الصفحة الأولى

مراقبون: الأحزاب المتنفذة لن تسمح بتمريرها قبل ضمان مصالحها.. المالية النيابية: موازنة 2024  تقرب من 207 ترليونات دينار.. ولا تزال في أروقة الحكومة

بغداد ـ محمد التميمي

مثلما جرت العادة، لا تزال جداول موازنة العام 2024 في اروقة القصر الحكومي، بانتظار إجراء التعديلات النهائية وارسالها الى مجلس النواب لإقرارها.

فيما يعزو اقتصاديون ظاهرة تأخير الموازنات، سنويا، الى صفقات الفساد والمساومات وحرص المكاتب الاقتصادية للقوى المتنفذة، على ضمان تحقيق أكبر منفعة ومكتسبات، مشيرين إلى أن تأخر إقرارها قد يقود إلى فسخ عقود الشركات الكبرى مع الحكومة، كون تلك العقود متوقفة على إقرار الموازنة.

كان يفترض!

وأكدت اللجنة المالية النيابية ارتفاع حجم الموازنة العامة للبلاد الى 207 تريليونات دينار عراقي، موضحة أسباب تأخر وصول جداول الموازنة العامة إلى مجلس النواب، للمصادقة عليها.

وقال عضو اللجنة النيابية معين الكاظمي، إن «وزارتي المالية والتخطيط قد أنهيتا عملهما بخصوص جداول الموازنة، وكان من المفترض أن تُرسل التعديلات قبل نهاية عام 2023 الى البرلمان»، مضيفاً انه «في حال إرسال التعديلات ستقوم اللجنة المالية في مجلس النواب بمراجعتها ومن ثم عرضها على المجلس للمصادقة عليها».

وتابع قائلاً: إن «الموازنة المُقرة هي موازنة ثلاثية للأعوام 2023 و2024 و2025، ومن الطبيعي أن تُجرى على جداولها بعض التعديلات من قبل الحكومة، في ما يخص الأرقام التي ترى هناك ضرورة في تعديلها»، مشيرا الى تلك ان «التعديلات أدت إلى زيادة حجم الموازنة من 199 إلى 207 تريليونات دينار عراقي».

أمر غير مبرر

وحول موعد إرسال جداول موازنة 2024 للبرلمان، ردّ عضو اللجنة المالية النيابية جمال كوجر: «هذا السؤال وجهناه لوزيرة المالية، في جلستنا معها الاسبوع الماضي، وأجابت ان هناك نقاشا حولها لا يزال مستمراً، واستفسرنا حول إمكانية إرسالها في وقت قريب الى اللجنة، فكان الجواب مختصرا (لا)».

ويجهل كوجر أسباب التأخير، قائلا في تصريح لـ»طريق الشعب»: «لا نعلم ما اذا كان الامر يتعلق بالجداول ام ماذا، لأنه بحسب وزارة التخطيط فإن جداول 2024 و2025 أعدت وأرسلت مع جداول موازنة 2023»، مردفا «من الممكن ان تطرأ تغييرات تتعلق بأسعار النفط والموارد والمشاريع الجديدة، لكنها لا تأخذ كل هذا الوقت».

واكد كوجر انه ليس هناك «اي مبرر لتأخير ارسال جداول الموازنة، فالحكومة هي حكومة خدمات، واخذت على عاتقها تقديم خدمات وتشغيل المشاريع المتوقفة والمتلكئة، وهذا الامر يحتاج الى سيولة والسيولة يجب ان تتمتع بغطاء قانوني، وافضل غطاء قانوني هو الموازنة، لذلك اؤكد انه لا يوجد اي مبرر للتأخير».

ماذا عن الحسابات الختامية؟

من جهته، عزا الباحث في الشأن الاقتصادي، احمد عيد، هذه العرقلة والتأخير الى أسباب فنية وأخرى سياسية أدت إلى تأخر إرسال جداول موازنة هذا العام الى البرلمان، على الرغم من تشريع موازنة ثلاثية في العام الماضي».

وقال عيد في حديث مع «طريق الشعب»، إن تأخر الجداول مرتبط بأسباب فنية تتعلق بالتعديلات المالية والمتغيرات التي طرأت على الوضع المالي والاقتصادي المتمثل بأسعار النفط العالمية، والرسوم الجمركية وغيرها من القيود على حركة العمالة وحجم التجارة ورؤوس الأموال بالإضافة إلى مستويات الأسعار والسوق المحلية وحركة الاستثمار والرواتب.

وعن الأسباب السياسية قال إنها «تتعلق بالمساومات والمنافع الحزبية ومكاسب المكاتب الاقتصادية للأحزاب المتنفذة، التي تحاول تبويب مكاسبها ومشاريعها ضمن بنود الموازنة.

ونوّه الباحث في سياق حديثه بأن «الموازنة التي أقرت في شهر حزيران ٢٠٢٣ تأخر الشروع بتنفيذ بنودها بحدود أربعة أشهر بعد تشريعها، وهناك أموال كانت مخصصة للموازنة الاستثمارية، نضع أمامها علامات استفهام كبيرة حول مصيرها، في ظل عدم وجود حسابات ختامية لكل عام».

واكد عيد ان ذلك يعزز وجود الفساد وهدر الأموال في ظل ضعف العمل الرقابي والازدواجية في تطبيق القوانين «كلما أهملت الحسابات الختامية زادت الشكوك في وجود عمليات هدر وفساد».

وخلص عيد الى القول: ان هناك الكثير من «التعاملات والعقود مع شركات محلية ودولية متوقفة على اقرار الموازنة، وبالتالي فإن تأخر إرسال التخصيصات سيؤدي إلى فسخ العقود وخروج هذه الشركات من البلد، ما يكلف العراق خسائر كثيرة».

*************************************************************************************************

من دهولا الى النخيلة.. احتجاجات واسعة برغم التضييق والاعتقال

بغداد ـ طريق الشعب

من شمال البلاد إلى أقصى جنوبها، شهدت مدن البلاد المختلفة تظاهرات احتجاجية نددت بفشل المسؤولين الإداريين، والمطالبة بتوفير فرص العمل والخدمات، وصرف الرواتب المتأخرة، والكف عن تهميش مناطق تواجد الأقليات، برغم سوء الأحوال الجوية ومحاولات التضييق والمنع التي مارستها قوات الأمن، في محيط ميدان الاحتجاج. وتعرض المحتجون المطالبون بتوفير فرص العمل أمام مجلس محافظة واسط إلى الاعتداء من قبل قوات الأمن، بهدف تفريقهم.  وقال مراسل «طريق الشعب»، إن «القوات الأمنية اعتدت بالضرب على الخريجين المطالبين بالتعيين أمام مبنى المحافظة»، مشيرا إلى «سقوط جرحى وحالات اختناق بين المتظاهرين في الكوت واعتقال منسقي التظاهرات».  وجدد العشرات من المواطنين في ناحية المشرح جنوب شرق محافظة ميسان، تظاهراتهم للمطالبة بفرص عمل في الشركات النفطية وتوفير الخدمات لمناطقهم التي تشكو معظمها من تراجع الخدمات برغم جوارها لكبريات الشركات النفطية. وأشار مراسل «طريق الشعب» إلى أن الناحية شهدت تنظيم تظاهرتين: الأولى في مدخل ناحية المشرح، والثانية قرب جسر «غزيلة» الرابط بين ميسان والشركات النفطية والمنفذ الحدودي، للمطالبة بتوفير الخدمات وفرص العمل في الشركات النفطية، مبينا أن قوة أمنية مشتركة فضّت التظاهرة واعتقلت عددًا من المشاركين فيها بتهمة إغلاق الطريق أمام المواطنين الراغبين في الوصول إلى منفذ الشيب الحدودي والشركات النفطية.

******************************************************************************************

العراق يطمح إلى تجاوز الفلبين مجددا

متابعة ـ طريق الشعب

يطمح المنتخب الوطني العراقي بتحقيق الفوز على نظيرة الفلبيني اليوم الثلاثاء، في مباراة الإياب ضمن التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لنهائياتِ كأس آسيا 2027 وكأس العالم 2026، من أجل ضمان التأهل المبكر إلى الدور المقبل.

ويدرس الإسباني خيسوس كاساس، مدرب المنتخب العراقي، عدم إشراك المهاجم مهند علي «ميمي» في المباراة بسبب الأرضية الصعبة لملعب ريزال التذكاري، ذات العشب الاصطناعي؛ إذ تثير أرضية الملعب القلق لدى المدرب واللاعبين بسبب اختلاف طبيعتها عن الملاعب العشبية الطبيعية من حيث سرعة الكرة وارتدادها.

وأشارت مصادر صحفية إلى أن «هذه الأرضية الصلبة دفعت كاساس إلى التفكير جديًا بعدم إشراك المهاجم ميمي في المباراة حتى كاحتياطي وذلك بسبب تعرضه لإصابتين في الرباط الصليبي وهذه النوعية من الأرضيات تتسبب بإلحاق الأذى باللاعبين وتكرار إصاباتهم لا سيما الرباط الصليبي».

*********************************************************************************************

راصد الطريق.. «مجلس الخدمة يعلن فتح باب التعيين على ملاكات دوائر الدولة»

يغتبط المرء عندما يقرأ العنوان أعلاه .. لكن التفاصيل وللأسف تحبطه، ويا»فرحة الما دامت».

العنوان يبعث الأمل، فيما الخبر يؤكد المعروف: عمل مجلس الخدمة لا يتعدى تعيين فئة محددة وفقا لقرارات مجلس الوزراء، من المشمولين باحكام قانوني تشغيل حملة الشهادات العليا، والخريجين الأوائل.

مبدئيا لا اعترض على تعيين هذه الفئات وحصولها على فرص عمل. لكن هناك جوانب أخرى لهذا التمييز الايحابي. فالتدافع الذي نشهده اليوم على الدراسات العليا، وما يولده ويصاحبه من محسوبيات ومنسوبيات، ينال من رصانة التخصصات العليا والحاجة الفعلية اليها.

واضح أيضا ان التعيين لغير هذه الفئات، حتى بالعقود، متاح بالواسطات وبالرشى حتى كادت دوائر الدولة المدنية والعسكرية، تصبح في التوظيفات الأخيرة خصوصا، محصورة بمجاميع معينة، معروفة ومحسوبة على جهات متنفذة بعينها .

فكيف يجد المواطن العادي الذي لا واسطة له، ولا قوة مسلحة او سياسية نافذة تدعمه، ولا يمتلك «دفترا» يدفع منه، سبيله للوصول الى فرصة عمل في دوائر الدولة؟

***********************************************************************************************

الصفحة الثانية

مفاعل «نووي صفري» في العراق؟

بغداد ـ طريق الشعب

أثيرت قبل أيام، وخلال لقاء جمع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بالمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، رغبة العراق في مزاولة نشاطه السلمي في مجال الطاقة النووية، وهي رغبة ليست وليدة اليوم، بحسب خبراء ومعنيين، في الوقت الذي يطرحون فيه تساؤلات عن مواكبة التعليم العالي في العراق لهذه التوجهات.

المستشار السابق في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في العراق واليونسكو، محمد الربيعي، يرى ان العراق ومن خلال مناهجه التعليمية على مستوى التعليم العالي، إضافة الى تجاربه المختبرية، لا يواكب هذه التوجهات، والحديث في مثل هذا الموضوع يقتصر على الأغراض الإعلامية لا اكثر.

ويضيف الربيعي لـ”طريق الشعب”، ان “هذه التوجهات (اعتباطية) الغرض منها اعلامي، لا سيما اننا منذ اكثر من عقد ونحن نسمع عن رغبات من هذا القبيل”.

رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وخلال لقاء مع غروسي، قال إن “العراق كان من أوائل الدول التي سعت للانضمام للوكالة والالتزام بمعاهداتها، وعمل على إنشاء المفاعلات النووية للأغراض السلمية لقناعته بأن الطاقة النووية يجب أن تكون مصدراً للازدهار وليس لتطوير الأسلحة الفتاكة”.

********************************************************************************************

فرص العمل وتوفير الخدمات والرواتب.. أبرز المطالب.. من دهولا الى النخيلة.. احتجاجات واسعة برغم التضييق والاعتقال

بغداد ـ طريق الشعب

من شمال البلاد إلى أقصى جنوبها، شهدت مدن البلاد المختلفة تظاهرات احتجاجية نددت بفشل المسؤولين الإداريين، والمطالبة بتوفير فرص العمل والخدمات، وصرف الرواتب المتأخرة، والكف عن تهميش مناطق تواجد الأقليات، برغم سوء الأحوال الجوية ومحاولات التضييق والمنع التي مارستها قوات الأمن، في محيط ميدان الاحتجاج.

اعتداءات واعتقالات

وتعرض المحتجون المطالبون بتوفير فرص العمل أمام مجلس محافظة واسط إلى الاعتداء من قبل قوات الأمن، بهدف تفريقهم.

وقال مراسل “طريق الشعب”، إن “القوات الأمنية اعتدت بالضرب على الخريجين المطالبين بالتعيين أمام مبنى المحافظة”، مشيرا إلى “سقوط جرحى وحالات اختناق بين المتظاهرين في الكوت واعتقال منسقي التظاهرات”.

وجدد العشرات من المواطنين في ناحية المشرح جنوب شرق محافظة ميسان، تظاهراتهم للمطالبة بفرص عمل في الشركات النفطية وتوفير الخدمات لمناطقهم التي تشكو معظمها من تراجع الخدمات برغم جوارها لكبريات الشركات النفطية.

وأشار مراسل “طريق الشعب” إلى أن الناحية شهدت تنظيم تظاهرتين: الأولى في مدخل ناحية المشرح، والثانية قرب جسر “غزيلة” الرابط بين ميسان والشركات النفطية والمنفذ الحدودي، للمطالبة بتوفير الخدمات وفرص العمل في الشركات النفطية، مبينا أن قوة أمنية مشتركة فضّت التظاهرة واعتقلت عددًا من المشاركين فيها بتهمة إغلاق الطريق أمام المواطنين الراغبين في الوصول إلى منفذ الشيب الحدودي والشركات النفطية.

تنديد بالفشل الإداري

وتظاهر العشرات من المواطنين في قضاء الفهود شرقي محافظة ذي قار، مطالبين بتغيير المسؤولين المحليين في القضاء، احتجاجًا على تردي الخدمات.

(تقرير كامل عن القضاء في مكان اخر من الصفحة).

وتظاهر المئات من المواطنين من شرائح مختلفة أمام ديوان محافظة ذي قار للمطالبة بالمصادقة على محاضر توزيع قطع الأراضي السكنية التي تم توزيعها من قبل إدارة المحافظة السابقة، عليهم.

وقال أحد المتظاهرين، إن الجهات الحكومية تماطل في المصادقة على المحاضر برغم وعودها المتكررة بحسم هذا الملف، الأمر الذي دعاهم إلى التظاهر، ملوحين بالتصعيد الاحتجاجي والاعتصام المفتوح إذا لم يتم حسم الأمر.

مطالبات بالخدمات

ونظم العشرات من سكان حي الأساتذة في منطقة الطوبة والنخيلة بالبصرة، وقفة احتجاجية على تردي الخدمات، موجهين انتقادات كبيرة لعمل الشركة المنفذة لمشروع المنطقة.

وأفادوا بأنها ليست المرة الأولى التي يحتجون فيها على واقع الخدمات، لكنهم لاحظوا في الآونة الأخيرة ترديا ملحوظا في الخدمات.

وتظاهر العشرات من سكان منطقة “آل صلاب” الواقعة بين مدينة السماوة وقضاء الخضر أمام مبنى المحافظة، احتجاجا على تردي الخدمات في مناطقهم، مهددين بتنظيم اعتصام مفتوح، إذا لم تُلبَّ مطالبهم.

وأشاروا إلى أن مناطقهم تعاني منذ فترة طويلة من تردي الخدمات.

صرف الرواتب

وتظاهر العشرات من معلمي ومدرسي الدراسة الكردية أمام مديرية تربية كركوك، مطالبين الحكومة الاتحادية بإطلاق رواتبهم المتأخرة منذ أشهر.

وطالب المتظاهرون بنقل ملاكهم إلى وزارة التربية لضمان استمرارية صرف رواتبهم، داعين رئيس الوزراء ووزارة المالية الاتحادية إلى “توطين رواتبهم وضمان صرفها”.

وأشاروا إلى أن رواتبهم لم تُصرف للشهر الثاني على التوالي.

وأضرب موظفون في أكثر من 40 دائرة حكومية عن الدوام والعمل بسبب تأخر صرف رواتب الموظفين في كردستان لشهر شباط الماضي.

وشهدت شوارع السليمانية غيابا تاما لرجال المرور، ما أدى إلى مشاكل في عدد من التقاطعات الرئيسة، خاصة في تلك التي لا تحتوي على إشارات ضوئية.

واستأنف المعلمون المحتجون على تأخر صرف رواتبهم الشهرية تظاهراتهم في السليمانية، بينما حاولت القوات الأمنية منعهم من التظاهر قرب ضريح الرئيس العراقي الراحل جلال الطالباني.

ونظم العشرات من أصحاب محال سوق ‘البالة’ في أربيل وقفة احتجاجية في شارع 100، مطالبين بتعويضهم عن خسائر الحريق الذي التهم متاجرهم في 27 شباط الماضي.

وانتقد المتظاهرون عدم استجابة الجهات المسؤولة لمطالبهم، مؤكدين أن هناك 166 محلاً تضررت من الحريق، فيما بات أصحابها عاطلين عن العمل منذ شهر تقريبًا.

معلمو وطلبة سنجار

وأضرب الكادر التدريسي والطلبة في قرية “دهولا” بسنجار عن الدوام في جميع المدارس، احتجاجا على عدم تعيين المحاضرين المجانيين الأيزيديين.

واتهم المعلمون مديرية التربية بتعيين معلمين من مناطق أخرى وإهمال أهالي منطقتهم وتهميشها، مشيرين إلى أن الإضراب يأتي كخطوة احتجاجية ضد التهميش الذي تعرض له الخريجون والمحاضرون الأيزيديون في تعيينات التربية بعد إعلان الدرجات الوظيفية.

****************************************************************************************

أهالي الفهود يشكون من سوء الخدمات ويطالبون بإقالة القائمقام.. والأخير يلعن الأمطار!

بغداد – طريق الشعب

يشكو أبناء قضاء الفهود، في محافظة ذي قار، من سوء الخدمات وتأخر إنجاز المشاريع، فيما طالبوا، خلال تظاهرة نظمت مؤخرا، بإقالة القائمقام، الذي وصفوا ادراته للقضاء بـ”الفاشلة”.

ويقع قضاء الفهود جنوب شرقي محافظة ذي قار قرب الفرات، ويسكنه ما يقارب واحداً وتسعين ألف نسمة بحسب أحصاء العام 2009. ويُعد القضاء منطقة زراعية.

شكاوى من سوء الخدمات

يقول محمد الزركاني من أهالي القضاء، أنهم يعانون من سوء الخدمات وترديها منذ سنوات، “وبالرغم من احتجاجنا المستمر، لكن لم يصغ احد لمطالبنا”.

ويضيف الزركاني في حديث مع “طريق الشعب”، أنه لا توجد مياه صالحة للشرب، مرجعا أسباب تدهور واقع الخدمات في المحافظة إلى وجود “فساد ومحسوبية لدى المنظومة الحاكمة، بالإضافة إلى سوء الإدارة والتنظيم”.

ويتابع الزركاني حديثه بأن “أبناء القضاء تأثروا سلباً من الوضع الحالي، مما دفعهم إلى خروج في تظاهرات متعددة، آخرها كانت قبل أيام قليلة، حيث طالبوا بإقالة قائمقام القضاء الذي لم يروا منه أي جديد إيجابي منذ عشر سنوات”.

ويشير المتحدث الى ان “القائمقام يحتكر المنصب والسلطة، بينما لم يقدم أية خدمات ملموسة للمواطنين، ما يجعل المطالبة بتغييره أمرًا محقًّا وضروريًّا”، لافتا الى ان موجة الامطار الأخيرة نشرت غسيل المسؤولين الفاسدين في القضاء والمحافظة عموما.

لا مياه تصلح للشرب

حيدر ناصر، وهو أكاديمي من أبناء القضاء، يقول إن “القضاء يعاني من مشاكل خدمية كثيرة، ومن أبرزها غياب المياه الصالحة للشرب، ما تسبب في مشاكل صحية عديدة خاصة للأطفال”، مشيرا إلى أن “أقل كمية من الأمطار تدخل القضاء في حالة انذار: تفيض جميع المناطق، وخاصة الأحياء والقرى البعيدة، ما يعكس سوء عمل القائمين على إدارة القضاء والمشاريع”.

ويوضح ناصر لمراسل “طريق الشعب”، أن “أبناء القضاء قاموا بتنظيم تظاهرة أمس الاول الاحد، قطعوا خلالها طرقًا رئيسة في المدينة للمطالبة بإقالة قائمقام القضاء”، مشيرا الى ان حراكهم الاحتجاجي تطور الى احتكاك شديد مع القوات الأمنية، ما أسفر عن إصابة عدد من المواطنين.

ويؤكد أنه “لولا تدخل بعض العشائر وانسحاب المتظاهرين، لتفاقمت الأمور”.

ويشير ناصر الى ان سكان القضاء يرغبون في تسليم منصب القائمقامية الى شخصية مهنية لديها إرادة حقيقية في خدمة أبناء المنطقة.

الأمطار عرقلت المشاريع!

ويعزو قائمقام القضاء زكي حسين حنون سبب توقف العمل في المشاريع الخدمية إلى سقوط أمطار غزيرة، الامر الذي أثار استياء الأهالي ونظموا احتجاجات شعبية.

وقال حنون لمراسل “طريق الشعب”، أن “التخصيصات المالية للقضاء لا تكفي لشمول جميع الأحياء والقرى والأرياف بالخدمات الضرورية”، مبينا أن هناك عددا من المشاريع التي بدأت منذ عام لكنها تعاني من بعض النواقص. ولهذا تم العمل على مشاريع إضافية لحل هذه المشكلة.

وفي ما يتعلق بالمشاريع قيد الانشاء، يوضح حنون ان هناك أربعة مشاريع خاصة بالمجاري والصرف الصحي، وهي جزء من الخطة الاستراتيجية للعام ٢٠٢٢، وأن العمل فيها يشهد نسب انجاز جيدة.

**********************************************************************************************

تعزية

الرفيق العزيز عبد الكريم عبدالله بلال

( أبو سلام ) والعائلة الكريمة

نشاطركم الاحزان ولوعة فراق اخيكم ميثم  عبداالله بلال ، ونقدم لكم في هذه الخسارة المؤلمة  اصدق مشاعر المواساة والتعازي، راجين لكم الصبر والسلوان ، وللفقيد الراحل دوام الذكر الطيب .

 المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

٢٤-٣-٢٠٢٤

********************************************************************************************

الشخصية الوطنية والديمقراطية نوري عبد الرزاق .. وداعا

توفي اليوم الاثنين ٢٥ آذار ٢٠٢٤  في القاهرة، الشخصية الوطنية والديمقراطية نوري عبد الرزاق، سكرتير عام منظمة تضامن الشعوب الافريقية والاسيوية، عن عمر ناهز التاسعة والثمانين عاما، قضاها في العمل من اجل خير الشعب العراقي وشعوب البلدان العربية والعالم .

الفقيد نوري عبد الرزاق من عائلة وطنية مناضلة، قدمت الكثير من العطاء للحركة الوطنية العراقية، وعانت من أنظمة القمع والاستبداد. وانخرط الراحل في سن مبكر في صفوف حزبنا الشيوعي العراقي وتبوأ مواقع قيادية فيه.

عرف الفقيد بمساهماته ونضاله وعمله في صفوف الحركة الطلابية العراقية والعالمية، وفي حركة السلم العالمية، واسندت له مسؤوليات أساسية فيها، وكرّس حياته مناضلا من اجل السلام والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وحرية الشعوب واستقلالها .

في هذه المناسبة المؤلمة نتقدم بالتعازي الحارة الى عائلته ورفاق دربه وأصدقائه  في العراق وخارجه. للفقيد  دوام الذكر الطيب. 

 المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

٢٥-٣-٢٠٢٤

*************************************************************************************************

الصفحة الثالثة

حملات الترقيع تحوّل مدن العراق الى برك سباحة.. أمطار «vip» في مطار بغداد!

متابعة ـ طريق الشعب

تعرض الكثير من المناطق في أغلب المحافظات في مقدمتها العاصمة بغداد إلى الغرق، نتيجة لكميات الأمطار الكبيرة التي سقطت على مناطق البلاد، مساء امس الأول الأحد.

وانتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي توثق غرق المنازل والمحال التجارية والشركات، في عدة محافظات، وسط استنفار لكوادر البلديات.

لكن اللافت للنظر، كان دخول مياه الأمطار إلى صالات مطار بغداد الدولي، حيث تم تداول فيديوهات تصور المطر من سقوف صالات استقبال الوفود والشخصيات الرسمية في المطار.

وقررت 8 محافظات في العراق، تعطيل دوام المدارس أمس الاثنين، بسبب الأمطار الغزيرة.

من جانبها، أعلنت هيئة الأنواء الجوية أن “محطة بغداد المطرية سجلت 68،8 ملم كمية الأمطار المتساقطة لغاية الساعة التاسعة من مساء الاحد”.

سيناريو مكرر

ومنذ 21 عاما يعاد مشهد غرق شوارع المدن بمياه الأمطار، إذ لم تنجح الحكومات المتعاقبة في شبكات صرف صحي، تستوعب موجات الامطار.

ويبلغ عمر شبكات تصريف المياه في العراق “المجاري” عدة عقود، وبرغم مرور كل تلك المدة لم تشهد الشبكة تطويرا سوى بعض الترميمات البسيطة.

يشار إلى أن شبكة تصريف المياه التي يعتمد عليها العراق أنشئت في وقت لم تكن البلاد بهذه الكثافة السكانية.

وتتسبب موجات الغرق كل عام بتلف ممتلكات الكثير من العراقيين خصوصا في المناطق الشعبية الفقيرة. كما أنها تعتبر ثروة مهدورة لعدم وجود سدود تحجز مياه الأمطار في وقت بات العراق من أكثر البلدان معاناة من الجفاف صيفا.

تهالك البنى التحتية

ومع كل منخفض جوي تغرق شوارع المدن بالمياه، لعدم وجود أنظمة تصريف وتهالك البنى التحتية، ما يتسبب بمضاعفة خطر السيول والفيضانات المطرية.

وبالرغم من تخصيص مليارات الدنانير ما زالت المدن العراقية عرضة للجفاف والحر الخانق صيفا والسيول وغرق المدن شتاءً.

وانتقد مدونون على مواقع التواصل الاجتماعي إجراءات الحكومات المتعاقبة وعجزها عن إيجاد حلول لمعالجة الأزمة التي تتكرر كل عام.

مليارات مهدورة

وانتقد نشطاء عراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي عدم قدرة أجهزة الدولة على التعامل مع هذه الأمطار. وتداولوا صورا ومقاطع توضح حالة الشوارع والبيوت، وتأثر عدد من العائلات.

وتساءل عراقيون عن مصير المليارات التي صُرفت على مشاريع إنشاء وتأهيل شبكات الصرف الصحي في البلاد طيلة السنوات الماضية، داعين الحكومة للالتفات إلى المشاريع التي تخدم المواطن.

الجفاف والغرق

ويعاني العراق خلال السنوات الأخيرة من موجة جفاف شديدة ودرجات حرارة عالية تجاوزت 50 درجة مئوية خلال فصل الصيف.

وتسجل البلاد بشكل متتال تراجعا في منسوب نهري دجلة والفرات، خصوصا بسبب قلة الإيرادات الواصلة من تركيا وقطع إيران لبعض الروافد المائية، بالإضافة لزيادة الاستهلاك المائي بما يتخطى المساحات المقررة من السلطات.

ويمثل ملف المياه أحد أهم المشاكل الأساسية في العراق، إذ تزداد رقعة التصحر بشكل سنوي، بالتزامن مع جفاف مسطحات مائية ضخمة كان يعتمد عليها العراق مثل بحيرتي حمرين والرزازة.

العراق وتغير المناخ

ويُفسر التطرف في مناخ العراق بأنه من تداعيات تغيّر المناخ، حيث أن العراق يعد خامس أكثر دول العالم تضررا منها وفق الأمم المتحدة.

وذكرت المنظمة الأممية، أن تغير المناخ يعد من أكبر المخاطر التي تواجه العراق.

وفي تشرين الأول الماضي، قالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “فاو” وبرنامج الأغذية العالمي، إن العراق من أكثر دول العالم تأثرا بتغير المناخ، ما يستدعي الحاجة إلى مواجهة تبعات الأزمة.

وذكرت المنظمتان، أن العراق يعتبر من أكثر المناطق تأثرا بتداعيات تغير المناخ، ما يعني أن الزراعة في البلاد قد تكون عرضة لأجواء متطرفة صيفا وشتاء.

وحذر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك في أيلول/ سبتمبر الماضي، من أن ما يواجهه العراق من ارتفاع في درجات الحرارة وجفاف هو بمثابة “إنذار” للعالم أجمع، وإشارة إلى أن حقبة الغليان العالمي قد حلت.

سيول كارثية

والأسبوع الماضي، ضربت موجة سيول عنيفة محافظة دهوك العراقية في إقليم كردستان أقصى شمالي البلاد، إثر موجة الأمطار المتواصلة في المناطق الشمالية.

وأعلنت مديرية الدفاع المدني فقدان شخصين جراء الأمطار الغزيرة التي هطلت على المحافظة وتسببت بفيضانات. وذكر الدفاع المدني، أن عشرات المنازل غرقت في مدينة دهوك. كما أغلقت السيول والأمطار شوارع وأحياء كاملة في المدينة وضواحيها.

وطالب قائممقام قضاء مركز محافظة دهوك، إسماعيل محمد، السكان بعدم الخروج من بيوتهم إلا عند الضرورة.

وقال مسؤول إعلام المديرية المقدم بيوار عبد العزيز، إن “میاه السيول دخلت عددا من المنازل وسط مدينة دهوك”.

وأضاف أن الأمطار تسببت بوفاة شخصين كانا فقدا بوقت سابق، وتم العثور عليهما في نفق نزاركي الواقع على شارع بارزان الرئيس في المدينة.

وأكد تضرر أكثر من 30 منزلا من جراء السيول كحصيلة أولية، داعيا “سائقي السيارات والمواطنين القادمين من أربيل إلی دهوك بعدم المرور بشارع بارزان الرئيس بسبب السيول”.

************************************************************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

في ذكرى حرب العراق

تمر هذه الأيام الذكرى 21 للحرب التي شنتها الولايات المتحدة على العراق، محفزّة العديد من الكتاب للخوض في هذا الموضوع. ففي جريدة الواشنطن بوست نشر أريك توكر تقريراً عن اللقاء المنتظر بين رئيس الحكومة محمد شياع السوداني وبين الرئيس الأمريكي بايدن في البيت الأبيض يوم 15 نيسان القادم، أشار فيه إلى أن اللقاء يأتي في وقت تجري فيه الدولتان محادثات رسمية حول إنهاء مهمة التحالف العسكري في العراق، وأن الرجلين سيتشاوران بشأن مجموعة من القضايا، بما في ذلك الحرب ضد تنظيم داعش والإصلاحات المالية الجارية لتعزيز التنمية الاقتصادية.

أرضية متوترة

واعرب توكر عن اعتقاده بأن العلاقة بين الدولتين تمر في ظروف حساسة، جراء الهجمات التي تبادلتها القوات الأمريكية مع فصائل عسكرية عراقية، والتي من المتوقع أن تطلب واشنطن من بغداد بذل المزيد من الجهد لمنع وقوعها. كما ستسعى واشنطن، وفق رأي توكر، إلى ممارسة ضغوط مالية على علاقة بغداد بطهران، وتقييد وصول العراق إلى دولاراته في محاولة للقضاء على غسيل الأموال.

قارع طبول الحرب

ولصحيفة (أستراليا المستقلة) كتب بينوي كامبارك مقالاً حول الدور الخطير والإجرامي الذي لعبه رئيس الوزراء الأسبق جون هوارد، في الدفع باتجاه غزو العراق، تملقاً واسترضاءً للبيت الأبيض وبشكل مثير للسخرية.

وأشار الكاتب إلى أن رفع السرية عن 240 وثيقة، قد أظهر بوضوح أن أستراليا لم تك سوى الملحق المطيع للامبراطورية، حيث أُبلغت كامبرا بأن الهدفين اللذين حددتهما واشنطن من هذه الحرب، كانا تغيير النظام، ومنع بغداد من استخدام أسلحة الدمار الشامل. ورغم أن أستراليا وافقت على الهدف الثاني وترددت في قبول الأول، الاّ أنها أقرت فيما بعد به، واعتبرته نتيجة مرغوبة وحتمية للعمل العسكري.

وفضح المقال مجموعة من المتناقضات التي تدحض ادعاءات الحكومة الأسترالية بأنها سلكت القوانين المرعية في البلاد، في اتخاذ قرارالمساهمة في الحرب. فبينما كان وزير الدفاع روبرت هيل قد حدد في 10 كانون الثاني العام 2003، الحاجة إلى نشر جنود من قوات الدفاع الأسترالية في غضون شهر تماماً مثلما طلبت منه القيادة المركزية الأمريكية، كان التعهد الذي قطعه رئيس الوزراء على نفسه بعدم القيام بأي تحرك عسكري قبل مناقشته في مجلس الوزراء ساري المفعول. وكذب هوارد ثانية، حسب المقال، حين أبلغ الحاكم العام بأن إشتراك البلاد في قرار غزو العراق لا ضرورة له، أو حين أعلن بأن لديه تفويضاً من مجلس الوزراء للمشاركة في الغزو، دون أن يكون المجلس قد ناقش الأمر في يوم ما.

الإصرار على العدوان

ولصحيفة (ديلي مونتانان) كتبت جنيفر شوت مقالاً حول الصراع الدائر في مجلس النواب الأمريكي حول تمرير قرار مجلس الشيوخ القاضي بإلغاء تراخيص استخدام القوة العسكرية، والذي اتخذ في التسعينيات واستخدم لإضفاء المشروعية على الحرب في العراق.

وبينت الكاتبة بأن تفويضات استخدام القوة العسكرية، أصبحت الطريقة الأكثر شيوعًا للكونغرس لتفويض متى وأين يمكن للرئيس كقائد أعلى للقوات المسلحة إرسال القوات الأمريكية إلى الصراع، أو الانخراط في هجمات لم تتم مناقشتها والموافقة عليها من قبل المشرعين. ورغم الموافقة المبدأية لأكثر من 70 نائباً، فإن للجنة الشؤون الخارجية بالمجلس نهجاً مختلفاً عما هو موجود في مشروع القانون الذي أقره مجلس الشيوخ.

ويتذرع هؤلاء بالحاجة للتفويض لكي يتمكنوا من مكافحة المنظمات الإرهابية، دون أن يحددوا تعريفاً واضحاً لهذة المنظمات، ودون ان يصدروا تشريعاً خاصاً مثلاً بذلك، فيما يسعون للاستفادة مما يجري في الشرق الأوسط لعرقلة قرار إلغاء التفويض. وأشارت الكاتبة إلى أن التراجع عن القرارات المتعلقة بالعراق يبدو بمثابة مسرحية سياسية لا أكثر، لأن الرئيس عبّر أكثر من مرة بأنه سيستخدم القوة دون أن ينتظر دعم الكونغرس.

********************************************************************************************

أفكار من أوراق اليسار.. بطاقات للعيد التسعين(2)

إبراهيم إسماعيل

نعود ثانية اليوم، للفتى الذي لا يشيخ، للحزب في عيده التسعين، لنستعيد دروس الماضي ومحطاته المشرقة، لا في مسعى للتمجيد، رغم أنها أهل لهذا، ولكن لنقف في محرابها تلامذة وعشاقا، ولنتعرف على أسرار هذه الفتوة التي استعصت على صعاب السنين، والتي مكّنته من أن يُبقي جوهر سياسته وشعاراته ضاجة بالحيوية في أغلب مفاصلها، وأن يطّور ما تقادم منها ويقيّم الهفوات ويتعلم من دروسها.

في المحطات الأولى،  كان سر الفتوة الأبرز إنتقاء شعار “وطن حرّ وشعب سعيد” ليعكس هوية الحزب، لأنه جمع ببساطة بين الأهداف الوطنية العامة، المتمثلة في النضال لتحقيق الإستقلال وحماية السيادة والدفاع عن مصالح البلاد التي لا يعلو عليها شيء، وبين الأهداف الطبقية لأغلبية العراقيين من العمال والفلاحين وجموع الكادحين وشغيلة اليد والفكر الذين يتوقون للسعادة، للحرية والعدالة الاجتماعية.

وقد تجسّد هذا الشعار في كفاح الرفاق الأوائل ضد الإنكليز ومن أجل التحرر قبل أن يكونوا شيوعيين، ثم - وكما قالها فهد – راحوا يشعرون بمسؤولية أكبر تجاه العراق حين صاروا شيوعيين. ومن أجل هذا الجمع ذاته، تصدّرت بيان التأسيس مهمتان (لا نريد أية قاعدة حربية للإنكليز، وتغيير اتفاقية النفط لتكون لصالحنا)، إلى جانب مهمتيّ (توزيع الاراضي على الفلاحين، وسن قانون حماية العمال).

وارتكازاً على هذا الجمع، جاء نضال الحزب، من أجل التحرر من الإمبريالية ودحر الهتلرية والتصدى لحلف بغداد واسقاطه وتحرير الثروات الوطنية والخلاص من الهيمنة الإستعمارية، متزامناً مع قيادته لعشرات الإضرابات العمالية في الميناء والسكك ومعامل الطحين والسكائر والاحذية وكاورباغي وكي 3 و الزيوت و غيرها، والعديد من الإنتفاضات الفلاحية في سوق الشيوخ والبصرة والحي والموصل والعمارة والشيخان و دزه ئي والشامية والديوانية وفي مناطق متفرقة فيما بعد.

وتجلى هذا الترابط بين ما هو وطني وما هو طبقي، طيلة سنوات النضال لإسقاط الدكتاتورية. ففي الثمانينيات رفع الحزب شعاره الشهير لا للحرب، لا للدكتاتورية، ولم يقع في أوهام ثنائيات، كانت تشترط تواصل الحرب حتى سقوط الدكتاتورية أو كانت تريد مهادنة النظام وربما الاصطفاف معه. ثم رفض إسقاطها بحرب خارجية وقاطع كل نشاط معارض يكان يستهدف شرعنة التدخل وتحويل الصراع الاجتماعي والنضال الوطني إلى صراعات قومية وطائفية، واعتبر مهمة إسقاط الدكتاتورية، قضية عراقية يجب أن ينجزها العراقيون بأيديهم. وإجتهد الحزب لاحقاً في المشاركة في العملية السياسية، معتبراً إياها شكلاً نضالياً لإستعادة السيادة، فرضته وقائع الخلل الجليّ في ميزان القوى بين الشعب والاحتلال وتفاقم الإستقطابات الطائفية والقومية. ودرءًا لمخاطر السير في حقل الإلغام هذا، والتي تفاقمت وسببت تضحيات غير قليلة، طرح الحزب مشروعه الوطني الديمقراطي ودعا كل القوى الحريصة على حرية البلاد ومستقبلها إلى التجاوب معه لإنهاء الاحتلال واستعادة السيادة الكاملة وتغليب مصالح الوطن والشعب العليا واعلاء مبدأ المواطنة وإعادة بناء الدولة العراقية على أسس دستورية ديمقراطية اتحادية وتحقيق تنمية اجتماعية – اقتصادية.

منذ التأسيس وتجاوباً مع هذا الشعار، بادر الناس في كل بقاع العراق، لبناء منظمات للحزب، موحدة وديمقراطية وفي صراع لا يلين مع الإستبداد، منظمات تثق بكادحي شعبنا ومضطهديه، ومدافعة عنيدة عن حقوقهم في التنظيم والحرية وعن التوزيع العادل للثروة، منظمات ينشط في صفوفها نساء ورجال من كل الأطياف والفئات والطبقات الاجتماعية. وبالمقابل، بادر الشعب لرفد الحزب بدماء جديدة، كلما نجح الشقاة المستبدون، المدججون بسلاح إمبريالي غاشم، في الإضرار بتنظيماته، فبُنيت منظمات أقوى عوداً وأشد حماسة، حتى من تلك التي استشهدت.

*************************************************************************************************

الصفحة الرابعة

اتحاد نقابات عمال العراق يشكو استجابات خجولة لمناشداته المتكررة.. «طريق الشعب» تدخل معامل النهروان: أطفال ونساء لم يغادروا يوما جحيم «الكورة»

بغداد ـ طريق الشعب

بثياب متهرئة، يتحرك الأطفال بسرعة كبيرة لنقل الطابوق ورصفه بعد خروجه من المعمل. لم يذُق هؤلاء الذين لا تتجاوز أعمارهم عشر سنوات طعمَ الطفولة، بل أن قسوة الحياة وظروف العيش دفعت بهم وبأهاليهم الى تلك النيران، ليجدوا أنفسهم أمام مهمة تحتاج الى قوة جسدية وطاقة تحمل عالية. هكذا هم يحاولون الصمود، وسط الدخان وأكوام النفايات والاكواخ التي يعيشون بها.

كانت جريدة «طريق الشعب»، قد وثقت ذلك المشهد خلال جولة ميدانية لمراسلها داخل معامل الطابوق في منطقة النهروان، رفقة أعضاء من اتحاد نقابات العمال، لرصد الانتهاكات التي تطال الطبقة العاملة، وتوعية العمال بحقوقهم وواجباتهم، بالإضافة الى توثيق حالات الانتهاك التي تطال الأطفال، ونقل طموح العمال بالحصول على استحقاقات مادية ومعنوية، تمكنهم من ديمومة العمل المضمون بقانون يحمي حقوقهم.

عند الدخول لمنطقة النهروان، سيكون أول مشهد يسحب نظرك اليه هو أعمدة الدخان الأسود المتصاعدة من معامل الطابوق.

ووفقا لوزارة البيئة، فان النهروان تضم أكثر من 360 معملاً لإنتاج الطوب. فيما تشير أرقام أخرى الى وجود 800 معمل.

عائلة كاملة تعمل بـ30 ألفا

وتحدث مهدي البالغ من العمر 8 أعوام لـ «طريق الشعب» عن عمله في أحد معامل الطابوق، وهو ينظر إلى يديه الصغيرتين التي تحولتا إلى اللون الأسود بفعل العمل هو وأخوانه على تنظيف الفرن، بعد الانتهاء من انتاج كل وجبة طابوق.

ويشير مهدي الى أن والديه أيضًا يمارسان العمل عينه، وبأجر لا يتجاوز ٣٥٠ الف دينار شهريا لجميع أفراد عائلته.

يبدو مهدي وأخوته الذين يصغرونه عمرا لا يعرفون شيئا عن الدراسة والمدرسة ولا الترفيه، كل ما يهمهم هو تنظيف أرض الأفران والذهاب الى الأكواخ المتهالكة التي يعيشون بها، من أجل الراحة.

وبعد التجول بين أماكن سكنهم القريبة من أفران الطابوق، وبجوارهم تتراكم النفايات، وجدنا ثلاث فتيات يجلسن بجوار جدار الفرن على بعد مترين من باب منزلهن. تقول إحداهن: إنها انتهت من عملها منذ ساعة، وهي جالسة لتستريح مع أخواتها.

يبدأ عمل هؤلاء الفتيات من الساعة 12 ليلاً وحتى التاسعة صباحاً، في شهر رمضان.

أطفال لا يعرفون معنىً للطفولة

تقول الطفلة شفاء لمراسل «طريق الشعب»، إنها تعمل مع والديها في صناعة الطابوق، ومهمتها تتمثل بتعبئة القوالب، ويكون العمل بمدى ساعتين متواصلتين، وبعدهما تكون لديها استراحة لساعتين أيضا.

شفاء وشقيقاتها وبقية اقرانهم من الأطفال، يتلقون أجورا ضئيلة، ولا يعرفون شيئاً عن الطفولة واللعب. فلم تتقبل شقيقة شفاء أن تأخذ لعبة الدمية، لأنها تجهل ماذا تفعل بها!

إجراءات السلامة

ما يلاحظ في تلك المعامل، أن إجراءات السلامة المهنية للعمال، أطفالًا أو نساءً أو رجالًا، لا وجود لها؛ حيث تعمل النساء وهن يرتدين العباءة العراقية. بينما يرتدي الأطفال ملابس متهرئة، ما يعرضهم لخطر الاحتراق والاصابة بجروح خطرة.

يقول أحمد، وهو أحد العمال، وجدناه مستلقيا على مسطح مصنوع من الإسمنت في غرفة الصيدلية، بسبب إصابته في قدمه قبل أسبوعين، إنه قدم من محافظة ديالى للعمل في معامل الطابوق «العمل شحيح جدا في المحافظة».

ويضيف أحمد لـ»طريق الشعب»، أنه لا يستطيع أخذ إجازة من العمل حتى لو كان مصاباً، خوفاً من أن يُطرده صاحب المعمل أو يستقطع راتبه. لذا يضطر للتوجه إلى الصيدلية خلال كل استراحة لتلقي العلاج اللازم (اخذ المغذي)، بحسب نصيحة الصيدلاني الذي يتلقى العلاج عنده.

ويشير الى أنه منذ سنوات يعمل في معامل الطابوق، «العديد من الأشخاص وُلدوا ونشأوا في هذه البيئة، فوجدوا أنفسهم وسط تلك المعامل التي لم يغادروها يوما».

ويلفت أحمد الى أن «صناعة الطابوق تشهد تراجعاً بسبب ارتفاع أسعار المواد الأولية وارتفاع أسعار الوقود، إضافة إلى دخول الطابوق المستورد الذي ينافس الطابوق المحلي».

ويأمل أحمد ورفاقه من العاملين أن يكون هناك تدخل للجهات المعنية بفرض أجور عمل تناسب ما يقدمونه من خدمات «نشعر بأننا مهمشون لكثرة المناشدات والاحتجاجات التي نظمناها، و لم يسمعنا احد».

وينبه العامل أحمد الى ان أرباب يستغلون حاجة الشباب للأجر، ما يجعلهم يتمادون على حقوقهم ويستغلونهم بأبشع الصور «غالبيتنا نعمل دون ضمانات اجتماعية او صحية».

بدوره، يقول حسين محمود، صاحب معمل، إن «الحكومة لا تدعم معاملنا»، مضيفاً أنها تحرص على أخذ الضرائب من أصحاب العمل، مثل ضريبة المقالع، ومبالغ الضمان الاجتماعي للعمال، والرسومات، لكنها لا تقدم أي دعم لنا.

 ويضيف، أن «المنطقة بحاجة إلى شوارع ومركز صحي وخدمات، بينما لا تعمل الدولة على توفيرها».

إهمال حكومي

تقول عضو المكتب التنفيذي في اتحاد نقابات عمال العراق، كوريا رياح: إن «واقع العامل العراقي يتراجع بشكل كبير في ظل تدهور الواقع الصناعي وتدمير البنى التحتية للمصانع والمعامل وغياب شبه تام للمحفزات التي تدعم القطاع الخاص وتشجع الشباب على العمل»، مؤكدة ان «العمال ما زالوا يبحثون عن قوانين تنصف مجهودهم وترفع الحيف عنهم».

وتضيف رياح في حديث مع «طريق الشعب»، ان «هذه الجولة رقم 12 التي ينظمها الاتحاد لزيارة معامل الطابوق، من أجل تقديم المساعدات الغذائية والطبية وتوعيتهم بحقوقهم، ونقل مطالبهم الى الجهات المعنية».

وتشير إلى أن «اغلب العمال في تلك المعامل يعانون سوء التغذية والإرهاق، ويُجبرون على العمل لساعات طويلة تتجاوز الـ 12 ساعة بأجور بخسة جداً».

وتلفت الى أن هناك غيابا تاما لإجراءات السلامة المهنية، وتحديداً تلك التي تحمي الأطفال والنساء الذين يعملون في أعمال خطرة للغاية، مشيرة الى أن بعض الاصابات تصل بضحاياها الى الوفاة، وهذا ما حصل لفتاة صغيرة، سقطت داخل احد افران الطابوق، بالإضافة الى وجود حالات حروق وامراض جلدية نتيجة لعدم وجود ماء صالح للشرب.

استجابة خجولة لمناشدات الاتحاد

وتؤشر المتحدثة النقابية تجاهلا ولا مبالاة لدى وزارة العمل في التعاطي مع عمال معامل الطابوق، الذين قدموا اليها الكثير من الشكاوى، لكنهم لم يلقوا ردودا مناسبة، مؤكدة ان الاتحاد قدم الكثير من الشكاوى الى رئيس الوزراء، والى وزارة البيئة، وقد تمت الاستجابة لها بصورة محدودة من قبل الطرفين.

وتتابع بالقول، «كثيرا من العمال الذين تلتقيهم لجان وزارة العمل والشؤون الاجتماعية يتلقون نصائح بالتقديم على الرعاية الاجتماعية وليس الضمان الاجتماعي، مبررين ذلك بأن راتب الرعاية يستحصل بصورة أسرع»، وهذا ما تعدّه رياح «أسلوبا لحماية الانتهاكات التي يمارسها أصحاب المعامل».

وتدعو رياح إلى تحرك فوري لإنقاذ العمّال وتحسين ظروفهم المعيشية، مؤكدة أن صمت المسؤولين يخلق مشكلات أعقد.

*************************************************************************************************

وقفة اقتصادية.. ظاهرة الدولرة  في الاقتصاد العراقي

 إبراهيم المشهداني

تعد ظاهرة الدولرة في الاقتصادات النامية والعراق من ضمنها، من الظواهر الاقتصادية المهمة في حال حدوث الأزمات وتراجع الأداء الاقتصادي والظروف التي تتعاظم فيها معدلات التضخم وكذلك نتيجة للتحرر المالي وفتح الأسواق لتدفق رؤوس الأموال الأجنبية مما سمح بالتداول جنبا إلى جنب مع العملة المحلية لتؤدي ذات الوظائف.

في العراق لا يمكن للصناعة أن تنمو وتتطور على نظام الاقتصاد المفتوح باتباع نظام الخصخصة وانفتاح الاقتصاد الذي تبناه عدد من الاقتصاديين العراقيين تحت ما يسمى باللبرالية الجديدة أو العولمة الاقتصادية او ما يدعوه البعض بالرأسمالية المنفلتة أو الجامحة أو ما تسمى في بعض الأدبيات بالرأسمالية المتوحشة،  وأنه  لا توجد دولة واحدة في العالم النامي اعتمدت ما يسمى بالاقتصاد المفتوح واستطاعت من خلاله أن تطور اقتصادها وتنميه، انما كان العكس تماما وفي جميع الدول النامية التي سارت بهذا التوجه منذ سبعينيات القرن الماضي وحتى يومنا هذا سواء كان مسارها هذا طوعا لاقتناعها بهذا النهج الاقتصادي أو قسرا تحت ضغط الولايات المتحدة مباشرة أو من خلال المؤسسات الدولية التي تمثل آلة الضغط مثل صندوق النقد الدولي او البنك الدولي او منظمة التجارة العالمية .

ويتضح بجلاء دور الليبرالية الجديدة في الدول الصناعية في تقسيم غير عادل للثروة فقد ازداد الفقراء فقرا والأغنياء غنى، وانتهت مرحلة ما تعرف بدولة الرفاهية ولم تكن الزيادات الأسطورية في ثروات الأفراد والمؤسسات نتيجة لتطور القطاعات الاقتصادية كالصناعة والزراعة وانما من خلال المضاربات والاستثمار في المؤسسات المالية كالبنوك وشركات التأمين وإعادة التأمين والبورصات والأسواق المالية والنقدية المختلفة.

  ومن المعلوم أن استخدام الدولار في التعامل المحلي في العراق  بدأ بالتغير في النصف الثاني من عقد الثمانينيات مع تزايد انخفاض قيمة العملة المحلية (الدينار ) وظهور بوادر التضخم السريع في الاقتصاد العراقي نتيجة للحرب العراقية الإيرانية وتأثيره  على استنزاف الموارد المالية  الجارية  وأرصدة الاحتياطات المالية من العملة الأجنبية،  وهو ما سبب في انخفاض سعر صرف الدينار العراقي من0.306 دينار لكل دولار في عام 1980 إلى 707 في عام 1990  لتبدأ الدولرة الجزئية في الظهور في الاقتصاد العراقي  بعد التحول الجزئي إلى القطاع الخاص للمساهمة في التجارة الخارجية عبر الاستيراد بدون تحويل خارجي،  وبعد عام 2003 شهدت الموازنة العامة عجزا مخططا وبشكل متزايد  ومستمر ومن أسباب ذلك هيمنة القطاع النفطي على الاقتصاد العراقي والاعتماد الرئيسي على الإيرادات النفطية في تمويل النفقات العامة ما يجعلها رهينة لتقلبات الأسعار النفطية العالمية يرافق ذلك جمود النظام الضريبي وانخفاض مساهمته في تمويل النفقات العامة  ومنذ عام 2018 سجل معدل الدولرة 13.5 في المائة والعجز الكلي 10.2 في المائة وهو ما يبين شكل العلاقة الطردية بين معدلات الدولرة  والعجز الكلي كنسبة من النتاج المحلي الإجمالي، وفي العام ذاته بلغت نسبة الدين العام الخارجي 19.3 من الناتج المحلي الإجمالي.

وبناء على هذه التحولات في مستوى تأثير الدولرة يأتي دور البنك المركزي في إعادة التوازن بين قيمة الدولار وقيمة الدينار، لهذا توجه البنك المذكور للتنسيق مع وزارة الخزانة الأمريكية والبنك الفيدرالي الأمريكي لضبط قواعد التحويلات الالكترونية بالدولار من قبل الجهاز المصرفي العراقي، وفي هذا المجال يدلي المسؤولون الأمريكان في تصريح لصحيفة وول ستريت جورنال أن الارتفاع في سعر الدولار لم يكن بسبب الإجراءات الجديدة تجاه العديد من المصارف الأهلية في العراق وانما بسبب التدقيق المالي في المعاملات الدولارية.

ولا يختلف خبراء الاقتصاد في العراق أن السبب الرئيسي في تعاظم هيمنة الظاهرة الدولارية في العراق يرجع إلى انكشاف الاقتصاد العراقي إزاء الأسواق العالمية من خلال تعاظم ظاهرة الاستيراد لكافة انوع البضائع بالدولار إضافة إلى سوء السياسات المالية والنقدية، وبناء عليه فان أولى المعالجات لتفادي هذه الظاهرة يكمن في توسيع قطاعات الإنتاج وتطويرها وتقليص عمليات الاستيراد الخارجي لتحقيق الاكتفاء الذاتي والتحول إلى عملات أجنبية أخرى في تغطية الاستيرادات.

****************************************************************************************

الصفحة الخامسة

اللوم على الشركات النفطية اولاً السرطان يتفشى في كركوك والعلاج مكلف

متابعة – طريق الشعب

تشهد محافظة كركوك، شأن بقية المحافظات النفطية وأبرزها البصرة وميسان، تزايدا في أعداد الإصابات بمرض السرطان. وتُوَجه الاتهامات غالبا الى الشركات النفطية العاملة في المحافظة، بعد أن وصلت نسب التلّوث النفطي فيها إلى درجات مرتفعة.

وبينما تشير لجنة حقوق الإنسان البرلمانية ومصادر بيئية في المحافظة إلى ان الشركات النفطية ومعامل الاسمنت تتصدر مسببات الإصابة بالمرض، تلقي جهات صحية وبيئية أخرى اللوم أيضا على الأطعمة المستوردة وما تحتويه من مواد حافظة مسرطنة.

ويستقبل مستشفى الأورام السرطانية في كركوك، أعدادا كبيرة من المراجعين، من المحافظة والمحافظات المجاورة، كصلاح الدين وديالى، كونه يقدم خدمات علاجية مجانية للمصابين بالمرض، الذي بدأ يتفشى بشكل كبير وسريع خلال السنوات الماضية، وسط ارتفاع تكاليف علاجه. إذ يقول أسامة عبد الرحيم، وهو أحد المصابين بالسرطان في كركوك، أنه يتعالج من المرض منذ سنوات، ويضطر إلى شراء حقن يتراوح سعر الواحدة منها بين 200 و500 دولار، مؤكدا في حديث صحفي أن بعض العلاجات يصل سعره إلى 3 آلاف دولار!

أدوية الحكومة قليلة

مدير مستشفى الأورام السرطانية في كركوك نيازي أحمد، يقول ان “المحافظة، وبسبب احتوائها على صناعات نفطية، ارتفعت فيها نسب التلوّث، ما ساهم في زيادة الإصابات السرطانية بين المواطنين”، لافتا في حديث صحفي إلى انه “خلال هذا العام فقط تم تسجيل ألف إصابة بالمرض، وسط قلة الادوية التي تصرفها الحكومة”.

ويوضح أن “أدوية السرطان تعتبر من الأدوية باهظة الثمن. إذ يبدأ سعر العلاج الواحد من 200 إلى 3 آلاف دولار، وهذه التكاليف من الصعب على المواطن الفقير وذي الدخل المحدود تحملها”، محذرا من ان “الأدوية الخاصة بالسرطان معرضة للغش، واحيانا تدخل إلى البلاد عن طريق التهريب، ما يساهم في انتشار ادوية ذات نوعية رديئة، تُفاقم الإصابة بالمرض”.

ويؤكد أحمد أنه “خلال هذا العام لم ترسل وزارة الصحة من أدوية السرطان إلى المستشفى، سوى الشيء القليل، وهذا الأمر فاقم معاناة المرضى واضطرهم إلى شراء العلاجات من السوق المحلية، بأسعار باهظة”.

9 آلاف إصابة في 5 سنوات!

تشير إحصاءات أجرتها منظمات صحية إنسانية ناشطة في دعم معالجة الأمراض السرطانية في كركوك، إلى أن الإصابات بالمرض ارتفعت في المحافظة خلال السنوات الـ5 الماضية. إذ تم تسجيل أكثر من 9 آلاف إصابة.

وفي هذا الصدد، يقول الناشط في مجال البيئة غسان عادل، أن “مسوحات ميدانية قام بها فريق متخصص في كركوك لمتابعة المصابين بالسرطان، وثقت أكثر من 9 آلاف مصاب بالمرض خلال 5 سنوات مضت”، مضيفا في حديث صحفي قوله: “اما الزيادة الأكبر، فكانت في العامين الماضي والحالي. حيث تم تسجيل نحو 1100 إصابة، والعدد في تزايد”.

سموم النفط

من جانبه، يرى رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان أرشد الصالحي، أن “سبب ارتفاع الإصابات بالسرطان في كركوك، هو نشاطات شركات نفطية تابعة للحكومة ومعمل أسمنت، ومصاف نفطية أهلية تقع في أطراف المحافظة. فهذا الأمر جعل الواقع البيئي في خطر حقيقي، دون أي تدخل حكومي لمعاجلة أسباب هذا التلوث”.

ويلفت في حديث صحفي إلى أن “المستشفى الوحيد المتخصص في الأمراض السرطانية في كركوك، بني بتبرعات أهالي المحافظة. وهو اليوم يقدم خدماته لآلاف المرضى”، مشيرا إلى ان “السرطان بات خطرا حقيقيا في العراق، يهدد الكثيرين بالموت. فأعداد الإصابات في ازدياد، إضافة إلى الوفيات جراء المرض”.

ويتابع الصالحي قوله: “يقابل الارتفاع  في إصابات السرطان، عجز وزارة الصحة عن توفير العلاجات وبيعها على المرضى بأسعار مدعومة. فأسعار هذه الأدوية في السوق المحلية مرتفعة وتتجاوز قدرة المواطن الفقير الذي لا يملك قوت يومه”!

غرامات مليارية

ومثلما يرى الصالحي، يرى مدير عام دائرة حماية وتحسين البيئة في المنطقة الشمالية، علي عز الدين خورشيد، أن “كثرة الإصابات بالسرطان في كركوك سببها الشركات النفطية، ومصافي النفط الأهلية التي تعمل على بث سمومها في هواء المحافظة”، مبينا في حديث صحفي أن “الشركات تتسبب في تلوث تصل نسبته إلى 100 في المائة، جراء ما تطرحه من غازات سامة خلال نشاطها النفطي، إضافة للسموم التي تبثها المصافي الأهلية في هواء كركوك”.

ويلفت خورشيد إلى ان “هناك غرامات مالية تُفرض على شركة نفط الشمال، يصل مبلغ الواحدة منها إلى مليار دينار عراقي، وذلك عما تسببه تلك الشركات من تلوّث بيئي”. فيما يرى أنه “بالإضافة إلى الملوّثات النفطية، هناك أطعمة مستوردة غير خاضعة للرقابة الحكومية، تساهم أيضا في الإصابات السرطانية. إذ تحتوي تلك الأطعمة، وأبرزها المعلبات، على مواد حافظة، وهي غير خاضعة للرقابة والسيطرة النوعية”.

وعن أعداد المصافي النفطية التابعة للقطاع الخاص، يقول خورشيد ان “هناك 5 مصاف تقع في أطراف كركوك، وهي مجازة رسمياً، لكن البعض منها لا يلتزم بالشروط البيئية. لذلك يُلاحظ على فترات متفرقة انتشار روائح الغازات النفطية في الجو”.

ويؤكد أنه “تم تشكيل فريق متخصص وتوفير أجهزة ذات إمكانات عالية، لرصد الغازات النفطية. وقد عملت دائرة حماية وتحسين البيئة أياماً عديدة لتحديد موقع تسرب الغاز، لكن لم يتم الوصول إليه حتى الآن”!

**********************************************************************************************

اكول..

سلام السوداني

كثيرا ما تخلو مدارسنا من المعلم الفعال المتفاني في سبيل الارتقاء بالعملية التعليمية. إذ لا يزال أكثر المعلمين يتبع الطريقة التلقينية التقليدية في التدريس، ويدفع الطلبة إلى الحفظ والدرخ والاستذكار، كونه تعود على هذه الطريقة خلال دراسته في المعهد أو الكلية، على اعتبار ان اساتذته كانوا يتبعونها أيضا.

لن يصلح للتعليم مَن ابتغى من هذه المهنة فقط الحصول على مرتب شهري، أو من سُدت في وجهه أبواب التعيين ثم رأى أن باب التعليم وحده هو المفتوح امامه، فدخله مرغماً. إنما يصلح لهذه المهنة مَن يجد سعادته في امتهانها واحترافها، وإلا اضحى كل درس الماً وعذاباً لا راحة فيه، وكل استراحة انيناً لا شفاء منه!

يقول احمد امين ان “المعلمين عُدّة الأمة في سرائها وضرائها وشدتها ورخائها، بقوتهم المعنوية تنتصر وبضعفهم الفكري تنهزم، بهم يزخر العلم فيها، وبرقيهم العلمي تُرقى المصانع والمعامل، هم النور والطريق، هم منشئوا الأجيال وقائدوا المجتمع وبارئوا الحياة في الجهال، المعلم يملك نفوساً وعقولاً بعدد المتعلمين عنده، وغيره من طالبي الارتزاق قد الّفوا الآلاف وجندوا الثروات الطائلة. فمن اشتهى الكسب الكثير وقلة العناء، فليختر الطريق المؤدية الى ذلك، فالتعليم هو البناء الصحيح ومن احسن تجارته به، افاد المجتمع واسهم في تقدمه، ومَن اساء خرّب ودمّر”!

*****************************************************************************************

في قضاء شط العرب 250 منزلا  محاطة بالأوحال!

متابعة – طريق الشعب

يشكو سكان “حي الجوادين” في قضاء شط العرب شرقي البصرة، من افتقار منطقتهم لمجمل الخدمات الأساسية.

ويقول عدد من السكان في حديث صحفي، أن المنطقة تضم نحو 250 منزلا، وأن شوارعها غارقة بالأوحال كونها غير معبدة ولم تشمل بأي مشروع للبنى التحتية، مناشدين الجهات المعنية إنقاذهم من واقعهم الخدمي المتردي.

ولفت السكان إلى ان “الدولة ترفض تزويد منطقتنا بالخدمات، لكون أراضينا ليست طابو سكني”، مضيفين أنهم يسكنون المنطقة منذ عام 2013، وهذا الأمر بات واقع حال بسبب أزمة السكن.

ويتساءلون: “أليس من حقنا كمواطنين عراقيين أن ننعم بالخدمات؟!”.

******************************************************************************************

شكرٌ على مواساة

أتقدم بوافر الشكر للذوات، مع حفظ الالقاب، الذين واسوني بفقد ولدي (احمد)، وهم من وزارة النفط وشركة التسويق وقيادة الحزب الشيوعي العراقي والعشائر الكريمة وكل من تجشم عناء السفر من المحافظات الشمالية والجنوبية لحضور مجلس العزاء، أو من اتصل لتقديم التعازي. فقد كان للجميع أثر بالغ في تجاوزنا هذه المحنة. وإنا لله وإنا اليه راجعون.

طعمة مهدي العكيلي

*****************************************************************************************

مواساة

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف الرفيق كريم بلال (أبو سلام) بوفاة اخيه ميثم بلال.

للفقيد الذكر الطيب ولأهله الصبر والسلوان.

*********************************************************************************************

الكوت سائقو الأجرة يحلمون بمرآب نظامي!

متابعة – طريق الشعب

يبدو مرآب النقل الخارجي في مدينة الكوت، هذه الأيام، شبه خالٍ من المسافرين. إذ تقل أعدادهم كثيرا خلال رمضان. وبينما يجلس السائقون في المرآب على أمل توافد ركاب يقلونهم إلى بغداد والمحافظات الأخرى، يسبقهم سائقون آخرون من خارج المرآب في “خطف الركاب” – على حد تعبيرهم.

وإلى جانب ضعف عملهم، يشكو السائقون من صغر حجم المرآب وضعف خدماته ووقوعه في منطقة مزدحمة طيلة ساعات اليوم. وفيما يناشدون المحافظ افتتاح مرآب نظامي كبير يقع خارج المدينة، يقول الأخير ان وزارة النقل ترفض ذلك، وتصر على تطوير المرآب القديم. 

يقول السائق رياض ناصر، وهو يعمل على خط الكوت – بغداد، أن “أعداد المسافرين تقل خلال رمضان، ما يجعل عملنا ضعيفا”، مبينا في حديث صحفي أنه “في معظم الأحيان عندما نحصل على انطلاقة من الكوت إلى بغداد، لا نجد ما ننطلق به من بغداد إلى الكوت، لذلك نعود بلا ركاب، الأمر الذي يتسبب في خسارتنا”.

ويضيف قائلا أن “الخدمات والبنى التحتية في مرآب الكوت ضعيفة. لذلك ننتظر بفارغ الصبر انشاء مرآب جديد، والذي من المفترض أن تدرجه الحكومة المحلية ضمن لائحة مشاريعها القادمة”.

أما السائق محمد الدريعي، فيقول: “نحن ملتزمون بالعمل داخل المرآب وندفع الجباية كاملة، لكن هناك سائقين من خارج المرآب يخطفون الركاب أمام أنظار موظفي دائرة النقل”، مناشدا الحكومة المحلية الوقوف على هذه الظاهرة التي أضعفت عملهم، رغم التزامهم بالنظام.

إلى ذلك، يقول محافظ واسط محمد جميل المياحي، أنه “ضمن خطتنا الخاصة بالتصميم الأساسي لمدينة الكوت، لا بد من تغيير الموقع الحالي للمرآب الشمالي. لكون هذه المنطقة أصبحت مكتظة جدا”.

ويضيف في حديث صحفي: “نحن نخطط لنقل المرآب إلى مكان يقع على مقربة من طريق الكوت – بدرة، لكن الأمر يصطدم بعجز وزارة النقل عن القيام بهذا المشروع، وعزمها على تطوير المرآب الموجود، وهو ما لا يلائم خططنا”.

ويتابع المياحي قوله: “نسعى للتفاهم مع الوزارة في هذا الملف، وإلى إحالة الموقع المقترح للاستثمار، في سبيل إنشاء مرآب كبير يستوعب أعداد العجلات ويحتوي على مواقف نظامية وتتوفر فيه الخدمات المطلوبة”.

********************************************************************************************

«الحالوب» يدمر مزارع البامية في البصرة

متابعة – طريق الشعب

تعرضت مزارع البامية في شمالي البصرة إلى أضرار كبيرة وصلت في بعضها إلى نسبة 100 في المائة، بسبب موجة الأمطار التي عصفت بالمحافظة الأيام الأخيرة. فيما يحاول المزارعون إنقاذ الشتلات عبر زيادة العناية بها على أمل أن تنهض من جديد، لكن الأمر يبقى مجرد احتمال ضعيف. وقد جاءت الهجمة المناخية في توقيت صعب، إذ لم يكن قد تبقى على الحصاد إلا أسبوع واحد.

يقول المزارع أبو ياسر الساعدي، أن “خسائر بنسب متفاوتة تعرضت لها مزارع البامية، نتيجة الأمطار”، مبينا في حديث صحفي أن “نسبة الخسائر في مزرعتي ذات الثلاثة دوانم في ناحية الهوير، بلغت 100 في المائة”.

ويضيف قائلا أن “خسارتي كبيرة، فلم اتمكن من تعويض تكاليف البذور والغطاء البلاستيكي والمواد الأخرى، وكل ما أنفقته على الزراعة منذ تشرين الثاني الماضي”، مشيرا إلى ان “موعد الحصاد عادة ما يكون في شهر نيسان، لكن مزروعاتي دمرت بالكامل”!

وعن الدمار الذي حصل، يقول أبو ياسر أن “الأضرار التي خلفتها الأمطار كانت من جانبين، الأول فيضان بعض الاراضي واختلاط المياه بالأملاح، ما تسبب في قتل الشتلات. أما الجانب الآخر فهو الحالوب الذي دمر الغطاء البلاستيكي وكسّر سيقان النبات”.

أما المزارع عباس العبادي، فيقول أن “نسبة الخسارة في ارضنا الواقعة في منطقة الشطيط بقضاء المدَينة بلغت 75 في المائة، بسبب الحالوب”، معربا عن أمله في ان تستعيد النباتات عافيتها بعد شهر، فيما إذا جرى الاعتناء بها، ورفدها بالعلاجات المطلوبة.

ويؤكد في حديث صحفي أن “الكثير من مزارع البامية تأثر بالأمطار، لا سيما المزارع الواقعة في مناطق السورة والجلعة والخنزيرية والشطيط ونهر صالح”، داعيا الجهات الحكومية المعنية إلى تعويضهم عن خسائرهم الكبيرة.

*****************************************************************************************

الصفحة السادسة

الكيان الصهيوني يواصل تعطيش وتجويع الفلسطينيين مجلس الأمن يتبنى قراراً بوقف إطلاق النار في قطاع عزة

متابعة ـ طريق الشعب

في وقت تتفاقم فيه معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة من الجفاف والمرض وسط ظروف قاسية وغير صحية بسبب النقص الحاد في المياه الصالحة للشرب، لا سيما في المناطق الشمالية، وفي ظل تواصل العدوان الإسرائيلي الوحشي والحصار المطبق للشهر السادس على التوالي، صوّت مجلس الأمن على قرار يقضي بوقف إطلاق النار في غزة.

وتبنى مجلس الأمن الدولي، امس الاثنين، مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان في قطاع غزة، في حين فشل المجلس في تمرير تعديل لمشروع القرار يتضمن عبارة “وقف دائم لإطلاق النار”.

وعقد المجلس الدولي جلسة للتصويت على مشروع قرار أعده العديد من أعضاء مجلس الأمن غير الدائمين، يدعو إلى وقف “فوري” لإطلاق النار في قطاع غزة.

وطالب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، بإجراء تعديل شفهي على مشروع القرار يتضمن إضافة عبارة “وقف دائم”، مشيرا إلى أنه “تلقى تعليمات للتصويت بنعم على أي قرار يتضمن عبارة وقف دائم لإطلاق النار”.

وتبنى مجلس الأمن قرارا بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة خلال رمضان، في خطوة باتجاه وقف دائم ومستدام لإطلاق النار.

وقبل التصويت على القرار، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: “إذا لم تستخدم أمريكا حق النقض في مجلس الأمن اليوم فسألغي زيارة الوفد الإسرائيلي لواشنطن”

طوابير العطاشى

ووثقت مقاطع مصورة بثتها وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، معاناة الفلسطينيين شمال قطاع غزة وهم يصطفون في طوابير طويلة في سبيل الحصول على كمية محدودة من المياه، وسط الجفاف الحاد والمجاعة المتفاقمة.

وقال أحد المواطنين الفلسطينيين أثناء محاولته العثور على مياه، “ليس لدينا حتى طعام يمنحنا الطاقة للذهاب إلى جمع الماء، فما بالكم بالأطفال الأبرياء وكبار السن!”، وفقا للمصدر ذاته.

وأعلن مدير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، فيليب لازاريني، منعهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي من إيصال المساعدات إلى شمال غزة.

وقال في تصريح له، إنه “رغم المأساة التي تتكشف أمام أعيننا، أبلغت إسرائيل الأمم المتحدة أنها لن تسمح بمرور قوافل أغذية من الوكالة إلى شمال قطاع غزة”.

ومع تواصل الحصار وتعمد الاحتلال استهداف كافة أشكال الحياة في قطاع غزة ضمن حربه الوحشية ضد الشعب الفلسطيني، تراجعت حصة سكان غزة من المياه بنسبة 95.5 في المائة بسبب تداعيات حرب الإبادة، وفقا لبيان مشترك صدر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، وسلطة المياه الفلسطينية.

من جهتها، قالت منظمة “آكشن إيد” الدولية، إنه “لا أحد في غزة البالغ عدد سكانها 2.3 مليون، يملك ما يكفي من المياه الصالحة للشرب لتلبية احتياجاته اليومية”.

توقف خطوط المياه

ولا يعمل في الوقت الراهن سوى خط واحد فقط من بين خطوط أنابيب المياه الثلاثة الممتدة من الاحتلال الإسرائيلي إلى قطاع غزة المحاصر، في حين تسببت الغارات الجوية الإسرائيلية بأضرار كبيرة في البنية التحتية للمياه، حسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

ومن المؤمل ان يصوت مجلس الأمن الدولي مجددا، في وقت متأخر من مساء أمس الاثنين، على مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة.

وسيتم التصويت على المشروع الذي أعده العديد من أعضاء مجلس الأمن غير الدائمين في ظل توقعات لاستخدام الولايات المتحدة حق النقص “الفيتو” ضد مشروع القرار، كونها ما زالت تدعم الحرب الدموية في قطاع غزة، تحت ذريعة تحقيق أهدافها بالقضاء على حركة حماس.

تهديد اسرائيلي

ويتواصل العدوان على قطاع غزة لليوم الـ 171 على التوالي، فيما ارتفعت حصيلة الشهداء إلى نحو 32 ألفا و226، والمصابين إلى 74 ألفا و518، غالبيتهم من النساء والأطفال، إضافة إلى آلاف الضحايا الذين ما زالوا تحت الأنقاض.

ولليوم الـ 171 على التوالي، يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.

ويشن الاحتلال حرب تجويع على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ضمن عدوانه الوحشي، وذلك عبر استهداف مصادر الحياة الأساسية، وعرقلة المساعدات الإنسانية، الأمر الذي أسفر عن وقوع حالات وفاة بين أطفال ومسنين؛ بسبب قلة الغذاء في شمال قطاع غزة.

وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى أكثر من 32 ألف شهيد، وأكثر من 74 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.

**************************************************************************************

رمزية الإذاعة السودانية والتحول في مسار الصراع

الخرطوم - قرشي عوض

أعلن الجيش السوداني أخيرا سيطرته على محيط الإذاعة السودانية  ومبني التلفزيون القومي، بعد قتال شرس في إطار تحرير منطقة ام درمان العسكرية. الا ان قوات الدعم السريع ادعت انها انسحبت من الإذاعة تكتيكيا، ضمن تنفيذ الهدنة التي حددها قرار مجلس الأمن الاخير الذي اقترحته بريطانيا وايدته غالبية الدول الأعضاء، باستثناء روسيا التي امتنعت عن التصويت.

ومهما تكن تفسيرات قوات الدعم السريع لما حدث فانه يشير إلى أن مرحلة جديدة في الحرب قد بدأت، وهي مرحلة الانسحابات التكتيكية من جانب قوات الدعم السريع لمختلف الأسباب. وهذا تكتيك عسكري لم نعهده في سلوك القوات المذكورة، التي خاضت أكثر من ١٠٨ اشتباكات منذ بداية الحرب. فالانسحابات كان يقوم بها الجيش، مضحيا بالجغرافية ومحتفظا في نفس الوقت بكامل قوته العسكرية، استعدادا لمعارك قادمة كما ظهر في بابنوسة وام درمان، وفي تقدم قوات الهجانة في الأبيض.  اما من الناحية السياسية فان استعادة الإذاعة برمزيتها التاريخية تعني استعادة صوت الدولة المختطف منذ بداية الحرب، لان الإذاعة السودانية كثيرا ما لعبت دورها المهم في توحيد وجدان الشعب ومزاجه العام.  انشئت الإذاعة السودانية عام 1942 بناء على ضرورات الحرب العالمية الثانية، ولعبت دورا مهما في التعبئة بمنطقة غرب أفريقيا وشرق ووسط أفريقيا، لأنها كانت من الاذاعات القوية المسموعة في كل قطاع السافنا الافريقية. وتمكنت عبر هذا من نشر الثقافة السودانية ، خاصة الغناء. وهذا ما جعل الفنان السوداني الراحل محمد وردي  يصبح فنان أفريقيا الأول. وظلت الاذاعات الوطنية في العواصم الأفريقية التي نالت استقلالها بعد السودان،   تعتمد على إذاعة ام درمان من خلال التبادل الإذاعي.

كما ظلت إذاعة ام درمان مسموعة في كل الريف السوداني، وكانت من أهم عوامل الوحدة الوطنية. لذلك فإن عملية تحريرها تعتبر أكبر من مجرد عملية عسكرية، تمت من خلالها السيطرة على بضعة أمتار من الأرض.  وتعني استعادة الإذاعة مع إكمال السيطرة على مدينة ام درمان، العاصمة الوطنية برمزيتها المتجذرة في وجدان اهل السودان منذ أن أقام فيها القائد الوطني محمد احمد المهدي عاصمة دولته المستقلة نهاية القرن التاسع عشر، تبدلا كبيرا في حسابات الحرب التي بات واضحا ان المرجح فوزه فيها هو الجيش السوداني.

هذه المعادلة الجديدة ربما تجعل الجيش يزهد في الحوار، ويفضل عليه استكمال مشوار الانتصارات حتى يحسم الحرب بقوة السلاح، ويجرد الدعم السريع من قوته، ويضع المجتمع الدولي والاقليمي امام وضع مختلف. وهذا الاتجاه سيجد دعما قويا من التيار الإسلامي، الذي ظهرت عناصره ممثلة في كتيبة البراء ابن مالك امام الإذاعة لحظة اعلان تحريرها، تريد اختطاف هذا النصر وادعاء فضلها فيه، والاعلان من فوق ذلك عن استمرار القتال ورفض اية هدنة او حلول تفاوضية.

لكن من غير المرجح ان يوحد هذا الاتجاه خلفه كل قاعدة الجيش وقيادته، التي ترى ان ساعة الحوار قد حانت، وانه سيكون حوارا من فوق انتصارات عسكرية مشهودة، كما تشير إلى ذلك معركة الإذاعة.

لذلك يتوقع أن يتفجر الصراع الذي طال انتظاره بين عدة تيارات داخل الجيش والقوى السياسية المناصرة لها، حول الموقف من الحوار. فقد ارتفعت أصوات داخل المعسكر الداعي لاستمرار الحرب، تقول ان الحوار مع الدعم السريع ممكن اذا تخلى هو عن تحالفه مع قوى الحرية والتغيير ومع جبهة “تقدم” بقيادة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك.

**********************************************************************************************

غوتيريش: « الأونروا» تمثل شريان الأمل والكرامة للفلسطينيين

عمان ـ وكالات

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال زيارة للأردن أمس الاثنين إن التوافق الدولي يزداد على إبلاغ إسرائيل بضرورة وقف إطلاق النار وبأن الهجوم على رفح سيؤدي إلى كارثة إنسانية.

وأضاف غوتيريش في مؤتمر صحفي “نرى توافقا متزايدا لدى المجتمع الدولي على إبلاغ الإسرائيليين بضرورة وقف إطلاق النار، كما أرى تنامي التوافق، من الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، فضلا عن العالم الإسلامي بالطبع، على إبلاغ الإسرائيليين بوضوح أن الاجتياح البري لرفح قد يسفر عن كارثة إنسانية”. وقال أكبر مسؤول في المنظمة الدولية، خلال جولة في أحد المراكز بمخيم الوحدات في الأردن حيث تقدم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) خدمات صحية وتعليمية، إن الوكالة تمثل شريان حياة ينبض بالأمل والكرامة لملايين اللاجئين في أنحاء المنطقة. وقال غوتيريش “علينا أن نسعى جاهدين للحفاظ على تدفق الخدمات الفريدة من نوعها التي تقدمها الأونروا لأن ذلك يبقي على الأمل. وفي عالم مظلم، فإن الأونروا هي شعاع الضوء الوحيد لملايين الناس”. وقال غوتيريش “الأونروا تساهم بشكل عميق عبر سبل لا يمكن قياسها بالرسم البياني في دعم الترابط الاجتماعي وتعزيز الاستقرار وبناء السلام. تخيل لو هدم كل هذا”. وأضاف أن نتائج تحقيق داخلي مستقل أجرته الأمم المتحدة ستساعد في تعزيز وتحسين الأونروا.

*******************************************************************************************

روسيا تشكك في مسؤولية تنظيم «داعش» عن هجوم موسكو

موسكو ـ وكالات

شككت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في تأكيدات الولايات المتحدة أن تنظيم “داعش”، هو المسؤول عن هجوم موسكو. وقالت زاخاروفا في مقال لصحيفة كومسومولسكايا برافدا “سؤال للبيت الأبيض: هل أنت متأكد من أنه تنظيم “داعش”؟ هل يمكنك التفكير في الأمر مرة أخرى؟”. وأضافت أن الولايات المتحدة تستخدم “فزاعة” تنظيم “داعش” لتغطي على أفعالها في كييف، وذكّرت القراء بأن واشنطن دعمت “المجاهدين” الذين خاضوا قتالا ضد القوات السوفيتية في الثمانينيات. وقال مسؤولان أمريكيان يوم الجمعة الماضي إن الولايات المتحدة لديها معلومات تؤكد إعلان تنظيم “داعش” مسؤوليته عن الهجوم.

وقال بوتين إنه جرى القبض على 11 شخصا، من بينهم المسلحون الأربعة المشتبه بهم، الذين فروا من قاعة الحفلات الموسيقية وشقوا طريقهم إلى منطقة بريانسك، على بعد حوالي 340 كيلومترا جنوب غربي موسكو، للتسلل عبر الحدود إلى أوكرانيا. وفي أدمى هجوم يقع داخل روسيا منذ عقدين، اقتحم أربعة رجال قاعة كروكوس للحفلات مساء الجمعة وأطلقوا وابلا من الرصاص على الناس قبل أن تؤدي فرقة الروك (بيكنيك) أغنيتها الناجحة (أفريد أوف ناثينغ) أو “لا أخشى شيئا”.

*************************************************************************************************

اليمن.. اثنان من كل خمسة أطفال لا يرتادون المدارس

صنعاء ـ وكالات

حذّرت منظمة “سايف ذا تشيلدرن” (أنقذوا الأطفال) أمس الاثنين، من أن اثنين من كل خمسة أطفال يمنيين لا يرتادون المدارس، رغم تراجع حدّة القتال في العامين الماضيين في البلد الغارق في نزاع منذ قرابة عقد.

وقالت المنظمة في بيان حول تقرير جديد أعدّته، إن “بعد تسع سنوات من النزاع في اليمن، هناك اثنان من كل خمسة أطفال، أو 4,5 مليون طفل، خارج المدرسة” مشيرةً إلى أن “ثلث الأسر التي شملها الاستطلاع في اليمن لديها طفل واحد على الأقل خارج المدرسة في العامين الماضيين على الرغم من الهدنة”. ونبّهت المنظمة إلى أن “احتمال أن يترك الأطفال النازحون المدارس أكبر مرّتين مقارنة بأقرانهم”. وبحسب المنظمة، فقد دفع العنف المستمر والأزمة الاقتصادية الحادة الناجمة عن النزاع، 4,5 مليون شخص من أصل 33 مليون يمني، إلى “النزوح، بعضهم عدة مرات”. وأفادت 14 في المائة من الأُسر التي شاركت في الاستطلاع أن العنف “سبب رئيسي” للتخلي عن التعليم، فيما أشارت 20 في المائة من الأسر إلى أنها “لا تستطيع تحمّل” الرسوم المدرسية الشهرية وأسعار الكتب. وأكد أكثر من 44 في المائة من مقدّمي الرعاية والأطفال الذين شملهم الاستطلاع أن الحاجة للمساهمة في تأمين دخل لعائلاتهم “كانت السبب الرئيسي” للحرمان من التعليم. ونقل البيان أن “تأثير أزمة التعليم على أطفال اليمن ومستقبلهم عميق”، محذّرًا من أنه “في غياب التدخل الفوري، فإن جيلاً كاملاً قد يبقى متروكا خلف الركب، مع ما يترتب عن ذلك من عواقب طويلة الأمد على تعافي البلاد ونموها”.

***************************************************************************************

مصر تحذر من أية عمليات عسكرية في رفح

القاهرة ـ وكالات

أكد وزير خارجية مصر سامح شكري خلال استقباله أنالينا بيربوك وزيرة الخارجية الألمانية رفض بلاده القاطع وتحذيرها غير القابل للتأويل أو الشك، من أية عملية عسكرية إسرائيلية في رفح الفلسطينية، لما ستنطوي عليه من كارثة إنسانية ستخرج عن السيطرة، وتعقيدات غير مسبوقة.

وكشف السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية، أن المباحثات تناولت مختلف جوانب الأزمة في غزة، والجهود الدولية المبذولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار والحد من المعاناة الإنسانية المتفاقمة لسكان القطاع، حيث أكد سامح شكري على حتمية إنفاذ التهدئة ووقف إطلاق النار في غزة في أسرع وقت.

كما أكد على ضرورة تكاتف الجهود الدولية من أجل الضغط على إسرائيل لضمان إدخال المساعدات الإنسانية بشكل كامل، وفتح المعابر البرية بين إسرائيل والقطاع، وعدم وضع عوائق أمام وصول المساعدات لجميع مناطق القطاع بما في ذلك شمال غزة.  وأردف السفير أحمد أبو زيد، بأن وزير الخارجية المصري ذكر لنظيرته الألمانية أنه لم يعد مقبولاً استمرار عجز مجلس الأمن عن إصدار قرار يطالب بوقف إطلاق النار بعد مرور أكثر من خمسة أشهر من هذه الحرب الضروس وما نتج عنها من سقوط أعداد غير مسبوقة من الضحايا المدنيين والأطفال والنساء، بل إن قرارات مجلس الأمن والتدابير التي تطالب بها محكمة العدل الدولية لا يتم احترامها على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي بأسره.

*******************************************************************************************

الصفحة السابعة

شيوعيون لهم بصمة في الديوانية

ماجدة الجبوري

الديوانية هي واحدة من معاقل الشيوعيين، حالها حال أكثر مدن الفرات الأوسط والجنوب التي انتشرت فيها الأفكار الشيوعية، ووضعت اللبنات الأولى لتأسيس أعرق حزب في تاريخ العراق، وتبرز أهمية مدينة الديوانية هي قيادة التنظيم من قبل الشهيد سلام عادل الذي كان يعمل «أوتچي « في محلة الجديدة بعد فصله من التعليم ليحل ضيفًا على المدينة ويقود محليّتها، وكان يعمل معه نخبة من المعلمين والعمال والكسبة، منهم الشهيد محمد الخضري، عبد الله حلواص، جواد الاوتچي، المعلم زغير كاظم، موسى سوادي، وهادي شاكر و المعلم ميس وآخرون.

ومن أجل معرفة تفاصيل أكثر كان عليّ ان التقي بمن بقي يحمل تلك الرسالة والذكريات التي حملوها أينما ذهبوا، استقلينا السيارة وانطلقنا وسط شوارع مدينة الديوانية، طرق مهترئة يملأها الطين والحفر، ومبادرة من سعد وأبو لينا وهو من المدرسين المخضرمين في المدينة، ان نزور رفاقا قدماء أفنوا عمرهم وحياتهم في صفوف الحزب، وحتى احيانا هناك من يصنّفهم شقاوات او أبطال الديوانية، لما يمتلكون من جرأة وصلابة، ومبدئية في العمل الحزبي. الزيارة الاولى كانت لبيت هادي شاكر أبو(إيديه)، توقفنا في بداية الشارع لنستدل على صاحبنا، سأل أبو لينا أحد الشباب الواقف في ركن الشارع، عمي تعرف واحد اسمه هادي شاكر؟ اجابه فوراً تقصد هادي أبو إيديه أجابه أبو لينا مسرعاً، إي إي رحم الله والديك، هادي أبو إيديه، أشار لنا الشاب إلى البيت الذي يسكن فيه وهو على بعد خطوات.

توقفنا أمام باب هادي، فتح لنا الباب بوجه بشوش تملأه التجاعيد وخطوط رسمها الزمن. عمره يكاد يتجاوز الثمانين، يلف يشماغ على رقبته، قال له سعد مبادراً هل تعرفني آني سعد ابن استاذ زغير، صاح اوووو شلون ما أعرفك، أبوك من الشيوعيين القدامى وكان معلما خرّج أجيالا بالديوانية.

بعد الحديث والأخذ والرد، ولقاء لم يخطط له، سألته مازحه لماذا يلقبونك هادي أبو إيديه؟

أجاب ضاحكاً هاي قصة قديمة وطويلة، حدثت من زمان، قطعوا يدي بعد اصابتها بطلقة نارية من قبل الشرطة، أثناء مشاركتي في التظاهرات عام ١٩٥٢ التي قام بها طلبة الديوانية، وكان عمري وقتها لا يتجاوز الـ ١٤ سنة، نظرت ليده التي تم بترها، وقلت ستبقى يدك شاهدا على قسوة النظام وشراسته، ولتثبت موقفك الوطني وثباته الذي لم يتزعزع.

ويضيف هادي تم قمع التظاهرات بقسوة وقتل عدد من الطلبة، وجرح المئات منهم، وكان طلبة الجامعات والمعاهد يحملون شعارات وطنية منها إقامة نظام جمهوري، وتأميم النفط، وأضاف ضاحكا انا كنت أحد المجروحين ولا زلت صغيراً، وأردف قائلا، اتذكر وقتها حصلت على تعويض من الحكومة ٢٠٠ دينار عن قطع يدي.

إنه هادي شاكر عبد الله الملقّب بأبو إيديه، مواليد ١٩٤١ في محلة الجدَيْده في الديوانية، كان يعمل موظفا في بلدية الديوانية.

بادرته بسؤال شوكت انتميت للحزب ؟، أجاب بزهو من زمان انتميت، من صغري وعلى ما اعتقد بسنة ١٩٥٨، وأضاف ضاحكاً هناك من يصفني أنني من شقاوات الديوانية في ذلك الوقت، اتذكر في عام ١٩٦٢ دخلت السجن لأن طلبوا مني أسب الملا مصطفى البارزاني ورفضت وعلى إثرها تم حبسي.

أثناء حديثه سألته مع من تعيش وهل تتواصل مع الحزب؟، أجاب بابتسامه آني ما عندي لا بيت ولا عائلة، ولا فلوس هذّني كلهن ما عندي أعيش مع ابنة اختي، وآني على تواصل مع منظمة الحزب الشيوعي في الديوانية، واحضر كل فعاليات الحزب وجميع المناسبات، وختم قوله نحن دائماً ننظر إلى الأمام، ونؤمن بالتطور، والانسان من يخلق التطور، اتمنى ان يكون الحزب بخير دائما، ونحن مقبلون على الاحتفال به في عيده التسعين، أدعو له ان يبقى شامخاً دائماً بأبنائه وبناته.

وعلى مسافة ليست بالبعيدة، انتقلنا إلى بيت المناضل الطلابي المخضرم، كريم جاسم حمادي (يطلقون عليه الليث الأبيض) وهو من مواليد ١٩٤٨ ناحية غماس - الديوانية والذي يعرفه اهالي الديوانية كرياضي مشهور ومعروف، لاعب كرة قدم وسلّة، وحامي هدف نادي الديوانية آنذاك خريج معهد الزراعة- جامعة بغداد.

عند النظر إلى شخصية كريم وحركات جسمه الرياضية، تيقّنت انه فعلاً كان من شقاوات الديوانية، يقول عملت في عدة من المؤسسات الزراعية، وانتميت إلى اتحاد الطلبة العام واصبحت عضوا في اللجنة التنفيذية عام ١٩٦٥.

سألته ماهي مهامك في تلك الفترة؟ أجاب بثقة، كنت عضو اللجنة التنفيذية ومن المساهمين بإعادة بناء أتحاد الطلبة العام في الديوانية، وبالطبع لم أكن وحدي بل مع من زملاء في الاتحاد أذكر منهم مؤيد كريم، وعماد كريم، سعد زغير كاظم، بدر كاظم الجبوري، مازن غريب والراحل يوسف طه وغيرهم من الطلبة المؤمنين بأهداف الاتحاد والعمل من أجل حياة طلابيّة ناجحة …

عن تاريخه النضالي أو الحزبي، يقول كريم انتميت إلى الحزب مبكر، وعن طريقي تم ترشيح العديد من الرفاق لصفوف الحزب، منهم من أصبح قيادياً، كما كنت أقود عددا كبيرا منهم، وواحد منهم يجلس أمامي الآن، ويقصد سعد زغير.

تم اعتقالي في بداية السبعينيات، وتم التحقيق معي، الضابط الذي حقق معي، وجه لي كلمات نابيه، قلت له آني ابن الفرات والجنوب واللّي اعرفه المفروض بموظف الدولة يكون محترم، انت منين جاي؟

بدوره سأل الضابط أحد الواقفين من الشرطة، هذا وين أهله؟  أجابه فوراً سيدي هذا من غمّاس، رد الضابط اگول منين جايب هاي الحسچه!

 في السبعينيات ذهبت ومجموعة إلى دورة زراعية إلى موسكو حول التعاونيات الزراعية، وعودتنا كانت عن طريق شمال العراق، وكانت تدور في المنطقة صراعات بين الاحزاب، حينها حدثت مجزرة حقيقية لنا من قبل المجرم عيسى سوار، قام بقتل قسم كبير من المجموعة أغلبهم طلبة عائدين من دورات حزبية في موسكو، وكنت ضمن المجموعة التي راح ضحيتها عدد من الطلبة العائدين، وفي وقتها طالب الحزب بمحاسبة الجناة.

يتذكر كريم في أحد المرات وفي مناسبة عيد الحزب، وضع عامداً « صم چكليت» في جيب المدعو نوفل حميد أحد اعضاء الاتحاد الوطني، وكان رياضيا ايضاً نلعب معاً، وفيها كتب شعارات اتحاد الطلبة العام، وشعارات الحزب الشيوعي، واضاف ضاحكاً في يومها يمكن وزّعت ٢٠٠٠ چكليته أنا وزميلي شاكر حاتم الدعمي.

وعند سؤاله حول مشاركاته في الانتفاضات او الوثبات، أجاب إنني من ثوار الأهوار كنت حلقة وصل بيني وبينهم، كنت أنقل الرسائل لهم، واساعد وعوائلهم في التنقّل.

أم هاله زوجة كريم كانت تجلس إلى يميني، قلت لها مازحة أين أنت من هذا التاريخ أكيد نالك منه شيء؟

أم هاله بكالوريوس زراعة، تقول من الأمور التي واجهتني عام ١٩٧٥، أنني حصلت على سفرة مجانية إلى ايطاليا عن طريق احدى الصديقات التي كانت تعمل مضيّفة بالمطار، وكان في وقتها يعطوهم سفرات مجانية، لم أكن امتلك جواز سفر في وقتها، فذهبت إلى الدائرة من أجل الحصول على جواز، فاجأني ضابط الأمن بالقول»الله جابچ « إحنه ننتظرچ، من شروط السفرة نريد منچ تقرير كامل عن الشيوعيين وتجمعاتهم في إيطاليا!

في وقتها كنت فقط أريد الخروج من الدائرة، تركت السفرة وطموحي بالسفر.

المرة الثانية تم اعتقالي أيضاً من قبل أمن الديوانية، وكنت حاملا بابنتي ساره، عند دخولي إلى مديرية الأمن دفعني أحد ضباط الأمن المجرمين واسمه «محمد عباس» من أهالي طويريج، دفعني بقوة فسقطت على الأرض، ولم اعلم ان أخي جواد كان معتقلا عندهم وجعلوه يشاهدني، كان الضابط يحقق معي وينظّف بمسدّسه كنوع من التخويف والترهيب، وقد كانت لديه معلومات عني بعدها علمت أن اعتقالي تم لتهديد أخي! وكذلك من أجل التوقيع على المادة ٢٠٠ التي تقيّد وتمنع اي نشاط سياسي مرة اخرى!

وأضافت أم هاله، واصلنا المسيرة أنا وأبو هاله، وبعد سقوط النظام عملت مع رابطة المرأة العراقية في الديوانية، وأجد نفسي في العمل مع النساء وتقديم المساعدة لهنّ، ولا زلنا مواظبين بالحضور في فعاليات الحزب التي تقام هنا في الديوانية وخاصةً في عيد ميلاد الحزب.

وعند ختام زيارتنا للديوانية كان لابد لي ان أذكر العزيز مهند مجيد أبو لينا الذي استضافنا في بيته وأم لينا الطيبة المعشر وهم من الكوادر التعليمية التي لعبت دورا كبير في تعليم أجيال من الطلبة. ليتحدث عن سيرته وعمله الطلابي والحزبي، يقول، كنت أصغر من الرفاق والشخصيات الديوانية التي قابلتيهم، مواليد ١٩٥٦، في بداية عملي السياسي انتميت إلى اتحاد الطلبة العام عام ١٩٧٢، عملت مع مجموعة طلابية واعية ونشطة، أذكر منهم هاشم نعمه، بشير لعيبي شنان، بدر كاظم الجبوري، باسم محمد نزال، يوسف محمد طه، مؤيد كريم، فيصل سلمان بعيوي، وجواد النجار، وآخرين.

 ويضيف أبو لينا كان عملنا الطلابي صعب في وقتها لأننا كنا نخوض نضالا وصراعا مع أزلام السلطة، ويتذكر زملاؤنا الطلبة ما تعرضنا له من عنف متواصل، ومع ذلك استمر العمل والحركة في أوجه ونشاطه، يملأنا الشعور الوطني والمهني، المتنامي عند الشباب، كنا نفخر بإقامة فعالياتنا ونشاطاتنا الفنية والفكرية بالرغم من الطغيان.

أما عن انتمائه الحزبي، يذكر أبو لينا انه انتمى للحزب عام ١٩٧٣- ١٩٧٤، وعمل مع شبيبة شيوعية هم من خيرة ابناء الديوانية أذكر منهم، حميد حران، د محمد الربيعي، يوسف عبد السماوي، ثامر أمين وآخرين.

كما عملت في التدريس، والآن أنا عضو في الهيئة الادارية لنقابة المعلمين، وعضو في مجلس السلم والتضامن في الديوانية لسنوات.

وفي ختام حديثه قدّم أجمل معاني التقدير، لرفيقاتنا ورفاقنا الأوفياء، بذكرى ميلاد حزبنا التسعين، والتي ستظل خالدة،

يجددها التاريخ، بدماء شهدائنا من أجل وطن حر وشعب سعيد.

**********************************************************************************************

أنت بلاد.. إلى الشيوعيين العراقيين في عيدهم

هاشم مطر

كنت جالسا مع صديق قبل أيام وما بين الأحاديث أحاديث أخرى لابد أن تأخذ طريقها كسجع الكلمات إلى ما هو دائر وحائر وجائر وصابر، لا بل أحيانا لما هو قاهر كما هو الأمر الآن في غزة كفتكٍ بالمصائر. أحاديث عابرة للماضي تلك التي تنحني لها أجسادنا إما تحية، أو إجلالا، أو بحركة يائسة للأكثر بؤسا. ولأكون أكثر وضوحا ولأوجز قليلا عليّ أن ادخل في صلب الموضوع كما يقال.

صديقي الشيوعي الحزبي مناضل منذ صباه في بلده ومقاتلا لسنوات في صفوف المقاومة الفلسطينية ثم (أضاع) عشر سنين من حياته في الجبل.

أضاعها!؟

يا لرداءة تعبيري!

فماذا سيفعل بها إن لم (يضيّعها) بل يحرقها بذاك المجد والسؤدد؟ ذلك شرف لن ننكره، بل سنحميه من أي شبهات. أشبه علياً، وهذا اسمه، وربما سيغتاظ مني لهذا الكشف، فقد تعود ورفاقه على أسماء تموه شخصيتهم وتربك استدلال سهام الغدر إليهم، أشبهه حينما أمازحه بـ (البزن) وهو اسم اللفظ الكردي للسخل/المعز لفتوته وسرعة حركته ورشاقة قفزاته. نجده أحيانا على صخرة مدببة أو على أعلى غصن في شجرة. أما منافعه فهو منتج لأفضل أنواع الألبان ومشتقات الحليب، ولكنه للأسف هو معد للسلخ كما وردنا عن أسماء بنت أبي بكر قولها عن ابنها عبد الله حينما شجعته على مقاتلة جنود الحجاج بعد أن قال: «إن القوم إذا قتلوه ربما مثلوا بجثته بعد قتله»، فردت عليه بعبارتها الأثيرة: «إن الشاة المذبوحة لا يضرها سلخها بعد ذبحها». والحال أنا وإياه وصلنا إلى الذكرى التسعين لتأسيس حزبهم الأغر في 31 آذار وكيف سيحتفل الشيوعيون العراقيون بهذه الذكرى؟

ما بين التأسيس وما بين اليوم عشرات التواريخ لذات المناسبة. أما كيف وصلنا إلى هذا كله فهو لسبب أرويه لكم بإيجاز أيضا. كان ذلك يعود لاحتفالية منظمة الحزب الشيوعي العراقي في كوبنهاكن بيوم الشهيد الشيوعي لهذا العام كتقليد سنوي اعتدنا حضوره بصورة خلفية يشي صلع رؤوسنا فيها إلى أن الأشياء ماضية لمستقرها، كما أن الصورة تخلو تباعا من بعض الأحبة والرفاق نأمل أن تبقى ذكراهم حاضرةً كأريج الشهداء. وكان من بين فقرات الحفل مساهمة فلسطينية، كترميز مؤازرة بصوت فنان وصديق عزيز يشدو بلحن (يمه موايل الهوى يمه ماواويليه) وهو نص تراثي/شعبي كبير أعاد تلحينه كبار الموسيقيين، ولكنني وجدت نفسي داخل الحفل أردد لحنا آخر يختلف عما يشدو به الفنان «نسيم» في الحفل. نعم اسمه نسيم، ما اجملهُ من اسم يذكرنا بتلك الأيام، منها ما يعود للذكرى الأربعين لميلاد الحزب ببغداد عام 1974 وهو اللحن الضائع. يا الله كم كبرت! سنوات مرت كما برق خاطف، تذكرت معها الغناء والأهازيج والرسوم والأمل، لن اشطح لها عذرا، لأن الأمر سيطول بطول السنين وسيضيع مني رابط مقالي عن صديقي علي...

المهم إن صاحب اللحن هو الفنان العراقي الراحل «كمال السيد» فقلت لصاحبي علي صاحب الشأن: إن لحن كمال أجمل بكثير وأكثر تعبيرا من كل الألحان. فقال انه لم يسمع هذا اللحن أو لا يتذكره على أية حال. معه الحق لأن الفواجع أنستنا الغبطة والفرحة وشميم نسيم الغناء. وأيا يكون الآمر فأن المخضرمين أمثالي يتذكروه ويحنون إليه. وهنا عليّ أن انتبه، مرة أخرى، لأن مداخل هذا المقال الموجز قد تشعبت وستشعب أكثر وليس بنيتي إن اكتب مقالا بحلقات عن مآثر أجيال المخضرمين، إنما هناك سؤال واحد حاصرني سببه أن جليسي الشيوعي قال إنهم في حال مراجعة حقيقية لواقع الحزب وأسباب الضعف استدعتهم له نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة.

والسؤل هو: لماذا يجلد الشيوعيون أنفسهم في كل مرة؟ بالطبع المراجعة مهمة لأي فصيل سياسي لكنها سرعان ما تتحول إلى الجلد لدى الشيوعيين العراقيين للأسف. نعم، على مدى ذاكرتي جلدوا انفسهم في زمن فشل الجبهة الوطنية في زمن البعثيين، وجلدوا انفسهم لحد الانقسامات المهجرية لبعض قادتهم، وجلدوا انفسهم في تجربتهم في الأنصار/البشمركة، وجلدوا انفسهم بعد الانهيار المريع للمشروع الاشتراكي وسقوط الاتحاد السوفياتي، بل غيروا النسق التنظيمية جميعها بدعاوى التجديد في مؤتمرهم الخامس، وجلدوا انفسهم، وما زالوا، لقرارهم بقبولهم الدخول في العملية السياسية بعد (التغيير أو الاحتلال)، والآن يجلدون أنفسهم لإخفاقهم في الانتخابات الأخيرة، ولا نعرف صدقا إلى أي مدى سيجلدون انفسهم مستقبلا.

والحال في احتفالية منظمة الحزب في كوبنهاكن كانت مئات من صور الشهداء تتناوب على الشاشة وغيرها مطبوعة كصور أو بقوائم أسماء بملفات ورقية كثيرة، وهذا ليس سبقا بالمرة فهم (حزب الشهداء) كما يحلو لهم وصف حزبهم به، أو على أقل تقدير هو وصف يستسيغوه ويحبوه كمن يعدل من جلسته بعد لحظة إطراء. وهنا سؤال آخر لماذا حزب الشهداء؟ أما عن جلادهم فهو، على سبيل الحصر تماما، حزب سياسي، ذبح العراق أصلا، تعرفوه لجرائمه لم يجلد نفسه عليها ولم يراجع تجربته الإجرامية الذليلة، بل لم يطلق قادته الطلقاء كلمة أسف حتى! استثني بعضهم بشاهدتهم كالراحل هاني الفكيكي في كتابه (أوكار الهزيمة) فيما جاءت بعض الشهادات على يد آخرين لم يكونوا بعثيين أصلا كجواد هاشم وزير التخطيط آنذاك. أما الجسم العام المرحب به بالفضائيات يظهر متبجحا ومبتهجا بماضيه ولما آل إليه الأمر بعد السقوط بمقارنة سافرة شديدة القيح لماضٍ بائس وإجرامي مقيت. الأسماء كثيرة جدا وتسويقها رائج أيضا، والأهم هو الإيغال بجرائمهم وتسويغ أفعالهم، فلم يندى جبينهم بقطرة عرق واحدة خجلى لذلك المآل الذي يصرخ بالإدانة وليس المراجعة أصلا.

أقول لأصحابي الشيوعيين كان مجدكم ظاهرا وافتدائكم لوطنكم باهرا، وأغانيكم قطعة من الجمال وسلوككم ظافرا لكل معاني النبل، وما وصفي لصديقي علي بالبزن البري إلا لفتوة وقوة بأس وصبر وإحقاق وجود، أما شاة أسماء بنت أبي بكر فهي عربون الأم التي تقطّع قلبها غير نادمة لمصير محتوم لابنها الشيوعي الذي يعرف مصيره كأرقى وسام وستشهد له الأرض بالأجمل دوما.

أراك يا صاحبي تحمل في حقيبتك مشروعَ مراجعة، فهل أكثر من مراجعة أنك مازلت واثقا بما تقول وتفعل بزمن ليس لك، وشهادة شعب بأكمله إنك أنت الصادق والفاعل وغير النادم، وأنك ستغني كمال السيد حتى وان بقيت لوحدك، وأنك في تناقص أصلا، فلا يهمك حتى إن كنت وحيدا، لا بأس فـ (الشعراء يتبعهم الغاوون)! وإنك من يضع الملح على الجرح ليبقى مفتوحا كشهادة للتاريخ، وإنك لست حزب الشهداء، بل حزب من رفضوا أن يموتوا بغير ميتة مشرفة سيذكرها الوطن والتاريخ. حزب لا يُذكر تاريخ بلاده من دونه، اختلط نسيجه بألوان ترابه يغذيه الغرين والطين ويدفع نسغه أنين الناس المحرومين. أما الآن فالوقت مجرد مزحة، زمن فاسد، أفسد شعبا يرنو لحاجته وهو معذور لشحة ما يبقيه أبيا عن قهر وقلة حيلة، مطعون في قلبه لكن حبل سرته سليما سيمتد إلى ذات النسغ وذات الطين. فاعرف انه ليس زمنك الآن وما عليك إلا أن تهيئ نفسك لاستقبال القادم واللحظة. لحظة ينفصل فيها الخير عن الشر والادعاء عن العزيمة، لحظة اشراق انتظرناها طويلا فترجع كبيرا كما كنت لسبب:

إنك لست حزبا؛ أنت بلاد لا تقبل بالجلاد. ومشروعك بالمراجعة جسدته كلمتان فحسب:

أنت بلاد!

***********************************************************************************

الصفحة الثامنة

رسالة اليوم العالمي للمسرح 2024

الفن هو السلام

رسالة اليوم العالمي للمسرح لهذا العام خطها الكاتب المسرحي والروائي النرويجي يون فوسه (28 ايلول / سبتمبر 1959)، ويعد من مؤلفي المسرحيات الأكثر عرضا في العالم، وحاز على جائزة نوبل لعام 2023.

«كل واحد منا فريد من نوعه، ولكن في نفس الوقت نحن نتشابه. نختلف عن بعضنا البعض في مظهرنا الخارجي المرئي. بالطبع، كل هذا حسن جدا، ولكن هناك أيضا شيئاً داخل كل واحد منا ما يمتلكه وحده، قد نسميه أرواحنا أو نفوسنا. وإلا فيمكننا أن نقرر عدم تسميتها على الإطلاق والتعبير عنها في كلمات، فقط نتركها وشأنها.

لكن بينما نحن جميعا مختلفون عن بعضنا البعض، فنحن متشابهون أيضا. البشر من كل جزء من هذا العالم متشابهون بشكل أساسي، بغض النظر عن اللغة التي يتحدثون بها، وألوان بشرتهم، أو حتى لون شعر رؤوسهم.

قد يكون هذا شيئا من المفارقة: أننا متشابهون تماما ومختلفون تماما في نفس الوقت. ربما يكون الشخص متناقضا في جوهره، في الجسر بين الجسد والروح – نحن كبشر نحتوي الوجود الملموس، الأرضي، ونحتوي ما يتجاوز كل هذه المواد الملموسة، ويتجاوز الحدود الأرضية.

الفن، والفن الجليل بالتحديد، يتمكن بطريقته الرائعة من الجمع بين الفريد والخاص في جانب والعالمي في جانب آخر. يتيح لنا أن نفهم ما هو مختلف، وما هو دخيل، والذي يقال عنه أنه عالمي. بالخصوصية والفرادة، يخترق الفن الحدود بين اللغات والحدود الجغرافية. إنه يجمع ليس فقط الصفات الفردية للجميع، ولكن أيضا، وبمعنى آخر، الخصائص الفردية لكل مجموعة من الناس، مثل الأمم.

الفن لا يفعل هذا عن طريق تسوية الاختلافات وجعل كل شيء يتشابه، ولكن، على العكس من ذلك، بإظهار ما هو مختلف عنا، ما هو دخيل وغريب عنا. كل الفن الجليل يحتوي على وجه التحديد شيء غريب، شيء لا يمكننا فهمه تماما ومع ذلك وفي نفس الوقت نفهمه، بطريقة ما. يحتوي على أحجية، إذا جاز التعبير. شيء يسحرنا وبالتالي يدفعنا إلى ما هو أبعد من حدودنا وبذلك يخلق السمو الذي يجب على كل أشكال الفنون أن تمتلكه، وتقودنا إليه.

لا أعرف طريقة أفضل لجمع الأضداد معا. وهو عكس الصراع العنيف، الذي كثيرا ما نراه يتكشف في الغواية المدمرة التي تنزع إلى تدمير الغريب، والآخر المختلف، غالبًا باستخدام وحشية الابتكارات التكنولوجية التي وضعت تحت تصرفنا. في هذا العالم، هناك إرهاب، هناك حروب. فللإنسان جانب حيواني أيضا، مدفوع بغريزة التعامل مع الآخر، الغريب، كتهديد لوجوده بدلاً من كونه أحجية ساحرة.

هذه هي الطريقة التي يختفي بها التفرد - الاختلافات التي يمكننا جميعا رؤيتها - لصالح التشابه حيث إن أي شيء مختلف هو تهديد لا بد من القضاء عليه. وما يمكن رؤيته خارجيا من اختلافات، مثلاً بين الأديان أو الأيديولوجيات السياسية المتباينة، يصبح شيئا يجب محاربته وهزيمته. الحرب هي صراع ضد ما هو أعمق، ضد فرادتنا. هو معركة ضد كل فن، ضد ما هو أعمق في كل الفن.

لقد اخترت أن أتحدث عن الفن بعمومه، وليس عن فن المسرح والكتابة المسرحية بشكل خاص، ولكن هذا لأنه، كما قلت، كل الفن الجليل، في أعماقي، يدور حول نفس الشيء: حول الحصول على ما هو فريد تماما، المحدد تماما، ليصبح عالميا. فهو يجمع بين الفريد والعالمي في التعبير عنه فنيا، وليس القضاء على خصوصيته، بل التأكيد على هذه الخصوصية، وترك ما هو غريب وغير مألوف يتألق بوضوح. الحرب والفن متضادان، تمامًا كما أن الحرب والسلام متضادان - الأمر بهذه البساطة. الفن هو السلام».

***************************************************************************

الفنان المغترب سمير سعيد

أكمل سمير سعيد (سمير عبد الجبار) دراسته المسرحية في معهد الفنون الجميلة ببغداد منتصف سبعينيات القرن الماضي وسرعان ما هاجر إلى فرنسا، حيث يعمل الان، ومنذ عقدين تقريبا، كممثل في فرقة الشمس الفرنسية الشهيرة، والتي تديرها المخرجة العالمية اريان موشكين.

وعن هذا اليوم يقول سمير سعيد:

الاحتفال في هذا اليوم ما هو إلا استحضار للصفحات المضيئة للمسرح العربي والعراقي بالذات، ومن ثم لا بد من الإشارة إلى البنائين الكبار من الرواد والخلاقين مثل - يوسف العاني - وإبراهيم جلال - وقاسم محمد - وسامي بعد الحميد، الذين عبدوا الطريق وفتحوا أبواب التجريب والخلق من أجل مسرح عراقي جديد.

ولولا عمق الثقافة العراقية التي كانت لها دور بارز في استنهاض الفنانين والناس لرفض الظلم والاستبداد من جانب، والدعوة إلى المحبة والإخاء من جانب آخر، هي من قربتهم من بعضهم لخلق ذلك الموعد واللقاء الحميمي في عروضهم المسرحية والاحترام الكبير بينهم.

الفنان الراحل يوسف العاني، الرائد الذي كان الأشد لمعانا من بين جميع الرواد، والذي أطلق عليه المخرج المجدد جواد الأسدي، شارلي شابلن الوجع العراقي، وعن مسرح بغداد قال جواد انه (جمهورية الخصوبة)، هو الجمهور الذي أنتجه وخلقه وأحبه وجعل منه أسطورة في الكوميديا والمأساة.

الاحتفاء بهذا اليوم هو الاحتفاء بالقيم السامية والنبيلة التي يطرحها المسرح والكتاب المسرحين من قيم التحدي ضد جدران القمع والاستبداد. وهذا بعينه ما أرعب سلطة البعث المقبور وخوفه من مسرحية - دائرة الفحم البغدادية - على سبيل المثال، وهي من تأليف برخت وإخراج أبراهيم جلال، وخوفهم كذلك من جميع عروض مسرح الفن الحديث.

المسرح غالبا يتموقع ما بين قطبين - الأصالة والعالمية. أتذكر مقولة تعود إلى المؤلف المسرحي سعدالله ونوس وهو يتكلم عن مدى استفادته من نصيحة المخرج الفرنسي - جان ماري سيرو - يقول (من الخطأ الفادح أن تبنوا مسارحكم على الطريقة الغربية، ولكن بوسعكم بما تملكون من تراث غني أن تساعدوا الغرب في تجربته المسرحية لكي يخرج من الاشكال الميتة والجامدة التي وصل اليها المسرح الغربي.

التراث ليس عبئا بل منبعا ثقافيا ودراميا ثمينا، ولطالما بقيت بنية المجتمعات العربية قبلية، ومن أجل النهوض بها من خلال المسرح، يجب تجاوز صيغ ذلك الحوار الذي كان يجري في سوق عكاظ والحكواتي الذي يبالغ في سيرة عنتر وأبى زيد الهلالي! يتجاوزها من أجل مسرح مغاير وجديد وذي صيغ عروضية تتناسب مع أيقاع العالم والحضارة. هذا يحتاج إلى المزيد من (الديمقراطية والحرية) والمزيد من المسرح.

في الفترة التي كنت أعيش فيها في العراق متابع للحركة المسرحية، أتذكر الاحتفالية التي كانت تقيمها المسارح بيوم المسرح العالمي، كان قبل العرض المسرحي تلقى كلمة بهذه المناسبة، تمام على العكس بما يدور في المسرح الفرنسي الذي أعمل فيه كممثل منذ سنوات طويلة حيث يتوقف العرض من منتصفه في وسط اللذة والقمة المسرحية، ليلقي أحد الممثلين المشاركين في العرض نفسه كلمة بهذه المناسبة مذكرا الجمهور بها.

الهدف من هذا اليوم السامي والجليل هو تشجيع تبادل المعارف العملية في فن المسرح ورفع مستوى الانتباه والوعي بأهمية المسرح الذي له دور كبير ومساهم في عمليه التطوير الانساني ودعوة لإسهام ومشاركة الجمهور في الرؤية التي تحوي على قيم السلام بين الشعوب.

أعتقد أن الجمهور الغربي، والفرنسي بشكل خاص، يعيش المسرح يوميا وذلك من خلال العدد الهائل من العروض المسرحية في كل ليلة، حتى أصبح المسرح جزء من حياته الدائمة!

**********************************************************************

إرثنا المسرحي عريق.. ومستقبلنا واعد ومبهج

داود أمين

ليس صدفة، أن تختار فرقة (فاطمة رشدي وجورج أبيض) المسرحية المصرية، في أواسط عشرينات القرن الماضي، وكذلك فرقة (يوسف وهبي) في أوائل ثلاثينيات ذلك القرن، أن تختارا مدينة الناصرية، لتعرض فيها مسرحياتها، فهذه المدينة عُرفت منذ تأسيسها بالانفتاح وباحتضان الفنون والآداب والأفكار الثورية، وبالعصيان والتمرد أيضاً.

وقد تأسست في الناصرية منذ عام 1931 فرقة مسرحية رسمية هي (فرقة السعدون المسرحية)، وفي مدارسها الأولى التي نشأت قبل تأسيس (الحكم الوطني) عام 1921، كانت البدايات الجنينية لهذا الوليد، الذي نما وازدهر ليُخّرِجَ بعد عقود قليلة نخبة من أشهر ممثلي العراق والمشتغلين في مسارحه، ومن بينهم الفقيد عزيز عبد الصاحب وبهجت الجبوري وطه سالم ووداد سالم وعدنان البراك ومحسن العزاوي وحميد الجمالي وعبد الرزاق سكر وعدنان شلاش وفوزية حسن وسناء عبد الرحمن وعبد المطلب السنيد وصالح البدري ومهدي السماوي وعبد الباري العبودي والعشرات غيرهم.

وقد كان لي شرف الاشتغال في هذا الميدان منذ منتصف ستينيات القرن الماضي، وأن تكون لي إسهاماتي المسرحية المتواضعة إلى جانب معظم الأسماء التي ذكرتها، لذلك لم يكن غريباً أن يكون واحداً من مقدمة اهتماماتي في زيارتي  لمدينتي قبل سنوات، أن ألتقي بزملائي القدماء من المسرحيين، وبالجيل الجديد الذي ظهر خلال سنوات غربتي التي طالت، وكان هذا اللقاء الذي احتضنه مقر محلية الحزب الشيوعي في الناصرية، مع الفنانين ياسر البراك وهو مخرج وناقد مسرحي معروف، زيدان حمود مؤلف ومخرج مسرحي، والفقيد سعد شهاب مخرج وممثل، زكي عطا مخرج وممثل، عبد الحسين ماهود كاتب ومخرج، عمار سيف صحفي وممثل، علي بصيص ممثل، وكريم عبد ممثل.

قلت لزملائي المسرحيين: أعرف بدرجة مناسبة وضع المسرح في الناصرية، في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، فقد كنت خلالها واحداً من المساهمين في النشاط المسرحي في المدينة، كما أعرف إلى حد ما تأريخ من سبقني بعقود، فقد تحدث الصديق الفنان عبد الرزاق سكر، في أكثر من مناسبة، عن دور الأستاذ عبد الوهاب البدري وغيره من المعلمين في المسرح، في الأربعينيات والخمسينيات، ولكن ما أجهله هو فترة الثمانينيات وما بعدها، فهل تحدثوني عن المسرح في هذه الفترة؟

الفنان زيدان حمود قال: هناك كتاب أصدره الكاتب (صباح محسن كاظم) وعنوانه (تأريخ المسرح في الناصرية) وفيه معلومات ممتازة لما تريده، ولكن يمكن القول باختصار إن الثمانينيات كانت فترة نشاط واسع ومتنوع، إذ تأسست في الناصرية عدة فرق مسرحية من بينها (فرقة المسرح الفلاحي) التي قادها الفنان (محمد حسين عبد الرزاق) وهي فرقة جوالة تعرض أعمالها في القرى والأرياف، وكان من ممثليها عدنان عبد الصاحب وزيدان حمود ومنذر حمد وعلي بصيص. كما تأسست (فرقة المسرح العمالي) وتقدم أعمالها في المعامل والأقضية والنواحي، ومن العاملين فيها على بصيص وعمار سيف ورائد سيف ورياض سبتي وخديجة صاحب وسلامة محمد. كما كانت هناك (الفرقة القومية) التابعة لمؤسسة السينما والمسرح ويديرها الفقيد عدنان عبد الصاحب. وأيضاً (فرقة التربية للتمثيل) و(فرقة ذي قار للتمثيل) وهي تابعة للفرقة القومية، وأذكر إنها قدمت مسرحية (وقوفاً وطني) للفقيد مهدي السماوي ليوم واحد فقط، إذ تم منع العرض! وفي عام 1987 تأسست (فرقة أور للتمثيل) وشارك فيها زكي عطا وعلي شبيب، وكانت تابعة لمديرية المسارح في وزارة الثقافة، وقدمت هذه الفرقة أعمالاُ جيدة في مهرجانات قطرية.

الفنان الفقيد سعد شهاب يكمل ما بدأه زميله قائلاً: لقد قدم الفنان (ياسر البراك) أعمالاً جريئة جداً خلال تلك الفترة، كما كان الفنان زيدان حمود يستقطع وقتاً من إجازته العسكرية لكي يتمرن على أعمال مسرحية! لقد كنا نأخذ الحرب العراقية الإيرانية كإطار عام لنمرر من خلالها الحديث عن مآسينا وآلامنا الخاصة والكثيرة كشعب.

الفنان علي بصيص يسمي بعض ما قُدم من أعمال فيقول: بين سنتي 1982 و1987 كان المسرح مكرساً للحرب، أو ما سمي وقتها بالمسرح التعبوي، وقد قدمنا في هذا الإطار مسرحيات (رائحة المسك) و(شجرة العائلة) و(الدوبة) و(ليلة حب عراقية) وغيرها.

الفنان ياسر البراك يكمل حديث زملائه فيقول: 85 بالمائة من الأعمال المسرحية التي قُدمت بين عامي 1980 و1988 كانت أعمالاً تعبوية، أي مكرسة للحرب ودعمها، وكان المؤلف أو المخرج يلجأ أحياناً للتورية ليمرر أفكاره، ولكن هذا لا يعني الخضوع والانصياع التام لمنطق الحرب الذي ساد، فقد استطاع الفنان زيدان حمود مثلاً من كتابة وإخراج مسرحية (أروقة الموت الواحد) وهي مسرحية ترفض وتدين الحرب.

أما بعد انتهاء الحرب فقد بدأت مسرحيات رافضة للنظام، ولكن بشكل غير مباشر، بل من خلال الأقنعة الجمالية والعودة للتأريخ والتراث، ويمكن القول إن فترة التسعينيات كانت فترة المسرح التجريبي، وأستطيع التأكيد أن 90 بالمائة من عروض هذه الفترة تندرج ضمن هذا الإطار، وهي في جوهرها أعمال رافضة للنظام، وكان المسرح خلال هذه الفترة متواصلاً وحضور الجمهور دائماً ومنتظماً، رغم الحصار والجوع، وهي صفة ليست مقتصرة على الناصرية فبغداد أيضاً كانت ناشطة في مجال المسرح خلال هذه الفترة.

زيدان حمود يعود مجدداً للكلام فيقول: بعد حرب الكويت أخرج الفنان (ياسر البراك) النص العالمي (قضية ظل حمار) لدورنمات، وكانت مثل حجر في بركة ماء ساكن، ولا ننسى الإشارة لفرقة (لكش للتمثيل) في الشطرة التي أسسها الفنان الفقيد حسين الهلالي ومن مخرجيها الفنانين طالب الخيون وعلي الشطري، فقد كانت لهذه الفرقة نشاطاتها المسرحية المتميزة أيضاً، ومن المهم الإشارة هنا إلى مساهمة الناصرية في المهرجانات القطرية والعربية، إذ كان لمدينتنا حصة الأسد في تلك المهرجانات.

*******************************************************************************************

انطلاقة يوم المسرح العالمي

طه رشيد

تم اقرار يوم المسرح العالمي من قبل الهيئة الدولية للمسرح وتم الاحتفال به لأول مرة في 27 مارس 1962، وهو تاريخ إطلاق موسم «مسرح الأمم» في باريس. منذ ذلك الحين وفي هذا التاريخ، تحديدا، من كل عام، يتم الاحتفال باليوم العالمي للمسرح على نطاق واسع.

اما في العراق فبدأ الاحتفال بهذا اليوم منذ نهاية ستينيات القرن الماضي، والمسرحيون العراقيون يحتفلون بيوم المسرح العالمي في 27 اذار/مارس من كل عام، سواء على مستوى الدولة (الفرقة القومية للتمثيل قبل سقوط النظام السابق، والتي تحول اسمها إلى الفرقة الوطنية للتمثيل التابعة الى دائرة السينما والمسرح)، وبمشاركة الفرق الأهلية الممثلة، في بغداد بشكل أساسي، بفرقة المسرح الفني الحديث والمسرح الشعبي ومسرح اليوم وفرقة مسرح الصداقة..

ويذكر الفنان المخضرم سالم الزيدي بهذا الصدد بان» أول احتفال ليوم المسرح العالمي في العراق كان في ٢٧ آذار ١٩٦٩، وقد ألقى الفنان يوسف العاني، يومها، نداء المسرح العالمي بالمناسبة وأقيم الاحتفال في قاعة المسرح القومي في كرادة مريم، في بناية مصلحة السينما والمسرح،

وبحضور الفنان حقي الشبلي نقيب الفنانين العراقيين آنذاك، وعدد كبير من المواطنين والفنانين».

أهداف اليوم العالمي للمسرح:

تتلخص أهداف اليوم العالمي للمسرح كما هو الحال مع اليوم العالمي لفنون الرقص بالنقاط الجوهرية التالية:

  • الترويج لهذا الفن عبر العالم.
  • نشر المعرفة بين الناس حول قيمة النموذج الفني.
  • تمکین مجتمعات الرقص والمسرح من الترويج لأعمالهم علی نطاق واسع حتی یدرك صناع القرار قیمة ھذه النماذج الفنية ودعمھما.
  • التمتع بالفن بحد ذاته.

**************************************************************************

الفنان حاتم عودة رئيس قسم المسارح / دائرة السينما والمسرح

بمناسبة تسنم الفنان حاتم عودة رئاسة قسم المسرح في دائرة السينما والمسرح توجهنا اليه بسؤال عن استعدادات الدائرة لهذه المناسبة فاجاب مشكورا:

سيكون الاحتفال بيوم المسرح العالمي ابتداء من يوم 25 إلى يوم 27 وسيعاد عرض مسرحية عزرائيل تأليف مثال غازي واخراج اسامة السلطان في اليوم الاول، اما في اليوم الثاني فستعرض مسرحية «حياة سعيدة» تأليف علي الزيدي واخراج كاظم نصار. اما اليوم الثالث وهو يوم 27 فسيكون مخصص لاحتفال ختامي يتضمن قراءة كلمة يوم المسرح العالمي وعرض مسرحي تحت عنوان «ضوء المسرح»، وسيتم تكريم مجموعة من الفنانين في هذا اليوم.

********************************************************************************************

الصفحة التاسعة

زيربي والونسو مدربان محتملان للبايرن

ميونخ ـ وكالات

تحدثت أنباء عن خطة بديلة من إدارة بايرن ميونخ من أجل تأمين خليفة للمغادر في الصيف توماس توخيل إذا فشل تعيين تشابي ألونسو مدرباً للفريق. وأعلن بايرن بالفعل رحيل توخيل بنهاية الموسم بغض النظر عن  ما سيحدث في دوري أبطال أوروبا، وارتبط البافاري بعدة مديرين فنيين أبرزهم قائد ليفركوزن تشابي ألونسو. وذكر «كريستيان فالك» من «بيلد» أن الخطة البديلة في بايرن حال فشل المفاوضات مع ألونسو هي مدرب برايتون روبرتو دي زيربي، والذي يحظى باهتمام من ليفربول كحال ألونسو كذلك. وأوضح التقرير أن ماكس إيبرل، المدير الرياضي في بايرن، تواصل بالفعل مع المدير الفني الإيطالي في الأيام الماضية لاستطلاع موقفه من تدريب العملاق الألماني. وأكد التقرير أن الهدف الأول يبقى ألونسو، وسط تأكيدات، آخرها من «سكاي» بأن المدرب الباسكي أعطى الضوء الأخير للبقاء في ألمانيا وترك ليفركوزن نحو بايرن الموسم المقبل.

**************************************************************************************

الفوز يؤهلنا إلى الدور المقبل العراق يطمح إلى تجاوز الفلبين مجددا

متابعة ـ طريق الشعب

يطمح المنتخب الوطني العراقي بتحقيق الفوز على نظيرة الفلبيني اليوم الثلاثاء، في مباراة الإياب ضمن التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لنهائياتِ كأس آسيا 2027 وكأس العالم 2026، من أجل ضمان التأهل المبكر إلى الدور المقبل.

ويدرس الإسباني خيسوس كاساس، مدرب المنتخب العراقي، عدم إشراك المهاجم مهند علي «ميمي» في المباراة بسبب الأرضية الصعبة لملعب ريزال التذكاري، ذات العشب الاصطناعي؛ إذ تثير أرضية الملعب القلق لدى المدرب واللاعبين بسبب اختلاف طبيعتها عن الملاعب العشبية الطبيعية من حيث سرعة الكرة وارتدادها.

وأشارت مصادر صحفية إلى أن «هذه الأرضية الصلبة دفعت كاساس إلى التفكير جديًا بعدم إشراك المهاجم ميمي في المباراة حتى كاحتياطي وذلك بسبب تعرضه لإصابتين في الرباط الصليبي وهذه النوعية من الأرضيات تتسبب بإلحاق الأذى باللاعبين وتكرار إصاباتهم لا سيما الرباط الصليبي».

وكان وفد المنتخب العراقي قد وصل إلى مانيلا يوم الجمعة الماضي بوجود ميمي ضمن عناصر الفريق، وكسب لاعبو «أسود الرافدين» 24 ساعة مقارنة بالمنتخب الفلبيني الذي وصل في اليوم التالي، وهذا الإجراء جاء لكي يعتاد لاعبو العراق على الأجواء والملعب. وأكد كاساس خلال المؤتمر الصحفي الخاص بالمباراة، «غياب ميرخاس دوسكي بسبب الإصابة ومشاركة ضرغام إسماعيل».

ويضع كاساس اللمسات الأخيرة على خطته لمواجهة اليوم التي يتطلع من خلالها إلى حصد النقاط الكاملة كي يضمن رسميًا التأهل إلى المرحلة التالية من التصفيات المونديالية ويتأهل مباشرة إلى كأس آسيا 2027 في المملكة العربية السعودية.

**********************************************************************************************

وقفة رياضية.. أنصفوا روّاد الصحافة الرياضية

منعم جابر

لأكثر من مرة، كتبت عن رواد الصحافة الرياضية ودورهم في العمل الصحفي الرياضي وأثرهم في المجتمع الرياضي ونقلهم للأحداث الرياضية بكل أمانة وصدق.

لقد قدم القانون رقم (6) لسنة 2013 والخاص بالرياضيين والأبطال الرواد منحة مالية لهؤلاء المبدعين، إلا أنه تجاهل رواد الصحافة الرياضية والإعلام ممن خدموا في الوسط الرياضي لسنوات طويلة وقدموا عصارة جهدهم وتابعوا بحماسة واندفاع عال الأحداث والبطولات، وكانوا يمثلون شرف الكلمة والموقف وأصبحوا معبرين بحرص كبير عن شرف المهنة كعين مراقبة وأمينة على ما يجري من أحداث.

لقد كان الصحفيون الرياضيون المرافقون للوفود الرياضية والمتابعون لها، سفراء للرياضة والوطن وقدموا الخدمات الجليلة وعكسوا صورة زاهية ومشرقة عن بلدهم عكست سمو وقيم ومبادئ العاملين فيها.

وفي ضوء المعلومات التي وردت إلينا وجدنا أن مسودة قانون الرياضة الموحد والمرسل إلى مجلس شورى الدولة لم يتضمن موضوع شمول العاملين في الصحافة الرياضية إلى مسودة القانون أعلاه، على الرغم من الوعود المتكررة من السيد إياد بنيان المستشار الرياضي للسيد رئيس مجلس الوزراء.

لقد أصدر الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية بياناً عن هذا الإهمال المتعمد، حيث ذكر فيه: « ... أننا كاتحاد مهني مسؤول نستغرب بشدة هذا التجاهل والتغافل لشريحة مهمة ألا وهي الإعلام الرياضي وحقوق العاملين فيه، وهو أمر يدفعنا إلى مناشدة السيد رئيس الوزراء من أجل التدخل العاجل والمباشر من أجل إحقاق الحق وأنصاف الإعلام الرياضي». لقد سبق أن تم التشاور مع مستشار رئيس الوزراء لشؤون الرياضة بكتاب رسمي في العاشر من حزيران عام 2023 قبل البدء في مناقشة مشروع القانون الرياضي الموحد، وتم إجراء بعض اللقاءات لمناقشة التفاصيل المتعلقة برود الصحافة الرياضية، وعلى الرغم من كل محاولاتنا ومطالباتنا، إلا ان جميع الجهود باءت بالفشل.

هنا نطالب بإنصاف الصحفيين والإعلاميين الرياضيين لدورهم الفاعل في نشر الوعي الرياضي وفي ضرورة الاهتمام بهم.

**********************************************************************************************

محطم الأرقام القياسية تحت انظار كشافي ريال مدريد

مدريد ـ وكالات

أشارت تقارير صحفية إلى أن ريال مدريد يضع أنظاره على الشاب الأرجنتيني، فرانكو ماستانتونو، لاعب وسط ريفر بليت، البالغ من العمر 16 عاما.

ووفقا لصحيفة (ماركا) الإسبانية، فإن مبعوثين من الريال ذهبوا إلى بوينس آيرس، لمتابعة تطور مجموعة من اللاعبين الشباب هناك، وعلى رأسهم ماستانتونو، الذي لعب حتى الآن 9 مباريات مع الفريق الأول لـ»المليونيرات».

وأبرزت الصحيفة أن لاعب الوسط الأعسر، يحطم الأرقام القياسية حاليا في ريفر بليت، وهو ما دفع النادي الأرجنتيني لتحسين عقده (ينتهي في 30 يونيو/حزيران 2026) ورفع الشرط الجزائي إلى 45 مليون يورو.

والآن بدأ السباق لتأمين التوقيع مع لاعب، لا يزال عمره 16 عامًا، ولن يتمكن من الوصول إلى أوروبا قبل صيف 2026.

وأصبح ماستانتونو أصغر لاعب يهز الشباك بقميص ريفر بليت، وذلك في عمر 16 عاما و5 أشهر و24 يوما، متجاوزا الرقم القياسي السابق المسجل باسم خافيير سافيولا، عندما كان عمره 16 عاما و10 أشهر و7 أيام، في عام 1998.

*************************************************************************************

انتصار تاريخي لليكرز في دوري السلة الأمريكي

واشنطن ـ وكالات

حقق لوس أنجليس ليكرز فوزه الأكبر منذ 37 عاما، في دوري السلة الأمريكي للمحترفين، بتغلبه على إنديانا بيسرز بنتيجة 150/145، أمس الاثنين.

ويدين ليكرز بهذا الفوز التاريخي لنجميه، أنطوني ديفيز الذي سجل 36 نقطة، وليبرون جيمس الذي أحرز 26 نقطة.

وقبلها، تغلب ميلواكي باكس على أوكلاهوما سيتي ثاندر بنتيجة (118/93)، في مباراة شهدت تألق يانيس أنتيتيوكونمبو، بتسجيله 30 نقطة.

وفي مباريات أخرى، فاز مينيسوتا تمبرولفز على غولدن ستيت واريورز بنتيجة 114/110، واكتسح ميامي هيت ضيفه كليفلاند كافاليرز بنتيجة 121/84.

كما فاز فيلادلفيا سفنتي سيكسرز على لوس أنجليس كليبرز، بنتيجة 121/107، ونيو أورليانز بيليكانز على ديترويت بيستونز، بنتيجة 114/101.

**************************************************************************************

الشهر المقبل.. الأولمبي العراقي يطير إلى الدوحة على أمل بلوغ باريس

متابعة ـ طريق الشعب

حدد مدرب المنتخب الأولمبي العراقي، راضي شنيشل، بداية شهر نيسان المقبل، موعداً لمغادرة المنتخب الأولمبي تحت 23 سنة إلى قطر، استعداداً للبطولة الآسيوية المؤهلة إلى أولمبياد باريس 2024.

وقال شنيشل، إن «المنتخب الأولمبي العراقي سيتوجه إلى قطر يوم 7 من شهر نيسان المقبل للدخول بمعسكر تدريبي قصير قبل الدخول في منافسات آسيا المؤهلة لأولمبياد باريس 2024».

وأشار إلى اتفاق مؤكد ونهائي بين الاتحادين العراقي والياباني على إقامة مباراة ودية بين المنتخبين الأولمبيين يوم 11 نيسان المقبل في العاصمة القطرية الدوحة، وهو وقت مثالي يسبق الدخول بمنافسات آسيا واللقاء الرسمي الأول أمام منتخب تايلاند يوم 16 نيسان.

وأوضح شنيشل، أن «المعسكر التدريبي للمنتخب الجاري حالياً في البصرة، بدأ يوم 16 ويختتم غداً، ليعود الوفد إلى بغداد بعد غد الأربعاء، ويتوجه بعدها عبر مطار بغداد الدولي إلى قطر يوم 7 نيسان المقبل، للدخول بمرحلة إعداد أخيرة بمعسكر تدريبي قصير قبل خوض المنافسات الرسمية الحاسمة».

وكانت قرعة البطولة الآسيوية المؤهلة إلى أولمبياد باريس 2024، قد أوقعت المنتخب الأولمبي العراقي في المجموعة الثالثة إلى جانب السعودية وتايلاند وطاجيكستان.

وتتأهل المنتخبات الثلاثة الأوائل مباشرة لدورة الألعاب الأولمبية 2024 في باريس بعد خوض منافسات بطولة كأس آسيا تحت 23 سنة المقرر انطلاقها بقطر يوم 15 نيسان المقبل، بينما يلعب منتخب المركز الرابع في ملحق عالمي للحصول على فرصة المشاركة في الألعاب الأولمبية.

******************************************************************************************

شفيونتيك تواصل تقدمها في بطولة ميامي

ميامي ـ وكالات

واصلت المصنفة الأولى عالميا، البولندية إيجا شفيونتيك، مشوارها في بطولة ميامي للتنس، وذلك بعد التغلب في الدور الثالث، على التشيكية ليندا نوسكوفا، أمس الإثنين. ونجحت شفيونتيك في إقصاء المصنفة 26 على البطولة، بعد التغلب عليها بمجموعتين مقابل مجموعة واحدة بواقع (6-7) و(6-4) و(6-4). وبحسب أرقام «أوبتا»، فقد حققت شفيونتيك، الانتصار في 31 مباراة من أصل 33 مواجهة خاضتها أمام لاعبات أصغر منها في العمر، وخسرت مرتين أمام كوكو جوف (سينسيناتي 2023) ونوسكوفا (أستراليا المفتوحة 2024).

وتعد شفيونتيك، أكثر اللاعبات ترجمة لنقاط الكسر في بطولات 1000 نقطة هذا الموسم بواقع 71 مرة، مقابل 60 مرة لإيما نافارو في المرتبة الثانية.

وهذه هي المرة الثالثة التي ترتكب فيها البولندية أكثر من 50 خطأ في مباراة، ولكنها فازت مع ذلك بكل تلك المواجهات، بارتكاب 83 خطأ في الفوز على حساب باربورا كريشيكوفا في روما 2021، وارتكاب 53 خطأ في الفوز على كارولينا موكوفا في مونتريال 2023. وتواجه شفيونتيك في الدور المقبل، الروسية إيكاترينا ألكسندروفا، والتي تغلبت على مواطنتها أناستازيا بافليوتشينكوفا بنتيجة (6-4) و(3-6) و(6-3). وحجزت الأمريكية جيسيكا بيجولا، المصنفة الخامسة على البطولة، مقعدها في الدور الرابع، بعد التغلب على الكندية ليلى فيرنانديز بمجموعتين دون رد بواقع (7-5) و(6-4)، لتواجه في الدور المقبل، مواطنتها نافارو. وحققت بيجولا، الانتصار رقم 50 على الملاعب الصلبة ببطولات 1000 نقطة، ومنذ فوزها الأول في تلك البطولات في إنديان ويلز عام 2019، لم تحقق لاعبة انتصارات أكثر منها سوى شفيونتيك (60). وأنهت الفرنسية كارولين غارسيا، المصنفة 23 على البطولة، مغامرة اليابانية نعومي أوساكا، بعد التغلب عليها بمجموعتين دون رد بواقع (7-6) و(7-5)، لتصطدم في الدور المقبل بالأمريكية كوكو جوف. وهذه هي المرة الثانية التي تصل فيها غارسيا للدور الرابع في ميامي بمسيرتها الاحترافية بعد عام 2019. ولم تجد الأمريكية دانيلي كولينز، معاناة تذكر في تخطي الروسية إيلينا أفانيسيان بنتيجة (6-1) و(6-2)، لتضرب موعدا في الدور المقبل، مع الرومانية سورانا كريستيا.

***********************************************************************************************

الصفحة العاشرة

شجاعة القصيدة في زمن الخوف..  موفق محمد إنموذجا

يوسف المحمداوي

يقول الروائي الانكليزي “ نيل جايمان “ ان الشجاعة لاتعني انك لست خائفا، الشجاعة معناها أن تكون خائفا، خائفا جدا، لكنك تفعل الصواب رغم ذلك” هذه المقولة قادتني الى احتفالية الحزب الشيوعي العراقي في الذكرى الثمانين لتأسيسه والذي توافق في العام 2013، وبالتحديد على قاعة سينما سمير أميس في بغداد حيث ألقى شاعرنا الكبير موفق محمد قصيدته الرائعة “ رسالة الى المتأسلمون” ولم أقل رائعة إعتباطا أو مجاملة لشاعر عشق الوطن بكل ما أوتي من قوة ولكن تأتي روعتها في مواجهة المتأسلمين الذين استعمروا حياة الوطن والمواطن بمفخخاتهم وبكواتم قتل الابرياء ليشيعوا لغة القبح على حساب أغاني جمالية الحياة.

“ خذوا ربكم الطائفية “

نعم الشاعر حين ألقى قصيدته تلك في زمن الخوف والذبح لم يقصد المسلم الحقيقي المؤمن بسماحة الدين وورعه وتقواه، بل كانت موجهة للمتأسلمين الذين كان همهم الأكبر سرقة المال العام من خلال الترهيب والقتل الممنهج تحت عباءة الدين مرتدين أقنعة التقوى ليستروا بها قباحة وجوههم وحقيقة مآربهم الدنيئة، فكان موفق موفقا بالتصدي لهم من خلال قصيدة مازج فيها الشعر الفصيح والشعبي لأنه أرادها ان تصل لعامة الناس غير آبه بالنتائج متصديا للقتلة برصاص القصيدة في ميدان الحرب وكأن دافعه للمواجهة  مقولة نيلسون مانديلا “ الجبناء يموتون مرات عديدة قبل موتهم، والشجاع لا يتذوق الموت إلا مرة واحدة”، نعم أرى ابن شط الحلة هكذا وهو يصرخ بشجاعة أنبياء الشعر:” أيها السادة المتأسلمون، الحاكمون بأمر الله والمتحكمون برؤوس عباده، إرفعوا سيوفكم عن رقابنا وخذوا الفرص كلها، الدنيا والآخرة، والسماء ومن فيها، والأرض ومن عليها، خذوا ربكم المفخخة، خذوا ربكم الطائفية، خذوا ربكم الكاتمة، واتركوا لنا فرصة بناء عراق ينام به الله آمنا في سماءه”.

“ داعش” ونبوءة الشاعر

مرارة الشاعر في مستهل القصيدة تتجلى واضحة وكأنه لسان حال المرارة والمأساة التي يعيشها الناس بتلك الاعوام القاسية التي كانت فيها الطائفية الحاكم الشرعي للبلاد، ونرى الشاعر يحدد وبدقة أرباب القتل فجعل للمفخخات ربا، وللكواتم ربا، وللسيوف ربا، ومنحهم كل مايريدون من أجل بناء العراق وأن ينام الله الحقيقي آمنا في السماء وليس أربابهم المزيفون كما تبين القصيدة.

نبوءة الشاعر كانت أكثر من واضحة بالأشارة الى عصابات داعش الارهابية، على الرغم من كونه كتب القصيدة وألقاها قبل دخول داعش للعراق بشهور لانه ألقاها في آذار وعصابة القتلة دخلوا الموصل في حزيران من نفس العام 2013، وكانت لغة القتل السائدة عند الدواعش هي السيوف، وترجمها هو بقوله” ارفعوا سيوفكم عن رقابنا” وكم حصدت تلك السيوف الظلامية من رقاب.

شاعرنا الذي استهل شاردته برسم لوحة الوجع العراقي لم يتجاهل تاريخ الحزب ونضاله وتضحياته وهو يحتفل بتأسيسه فالتفت إليه وهو ينشد بعنفوانية القيّم “ كل هذا الظلام وأنت ترى، كل شيء ترى، تنام القرى على ساعديك، طويلا تنام القرى، فتحمل عنها جراح الذئاب وتحسن للجائعين القرى” ثم يلتفت الى الوراء مستذكرا معاناة الحزب وتاريخه المشرق والمشرّف وهويصرخ بشجاعة الرفيق الغيور” لاضير فليبنوا السجون، وليحشرونا في قطار الموت، في نكرة السلمان، في الغرف الظليمة والدوارس، سنحول السجان والجلاد والسجن الرهيب الى مدارس”  وهنا واجزم على ذلك بأن المدارس التي يقصدها هي لبناء انسان يؤمن تماما بحرية الاوطان وسعادة الشعوب “ وطن حر وشعب سعيد”.

“ زورها بكير ياعصفور”

الكبير موفق بعدها يدهشنا برحلة أمل صوب صوت الجبل الكبير وديع الصافي وهو يغني معه في بداية مقطعه الجديد اغنية الصافي “ زورها بكير ياعصفور”، بعد مستهل الاغنية يصمت الشاعر ويتحول الى صورة مأساوية أخرى، فما الذي دفع الشاعر لذكر عنوان الاغنية ثم تجاهلها، وحين استرجعت الاغنية وسمعتها بصوت صاحبها الصافي أدركت بأن هذا المهووس بعشق الوطن يطالبنا جميعا الى سماع تلك الاغنية لكونها حنين لديرة مضاعة يريد من عصفور القلب ان يزورها بعجالة ويتنعم بكل ما فيها من حياة بعد أن أرهقت نهاراتها خفافيش الظلام، وها أنا أنقل لكم مقطع كما أرادت امنية الشاعر دون أن يذكر ذلك:

“ زورها بكير ياعصفور،

وحياة هالنسمات والغيم والفيّات

والورد والريحان والمنثور

زورها بكير ياعصفور

واحكي لها ياما انشغل هالبال

من حرقة الفرقة

وهالقلب عالورقة

ماعاد عنده للحكي راسمال

“ نحجي طك بطك “

عاشق الوطن وشاعره بعد مستهل الاغنية ليبين لنا ماذا فعلوا القتلة بالعصافير، بالبلابل، بالحياة وهو يقول” لقد نتفوا ريش العصافير التي تقف فوق الزنازين خوفا من رسالة حب، واعدموا البلابل التي تحمل لنا تحايا الاهل رميا بالرصاص، وسدوا الثقوب التي نتنفس منها، فلم يتمكنوا من بصرتك وبصيرتك، فها أنت تعبر الثمانين، فتى تحمل العراق على كتفيك، لتنقذه من هذا الجب الدامي الذي لايعرف قراره أحد، فلا سيارة ولاهم يحزنون” ثم يطالب جميع العراقيين باللهجة الدارجة بعلو صوته وشأنه” بعد ميفيد نرمز نحجي طك بطك” ثم يخاطب الحزب صارخا بصراحته المعهودة” ياأيها المتنبأ بما نصطلي به الآن جميعا، لقد كنت عابرا للطوائف، لأنك عليم ببراكينها التي تتطاير بحممها الآن، تنورا ينسف تنورا، فمن يكنس لحم أولادنا في الطرقات، ومن لدماءنا التي تنام وحيدة مع الكلاب في الأزقة، فالطوائف صبح من اللافتات السود التي تلتف على أجساد امهاتنا، وليل يبتكر الظلمة والخفافيش، ليل قناص يقتل قمره ونجومه، وذئاب تعوي في العتمة “ بعد ميفيد نرمز احنه اهل الحك” وكأنه يربط هذا البيت الشعبي ببيته السابق من حيث المعنى والقافية” بعد ميفيد نرمز نحجي طك بطك.

“ من أي نجم قدّ شعرك “

الشاعر بعد ذلك يتنقل بنا في الشعرين الفصيح والشعبي عن معاناة الشعب وغايات واهداف الحكومات الفاسدة والعصابات المتنفذة، ووصية أم الشاعر التي تحذر الحكومات من شارة الحزب الشيوعي ومكانته التي تضر من يضره لكونه ناشدا وراشدا للحب والسلام، الى أن يتحول الى جزء مهم عاشه العراقيون مجبرين غير مخيرين “ الكتلتان المتصارعتان الآن، أعني الكتل السياسية والكتل الكونكريتية، كلاهما تتربعان على صدور العراقيين، وتطحن والناس نيام”.

يخاطب الحزب بعد ذلك معترفا بمناقبه وتضحياته” أيها الزاهد النبيل، مازلت في محرابك خاشعا، متصدعا من محنة العراق، فلقد انفطرت قلوب قبلك ولم تزل يافع القلب خضلا، ثمانين عاما وانت تضيء ليل العراق الطويل بكوكبة من شهداءك، وتهتف يسارا انظر، فلقد أكملت الدورة الوطنية وكهربت القرى وابتكرت العراق”. وفي ختام معلقة الشجاعة بزمن الخوف يخاطب شاعرنا الكبير حزبه قائلا” من أي حب قدّ صبرك، من أي نار قدّ صبرك، من أي طين قدّ صبرك”. وأنا المذهول بشجاعة القصيدة وصاحبها أقول: “ من أي نجم قدّ شعرك “.

********************************************************************************************

تسعون  فرحة

حامد كعيد الجبوري

عيد ...

اليوم عيد ...

لبّس الدنيه الفِكِّر 

ثوبه الجديد

وصل ( للتسعين ) عمره

طاح كالوا...

مات كالوا

 وحيل عنده ...

يغلب الريح ويزيد

بالسمه ( تسعين) نجمه

بگاعنه ( تسعين ) برحية رطب

وشال ضيم أبكثر ما شال النهر دهله وحنين

وحزن شال ابكثر دمعات اليتامى

 سيل كلبه ...

ولا شگه الواحد تعب

ولا وگف يمدح ذليل

ولا ركض يطلب رتب

صعد لجبال العراق

وزرع ورده

ونزل لهوار الجبايش ...

و (العماره (

ونام بين الكصب والبردي

وتراتيل الفلح

شايل المشحوف عمره

ويحضن تراب ( الغموكه(

ويبني من جرحه الفرح 

ب( النباعي ) أتفيض روحه

اينث على العاشگ وصال

للمعامل يغبش بصبحية الله

ولا عرف طعم الدلال

أمحزّم ( الغربيه ) راعي

أيشرِّب الوديان من مايه الزلال

حارس البستان وعگود الفقير

وجاب بشليله الفجر

أبطوله يمشي

ما التفت مره الوراه

والسجج موت وذبح

زقزقة عصفور عشه

وبلبُل اليصدح طرب

(بنكرة السلمان) ذكرى

ونفق...

نفق للثاير بِنَه

قلعة (الحلة) وسجنها

فَتِّحت بالظلمه نور

وبقطار الموت يمشي

يمشي يمشي..

حبه حبه...

السجه يزرعها ورد

خَضّرت بستان روحه

ياسمين وحنطة سمرة

من (السماوة) لـ (رقم واحد) للسجن

كل خناجرهم ، مشانقهم سراب

الدم شيوعي..

رسم باللوحه الشهيد

الدم شيوعي...

شمَّس الدنيه ( سلام )

وذاب تمثال الثلج

وضحكت الدنيه ربيع

واحد ثلاثين آذارك شقايق

والعتب...

ما ظل عتب

ساحة التحرير ثوره

ساحة التحرير ورده

وردة حمره...

زوّگت شفة عرايس للحزب

بساحة الحرية وبكل الوطن

بصوت واحد..

ينهدم عرش الظلام

العيد عيده ...

الدنيه عيده

وبيده ورد  الرازقي وشدة ورد

غصنه للزيتون قرآنه السلام

شكد وسيع الراي ...

ويلاده حمام

أمس رادوله يطيح ...

اليوم رادوله يطيح

وباجر يعرفون صبره

ما يگع صبره المسيح

وما يطيح ...

ولا يطيح

________________

*كان مقررا ان تلقى هذه القصيدة في أمسية الشعر الشعبي التي أقيمت مساء 21 آذار الجاري احتفاءً بالذكرى التسعين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي .. لولا طارئ مفاجئ منع الشاعر من حضور الأمسية.

****************************************************************************************

تسعين نجمة الفهد

سامي عبد المنعم

تسعين نجمة غفت

ونجومك العاليه

شعله وعلگها فهد

طول الزمن ضاويه

حازم وصارم نهر

وفروعه بارض الوطن

ما ينگطع جاريه

وصار الشيوعي علم

العمال إله صاريه

عادل صموده شرف

من خوف الجلاد

قدم عيونه نذر

بس لا تذل بغداد

إختار الطريق الصعب

وحصن رفاق الدرب

من سطوة الأوغاد

نصبوا مشانق غدر

مبنيه عالاحقاد

مرجوحه صار الحبل

ودم الشيوعي إرتفع

اعلا من الاعواد

كلها .. وحزبنا إستمر

إبكل هيبه وإستعداد

ماهمه ذاك القمع

وبكل عزيمه عاد

كل همه يبقه الشعب

شامخ وعالي الرأس

وراد الوطن حر يضل

إتعيش إبسعاده الناس

مابي عميل ونذل

ولا خاين ودساس

العمال من تتحد

هيه اللي تبني الساس

وصار السجن مدرسه

واليشهد السلمان

دم الشيوعي انكتب

للتضحيه عنوان

شفتوا ابعمركم حزب

بي ينتمي سجان

محفوظ حزبك فهد

وحزب الطغاة إنداس

تاريخهم مزبله

وحزبك بقه نبراس

******************************************************************************************

أغنية للعيد التسعين

حسين جهيد الحافظ

تسعين نجمه اتلالي

سالم حزينه الغالي

انغني بسمك يافهد

وياك كلنه أعله العهد

ايردد فرح موالي

سالم حزينه الغالي

* *  *

يا فهد حزبك سالم

ابدم حازم او صارم

والحيدري الفذ جمال

وي خالده او دم فريال

انجوم ابسمانه العالي

سالم حزينه الغالي

*  *  *

رايتنه تخفگ حمره

للناس نضوي الگمره

تتغنه بينه الأيام

 حريه احنه او سلام

بينه وطنه ايلالي

سالم حزينه الغالي

*  * *

حزبك فهد گمريه

عالدنيه ناشر ضيه

 بتباهه ابحب الناس

ينثر محبه وحساس

للناس عيد اهلالي

سالم حزينه الغالي

***********************************************************************************************

من قطارات الحلم والليل

كاظم غيلان

كتبتك ليل ..

رسمتك فرس مجنونه ،..

حوافرها تطشر الليل ،..

ضويات ، وكماري، وشمعدانات ، وثريات ، ونعش، واسهيل

و..

رسمتك ريل ،..

يصعد من جنوب الله

كصب( سوك الشيوخ) ايلاعب اكتاره

كصب .. يغسل اهمومه الماي

ناسه ابكل وكت تلكاهه مهمومه

بيهه ازلام مهزومه

وبيهه ازلام ..دوم ..ابكل وكت

تلكاهه ع الثورات مفطومه

نتلكاك ياريل المحبه ابهلا

ونودعك ابصيحات الزغار

 التترس الغبشه بفراكينك

وضويات المحطات البعيده

امساهرات الليل

تصعد .. ويل

واترد نازل الغبشه بألف ياويل

ورسمتك نبع

يبدي امن المسافات الكثر بيها القهر والليل 

يصرخ بالوجوه الطاح منها الماي

وتوزع كصصها ابألف راي،وراي

١٨ اذار _ العماره

**********************************************************************************************

اجمل وطن

للراحل الشاعر سعد الشريفي*

غصب عنك غبت

وظليت بالروح

اشما طالت الغربة ومدت سنين

غنيت اعلى بابك نار الاشواك

وردتني النوايب شايله البين

كتبتك بالغناوي لهفة الروح

وشديتك جرح تنلجم كل حين

يا اجمل وطن ...يلما لواك الخوف

ياعش الحنان وشبكتك اوف

حرير انت..وضوه..وعطر البساتين

من اصحه ..اشوفك نخل ممدود

ومن اغفه..تنام بكلبي والعين

الم حزني بغيابك وانفض الاه

واجيلك غبشه وي دكة الدواوين

يا نسمة صبح يالشوفتك عيد

ياصفكة عرس بيد المحبين جنت ادري اردلك واحضن البيك

واشم اتراب اهلك والرياحين

اني ابعازتك كل وكت يابوي

الابن ماينسه ابوه من تدمع العين

كتبتك بالقصايد احلى الاشعار

وجنت احلى لحن بين التلاحين

_____________________

* كان الشاعر المناضل  عائدا من بلاد الغربة هولندا وكان القدر بانتظاره ففارقنا بحادث سيارة في مدينته الهاشمية بمحافظة بابل قبل شهرين.

فله الذكر الطيب والخلود ولروحه السلام

*************************************************************************************************

الصفحة الحادية عشر

احدث الكتب المسرحية العراقية

- باب جهنم/ خمس مسرحيات للدكتور مثال غازي، صدرت عن دار الشؤون الثقافية العامة في وزارة الثقافة- بغداد، وتضم المسرحيات: (باب جهنم/ المفتاح/ ليلة الوحش/ ما يبحث عنه الزير/ ساعة السودة).

- لنمثل ما حدث/ عنوان نص مسرحي للكاتب المسرحي علي عبد النبي الزيدي، وهو نص مسرحي يعتمد على وثائق وحكايات. يقول الزيدي” هذا الكتاب يتحدث عن جحيم الإرهاب الذي احرق اهلي في سنوات خلت”.

- مسرحية القصيدة/ فضاء الشكل الدرامي في السوق القديم للسياب/ تأليف أ. د رائدة العامري. اصدار: مؤسسة ابجد- بابل.

*******************************************************************************************

في اليوم العالمي للمسرح نحو مسرح تنويري رصين

د. تيسير عبدالجبار الآلوسي

ارتبط المسرح مذ ولادته وحتى يومنا بجمهوره متفاعلا إيجاباً مع منجزه ومدركاً لمعطياته ودلالاتها ببنيتيها الجمالية والمضمونية بمساري السطحي والعميق للبنية، بل ولتعدد خطط الحدث الدرامي على وفق تعدد مسارات الصراع: أسسه ومخرجاته. أنّ احتفاليات اليوم العالمي للمسرح ليست استعراض كرنفالي عابر، بل التعبير الأعمق عن خطابات الحياة الإنسانية بمختلف مراحل العيش ومعالجات الحاضر واستشراف المستقبل. وإذا كانت شعوب العالم المحتفلة بالمسرح تتبنى مراجعات عقلانية حكيمة مستفيدة من التجارب فإننا لا نختلف عراقيا عنها في تبني تلك القراءة التي تكشف الثغرات وأشكال الخلل ووسائل استعادة النماذج الساطعة لمساهمات مسرحنا ومنجزه. فبعد أكثر من عقدين على التغيير في بلادنا وحيث ناهزت المسيرة على ربع قرن من المحاولات تلمس طريق التنوير ودمقرطة الحياة العامة بتفاصيلها يتطلع مسرحيونا بدءاً لانعتاق الخطاب المسرحي وتحرره في صياغة مادته جماليا مضمونيا وإلى توثيق المنجزين المعاصر وذاك الذي استقر في المكتبة الوطنية ومن ثمّ لاستثمار إعادة الإعمار في مرافق التعليم والثقافة ومجمل المؤسسات لتمتلك منصاتها المسرحية الى جانب صالات العروض المستصلحة والجديدة ومنها إعادة إشادة مسرح أكيتو في حاضنته السومرية البابلية التاريخية ومسرحا وطنيا يباهي به في شرقنا الأوسط الجديد باستقراره وبأفق السلام فيه.. هنا يتبنى مسرحيونا حراكاً نوعيا يسمو بالفرجة المسرحية ليرتقي بها من حال يريد فرض التلقي السلبي بكل تفاصيله ومحاولات استغلال المشاعر والانفعالات وتقييدها بسجن من خصال الأحزان واستدرار العواطف بإسدال ستائر سوداء، ليتم الانتقال بعناصر الفرجة إلى منطقة المشاركة الإيجابية في استكمال حلقات الحوار والوصول إلى موانئ إنهاء الصراع وحله لصالح الأنجع ولما يمكنه المساعدة في بناء الشخصية القادرة على صنع التغيير وإعمار الحياة وجوديا..

إنّ أكثر ما يحتاجه جمهور الفرجة عالميا ومحليا وطنيا هو تعزيز حملات السلام كونها الفضاء الذي يمكن للإبداع أن ينمو ببساتينه الفيحاء، وتلكم هي جوهرة حملات جمهور فعل البناء والتقدم وخطى التنمية حيث قدرات التأثير المتوافرة عند الشخصية الإيجابية؛ وهي حتما غير الشخصية المنكفئة على ما تتلقاه نتيجة نهج التلقين وترديد المقولات الجامدة المغلقة، التي تتلقفها ممزوجة بالتأثيرات الانفعالية الصارخة مما يستدر العواطف والانفعالات.

وهكذا فنحن بمجابهة صور الخلق الإبداعي كتلك التي جاء بها أساطين مسرحنا بدءا بجورج الثاني وأندريه أنطوان وكوستانتين ستانسلافسكي حيث واقعية الاشتغال وخلق ما يطابق الحياة ولكن بما يريده خالق جماليات المسرح لتأتي رمزية بول فورت الشعرية الممزوجة بالواقعي وتغادر نحو رمزية جورج فوخس وجوردن كريج وتنويعات ألوان أضوائه ثم أدولف آبيا وأضوائه المسلطة على الجواهر لإبرازها وتأتي فنتازيا ماكس رينهاردت وواقعيته الخيالية لكن إاكساندر تايروف سيعود بالفرجة نحو ثراء الروح وآبيا وليقدم لنا لويس جوفيه موليير إنسانيا لا أخلاقيا عبر توجيه الممثل للأداء الحسي لشخصيته وتسمو إرادة حورج بيتوييف شعريا بخلاف جاستون باتي الذي استثمر التقنيات بنبضها الشاعري على أننا نغادر الممثل إلى تقديم الحشود والمجاميع بلقائنا مع أروين بسكاتور فنصغي لهدير المجتمع المعاصر وصراعاته بملحمية ستلتقي لاحقا ببيرتولت بريشت وسنمر طبعا ببيتر بروك وأنطون أرتو وغروتوفسكي بتنوعات غنية في تعدد مساراتها الجمالية وفي اليوم العالمي لا ننسى منجز جاسم العبودي و إبراهيم جلال وسامي عبدالحميد وقاسم محمد وصلاح القصب ويوسف العاني وعقيل مهدي يوسف وهم يبدعون قيم مسرحنا باستنطاق بعضهم للتراث ومجالسه ومناظراته أو إحياء آخرين لصور واقعه بعد تغييرٍ أو إصلاحٍ حيث تحطيم الوضعيات الأساس في تراجيديات درامية لمحمولات أزمات مجتمعنا وإصلاح تلك الوضعية في كوميديا واقعنا وسخريتها مما قد يجابه حال العراقي من ظروف..

المسرح اليوم غني عميق الفلسفة ثر الثقافة بقدرات تنويرها الفكري وإزاحتها ويخيم على أجوائنا.. وإذا كان النظير يوم تأسس وأنطلق قد ارتبط باحتفالات الشعب وطقوس حياته فإنه اليوم يصحح الموقف من رؤية تربطه بالعقائد والتقاليد واشتراطاتها القسرية من قيود ومن حال تجميد ليقدم منطق الحرية في احتفالية تنبض بهدير مسيرات جمهور شعوب العالم تتحدى التقييد والتجميد وتستعيد حقها في حيوية العطاء والإبداع.. فلنحتفل معا وسويا بهذا اليوم لا بسياقات سطحية عابرة، بل بتبني منجز عصور المسرح والمسرحية بوصفه منجز البشرية وموئل إنتاجها ثقافة التنوير لعصر يسطع كما سطوع عصر التنوير والتقدم البشري قبل قرون..

وشعبنا أسوة بشعوب العالم يستحق ذاك الاحتفال الأبهى والأسمى.. وكل عام ومسرحنا بأروع منجزاته خير مساهم مع منجز البشرية ومسارحها باتساع وجودها.

******************************************************************************************

سوسيولوجيا العلاقات السلبية

عبد الغفار العطوي

التحدث عن الحب و اللاحب و المغازلة  ما قبل الحديثة  ،أي عن النهاية الحرجة فيه، كما ستطلعنا عليه إيفا إيلوز في كتاب ( نهاية الحب – سوسيولوجيا العلاقات السلبية ) في فصوله الستة ( سأختار الفصلين الأول و الثاني فقط من الكتاب  كعينة مناسبة لإداء الغرض) للتحدث  أولاً عن أشهر من أوقد ضرام الحب في العالم  شعراً ،و ابتكر أغانيه في العصر اليوناني  القديم والغنائي الواقع ما بين القرنين السابع و السادس ق م  و المقصود هنا هي الشاعرة التي اشتهرت باسمها الغريب  ( سافو)  و لم يكن يعرف عن حياتها و شعرها الكثير، كل الذي عرف عنها بواسطة شاعر  معاصر لها  ينتمي إلى بلدها نفسه و هو  الكايوس ، و المؤرخون لم ينقلوا عنها سوى النزر اليسير من شعرها و حياتها بسبب اختلاط شعرها وأغانيها مع شعر آخرين، و اضطرابه لدرجة يصعب الحكم عليه من ناحية انتسابه لها، كل الذي نعرفه عنها ، إنها عاشت في عصر مضطرب  و ولدت في  جزيرة ليسيوس  في الفترة  الواقعة  بين عامي 610 و 650 ق. م على أرجح الشواهد التاريخية ، و شخصت منذ ذلك التاريخ  باعتبارها شاعرة الحب و الجمال ، ويمثل شعرها أصدق تعبير عن الجرأة في الحب  و الإباحية في الأغاني ، و الخيبة في العاطفة ، كلما عشنا  مع شعر سافو لم نستطع أن نتبين  فيه  الحدود الفاصلة  بين الواقع و الخيال  الشعري  ، لكن المنحى  الإيروتيكي أو الإباحي  الذي اصطبغ به  شعرها هو الذي جذب العشاق و المحبين لشعرها ، و جعلها خالدة عبر التاريخ ، و صنع من شخصيتها اسطورة  ، من ربات الجمال ، و اهتم بها  المؤرخون  كونها تصور تاريخاً من  الجمال و الخيبة في الحب ، لتحل في  الثقافة  القائمة على الرومانسية ، في الفصل الأول من ( نهاية الحب) تشرح إيفا إيلوز ظاهرة ) اللاحب) لمدخل  سوسيولوجيا الاختيار السلبي، ذاهبة نحو تصوير الثقافة الغربية  بوصفها عبارة عن مداهمة الحب حياة الرجال  و النساء على حد سواء ، لعلها  تؤكد على إن ظاهرة ( اللاحب) هي وحدها قد  ترسخت في ثقافة الاختيار السلبي، من حيث إنه لم تعد هناك فرصة للحب عند الجنسين، و يتدخل علماء النفس في هذا الجانب ، بأنهم اناطوا انفسهم بمهمة إصلاح حياتنا الجنسية ، و إرساء المشاعر الرومانسية و تشكيلها  و توجهها، على الرغم إنهم لم يفلحوا في هذه المهمة وبشكل لافت في تحمل إقناعنا  وبأن تقنياتهم و أساليبهم الشفوية  والعاطفية ، بإمكانها ان تساعدنا على العيش في حياة أفضل ، إيفا إيلوز قدمت في مفهوم (الحب) فكرة جيدة في كيف تعيش المجتمعات الغربية في هذا المأزق، الذي رسمه إريك فروم في( حب الحياة ) نصوص مختارة على إنه في مسألة الاهتمام الاجتماعي يحمل تلك الأفكار التي وضع لها الأولوية وآمن بأن وحدة الإنسان على نقيض الكائنات الحية الأخرى  منبثقة  من كونه  يمثل  الحياة المشتركة ذاتها ،بيد إن الاختلاف الجوهري  في نظرة ايلوز  عن فروم  نحو ما ينتجه الفكر الحداثي و ما بعد الحداثي من تمزيق عرى المجتمعات الغربية  هو فائض القيمة للعلاقات العاطفية السلبية بين الجنسين ، من ضمنه ذاك الشعور باللايقين في العلاقات ، و أواصرها المتذبذبة ، إن تلك العلاقات  قد سحقت كل المحاولات العلاجية التي تبذلها الاستشارات النفسية من مقابلات للجنسين ( النساء بالذات) و الحلقات التدريبية  في كيفية تقوية المشاعر و الاحاسيس ، و الاجتماعات الحميمة المشتركة ، لكن كل تلك الأشياء الممنهجة التي وضعت إ لهذا الغرض في  إنها تسير في اللايقين  كانت تصب في  خلق حواجز بين الأزواج و الزوجات ، في زيادة الإقبال على ممارسة مفهوم( اللاحب) و بالتالي تكوين علاقات سلبية في المجتمعات الغربية  ، تقول ايفا  إن التقصي  الذي أجريه منذ سنين عدة  عن الحياة العاطفية والرأسمالية  و الحداثة  قد وصل  إلى خلاصته الأولية  من خلال الانخراط بقوة  أكبر  في السؤال  الذي  طرحته الفلسفة الليبرالية منذ القرن التاسع عشر : أتهدد الحرية إمكانية  نسج روابط متينة  ملزمة ، روابط رومانسية ، بوجه أخص؟ هنا  السؤال  الذي اتهمت به إيفا إيلوز انتشار ظاهرة اللاحب المشروع الرأسمالي للغرب، بالتعاون مع الحداثة لتقويض أسس الحب بين الأسر عقب هجوم العولمة، و قيام مفهوم الحب النائي او الغرام النائي (الحب عن بعد)الذي قام بنقده عالم الاجتماع البريطاني زيجمونت باومان في (الحب السائل) و في كتابه (المراقبة السائلة) و تعالج ايلوز في الفصل الثاني من كتابها ( نهاية الحب ) عواقب الاختيار السلبي في المغازلة  ما قبل  الحديثة ، و اليقين الاجتماعي و ظهور العلاقات السلبية ، سنفهم من طريقة طرحها  للموضوع إن التراكم الرأسمالي في طرق تحكم البناء الثقافي للعلاقات العاطفية التي هي أساس متماسك في وحدة الأسر تم تقويضها بصعود عالم معولم ، هناك مفاهيم تخص النسوية ، و ما بعد النسوية التي ميزت بين ما يطمح إليه المركز في ذلك العالم المعولم ، و في  فلسفة من أجل تعدد الثقافات بعد استعماري  يضع ثقافة المرأة نصب العين ، لتمارس  نقدها لمطارحات الرأسمالية البشعة ، و ربما كانت فلسفة ميشيل فوكو في نظرته للجنسانية النسوية ، وطرحها للجندر والجندرية  قد ادى إلى تراجع الروابط بين الجنسين في مسألة تكوين الأسر نحو الحرية الجنسية ، باعتبارها مثل الحرية الاقتصادية التي تحمل معالمها الاخلاقية وحدها ، فالحرية الجنسية و العاطفية التي وقفت أمام الأسئلة الجوهرية لعلم  الاجتماع الكلاسيكي حيث وضعت خط الصدع بين الحرية والأنوميا، وأجابت عليها فلسفة فوكو في جنسانية المعرفة التي قوضت مركزية المركز بمفهوم الجندر و ثقافة الكوير الذي مارسته مركزية الذكورة ضد الجندر في  الحقبة الحداثية و ما بعد الحداثية ، لقد تحدثت إيلوز في الفصل الثاني عن فكرة الطرق في اقامة العلاقات بين الجنسين على مفاهيم خاطئة او تقليدية لم تراع فيها تطورات المجتمعات ، و ما أصابها من  تغيرات حادة في بنياتها المختلفة  ، على الرغم من طرح إيلوز الذي اتسم بالتروي و المعقولية و البساطة الروائية إلا  إن تلك  المعالجات الشيقة من قبلها لا تقنع النساء و الرجال الآن في عالم ما بعد – استعماري.  

*****************************************************************************************

سأعيد عليك الأسئلة

علي حنون العقابي

أعرفُ أنّكَ كنت منفرداً في المزاجِ

ترتقُ ثيابَكَ الصوف،

وتُشذّبُ بياضكَ بأناملِ المُستحيل،

أعرفُكَ أيّها الأعزلُ

الخارجُ من مشيمةِ القلق،

اِذاً فلترمِ نردَكَ لجلالِ الغَبش

قبل أن تقرعَ الطبول..

سمِّ نذورَكَ وسطَ الطوافِ

عَلَّ ترانيمنا تعلو على الدفوف،

فهاهو ذا العطفُ في هوائنا

يعادلُ ما بين المناجاةِ

واستبدادِ الوساوس،

أطلقْ حروفكَ في سماءِ القصيدةِ

سدّدها إلى قلبِ الفتى

فأنتَ الجناسُ والطباقُ

أنت المبتدئُ قبل الخبر،

أنت مأوايَ ومثوايَ

إذا اشتدّتْ علينا الزلازلُ

فكم تضرّعت إليك

خُذْ عطشي للجداولِ المفرطةِ في عذوبتها

فقد منحتكَ الجواهرَ

ثم طوّقتكَ بالعقيقِ والمرح،

خبئتكَ في الكنوزِ تحت الطلاسمِ

لكنّكَ تركتني وحيداً وسط خرابي،

فمتى تعيدُ إليَّ الطفولةَ

والوصايا المكتوبةَ بالزعفران،

أطلقْني من هذا السحرِ

حرّرني منكَ لكي أتخلصَ من وثاقي

ليس في وسعي بعد الآنِ التحوّل كالزئبقِ

أو التخبّط في دغلِ الخطيئةِ،

فمُذْ عرفتكَ أوّلَ مرّةٍ

حيثُ كنت ترّش الرياحين،

تمسك بطاستكَ حتى يترقرقَ الشعاعُ الباذخُ

تقرأ التعازيمَ على أطرافِنا وسط الغليان،

فيبتلّ الحرفُ المرسومُ على شفتيكَ

بماءِ الكوثر،

فهلّا شاركتني السرَّ المخبأَ في رسائلِ النسيان،

فإنّني عقدتُ العزمَ على الرحيل

ليتَ الشكَّ يجرّني إلى أبعد نقطةٍ

ليتكَ غطّيتني بالكراماتِ

ليتكَ أشرفتَ على المراسيمِ

وتركتَ ما تناثرَ من العمرِ

على مشارفِ البلبلة،

كي أُتابعَ ما استطعتُ من التقوى

فذلك أهونُ عندي

من الضياعِ في عوالمِنا المبهمةِ

حسبكَ أن تظلَّ يافعاً

ترفلُ في الحروفِ وفي عطرِ الخزامى

فهذا خيارُكَ الوحيدُ

حتى  إذا جلجلَ علينا رنينُ الخلقِ كلّه

أو تراكمَ الجرحُ على الجرحِ،

لذلك سأعيدُ عليك الأسئلةَ

لماذا ألبستني الوهمَ

وتركتني أهيمُ في مسالكِ الرغبات؟

لماذا حملتني على جنحيكَ للعُلا

ثم رميتني للهاوية؟

أما كانَ عليكَ أن تعلّمني

كيفَ أنهضُ من قبري؟

فلا وحقّكَ لن أتمرغَ في معصيتي

لكنّني سأمضي إلى آخر غصّةٍ

وسوف تراني أتجلّى في معبدكَ

ريثما يعودُ إلينا الشجن.

***********************************************************************************************

الصفحة الثانية عشر

دعوة الى الفنانين المشاركين في المعرض التشكيلي السنوي

تدعو لجنة احتفالات الذكرى التسعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي الفنانين المتوجهين الى المشاركة في المعرض التشكيلي المكرس لاحياء هذه الذكرى، الى تسليم أعمالهم الفنية الى الادارة في مقر الحزب بساحة الأندلس في بغداد.

معلوم إن المعرض سيفتتح في الساعة 11 من صباح السبت 13 نيسان القادم، على قاعة كولبنكيان في ساحة الطيران ببغداد، ويبقى المعرض مفتوحاً حتى 17 من الشهر نفسه.

***********************************************************************************************

يوميات

  • يقيم بيت المسرح في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، غدا الأربعاء، احتفالية في مناسبة اليوم العالمي للمسرح 27 آذار، تتضمن جلسة احتفاء بـ “فرقة مسرح المستحيل” وعرضا مسرحيا لـ “فرقة مسرح التغيير” من كربلاء، عنوانه “لو كنت بيننا”.

وستبدأ الاحتفالية في الساعة الـ 8 والنصف مساء على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس.

  • ينظم منتدى “بيتنا الثقافي” في بغداد بالتعاون مع المختصة الزراعية للحزب الشيوعي العراقي، السبت المقبل، جلسة بعنوان “تطور الزراعة في العراق بين الطموح والتحديات”، يتحدث فيها كل من المستشار أحمد عبد علي القصير والمهندس ظافر عبد الله والمهندس الزراعي الاستشاري عبد الكريم بلال.

تبدأ الجلسة في الساعة 11 ضحى على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.

**********************************************************************************************

فنانة عراقية تقطف جائزة أمريكية رفيعة

متابعة – طريق الشعب

فازت الفنانة العراقية الشابة مريم زياد تركي بـ “جائزة فيلتشيك” الأمريكية للإبداع، التي تمنح للعلماء والفنانين المهاجرين من ذوي الإنجازات البارزة في الولايات المتحدة.

وحصلت مريم، وهي ابنة المصور المعروف زياد تركي، على الجائزة البالغة 50 ألف دولار، عن تصاميم ولوحات ومجسمات فنية تجسد مراحل صعود الحضارات ثم انحدارها بسبب الحروب والعنف.

هذه الفنانة، المنحدرة من مدينة هيت، والتي تعمل حاليا مدرّسة في الولايات المتحدة، تقول في حديث صحفي أن “رحلتي كمهاجرة ألهمتني في عملي، ومنحتني الدافع لتحقيق أي شيء أتخيله، فنيا”.

وتستخدم مريم مواد مختلفة في عملها الفني، عضوية وصناعية، كالورق والرمل والأصباغ والمعادن وحديد التسليح والخشب وغيرها. وتقول انها تفكك في مخيلتها الأشكال المعمارية التقليدية، وتعيد تشكيلها فنيا بصورة مختلفة. 

أكثر تصاميم مريم إلفاتا للنظر، عنوانه “بين النهوض والانحدار”. وهو عبارة عن مجموعة منحوتات تشكل مشهد مدينة متخيل، مستوحى من بغداد، ومن محل إقامتها في نيويورك. إذ تجسد المنحوتات مباني شاغرة، تعكس منازل مهجورة في بغداد بسبب الحرب، وناطحات سحاب تبدو فارغة في مانهاتن حينما كانت منكوبة بجائحة كورونا.

ومريم حاصلة على البكالوريوس في التصميم في “معهد برات” في نيويورك، حيث تعمل حاليًا أستاذة زائرة. وقد سبق ان عرضت أعمالها في صالات فنية بارزة في مختلف أنحاء الولايات المتحدة. كما قطفت جوائز أمريكية عديدة، أهمها “جائزة سقراط” للزمالة السنوية 2023 و”جائزة زمالة الحريات “ 2023.

*****************************************************************************************

في مقر شيوعيي الكرادة.. د. آمنة والي عن «الدور الدولي في القضية الفلسطينية»

بغداد – طريق الشعب

احتضنت حديقة مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الكرادة، أخيرا، أمسية بعنوان “الدور الدولي في القضية الفلسطينية”، أقامها “ملتقى لكش” الثقافي وضيّف فيها د. آمنة والي.

أدار الندوة التي حضرها جمع من الشيوعيين وأصدقائهم، الحقوقي محمد السلامي. فيما استهلتها الضيفة بالحديث عن المنظمات الدولية التي لعبت دورا رئيسا في القضية الفلسطينية، وعن المنظمة الصهيونية التي نشأت بعد انعقاد مؤتمر بازل في سويسرا عام 1897، والتي سعت إلى تحقيق هدف المؤتمر القاضي بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.

واشارت إلى ان القضية الفلسطينية باتت شغلا شاغلا لكثير من المنظمات الدولية ذات الأهداف والرؤى المختلفة.

وصنّفت د. آمنة المنظمات الدولية إلى 3 تصنيفات، أولها منظومة الأمم المتحدة التي كانت تعكس تعاطي المجتمع الدولي مع القضية الفلسطينية وتحيزاته لها، وثانيها منظومة المؤسسات الحقوقية التي ركزت على التعامل مع قضية فلسطين من منظور حقوق الإنسان والتركيز على حقوق الشعب الفلسطيني الإنسانية والقانونية والسياسية والاقتصادية، فضلا عن مجموعات الضغط التي شكلت محركا رئيسا للرأي العام العالمي بشكل عام، والأمريكي بشكل خاص، باعتبار ان الولايات المتحدة هي الموطن الأكبر لليهود.

وبخصوص منظومة الأمم المتحدة، أشارت الضيفة إلى تعدد المنظمات التي تعمل تحت مظلتها، من ناحية الأهداف. فمنها ما ركز على البعدين السياسي والأمني للقضية الفلسطينية، ومنها ما ركز على الجانبين الإنساني والقانوني، والجانبين القيمي والتاريخي، إضافة للمنظمات التي ركزت على الجانب الإغاثي.

وتطرقت د. آمنة إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والذي ركز على إبراز الانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون، مبينة ان المجلس اكد منذ نشأته تكرر الخروقات لحقوق الفلسطينيين على يد سلطات الاحتلال.

وأوضحت أن المجلس يعتمد على قرارين أساسيين بشأن القضية الفلسطينية، يتعلق أحدهما بعدم شرعية المستوطنات الإسرائلية في الأراضي المحتلة، والآخر يتعلق بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، منوّهة إلى ان خبراء القانون أكدوا عدم شرعية القانونين الإسرائيليين اللذين يُستند إليهما في عمليات إخلاء أراضي الفلسطينيين ومنازلهم، وهما: قانون أملاك الغائبين عام 1950، الذي يحظر على الفلسطينيين استعادة ممتلكاتهم التي فقدوها في حرب 1947 – 1949، وقانون الأمور القانونية والإدارية لعام 1970، والذي يسمح للإسرائيليين المطالبة بالممتلكات التي فقدوها خلال الحرب.

ولفتت الضيفة إلى ان “عمل مجلس حقوق الإنسان قائم على رصد الانتهاكات الإسرائيلية وبيان تفنيدها القانوني. إلا ان ما ينقص من فاعلية المجلس بشكل كبير، هو عدم امتلاكه قدرة إنفاذ، كأي من المنظمات الأخرى التابعة للأمم المتحدة، حيث يحتكر مجلس الأمن سلطة هذا الإنفاذ”.

وتحدثت د. آمنة عن التصعيد الصهيوني الأخير في غزة، مبينة ان الأمم المتحدة دعت حكومة إسرائيل إلى تمكين وصول الفرق الإغاثية والإمدادات الإنسانية إلى غزة، وفقا لالتزاماتها بالقانون الدولي، لكن وكالة الامم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الاونروا) لم تحصل وقتها على الموافقة على الدخول إلى غزة.

وخلصت المتحدثة إلى ان المنظمات العاملة تحت مظلة الأمم المتحدة، بذلت جهودا كبيرة لدعم الشعب الفلسطيني، إلا ان مجلس الأمن كثيرا ما يحيد عن حفظ الأمن والسلم الدوليين لصالح تحالف هذه الدولة العضو او تلك، ويساهم في الالتفاف على معالجة الأسباب الحقيقية للنزاع.

*******************************************************************************************

البصرة تحتضن مهرجان شعاع الشعري

البصرة – باسم محمد حسين

أقام اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق – فرع البصرة، مساء السبت الماضي، «مهرجان شعاع» الشعري، وذلك في مناسبة اليوم العالمي للشعر 21 آذار.  المهرجان الذي احتضنته حديقة «قاعة قصر الزهور» وسط البصرة، حضره جمهور من المثقفين ومتذوقي الشعر، فيما أداره الطالب ناصر بدر، وافتتحه داعيا الحاضرين إلى الاستماع للنشيد الوطني.  بعد ذلك، ألقى سكرتير فرع الاتحاد الطالب ضياء الدين عاصف، كلمة رحب فيها بالحاضرين، وتحدث بشكل مختصر عن الاتحاد وتاريخه وفعالياته المختلفة.

ثم توالى شعراء شباب على المنصة لقراءة قصائدهم، التي تنوعت بين الشعر العمودي والتفعيلة والشعر الشعبي، وتغنت بحب الوطن وأهله، وأدانت الحالات السلبية، وطالبت بالتغيير الإيجابي.  هذا وشهد المهرجان أناشيد وطنية.

**********************************************************************************************

«الخالدون».. فيلم سويسري يوثق انتفاضة تشرين

متابعة – طريق الشعب

ألقى موقع “فاريتي” الأمريكي في تقرير له أول أمس الثلاثاء، الضوء على فيلم لمخرجة سويسرية عنوانه “الخالدون”، يستكشف آمال شباب العراق ويأسهم، ويتناول بشكل خاص آثار انتفاضة تشرين 2019 على حياتهم.

وأوضح التقرير أن الفيلم، وهو من إخراج السويسرية ماجا تسشومي، يستند إلى حديث شاهدي العيان ملاك مهدي ومحمد الخليلي، ويتحدث عن الإحباط الذي أصاب الشباب بعد أن نقض دهاء قوى السياسة الوعود بحياة أفضل.

ويروي الفيلم معاناة جيل يشارك أحلامه واحباطاته مع أشخاص آخرين في مختلف أنحاء العالم، يعانون اضطهادا مماثلا. ويتتبع الفيلم الناشطة النسوية ملاك، التي تعاني قواعد صارمة تفرضها عليها عائلتها. كما يتتبع الخليلي، وهو مخرج عمل على توثيق الثورة.

ووفقا للتقرير، فإن ملاك والخليلي لا يمثلان موضوعة الفيلم بقدر ما انهما بمثابة شركاء مع المخرجة تسشومي. إذ إنهما شاركا في كتابة السيناريو، مشيرا إلى أن كاميرا الخليلي منحت الفيلم صورا تجسد بهجة الثوار الساعين جدا من أجل التغيير، فيما يتطاير رصاص القمع في الجو ويخنق الغاز المسيل للدموع كادر التصوير. 

ويلفت التقرير إلى أن شهادات الخليلي زودت الفيلم بتعليقات تثير القلق. فهو بينما ينظر إلى عدسة الكاميرا، يقوم بنعي الأحلام الضائعة، ويتحدث عن رفاقه الموتى.

أما بالنسبة لملاك، فتتحدث في الفيلم عن الود الذي يربط الشباب المتظاهرين ببعضهم.

وخلص التقرير إلى ان الفيلم يربط نضال شباب تشرين بنضال آخرين من جيلهم في أماكن أخرى من العالم. وخلص أيضا إلى ان الثورة العراقية، ربما لم تحقق أهدافها، إلا ان التفاؤل يبقى سائدا، طالما أن الشباب مثل ملاك والخليلي، أمامهم يوم آخر للحياة.

******************************************************************************************

ليس مجرّد كلام.. أسواقنا في شهر رمضان ؟!

عبد السادة البصري

عندما كنتُ صغيراً في ستينات القرن الماضي، كان ابي قبل حلول شهر رمضان بأيام يأخذني معه الى السوق في مركز قضاء الفاو جنوب القلب، لنتبضّع متطلباتنا من المواد الغذائية وكل ما يحتاجه الصائمون من بقوليات، وبهارات، وشرابت وغيرها. كنّا نذهب الى دكان أحمد جوهر الذي كان الوالد يتعامل معه دائما ، لنتسوق كل شيء، حتى اللحوم والأسماك. كان جوهر يسجّلها في دفتر الحساب الى حين التسديد عند نهاية الشهر، لم نكن نسأل عن الأسعار لأننا نعرفها جيداً وهي لا تتغير مهما حصل، وكان الجيران يتعاملون بحميمية وود أكثر من كل الأيام.

ما أجمل تلك الأيام وانت تشاهد ( الصواني ) تخرج من البيوت مملوءةً بما لذّ وطاب ليتشارك الجميع في الفطور والسحور، ويتذوق كل بيت ما طبخه الجيران!

تذكّرت تلك الأيام حين  جلست مع زوجتي قبل اسبوعين لنسجّل قائمةً بما نحتاجه من مواد غذائية لهذا الشهر، وبعد انتهائنا من التسجيل فكّرنا بالأسعار فأصابتنا الكآبة والحيرة من ارتفاعها بشكل مفاجئ، وكأن شيئا قد تغيّر في نظام الكون؟!

حدّثتها بما قرأته عن الدول الأخرى وأوامر حكوماتها وقراراتها بتخفيض الأسعار خلال شهر رمضان لرفع عبء الغلاء عن المواطنين، وقارنتها بما يحصل عندنا من مفاجآت في الأسعار وارتفاعها غير المسبوقة وخصوصاً أسعار المواد الغذائية، وكأننا خارج نظام المجموعة الشمسية هذه !!

تساءلنا: لِمَ يحصلُ كلّ هذا في بلدٍ يدّعيعلن فيه الالتزام والتوافق والحميمية والمحبة والتواصل؟ ولماذا يرفع التجّار الأسعار في هذا الشهر وكأنهم يريدون الانتقام من الناس؟! ولماذا لا تفكّر الحكومة جدياً بتخليص المواطنين من جشعهم، وتعلن تسعيرة خاصة لترفع عن كاهل المواطن عبئاً يفرضه الفاسدون؟ ولماذا لا تفكّر بتوفير المواد الغذائية ضمن الحصّة التموينية التي تتضاءل اكثر واكثر وصارت في خبر كان ، رغم ارتفاع المبلغ الذي يأخذه الوكلاء من المواطنين كل شهر؟! لماذا..؟! ولماذا ..؟! ولماذا..؟!

تساؤلات وحسرات وآهات تبادلناها تلك الساعة ونحن نقلّب الورقة التي سجّلنا فيها احتياجاتنا خلال شهر رمضان !

نظرت الى زوجتي فرأيتها تضرب أخماساً بأسداس وهي تحسب بأصابعها سعر كل حاجة من تلك المواد. وتظلّ الــ ( لماذا ) تضرب كل فاسد وجشع من التجّار وغيرهم!

علينا أن نؤكد تآلفنا ومحبتنا ونفوّت الفرصةَ على هؤلاء بعدم شراء أي شيء، بل نكتفي بما موجود لدينا من مواد، وما يتيسر منها. إننا إذا عزفنا عن شرائها بهذه الأسعار المرتفعة سيضطر التجّار الى تخفيضها كي لا تتلف وتصيبهم الخسارة!

وعلى الحكومة أن تُعلن عن تسعيرة خاصة كلّما هلّ هذا الشهر وتُجبرهم على العمل بها ، كذلك كذلك القيام بمحاولتها الجادّة والحثيثة لتوفير مواد الحصة التموينية كاملة، لترفع عن كاهل الناس أثقالاً وأعباء يفرضها الجشعون والفاسدون وبائعو الضمير ، ولنفكّر جدياً بآلية وكيفية التخفيف عن هذا الشعب الذي تعب كاهله من حمل الأوزار !