥٠٠ دولار ثم يّرحل وحسب قرار محكمة التحقيق.

وشبه التميمي وجود هؤلاء العمال الذين يقدر عددهم بمليون عامل، بكثرة السيارات المستوردة، ويقول إن ذلك « له أثر على الاقتصاد والبطالة والعملة الأجنبية في البلاد والأمن الجنائي». وأضاف التميمي «أن هناك حاجة لتشريع قانون خاص بذلك يفّصل كل جوانب القضية حيث تشير المعلومات بأن أعداداً كبيرة منهم يعملون بلا إقامة، ولا حل أمام القضاء سوى ترحيلهم إلى بلدانهم، ويحتاج إلى خطط للرقابة على وجودهم».

وينبه الخبير إلى أن هناك من يقول بأن العامل الأجنبي يعمل أفضل من العراقي وبأجر أقل، لكنه التقى بأحد عمال التفتيش في أحد الفنادق، فأخبره بأن «العامل الاجنبي يأخذ ألف دولار وانا أحصل على ٥٠٠ دولار وكلانا نقوم بذات العمل».

*************************************************************************************************

«العمل الدولية» تتوقع ارتفاع البطالة في فلسطين لأكثر من 50 بالمائة

متابعة – طريق الشعب

قالت منظمة العمل الدولية، مؤخرا، إن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني من المتوقع أن يدفع معدل البطالة بين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة إلى أكثر من 50 بالمئة.

وأظهر تقرير جديد أن أكثر من نصف مليون وظيفة قد فقدت بالفعل منذ السابع من أكتوبر 2023، عندما بدأت إسرائيل عمليات عسكرية انتقامية في غزة ردا على هجوم شنه مقاتلو حركة حماس عبر حدود القطاع مع إسرائيل. وأضاف أنه إذا استمر الصراع حتى نهاية مارس فإن معدل البطالة سيرتفع إلى 57 بالمئة.

وقالت المديرة الإقليمية للدول العربية في منظمة العمل الدولية، ربا جرادات، إن تخريب البنية التحتية والمدارس والمستشفيات والأعمال التجارية في غزة قد «دمر قطاعات اقتصادية بأكملها وأصاب نشاط سوق العمل بالشلل، مع تداعيات لا توصف على حياة الفلسطينيين وسبل عيشهم لأجيال قادمة». وفي غزة، فُقدت حوالي 200 ألف وظيفة، وهو ما يمثل حوالي ثلثي إجمالي العمالة في القطاع. وفي الضفة الغربية، وصف التقرير ظروف «تشبه الإغلاق» مع وجود أكثر من 650 نقطة تفتيش دائمة ومؤقتة في جميع أنحاء المنطقة والتي تترك آثاراً سلبية كبيرة على الاقتصاد. وأضاف أن أكثر من 300 ألف وظيفة، أو حوالي ثلث إجمالي العمالة، فُقدت هناك بالفعل.

******************************************************************************************

لن يعودوا إلا بزيادة الرواتب إضراب عمال بلدية الزبير دخل أسبوعه الثالث والمدينة تخنقها النفايات

 البصرة – طريق الشعب

دخل الإضراب المفتوح لعمال النظافة في بلدية الزبير أسبوعه الثالث دون الإستجابة لمطالبتهم بزيادة الرواتب، واشتكى عدد من المواطنين من تكدس النفايات في الشوارع والأسواق وقرب المدارس والبيوت، وطالبوا الحكومتين المحلية والمركزية بضرورة إيجاد حل لمشكلة عمال النظافة وإنهاء الأزمة.

ويقول عامل النظافة محمد ياسين في تصريح اطلعت عليه «طريق الشعب» إن «الراتب لا يكفيني 10 أيام ومن حقنا أن نطالب بتقدير جهودنا وما نستحقه أمام المخاطر الجسيمة». ويذكر «لا يوجد حل آخر أمام عمال البلدية غير الإضراب، فقد سعينا بجميع الوسائل لإيصال مطالبنا إلا أننا لم نجد اذناً صاغية».

 ويفيد بأنهم يعملون في أكبر قضاء بالبصرة، يضم معامل وشركات وحقولاً نفطية، والجهات المعنية عاجزة عن زيادة رواتب عمال البلدية التي لا تتجاوز 300 ألف دينار شهرياً، منبهاً إلى أن «أغلبنا نستلم 170 ألف دينار شهريا وهذا لا يكفي حتى لحليب طفل».

بدوره، أبدى مدير بلدية الزبير ميثاق الساعدي تضامنه مع مطالب عمال النظافة. وقال في تصريح اطلعت عليه «طريق الشعب» إن «مطالب العمال بتعديل أجور العمل وصلت إلى الحكومتين المحلية والمركزية، خاصة وان عمال النظافة مضربون عن العمل منذ ثلاثة اسابيع»، منبها إلى أنهم في انتظار موقف الحكومتين والعودة إلى العمل مرة أخرى.

ويذكر الساعدي أن «البلدية متضامنة مع عمال البلدية إلا أن تعديل سلم الرواتب والأجور، ليس من صلاحيتهم وانما من صلاحية وزارة المالية».

ويؤكد أن «عمال البلدية يعملون مقابل أجور عمل قليلة، وهم يطالبون اليوم بتعديل سلم الرواتب وزيادة الأجور». وعلى الرغم من تأييد المواطنين لموقف عمال النظافة إلا أنهم باتوا يشكون من تراكم النفايات مطالبين الحكومة بالتدخل وتحقيق المطالب. ويقول المواطن حسين خليل «اننا نعلم أن ما يتقاضاه العمال من أجور قليل جداً ولا يفي حقهم وجهدهم بل وحتى لا ينسجم مع طبيعة العمل ومخاطره».

ويضيف «إلا أن سكان المناطق يشكون من تراكم النفايات وهناك حديثا عن انتشار مرض «الحصبة» في البصرة وتراكم النفايات قد يفاقم انتشاره أيضاً.

وطالب المواطن بضرورة العمل على تشكيل لجان لحل مشكلة عمال البلدية، والإسراع برفع النفايات من الشوارع ومن أمام البيوت والمدارس لتجنب تفشي الأمراض.

هذا فيما حث الاتحاد العام لنقابات عمال العراق عمال النظافة في البصرة على مواصلة إضرابهم إلى حين تحقيق مطالبهم المشروعة.

وقال رئيس الاتحاد على رحيم الساعدي لـ»طريق الشعب» إن عمال النظافة سواء في البصرة او باقي المحافظات يعانون ذات المعاناة». ويضيف «على الرغم من تثبيت الكثير منهم على الملاك الدائم إلا أنهم ما يزالون يتقاضون أجور عمل قليلة، مجردة من جميع المخصصات المالية التي يتمتع بها موظفو باقي الوزارات».

وبخصوص عمال النظافة الذي لم يجر تثبيتهم يشير إلى «أنهم لم يشملوا بالضمان الاجتماعي ويتقاضون أجور عمل أقل من الحد الأدنى للأجور».

وينبه الساعدي إلى أن على الحكومة الاسراع بتنفيذ مطالب عمال النظافة ومنحهم مخصصات مالية تنسجم مع طبيعة عملهم، وخلاف ذلك ستتوحد تلك المطالب وتتوسع إلى باقي محافظات البلاد.

***********************************************************************************************

الصفحة العاشرة

فيلم «العربي بن مهيدي» وذاكرة الثورة الجزائرية المصادرة

أمين الزاوي

مرات كثيرة أحزن، أغضب، وأتأمل ما يجري من حولها في الإعلام وفي السياسة وفي البحوث التاريخية الجامعية من عملية ممنهجة تسعى إلى مصادرة ذاكرة الثورة الجزائرية لمصلحة تيار أيديولوجي معين، واحدة من أكبر ثورات العالم في القرن الـ 20، الثورة الحقيقية والوحيدة في العالم العربي على حدّ تعبير الشاعر والمفكر أدونيس، تتعرض قيمها للترحيل الأيديولوجي من قبل بعض أبنائها ومن قبل بعض بقايا الاستعمار على حد سواء.

أفكر في هذه المصادرة الأيديولوجية الخطرة وأنا أحضر العرض الشرفي الأول لفيلم “العربي بن مهيدي” لمخرجه بشير درايس الذي، وأخيراً، أفرجت عنه الرقابة الجزائرية بعد سجال ونقاش داما ثماني سنوات، أكبر بقليل من عمر حرب التحرير الجزائرية نفسها!

والعربي بن مهيدي هو أحد مفجري الثورة الجزائرية وأحد قادتها، وهو من صاغ أرضية مؤتمر “الصومام” وترأسه في الـ20 من آب 1956، وهو الذي شرح فلسفة بيان الأول من تشرين الثاني 1954 الشهير في مقالة له بعنوان “الثورة والاشتراكية”، ويعدّ العربي بن مهيدي من مهندسي معركة مدينة الجزائر (1956-1957)، واعتُقل في إحدى الشقق بالعاصمة ليتم تعذيبه بالصعق الكهربائي وتغطيس الرأس في الماء القذر والحرمان من النوم وحقنه بأدوية الحقيقة وغيرها، وتنتهي جلسات التعذيب الجهنمية بإعدامه، واعترف الجنرال أوسارس (1918-2013) بكل ما لحق بالشهيد العربي بن مهيدي من تعذيب وإعدام من قبل الجيش الاستعماري، وشهد له العدو قبل الصديق بقوة شخصيته وحكمته، وهو الذي كان يسمى “الحكيم”، وقال عنه الجنرال السفاح بيجار (1916-2010) في مذكراته “لو كنت أملك 10 رجال من أمثال العربي بن مهيدي لغزوت العالم”.

جاء فيلم “العربي بن مهيدي” في وقت تحتاج الجزائر كي تقفز إلى الأمام أن تتأمل ماضيها التاريخي الناصع والإنساني الشجاع، أن يلتفت الجزائري اليوم إلى أن تحقيق الاستقلال ليس مسألة بسيطة، وأن بناء الدولة المعاصرة الحداثية ليس أقل جهداً وتضحية من بناء الاستقلال، وأن لا استقلال من دون دولة وطنية قوية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً.

يعرض فيلم “العربي بن مهيدي” الخلافات البينة بين قادة الثورة، خلافات في التصورات والمقاربات ليوميات الثورة، لأنهم بشر، فلكل واحد مزاجه الخاص وله رؤيته وتحليلاته، ويعرض أيضاً صراعات ما بين مناضلي الداخل ومناضلي الخارج وهذه سنة الثورة أيضاً.

وفي الفيلم يظهر القائد الشهيد والمجاهد العربي بن مهيدي في صورة إنسان طبيعي يعشق، يمثل في المسرح، يلعب في فريق كرة القدم، يصلي، يبكي، يضحك، إنسان يحب الحياة ويحب الحرية.

إن ثورة التحرير الجزائرية العظيمة مثل سائر الثورات في العالم، قام بها بشر وليسوا ملائكة، فيهم الضعف والشجاعة والخوف والبطولة، فيهم الغضب والحكمة، فيهم بعض من الذاتية وكثير من التضحية، فيهم ما في البشر عبر التاريخ، ثورة صنعها وشارك فيها الجزائري المسلم والمسيحي واليهودي، استشهد فيها لأجل الاستقلال والحرية كل من المسلم والمسيحي واليهودي، الشيوعي والعلماني والمؤمن والليبرالي.

يقول البطل الشهيد العربي بن مهيدي في لقطة من لقطات الفيلم إن “الثورة الجزائرية ليست ثورة دينية”، إنها ثورة من أجل الاستقلال والحرية والعدالة الاجتماعية، إنها مشروع تاريخي وليست مشروعاً دينياً لاهوتياً. وفي هذه المقولة تتجسد فلسفة الثورة الجزائرية القائمة على القيم الإنسانية الكبرى التي يحاول بعضهم اليوم مصادرة ذاكرتها لمصلحة تيار واحد هو التيار الإسلامي. منذ فترة، وبالأساس منذ انطلاق الحراك الشعبي في شباط 2019 الذي أطاح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة (1937-2021)، حاول الإسلاميون التموقع ثانية في المشهد السياسي الجزائري بمحاولة وضع اليد على الحراك، ولكي يمنحوا أنفسهم الشرعية التاريخية، انطلقوا في محاولة مصادرة ذاكرة الثورة الجزائرية وإعطائها صبغة دينية، فظهرت حركة سياسية أطلقت على نفسها اسم “النوفمبرية الباديسية”، من خلالها أرادوا نصب فخ سياسي وتاريخي تتم من خلاله وفيه مصادرة ذاكرة الثورة الجزائرية التي لم تكن دينية مع أن غالبية الذين قاموا بها كانوا من المسلمين المؤمنين. لقد أراد هذا التيار السياسي أن يجير الثورة أيديولوجياً لمصلحته، بتحويلها من ثورة من أجل الاستقلال في ظل تعددية سياسية وعقائدية ولغوية، تُحترم فيها القيم الإنسانية، إلى ثورة دينية.

وحين انتبه كثيرون من المجاهدين الصادقين الذين لا يزالون على قيد الحياة إلى محاولة مصادرة ذاكرة الثورة هذه، استنكر بعضهم، وبوضوح، ربط الثورة الجزائرية بالباديسية (نسبة إلى الشيخ المصلح عبدالحميد بن باديس الذي توفي عام 1940، أي قبل اندلاع الثورة بـ 14 سنة)، ليبينوا أن ثورة نوفمبر 1954 هي من صنيع الطبقة السياسية الوطنية المشكلة، آنذاك، من شباب تكونوا في حزب الشعب بالأساس وفي تيارات سياسية ليبرالية واشتراكية وغيرها، والأيديولوجية “النوفمبرية” بعيدة من الأيدولوجية “الباديسية”، والجمع بينهما، اليوم، سياسياً هو محاولة تصدير فكر الثورة الجزائرية بقيمها الإنسانية إلى جهة “الإسلام السياسي” الجديد.

وعبّر رئيس مجلس الأمة، وهو أحد قادة الثورة، في واحدة من حواراته المتلفزة، عن موقفه المعارض لمثل هذا الاستثمار السياسي في ذاكرة الثورة الجزائرية، واستنكر محاولة ترحيل الثورة بقيمها وفلسفتها إلى جهة سياسية معينة التحقت بالثورة متأخرة ولم تكن وازنة فيها سياسياً ولا عسكرياً.

وقبل تصريح رئيس مجلس الأمة، كان المناضل محمد بوضياف، وهو أحد مفجري الثورة الذي اغتيل في الـ29 من حزيران 1992 بعنابة، وهو رئيس للمجلس الأعلى للدولة، أي رئيس الجمهورية، صرّح، بوضوح، بأن جمعية العلماء المسلمين لم تكن طرفاً مؤثراً في الثورة ولا في تحضير الثورة، وهو المسلم الممارس، وكان في ذلك يعبر عن استنكاره وخوفه من ترحيل الثورة الجزائرية وإعطاء ذاكرتها إلى جهة معينة لم تكن ذات حضور سياسي كبير فيها. لقد تعرضت ذاكرة الثورة الجزائرية للترحيل والتشويه من قبل فرنسا الاستعمارية وبقاياها، منذ انطلاقها وحتى الآن، من خلال ترسانة من الكتابات والأفلام العنصرية التي عملت وتعمل على تشويه قيادتها وزرع الشك في فلسفتها وسلوكها، وهذا أمر طبيعي، فأطراف سياسية عدة في فرنسا لم تستسغ حتى الآن هزيمتها في حرب الجزائر، لكن الأخطر هو مصادرة ذاكرة الثورة من بعض أبنائها الذين يريدون تبرير وجودهم من خلال خيانة فلسفة الثورة وتشويهها ومنحها صيغة واحدة وتجييرها لجهة معينة يراد من خلالها ممارسة غسيل أدمغة الجيل الجديد. لقد جاء فيلم “العربي بن مهيدي” ليعيد النقاش حول ذاكرة الثورة ولكي، ربما، يذكّر ببعض أفكار الثورة الجزائرية كما عاشتها ومارستها في الواقع مجموعة من رموزها وشهدائها وقادتها الحقيقيين، وليبيّن للجيل الجديد الذي تعرض للمسخ من قبل تيار الإسلام السياسي، منذ نهاية السبعينيات وحتى الآن، أن الأجداد والآباء من المجاهدين والمجاهدات قادوا ثورة كبيرة تحمل مشروعاً اجتماعياً وإنسانياً ووطنياً متعدداً، يحترم أهل الديانات الأخرى ويحترم المرأة ويقدرها، من دون التخلي أو المس بدينهم الإسلام الذي ورثوه عن آبائهم بطقوسه الجزائرية المغاربية الأصيلة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

“اندبندنت عربية” – 7 آذار 2024

********************************************************************************************

جوليا وارد هاو: المرأة المقاومة في ضمير الوطن

هنري زغيب

اليوم يوم المرأة العالَمي. ولا يجوز أن يمر من دون الحديث عن المرأة الرائدة، كما هذه الشاعرة، الناشطة الاجتماعية، والمناضلة ضد الاسترقاق.

إِنها جوليا وارْد هاوْ (1819-1910)، السيدة الأَميركية التي صبغت عصرها بنضالها وكتاباتها تاركة في شعبها أثرا لا يُمحى.

فماذا عنها؟

النشيد الذي شهرها

في تشرين الثاني/نوفمبر 1861، ومن غرفتها في فندق “ويلارد” الشهير (تأَسس سنة 1816، تم ترميمه سنة 1847، ومرة أَخيرة سنة 1901)  إبان حصار واشنطن العاصمة، كتبت كلمات “نشيد المعركة” الذي ذاع واسعا وأصبح نشيدا وطنيا في الحرب الأَهلية الأَميركية (1861-1865). وفي مذكراتها (1899) كتبت: “يستحيل أن أقول كم مرة طُلِب مني أن أتذكر الظروف التي جعلتني أَكتب هذا النشيد”.

وفعلا، بقيت حتى وفاتها عن 91 عاما تروي وتعيد روايتها عن تلك الظروف إِبان الحرب الأَهلية، والنشيد الذي شهرها عصرئذ في كل أَميركا. وفي أماكن عدة سافرت إِليها أو حاضرت فيها أو دعيَت إِلى لقاء، كان يُطلب إِليها أن تلقي كلمات ذاك النشيد أو أن تنشده بصوتها الـ”كونتر أَلتو”، وغالبا ما كانت تحضر إِلى قاعات ينشده فيها كورس أو أداء منفرد، حتى أن تلك القصيدة أمست محور حياتها بين الآخرين

من أهمية مسيرتها الـمشرّفة، فور صدرت سيرتها سنة 1916كما وضعتها بناتها الثلاث بعد ست سنوات على غيابها، نال الكتاب جائزة پوليتزر الشهيرة (أَسسها الناشر جوزف پوليتزر سنة 1917، إِبان الحرب العالمية الأولى لتكريم شخصية وطنية خدمت أميركا). وعند تسليم الجائزة، كان نيكولا باطْلِر (رئيس جامعة كولومبيا ومدير الجائزة) أعلن أن هذا الكتاب “أفضل سيرة أَميركية تعلّم الوطنية والتجرد في خدمة الشعب، وما قامت به جوليا نموذج يشرّف الأميركيين جميعا”.

نشاطها في الحقل العام

سوى أَن الكتاب (بجزءيه) ليس تعليميا كما وصفه الرئيس باطلر، بل هو تجميع لكتابات جوليا ورسائلها وقصائدها ومذكراتها ويومياتها التي تظهر فيها مندفعة بالخير العام إِلى مساعدة أسرتها كما في مساعدة شعبها عموما، كما تظهر فيها امرأة دمثة طريفة محبوبة من دون تكبّر أو تنمّر.

واهتماماتها الوطنية في الخدمة العامة، لم تشغلها عن تربية أسرة من ستة أولاد،  وإِتقانها ست لغات، ونشر ستة كتب، والقيام بنشاط اجتماعي واسع في الرعايا حولها ولدى الجمعيات الثقافية في بوسطن، من أجل إلغاء الاسترقاق الذي دفعها إِلى أن تجوب الولايات المتحدة وجزر الكارايـيب وكوبا وإِنكلترا وفرنسا وإِيطاليا وسويسرا وألمانيا وهولندا وبلجيكا واليونان وقبرص وفلسطين ومصر. وأسست “اتحاد النساء الأَميركيات” وترأسته فترة طويلة، كما ترأست “نادي المرأة في نيوإنكند”، و”جمعية نيوإِنكلند للمطالبة بحق الاقتراع”، و”الجمعية الأَميركية للمطالبة بحق الاقتراع”. وكانت جوليا أول امرأة أميركية تدخل إِلى عضوية “الأكاديمية الأميركية للفنون والآداب”. وإِذ هي ولدت بعد ثلاثة أَيام من ولادة فيكتوريا ملكة بريطانيا العظمى، غالبا ما كانت تُلَقّب “ملكة أميركا”

الزواج المضطرب

كتبت بناتها في السيرة قصة لافتة عن زواج والدَيهن. ذلك أن جوليا، حين تزوجت من الطبيب صموئيل غريدلي هاوْ (1801-1876)، كانت معروفة كشاعرة وفتاة جميلة ورثت ثروة كبرى، حتى أنها في أَوساط نيويورك كانت أحيانا تسمى “الديفا”. وكان صموئيل يكبرها بثماني سنوات ومشهورا كبطل الثورة اليونانية من أَجل الاستقلال (1821-1831)، وكذلك صاحب طريقة فريدة في تعليم الأطفال العميان، حتى أن الناقد الأَميركي جون جاي تشامبان (1862-1933) لقبه “بين أَشهر الأطباء في العالم المتحضر”.

غير أن زواجهما لم يكن دوما هادئا هانئا سعيدا، وكان بينهما خلاف متنوع حول العلاقة الجنسية والمال والاستقلال والسياسة والحكم. وكانا أحيانا ينفصلان لفترة متباعدين فيعمل كل منهما على انفراد. فبالرغم من حماسة صموئيل للعمل على محو الاسترقاق، كانت له نظرة محافظة خاصة إِلى النساء ودورهن في الحياة العامة.  وتاليا كان يريد زوجته أن ينحصر دورها في البيت أمّا وزوجة، وأن تخضع لزوجها في قرارته. هكذا كان في الخارج شخصية معروفة بالخير والإِصلاح الاجتماعي، بينما في الداخل كان دكتاتورا قاسيا عنيدا في فرض أوامره وتعليماته، ما يجعله - كزوج ووالد - مزعجا ذا أخطاء وشكوك، فيما كانت جوليا تتوقع لها زوجا متفهما يدخلها إِلى عالم من الأفكار والإِصلاحات ويتيح لها العمل في هذا العالم، وكانت تتمنى زوجا تتساوى معه في القرارات ويترك لها حرية التصرف وتنمية نشاطها، وخصوصا في كتابة رواية أو مسرحية. لكنها اعتادت على ترويضه بتلبية طموحاتها.

تخطّيها العقبات الزوجية

المنعطف الكبير في حياتها كان تأليفها “نشيد المعركة”، إِذ أعطاها سلطة وقوة تفتّح على نشاطها. فالحرب الأهلية الأَميركية في القرن التاسع عشر وعت المرأَة على الاستقلال بقراراتها وعلى خروجها من القمقم الزوجي الظالم. هكذا قامت في البيت “حرب أهلية” داخلية بين جوليا وصموئيل، حول حقها في الاستقلال والمساواة والصوت العام في العمل العام.

هكذا، بعد وفاة زوجها، انطلقت جوليا في صقل هويتها الخاصة، ما جعلها في النصف الآخر من حياتها سيدة قدرها وتصرفاتها وتحركاتها، وخصوصا قائدة في تيار المطالبة بتحرير العبيد وحق المرأَة في الاقتراع وتفتّح المرأَة على العمل العام. وعلى الرغم من معارضة أَولادها وأَحفادها نشاطَها خارج المنزل، بقيت جوليا على عنادها في تحقيق طموحاتها وفي تحفيز المرأة على التحرر من قيود الزوجية حين هذه تعيقها عن تنمية شخصيتها.

منذ 1916 صدرت كتب عدة عن سيرة جوليا، لكن قليلا منها اعتبر جوليا بطلة أميركية رائدة. ربما لأَن مؤلفيها هم كذلك متخلفون غارقون في تقييد المرأة بـحياة بيتية زوجية سجنية تجعل المرأة تابعة خاضعة لا قائدة رائدة.

ـــــــــــــــــــــــــ

“النهار العربي” – 8 آذار 2024

********************************************************************************************

«عالم الكتب»

تعاود الصدور بعد انقطاع

بعد توقف لبضعة أشهر عادت للصدور مجلة “عالم الكتاب” الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب. وأكد رئيس التحرير الكاتب الصحافي عزمي عبد الوهاب أن المجلة في نسختها الجديدة تسعى إلى خدمة الكِتاب المصري والعربي وتسليط الضوء على سوق النشر، إضافة إلى الترجمات وإطلاع القارئ العربي على كل جديد في عالم النشر.

وانتقد عبد الوهاب في افتتاحيته “سقط فيلسوف” انحياز بعض المفكرين الكبار للدعاية الصهيونية عند تقييم ما يجري في فلسطين، معلقاً على ما قاله هابرماس الذي اتهم كل من يقول إن ما يجري حرب إبادة بأنه معاد للسامية. وتضمنت المجلة في إصدارها الجديد رؤية تحريرية مختلفة ومتنوعة في تبويبها. فتزامناً مع الدورة الخامسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، خصصت المجلة ملفاً شاملاً عن أنشطة الدورة وأهم الإصدارات واختيار النروج ضيف شرف والإضاءة على كوكبة من مبدعيها. إضافة إلى تقرير آخر عن نشاط الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة د. أحمد بهي الدين ونشرها أكثر من أربعمئة عنوان، من بينها سلسلة يشرف عليها الشاعر أحمد الشهاوي تُعنى بالشعر المصري على مر العصور.

ومن أهم ما يميز المجلة مجموعة كبيرة من الأخبار والمراجعات للإصدارات والترجمات الحديثة في مصر والعالم العربي، منها على سبيل المثال كتاب “أمينة مكتبة البصرة” للكاتبة الأميركية جانيت وينتر، والمبني على قصة حقيقية، ومذكرات طبيب شرعي بريطاني في مصر بعنوان “قارئ الجثث”، وتقرير عن استعادة طه حسين، وجبران خليل جبران، والمؤرخ والأثري سليم حسن، ورائد أدب الطفل يعقوب الشاروني. كما تضمن العدد فصلا من رواية “بيرانيزي” لسوزانا كلارك، بترجمة ميسرة صلاح الدين، وما زالت الرواية تحت الطبع في نسختها العربية. في باب “ضفاف” تكتب رشا عامر عن “مذكرات يهودي عراقي”، ومصطفى عبادة عن فاتن عباس الروائية السودانية في المهجر، وحسن الحلوجي عن “رحلة السرير” من العروش الملكية إلى معارض الموبيليا، ود. حسين محمود عن فلسفة القانون والاستعلاء الغربي. وفي باب الحوارات قدمت وترجمت الروائية والمترجمة العراقية لطفية الدليمي حواراً مع الناقدة الأميركية البروفسورة شميم بلاك المختصة في قضايا ما بعد الحداثة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

“النهار العربي” – 11 شباط 2024

**********************************************************************************************

الصفحة الحادية عشر

بؤس العالم

صدرت حديثاً الطبعة الثالثة من كتاب “بؤس العالم” ويتألف من ثلاثة أجزاء (بؤس العالم/ رغبة الإصلاح، بؤس العالم/ نهاية عالم، بؤس العالم/ منبوذو العالم). اشرف عليها بيير بورديو. ترجمها محمد صبيح، سلمان حرفوش، رنده بعث، وقدم لها: فيصل دراج.

الكتاب يوظف المعرفة من اجل خدمة البشر المضطهدين في ظل الرأسمالية القائمة، كما يناقش اقتصاد السوق على المستوى الكوني. ويعد اصدار هذا الكتاب حدثاً ثقافياً بامتياز، وقد انجزه باحثون اجتماعيون.

منشورات: دار كنعان- دمشق.

*******************************************************************************************

قصة قصيرة.. باب الخوف

علي لفتة سعيد

كان وحده في الشارع.. الساعات الأولى من فجرٍ لا يحمل برودةً ولا سخونة المناخ. أراد ممارسة الرياضة بطريقةٍ أخرى. لعلّه يتخلّص مما هو فيه من شعورٍ غائصٍ بالحيرة من خلال الركض، أخذته الشوارع الى سبيلها ليسحق بخطواته بعض الألم. ينفخ ما بداخله ليخرجه من صدره المكلوم، يشعر بزفيرٍ يدور حول وجهه ويعود الى سبيله الأوّل. مدّ ذراعيه مثل طيرٍ يحلّق من جديد بعد ان كان قد جرحٍ بجناحيه ذات صيدٍ ماكر، لعلّ راحةً بديهيةً قد تحلّق معه وتصاحبه ولو بشكلٍ مؤقّت،  تحرّكت الريح وضربت عينيه حاملةً حصى الشوارع وغبار الأرصفة، أسرع بالإغماض، كي لا يكدّره شيء، مطلقًا الزفير الحار فكان محمّلًا بالغبار، وقبل أن يفتحهما سمع صوت صرير بابٍ يخترق أذنيه. انفتحت عيناه على دهشة رؤية رجلٍ يخرج مثل شبحٍ متحاملًا على حدبة ظهره، وراح بالركض خلفه، كان يرتدي ملابسَ غريبةً عنه، أغمض عينيه من جديد، وفتحهما ليطرد وسواس الصور المرعية التي تداهمه كلّما أوى الى الصمت أو البحث عن الراحة،  وجد رجلًا آخر أكثر شبابًا، فتح بابًا وانطلق ليركض الى جانب الرجل الأول، كان يرتدي ملابس غريبة غير ما يرتديه أهل مدينته. هزّ رأسه ليزيح الرؤية التي التصقت في قحفة رأسه. ولم يزل يبحث عن لحظة إمساكٍ بما هو فيه ليحدّد المسار. أغمض عينيه ثالثة، كاد يسقط حين اصطدم بحجرٍ صلدٍ بحجم الكف، وحين فتحمها، انفتحت ثلاثة أبوابٍ، خرج منها ثلاثة رجالٍ أخرين يغطّون وجوههم بقلنسواتٍ سود، يرتدون ملابسَ مختلفة عن الاثنين الآخرين. صاروا يلتحقون بالنسق الى جانب الاثنين، ويواصلون الركض بصمت مريب. تحامل على ألم إصبع إبهام قدمه، أخذ نفسًا عميقًا، ليستوعب المشهد الذي يرافقه، مندهشاً برؤيةٍ الظلال التي تتقاطع مع ظله.  قال مع نفسه، أنهم ربما متّفقون على ممارسة الرياضة، أو يقيمون مهرجانًا يمزج بين الأزياء القديمة والحديثة والمسابقات الرياضية. لكنه لم يشاهد جمهورًا، قال مع نفسه، هي كاميرات تصويرٍ للصحافة والإعلام. ركض سريعًا ليتأكّد من حدسه، ركضوا مثله.. أبطأ من لهاثه وصار يهرول، أبطأوا مثله، لا يتقدّمون عليه ولا يتأخّرون أكثر، يحافظون على المسافة التي كان فيها الرجل الأحدب أوّلهم.. يراهم لا ينظرون اليه، عيونهم مصوّبةً الى نقطةٍ بعيدةٍ في أفق بعيد.  رآهم يشكّلون فصيلًا عسكريًا لتأدية الاستعراض أمام القائد، يرفعون الأقدام بذات اللحظة التي ترتفع فيها الأرض به.

هزّ رأسه ليطرد ما يعتقده لحظة رهن التصديق من الكذب، ويتأكّد من أنه لا يحلم، وإن الذين يركضون على يمينه بشرٌ من لحمٍ ودم. وأن المصادفة وحدها هي التي ساقته الى أن يتواجد مع هؤلاء الذين بدا عليهم العمر، وقد أكل من حياتهم وطرًا. لذا كان يردّد مع نفسه، أن الأمر يستحقّ العناء والمواصلة، وأنه ماضٍ في تحقيق هدفه بالتخلّص من ألم الحياة والواقع بالركض، حتى تخرج من صدره كلّ خفافيش الألم كما يسمّيها.

اتخذ قرارًا.. أن يغمض عينيه مرّةً رابعةً ويرى ما يحصل. أسرع الخطى، رأى الصورة أمامه سوداء، يقطعها صوتًا يأتيه من خلفه يشبه صوت أبواب تنخلع من أساسها. انفتحت أربعة أبوابٍ تفكّ التصاق ظلفاتها، ويخرج أربعة رجالٍ بملابس منوّعةٍ ووجوهٍ مختلفةٍ وأطوالٍ غير متساوية. يركضون على ميسرته، وعيونهم مصوّبة بذات الاتجاه للرجال الذين يواصلون الركض على نسق الميمنة، ليحافظ النسقان على ذات الحركة وتوحّد صوت وقع الأقدام في أذنيه، فيما كان رأسه يزداد في داخله قرع طبولً وأصوات أناشيدٍ ودبكات وهوسات مهاويل، تأتيه من بعيد من خلف أبنية وشوارع وأزقة المدينة، معجونةً باختلاط أصواتٍ لم يفكّ رموزها، تزداد في سرعتها النارية، جعلته يصاب بالارتباك، فيما كانت الأسئلة تتحرك مع خطواته، لكنه لا يعثر على جوابٍ لها سوى القلق.. لم يجد قرارًا غير مواصلة الركض الى حيث لا يعلم، وليس بتفكيره جوابٌ واضح عن كيفية إنهاء دورة الشفاء من الألم والحيرة، ولا من الخيبة التي طاردته وتطارده منذ ذلك اليوم الذي قرّر فيه أن يفتح باب الاحتجاج على ما هو كائن في المدينة المخيفة. قرّر أن يخفّف من سرعة الركض ويراقب ما يراه على جانبيه. شاهد رجلًا يركض بسرعةٍ يأتي من اتجاهٍ مقابل له، ليقف على مبعدة زقاقين، ينظر إليه بعينين مخيفتين. فتح بذراعي ما يشبه الباب الواسع لتخرج له صور من نار. التفت بزاوية قائمة من جهت اليمين. ركض رجلٌ آخر ووقف على ذات المسافة وفتح ذراعيه، ليدفع بابًا تخرج منه ريحٌ صفراء. التفت الى الزاوية القائمة الأخرى، ركض رجلٌ آخر وفعل ما فعله الاثنان، فافتح بابٌ كاشفًا عن صراخِ نجدةٍ، وعويلٍ غاضب، وحركةِ متاريسٍ، وحبالٍ تتدلّى وأسواط تخرج منها نار تنّين يربض للفتك.

هزّ رأسه. ودار حول نفسه أكثر من خمس مرّات، أصابته بالدوار، حتى لم يعد يعرف أي السبيل سيسلكه. ركض بسرعةٍ كبيرةٍ بالاتجاه الذي أوقفه فيه لهاثه. هرب بإغماضة العينين، فدهمه الظلام المخيف بأشكالٍ تثير في نفسه الخوف. وأخذ صراخٌ يخرج من حنجرته، لا يعرف ماذا يحمل من كلمات. لم يعد يسمع حركة النسقين ولا كلامًا يخرج من صدور الذين خرجوا من الأبواب.

بمنطق السيطرة المرتعش، قرّر التوقّف ليتلقط الأنفاس.  فلا لياقة تعينه، شعر بتعبٍ في ربلة ساقيه، وثمة حشرجةٌ مجروحةٌ تنزل من أسفل بلعومه، حتى منتصف صدره. وحين تحرّك كانت  خطواته ثقيلةً، بطيئةً،  فلحق به النسقان الميمنة والميسرة. شعر بالخوف يزداد تواجده وكثافته في صدره، وبدأت الأصوات تزداد، تخرج من أبواب البيوت المطلّة على الشوارع، ذكّرته بالمطاردة التي حصلت بينه وبين مسلحين أرادوا خطفه. كان في حينها مشاركًا في مظاهرة مطالبًا بإعادة محاكمة التاريخ، كان صوته يلعلع فتأخذه الريح الى أبنيةٍ محفوفةٍ القوة، سيّجت نوافذها وفتحات سطوحها بالمتاريس والحديد ووّزع العسس على الزوايا المخفية. أشاروا له بهمس أفواهٍ ثعابين أن يغلق باب الهتاف، ليفتحوا له بابًا واسعًا من المرح الذي لا يحلم به. قال بصوتٍ وجده أكثر رصانة. إن الأبواب التي لا تفتح للراحة والطمأنينة لا معنى لما يأتي منها.. حينها كان الجسر الذي يقف فوق رقبته الأولى أكثر ضيقًا بالمتاريس. اندهش من كثرة الأبواب المقفلة التي تمنع وصول الصوت الى عقول الناس. كان يطرق بقوّةٍ ليصل صوته الى من معه. لكنه حين أراد أن يتلقط الأنفاس لم يجد أحدًا. ظلّ وحده فوق الجسر، وصوته يدور حوله ثم يعود بصدىً أخرسَ، تحمله غربانٌ تحوم، فيما تراجعت النوارس الى أسفل النهر، تخبّئ مناقيرها بماء النهر الناشف. لحظتها أراد أن يركض باتجاه الأبنية والدوائر والبيوت. صعد الى منتصف انحناءة الجسر، لحقته أشكالٌ غريبةٌ ترتدي ملابس متنوّعة، لها أطوالٌ مختلفة، تحوّلت الى غربانٍ جعلته يركض الى الانحناءة الثانية للجسر، تلاحقه مواسير حديدية، تعلن امتلاءها بالبارود، وثمة أصابع عديدة ستضغط على عتلات الاطلاق إذا لم يغلق باب فمه. لم يكن بعد قد شعر بالتراجع. وواصل الركض الى رقبة الجسر الأخرى، التفت الى الوراء لعلّ أحدًا يفزع له ويناصره، لم يجد سوى التراب على شكل عاصفةٍ تلاحقه، فتعمي الأبصار. لم يعد يرى أبواب الأبنية من أي اتّجاهٍ تكون، حملته الريح وحيدًا على حافّة جادّة شارعٍ، وجد نفسه محمولًا على قميصه الذي قدّ من كلّ الاتجاهات. فيما كانت ورقةٌ ملفوفةٌ مثل كيس بائع حبّ عباد الشمس، وضع فيها بارودًا وعود ثقاب.

**************************************************************************************

نصوص

عبد الحسين بريسم

١

عندما

ايقن العراقي بعراقيته

هزم الامبراطورية التي لا تغيب

عنها الشمس

جعل منها

- فاله ومكوار-

تنير الفضاء

قصائد

٢

فاكهة محرمة

وأشتهيك

 والعن بلادا

تذبح الوردة وتسكب الابريق

٣

قالت امي

من الباب للكوسر

فرج

دائما

تصدق امي

٤

صغيرة على برد الغبش

 والصبح

 لابد أن يستنشق انفاسك لتشرق

 شمس

٥

لا احد

فوق العراق

الا الشهداء

٦

انا راعي القطيع

اتبعك

فانت العشب

***********************************************************************************************

قصة قصيرة.. غبريال

محمد فيض خالد /القاهره

تَراهُ حِين يَنتزع خاتمه النّحاسي اللاَمع من جيبِ الصّديري ، يَنفخُ فيِه بقوٍة، ريَثما يغرقه من رغوةِ فمه، يغرسه في وجِه الَختَّامة ،ثم يَدسّه في الورقِة ، يَفركها في نَشوةٍ طَويلة ،يَتلاعب حَاجباه قليلا ، يُصرِّحُ بعدها في جرأٍة وهو يَفركُ كَفّه كَمتسولٍ عتيد :» الحلاوة يا حلاوة «، يَحكّ طَرف ذقنه المغبرة في استسلامٍ بعدما امسك بقروشِه يعدّها على مَهلٍ مُتلذّذا ،تغيمُ عينيه في ارتياحٍ وهو يُقلِّبُ بصره في الوجوهِ كَذئبٍ عَجوز “ غبريال « أو « أبو رؤوف ، دَلاَّل الجمعية الزراعية ، وقَيّاس الناحية الذي لا تُرد كلمته ،ولختمه الغلبة في كثيٍر من النِّزاعات التي تَنشب بيَن الفلاحين ، تَراه حِين يَرمي « قصبته» على الأرضِ يَتفصَّد جَبينه عَرقا، يجري خَلفها بخفٍة ومهارة كشاب في العشرين، قبل أن يلقي بيانه في اقتضابٍ محيّر، يجلس القرفصاء ، يُخرِج علبته الصَّفيح ، ينتزعُ ورقة البَفرة يحشوها بالتَّبغِ، يُمرِّر طَرف لسانهِ قبلَ أن يبرمها ثم يقدح عود الثقاب ،يُحلِّقِ ثَوانٍ بينَ سُحبِ الدُّخان الكثيفة المندفعة من فمهِ ومِنخريه في فوضى ،يغُمغمُ مَزهوا يَقبضُ يده ويبسطها في رِضا وسَكينة ،يُمرِّر طَرفَ منديله المحلاوي حولَ عُنقهِ الطَّويل ، يُصفِّقُ على كفيهِ في هِمةٍ مُتحَفزا ، ليقول :» يا عاطي الحقوق يا رب» ، حُكمه كالسَّيفِ مُسلط على الرِّقابِ، حتى لو كان العمدة وشيخ الخفر، هو الوحيد القادر على اسكات فوهات البنادق ،وإلجام العِصي المُشرعة في اهتياجٍ ورعونة ،وسَوق الخصمين سوقا نحو الصُّلح ، فغبريال يقولُ الحق ، ولا يُجامل ،وقصبته كفة ميزان لا تَخل.

هو من بَقيّ من تَركِِة البيه صَاحب الِعزبة بعد أن رَحلَ، لا يُعرف له أهلٌ ،لا ولد ولا زوجة ، لكّنه صديق الكُلّ ،تراه وهو يُمصمص شفتيه السُّود ساعة يَسحب رشفة الشاي ،قائلا في ونس :» معلمي ليشع أفندي برسوم مساح البندر ، هو من تنبأ بأني سأخلفه في الزمام « ، بيد أنَّه وعلى قَدرِ نباهتِه في الحساب ، ومعرفة حدود الزِّمام وفواصل أحواضه، بل ومساحة كلّ غيطٍ بالشِّبرِ والذراع، أُعطي كَفا شحيحا ، وبُخلا مقيتا ،لا يتوقف عن شكايِة زمانه وعن طلب المعونة ،حتَّى وإن كانت في كفِّ دقيق أو حفنة سكر أو حتى بصلة يابسة ،مشت أيام « غبريال» كأحسن ما يكون ، له فيها الحظوة والمكانة ، وقروشا يكنزها من هنا وهناك ،لكن فاته أن عجلة الحياة  لا تهدأ ،وأن قصبته واشباره ستضعف يوما ما ،فالحياة تمر مرور الساقية ، وتلك سنة الله في الَخلقِ.

صَحا صَاحبنا َيوما على ما رَوّع خَاطره ،هَبطَ على القَريةِ رِجال المِساحة ،وبأيديهم أجهزتهم الحديثة ، شَيءٌ من أفَعالِِ الأبَالسِة ، يأتي على حُقولِ الزِّمامِ في يَومٍ واحد ، تَقلَّصَ وجود « غبريال» وأشباهه من إرثِ الماضي، ليجد نفسه بعد أشهرٍ وقد أفَل نجمه، وتَلاشى ذِكره، يُطوِّفُ في مُكَابرةٍ على الحُقولِ، لكن الأرض لم تعد كالأرضِ ، تستسلم سَريعا للحُزن يجد فيه السلوى ، لم يعد يُضاحِك يُعابث كما كان، أصبح وله روحان تنازعانه ، يُخرِجُ جريده أمام البيت يبرده ويصقله ،يُسائله ويُضاحِكه حَتّى أصبح فعله موضع فكاهة، ودَاعي تندر ،عَاشَ في الآلامِ حِِينا وقَبل أن يَنقضي عَامه ، تَحنَّنت عليهِ أقداره ، فأرادت أن تكتب نهاية مأساته رأفةً لحاله ،مَاتَ « غبريال « في صَمتٍ ، وماتت لموتِه ذِكراه الحُلوة ، وطُويت مَع سِيرتهِ صفحة من تاريخِ الزِّمام ، وكَأنَّها انتُزعت مِن تَاريخِ الزَّمان.

***********************************************************************************************

ليلة موت الألف الثاني

للشاعر الراحل: مجيد الموسوي*

(  إلى أصدقائي الأقل حزنا )

الهزيع الأول

هكذا تغتسل اللحظة في البحر

و ينمو غسق آخر…

كيف انفتح الليل لنا الآن

و قادتنا  الخطى الخرساء :

لا ارض قطعناها وحيدين

و لا شعر كتبناه

و لا حب خدعنا ..

هكذا تغتسل اللحظة في موجتها الأولى

وينمو غسق آخر في حاشية الليل …

أفق يا نوح قد باغتنا الموج

و لما يكتمل فلكك !

من أسلمنا الليلة للتيه

و من أعطى لهذا الخشب الرملي لون الماء

من أسبل للريح شراعا و مجاذيف  .

و اغماضة نجم ،  و تراتيل ..

أفق يا نوح قد باغتنا الموج

و لما يكتمل فلكك

و الليل يسيل

كلما أدركنا فجر طويناه إلى آخر

نستقصيه يا نوح _  دنا فجر هزيل

رحل الأهل

ولم يبق على الرمل سوانا الآن يا نوح

و لم تكتمل الرحلة ، والفلك انخطاف و ذهول  !

إنها اللحظة إذ  تنفلت الريح إلى الهاوية الأخرى

و لا شيء سوى ظلك ينداح على الرمل  ،

و يمتد إلى حاشية الرمل قليلا

و يزول

الهزيع الثاني :

هكذا أيقظنا النجم

فالقينا ثياب الطين عن أجسادنا الهشة بيضاء

فهل يسترنا الموج ، و هل نلمح في ايماضة؟

نجما – فقدناه – من الدهشة و الشعر

و هل يمنحنا الرمل جذورا

مرة أخرى :

و هذي اللحظة الألف تشق البحر

و الريح التي تنفخ في أشرعة لم تكتمل بعد

و نحن المستريبون بما تصنع يا نوح …

فما أبعدنا الآن عن الحلم

و ما أبعد آرارات ….!

و الموج جبال تحمل الفلك و تلقيه إلى المجهول

كيف انفتح الليل لنا الآن – ولا ارض قطعناها

و لا شعر كتبناه ،  و لا حب خدعنا  -

إنها الهاوية الأخرى و قد باغتنا الموج

و لم يكتمل الفلك … فهل تملك يا نوح

سوى أن تتبع الريح ، وصوتا غامضا من آخر الكون

و نجما – قد فقدناه – من الدهشة و الشعر …

الهزيع الأخير : 

هكذا فاجأنا البحر

و صارت شهوة اللحظة جمرا في ضلوعك

و مضى الفلك إلى المجهول ..  لا شيء سوى صدرك

مكشوفا إلى الظلمة و الريح …

فهل تبلغ آرارات يا نوح ..!

و هذا التيه يدنيك إلى هاوية المجهول

و الموج الخرافي يغطيك و يرغو في قلوعك

إنها اللحظة ما بين زمانين :

انهيار الرمل

و الموج الذي باغتنا الليلة يا نوح

و لم يكتمل الفلك – فهل تحتمل الموت

و لا تخجل إذ تختلج الروح

و لا تساءل – أين الأرض

أو تصرخ :  يا ارض  ابلعي ماءك ..  يا ارض  !

و لا صوت سوى الموج الذي يهدر

و الجرح الذي ينزف من صدرك مكشوفا

فهل تبلغ آرارات  يا نوح

و هذا الموج يلقيك إلى الهاوية الأخرى وحيدا :

غير هذا القلق الشوكي في الروح

و هذا الالق الغامض في عينيك

و اللحظة ما بين زمانين :

انهيار الرمل

و الموج الخرافيّ …

فهل تبلغ آرارات يا نوح

و هل تبصر آرارات …

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*تنشر لأول مرة. توفي الشاعر في البصرة بتاريخ 27/ 1/ 2018.

*********************************************************************************************

الصفحة الثانية عشر

يتفقد مدارس سوق الشيوخ حدّاد يصلّح الرَحلات المتضررة مجانا

متابعة – طريق الشعب

منذ نحو عامين، يخصص الحداد حيدر عبد الصاحب، من محافظة ذي قار، يومين في الأسبوع لتصليح المقاعد الدراسية (الرحلات) المتضررة مجانا. إذ يغلق ورشته في هذين اليومين، ويتجه نحو المدارس الحكومية، حتى استطاع خلال عامين تصليح أكثر من 800 رحلة في 9 مدارس في قضاء سوق الشيوخ.

يقول عبد الصاحب في حديث صحفي، أنه يعمل بمفرده، ولا يتلقى أي دعم، مبينا أن “الكثيرين من أصدقائي شجعوني على مبادرتي، فبدأت أذهب إلى المدارس لتصليح رحلاتها مجانا”.

ويوضح أنه يبدأ عمله في المدارس صباحا، ثم يعود إلى منزله خلال فترة الغداء، ليستأنف عمله عصرا. 

من جانبه، يقول مدير “مدرسة البلاغة” في سوق الشيوخ، محمد محسن، ان الحداد عبد الصاحب، ورغم كونه من ذوي الدخل المحدود، إلا انه يقوم بهذه المبادرة بجهد شخصي، مبينا أن “عبد الصاحب تمكن من تصليح 70 رحلة قديمة في مدرستنا. وهو لا يقبل أي دعم مالي من المدرسة”.

*****************************************************************************************

يوميات

  • يقيم اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق بالتعاون مع الاتحاد العام للأدباء والكتاب، بعد غد السبت، مهرجان الفيلم السينمائي القصير.

وستعرض في المهرجان أفلام من إنجاز طلبة في كلية الفنون الجميلة.

ينطلق المهرجان في الساعة 9 مساء على قاعـــة الجواهـري في مقر اتحاد الأدباء بساحة الأندلس – بغداد.

*******************************************************************************************

استعدادت لمهرجان بغداد الدولي للمسرح

بغداد - طه رشيد

أفاد رئيس قسم المسارح في دائرة السينما والمسرح الفنان حاتم عودة، بأن دائرته بدأت استعداداتها الأولية لمهرجان بغداد الدولي للمسرح بنسخته الخامسة، الذي من المقرر أن يقام في الفترة من 10 إلى 18 تشرين الأول القادم على مسارح بغداد، تحت شعار “لأن المسرح يضيء الحياة”.

وذكر عودة لـ “طريق الشعب”، أن المهرجان سيقام بدعم من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وبرعاية وزارة الثقافة.

هذا وفتحت دائرة السينما والمسرح باب التقديم للمهرجان، أمام جميع الفرق المسرحية العراقية والعربية والأجنبية الراغبة في المشاركة في فعالياته. ودعتها إلى ملء استمارة يتم تحميلها من الرابط الالكتروني: https://2u.pw/RrD1Agm  وإعادة إرسالها عبر بريد الكتروني مدوّن على نسخة الاستمارة.

ونوّهت الدائرة إلى ان آخر موعد لتسلم طلبات المشاركة، هو 15 تموز القادم.

*********************************************************************************************

قراءات شعرية نسوية في اتحاد الأدباء

متابعة – طريق الشعب

أقام الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، أول أمس الثلاثاء، أمسية شعرية ضيّف فيها مجموعة من الشاعرات، وذلك في سياق فعاليات أسبوعه الأدبي.

وحضر الأمسية التي أقيمت على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، جمهور من الأدباء والمثقفين ومحبي الشعر. فيما أدارتها الشاعرة راوية الشاعر.  وافتتحت القراءات الشعرية الشاعرة ناهضة ستار بقصيدة عنوانها “مفاجأة مؤنثة” تلتها بأخرى تحمل عنوان “لا بأس بإيقاع لفرح متأخر”.  ثم قرأت الشاعرة آمنة محمود نصين، عنواناهما “لا شيء يستحق البكاء” و”حب كهذه البلاد”. أعقبتها الشاعرة نادية الكاتب بمجموعة من الومضات. وفيما قرأت الشاعرة آمنة عبد العزيز قصيدتين، هما “كنت أفكر” و”فوضوية فراشة”، اختتمت الشاعرة سمرقند الجابري القراءات بمختارات من قصائدها التي تمزج فيها الحب بالوطن والمرأة بالحياة.

*****************************************************************************************

في اتحاد الأدباء.. حكايات تراثية بغدادية وأخرى من نبض الموسيقى

متابعة – طريق الشعب

ضمن فعاليات أسبوعه الأدبي، شهد الاتحاد العام للأدباء والكتاب، الأحد الماضي، جلستين تراثيتين، أثارتا تفاعلا كبيرا من حاضريهما، أدباء ومثقفين ومهتمين في الشأن التراثي، من بغداد ومحافظات أخرى. 

وحملت الجلسة الأولى، التي احتضنتها قاعة الجواهري، عنوان «حكايات تراثية بغدادية»، وقد تحدث فيها الباحث في تاريخ «القصخون» ياسر العبيدي، وأدارها الشاعر عدنان الفضلي.

العبيدي، وبعد أن قدم الفضلي سيرتيه الذاتية والإبداعية، نوّه إلى أن غياب مواقع التواصل الاجتماعي والتلفزيون في الماضي، كان سببا رئيسا لشيوع الحكايات الشعبية وانتشارها في بغداد والمحافظات، مبينا أن لهذه الحكايات أثرا بالغا عند العائلة العراقية، وانها كانت تنتشر غالبا في المقاهي «إذ يستمع الناس إلى القصخون وهو يروي لهم حكايات عن أبي زيد الهلالي وعنترة بن شداد، بطريقة مشوقة تستقطب المئات من المستمعين».

وألقى العبيدي الضوء على العديد من الحكايات البغدادية الشهيرة، والعادات والتقاليد، والطقوس، مثل فوانيس رمضان وزينته، فضلا عن بعض اهتمامات البغداديين، مثل تربية الحمام «إذ لم يكن يخلو بيت بغدادي من أبراج الطيور».

من نبض الموسيقى

أما الجلسة الأخرى، وهي أيضا نظمت على قاعة الجواهري، فقد حملت عنوان «حكايات تراثية من نبض الموسيقى»، قدمها الفنان الموسيقي ستار الناصر.

وفي معرض حديثه، تطرق الناصر إلى رحلة الموسيقي الموصلي زرياب إلى الاندلس إبان العصر العباسي، مبينا أن زرياب كان معلما كبيرا في الموسيقى، وقت كانت بغداد منارة للعلم والحضارة، تشع ازدهارا وإبداعا وفنا.

ثم تحدث عن قارئ المقام العراقي الرائد محمد القبانجي، وعن طريقته الخاصة المميزة في أداء المقامات المتعارف عليها، الأمر الذي كان يساعده في تجديد تلك المقامات بشيء من الثقة والحذر، ومن ذلك تمكنه من شق مقام جديد حمل عنوان «مقام اللامي»، والذي لا يزال يؤديه مطربو المقام حتى اليوم. وأشار إلى أن الأخوين صالح وداود الكويتي، التحقا بالقبانجي وعملا معه، ولحنا له من بين ما لحنا، أغنية «كلبك صخر جلمود»، التي أعجبت بها وقتها المطربة أم كلثوم.

بعدها تحدث الناصر عن الملحن رياض السنباطي، وعن أهم ألحانه الوجدانية والدينية التي لا تزال تتجدد بتجدد الحياة والذائقة.

هذا وعزف الناصر على عوده، نماذج من الأغنيات التراثية الشهيرة. 

*********************************************************************************************

جمعية التشكيليين تدعو إلى معرض الشباب السنوي

متابعة – طريق الشعب

دعت جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، الفنانين الشباب من اعضائها المشاركين والعاملين، ومن كلا الجنسين، إلى المشاركة في معرض الشباب السنوي 2024، للرسم والخزف والنحت.

وأوضحت في بيان صحفي أنها فتحت باب استلام الأعمال من الفنانين الراغبين في المشاركة، والذي سيُغلق يوم 5 نيسان المقبل.

وأوردت الجمعية في بيانها جملة شروط للمشاركة في المعرض، منها

أن يكون العمل منجزا بين عامي 2023 و2024.

وأضافت انها تستقبل الأعمال في مقرها الكائن بالمنصور – مجاور معهد الفنون الجميلة للبنين.  

*******************************************************************************************

أما بعد.. مشوار الترجمة وثقافة الطفل

منى سعيد

منحتني الترجمة عن اللغة الألمانية مفتاحا للمعرفة وفتحت أمامي أبواب آفاق ثقافية شاسعة، لعل أبرزها في المحطات الأولى من حياتي المهنية حين عملت في الترجمة خلال ممارستي الصحفية الأولى في صحيفة “طريق الشعب”، ومن ثم تعييني بصفة مترجمة في دار ثقافة الأطفال بمساعدة زميل سابق في كلية الآداب، في ظرف عصيب جدا من العام 1979 أيام ملاحقة البعثيين لنا ..

وأتيحت لي أثناء عملي في ثقافة الأطفال زيارة مكتبة الطفل الكائنة مقابل حديقة الزوراء، لأفاجأ بكنز معرفي هائل عبارة عن مكتبة كاملة من كتب الأطفال باللغة الألمانية، كانت مهداة للمكتبة من معرض للكتاب أقامته سفارة ألمانيا الديمقراطية آنذاك .

وقتها لم يلتفت للكنز أحد بحسب معرفتي، ولذا وقفت أمام (مغارة علي بابا )مذهولة إزاء كم ونوعية الكتب .استعرت بعضا منها وباشرت بالترجمة والنشر في “مجلتي” و”المزمار” عبر موضوعات وقصص متنوعة، ومن ثم ترجمت 3 كتب أدبية وعلمية وتسلية.. ولعل الأبرز بينها كان ترجمتي لكتاب “ملون مثل قوس قزح” الذي تضمن قصصا قصيرة جدا تشبه الأفكار، لا يزيد حجم الواحدة منها على بضعة أسطر، حسبته فتحا أو لنقل نوعا جديدا في الكتابة للأطفال. ومما زاد من أهمية الكتاب رسوماته المائية الجميلة بريشة الفنان المبدع عبد الرحيم ياسر، الذي  نال بفضلها جائزة أفضل رسم لكتاب الطفل في مسابقة عربية بتونس.

أعود للترجمة وقد أنقذتني وعائلتي من الجوع أيام الحصار بعد العام 1991، عندما عملت مراسلة لصحيفة “الرأي” الأردنية، وتحتم عليّ إرسال ما لا يقل عن خمس صفحات جريدة شهريا من المواد السياسية المترجمة عن مجلة “ دير شبيغل” الألمانية الراقية لغويا ومعلوماتيا. وقد انقذني راتب المائة دينار أردني شهريا بالفعل من محنة الحصار، أنا التي لم يتجاوز راتبي أربعة آلاف عراقي..

مفتاح اللغة وتدربي على الكتابة للأطفال فتحا أمامي مغاليق معقدة في الغربة، حين تعذرت علي فرصة الحصول على عمل صحفي بعد مشاكل حدثت لي رغم استمراري بالعمل مترجمة في مجلات وصحف خليجية مختلفة، لتأمين مصاريف حياتي اليومية هناك وإرسال ما أمكن منها للأهل في أيام الحصار اللئيم..

عملي في دار ثقافة الأطفال لنحو خمس سنوات أتاح اختياري لمنصب مدير تحرير مجلة جديدة للأطفال في المؤسسة العربية للصحافة في أبوظبي باسم “أطفال اليوم”. صدرت المجلة شهريا بمعدل نحو مائة صفحة وكانت من المجلات الأفضل مبيعا بين مجلات المؤسسة، ولمدة خمس سنوات ، وحققت لي استقرارا ماديا ومعنويا، وقبلهما مكنتني من الاستعانة بجهود زميلاتي وزملائي من كتاب ورسامي مجلتي والمزمار لتزويد المجلة بنتاجاتهم وبالتالي حصولهم على مبالغ جيدة ساعدتهم في تخطي بعض سنوات الحصار العجاف.

مناسبة الحديث عن مشواري في ثقافة الأطفال ما أثاره الصحفي المخضرم الأستاذ كمال يلدا في برنامجه “ أضواء على العراق” بتناوله تجربة دار ثقافة الأطفال مسترجعا ذكرى أكثر من خمسين عاما على هذه المؤسسة التربوية الفذة عبر استذكار مؤسسيها والعاملين فيها من إداريين وكتاب وفنانين، مخصصا حلقة كاملة عن شهداء الدار بعد العام 1979، ثم مقارنته ذلك بما آلت اليه الأمور حاليا من وضع بائس في الإنتاج وتبعثر الكوادر الفنية والأدبية المتخصصة.

شكرا لكل من قدم شيئا للطفولة ولأحلامنا بمستقبل أفضل.

********************************************************************************************

لأول مرة في كربلاء.. نجاح زراعة «خبز النحل»

متابعة – طريق الشعب

أعلن مهندسون زراعيون في محافظة كربلاء، نجاحهم في زراعة نبات “خبز النحل” أو ما يسمى “ورد ماوي”، وذلك بتوجيه من دائرة مكافحة التصحر وبالتعاون مع دائرة الإرشاد والتدريب الزراعي.

وأظهرت مقاطع فيديو نشرتها وكالات أنباء، أسرابا من النحل وهي تسارع التوجه إلى حقل زُرع حديثا بـ “خبز النحل”. وقد اختار المهندسون منطقة “عرب ذياب” في ناحية الوند شمالي كربلاء، مكانا لتنفيذ مشروعهم الزراعي هذا.

ووفقا للمهندسين، فإن لهذا النبات فوائد كثيرة. إذ يتغذى عليه النحل خلال فصل الشتاء الذي تنحسر فيه الأزهار. كما أنه يدخل في استخدامات طبية، ويعتبر مصدر دخل قوي للفلاح.

يقول المهندس الزراعي محمد مهدي كاظم، في حديث صحفي، انه “تم تخصيص دونم لزراعة خبز النحل، الذي يعد من النباتات الطبية والعطرية، وله فوائد كثيرة”، مبينا أن “العراق يفتقر لوجود معمل لاستخلاص الزيوت من هذا النبات، لكنه يستطيع الاستفادة منه في الاستخدامات الطبية، كمعالجة التهابات الجهاز التنفسي، وفي تغذية النحل خلال الشتاء”.

ويوضح أن “الوقت الأمثل لزراعة خبز النحل يكون في شهر أيلول، وان النبات يزهر في الفترة من منتصف تشرين الثاني حتى حزيران، وهذه الفترة تشهد شحا في غذاء النحل”، لافتا إلى أن حقلهم متاح للباحثين والدارسين، وان بذور النبات يوزعونها مجانا على النحالين، لتشجيعهم على زراعتها على نطاق واسع.

وفيما يؤكد كاظم انهم يطمحون إلى توسعة المساحة المزروعة بخبز النحل، مع زراعة نباتات طبية أخرى، يرى أن الدونم الواحد من هذا النبات يغذي ما بين 80 إلى 100 خلية نحل، مبينا أن ناحية الوند تضم نحو 90 منحلا.