اخر الاخبار

الصفحة الأولى

في جلسة حوارية لمناسبة الذكرى الـ 90 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي.. فهمي: القوى المتنفذة لا تملك منهجا

يعالج مشكلات بُنْية النظام السياسي

بغداد – طريق الشعب

على شرف الذكرى الـ 90 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، احتضنت حدائق مقر اللجنة المركزية للحزب في ساحة الأندلس وسط بغداد، أمس الأول 31 آذار، أمسية حوارية مفتوحة أدارها الإعلامي علي المهنا، وتحدث فيها سكرتير اللجنة المركزية للحزب الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب.

وقبل بدء الحوار، رحّب الرفيق مفيد الجزائري بالحاضرين، وقال إن مناسبة يوم 31 آذار 1934 هي حدث كبير في تاريخ الشيوعيين العراقيين وبلادهم، حيث تأسست قبل 90 عاما «لجنة مكافحة الاستعمار والاستثمار». وبعد اقل من عام على ولادتها اختارت لنفسها الاسم الأدق تعبيرا عن طبيعتها وجوهر رسالتها وهو «الحزب الشيوعي العراقي» الذي خاض نضالات كبرى من اجل حقوق الشعب العراقي والاستقلال عن الاستعمار وبناء الوطن.

بعد ذلك بدأت الجلسة الحوارية التي حضرها جمع من ممثلي القوى السياسية العراقية والرفاق والاصدقاء.

حدث كبير في تاريخ العراق

بدأ الاعلامي علي المهنا بمجموعة من الاسئلة التي تناولت بدايات تأسيس الحزب الشيوعي العراقي وصولا الى اللحظة الحالية، وما هي المكتسبات الذي حققه بعد 90 عاما من نضالاتهم، والتغيرات الكبرى التي حصلت في بنية المجتمع.

استهل الرفيق رائد فهمي حديثه بتوجيه التحية الى رفيقات ورفاق واصدقاء الحزب لمناسبة الذكرى التسعينية، مستذكرا نضالات الشهداء وعوائلهم والانصار الشيوعيين الذين قدموا الكثير في سبيل وطنهم، وسطروا بدمائهم اروع البطولات الوطنية وكتبوا صفحات مجيدة في تاريخ حزبهم الناصع.

وقال الرفيق فهمي، أن ما حققه الحزب الشيوعي العراقي على مدار 90 عاما يقر به العدو قبل الصديق، وصار ضمن اهتمامات الباحثين والمؤرخين الذين تناولوا الادوار السياسية والاجتماعية للحزب منذ مطلع تأسيسه وحتى الآن، فضلا عن انخراطه في الصراع الوطني ضد الاستعمار وقواعده العسكرية، وكان مناضلا صلبا من أجل الاستقلال وبناء النظام الديمقراطي الحقيقي، مشيراً إلى جهد الحزب لتأمين وجود حركة وطنية موحدة وصلبة تجمع ما بين النضال الوطني والنضال الاجتماعي.

وتحدث الرفيق عن المحطات النضالية الكبرى التي خاضها الشيوعيون في سنوات الاستعمار البريطاني والنظام الملكي، وصولا إلى لحظة ثورة 14 تموز 1958 المجيدة التي فتحت الطريق للاستقلال السياسي ومن ثم الاقتصادي، حيث كان للحزب تأثير اجتماعي كبير لرفض التبعية والاستعمار ومظاهر الاستبداد والتخلف التي كان يعيشها العراق آنذاك، مبينا أن الحزب لعب دورا كبيرا في إغناء الحياة الثقافية والتنويرية، وكان في صدارة بناء عملية الحداثة في العراق مقابل القيم المتخلفة والبالية، فضلا عن مواقفه تجاه المرأة والشباب ودوره الثقافي والتعبوي الذي ساهم في تأسيس النقابات والاتحادات، وهذا ما لم يتحقق إلا بتضحيات جسيمة دفع ثمنها الحزب ورفاقه والقوى الوطنية.

تحديات المرحلة الجديدة وتناقضاتها

وتحدث سكرتير اللجنة المركزية عن التغييرات الكبرى التي حصلت بعد اسقاط النظام الدكتاتوري في عام 2003، حيث استطاع الحزب أن يعيد تنظيماته في ظل وجود احتلال أمريكي وقوى لا تحمل جميعها المودة تجاه الحزب.

وأشار إلى وجود مجموعة كبيرة من التعقيدات خلال هذه المرحلة، لكن مواقف الشيوعيين واصرارهم كانت أبرز أسباب عودة الحزب الى نشاطه في ظل لوحة معقدة وتغيرات عميقة طرأت على المجتمع، بدأت منذ الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، وصولا الى لحظة التغيير التي أظهرت حجم التراجع القيمي والمجتمعي، نتيجة سياسات النظام والحروب المدمرة والحصار الذي عانى العراق منه.

وعن تلك التغييرات، أوضح الرفيق فهمي أنها كانت ضمن اهتمامات ودراسات الحزب، كون الشيوعيين يخاطبون المجتمع، وكان عليهم أن ينظروا بواقعية للمشهد، والعمل ضمن حدود وابعاد مثمرة تلامس تحديات الخطاب واشكال العمل وكيفية التعامل مع القوى السياسية الاخرى الموجودة والتناقضات والصراعات الاجتماعية التي يحاول البعض تقديمها بغطاء ديني أو عشائري أو طائفي والتعتيم عليها، وتقديم خطاب مؤثر اجتماعيا مقابل كل ذلك.

صراع غير نزيه

وتحدّث الرفيق فهمي عن طريقة ادارة الدولة بعد هذه التجارب المريرة والآمال بأن يكون ما بعد 2003 مرحلة جديدة لبناء العراق وتخليصه من التركات المدمرة.

وأشار إلى أن القوى المتنفذة الحالية لا تملك أي منهج أو برنامج يعالج قضايا بنية وهيكلية النظام السياسي، وكل ما موجود الآن هو صراع على تقاسم السلطة وتغيير موازين القوى من أجل ضمان المصالح، مبينا أن الدورة النيابية الحالية كان يفترض أن تنتهي سريعا وتعاد الانتخابات نظرا لحجم المقاطعة الشعبية الكبيرة لها وانسحاب أكبر كتلة انتخابية منها.

وبشأن الحديث عن الانتخابات المبكرةـ قال بانه يتوجب ان تسبقها إجراءات ملموسة لتعزيز الارداة الشعبية وتصحيح مسارها، ومغادرة نهج المحاصصة.

وعن أبرز التحديات التي واجهت الحزب بعد سقوط النظام الدكتاتوري، بيّن الرفيق فهمي أنها كانت تتعلق بجانبين، الأول هو حول كيفية انهاء الاحتلال الامريكي للبلاد، والثاني معني ببناء عراق آخر مستقر ديمقراطي اتحادي (فيدرالي)، وهنا كان على الشيوعيين مسؤولية اعادة بناء تنظيمات الحزب وتدشين مرحلة جديدة والانخراط في النضال من اجل تحقيق أهدافه بخصوص هذه التحديات وغيرها.

كما تلقى الرفيق رائد فهمي عددا من الأسئلة قدمها الحضور، أجاب عنها في ضوء سياسة ومواقف الحزب.

هذا وستنشر تفاصيل ضافية عن الأمسية الحوارية في الاعداد القادمة من «طريق الشعب».

*******************************************************************************

راصد الطريق.. ظلمة ودليلها الله..!

بعد اغتيال شيخ عشيرة البيات حسين علوش في قضاء كفري، باستخدام طائرة مسيرة، تستعد لجنة الأمن والدفاع البرلمانية لمناقشة ملفي المسيرات المجهولة والاغتيالات.

واستخدام المسيرات في عمليات الاغتيال، وهو ليس جديدًا عندنا، يُعد مؤشرًا خطيرًا على تنامي خطر السلاح المنفلت، وهو مدعاة قلق بالغ يعكس عدم قدرة الحكومة على ضبط الملف الأمني في ظل تعدد مراكز القوى الأمنية في العراق، والتي من بينها جماعات خارجة عن القانون وجهات أجنبية، فضلًا عن بعضها الآخر غير الدستوري.

إذا كانت هناك رغبة جادة لدى الجهات ذات العلاقة بمعالجة الملف بشكل فعلي، فان من واجب الحكومة نزع خطر الجماعات المسلحة، مهما كانت انتماءاتها، وتطبيق القانون بشكل صارم، وتهيئة خطط وآليات أمنية تمكّن العراق من حفظ استقراره وأمن مواطنيه. وان عليها الآن ان تحظر بشكل كامل امتلاك المسيرات، الا من قبل المؤسسات العسكرية الدستورية.

ولابد من القول بعد هذا ان استمرار انفلات السلاح، ثم انفلات المسيرات اليوم، لا يجمعهما جامع مع الحديث عن الاستقرار الأمني!

واذا كان لأحد رأي آخر، فليفصح عنه صراحةً.

**********************************************************************

تفشي ظاهرة الافلات من العقاب في الدول المضطربة

هادي عزيز علي

تتفشى ظاهرة الافلات من العقاب في الدول المضطربة حاملة معها انتهاكات للحقوق والحريات فضلا عن الاثار المدمرة التي تنعكس سلبا على استقرار المجتمع وامنه واقتصاده، الامر الذي كان محلا لاهتمام فقهاء وشرّاح القانون الجنائي، باحثين في اسبابه ونوازعه وآثاره بغية وضع الحلول اللازمة للتصدي له.

**************************************************************************

الصفحة الثانية

تحالف الدفاع عن حرية التعبير: البرلمان يعتزم إقرار قانون «بوليسي»

بغداد ـ طريق الشعب

قال تحالف “الدفاع عن حرية التعبير”، أمس الاثنين، إن مجلس النواب، يسعى للتصويت على مسودة قانون “حرية التعبير عن الرأي والتظاهر السلمي”، خلال الأيام المقبلة، في محاولة واضحة وصريحة تتجاهل المجتمع المدني والتعديلات المقترحة عليه.

وذكر التحالف، في بيان طالعته “طريق الشعب”، أن “الذهاب باتجاه التصويت على مسودة قانون عليه ملاحظات من المنظمات الحقوقية المحلية والدولية، وعليها اعتراض كبير من مجموعة برلمانيين وقِوى سياسية، يؤكد وجود مساع كبيرة لتقويض الحريات في العراق”.

ولفت البيان الى انه “منذ 13 عاماً والمجتمع المدني يناضل من أجل عدم تشريع القانون بهذه الصيغة، وقدمت منظمات عديدة ملاحظاتها ومقترحاتها وعملت مع لجان برلمانية لتنضيج المسودة بما يتوافق مع الدستور العراقي والمبادئ العالمية لحقوق الإنسان، لكن قِوى سياسية عديدة أصرت على أن يُسلط القانون كسيف على رقاب العراقيين”.

ونوّه التحالف بأن “مسودة القانون تعاني من مشكلات عدة، وتجمع أكثر من قانون في قانون واحد، وتضرب بعرض الحائط ما كفله الدستور العراقي في مادته الـ38 بشأن الرأي وحرية التعبير عنه”.

ودعا تحالف الدفاع عن حرية التعبير في العراق، إلى أهمية “عقد جلسة استماع تُدعى فيها المنظمات والخبراء وأصحاب الاختصاص ممن لا ينتمون لقِوى سياسية متطرفة هدفها الأول سلب الحريات في البلاد”.

*********************************************************************

في الذكرى التسعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي.. حديث في الاقتصاد وحقوق الانسان

بغداد – تبارك عبد المجيد

في إطار الإحتفال بالذكرى التسعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، تحدث عضو اللجنة المركزية للحزب، زاهر ربيع حسن، لـ “طريق الشعب” عن أبرز التحديات التي تواجه الاقتصاد العراقي، وألقى الضوء على أبرز ما يتضمنه ملف حقوق الانسان، باعتباره باحثاً سياسياً وناشطاً مجتمعياً.

اقتصاد ريعي

يقول الرفيق زاهر، إن اقتصاد العراق “هش، ويعتمد بشكل أساسي على إيرادات بيع النفط، التي شكلت نسبة 93 في المائة من إجمالي الإيرادات لعام 2023”، ويؤكد على أن “هذا الاعتماد الكبير على النفط يجعل الاقتصاد العراقي رهينة سعر النفط، وهذا يخلق تحدياً كبيراً يتمثل بشحة تنويع مصادر الإيرادات”.

ويضيف الرفيق زاهر إن “السعي إلى تشغيل القطاعات الاقتصادية الأخرى من صناعة وزراعة ومحاولة الاعتماد عليها سيساهم في توفير فرص عمل وخلق مصادر إيرادات جديدة، ومواجهة تحد آخر، يتمثل بالديون الداخلية والخارجية، حيث وصلت الديون الداخلية إلى 70 تريليون دينار مقابل نحو 21 ترليون دينار كديون خارجية، أي ما مجموعه 91 ترليون دينار”.

ويحذر الرفيق زاهر من الاستمرار في اتباع سياسة الاقتراض، حيث ستأخذ البلاد إلى تدهور اقتصادي أكبر، مشددا على ضرورة “التوقف عن الاقتراض والعمل على تسديد الديون بشكل تدريجي لتقليل المخاطر”.

الشباب أول المتضررين

ويعتبر الرفيق زاهر أن “الشباب هم المتضرر الأكبر من تدهور الواقع الاقتصادي، خاصة ان العراق يتمتع باغلبية شابة، فحسب تقديرات وزارة التخطيط، فإن الفئة العمرية

(15 - 24 عاماً) والتي تشكل نسبة 28 في المائة من الناس تعاني من البطالة بنسبة 35.8 بالمائة.، وهذا لوحده بحاجة لوقفة جدية وسعي لتنشيط القطاعات الإنتاجية، القادرة على خلف فرص عمل واستثمار طاقات الشباب في تطوير الاقتصاد”.

وبالحديث عن دور الحكومة الحالية في إصلاح اقتصاد البلاد، يرى الرفيق زاهر أنها “لم تلعب أي دور جوهري في تطوير القطاعات الاقتصادية، وإنها تحافظ على الطابع الريعي للاقتصاد، فهي لا زالت أسيرة إيرادات النفط، وجل تفكيرها هو طريقة صرف تلك الإيرادات على الميزانية التشغيلية، بينما لا تحظى الميزانية الاستثمارية بالاهتمام المناسب، فقد نالت 17 في المائة من الموازنة مقابل 83 في المائة للإنفاق التشغيلي”. وينوه إلى أن “الفساد يلعب أيضًا دورًا في ضعف الاقتصاد، حيث يستمر الاعتماد على الاستيراد وما يخدم مصالح المتنفذين ويوفر العمولات”.

ويواصل بالقول إن “معظم الاستراتيجيات التي وضعت لم تخرج عن إطار الحبر على الورق”، ويشدد على أهمية وجود “إرادة حقيقية لتطوير الاقتصاد عبر وضع استراتيجية واضحة وشاملة وعملية وقابلة للتطبيق مع أهداف منطقية، والعمل على تنفيذها ومتابعة التنفيذ بصورة مستمرة”.

الإفلات من العقاب

وفي حديثه عن ملف حقوق الإنسان في العراق، أكد الرفيق زاهر على أنه “ملف شائك، حيث يستمر رصد انتهاكات متعددة تطال الناشطين والمحتجين والإعلاميين”، مشيرًا إلى أن “السمة الأبرز في هذا الملف هو الإفلات من العقاب بغض النظر عن الانتهاكات وعمليات التصفية والاغتيالات التي ترتكب”.

ويضيف “القانون يطبق فقط على المواطنين والناشطين، بينما المقصرين الحقيقيين بعيدون تمامًا عن المحاسبة والمساءلة”.

وبالإضافة إلى تمييز في تطبيق القوانين، يشير الرفيق زاهر إلى وجود تضييق كبير على حرية التعبير وتقنين النشاط الإعلامي الحر، فهناك سعي من السلطة إلى تشريع وتعديل قوانين بهدف الحد من حرية التعبير تحت مسميات مختلفة مثل الجرائم الإلكترونية وحق الوصول إلى المعلومة وقانون المنظمات غير الحكومية.

كلمة حق يراد بها باطل

ويضيف أنه بالرغم من وجود حاجة إلى هذه القوانين، فإنه يجب مناقشتها بشكل جيد وتعديلها بما لا يخالف المعايير الدولية لحقوق الإنسان والاتفاقيات والمواثيق التي وقع عليها العراق.

ويستدرك بالقول، “إن القوانين العراقية قديمة ومشتتة في أغلبها، حيث توجد نصوص قانونية نافذة يعمل بها منذ العهد العثماني وحتى اليوم”، ويشدد على “أهمية إعادة النظر في القوانين وتحديثها وفقاً لمتطلبات العصر الحالي، وأن تكون القوانين ضابطة للسلطة وليست حامية للدولة والنظام من المواطن”.

*******************************************************************

نيجيرفان بارزاني ومسرور بارزاني يهنآن الحزب الشيوعي العراقي والكردستاني  بذكرى التأسيس

أربيل ـ طريق الشعب

هنأ رئيس إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، يوم الأحد، الحزبين الشيوعيين في العراق وكردستان بعيد التأسيس.

وقال الرئيس بارزاني، “أهنئ قيادة الحزبين الشيوعيين في العراق وكردستان وأعضائهما وجماهيرهما ومناصريهما في العراق وإقليم كردستان بذكرى تأسيسهما، وأتمنى لهم دوام التقدم والنجاح”.

وأضاف، “بهذه المناسبة، نثمن التاريخ النضالي والدور الوطني للحزبين في العراق وإقليم كردستان، وحضورهم ومشاركتهم في الحياة السياسية، ونستذكر بكل احترام كل المناضلين الذين قضوا عمرا مديدا في خدمة الناس والوطن في صفوف الحزب”.

من جانبه، قال رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، في بيان اليوم، “يطيب لي، بمناسبة الذكرى التسعين لتأسيس الحزبين الشيوعيين الكردستاني والعراقي، أن أتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى سكرتيري الحزبين وأعضاء لجنتيهما المركزيتين، وسائر أعضائهما وأنصارهما في كردستان والعراق”.

وأضاف، “إذ أعبّر عن خالص أمنياتي بالنجاح الدائم للحزبين، أتطلع إلى مواصلة نضالهما وكفاحهما الحثيث في سبيل تثبيت دعائم الحرية والديمقراطية في العراق، ودعم حقوق شعب كردستان”.

*****************************************************************

التيار الديمقراطي العراقي: التحديات الاقتصادية تستدعي تقييمًا دقيقًا لأثارها على المواطنين

عقد المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي العراقي اجتماعه الدوري بتاريخ  29 اذار2024 وناقش المكتب التنفيذي المستجدات على الساحة السياسية العراقية حيث تم مناقشة الزيارة المرتقبة للسيد رئيس الوزراء الى الولايات المتحدة الامريكية وضرورة التأكيد خلال تلك الزيارة على أهمية المحافظة على سيادة العراق والتحول في العلاقات بين الولايات المتحدة والعراق من العلاقات المحصورة في التعاون العسكري الى الانفتاح على التعاون في كافة المجالات وخاصة الاقتصادية والعلمية والثقافية كما تطرق الاجتماع الى مناقشة قرارات المحكمة الاتحادية الخاصة بإقليم كردستان وتم التأكيد على موقفنا الثابت بأهمية توطين الرواتب لمكافحة الفساد على ان لا يؤثر ذلك على رواتب المواطنين في الإقليم وان لا تدرج رواتبهم ضمن اجندات الصراع السياسي بين المركز والاقليم و بين الأحزاب فيه , وبخصوص قرارات مجلس الوزراء الأخيرة الخاصة يعبر التيار الديمقراطي العراقي عن رفضه للقرارات الأخيرة التي صدرت عن مجلس الوزراء والتي تضمنت زيادات في أسعار البنزين والإجراءات لإزالة البسطات بحجة الازدحام.

إن هذه القرارات التي تأتي في وقت يعاني فيه الشعب العراقي من تحديات اقتصادية جمة تستدعي موقفا شاملا وتقييمًا دقيقًا وتأثيراتها المترتبة عليها، ليس فقط على الجانب الاقتصادي ولكن من النواحي الامنية والاجتماعية والمعيشية اليومية للمواطنين  وسوف يصدر بيان مفصل حول موقف التيار الديمقراطي عن قرارات مجلس الوزراء الأخيرة.

ونحو المؤتمر الرابع للتيار الديمقراطي ناقش المجلس التنفيذي للتيار الديمقراطي العراقي مجموعة من القرارات الحاسمة المتعلقة بالتحضيرات للمؤتمر الرابع المرتقب.

تم التركيز على تشكيل اللجان التحضيرية وإعداد الوثائق الأساسية للمؤتمر، وذلك بهدف ضمان سير العملية التنظيمية بكفاءة وفعالية.

وقد أعرب المكتب التنفيذي عن بالغ شكره وتقديره للتنسيقيات التي أنجزت مؤتمراتها بنجاح واختارت مندوبيها للمشاركة في المؤتمر القادم. كما أشاد بجهود هيئة متابعة تنسيقيات الخارج لدورها البارز في دعم العملية التنظيمية وتواصلها المستمر، والذي تجلى في سرعة إرسالها للتقرير الإنجازي الخاص بها.

في سياق متصل، تمت الموافقة على نظام إدارة الجلسات الخاص بالمؤتمر، وتحديد جدول الأعمال، ومراجعة مقترحات بشأن تكوين اللجنة العليا للدورة القادمة. وقد تم تعيين اللجنة التنظيمية المسؤولة عن الإشراف على تنظيم المؤتمر الرابع وتجهيز كافة المستلزمات اللازمة لإنجاحه.

أخيرًا، تمت مناقشة مراحل اعداد الوثائق الرئيسية للمؤتمر، بما في ذلك التقارير السياسية والإنجازية والمالية، وذلك بهدف مراجعتها وإقرارها استعدادًا لعرضها ومناقشتها خلال المؤتمر.

بلاغ صادر عن اجتماع المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي العراقي

بغداد 29 اذار 2024

*********************************************************************

النهضة والإصلاح: توحيد الجهود خطوة في مصلحة وحدة وتماسك العراق

الى الاخ رائد فهمي المحترم سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي

ننتهز هذه الفرصة للأعراب عن تقديرنا لكم..

بمناسبة مرور الذكرى التسعون لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي يسعدنا ان نتقدم اليكم ومن خلال سيادتكم الى قيادة الحزب وتنظيماته وجماهيره باحر التهاني واجمل التبريكات متمنين لحزبكم الموفقية والنجاح في اداء مهامه وان يبقى فاعلاً لتطبيق النظام الديمقراطي في العراق.

وبهذه المناسبة، نأمل أن تكون التحركات السياسية في المنطقة والعراق بصورة خاصة محط أنظاركم، وأن توحد جميع القوى والأطراف السياسية بما يصب في مصلحة ووحدة وتماسك عراقنا الحبيب.

وتقبلوا فائق الشكر والتقدير

أخوكم

 د. أوس الحياني

الأمين العام لجبهة النهضة والإصلاح العراقية

*****************************************************************

حزب اليسار الألماني: معاً لرفع الصوت عالياً من أجل السلام

  • الرفاق الأعزاء،

أبعث إليكم، نيابة عن حزب اليسار الالماني، بتحيات حارة بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس حزبكم الشيوعي العراقي.

إننا نشهد حاليا أزمات وحروب، ما يتطلب وبشكل ملح من جميع القوى الإنسانية واليسارية العمل معًا ورفع الصوت عاليا من أجل السلام. ونحن بحاجة ماسة إلى إنهاء الحرب الرهيبة في غزة، حيث يعاني اكثر من مليوني شخص ويموت المدنيون والنساء والأطفال كل يوم. يجب وقف الحرب التي يشنها الجيش الإسرائيلي وكذلك انهاء الاحتلال. ولا يوجد بديل عن حل الدولتين السلمي مع حياة في حرية وأمن وكرامة لجميع الناس.

هناك حاجة أيضاً إلى نهاية عاجلة للحرب في أوكرانيا وإنهاء الغزو الروسي. ان الحرب تغذي دائمًا صناعة الأسلحة ولكنها لن تشبع أبدًا البطون الجائعة. ونحن نرى أن تعمق التناقضات في نظامنا يسبب الكثير من المعاناة في جميع أنحاء العالم. ونشاهد ذلك ليس فقط في البلدان التي تدفع ثمنا باهظا في هذه الأزمة - بلدان الجنوب العالمي - ولكن أيضا في البلدان الأكثر ثراء مثل ألمانيا. لذا فإن نضالنا من أجل العدالة يجب أن يكون عالمياً.

وكما تعلمون، تواجه الحركات اليسارية في أوروبا وألمانيا تحديات كبيرة. ونحن نستعد للانتخابات الأوروبية، بهدف محاربة الظلم والتسلح والفقر. ونأمل أن تكون مشاركتنا من أجل أوروبا مسالمة، ومن أجل اتفاقيات دولية عادلة، من أجل إصلاح وتعزيز الأمم المتحدة، وإلغاء الديون الخارجية لدول الجنوب العالمي، في صالحكم أيضًا.

نتمنى لكم كل التوفيق في الذكرى التسعين لتأسيس حزبكم. انها مسيرة مفعمة بالنضال لسنين طويلة حتى في أصعب الظروف. ونحن معجبون بصلابتكم ومثابرتكم ونتمنى لكم كل النجاح في مواجهة التحديات المقبلة.

مع تحياتنا التضامنية

يوليا فيدمان

رئيس قسم السياسة الدولية

11 آذار 2024

****************************************************************

الصفحة الثالثة

فلاح القس يونان: نناضل بين صفوف المكونات منذ عقود ولدينا رؤية وطنية شاملة لإنصافها

بغداد – طريق الشعب

على شرف الذكرى الـ 90 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، أجرت «طريق الشعب» حوارا مع عضو اللجنة المركزية للحزب الرفيق فلاح القس يونان، حول اوضاع أبناء المكونات العراقية وكيفية تعاطي الحزب معها، وما هي الرؤية التي يقدمها لمعالجة اخطاء السياسات التي ادت الى نزوح وتهجير وهجرة اعداد هائلة منهم، وحرمانهم من حقوقهم الأساسية.

تجربة مبكرة امتدت إلى الحاضر

يقول الرفيق فلاح القس يونان، أنه ومنذ اربعينيات القرن الماضي، انخرط العشرات ومن ثم المئات من المسيحيين والايزيديين والصابئة المندائيين وغيرهم في صفوف الحزب الشيوعي العراقي، إيمانا منهم ببرنامجه السياسي الذي يمثل مصالحهم ويدافع عن حقوقهم في مختلف المجالات ويتعامل معهم كمواطنين عراقيين اصلاء، بعيدا عن روح الانتماءات الضيّقة.

ويوضح يونان، أن هذه التجربة النضالية المبكرة للحزب، أدت الى بروز الكثير الكثير من ابناء المكونات الأصيلة الذين برعوا في العمل الحزبي والالتزام بتنفيذ برامج العمل والتوجيهات، لذلك سرعان ما تحمّلوا مهاما كبيرة تتمثل بقيادة مفاصل حزبية وتنظيمية مهمة. وخلال مسيرة مشرفة في صفوف حزب الطبقة العاملة والجماهير الكادحة، قدّم بنات وابناء المكونات الاصيلة المئات من الشهداء على يد الحكومات الدكتاتورية المتعاقبة، فيما تعرضت عوائلهم الى الاعتقال والملاحقة والتشريد والتهجير من قبل الأجهزة البوليسية والقمعية التي وضعتهم نصب أعينها، وعادت انشطتهم الوطنية في صفوف الحزب الشيوعي.

وعن المحطة النضالية البارزة للحزب الشيوعي والمتمثلة بحركة الأنصار، يقول يونان إن الشيوعيين من هذه المكونات ساهموا بشكل فعّال في حركة الأنصار الأولى، ومن ثم الثانية. وما زال الكثير منهم يناضل داخل صفوف الحزب حتى هذه اللحظة، لافتا إلى أن مواقف الحزب الشيوعي العراقي وعلى مدى تاريخه تجاه المكونات ودفاعه المستمر عن حقوق ابنائها وبناتها، جعلت منهم ملتصقين به إلى اليوم، لدرجة أن البعض يصف هذه العلاقة القوية بالقول إن «الحزب الشيوعي العراقي هو حزب الأقليات القومية».

المحاصصة ومأساتها

ويتحدث عضو اللجنة المركزية عن أحوال المكونات بعد أن ذاقت الويل على يد الأنظمة السابقة، وتأملت خيرا بالتغيير الذي حصل في عام 2003.

ويقول الرفيق يونان، أن إبناء المكونات حالهم حال عموم العراقيين، استبشروا خيرا بسقوط النظام الدكتاتوري عام ٢٠٠٣ وأملوا بأن يأتي نظام جديد يمحو أخطاء الماضي وينصفهم ويتعامل معهم بروح المواطنة. الا انه وبسبب السياسات التي انتهجتها المنظومة الحاكمة، ازدادت وتفاقمت معاناتهم، وخاصة المسيحيين، حيث تركوا بيوتهم ومصالحهم في العديد من المحافظات ومنها بغداد والبصرة تحديدا، ليلجأوا مجبرين إلى مناطق في سهل نينوى والى اقليم كردستان.

ويبين الرفيق يونان، أن المئات من العوائل هاجرت للأسف إلى الخارج بسبب ممارسات بعض المجاميع المسلحة ضدها، وسط أجواء من غياب الأمن. ومع الأسف ان جميع الحكومات التي جاءت ما بعد ٢٠٠٣ لم تول اي اهتمام خاص للمكونات، انما تركتهم فريسة للجماعات المسلحة الخارجة عن القانون، حتى احتل تنظيم داعش المجرم معظم مناطقهم في شمال البلاد، وقتل وسبي الآلاف منهم.

ويؤكد، أن مظاهر المحاصصة وتأثيراتها الحقت ضررا كبيرا بأبناء المكونات، حيث يعيشون اليوم حالة من الانقسامات وتوجد فجوة بينهم وبين مجلس النواب والمؤسسات الرسمية التي لم تقدم لهم أي شيء يذكر، فضلا عن تأثير الصراعات السياسية داخل مناطق تواجدهم وازدواج السلطات والمتاجرة بهم وبمعاناتهم، والتي أوصلتهم إلى مرحلة اليأس للأسف الشديد.

رؤية الحزب واضحة وتمتلك الحلول

وعن رؤية الحزب تجاه مشاكل المكونات وكيفية معالجتها بعد سنوات من الخراب وتعزيز روح الانقسامات الطائفية والقومية، يقول الرفيق يونان، إن الحزب يملك رؤية تجاه المكونات منذ مطلع تأسيسه، وليس للأوضاع الحالية فقط.

ويشير إلى أن برنامج الحزب يمكن أن يكون بمثابة بوصلة لأصحاب القرار لو توفرت لديها الإرادة الوطنية الحقيقية لتغيير الحال، حيث أن برنامج الحزب ينص على ضرورة تعزيز النضال المشترك والتآخي القومي بين قوميات شعبنا كافة، بما يمكن من بناء عراق ديمقراطي اتحادي (فيدرالي) موحد، فضلا عن ضمان إقرار الحقوق القومية الإدارية والثقافية للتركمان والكلدان السريان الآشوريين والأرمن وتطويرها وتوسيعها، بما يحقق التمتع بالإدارة الذاتية للقرى والبلدات التي يشكلون فيها الأغلبية السكانية في أنحاء العراق كافة.

ويضيف الرفيق قائلا: لم ينس الحزب التأكيد على احترام المعتقدات والشعائر الدينية للايزيديين والصابئة المندائيين وأتباع الديانات والمذاهب الأخرى، وإلغاء جميع مظاهر التمييز والاضطهاد ضدهم، وإصدار القوانين التي تكفل ذلك، إضافة إلى معالجة آثار سياسة التطهير العرقي والتغيير الديموغرافي والتهجير القسريين، وتنفيذ المادة 140 من الدستور بما يحفظ التعايش والتآخي بين أبناء المناطق المعنية، ويصون وحدتها ويعلي شأن المواطنة مع أهمية حفظ ذكرى الايزيديين من ضحايا مجازر داعش الارهابي، وضمان حقوقهم وحقوق عوائلهم.

ويعتقد يونان أن هذه محاور مهمة جدا تمثل خارطة طريق وطنية شاملة يمكن لأي حكومة أن تستفيد منها لتغيير واقع المكونات الى الأفضل والحفاظ عليها من التمزق والشتات.

واختتم عضو اللجنة المركزية حديثه بالقول أنه ومع الاحتفال بالذكرى الـ 90 لتأسيس حزبنا لا بد وقبل كل شيء ان نستذكر شهداءنا الأبرار الذي ضحوا بالغالي والنفيس وجادوا بدمائهم الزكية التي روت ارض العراق من اجل الوطن والشعب.

*******************************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

مات داعش أم ما زال يحتضر؟

كتب مراسل صحيفة (الغارديان) البريطانية لشؤون الأمن الدولي، جيسون بيرك، مقالاً حول نشاطات داعش الإرهابية، والآفاق المحتملة لتطورها، أشار فيه إلى أن تقهقر هذه المنظمة لا يلغي مخاوف عدد من المراقبين من قدرتها على شن موجة جديدة من العمليات الإرهابية.

تراجع وتقدم

وذكر المقال بأن إنحسار نفوذ التنظيم في العراق وسوريا، تزامن مع تحقيقه لتقدم كبير نسبياً في أفريقيا وأجزاء من جنوب آسيا، حيث بات يسيطر على الأراضي والموارد التي يمكن أن تكون بمثابة نقطة انطلاق لحملة جديدة من العنف المتطرف، وهو ما دفع بالعديد من الدول الأوربية إلى رفع درجة اليقظة والحذر، لاسيما بعد العملية الإرهابية في موسكو.

إعادة ترتيب الأولويات

وأكد المقال على أن داعش لم تكن بحاجة كبيرة إلى وجود فروع لها خارج المنطقة التي كانت تتحكم بها في شرق سوريا وغرب العراق، إبان الفترة بين عامي 2014 و2019، لأنها كانت قادرة من هناك وبمعاونة المجندين الأجانب والمال ومعسكرات التدريب، على شنّ سلسلة من الهجمات المميتة في فرنسا وبلجيكا.

إلاّ أن تخليها عن أحلامها القديمة في إقامة دولة الخلافة، حسب ما نقله بيرك عن المراقبين، دفعها للقيام بعمليات كبيرة، تفيد تقوية المعنويات المنهارة لأتباعها، في إعادة لترتيب الأولويات، لم تكن قادرة عليه في السنوات الماضية. ويبدو – حسب المقال – أن تطور فروعها اليوم، كما هو حال فرعها في أفغانستان، المسؤول عن نشاطها في آسيا الوسطى، قد حقق بعض التقدم وخدم كثيراً المنظمة بشكل عام.

العلاقة مع مركز داعش

وحول علاقة هذه الفروع بالمركز القيادي لداعش في العراق وسوريا، وآلية الاتصالات بينهم، أشار المقال إلى وجود صلة قوية بين الجانبين وأن هناك شبكات اتصال متطورة تحمي هذه الصلة، مستشهداً بما ذكره حبيب يوسف زعيم ولاية داعش في غرب أفريقيا، وكذلك ما أكد عليه الباحث في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، فنسنت فوشيه، حين أشار إلى اكتشاف العديد من الطلبات الخاصة بالمشورة العسكرية وتقديم المقترحات والمعلومات الاستخبارية والنصائح الفنية والفقهية، التي أرسلها فرع غرب أفريقيا لقيادة المنظمة، وزيارة عدد من أفراد داعش، ومعظمهم من العرب أو الشيشان، إلى تلك المناطق للتدريس وتقديم المشورة. كما نقل المقال عن كاليب فايس، محرر مجلة Long War Journal، تقديراً بوجود إرتباط وثيق بين فرع داعش في افغانستان، أو ما يسمى ولاية خراسان، وبين القيادة المركزية في العراق وسوريا.

التحالف الدولي

وفي الوقت الذي شكك فيه جيسون بيرك في قدرة حكومة طالبان وحكومات الدول الأفريقية الأخرى على دحر داعش، فقد أعرب عن مخاوفه من أن فعالية الحملة ضد داعش تتأثر سلباً في بعض الأحيان من وجود قوات أمريكية وغيرها على الأرض، عندما تضعف قدرتها على العمل المنسق مع الشركاء المحليين، مما يتطلب رفع كفاءة قوى هؤلاء في عمليات التصدي والمكافحة.

داعش يحتضر

وفي (المونيتور) كتب ادم لوسين تقريراً عن أوضاع داعش في المنطقة أشار فيه إلى تمكن القوات العراقية من قتل مسؤول عن نقل المقاتلين والأسلحة والمتفجرات بين العراق وسوريا في المنظمة الإرهابية، معرباً عن اعتقاده بوجود مؤشرات على نشاط جديد لداعش في البلاد. كما نقل لوسين عن الجنرال الأمريكي مايكل كوريلا تصريحه أمام لجنة القوات المسلحة في الكونغرس بأن المخابرات الأمريكية تقدر عدد مقاتلي داعش الطلقاء في العراق بألف مقاتل. وأشار التقرير إلى أن مكتب المفتش العام لوزارة الدفاع الأمريكية، قد أعرب عن اعتقاده بعدم قدرة التنظيم على شن هجمات كبيرة ومعقدة محلياً أو خارجياً، بعد أن تضاءلت امكانياته بشكل كبير، محذراً من استغلال الإرهابيين للثغرات الأمنية بين العراق الفيدرالي وإقليم كردستان العراق لشن هجمات متفرقة.

*************************************************************************

أفكار من أوراق اليسار.. بطاقات للعيد التسعين(3)

إبراهيم إسماعيل

وفي إطار البحث عن سر الفتّوة المتجددة للحزب في عيده التسعين، للفتى العراقي الذي لا يشيخ، يبرز لنا نجاح تشخيصه لطبيعة الخصوم الطبقيين. فقد ميّز الحزب بين الفئات البرجوازية، رافضاً التعامل مع من يتبع منها المحتل البريطاني وتتشابك مصالحه معه، فيما مدّ يد التعاون مع من كان منتجاً ويرفض المستعمرين، وإن خسر برحيلهم مصالحه. ولهذا لم يتخل الشيوعيون يوماً عن التحالف مع كل القوى المناهضة للإمبريالية والتخلف والاستبداد، وصاروا ملتقى لتجمع كل الخيّرين، وحافظوا على صدق شعاراتهم، حتى حين فضّلت بعض القوى مصالحها الطبقية الضيقة وانقلبت على مشاريع التعاون الوطني وخربتها. ولهذا دعم الناس الحزب وأبقوه فتياً.

وباعتباره طليعة لشعب متعدد الأعراق، تبنى الحزب موقفاً ماركسياً ناصعاً من القضية القومية، فربط بين حلها وبين الديمقراطية في البلاد، وكان أول من رفع شعار الاستقلال الذاتي لكردستان، وأول من وجد في الفيدرالية شكلاً لضمان حق تقرير المصير للشعب الكردي، وفي اللامركزية الإدارية وسيلة لتأمين حقوق القوميات العراقية الأخرى، فأُضيئت ساحاته بمشاعل العرب والكرد والتركمان والكلدوسريان آشوريين والمندائيين وغيرهم، وبقيّ فتياّ كمرآة لوحدة كل تلكم الأطياف.

ولنهجه الأممي الواضح، حظي الحزب باحترام كبير في الحركة الشيوعية وعالم اليسار، وناهض دوماً الإمبريالية والعولمة الرأسمالية وما ألحقته سياساتها المتوحشة من كوارث بالبشرية، وربط بين الديمقراطية السياسية والديمقراطية الاجتماعية، على الصعيدين المحلي والعالمي. وانتُخب العديد من نشطائه لقيادة منظمات مهنية واجتماعية دولية كاتحادات الطلبة والشبيبة والمرأة والصحفيين وأنصار السلم العالمية. في الثمانينيات، دعت منظمتنا في المجر قيادياً في الحزب الشيوعي التشيلي للحوار حول سبل النضال ضد الدكتاتورية الفاشية. بعد الحوار، حدثه رفاقنا عن حملات التضامن التي قمنا بها دفاعاً عن الشعب التشيلي، يوم وقعت ضده مجازر بينوشيت وأسياده الإمبرياليين، حتى راح الكثير من العراقيين يرددون أغانينا عن سانتياغو. دهش الرجل وأحرج إذ لم يجد ما يقوله عن تضامنهم معنا يوم سعت البعثفاشية لذبحنا. حينها شعرنا بزهو كبير، مفتخرين بما نهلناه من نبع الأممية حتى صرنا - وبتواضع شديد- مثالاً يُحتذى به.

وارتوت أجيال عديدة من الشيوعيين من نبع التضامن هذا، فترسخ فيهم الترابط بين الوفاء والتضحية، ومُنحت أرواحهم سلاما ورؤاهم وضوحاً وتعلموا أن ثنائية الحياة والموت إنما ترتكز على الإيثار، نبراساً، إن أضاؤوه عاشوا أبداً وإن أظلموه ماتوا، فتوحدوا بنوره وأبصروا في كل المرارات أفقا من يقين، وبقيّ الحزب بهم فتى لا يشيخ.

وكانت نهاية الثمانينيات مرحلة قاسية بكل المعايير، إثر الضربات الموجعة التي شنتها الدكتاتورية للحزب، سواء ضد منظماته السرية أو فصائل أنصاره البواسل، والتي اشتدت قساوتها لتزامنها مع انهيار التجربة الأولى للإشتراكية. وظن الكثيرون بأن كبوتنا ستطول، لكننا خيبنا ظنونهم، فلم تمض سوى خمس سنوات حتى عقد المؤتمر الخامس وتبنى برنامج التجديد الذي أضفى نضارة على الفتوة التي أشرت اليها، إذ أدرك الشيوعيون بأن شرط التجديد هو الخلاص من عصمة المألوف وتغييره كليا أو جزئياً، على أساس إعمال العقل في الواقع. وأن الديمقراطية البرجوازية قد استنفدت دورها ولا بد من كسر قيودها عبر إقامة الديمقراطية الاشتراكية. وأن أول مهمة على هذا الطريق الخلاص من الاقتصاد الريعي، وتطوير القوى المنتجة وتكريس نسب أكبر من الثروة للاستثمار، وتعزيز النضال من أجل العدالة الاجتماعية، وتحقيق الديمقراطية السياسية وحمايتها. كما أكدوا على ان الإشتراكية عملية تنموية متجددةً ومرحلة طويلة من النضال ضد اللامساواة والعمل على توزيع عادل للثروات.

********************************************************************

الصفحة الرابعة

تفشي ظاهرة الافلات من العقاب في الدول المضطربة

هادي عزيز علي

تتفشى ظاهرة الافلات من العقاب في الدول المضطربة حاملة معها انتهاكات للحقوق والحريات فضلا عن الاثار المدمرة التي تنعكس سلبا على استقرار المجتمع وامنه واقتصاده، الامر الذي كان محلا لاهتمام فقهاء وشرّاح القانون الجنائي، باحثين في اسبابه ونوازعه وآثاره بغية وضع الحلول اللازمة للتصدي له.

 وبادىء ذي بدء وضعوا تعريفات له فقالوا أنه «اخفاق الرادع القانوني في التحقق على ارض الواقع «، او هو «استثناء بعض الافراد او المؤسسات او الكيانات من القابلية للمحاسبة امام القانون». اما المعجم الفرنسي فقد عرفه بأنه «غياب العقوبة او الجزاء الجنائي عند خرق او انتهاك قاعدة من قواعد القانون الجنائي»، بينما عرفته لجنة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة بأنه «عدم التمكن قانونا او فعلا من مساءلة مرتكبي الانتهاكات - برفع دعاوى جنائية مدنية او ادارية او تاديبية – نظرا الى عدم خضوعهم لاي تحقيق يسمح بتوجيه التهمة اليهم اوتوقيفهم ومحاكمتهم والحكم عليهم». 

ونظرا الى ما تقدم فقد تمكن فقهاء وشارحو القانون الجنائي من الوقوف على الاسباب المفضية الى هذه الظاهرة، والتي نلخصها بالآتي:

  • اولا – تراخي مرحلة العدالة الانتقالية – حيث يطمح الكثير من القوى السياسية الى التعامل مع مرحلة العدالة الانتقالية بإيجابية بغية ادراك الاستقرار السياسي، خاصة وانها تغادر الانظمة الدكتاتورية او التوتاليتارية المنتهكة للحقوق والمعطلة للتنمية، او حتى تلك الدول التي تمر بازمات اقتصادية او سياسية وتكون بحاجة ماسة للمرور في مرحلة العدالة الانتقالية من اجل التأسيس للنظام الديمقراطي المطلوب.

حيث يلاحظ في أحيان عديدة ان هذه المرحلة ينتابها التراخي والخدر المؤديان الى الحيلولة دون استكمال البنى المؤسسة للدولة، بعد ان تكون قد استغنت عن البنى التي كانت الانظمة السابقة قد اعتمدتها. وهذا التراخي يفضي الى اثار سلبية عدة لعل اهمها هو تلكؤ نظم العدالة في الايفاء بالتزاماتها تجاه طالبيها، بسبب غياب احكام الردع القانوني بشقيه العام والخاص. حيث تولد وتنمو وتترعرع وتستمكن ظاهرةالافلات من العقاب، التي تعد البيئة المتراخية حاضنتها الامينة، القادرة على تمكينها من تلبية طموحاتها والحامية لنشاطها ونوازعه وامتداد اذرعه للعديد من تشكيلات الدولة.

  • ثانيا – مغادرة الهوية الوطنية والتمسك بالهوية الجزئية - في بعض البلدان المغادرة حديثا للنظم المستبدة تبرز تنظيمات سياسية بديلة بخاصة تلك التي ( يتلبسها هاجس المظلومية ) والنازعة نحو تسنم زمام القيادة للمرحلة القادمة. اذ يدفعها الشعور بالمظلومية الى الاعتكاف في هويتها الجزئية، بخاصة اذا كان الظلم قد حل بسببها ، سواء كانت تلك الهوية دينية ، طائفية ، قومية ، جهوية ، او اية هوية اخرى. فهي جميعا تهدف الى مغادرة هوية المواطنة لفشل مفهوم الولاء للوطن، وفي هذه الحالة يتم توظيف الهوية الجزئية من اجل المصالح والمنافع. ولما كانت المصالح والمنافع متقاطعة مع مصالح ومنافع الآخرين، ففي هذه اللحظة تبدأ المناقشات والمفاوضات والمساومات التي تفضي قطعا الى اتفاقات ترتضيها الاطراف المتفاوضة، لترتقي بها الى نهج يسمى «المحاصصة».

وحسب توصيف المحاصصة والبناء المؤسسي لها وكأثر من آثارها، فانها تؤدي حتما الى انتهاك القواعد القانونية العقابية. وبغية تعقب هذه الانتهاكات فلا بد من وجود مشتكي ومشتكى عليه (مدعي ومدعى عليه)، وهنا يأتي الدور الريادي للمحاصصة المتمثل في تعزيز موضوع حل الخلافات بين ممثلي الهويات الجزئية بعيدا عن انظمة العدالة، اذ تتمكن المحاصصة من تغييب الدعوى او حتى التفكير فيها، لكون هذا التفكير او حضورها يحرم طرفي المحاصصة من مكتسباتها ويثبط العزيمة الذاهبة الى المزيد من المكاسب.

وهنا يجري التأسيس للافلات من العقاب.

  • ثالثا – عدم المساواة امام القانون وسيادة القانون – الافلات من العقاب يعني عدم المساواة امام القانون بخاصة في النفوذ، فبعض الافراد والتشكيلات تتمتع بنفوذ لا يتمتع به الفرد العادي بسبب قوة السلطة او الثروة او الانتماء للهوية الجزئية او الانتماء الى التشكيلات المسلحة، وبذلك يكون استغلال النفوذ مدخلا للافلات من العقاب، او بعبارة اخرى غياب الحق او الفعل الذي يرتب المسؤولية الجزائية لمنتهكي القواعد القانونية، ويسهل لهم سبيل الفرار من اي تحقيق يضعهم في محل اتهام، او ان يتم التحقيق معهم، فهو يوقف ذلك وبمبررات شتى، للحيلولة دون صدور حكم قضائي بحقهم على الرغم من ثبوت الضرر ومعرفة الفاعل.

وهذا يعني ان حكم القانون معطل بسبب غياب تام لسيادة القانون. ويقصد بسيادة القانون حسب تعريف الامم المتحدة انه «خضوع الاشخاص والمؤسسات والكيانات العامة والخاصة بما في ذلك الدولة لحكم القانون بشكل متساو )، اي ان الافراد والاشخاص بما في ذلك الدولة يخضعون للمساءلة والمحاسبة وتطبق بحقهم القوانين بشكل متساو. وعلى هذا الفهم لسيادة القانون تم تعريف الافلات من العقاب بأنه «استثناء بعض الافراد او المؤسسات او الكيانات من القابلية للمحاسبة امام القانون».

والنتيجة التي يمكن الخروج بها من هذا التعريف هي ان الافلات من العقاب يعد نقضا لسيادة القانون.

  • رابعا - القوانين المشرعنة للافلات من العقاب - ويقصد به الافلات المؤسس بموجب القوانين، اي ان النص القانوني شُرّع لحماية بعض الاشخاص او مجموعة من الاشخاص من التحقيق او التعقيبات القضائية ولا تطاله العقوبة عن فعله الاجرامي، فالفاعل يعمل في ساحة المباح لكون عمله لا يرتب عليه اية مسؤولية جنائية للفاعل، وهذا يعني ان النص القانوني يمكّن الفاعل من الفرار من العقوبة ولا يضعه محل اتهام، لا بل انه يوقف تنفيذ حكم الادانة اذا كان قد صدر حكم بحقه رغم ثبوت الضرر وحضور الفاعل.

وكمثال لهذا النوع من الافلات من العقاب نذكر قوانين العفو العام غير المستوفية لاسبابها القانونية في المرحلة الانتقالية. والتوسع في منح الحصانة لسبب قانوني او من دونه، اذ ان المتهمين يلتحفون هذه القوانين التي تعد مسارا قانونيا للافلات من العقاب. اضافة الى حكم المادة 398 من قانون العقوبات، التي توقف تحريك الدعوى والتحقيق فيها، او توقف تنفيذ الحكم بحق الجاني مرتكب جريمة اغتصاب انثى اذا عقد على المغتصبة عقد زواج صحيح. فابرام عقد زواج صحيح مع المغتصبة يمكّن الجاني من الافلات من العقاب وبحكم القانون، علما بان العقوبة الاصلية لهذه الجريمة على وفق احكام المادة (393) قد تصل الى السجن المؤبد. فضلا عن المادة 41 من القانون ذاته والمتعلقة بتأديب الزوجة، التي تم تأويلها قضائيا الى ضرب الزوجة، وغير ذلك من فيض النصوص في القوانين الاخرى المشرعنة للافلات من العقاب، التي لا يتسع مجالنا المحدود هنا لذكرها.

  • خامسا – تعطيل مبدأ الفصل بين السلطات – الفصل بين السلطات، المبدأ الذي جاءنا ارثا من مونتسيكيو المسطر في كتابه (روح الشرائع ) الذي ميز بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية والذي يعني تعدد السلطات في الدولة، واستقرت احكامه في الغالب من دساتير العالم بما في ذلك دستورنا لسنة 2005 ( المادة 47 منه).الا ان هذا الفصل بين السلطات يُنتهك في العديد من دول العالم ولاسباب لا تخفى على اللبيب مما يخل بالوظائف المناطة بتلك السلطات، او كحد ادنى يؤدي الى التداخل في تلك السلطات ويفضي الى انتهاك ذلك المبدأ الذي رسمته الدساتير، ويعد تحديا لمقاصد المشرع الدستوري ويسهل امر السلطات بالسطو على صلاحيات ووظائف بعضها البعض، وهو ما يفضي كما يقول مونتسيكيو الى «طغيان احداها على الأخرى». وينعكس هذا سلبا وتنعكس آثاره قطعا وبشكل سلبي على اداء الدولة وبرامجها وخططها وامكاناتها في حفظ الامن، ما يؤدي الى النيل من حريات وحقوق المواطنين باعتبارهم الاكثر ضررا جراء ذلك الانتهاك. ولنا ان نلاحظ ان التدخل في شؤون العدالة، المتعلق بالسلطة القضائية من قبل السلطات الأخرى، يعد سبيلا للافلات من العقاب.
  • سادسا – المؤسسة القضائية واستقلال القضاء – عندما يختل استقلال السلطة القضائية فان ذلك يعني عدم امكانية قيام المؤسسة القضائية بالدور المرسوم لها قانونا في تحقيق العدالة، والمتمثل في حسم النزاعات على وفق احكام سيادة القانون من خلال تطبيق القانون وتنفيذه في مواجهة الانتهاكات المتعمدة للقواعد القانونية. وأحد الاسباب المفضية الى تلك الانتهاكات هو غياب استقلال القضاء، والاستقلال يعد حقا من حقوق الانسان وليس مجرد صفة او ميزة تضاف الى هيبة القضاء ووقاره. حيث نص الاعلان العالمي لحقوق الانسان على حق كل انسان في «ان تنظر قضيته من قبل محكمة مستقلة».

 ويختل استقلال القضاء عندما تتدخل المصالح والمنافع من قبل السلطتين التشريعية والتنفيذية او من قبل الاحزاب السياسية او الشخصيات النافذة في الشأن القضائي، اذا يعد ذلك التدخل انتهاكا للمبدأ القائل ان «القضاة مستقلون لا سلطان عليهم في قضائهم لغير القانون ، ولا يجوز لاية سلطة التدخل في القضاء او في شؤون العدالة». والنجاعة للسلطة القضائية لا تقتصر على الاستقلال بل تستلزم شروطا اخرى يجب ان تتحقق في القاضي، وهي الحيدة والنزاهة والسمو الى اخلاق المهنة والاختصاص والقدرة على الاجتهاد، وان تترسخ القناعة لديه بانه سلطة وليس موظفا في الدولة.

  • سابعا – ان تكون الاحكام القضائية حائزة على الجودة – وللصلة ذاتها بموضوع السلطة القضائية في الفقرة اعلاه فان الاحكام القضائية يجب ان تكون جيدة. والحكم القضائي الجيد يقصد به «توفر الصفات والخصائص والسمات والمبادىء التي يتضمنها الحكم القضائي عندما يكون صحيحا من الناحية الشكلية ومطابقا للحقيقة من الناحية الموضوعية، وملبيا للعدالة لطالبيها من الاشخاص عند اللجوء للقضاء». وان االتوصل الى الحكم القضائي الجيد لا بد ان يمر بالصفات والخصائص والسمات والمبادىء المطلوبة لذلك، ومنها كيفية تكوين القضاة، ولزوم الاستقلال والحيدة المطلوبتين ، فضلا عن المحاكمة العادلة والابتعاد عن الاجتهادات الفضفاضة المتعلقة بالاعذار القانونية والظروف القضائية المخففة، التي تمكن الفاعل من الافلات من العقاب لكبر سنه او لصغر سنه على سبيل المثال، وتسبيب الاحكام ، وامكانية القاضي الجيد في اصدار حكم جيد ولو كان النص التشريعي سيئا، وغير ذلك. وبعكسه فان الاحكام القضائية غير الحائزة على الجودة القضائية المطلوبة تعد وسيلة من وسائل الافلات من العقاب، لانها تسهل الهروب من الانتهاكات المتعمدة للقواعد القانونية، وتمكن الفاعل من النجاح في الافلات من سلطة القانون، فضلا عن كونها تجانب العدالة.
  • ثامنا – التراخي وطول المدد التحقيقية – ان البعض من الاجراءات التحقيقية التي يقوم بها قضاة التحقيق يشوبها التراخي المفضي الى طول المدد التي يستغرقها التحقيق والمتسمة بالبطء. اذ كثيرا ما يفضي التراخي في هذا الموضوع الى هدر الحقوق والحيلولة دون تحقيقها لطالبيها المصابين بالإحباط، وتجعل الجاني مسترخيا ما دام التحقيق لم يصل الى مراحله النهائية، او لقناعته ان المرحلة النهائية لن تملك الحضور ولو بعد حين، الامر الذي يجعل القناعة بنظام العدالة يهتز ويكون مطلوبا منه البحث عن سبل اخرى خارج المؤسسة القضائية لا بل خارج انظمة الدولة، وغالبا ما تدفعه الى البحث عن وسائل اخرى بديلة، وتكون هذه الوسائل التي يقع في شراكها بدائية كالعشيرة واحكام الصنف في المهن ومختار المحلة ورجل الدين وسواهم من السبل الاخرى ، هذا التراخي لا ينحاز الى الضحية بقدر ما يوفر الاسباب المفضية الى النجاح في الافلات من العقاب وبذلك تكون اجراءات التراخي في التحقيق قد فرطت بالضحية ورسمت الابتعاد عن نيل العدالة وساهمت في الافلات من العقاب.
  • تاسعا – غياب المساءلة والمحاسبة والرقابة – تعد المساءلة فاعلة كأساس لتحقيق الحاكمية الصالحة، كما ان المحاسبة هي عدم افلات المنتهك لاحكام القانون من العقاب، والرقابة تعني الرقابة الادارية والمالية. الا ان الملاحظ ان التساهل والتراخي من قبل سلطات الدولة عن اداء ادوارها المكلفة بها قانونا، يتسبب في اضمحلال الدور الرقابي للسلطة التشريعية وتهميش المساءلة والمحاسبة من قبل السلطة القضائية في الدول المضطربة. وتعمل القوى الامنية والعسكرية في خدمة السياسي المتنفذ وليس في خدمة الدولة، وتصدر التشريعات على مقاسات الافراد، فيرتبك الوضع في الدولة وتتفشى الظواهر السلبية فيها كالبطالة، ويكثر المهمشون وتتلكأ مشاريع التنمية المستدامة ويهبط مستوى الدولة الى درجات متدنية قياسا بالدول الأخرى، ويعم التذمر لدى الغالب من الناس ويستشري الفساد والمحسوبية ويهبط المستوى الصحي للمواطنين وتقيد الحريات وتكمم الافواه، و بذلك تتشكل البيئة الصالحة والمثالية لتفشي ظاهرة الافلات من العقاب، اذ لا يمكن مكافحة هذه الظاهرة الا بالقضاء على الاسباب المؤسسة لها.
  • عاشرا – الفساد هو الحاضنة الأثيرة للافلات من العقاب – للفساد آثار مدمرة على الدولة ومؤسساتها، وبخاصة المؤسسات المعنية بنظم العدالة، وان احد اهداف الفساد – والذي يرد في المقدمة عادة – هو هزّ ثقة الناس في نظم العدالة من خلال العمل على اضعاف تلك النظم، لكون اضعافها يتيح للفساد التحرك بحرية وسلاسة. وامام هذا الوضع الفاسد وضعت الامم المتحدة اتفاقيتها لمكافحة الفساد،وعدّت تلك الاتفاقية اداة اساسية لحماية حقوق الانسان من خلال الدور الحاسم لنظم العدالة (المادة 11 من الاتفاقية).

لهذا السبب فان مؤسسة الفساد تعمل جاهدة على تعطيل عمل المؤسسة القضائية وبكافة السبل المتاحة لها. وتعقيبا على هذا الموضوع قال المقرر الخاص للامم المتحدة المعنيّ باستقلال القضاء، والذي كان سابقا يشغل منصب وزير العدل ووزارة الخارجية في دولة البيرو «دييغو غارسيا سايان»، قال: «يقلل الفساد من ثقة الجمهور في العدالة ويضعف قدرة النظم القضائية على ضمان حقوق الانسان». لهذا فعندما يكون الفساد مستمكنا ومترسخا ومستشريا في مفاصل الدولة، فان الحديث عن مكافحة الافلات من العقاب يكون مجرد لغو لا اكثر.

**********************************************************************

الصفحة الخامسة

لمناسبة الذكرى الـ 90 للتأسيس.. الحزب الذي يستحضر التاريخ دون أن يعتاش عليه

أ.د عامر حسن فياض

إذا جاز لنا في هذه المقالة ان نعرض ملاحظات سريعة تنبهنا عن العلاقة بين الحزب والتراث، يمكن العرض للملاحظات الآتية: -

إن الملاحظة الاولى تتعلق بعدم محاولة رواد الفكر الاشتراكي التقدمي في العراق إبراز الاتصال والتواصل بين التراث الفكري العربي الاسلامي التقدمي وبين الاشتراكية ولم يحاولوا تسليط الاضواء على الجسور التي تربط التراث بالاشتراكية. إن محاولة  ايجاد خيوط الترابط بين الفكر الثوري في الفلسفة العربية الاسلامية وبين الفكر الاشتراكي الحديث مع مراعاة ظروف نشوء كل منهما، لا تعبر عن حقيقة وعن كشف بعض جوانب تاريخنا الغامضة التي طالما سعت الرجعية الداخلية والخارجية لطمسها او تحريفها، ولا تعبر عن الرغبة في الوصول إلى الحقائق التاريخية فحسب بل إنها أيضاً سلاح فكري في يد القوى التقدمية آنذاك لمقارعة الرجعية التي حاولت الإيهام ولا زالت بان التراث العربي الإسلامي بمجمله يقف إلى جانبها ويؤكد نظريتها اي نظرية الاستبعاد والاستغلال والظلم والخنوع ، فالاشتراكية بالنسبة الينا ليست فكراً دخيلاً علينا او مجرد زي عصري مستورد للتباهي الفكري والمزايدة الثورية، إنها في الحقيقة امتداد لأشرف ما في التراث العربي الإسلامي من قيم علمية تجد ارهاصاتها الفكرية عند ابن خلدون وابن الهيثم وابو حيان وابن رشد ، كما تجد ارهاصاتها النضالية في الكثير من الحركات التقدمية. فقد كان العراق مسرحا لانتفاضات متواصلة اكتسبت مدى من العمق والتنظيم مثلته حركة القرامطة في سواد العراق وحركة الزنج في الجنوب. في حين كانت بغداد بدورها مسرحاً لحركات قامت بها العامة ضد تعسف السلطة آنذاك.

وإذا فات رواد الفكر الاشتراكي في العراق ان يستلهموا ما هو تقدمي في التراث الثوري وفي عملية بث الفكر الاشتراكي وتعميق نشاطاتهم الرائدة، فقد أصبح هذا التراث اليوم موضع اهتمام ورعاية كبيرة من قبل القوى والاحزاب الاشتراكية في بلدنا. فقد اعتبر الحزب الشيوعي العراقي (ان في كل ثقافة قومية إلى جانب المحتوى الرجعي المعبر عن افكار الطبقات المستغلة محتوى ديمقراطي يمثل افكار الطبقات الكادحة). كما جاء في وثيقة الحزب المعنونة (الحزب والتراث) ثم دعا الحزب الشيوعي إلى الاهتمام بالتراث من هذه الزاوية موضحا انه يدخل بذلك في صميم ثقافة الشعب الجديدة ولا يمكن الاستغناء عنه بحال من الاحوال. وفي ضوء ذلك كما يؤكد الحزب الشيوعي (يجد الفكر الشيوعي نفسه وهو ينتظم ضمن سلسلة طويلة من التقاليد الثورية للشعب العراقي) فيعود إلى جذور المسألة لإعطاء فكرة موجزة عن مواقع هذا القطاع المهم من تراثنا الثوري. ولما كانت الرجعية تأخذ من التراث أسوأ ما فيه وتتصيد منه ما يدعم مواقعها ومصالحها غير المشروعة ، كما يؤكد الحزب فانه حين ينطلق من اعتبارات مغايرة فيؤكد بالقول (انه يرجع بالتأكيد إلى ما افرزته في هذا المجرى كفاحات الفصائل الكادحة، الفصائل العاملة والمنتجة والفئات التقدمية، التي تشكل أفكارها ميراث البشرية التقدمية على مر العصور) وبهذا يصبح اهتمام الحزب الشيوعي العراقي بالتراث مسألة علاقة عضوية في المقام الاول، ومن هذا المنطلق جاءت المادة الاولى من النظام الداخلي الاول للحزب الشيوعي العراقي لتؤكد بالنص (ان الحزب يعتز بأمجاد شعبنا وبتراثه العريق وتقاليده الثورية ويستمد منها العزم والتصميم في النضال من أجل تعزيز استقلال العراق وتصفية مواقع الاستعمار السياسية والاقتصادية والفكرية في ربوعه).

اما الملاحظة الثانية ... فان المقالة هذه تنبهنا إلى فقدان العلاقة الملموسة بين الفكر والممارسة لدى رواد الفكر الاشتراكي في العراق. فقد راح جميع الرواد بعيدا وعميقا في طرح المفاهيم الاشتراكية في الوقت نفسه الذي فاتهم فيه ضرورة الانتقال من الفكر المجرد إلى التنظيم. وان جاء ذلك بعض الشيء عن نقص إدراك لضرورة هذا الانتقال والربط بين الفكر والممارسة لدى الرواد فان كل شي جاء نتيجة الوضع الاقتصادي الاجتماعي غير المتطور والذي لم يصل بعد آنذاك إلى مستوى ترتفع الطبقة العاملة العراقية لتجعل من الاشتراكية صلب معرفتها العقلية. ولكن وبفضل التطور النسبي لمعالم الحياة الاقتصادية الاجتماعية في العراق تجاوز الفكر الاشتراكي رويدا رويدا هذا الإشكال بل لم يعد يبقى الرواد، وبالذات الشيوعيين العراقيين وحدهم في ميدان طرح المفاهيم والمواقف الاشتراكية. فقد أسهمت الأحزاب اليسارية والوطنية التقدمية في بث المفاهيم الاشتراكية كل حسب مواقعة الاجتماعية ووعيه الفكري ويبدو ذلك واضحا في صحف (حزب الشعب) الذي عرف مؤسسوه بانتمائهم الفكري إلى الماركسية، وقد وضع هذا الحزب لنفسه برنامجا يتفق وطبيعة المرحلة النضالية. ومن الاحزاب التي ساهمت صحافتها وأديباتها في بث الوعي الاشتراكي ووضعت أساسا للاشتراكية في برامجها وسياستها حزب الاتحاد الوطني صنو حزب الشعب والحزب الوطني الديمقراطي إلى حد ما.

اما الملاحظة الثالثة والاخيرة ...فهي صيحة استنفار. فليست هذه المقالة نهاية ... بل بداية، فثمة طابور طويل من طلائع الفكر الاشتراكي في العراق لايزال ينتظر الدراسة الأعمق... طابور من مفكرين وكتابات مطوية خلف تجاهل متعمد وخوف موروث وصعوبات لا تزول إلا بجهد جماعي ورعاية رسمية. فالجهد الفردي قاصر مهما بذل صاحبه، عاجز عن ان يلم بكل شي. ان تاريخ الفكر الاشتراكي في العراق طويل ... طويل، بحاجة إلى دراسته وتقديمه واستخلاص الدروس منه إلى جهد جماعي بإمكانه المطاردة بحثا عن المعلومات والمصادر والكتابات وخاصة المعلومات المطلوبة في الوثائق السرية الرسمية. مع ملاحظة ان الشيوعي العراقي اليوم ينبغي إلا يكتفي بانتمائه إلى تراث عراقيته القومية المتنوعة والدينية المتنوعة فحسب بل عليه أن يثبت ولاءه لهذا التراث الثوري ليقطع الطريق أمام من يستحضر الموروث التاريخي لكي يعيش فيه ويعتاش عليه.

*************************************************************************

في مالمو.. أمسية شعرية على شرف عيد الشيوعيين العراقيين 

مالمو - طريق الشعب

أحيا الشعراء رياض محمد وعبد القادر البصري وكامل الركابي، يوم الجمعة 22 آذار الفائت في مدينة مالمو السويدية، أمسية شعرية على شرف الذكرى الـ90 لميلاد الحزب الشيوعي العراقي.

وابتدأت الأمسية التي حضرها جمع من الشيوعيين وأصدقائهم، بتكريم عدد من الرفاق المبدعين، بضمنهم الفنان سامي كمال.

وقدم الأمسية الفنان صفاء العتابي، وافتتحها بمقطع من قصيدة للشاعر محمود درويش، عنوانها “أتذكر السياب”.

وقال أنه “لعل من أبرز ما اتسم به حزبنا الشيوعي العراقي، ارتباط جمهرة المثقفين والمبدعين الحقيقيين به وبمساره النضالي ومنهجه الفكري وشعاراته السياسية، لأسباب كان أبرزها المكانة المتميزة التي خص بها الحزب قضية الثقافة ومهمة الدفاع عنها وعن حرية الفكر والتعبير والإبداع، حتى صار الحزب رئة الشعر كما وصفه الشاعر الفلسطيني الراحل معين بسيسو”.

ثم اعتلى المنصة الشاعر والفنان المسرحي رياض محمد، وقرأ قصائد نقل الجمهور عبرها إلى مدينته الحلة، وأخرى عاطفية وسياسية عبر فيها عن مسيرته ضمن حركة الأنصار الشيوعيين. كذلك قرأ نصوصا من ديوانه الأخير “باب المنفى”.

بعدها جاء دور الشاعر النصير عبد القادر البصري، ليقرأ مجموعة من قصائده التي تتغنى بالوطن والحب والحلم ببناء مجتمع تسوده الديمقراطية، فضلا عن قصائد تتناول حركة الأنصار وشهدائها.

أما الشاعر الشعبي النصير كامل الركابي، فقد قرأ مختارات من قصائده، ألهب بها حماس الجمهور.

********************************************************************************

انها مناسبة التكوين..

بسام محي

لمناسبة حلول الذكرى التسعين لميلاد حزبنا الشيوعي العراقي، اتقدم اليكم بأحر التحيات وأحلى الأمنيات الى الرفيقات والرفاق والأصدقاء الاعزاء، وان تكون هذه المناسبة حافزا لتجديد الهمم والعزيمة لتقوية الحزب وتعزيز صلاته بالجماهير والحفاظ على وحدته.

إنها مناسبة التكوين عندما انطلقت مجموعة من الفتية البواسل في أزقة بغداد والبصرة والناصرية والمدن الاخرى في اذار 1934، حاملين أفكار التحرر من الاستعمار والانعتاق من طغمة رأسمال والاستغلال، ساعين إلى تحويل حلم الناس في الحرية والمساواة والعدالة إلى واقع جديد وقوة بيد شغيلة اليد والفكر، لتكون لحظة التأسيس لحزب من رحم المجتمع، الحزب الشيوعي، الذي كان حاضرا ولا يزل في افئدة وعقول أبناء شعبنا، ولتمتزج أفكاره بحياة ومصير بيوت العراقيين..

إنها مناسبة استثنائية في الحياة، عندما يحمل الشيوعيون المخلصون مشاعل الحرية مقتحمين الساحات والشوارع في المدن والأرياف ناثرين الورود الحمراء والأمل بين صفوف العمال والفلاحين والمثقفين، رجالا ونساءً.

انها مناسبة العودة للسفر النضالي لتسعة عقود، مستذكرين تلك النجوم المتلألئة والمصابيح المضيئة من شهداء الحزب التي تنير لنا الطريق نحو الغد الافضل، نستحضر بطولة أولئك الشهداء الميامين الذين جادوا بأنفسهم غير هيابين للحياة وحلاوتها، ومضحين بأغلى ما يمتلكون ويحبون من أجل قضية الحزب ورفعته وسموه ..

انها مناسبة للتأمل بتلك المحطات النضالية في مواجهة الاستعمار والانظمة الرجعية والدكتاتورية.. مراحل النضال السري والتخفي عن أنظار العدو وتلك البيوت السرية التي احتضنت، مئات بل آلاف الشيوعيين المطاردين من أجهزة القمع..

ولنتذكر صمود الشيوعيات والشيوعيين في أقبية السجون والمعتقلات وانهيار الجلادين، وبسالة الانصار الشيوعيين في ذرى جبال كردستان.. وسواعد الشيوعيين في إعادة بناء حزبهم ومنظماته وانتشاره في المدينة والريف بعد رحيل نظام صدام إلى مزبلة التأريخ..

انها مناسبة لنؤكد بان حزبنا نخوض نضالا عنيدا لا يقبل التراجع ضد اعدائنا الطبقيين وجشع الرأسماليين والطفيليين الذين يمتصون دماء العمال والكادحين وسائر بنات وابناء شعبنا..

انها مناسبة التسعين، وهي لحظة التجديد والالتزام والولاء والتواصل والإصرار على حفظ وصايا فهد وسلام عادل وكل الشهداء والمناضلين في صيانة الحزب والحفاظ عليه وتقويته وتوطيد مكانته بين الناس، كي تظل راية الحزب خفاقة..

إنها مناسبة للاستمرار في النجاحات وتجاوز الثغرات والانفتاح على الاخرين والتواصل مع المخلصين والحريصين على قضايا الحزب والشعب..

انها مناسبة لتمجيد نضال الرفيقات والرفاق في أحلك الظروف التي يعيش فيها العراق من عوز وحيف وحرمان، وهم يسطرون أسمى آيات التضحيات ونكران الذات والايثار، بشجاعة متناهية والتزام عال من أجل الخلاص من منظومة المحاصصة والفساد التي ابتلى بها شعبنا ولبناء الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية..

إنها مناسبة للعمل بين الجماهير وخاصة فقراء العراق وجذبهم للنضال الوطني والطبقي لتحقيق أمانيهم وأهدافهم في الوطن الحر والشعب السعيد ..

كل عام والحزب وأنتم جميعا بألف خير..

مبروك لنا جميعا الميلاد التسعين لحزب الأمل والعمل..

***************************************************************************

بعدك شباب رغم السنين العجاف

مناضل عبدالله

٣١ اذار ليس يوماً عادياً، وليست مجرد ذكرى ميلاد حزب بل هي بداية لنقلة نوعية في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية للعراقيين.

صحيح ان الحزب الشيوعي يعتنق النظرية الماركسية اللينينية وصحيح أن فهد ورفاقه درسوا وتعمقوا بهذه النظرية لكن الطبقة الكادحة المعدمة من عمال وفلاحين وشرائح اجتماعية مختلفة لم يقرأوا رأس المال، ولم يعوا الديالكتيك ولم يعرفوا معنى فائض القيمة، لكنهم وجدوا في الحزب ملاذهم وخلاصهم، وكان للخُلق العالي والنزاهة والتضحية ونكران الذات لرفاق الحزب العامل المؤثر والكبير لدى هذه الجماهير.

 كان الرعيل الأول للحزب أقرب للجماهير من حبل  الوريد، كانوا يعيشون بينهم ويعانون مثلهم ويتواصلون بروح رفاقية ويتبنون قضاياهم لأن المؤسسين كانوا من ذات الطبقة الكادحة وأيضاً من البرجوازية الوطنية  الذين قرأوا  الماضي ودرسوا الحاضر واستشرفوا المستقبل، عملوا على التواصل وناضلوا من أجل توسيع قاعدة الحزب بتأسيس منظمات مهنية: نقابات عمالية، رابطة للمرأة، اتحاد للشبيبة، اتحاد للطلبة، جمعيات فلاحية  اتحاد للأدباء والكُتاب، أنصار السلام، كان ومازال الغرض من تأسيسها هو مشاركة واسعة  لشرائح مختلفة من المجتمع المهتمين  بالشأن العام و لكي تكون روافد  مهمة للحزب، هذه المنظمات هي ركائز أساسية في العمل النضالي والاجتماعي وبالتالي هي كتلتها الجماهيرية ورصيدها بالبعدين  السياسي والاجتماعي، ولقد أدرك النظام الصدامي خطورة وأهمية هذه المنظمات وراح يزاحم الحزب عليها  حتى انتهى بحظرها. الخطاب المباشر مع الجماهير والنقد والنقد الذاتي في التنظيم والتثقيف الذاتي لرفاقه ومراجعة مسيرة الحزب، سبب ديمومة الحزب وتطويره.

  رفاق الحزب جعلوا للحزب سمة يَجِلها الجميع تحدثوا معهم بمفاهيم ومفردات اجتماعية بسيطة، هذه المفردات البسيطة أقرب للقلب، روايات شمران الياسري (ابو كاطع) وكذلك عموده الثابت في الجريدة وشعر مظفر النواب والكثير من الأدباء والشعراء كان لهم دور كبير بوصف معاناة الجماهير بأسلوب ساخر. وبسيط ومباشر، حتى شعار الحزب كان ومازال بسيطا لكنه يحمل معانً كبيرة وبمدلولات فكرية عميقة” وطن حر وشعب سعيد “ ومْن منا لا يريد لوطنه الحرية، والسعادة لشعبه، هكذا كانت البداية في السهل الممتنع.

للحزب الشيوعي العراقي

 لمدرسة الشعب

لعميد اليسار العراقي

تسعون عاما ومازلتم في درب النضال تسعون

**************************************************************************

حزبي الشيوعي العراقي

شميران اوديشو

تسعون عاما من النضال وما زال فتيا ينضح حبا وعشقا لوطن غادره الامان

ثلاثة وخمسون عاما وأنا أحوم في رياضه.. فراشة اتنقل من خلية لخلية ومن لجنة لأخرى واستعيد من رحيق زهوره شبابا لسنوات عمري الاربع والسبعين.. كنت صبية بنت الثالثة عشر يوم تكالبت قوى الشر والغدر إبان شباط الأسود العام 1963 لاعتقال مدرستي في الأول المتوسط وفي رحى معركة غير متكافئة خسرنا نحن الطالبات المدافعات، مدرستنا وسحلها المجرمون عبر ممرات المدرسة وألقوا بها في سيارة لتقلها إلى جهة مجهولة وفقدنا أثرها.. وكان نصيبي من المعركة الخاسرة اصطدام جبهتي بحافة (الرحلة) المقعد الدراسي لتنغرز الحافة بعمق ترك أثره إلى اليوم.. ودار السؤال في الخلد لماذا؟ ومن؟ وتحريت وسألت وقرأت.. وبدأت رحلة جديدة بعد ان عرفت.. ماذا؟ وكيف؟ زدت من قراءة ما يتوفر من كتب ومنشور واللقاء بشخصيات من محيطي اصابهم الكثير من الضرر وزادهم قوة وإصرار على مواصلة المسير.. خطوتي الأولى كانت انتمائي إلى اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق الذي عمل على رفع وعي الثقافي والديمقراطي.. ومعها تنامى عشقي لشعبي ووطني والقيم الانسانية وحاربت إلى جانب قوى الخير في معاداة الطغاة الجبابرة اعداء الانسانية.. ومازلت

**************************************************************************

مبارك لحزب النزاهة والوطنية عيده التسعون

عدنان الفضلي

في الحادي والثلاثين من شهر الحب والخضرة والربيع، شهر آذار الندي، يحتفل أصدقائي في الحزب الشيوعي العراقي بالذكرى السنوية لتأسيس حزبهم، مستذكرين محطات عدّة من تاريخ هذا الحزب الذي قدم وفي كثير من مراحله العطاء الكبير لـ (الوطن والناس) فقد شهد له الأعداء قبل الأصدقاء بوطنيته ونزاهته وانتمائه الحقيقي للأرض والشعب.

وبمناسبة الذكرى التسعين لتأسيس عميد الأحزاب العراقية، وكبيرهم الذي لم يتعلموا منه كيف يكونوا عراقيين أصلاء، وأقصد أحزاب المصادفة.. أتقدم بالتهنئة الحارة لقيادة وأعضاء وأصدقاء الحزب بالتهنئة الحارة معطرة بالبنفسج ومطرزة بالجوري الأحمر، متمنياً لهم التوفيق في عملهم من أجل تحقيق شعارهم العظيم (وطن حرّ وشعب سعيد).

*******************************************************************

الوطن أمانة في أعناق الشرفاء

د.علي مهدي

بمناسبة الذكرى التسعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي أبعث بأحر التهاني لعوائل الشهداء وللرفاق الذين كانوا سجناء وموقوفين والرفاق الانصار والرفاق المستمرين بحمل الراية وكذلك لكل الذين ساهموا في بناء هذا الإرث النضالي العظيم. إنها لصفحات مشرقة من تاريخ الشعب العراقي جسدها الشيوعيون حيث كانوا ومازالوا مشعلا للتنوير والثقافة والابداع ورمزا للبطولة والتضحية ضد كل أشكال القهر والعنف مدافعين عن حقوق العمال والفلاحيين وعموم شغيلة اليد والفكر مكافحين عن حقوق القوميات المضطهدة بأرواحهم الزكية.

نحتفل بهذا اليوم واعداء الحزب من أرباب النظام الملكي والبعث الصدامي الفاشي أصبحوا في مزبلة التاريخ، وكل من يعادي الحزب.

 هنيئا للحزب الشيوعي وهو يحتفل بذكراه كعميد للأحزاب السياسية بلا منازع ويشعر كل من مر به وما زال بالفخر والشموخ.

******************************************************************************

الصفحة السادسة

شهادة في صناعة الحلم.. آمال وأوجاع

عبد الستار البيضاني

ربما يتفق معي الكثير من أبناء جيلي - الجيل الذي جاء إلى الدنيا في عقد خمسينيات القرن الماضي، إن أول كلمة تفتح عليها وعينا في الحياة، ومن دون قصدية منا، أو إرادة من غيرنا، هي كلمة (شيوعي)، بجميع معانيها الواضحة والغامضة! كان لها إيقاع مثير في المسامع، ومتناقضة بترادف عجيب يضم جميع معاني الحياة، فهي: الخوف والسلام، الخطر والأمان، الأمل والياس، الصلابة والانهيار، الأيمان والتمرد.. هي الحرية بأوسع معانيها ، ولا يمكن لعقل غض ، وتفكير بسيط في مرحلة الطفولة والصبا ان يحسم  جميع  هذه المتناقضات المترادفة، غير اننا كنا نراها على هيئة صور، وانفعالات على وجوه الرجال والنساء، معارفنا من ذوي المعتقلين، والمطاردين، والمعدومين والمتخفين، حتى صار كل سجين سياسي او معدوم، او مطارد سياسي، هو بالضرورة شيوعي!، ربما تلك هي اللحظة الخفية، أقصد لحظة التعاطف مع كل هذا الوجع والألم الذي تعبر عنه هذه الاوصاف، التي جاءت بعد فترة انتعاش وصعود للحلم الشيوعي مقرونا بالواقع هو سنوات ما بعد ثورة 14 تموز 1958 ومنجزاتها المتمثلة في أروع ملموساتها في اصدار قانون الاصلاح الزراعي وانهاء سلطة الاقطاع، وبناء مدن عصرية لسكان تجمعات الصرائف، وهذه وغيرها اقترنت باسم الزعيم عبدالكريم قاسم الذي كان يلقبه البعض ب ( الزعيم الأحمر )، فكان قدر طفولتنا وتفتح وعينا نحن جيل مواليد الخمسينيات ، ان نعيش انتعاش الحلم وصعوده بجميع تغييراته للواقع البائس على أنغام مهرجانات احتفالية،  وأغان مجدت الأنسان والحرية والعمل، وتغزلت بالعامل والفلاح بشتى أنواع الإبداع من شعر وسرد ورسم وغناء ومسرح وسينما ، وفي لحظة مفاجئة انكسر هذا الحلم  بانقلاب شباط الأسود ـ فقد حل بدل ذلك، عويل وبكاء ودماء ودخان جرائم وفقدانات، وكأن انكسار الحلم أبقى على جذوره مستعرة في أعماقنا تلقائيا وليس بفعل فاعل، أو موعظة، أو دروس تربوي، او محاضرات ايديولوجية !. 

قد يكون هذا هو التفسير المنطقي لإصرار أحد الأصدقاء الذي التقيته قبل عام على القول: (التعاطف مع الشيوعيين هو قضية جينية بالنسبة لنا نحن أبناء هذا الجيل والاجيال المجاورة لنا، صار مثل القيم والعادات التي زرعتها بيئتنا في نفوسنا!).

أتذكر أن أمي اصطحبتني معها ذات يوم لمواساة قريبة لنا ضاع ابنها الوحيد في خضم الفوضى الدموية بعد انقلاب شباط 1963، كانت تسرد لأمي أخباره غير المؤكدة؛ وصل إلى الجبال في الشمال. عبر الحدود إلى إيران. يتخفى مع صيادي الأسماك ومربي الجاموس في الهور. مسجون في معتقلات خلف السدة أو معسكر الرشيد. وأرادت  أن  تكمل الاحتمالات بقول جملة أخرى، لكن لم يطاوعها لسانها بنطقها، واستبدلتها في الحال بقولها ( المهم يكون سالم ، بس لا ....)، ولم تكمل جملتها، فقد انخرطت بنشيج مقهور، قابلته أمي ببكاء كأنه كان ينتظر تحت جفنيها هذه الكلمات ليتدفق بحرارة!، أما أنا فقد رحت أجول على ما تبقى من أغراض الأبن الشيوعي المفقود في لجة الاحتمالات، وكأنني أراها لأول مرة، مشط بلاستيكي ملون، وعلبة فازلين أخضر معطر كان استعماله لدهن الشعر أحد أهم مستلزمات الإناقة في ذلك الوقت، منشفة حمراء معلقة على مسمار بارز تحت كسرة مرآة مثبتة على الحائط، لصقت في أعلاها صورة مقتطعة من صحيفة لعمال وفلاحين يحتفلون بعيد العمال العالمي، وصحف مصفوفة فوق علبة صفيح فارغة. بقيت على حالها مدة طويلة لا تقبل الأم ان يحركها أحد حتى يعود الابن الذي لم يعد حتى بعد أن كبرنا!

بقيت كل هذه الصور، والمشاهدات، والهواجس تتجدد في وعينا وذاكرتنا تلقائيا مثل نباتات برية  وهو ما دفع صديقي إلى الاعتقاد بالوجود الجيني للماركسية والشيوعية في تركيبتنا بصرف النظر عن وجود وعي من عدمه  !، ومع أني لم اعترض ، أو أوافق على هذا الاعتقاد، فلم أكن حينها مستعدا لجدل غير مهيئ له، غير أن كلامه لم يمر مرورا عابرا في تفكيري، بل بقي يشغلني كثيرا، ولا أنفي انه قد يكون أحد الأسباب الرئيسة لكتابة هذا المقال، بمناسبة الذكرى التسعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، بالرغم من أنني في تلك اللحظة فسرت الأمر تفسيرا سريعا، حيث أرجعته إلى توافق الفكر الماركسي مع طبيعة النفس البشرية الحالمة بالحرية والعدالة الاجتماعية والرخاء الاقتصادي ، خاصة في مجتمع خرج توا من جورا الإقطاع  ومازال مثقلا بآثار الجوع والاستبداد.

 مع بوادر الوعي في الدراسة والقراءة والتقدم في العمر، بقي ما ترسب في أعماقنا من مرحلة الطفولة والصبا  حاضرا – ولا أقول مرجعية ، لفهم ما نقرأه او ندرسه، وما حاولت الأنظمة اللاحقة ان تفعله في أدلجة العقول، بجميع الطرق والوسائل من دون ان تستطيع إزاحة آثار صعود وانكسار الحلم في نفوسنا، فقد وجدنا صورا جمالية أخرى للحلم الذي ما زال متقدا، فكان السؤال الذي لا يمكن تجاهله حتى ولو كان ثمنه تهمة السذاجة ؛ لماذا أغلب صناع الابداع الثقافي هم من الماركسيين: فنانون تشكيليون، شعراء ، مسرحيون، قصاصون، موسيقيون، سينمائيون  والكثير من صانعي الجمال الذين وضعوا لبنات الثقافة العراقية المعاصرة وطوروها؟.  فأي دارس للثقافة العراقية لابد ان يجد يدا ماركسية او شيوعية شاركت في صنعها!، وهذه ليست مبالغة أو اندفاع عاطفي بهذه المناسبة، وإنما وقائع لها شواهدها، وحسنة هذا الأمر ان منجزات هؤلاء الرواد بقيت عامل تحد للأحزاب التي قادت الأنظمة اللاحقة، فقد كان المنجز الثقافي الماركسي الذي شكل مشهد الثقافة العراقية بأجمعه، تحديا كبيرا امام حكومة حزب البعث بعد انقلاب 1968، عملت الكثير لمجاراته بمنجز مماثل، وهذا أقل ما يمكنها فعله، لأنها لا تسطيع ان تلغيه ، فكرست جهدا وأموالا كثيرة لتحقيق خصوصية فكرية تمثلها، ولعلنا نتذكر ان مصطلح (الواقعية الاشتراكية) ،وهو مذهب أدبي ومصطلح  ماركسي خالص،  كان سائدا ومحركا لمختلف أجناس الثقافة العراقية واحد تمظهرات الهوية الماركسية للأدب العراقي، وقد عملت السلطات الثقافية في حينها بقوة على التقليل من شأنه، وطرح مصطلح بديل عنه أسمته (الواقعية النضالية ) ممثلا للفكر القومي البعثي في الأدب، مقابل (الواقعية الاشتراكية ) الممثل للفكر الماركسي في الادب، وبرغم ما حشدت من أموال كبيرة وأسماء أدبية عراقية وعربية ومطبوعات وندوات لم يتمكن من ان يخلق هوية خاصة به، بهذا يمكننا النظر أن ما افرزه الوعي الشيوعي والماركسي من ثقافة عراقية  ذات أبعاد فكرية وجمالية  تحولت لاحقا إلى تحديات ومناسبات للجدل والأبداع  وهذه فضيلة أخرى له.

وبهذه المناسبة نجد من الانصاف ان نتذكر بالعرفان جميع اولئك المبدعين الذي صنعوا لنا ثقافة عراقية حملت هوية الشعب العراقي وتاريخه إلى جانب المناضلين الذي طرزوا أيامنا تلك بالأحلام الجميلة والأمل بوطن يرفل بالحرية وشعب يبتكر سعاداته حتى ولو من وجعه واحباطاته!

***************************************************************************

أغنية حب الى الحزب *

دينار السامرائي

كبرتَ .. كبرتَ يا حزبي

وكنتُ أراك من حرفين

ينفتحان في دربي

ويغرسان في قلبي

أُحبّك كم أُحبّكَ

أي شيء فيكَ يغريني؟؟

أجوعُ أموتُ أنزف ما تبقى

فيَّ من دمّي ..

أُحسك مثل شيء فيّ يحييني

أُحسك في أبي في سورة الغضبِ

وفي أمي!! عيوناً متعبات الشوقِ

من سفرٍ الى سفرٍ

ودفئاً مالئاً عيني بالخدرِ

أُحسك في ملايين الجياعِ

يهزها الغضبُ

تروّيها فتلتهبُ

أحسك ثورةً ترجى وتُرتهبُ

أحسك في طريق الشعب درباً وارف الظلِّ

ومبتلا

ينقّط دربنا ظلا

ويفتح عبر هذا الليل

نافذةً على بيتي

أحبك كم أحبك أي شيء فيك

يغريني....!!

وهبتك كل ما عندي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*جزء من القصيدة المنشورة في كتاب “سلاماً ايها الحرب” الاستذكاري الصادر في طبعة ثانية عن “دار الروسم”

في العيد 81 للحزب الشيوعي العراقي

   13 آذار 1967

****************************************************************

على شرف الذكرى التسعين لميلاد حزب فهد.. على شو... بعدك بتحبو؟

أسعد عرب

لا أعتقد أن هناك شيوعياً في العراق، لم يوجه له مثل هذا السؤال، سواء كان من أهله او أفراد أسرته او من بعض أصدقائه بل وحتى من ألد أعدائه!

على شو بعدك ماشي على دربوا ... على شو؟

بعضهم يطرحه حباً لك وخوفاً عليك، وبعض فضولاً وليس أكثر، والبعض الآخر يطرحه شماتة وتهكماً وحقداً، وآخرون يطرحونه حقاً لمعرفة هذا السر الكامن الذي يربط الحزب بأعضائه، هل هو سحر أم علم أم هيام أم إيمان؟ هل هو خرافة أم حقيقة؟

حزب لم يعد اعضاءه بالرفاه والحياة الهانئة، ولم يعدهم بالجنة وحور العين، بل حذرهم منذ اليوم الأول لانضمامهم للحزب، بأن طريقنا ليس مزروعاً بالورود، بل هناك ظروف قاسية وأوضاع مزرية في انتظاركم، وسجون وتعذيب وربما قتل أو اغتيال أو اعتقال أو اعدام، أو تشرد وغربة ومفارقة الأهل والخلان والاصحاب!

ومع كل ذلك يلتحق الآلاف من خيرة أبناء الشعب العراقي نساء ورجالاً، ومن نخبه بهذا الحزب، فنانون ومبدعون ومسرحيون ورسامون وشعراء وأساتذة في اختصاصات علمية واقتصادية وزراعية وصناعية، جنباً إلى جنب مع آلاف من عمال وفلاحي وشغيلة وطننا.

في الوقت الذي قدمت لكل هؤلاء مغريات بعضها لا يمكن مقاومتها، وفي نفس الوقت مورست عليهم ضغوطا قاهرة تنتهي بتهديد حياتهم ووجودهم، ومع كل ذلك يرفض هؤلاء كل تلك الضغوط والمغريات مفضلين البقاء مع الحزب حتى وهو في أصعب أوضاعه!

سؤال يتردد في الذهن، هل كانت كل هذه القامات العملاقة على خطأ؟ بالتأكيد لا.. أسترجع في ذهني قصة حقيقية لطالب مجتهد وذكي وشيوعي في نفس الوقت، طلب منه تدريس فتاة في بعض الدروس العلمية، كانت تلك الفتاة جميلة وأبوها عدا عن كونه رئيس عشيرة فهو رجل دين أيضاً، أعمامها وأولادهم كانوا من أشد المعادين للحزب الشيوعي، خاطبوا والد تلك الفتاة واستهانوا واستهزأوا به، كيف يسمح لشخص كافر أن ينفرد بأبنته حتى لو كان مدرساً لها، فأجابهم: والله و الله أني لآمن على ابنتي مع هذا الشخص أكثر من ان تكون مع أولاد أعمامها؟

 إنه النقاء والنظافة والطهارة وعفة النفس وروح التضحية والفداء والإيثار التي تميز بها الشيوعيون ولازالوا يتميزون بها، لذلك كانوا نموذجاً يهتدي به عدد كبير من الناس.

 في ظل التطور العلمي والتكنلوجي الذي يعيشه عالمنا الحالي، وفي ظل الحروب والحصار الذي عانى منه شعبنا طيلة سنوات عديدة، والذي رسخ الأنانية وحب الذات؟ وبعد سقوط النظام الإجرامي، جيء بحثالة الأرض وجهلتها ليتسيدوا، ولينشروا الجهل والتخلف، وليحيوا عادات من التعصب الديني والقومي والطائفي بشكل لم يشهده العراق منذ تأسيسه كدولة مستقلة!

ومع ذلك يطل الحزب الشيوعي برأسه، ويجد موضعاً لقدمه، في زحمة أقدام ثقيلة تبغي سحق من يعترضها وهي مدعومة من دول في مشارق الأرض ومغاربها، وتنكشف خديعة أحزاب ادعت دفاعها عن مكوناتها وأخرى عن قومياتها، وواقع هذه المكونات والقوميات حاضراً يكشف زيف تلك الادعاءات، وبقي الشيوعيون ويكادون أن يكونوا الوحيدين الذين يدافعون بصدق عن مصالح الناس على مختلف قومياتهم وطوائفهم واديانهم.

ألم يقال إن طريق الحق موحش لقلة سالكيه! ولا فخراً ولا غروراً وليس ادعاءً، نحن هذه القلة التي سلكت هذا الطريق الموحش، ليس طمعاً في مكسب شخصي، فقد يكون الشيوعيون أكثر من عرض عليهم مكاسب شخصية، مادية ومعنوية ومناصب إدارية قيادية مقابل التخلي عن انتمائهم الشيوعي أو مواجهة مصيرهم المحتوم، ومع ذلك رفض معظمهم الاستجابة لهذه المغريات، وقد يكون قبل بها بعض لا تتجاوز أعدادهم أصابع اليد، وهذا ما كشفت عنه وثائق الأجهزة الأمنية بعد سقوط النظام، ولكن الغالب الساحق ظل وفياً لمبادئه من أجل ان يكون العراق حراً وشعبه سعيداً.

على شو بعدك بتحبو.. على شو؟

على شو بعدك ماشي على دربو.. على شو؟

هذا السؤال الجدلي، لم يطرحه الأهل والأقارب والأصدقاء والأحباب والأعداء فقط! بل هو في بعض الاحيان يتبادر إلى ذهني! وأهيم حائراً للإجابة على هذا السؤال، ولكن أتلفت هنا وهناك، وأسترجع ذاكرتي: لم أجد ما يعيب انتمائي لهذا الفكر وهذا الحزب، فكل ما علمني اياه الحزب هي أشياء إيجابية لا يمكن نكرانها، علمني الحزب حب الكتاب والقراءة، وهذا يفرض عليك فرضاً، ليس من قبل الحزب، بل أنت محاط بأناس مثقفين وواعين، وهذا يحفزك لان ترتقي بنفسك لتكون بمستواهم، علمني أن ارتقي بذوقي في السماع للموسيقى والغناء والشعر وارتياد المسارح ودور العرض السينمائي، زجنا الحزب في نشاطات ثقافية واجتماعية، كون من الشباب مجاميع عمل، تخرج لمساعدة العوائل الفقيرة سواء في البناء أو اي شيئ تحتاج فيه تلك العوائل للعون، وهنا أود أن أشير أن الحزب لم يفرض أن تكون تلك المساعدة أو العون فقط للعوائل الشيوعية، بل أي عائلة محتاجة لهذا العون ومستعدة لقبول مساعدتنا، علمنا الحزب الإيثار والتضحية وبذل الغالي والنفيس من أجل الصالح العام.

أستذكر الرفاق الذين كانوا مسؤولين تنظيمياً عنا، أو الرفاق الذين شاركونا العمل الحزبي، وتعيد الذاكرة صدى تلك الايام التي بدأت فيها الاعتقالات وتغيب الرفاق واعدام بعضهم، وهروب البعض الآخر من هذا الجحيم وهجرة البعض الآخر إلى المنافي، وجميعهم أو الغالبية العظمى منهم أعادوا صلتهم بالحزب ليواصلوا مسيرتهم في ساحات نضالية أخرى.

لنترك الجانب السياسي المتعلق بانتمائهم للحزب الشيوعي، ولندقق في حياتهم الشخصية، جميعهم كانوا على مستوى راق من الأخلاق، وكلهم كانوا يتصفون بسمات اجتماعية محل احترام وتقدير في الوسط الاجتماعي الذي يعيشون فيه، معظمهم كانوا قامات علمية في مختلف المجالات والاختصاصات العلمية والاجتماعية.

رفضوا التوقيع على قصقوصة ورق تنقذ أرواحهم! ولكنها تسلب منهم مهجتهم وإنسانيتهم، تخلوا عن أرواحهم وارتقوا بإنسانيتهم إلى عنان السماء، كواكب تنير طريقنا.

أو بعد ذلك تسألني: على شو بعدك بتحبو على شو...على شو بعد ماشي على دربو؟

على شكلو..على سحرو..على فكرو..على عقلو؟

أو يمكن على رقة قلبوا؟

نعم من أجل كل ذلك لازلت أحبه وأمشي على دربه.

عم بيوزع أفكاره والأفكار جنون

والناس بتلحق أفكاره!

صحيح أفكاره جنونية لأنه يبغي تحقيق العدالة الاجتماعية، في ظل عالم بارد لا قلب له، فاقد لإنسانيته، يخترع كل يوم وسائل وأساليب جديدة لقمع الانسان واذلاله، وهوة تتسع ما بين أناس لا يجدون ما يسد رمقهم اليومي، وبضعة أشخاص يمتلكون ما يسد رمق شعوب ودول!

نعم قد ينظر البعض إلى أن أفكاره جنونية، ولكن لا ننسى أن تلك الأفكار كانت تراود الحالمين بالحرية والعدالة الاجتماعية، منذ نشوء التجمعات البشرية، منذ ثورة سبارتكوس إلى تمرد القرامطة. (مع الحب والاحترام لجوليا بطرس واغنيتها على شو).

*****************************************************************

في الذكرى التسعين للميلاد   

د. عزت أبو التمن

تهنئة النضال والتضحية لكل من كافح تحت رايته، وايد افكاره، ودعمه، وتصدى لاعدائه، ودافع عن مصالح الوطن وكادحيه، واخلص لمبادئه، وأصر على مواجهة التحديات والاستمرار في تعزيز دوره في المجتمع.

سنبقى على الدرب سائرون حتى تحقيق أهداف حزبنا السامية.

****************************************************************

31 اذار يوم مشرق في تاريخ العراق الحديث

أ. د. عامر ياس القيسي

يسعدني ويشرفني ان أتقدم بأجمل التهاني لكم ومن خلالكم لقيادة وأعضاء، ومناصري وأصدقاء الحزب الشيوعي العراقي حزب العمال والفلاحين، وشغيلة اليد والفكر، حزب الشهداء والمناضلين في سبيل الحرية، والديمقراطية، والتقدم، إذ قدم منذ تأسيسه كوكبة من الشهداء من أجل الدفاع عن مصالح الشعب، والسعي لبناء “وطن حر وشعب سعيد”.

كل عام والحزب والشعب العراقي بكل خير، والمجد والخلود للشهداء.

********************************************************************************

تهنئة في ذكرى التأسيس

زهير كاظم عبود

وتمضي الأيام وتمتلئ صفحات التاريخ العراقي، ويتكاثر الشهداء، وتكبر التضحيات، غير أن وهم القضاء على الحزب الشيوعي يخفت يوما بعد يوم، يعود مجددا واقفا كنخيل العراق، لم يستكن ولم يتوقف عن العطاء، ولم يتمكن غيره من أن يحتل جدارته بالدفاع عن المعدمين والفقراء، تفرد بالنزاهة والعفة والصدق، وسجل أسما عاليا بين الأحزاب والتنظيمات التي تتمسك بالوطن الحر والشعب السعيد، الكرامة والخبز، الحقوق والنزاهة، التفاني ومحبة وحقوق البسطاء، كلها نقرأها موشومة فوق جبين الحزب الشيوعي العراقي. 90 عاما مرت تخللتها انشطارات وإخفاقات ومواقف وصمود، غير أن نقاء الاسم بقي كما هو.

تعمدوا بعثرة أوصاله، وخططوا لتفكيك قواعده، وظفوا كل خزينة الدولة للقضاء عليه، وقرروا تشكيل شعب ولجان في كل المؤسسات الأمنية، وتآمروا على أن يغيروا من مبادئه أو ان يحطوا من مكانته فلم يقدروا عليه، فيرتفع علوا وهم ينزلون إلى الحضيض.

بقي يحتفل سنويا بآخر يوم من أيام شهر آذار عرسا لتأسيسه، وتحتفل معه كل ضمائر أهل العراق.

تأريخ يتجدد وناصع كالثلج، وتضحيات عفيفة وخالصة، واسم يستحق التبجيل والتوقير، وحزب يبعث أسمه في أرواحنا البهجة، نقول لهم في عيد تأسيس حزبكم أثبتم أنكم أهل النزاهة والعفة ومترجمون حقيقيون لشعاراتكم.

كل عام وأنتم والعراق بألف خير.

*********************************************************************

الصفحة السابعة

تسعون حلماً تقود إلى الحرية

جواد الزيدي

ونحن نحث الخطى نحو مئوية الحزب الشيوعي العراقي ونقف على عتبة سنواته التسعين الخالدة، إنما نعيد للذاكرة ميلاد الفكر التنويري الحر والديموقراطي وانبثاقه في العراق لأول مرة بتوافق مع هذا الميلاد المجيد. إنه خيمة تجاوزت الفعالية الحزبية المتعينة أو المظلة السياسية والآيديولوجية إلى هوية وطن عندما كان الحزب يقود حركة الجماهير ويتوجها بمناهضة القرار السياسي أو التضامن معه عندما يصب في خدمة الشعب، ويستطيع أن يُحرك الملايين ضمن هذا المسعى النبيل التي يتوخاه. وضمن هذا المسار فقد احتفظت الذاكرة العراقية بمئات الأمثلة من المواقف الثورية التي تتساوق مع الأهداف، أو على صعيد الأسماء التي نقشت حضورها على خارطة الوطن وطرق النضال واستبعاد صيغ المهادنة مع الأنظمة القمعية، مرة بطرق الرفض السلمي والاحتجاج، وأُخرى عن طريق الكفاح المُسلح الذي خاضه الحزب الشيوعي العراقي ممثلاً في تجربة الأنصار الشيوعيين التي اتخذت من كردستان العراق ميداناً لحركتها حتى نهاية النظام السابق. تقودنا إلى ذلك أحلام اليقظة المتشاكلة مع الواقع وامكانية تحقيقها حتى وصلت أحلامنا إلى التسعين والسعي من خلالها إلى تحقيق صورة الوطن البهي السعيد وهو ينعم بالحرية، إذ ما زلنا نتذكر قمصان معلمينا وقد قُدت من الصدور التي تحمل تلك الأفكار السامية إزاء مواجهة أزلام السلطة آنذاك، المعلمون الذين يمارسون دورهم التربوي والأخلاقي من أجل مسار تعليمي حقيقي تعلمنا منه الكثير، وما زالت صور هؤلاء ماثلة في الذاكرة وهي تروي قصص كل منهم على صعيد الزمان والمكان المعينين، قصص المجابهة واليقين الراسخ بالوصول إلى تلك المرامي.

وعلى الرغم من خذلان البعض، ووحشية الأنظمة المتعاقبة ظل الشيوعي العراقي متقد الفكر ومتطورا في سياقات تكريس الديموقراطية في خطابه الذاتي داخل فضائه التنظيمي، أو داخل المنظومة السياسية، مُجسداً حضوره الأكيد داخل الضمير الجمعي بفعل المواقف البيضاء التي رافقت تلك المسيرة منذ التأسيس وحتى الوقت الحاضر. ولعل هذا الحضور المعنوي مكنه من العودة سريعاً داخل البنيات الاجتماعية وإعادة تواجده داخل الفضاء الاجتماعي المتنوع، والعمل بصدق لتكريس تلك الأهداف والمرامي التي يجري الحديث عنها في الظروف الحالكة والعسيرة التي نال منها الحزب كثيراً من خلال الخصومات والعداء المُسبق الذي لخصته تنظيمات ما بعد 2003 وتعرض عناصره إلى المضايقة والاغتيال والتصفيات الجسدية. بيد أن هذا لن يثنيه عن المواصلة والتحشيد الشعبي ورفض القرارات التي تُثير حفيظة الجماهير الواسعة، واحتجاجها السلمي إزاء كل ذلك، حيث كان الحزب بحضوره الرمزي والفعلي داخل هذه الممارسة يتقدم الجموع، ويوجه حركتها ويصحح المسار، وصولاً إلى التخلي عن السلطة وعدم مشاركتها عندما تتناقض مع رؤاه الخاصة وستراتيجيته الأساسية وتطلعات الجماهير، مما أدى إلى انسحاب أعضائه من البرلمان ومجالس المحافظات في لحظة تعرض المحتجين إلى الرصاص. وهكذا جسد تطلعاته الأولى التي بنيت عليها فلسفته، وعبر هذا كله ظل يراقب حركته الداخلية ويعيد تقييمها في كل مرحلة من مراحل الصراع على الأرض، ويُحيلها إلى مواقفه القديمة المُتجددة، مقروناً باصطفافه بجانب الجماهير والمطالب الشعبية منذ ملكية الحكم إلى جمهوريته، والمماحكات التي تخللت طبيعة الصراع، وصولاً إلى اللحظة الراهنة ومرافقة الكثير من القديم لها ممثلاً في الاستعداء من قبل تنظيمات المحاصصة والفساد والاتفاق على هذا النهج وإن اختلفت في ما بينها إزاء صراعها على المكاسب والاستحواذ على السلطة.

ولأن الحزب الشيوعي العراقي في جوهر فلسفته ينتمي لقاع المجتمع ويعكس طروحات طبقاتها الفاعلة صانعة الخبز والحياة والثقافة، فهو يتخذ بوصلته من حركة المجتمع وتطلعاته عبر تراكماته التاريخية، ويحوك أواصر تلك العلاقة ويديمها باستمرار في ضوء الثقة المتبادلة بينهما، بوصفه الممثل الحقيقي الوحيد لتطلعات الجماهير والدفاع عنها بصدق بعيداً عن البرجماتية السياسية ضمن مظلة  لها متبنياتها الفكرية التي تستطيع أن تناور في التعبير عنه في جميع المحافل، وتبني مواقفها والعمل بصيغ متعددة تفرضها اللحظة والراهن السياسي  للضغط من أجل تحقيق المصلحة العليا.

وعلى الرغم من الاشتباك الآيديولوجي والصراعات السياسية المتعاقبة والمستمرة والتعبير عن رؤى الجماهير فقد ظل الحزب الشيوعي العراقي أميناً لمفردة الثقافة بمختلف أجناسها وانشطاراتها وتوجهاتها، انطلاقا من مفهوم (الوعي) الذي يفترض وجوده ضمن خصائص الطبقات المدافعة عن حقوق الناس ومصالحهم بحسب (ماركس). الوعي الذي يسبق الوجود الطبقي الاجتماعي وهو ينشد التغيير، إذ كان نصيراً لطبقاته سواء كانت (فلاحية، عمالية، وثقافية) وغيرها ولم يتهاون أو يتراجع في الدفاع عن تلك المصالح لأنه يعدها خيانة للمبادئ التي آمن بها، مثلما يُمكن أن يخون البعض مبادئ الطبقة ويتعكز عليها للوصول إلى السلطة ومغانمها، كما يشير إلى ذلك (أدوار سعيد) ، وظل يرعى تلك القيم ويعمل على تنميتها وتقديم الرعاية الواجبة لها من دون أدنى انحياز لجنس ابداعي على حساب الآخر، أو هوية مقابل أُخرى، ولعل الكثير من المنجزات الأدبية والفنية (الابداعية) الكبيرة ترتبط به بشكل مباشر، إذ ما زال الجندي في نصب الحرية للفنان (جواد سليم) يحاول أن ينال حريته ورمزيتها الكبرى لحرية الشعب من خلال تحطيم قضبان السجن وهو يدافع عن التنوع الطبقي الذي تتضمنه مفردات النصب، وما زالت حمامات (فائق حسن) وهي تطير في ساحة الطيران لتصل إلى قلب المدينة الحالمة بالحرية والفرح وتستمع إلى الأكف المصفقة لها التي تزداد يوماً بعد آخر، لتتخذها الجماهير ذات يوم رمزية لفعل الاحتجاج. وما زالت القصائد والأناشيد تحفر موقعها داخل الذاكرة الجمعية حتى وإن لم تخرج مباشرة من ذلك المعطف، لكنها تلتحف معطف الوطنية الحقة وتصطبغ بها، وما زالت كتابات عبد الجبار وهبي تمثل شواهد حية على طبيعة الصراع المستمر بين قوى الخير والشر، أو صوت (أبو كاطع) وهو يرن في الآذان عبر نصف قرن من الآن بلغته الشعبية المحببة التي تصل إلى أعماق القصبات والقرى القصية، وما زالت قصائد النواب في وترياته أو قصائده التي لامست الجُرح العراقي حين تغنى شباب الانتفاضة وشيوخها بجرح صويحب الذي لم يندمل حتى الآن. إنه صوت الثورة المستمرة، وصوت المهمشين وجميع الساعين إلى الحياة الكريمة.

*******************************************************************

الاسم الحركي

طه حامد الشبيب

يبلغُه أنَّ الشيوعيين يحتفلون بالذكرى التسعين لتأسيس حزبهم.

لا بد إذن من هدية؛ فلطالما هفا قلبُه الى عُمق فكر حزبهم وسموِّ مبادئه. خطرَ له أن تكون الهديةُ لوحةً يرسمها يشكّلُ فيها ما يجسد المعنى الذي يملأ وجدانه هو كلّما لُفظت أمامه كلمة (شيوعي). يفطنُ الى أنه لا يجيد الرسم، مثلما يتمنى. لا يُفَتُّ في عَضده، ويحسم قراره بأن يوكل الأمر بكلّيته الى وجدانه؛ ثم يَذَر الفرشاة تترجمُ.. تفرشُ الألوان على قماشة اللوحة وفقَ ما يبوح به نبضُ وجدانه. ينتقي أنقى الألوان وأصدقَها وأبلغها، ويقول في نفسه إنَّ ذا بصيرةٍ لن يستعصي عليه أن يفرزن الأشكال وما تحمل من جزئيات المعنى. فذو البصيرة سيُميّز إذ يرى الى اللوحة، وسط مزيج الألوان المتلاطمة المتصارعة بالمعنى، أشكالاً وأشكالَ: وجوهاً سيرى تقطرُ صفرةً.. ولا فرقَ بين وجهٍ لطفل وآخر لشيخ أو بين وجهٍ لإمرأة ووجه لرجل؛ عيوناً جافةً تتهدَّل عليها أجفانٌ ذابلةٌ يوهنها الأسى؛ سيرى أسمالاً كانت يوماً ما ثياباً، تتسربلُ بها أجسادٌ شبحيةٌ؛ منازل متهالكة السقوف يرى، ونخيلاً بلا رؤوس منحنيَ الجذوع؛ أنهراً أقرب الى الجفاف، وعلى أكتافها زَرْعٌ متيبسٌ مصفرٌ له لون صُفرة وجوه الآدميين ذاتها. وفي العٌمق من خليط الأشكال هذا يميِّز ذو البصيرة هياكل آلاتٍ توحي بأنها تراكيبٌ آليةٌ لاستخراج النفط. التراكيب هذه غير واضحة بقوة، كما لو أنها مُطمَسةٌ تحت وطأة ألوانٍ صارخة تجسِّد لذي البصيرة، لا لغيره من رائيين، جزئيات أُخر من مقتربات المعنى ذاته.. ربما هي أقلامٌ مكسَّرةٌ وبقايا رِحلاتٍ في صف مدرسي، تظهر من تحتها أقدامُ أطفال حافية. ثم وسط هذا الخضم يفرزن الرائي، أيضا، جموع يافطات قماشُها ممزقٌ، والكلمات المخطوطة عليها مشتبكةٌ ببعضها بعضاً، فلا يكاد المتمعّنُ فيها يقرؤها. آثارٌ لصيحات متضافرة تلوح في أفواه مفتوحةٍ على وسعها، مُتحشدةً تنتشرُ بين اليافطات. وفي مكان من اللوحة.. في القلب منها.. تبرزُ مشانقُ متدليةٌ حبالُها؛ ومن حلقات إنشوطاتها يتفجر ضوءٌ وهّاج. الضوء يسقطُ على خارطةٍ بهيئة بلدٍ فسيحٍ حدودُه متآكلةٌ، وقد تشرِّبت خللها الى داخل الخارطة خيوطٌ سود.  في أقصى يسار اللوحة، حيث تتراصُّ العتمةُ، يكون بوسع ذي البصيرة، وهو يدقق نظرهُ، أنّ يلتقط خطاَ طويلاً متعرّج المسار كأنه دربٌ متطاولٌ لا نهائي.. لفرط طوله يٌعيي اللوحةَ إحتواؤهُ، فيبدو كما لو أنه لا يقيم وزناً لإطارها إذ يتجاوزه إلى خارجها.

هل جهَزَتْ اللوحةُ هديةً للشيوعيين في ذكرى ميلاد حزبهم التسعين؟. لا أبداً. فلقد تذكرتُ مشهداً في رواية (في اللا أين).. كل ما عليّ فعله الآن هو أن أقتطع الصفحة المكتوب عليها المشهد وألصقُها، بطريقة الكولاج، على قماشة اللوحة فتصيرُ جزءاً من مكوًناتها. الكلمات في ذلك المشهد، نحوٍ ما، مرسومةٌ بلونٍ مُضطرم.. يتماهى مع اصطدام ألوان اللوحة، حتى أنَّ الكولاج لن يُفرزَن بيُسر. وقبل أن يقرأ الرائي ذو البصيرة كلمات المشهد الروائي، يتعرَّف في هامش مُبتَسَر على (عزالدين). إنه أحد أفراد مجموعة هربت من بلادها وانتهى بها المآل الى جزيرة نائية معزولة، حيث سيؤسسون لحياتهم فيها. عزالدين كبيرٌ في السن مقارنةً بباقي أفراد المجموعة. كان في شبابه عضواً في حزبٍ وطني تقدمي، وها هو يقترح على المجموعة، وكبيرها رجلٌ يُدعى (أمجد)، أن يتخذوا لانفسهم أسماءً حركيةً. ثم يواصل الرائي الى اللوحة قراءة كلمات المشهد الكولاج:

“سارع عزالدين يعلن أنه يحجز إسم (سلام) من الآن قبل أن يوافق القوم على اقتراحه. فضحك أمجد.. صار عزالدين صار.. أنت اسمك (سلام) من الآن.. بس قُل لنا بصراحة هذا كان اسمك الحركي لّما كنت شاب؟. بصراحة إحكِ عزالدين.

.. والله يا أستاذ أمجد بصراحة بصراحة آني أحب هذا الإسم.. هذا أولاً، وثانياً كان عندي صديق ويّانا بالحزب.. يعني مثل ما تقول أنت كان رفيقنا وكان إسمه الحركي (سلام).. شاب شعبي ورجل بسيط.. كان بطل.. قطّعوه قطعة قطعة بالسجن وما حصلوا منه شيء.. ما اعترف على أي رفيق من رفاقه؛ ولا سمح لهم يذلوه.. يعني يا شباب اسمعوني زين.. صديقي هذا رفيقي هذا ما رضى يذلّوه بس رضى يقطعوه قطعة قطعة.. أستاذ أمجد أعطيتني هذي الفرصة.

عينا أمجد تغرورقان. بل ثمة دمعتان سحّتا فعلاً على وجنتيه، فضحهما ضوء لهب النار الذي لا يزال يقف معرِّشًاً عليها؛ وبدا أنه لا يستطيع الكلام. ثم لم يتمالك نفسه وخطا نحو عزالدين، الى حيث يتربَّع هذا على الرملاء.. خطا إليه وهو صامت، وجثا أمامه على ركبتيه، ومباشرةً أخذ رأس عزالدين وقبَّله وهو صامت. كيف بوسعه الكلام وقد انشغل ببكاء ضجَّ به صدرُه قبل أن يبتدئ في عينيه وعلى وجنتَيه؟!. كانت زينة (امرأة من أفراد المجموعة)، في الطرف الآخر من الحلقة، قد أجهشت البكاء قبل أن يخطو أمجد نحو عزالدين. فلما رأته يخطو إليه ويجثو أمامه ويُقبِّل رأسه، ودموعُه تسحُّ بصمت على وجنتيه، وثبَتْ من جلستها وانطلقت هميمة الخُطى تنضمُّ الى أمجد. لقد جثت هي الأخرى أمام عزالدين، ووجهها بكامله يتفجر دمعاً، ليس عيناها حسب؛ ثم من بين دفقات عويلها.. عيني سلام البقاء في حياتك وحياة حزبكم.. عيني سلام أنتم والوطن باقين. لقد منحته الوسام الذي كان ينتظر، وقُضيَ الأمر.. إنه (سلام) الآن.”.

وإذ فرغتُ من لصق هذه الصفحة، المُقتطعة من الرواية، بقماشة اللوحة، وسطَ اصطخاب الألوان المائرة، رسمتُ في أعلى يسار اللوحة.. تماماً فوق رصيص العتمة.. قرصاً أصفر تنبثقُ من حافة محيطه خطوط أشعَّةٍ نافرة الى كل الاتجاهات. إنها الرسمة الوحيدة التي أُجيدُها منذ الصغر. وعند ذاك فقط جَهزَتْ الهدية.

*******************************************************************

الحزب.. الإقبال على الحياة

جمال العتّابي

 لم تكن الحياة سهلة وميسورة في قصبات هي أشبه بالقرى تمتد على ضفاف نهر الغرّاف النازل من سدة الكوت نحو أهوار الجنوب، في أربعينيات وخمسينيات القرن المنصرم تنقّل المعلم (ح) بين تلك المدن، كان يتحدى قدره أن يباشر في إحدى مدارس الأهوار لأول تعيين له، إصراره دفعه للذهاب إلى الچبايش وهو ما يزال فتى لم يتجاوز العشرين من عمره، لم يتردد في قبول العمل في عالم مسكون بالماء والطيور والأسماك، بيوت متناثرة من قصب وبردي، تبدو كالمقابر من بعيد، تناثرت هنا وهناك، ليس من وسيلة للتنقل سوى القارب الصغير (البلم).

حين ينزل المساء فيها يغطّ الكون في الظلام والنوم، إلا من ضوء يحيل المكان إلى كتلة من دخان أسود يلف البيوت المتناثرة، المشهد يدعو إلى الشعور بالاختناق، يلتحق به رفيقه المعلم (ع)، ليتقاسم مع صنو روحه (ح) خبز الحياة، كانا شريكين في الأمنيات منذ الصبا، نموذجان للصداقة الصافية، اعتقدا منذ البداية بعدالة قضيتهما، وافكارهما بإيمان منهما أنها اسلوب للحياة.

لم يكن بمقدورهما البوح بالأفكار، لكنهما كان يعطيان دروساً في السلوك، والأخلاق، والمثل العليا، وبين تلك الدروس ومضات سريعة عن ظلم الاقطاع، واستبداد الحكومات، كانت تمارين أولى في تنمية وعي التلاميذ الفقراء، بسيطة المعنى، عميقة الدلالات، هؤلاء كانوا ينقلون لأمهاتهم اللغة الجديدة لمعلمي المدرسة، ومنها إلى  الآباء، ليسمعها (الشيخ)، حينذاك يبدأ بشكل جدي للإنصات وسماع ما ينقله الأولاد من أفكار، كانت تشكل  تهديداً لكيانه، لم يكن بمقدوره مواجهة المعلمين، لأنهم لم يتعرضوا للدين ولا لمقدساتهم، بل كانت دروسهم تعميقاً للمحتوى الانساني للأديان والقيم النبيلة.

   ما كان أمام الشيخ إلا أن يسخّر أزلامه في التسلل إلى هياكل المدرسة الوطيئة فأحرقوها تماماً، في ليلة دهماء اشتعلت النيران وتصاعد الدخان في السماء، ومعه تصاعد عويل الأمهات وبكاء التلاميذ الذين خسروا فرصة مواصلة التعليم. وهم أكثر حزناً في مشهد توديع معلميهم حينما اندفع القارب بهما إلى وسط الهور نحو الحيرة والتساؤل! في حين ظلت ومضات عن الاستعمار، والاشتراكية، عالقة في عيون التلاميذ.

التحق (ح) في مدرسة الغازية أوائل خمسينيات القرن الماضي، وفي الوقت ذاته كان رفيقه(ع) قد باشر العمل في مدرسة الدواية، كل ما يحيط بالمكان يوحي بالأسى والجوع.

بدأ الأبن الأكبر للمعلم (ح)، دراسته في الصف الأول من مدرسة الغازية، وحين يتقدم في مراحل دراسته الأولية يتأكد له اهتمام والده بالرسم، والخط، وعمل وسائل الايضاح من مادتي الخشب والبورگ، وتحنيط الطيور، والمشاركة في المعارض التي تنظمها مديريات معارف اللواء، وغالباً ما يحصد الجوائز جراء هذه المشاركة، كان الأبن مراقباً لما يفعل أبيه، تيقنت له مهارته في الرسم، وسلامة رؤيته وحسّه المرهف بالألوان، وسعة خياله، لم يكن أحد يتصور أن هذا المعلم ينتج كل هذا الإبداع في بيت طيني مستأجر.

  لكن الشيء الذي بدأ يثير الأبن بشكل ملحوظ هو عن عدم انقطاع الأب عن القراءة، في فسحة صغيرة من الجدار، ركن الأب عدداً من الكتب، كان يحرص أن يقتنيها من مكتبة الغراف في الشطرة، ويدفع الفضول الأبن لتصفح عناوين الكتب وصور أغلفتها، لأول مرة تقع عيناه على صور شخصيات أصحاب (لحى)، أسماء غريبة تثير دهشته وتساؤلاته مبكراً : غوركي، ديستوفسكي، تولستوي، تشيخوف،  شولوخوف، ومع الكتب بعض المجلات : الآداب، الأديب، أهل النفط، الرسالة، الهلال، وروايات لنجيب محفوظ وحنا مينه، ومؤلفات لجبران خليل جبران، والمنفلوطي، وسلامة موسى، وجورج حنا.

 العراق والمنطقة يمران عصر تحولات بعد هزيمة النازية، انتفاضات، تظاهرات، كان معلمو الغازية مأخوذين ببهجة هلامية منحازين بالطبع لتلك التحولات، لم يعد الأب وحده، انما بدأ البيت يستقبل عدداً من هؤلاء في ساعات الليل، أو بعد انتهاء ساعات دوام المدرسة، ربما يختارون بيتاً لزميل آخر، يتسلون، يلعبون الورق، لكن بين تلك الفقرات كان هناك كلام يتحول إلى همس أحيانا. وتداول لكتب واوراق، وكتابة أحياناً.

بدأ الأبن يدرك أن هذه اللقاءات تنطوي على أمر آخر يجهله، وتصاعدت تساؤلاته حين أقدم الأب على شراء راديو (سيرا) بالأقساط يعمل بالبطارية الجافة، أثناء أيام العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، إثر تأميم قناة السويس. كثفت مجموعة المعلمين من لقاءاتها، وأثناء الليل على وجه الخصوص، وجدوا في الغرفة الصغيرة من بيتنا عالماً يتسع لأحلامهم، كانوا منشدين لأخبار العمليات العسكرية، وصوت المذيع المصري أحمد سعيد، يرافق نشيد الله أكبر، ومعه نشيد (مش حنسلم، مش حنسلم) ...

ويمتد بهم الليل أحياناً لسماع أغنية أم كلثوم في حفلتها الشهرية من حدائق الأزبكية. يتسابقون في حفظ كلمات الأغنية واللحن.

تتشكل الرغبات الأولى للقراءة وتصفح الكتب عند الولد، فينمو وعيه مبكراً، يراقب الاحداث، ويتابع الأخبار مثل الكبار، لقد أيقظت فيه تلك الأشياء أسئلة لا حدود لها، يحاول أن يسلك ذات الطريق الذي سلكه الأب، عسى أن يتعرف على الروح الغامضة التي تخلق هذه الحيوية والإقبال على الحياة. أن يكتشف كنهها بنفسه. يستجيب الأب لبعض منها، موضحاً وموجهاً، لكنه لم يسجّله في معهد ليعلمه الأفكار. في لحظة الهيام بها سأله الأبن: ماذا يعني الحزب لديك يا أبتي؟ فأجاب الأب:

الحزب ليس سؤالاً نجيب عليه ونمضي، انه حياتك وقضيتك، هو حيث يكون الإنسان في خير وسلام، يطعمهم من جوع ويأمنهم من خوف، الحزب يغيث ظمأً في عروقي، ويشدّ على خفقات في الضلوع، يأخذ، بيدي في يقظتي والمنام، أحدّق فيه كي أرى عالمي والغد المشتهى لأبنائي وأحفادي. أرى فيه مدناً تستفيق وتنهض شامخة بالعلم والحرية والعدالة الاجتماعية، لا مدن غليان دم، وقرقعة سلاح، ولا تكايا للسراق والغزاة.

- هل عرفت المعنى الآن؟ أم أنك بحاجة إلى مزيد من الإيضاح؟

- نعم! عرفت المعنى، شكراً أبي!

كان الأب غارقاً بالحلم، يذهب نحو الأقاصي في عدالة قضيته وانتصارها، ليس مشروعه وحده الذي أراد له ألا ينطفئ، يحمله بين جانحيه لآخر لحظة في حياته.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ننشر هنا نص مقال د.جمال العتابي كاملاً، بعد ان نشرنا في عدد جريدتنا السابق الجزء الاخير منه فقط، بسبب خطأ فني.

*************************************************************************

الصفحة الثامنة

الحزب الشيوعي العراقي والمسألة الزراعية بين مؤتمري الحزب الأول والحادي عشر

عبد الكريم عبد الله بلال*

أولى حزبنا الشيوعي العراقي اهتمامه بالمسألة الزراعية والفلاحية في الريف العراقي حيث كان يشكل النسبة الأكبر من عدد السكان اكثر ٦٠ في المائة من مجموع سكان العراق هم في الريف ومستوى الدخل الوطني هو الأعلى من القطاع الزراعي حيث كان يساوي  ٣،١٣ مليون باون سنوياً  من الفترة ١٩٤٣ لغاية ١٩٤٩ حيث كانت عوائد النفط قليلة جداً في تلك الفترة الزمنية في حين أن دخل الفلاح مترد إلى الحدود التي لا يمكنه من سد قوت يومه نتيجة قسمة ناتج محاصيلهم مع الاقطاعيين الذين كانوا يسيطرون على مجمل الأراضي الزراعية ان كانت ملكية او ممنوحة باللزمة او الأجرة للأراضي الأميرية في عملية نهب منظمة منذ صدور قانون التسوية رقم ٥٠ لسنة ١٩٣٢ وقانون التسوية الآخر رقم ٢١ لسنة ١٩٣٨ إضافة لفرض الإتاوة من قبل السراكيل وبأشكال متعددة مع فرض الضرائب عليه مما يضطره إلى إيجاد وسائل عمل أخرى إضافية او ترك عمله والهجرة إلى المدينة إضافة إلى سوء الخدمات نتيجة عدم توفر البنى التحتية من طرق وجسور ومدارس ومستشفيات ومستوصفات إضافة إلى عمله بالسخرة لدى المحتل الانكليزي …. وهذا كله ناجم عن سيطرة الإقطاع والشيوخ والرأسمال الأجنبي لذلك كان لابد ان يكون للحزب دور أساسي ورئيسي في إدارة الصراع بين الفلاح والحكومات القائمة آنذاك الساند للإقطاع والشيوخ والشركات الرأسمالية الأجنبية الداخلة عن طريق الشيوخ والإقطاعيين.

وكانت أولى بوادر عمل الحزب في ذلك الوقت هو ما نشر في جريدة القاعدة شباط ١٩٤٣ تحت اسم خليل حيث كان المقال يتحدث عن موضوعة التموين فقد كانت في المواد الغذائية وأهمها الحبوب وحمل الحكومة مسؤولية السماح للشركات الرأسمالية باستلام محاصيل الفلاحين بأسعار بخسة مما أدى إلى افقارهم أكثر وأكثر.

أيضا رد الرفيق الشهيد الخالد فهد على البرنامج الحكومي في كانون الثاني ١٩٤٣ حيث أشار إلى أن البرنامج لا يمس أو يذكر بسوء مصادر فقر الشعب العراقي وحددها بالشركات الأجنبية والاقطاعيين وتساءل ماذا حل بالتمور العراقية وملاكي التمور وفلاحي البصرة؟

والملاحظ أن ما ورد وما سيرد بعده من مواقف الحزب الشيوعي العراقي ترتكز إلى التحليل الماركسي الذي يعتبر الأرض مصدر التراكم الابتدائي الذي يطالب بمصادرة الأرض لصالح الفلاحين (رأس المال الجزء الاول الفصل ٢٤) ومجمل الجزء الثالث ولم يكتفي بهذا، بل طالب بالعمل الجماعي التعاوني كما ورد في موضوعات انجلس عن مسألة الأرض في المانيا وفرنسا وكذلك ما كتبه الرفيق لينين عن التحولات الزراعية التعاونية في الاتحاد السوفيتي.

لذلك كانت أولى الملاحظات عن المسألة الزراعية في العراق في الكونفرنس الأول في آذار ١٩٤٤ حيث حدد طبيعة النظام في الريف بالتخلف نتيجة:

اولاً - نهب الشركات الأجنبية للثروات وفرض الأسعار.

ثانياً - العلاقات الاقطاعية وعلاقات عصر ما قبل الاقطاع تأخذ كل ما ينتجه الفلاح وإغراقه بالديون.

ثالثاً - الضرائب المفروضة على الفلاحين.

لذلك شخص الحزب بأن العلاقات في الريف هي علاقات شبه إقطاعية مع زحف الرأسمالية للريف عن طريق الشيوخ والاقطاعيين.

لذلك تم ارسال توجيهات إلى الخلايا الحزبية في المناطق القريبة من الريف تطلب منهم دراسة مشاكل هذه القرى ونشر ذلك في جريدة القاعدة العدد ٤-٥ لسنة ١٩٤٤.

استناداً إلى ما ذكرنا حددت سياسة الحزب في المؤتمر الوطني الاول كما يلي:

١- النضال لوقف نهب اراضي الفلاحين وملاكي الأرض الصغار.

٢- إيقاف نهب الأراضي الأميرية او المنح باللزمة للشيوخ.

٣- تزويد الفلاحين بالقروض لتخليصهم من نهب السراكيل والاقطاعيين والمرابين.

٤- توزيع الأراضي على الفلاحين مباشرة.

٥- الغاء الإتاوات التي يتقاضاها الشيوخ من الفلاحين مثل حصة السركال والكاتب والمضيف ….

٦- التوجه للعمل لتأسيس التعاونيات الزراعية.

على الصعيد الجماهيري عمل الحزب للتحرك لتأسيس جمعيات أصدقاء الفلاح في خمسينيات القرن الماضي حيث قام بإرسال الرفاق المعلمين ومن العاملين في المؤسسة الحكومية إلى الريف وبالأخص في مناطق الفرات والجنوب حيث قاموا ببناء التنظيمات الحزبية في الريف. كما ساندة الحزب الانتفاضات الفلاحية ومنها انتفاضة القسمة في ريف الشامية وانتفاضة آل إزيرج وقلعة دزة والحي حيث لعب رفاقنا دوراً تاريخياً مجيداً في قيادة هذه الانتفاضات.

ثورة ١٤ تموز وقانون الاصلاح الزراعي

بعد ثورة تموز الخالدة عقدت اللجنة المركزية للحزب اجتماعها في ايلول ١٩٥٨ ونوقش في الاجتماع موضوع قانون الاصلاح الزراعي وشكلت في الوقت لجنة برئاسة الرفيق زكي خيري ذاته عضو اللجنة المركزية وعضوية عدد من الرفاق المتخصصين ووضعت ملاحظاتها وسلمتها إلى اللجنة الحكومية المشكلة في ذلك الوقت وكان لحزبنا والضغط الجماهيري الفلاحي الذي كان بقيادة الحزب الاثر الكبير في اصدار القانون المذكور فإضافة لإنصاف الفلاحين ورفع الحيف عنهم كان للقانون أثر سياسي في الحد من تأثيرات الاقطاعيين والملاك والشيوخ من التأثير على الثورة حيث يساهمون مع المتآمرين عليها فقد تمت مصادرة الأراضي التي استولوا  عليها نتيجة القوانين الرجعية التي أشرنا لها سابقاً ورغم أن القانون يحوي العديد من الثغرات ومنها الحد الأعلى للملكية وحق التعويض والاختيار مما أثر سلباً على الفلاحين وتنفيذ القانون وعمليات التحايل في التنفيذ وتنفيذه من قبل قوى حكومية لها ارتباطات مع الاقطاعين والملاك . إلا أن الحزب كان يأمل في تطويره إلى الأفضل.

في ذات الوقت عمل رفاقنا على تأسيس الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية وصدر قانونه في الشهر الثالث عام ١٩٥٩، وقد توجه رفاقنا إلى الانتساب له ودعوة فقراء الفلاحين إلى الانتساب للاتحاد وقد نجح رفاقنا  في تشكيل ثلاثة آلاف جمعية في كافة انحاء العراق وبدأ العمل المتواصل في إبعاد الاقطاعيين وأغنياء الفلاحين عن إدارة هذه الجمعيات إلا أنه لم يمض وقت قصير حتى بدأ التحرك الرجعي ضدها وذلك بتأليب عراك الزكم نائب رئيس الاتحاد ودعمه من  قبل عبد الكريم قاسم حيث قام بتشكيل جمعيات فلاحية خلاف قانون الاتحاد ولم تمض أكثر من ثلاثة أشهر حتى عدل قانون الاتحاد وتم الغاء كافة الثلاثة آلاف جمعية باعتبارها مجازة من الاتحاد ومنح الصلاحيات إلى المؤسسة الحكومية في منح الإجازة وبدأت السيطرة على الاتحاد من قبل الاقطاعيين والملاك حيث حدد دور رفيقنا طيب الذكر كاظم فرهود الذي كان رئيساً للاتحاد، لذلك عممت قيادة الحزب التوجيهات بضرورة عدم تخلي فقراء الفلاحين عن جمعياتهم والنضال من أجل بقائها، وقد استشهد في هذه الردة الرجعية العديد من رفاقنا على يد الاقطاعين ورغم مساندتها من قبل الرجعية الدينية وإصدار الفتوى المعروفة ضد الحزب إلا أنها عملياً لم تؤثر على رفاقنا في عملهم فكانوا يواصلون عملهم في الحزب وفي اتحاد الجمعيات الفلاحية ولم يخرج منهم من الحزب والاتحاد سوى عدد لا يتجاوز أصابع اليد .

أستمر نشاط الحزب في الجانب الزراعي وكان يتطور بتطور العملية الزراعية والفلاحية كما شاهدنا سابقاً، لذلك ولتطور الموقف على عموم والوضع السياسي في العراقي والزراعي الفلاحي بشكل خاص توجه الرفيق الشهيد سلام عادل لكتابة موضوعات (وجهة نضالنا في الريف) بتاريخ كانون أول ١٩٦٢ أي قبل استشهاده بأربعة أشهر وكانت موضوعة ضمن التهيؤ للمؤتمر الوطني الثاني للحزب.

حدد فيها التركيبة الطبقية في الريف وعلى أساس ماركسي حيث أشار إلى فقراء الفلاحين وضمنهم العمال الزراعيون والفلاحون الذين لا يكفي منتوجهم لسد حاجتهم فيخرجون للعمل أيضا، ومتوسطي الفلاحين وأغنياء الفلاحين وما تبقى من ملاك أراضي وأشار إلى كيفية التعامل مع كل فئة منهم في حين بين أن التوجه نحو فقراء الفلاحين بالشكل التالي:

١- التوجه الحازم نحوهم في رفع مطالبهم خلال العمل الجماهيري والتنظيم الديمقراطي.

٢- التوجه الحازم نحوهم في توسيع القاعدة الحزبية.

٣- جعل المهمة الأساسية لكوادرنا العاملة في الريف حالياً الاهتمام بتثقيف وتدريب العناصر النشيطة التي لها الاستعداد من بين الرفاق الواعين لسياستنا الطبقية في الريف.

٤- التوجه الحازم نحو تربية كادر من فقراء الفلاحين والعمال الزراعيين من شيوعيين ولا حزبين.

٥- توظيف الرفاق الذين لديهم الحد الأدنى المناسب من الاستعداد والكفاءة للعمل في الريف.

٦- تحسين ورفع مستوى القيادة والتوجيه في المكاتب الفلاحية (المختصات) وعمل لجان الريف الحزبية.

٧- تكرس اللجان المحلية جهداً أكبر ووقتاً أكبر لدراسة وقيادة وتوجيه العمل في الريف كجزء من سياستنا الوطنية.

٨- تخصص اللجنة المحلية أحسن رفيق أو رفيقين من بين أعضائها والأكثر انصهارا وتجربة وفاعلية ووعي طبقي لتوجيه النشاط الحزبي في الريف.

كما أكد في مجال العمل الفلاحي الديمقراطي على تنشيط الجمعيات المجازة لنا فيها نفوذ والنضال للحصول على إجازات والعمل في الجمعيات الواقعة تحت نفوذ اغنياء الفلاحين والملاكين للدفاع عن مصالح الجماهير في كل الظروف كذلك النضال لكسب وانتزاع هذه الجمعيات بكاملها من نفوذ عملاء الإقطاع وممثلي البرجوازية وأغنياء الفلاحين والعمل لتعبئة الفلاحين وممارسة ضغط جماهيري واسع على اتحادات المحافظات والاتحاد العام على تبني مطالب الجماهير.

قانون الاصلاح الزراعي رقم ١١٧ لسنة ١٩٧٠

 صدر هذا القانون في زمن البعث وكان نتيجة ضغوط رفاقنا الشيوعين وبالأخص منهم في المؤسسات الزراعية والجامعات والذين كانوا من الكتاب المتخصصين في المسألة الزراعية في العراق وكانت لهم مساهمات كثيرة في هذا المجال وكذلك لإظهار أنفسهم بمظهر الثورية عموما، القانون كان أكثر جذرية من قانون الاصلاح الزراعي رقم ٣٠ لسنة ٩٥٨ حيث ألغى حق الاختيار والتعويض وخفض من الحد الأدنى للمساحات الموزعة وكذلك بموجبه تم تشكيل المجلس الزراعي الاعلى بدل الهيئة العليا للإصلاح الزراعي.

وكان من بين عضويته رفاق شيوعيون منهم الرفيق طيب الذكر كاظم حبيب وحيث لعبوا دوراً كبيراً ومؤثراً في إصدار قرارات مهمة في الجانب التعاوني والمكننة وتنمية وتطوير المرأة الريفية والطفل والمزارع الجماعية .

لم تتوقف نضالات الحزب في المسألة الزراعية والفلاحية بعد سقوط نظام البعث فقد نجح رفاقنا في إعادة بناء الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية وفروعه بالمساهمة مع قيادات فلاحية أخرى وساهموا في جميع الانتخابات الفلاحية التي جرت حتى اليوم وحصل الكثير على رئاسة العشرات من الجمعيات الفلاحية وأخرى على عضويتها وأيضاً الفروع وكذلك المساهمة في عضوية الاتحاد المركزي ووجود أكثر من مستشار فيه لهم دور ورأي نافذ في إدارة الاتحاد، كما قاموا بتبني المطالب الفلاحية وقيادة الوفود الفلاحية للمطالبة بتنفيذ استحقاقاتها وأخير تنظيم تنسيقية لقيادة التظاهرات الفلاحية المطالبة بتسديد استحقاقات الفلاحين وهي أثمان محاصيلهم المسلمة إلى وزارتي الزراعة والتجارة حيث تم تنفيذ القسم الأكبر منها حيث استلم الفلاحين استحقاقاتهم للعام ٢٠٢٢ .

أما على صعيد العملية الزراعية فقط طور الحزب برامجه من المؤتمر الثامن حتى المؤتمر الحادي عشر وكان لدينا العديد من الرفاق والاصدقاء في إدارة وزارة الزراعة والمديريات الزراعية وأقسامها وشعبها ساهموا مساهمة جادة في تنفيذ برنامج الحزب الذي كان موضع ترحاب من قبل الجمعيات الفلاحية والمؤسسات الزراعية في أغلب مفاصله.

ويمكن ان نعطي صورة من البرنامج الأخير الذي أقره مؤتمر الحزب الوطني الحادي عشر.

لكي يحقق هذا القطاع الأساسي أهدافه ويضمن الأمن الغذائي للبلاد لا بد من:

  1. النهوض بالقطاع الزراعي وتفعيل دوره في الاقتصاد الوطني، وتحقيق الأمن الغذائي، وذلك بإعادة إعمار الريف وتطوير قواه المنتجة المادية والبشرية.
  2. إعادة النظر في قوانين الزراعة والإصلاح الزراعي، ووضع مصالح صغار الفلاحين والعمال الزراعيين في صدارة الاهتمام، ومكافحة المساعي الرامية إلى إعادة العلاقات شبه الإقطاعية، أو إلى الخصخصة في القطاع الزراعي.
  3. تمليك الأراضي التي وزعت على الفلاحين وفق القانون رقم 30 لسنة 1958، والقانون رقم 117 لسنة 1970، وتشريع قانون جديد لإيجار الأراضي الزراعية، على ان لا تزيد مساحة التعاقد وفقه عن ضعفي مثيلتها في القانون رقم ١١٧.
  4. تمكين الفلاحين والمزارعين من زراعة أراضيهم والاهتمام بها وتطوير إنتاجيتها كماً ونوعاً، واستعمال المكننة المتطورة والبذور عالية الرتب والأسمدة العضوية والكيماوية والمبيدات وغيرها، واستخدام الاساليب العلمية الحديثة في الزراعة والري.
  5. بحث أسباب مشكلة هجرة الفلاحين وآثارها، والعمل على معالجتها، وتحفيز الفلاحين على العودة إلى أراضيهم، وتعويض من تضرر منهم وتقديم المنح والقروض لهم.
  6. تفعيل دور الجمعيات الفلاحية والتعاونية القائمة، وحث الفلاحين على الانخراط فيها، ودعم الحركة التعاونية وتشجيع عملها على أسس ديمقراطية في مجالات الإنتاج والتوزيع والتسويق، والعمل على تشكيل جمعيات فلاحية تخصصية في مجالي الانتاج النباتي والحيواني، وجمعيات تعاونية تخصصية كذلك في مجالات المكننة والنقل والخزن العادي والمبرد.
  7. توفير التمويل بشروط ميسرة للفلاحين، وبشكل خاص لصغارهم، وتعزيز دور المصرف الزراعي التعاوني واستكمال فتح فروع له في الأقضية والنواحي، ودعم الفلاحين وتزويدهم وفق شروط ميسرة بالبذور والأسمدة، والاهتمام بمكافحة الحشرات والأمراض والآفات الزراعية، وتحديث أساليب ووسائل الإرشاد الزراعي.
  8. تطوير القوى المنتجة في الريف عن طريق تشجيع الاستثمارات المحلية (الصغيرة والمتوسطة، الخاصة والمختلطة والحكومية والأجنبية)، والإفادة من الاستثمارات خصوصا في تأهيل وبناء مشاريع زراعية - صناعية متكاملة.
  9. حماية العمال الزراعيين عن طريق التشريع والتنظيم النقابيين، والضمان الاجتماعي والصحي.
  10. حماية المنتج النباتي والحيواني المحلي، عبر ضمان أسعار عادلة للمنتجات الزراعية وتشجيع تصنيع وتصدير الفائض منه، ودعم مستلزمات الإنتاج الزراعي، وتأمين صرف المستحقات المالية للمزارعين مقابل انتاجهم الزراعي. كذلك فرض أو زيادة الرسوم الكمركية على المنتجات المستوردة المنافسة، وترشيد عمليات الاستيراد والتطبيق الفعلي للرزنامة الزراعية.
  11. العناية ببساتين النخيل وأشجار الفواكه واستخدام الطرق الحديثة في زراعتها وحمايتها وتنميتها وتقديم الدعم لها.
  12. الاهتمام بقطاع الثروة الحيوانية والسمكية، عن طريق دعم وتشجيع الفلاحين والمربين على تحسين العروق والأصول الجيدة، وتوفير الأدوية واللقاحات البيطرية والأعلاف المدعومة. إضافة إلى إعادة تشغيل المشاريع العاطلة او المعطلة في مجال الإنتاج الحيواني والنباتي والثروة السمكية.
  13. تحديث أساليب ووسائل الإرشاد الزراعي، وإدخال التعليم الزراعي ضمن مناهج المدارس المتوسطة والثانوية في المناطق الريفية، وتفعيل دور (معهد التدريب والتأهيل) في وزارة الزراعة، والاهتمام بمراكز النشء الريفي والمرأة الريفية.
  14. تشجيع البحوث التي تساهم في تطوير الإنتاج الزراعي في المجالات المختلفة، وتطوير الاستثمار في مجال البحوث وزيادة التخصيصات الداعمة له.
  15. معالجة التدني في إنتاجية الأرض، والتركيز على التوسع العمودي في الإنتاج الزراعي، واستصلاح الأراضي مع تكثيف الاستثمار الحكومي في مشاريع الاستصلاح بأسلوب المشروع المتكامل، لا بأسلوب المقاولات المتعددة.
  16. الاهتمام بالأراضي الزراعية وحمايتها من زحف المدن غير المبرمج، والاهتمام بالمحميات والمراعي الطبيعية، وإيقاف عمليات تحويل الأراضي الزراعية إلى أراضٍ سكنية وتجارية وإلغاء أية تشريعات وقوانين تجيز ذلك.
  17. التخطيط لاستثمار المياه الجوفية، وإدامة الآبار القائمة، ومعالجة مشكلة السقي والارواء بإدخال منظومات الري الحديثة في المجالين، والاهتمام بالبوادي باعتبارها ميادين مشاريع المستقبل.
  18. مكافحة التصحر ومعالجة ملوحة التربة واستصلاح الأراضي الزراعية وتطوير مناطق الغابات الطبيعية والاصطناعية وبساتين النخيل، والعناية بالبستنة وإشاعة الزراعة المحمية وتطويرها.
  19. إلغاء قرار مجلس قيادة الثورة المنحل رقم 182 لسنة 2000 والعمل على تثبيت حقوق المغارسين والفلاحين العاملين في البساتين، ورفع الحيف عنهم.
  20. تخصيص الاستثمارات المناسبة لإقامة البنى التحتية وبناء المرافق الحديثة والقرى العصرية في الريف، والاهتمام بالتنمية البشرية المتكاملة، ومكافحة التخلف والأمية في الريف.
  21. تطوير وانشاء المزيد من المستوصفات والمستشفيات البيطرية وتزويدها بالأدوية واللقاحات والأجهزة الحديثة، ورعاية الكادر الطبي العامل فيها ورفدها بالخريجين الجدد.
  22. تحديث وتطوير السايلوات الحالية وزيادة استيعابها، وانشاء سايلوات جديدة في الاماكن ذات الانتاج العالي.
  23. تطوير القطاع الزراعي في إقليم كردستان، القادر على توفير مختلف المنتجات الزراعية داخلياً وتصدير الفائض منها إلى الخارج.

كما وعقد في الشهر الثاني من العام ٢٠٢٣ الموسع الزراعي الفلاحي الاول ساهمت فيه جميع المختصات الزراعية في كافة المحليات الحزبية وحضرته قيادة الحزب حيث شخصت فيه أهم ملامح العملية الزراعية واشكالياتها والفلاحية والمهام المطلوب انجازها على الصعيد الزراعي والفلاحي والموارد المائية.

نعم انه سفر مجيد لنضالات الشيوعيين في الريف من حقهم أن يفخروا به في عيد حزبهم المجيد في عامه التسعين.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

*مهندس زراعي استشاري

***************************************************************************

الصفحة التاسعة

طلبة دكتوراه عراقيون في تركيا: نعاني صعوبات دراسية ومعيشية قاسية

انقرة – بسيم ناصر 

يعاني طلبة الدكتوراه العراقيون المبتعثون إلى الجامعات التركية، صعوبات دراسية ومعيشية كبيرة. فبينما يُستعصى عليهم إكمال كورساتهم الدراسية خلال مدة الدراسة المقررة، والبالغة 4 سنوات، يواجهون صعوبة كبيرة في تأمين متطلبات معيشتهم، نظرا لقلة رواتبهم مقابل الغلاء المعيشي في تركيا.

وينتسب هؤلاء الطلبة إلى 12 جامعة تركية محددة من قبل دائرة البعثات والعلاقات الثقافية العراقية. وقسم منهم مجاز دراسيا من وزارات وهيئات مختلفة، وقسم آخر مبتعث بشكل مباشر من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.

ويذكر عدد من الطلبة لـ “طريق الشعب”، ان دراستهم تزامنت مع فترة جائحة كورونا وما تخللها من معرقلات دراسية وحياتية، مبينين أن الدراسة لم تتوقف بصورة رسمية في تركيا، إلا انه تم حظر التجوال لأكثر من مرة، ما عرقل تواصل الطلبة مع جامعاتهم وتأخير تعيين مشرفين لهم لتخوف الجميع حينها من الإصابة بالفيروس. 

وعن صعوبات الدراسة التي تواجههم، من حيث الكورسات والامتحان الشامل والبحوث، يوضح الطلبة أن من متطلبات التخرج هو تحقيق 240 نقطة وفق النظام الأوربي (AKTS) المعمول به في تركيا، وان كورساتهم الدراسية يبلغ عددها 8 كورسات يضاف إليها الامتحان الشامل، وعند تجاوز الكورسات والامتحان، يحصلون على 100 نقطة. وفيما إذا أرادوا بلوغ الـ240 نقطة، سيتطلب منهم الدراسة لـ5 فصول أخرى.

ويتابع الطلبة أنه في كل فصل من الفصول الـ5 يحق للطالب تقديم بحث واحد، وإذا تم قبوله سيُمنح 30 نقطة، وبعدها يحق له العبور إلى الفصل السادس كي يجري المناقشة النهائية، مبينين أن الجامعات التركية عندما زودتهم بكتب القبول الدراسي، ذكرت أن الفترة المتوقعة للتخرج هي 6 سنوات كحد أعلى، بينما تبلغ مدة الدراسة المقررة من دائرة البعثات 4 سنوات تضاف إليها فترة تمديد تبلغ سنة واحدة كحد أعلى، يصرف خلالها الراتب للطالب. أما اذا تطلب منه تمديد فترة الدراسة سنة أخرى، فهنا عليه أن يدرس على حسابه الخاص. إذ ينقطع عنه الراتب في ظل أوضاع معيشية صعبة تشهدها تركيا.

ويطالب الطلبة بتمديد فترة الدراسة من 4 إلى 5 سنوات، تضاف إليها سنة تمديد يصرف فيها الراتب أيضا، ليصبح المجموع 6 سنوات، كي يتسنى لهم إتمام دراستهم، أسوة بالطلبة العراقيين المبتعثين إلى ماليزيا، الذين كانت فترة دراستهم محددة بـ3 سنوات إضافة إلى سنة تمديد، وبعدها مُددت الفترة لهم إلى 4 سنوات يضاف إليها تمديد لسنة أيضا.

غلاء معيشي ورواتب قليلة

ويشكو الطلبة من غلاء الأسعار في تركيا، ومن مشكلات تتعلق بسعر صرف الدولار، مشيرين إلى ان رواتبهم تصلهم بالعملة العراقية، ووفق سعر الدولار الرسمي المحدد من البنك المركزي العراقي، والبالغ 1310 دنانير للدولار الواحد. وفي تركيا يتطلب منهم تحويل العملة العراقية إلى الدولار، وهنا عليهم أن يشتروه بسعر السوق الموازية وأعلى منه أحيانا، أي أكثر من 1500 دينار مقابل الدولار الواحد. بينما يسحب قسم من الطلبة رواتبهم بالدولار من البنوك التركية، وهذه تفرض عليهم رسوما إضافية، ما يجعل سعر الصرف أعلى من المحدد. 

ويؤكد الطلبة أن تركيا اليوم تشهد غلاء معيشيا فاحشا، والذي على اثره تم تحويل رواتب جميع موظفي السفارة العراقية هناك إلى الفئة (أ) تماشيا مع الغلاء، في حين بقيت رواتب طلبة الدراسات العليا ضمن الفئة (ب).

من جانبه، يتحدث أحمد سامي، وهو طالب دكتوراه في جامعة يلدز في إسطنبول، عن معاناته المعيشية وعائلته في تركيا، مبينا ان لديه 4 أطفال في عمر الدراسة، تطلب منه تسجيلهم في مدرسة عراقية، وهذه بعيدة عن محل سكنه. ويتابع قوله لـ “طريق الشعب”، انه بسبب عدم قدرته على تأمين أجور نقل أبنائه في الباص المدرسي، اضطر إلى نقلهم عبر المواصلات العامة.

ويقول: “تخيلوا اطفالا يستقلون النقل العام، ينزلون من باص ويصعدون في ترامفاي، ثم ينزلون منه ويصعدون في مترو، كي يصلوا إلى مدرستهم. وهذا الأمر يتكرر يوميا ذهابا وإيابا.. تخيلوا معاناة هؤلاء الأطفال”!

فيما يقول الطالب فرج خلف فريح، وهو أيضا في جامعة يلدز، أن هناك ارتفاعا فاحشا في أسعار إيجارات المنازل، مبينا أنه في العام 2020 استأجر منزلا ببدل إيجار يبلغ 300 دولار شهريا، تضاف إليه أجور الماء والكهرباء والغاز، ليصل المبلغ النهائي إلى 500 دولار، أما اليوم، وفي ظل أزمة الغلاء، فقد ازدادت تكلفة الإيجار وبلغت 700 دولار.

وفي أنقرة لا يختلف الأمر عما في إسطنبول. إذ يقول الطالبان في جامعة غازي، مهند الشلاه وعمر صكبان، أن رواتبهم لم تعد تكفي لتأمين متطلبات معيشتهم وعائلاتهم، مبينين أنه بسبب الغلاء قامت وزارة الخارجية بزيادة رواتب موظفي السفارة العراقية في تركيا وتحويلها من الفئة (ب) إلى الفئة (أ)، في حين لم تقم وزارة التعليم العالي بذلك.

فترة الدراسة غير كافية

يتحدث الطالب سلمان العقيلي لـ “طريق الشعب” عن عدم كفاية فترة الدراسة المقررة من دائرة البعثات، مشيرا إلى ان الجامعات التركية تشترط على الطالب تجاوز امتحان شامل لـ12 درسا، وهذا الأمر يتطلب منه جهدا كبيرا ووقتا أطول من الفترة المقررة.

ويضيف قوله، أنه في بداية دراستهم باغتتهم جائحة كورونا، ما أبطأ سير العملية الدراسية، لافتا إلى ان هناك جامعات في دول أخرى نظام الدراسة فيها بحثي، وبالرغم من ذلك، جرى تمديد فترة دراسة الطلبة العراقيين فيها.

وينوّه العقيلي إلى انهم يدرسون في تركيا اختصاصات مهمة غير موجودة في العراق وفي كثير من الدول، وانهم سبق وان طالبوا بتمديد فترة دراستهم، لكن طلبهم لم يلق استجابة من جميع الوزارات، مبينا أن “الراتب الذي يصرفه العراق للطالب، يشمل فقط مدة الدراسة المقررة من دائرة البعثات، والبالغة 4 سنوات وسنة تمديد، أما إذا احتاج إلى أن يدرس سنة أخرى، فلن يحصل على راتب. وتصوروا معي، كيف سيتمكن الطالب من إتمام دراسته في ظل غياب الدعم المالي مقابل الغلاء المعيشي؟!”.

تكاليف العلاج باهظة

ويتحدث العقيلي عن مشكلة أخرى تواجههم في تركيا، وهي ارتفاع تكاليف العلاج في المستشفيات، مؤكدا أن علاج أبسط مرض يكلّف نحو 250 دولارا وأكثر أحيانا، الأمر الذي يثقل كواهلهم.

ويلفت إلى ان الطلبة يدفعون رسوم التأمين الصحي إلى الدولة، لكن هذا التأمين روتيني يُدفع كشرط للحصول على الإقامة. بدوره، يتحدث الطالب أحمد عايد عن مشكلة سعر صرف الدولار، مبينا لـ “طريق الشعب” ان هذه المشكلة أرهقتهم كثيرا. إذ يشترون ورقة المائة دولار بـ152 ألف دينار عراقي. ويطالب عايد بتحويل رواتبهم إلى الفئة (أ)، مع وضع صرافات آلية في أنقرة وإسطنبول، تصرف الدولار للطلبة العراقيين بالسعر الرسمي، من خلال الـ “كريدت كارد”، بدل أن يضطروا إلى شرائه بسعر السوق الموازية.

*******************************************************************

العمارة.. بؤس خدمي في حي الموظفين

متابعة – طريق الشعب

شكا عدد من سكان حي الموظفين في مدينة العمارة، من تردي الواقع الخدمي في منطقتهم الواقعة بين منطقة الشيشان وحي الأحرار شمالي المدينة، مطالبين الجهات المعنية بالوقوف على معاناتهم هذه ووضع معالجات عاجلة لمشكلاتهم الخدمية.

وأوضحوا في حديث صحفي أن الحكومة المحلية باشرت بمشروع مجاري الصرف الصحي في المنطقة، لكنها لم تنجزه بالكامل، ما حوّل الشوارع والأزقة إلى مكبات للنفايات، وبرك مياه آسنة في فصل الشتاء، مؤكدين انه بسبب رداءة طرقهم واحتوائها على حفريات، صار يصعب على أبنائهم التلاميذ الوصول إلى مدارسهم.

وطالب المواطنون بالإسراع في إنجاز المشروع، لافتين إلى ان بقاء الحفريات فترات طويلة يشل حركتهم ويفاقم معاناتهم. وكانت مديرية مجاري ميسان قد أعلنت في كانون الثاني الماضي أن نسب إنجاز مشروع المجاري في منطقة حي الموظفين (حي السلام) بلغت 50 في المائة، مشيرة في بيان صحفي إلى ان المشروع يتضمن إنشاء شبكة للمجاري الثقيلة وأخرى لتصريف مياه المطر.

******************************************************************

مالكو أراض سكنية في السماوة: غياب الخدمات يمنعنا من بناء منازلنا

متابعة – طريق الشعب

شكا موظفون في مدينة السماوة من عدم توفر الخدمات الأساسية في مناطق وزعت عليهم كقطع أراض سكنية، مبينين انهم تسلموا الأراضي منذ نحو 4 سنوات، وحتى الآن لم تصل إليها الخدمات، الأمر الذي يمنعهم من بناء منازل عليها.

وأوضحوا في حديث صحفي، ان من بين تلك المناطق منطقة الـ8000، التي لم يُجرَ فيها حتى الآن أي تخطيط للطرق، ولم يصل إليها الماء والكهرباء، مشيرين إلى ان هذه المنطقة قريبة من مركز مدينة السماوة، ويفترض أن يتم الاهتمام بها من الناحية الخدمية، كي يتمكن أصحاب الأراضي من بناء المنازل

**********************************************************************

حوادث بالعشرات على سريع الدورة – اليوسفية

متابعة – طريق الشعب

منذ افتتاحه العام الماضي، شهد خط سريع الدورة – اليوسفية أكثر من 30 حادثا مروريا مميتا. ويشكل السياج الوقائي الكونكريتي الممتد على الطريق، خطورة كبيرة على المركبات وركابها. ففي حال أخطأ السائق واصطدم بهذا السياج، سيتعرض لأضرار كبيرة تفوق بكثير الأضرار التي يمكن أن يتعرض لها في حال اصطدم بسياج حديدي. إذ ان الأخير يمتاز بقدرته على امتصاص نسبة كبيرة من الصدمة.

يقول المهندس المتقاعد علي عباس، أن “السياج الكونكريتي يعتبر خطراً على حياة السائقين، خصوصاً في الطرق السريعة، كونه غير قادر على امتصاص الصدمات. لذلك يتحول إلى مسبب رئيس للموت في حالات الحوادث”، مبينا في حديث صحفي أن “السياج الحديدي يتم وضعه في الطرق السريعة في جميع دول العالم المتطورة، التي تراعي شروط السلامة العامة”.

ويشير إلى ان “هناك شروطا لاستخدام السياج الكونكريتي، منها ألا تقل مسافة الأمان عن مترين”، مستدركا “لكن السياج الموجود الآن على سريع الدورة – اليوسفية غير مطابق لشروط السلامة العالمية للطرق، بسبب عدم مراعاته مسافة الأمان، الأمر الذي يجعل الحوادث مميتة”.

ويلفت عباس إلى ان “هذا الطريق أصبح شهيرا بالحوادث الخطرة التي تقع عليه باستمرار، ما يتطلب من الحكومة معالجة أخطائه الإنشائية”.

من جانبه، يقول السائق سيف سعد، أنه يسلك هذا الطريق يوميا، وخلال رحلته كثيرا ما يشاهد حوادث سير، معظمها مميت أو خطير جدا، معتقدا أن سبب الحوادث هو وجود انعطافات حادة في الطريق، وان السياج الكونكريتي يزيد من شدة الضرر الذي يلحق بالمركبة وركابها، في حال اصطدمت به.

وتنقل وكالات أنباء عن مصدر في مديرية المرور، قوله أنه “لدينا إحصائية تقريبية لعدد الحوادث التي حصلت على طريق الدورة – اليوسفية. إذ بلغت حوالي 32 حادثاً منذ افتتاح الطريق بشكل رسمي”، مبينا أن “معظم هذه الحوادث سببها السرعة العالية للمركبات وتهور بعض السائقين”.

**********************************************************************

نقص حاد الكوادر التدريسية في مدارس سفوان

متابعة – طريق الشعب

طالبت قائم مقامية قضاء سفوان جنوب غربي البصرة، بافتتاح قسم للتربية في المنطقة، يشمل مدارس القضاء وناحيتي خور الزبير وام قصر. وفيما نبّهت إلى وجود نقص كبير للكوادر التدريسية في مدارس سفوان، طالبت حكومة البصرة بمنح القضاء حصة من الدرجات الوظيفية التي أعلنتها المحافظة أخيرا.

وفي حديث صحفي قال القائم مقام طالب الحصونة، أن مدارس مناطق غربي البصرة ترتبط بقسم التربية في قضاء الزبير، ما يشكل عبئا كبيرا عليه، في الوقت الذي يضم فيه الزبير أكثر من 300 مدرسة، لافتا إلى ان مدارس سفوان تعاني نقصا حادا في الكوادر التدريسية، وأن بعض المعلمين والمدرسين يدرسون مواد ليست من اختصاصاتهم من أجل سد فراغ الكوادر الاختصاصية.

ويضيف الحصونة قوله أن بعض الشواغر تسدها كوادر تدريسية من قضاء الفاو، وهذه تضطر لقطع مسافة طويلة يوميا للوصول إلى سفوان والعودة منه إلى الفاو.

وينوّه إلى ان ادارته سلمت رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، خلال زيارته سفوان العام الماضي، ملفا يحتوي على معلومات عن 450 خريجا من أبناء القضاء، لكن حتى الآن لم يُتخذ أي إجراء بحق هؤلاء الخريجين الذين يأملون ان يتعيّنوا.

*********************************************************************

مواساة

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط الرفيق هاتف مطشر بحت بوفاة إبن عمه كريم حسين بحت. الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لذويه.
  • تعزي اللجنة المحلية العمالية في الحزب الشيوعي العراقي الرفيق ميثاق عيسى قاسم، بوفاة والده.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لأهله.

كذلك تعزي المحلية العمالية الرفيق مهدي جواد فارس (ابو حازم)، بوفاة عقيلته.

الذكر الطيب للفقيدة والصبر والسلوان لأهلها. 

  • بمزيد من الحزن والأسى تلقت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في النرويج نبأ رحيل المناضل إبراهيم محمد غريب في كركوك، شقيق الرفيق مصطفى محمد غريب، وذلك إثر مرض مفاجئ.

الذكر الطيب للفقيد وخالص التعازي والمواساة لعائلته واقاربه ولشقيقه الرفيق مصطفى. 

  • بمشاعر الحزن، يعزي مكتب إعلام الخارج للحزب الشيوعي العراقي، الرفيق مصطفى محمد غريب برحيل شقيقه المناضل إبراهيم محمد غريب.

الذكرى العطرة للفقيد والصبر والسلوان لذويه.

  • تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الديوانية الرفيق كريم كاظم حسن المرمضي، الذي توفي بعد صراع مع المرض. وتعزي في هذا المصاب شقيقه الرفيق نعيم (أبو علي).

للفقيد الذكر الطيب ولعائلته وذويه الصبر والسلوان.

كما تتقدم اللجنة المحلية بالتعازي والمواساة الى الاديب ثامر امين والرفيق عبد الإله امين بوفاة شقيقتهما.

للفقيدة الذكر الطيب ولعائلتها وذويها الصبر والسلوان.

  • تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء الرفيق قيس خلف (ابو ليلى)، الذي توفي بعد صراع مع المرض.

والفقيد من المناضلين القدماء. فقد كان مسؤولا للشبيبة في سبعينيات القرن الماضي، وعمل في صفوف الحزب، وكانت له بصمة واضحة بإعادة افتتاح مقر الحزب بعد ٢٠٠٣.

له الذكر الطيب ولذويه خالص العزاء والمواساة.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف اسرة الدباغ بوفاة الشخصية الوطنية صديق الحزب فاضل الدباغ.

للفقيد الذكر الطيب ولأهله الصبر والسلوان.

******************************************************************************

الصفحة العاشرة

بعد انسحاب الجيش الصهيوني من مجمع الشفاء الطبي.. 300 شهيد فلسطيني و 1400 معتقل ودمار شامل يخيم على الموقع

متابعة ـ طريق الشعب

مشاهد وصور صادمة خلفها وراءه جيش الكيان الصهيوني بعد الانسحاب من داخل المجمع الطبي ومحيطه غربي قطاع غزة، بعد عملية اقتحام وحصار دامت أسبوعين، إذ عُثر على مئات الجثث داخل المجمع وفي المنطقة المحيطة به، في وقت اعترف جيش الاحتلال بقتل 200 فلسطيني واعتقال واحتجاز 1400 آخرين.

مشاهد مفزعة

وأظهرت المشاهد الأولى التي التقطها فلسطينيون، وصلوا إلى مستشفى الشفاء بمدينة غزة بعد انسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي منه، مشاهد مفزعة لأكبر مرفق صحي في غزة.

وتظهر الصور تدميرا كاملا للمكان، وتحول مستشفى الشفاء ومبانيه إلى ركام مدمر ومحترق بالكامل، إضافة إلى تجريف ساحاته بطريقة مفزعة، والتي كانت تضم جثامين مئات الشهداء.

وقالت مصادر فلسطينية، إن قوات الاحتلال، انسحبت من محيط مستشفى الشفاء بمدينة غزة، بعد نحو أسبوعين على عدوان وحشي ارتكب خلالها مجازر واسعة. وأشارت المصادر إلى أن الاحتلال انسحب من المكان، تحت غطاء كثيف من إطلاق النار العشوائي، باتجاه جنوب غربي المدينة، من طريق البحر.

ووصف أحدهم المشهد من مجمع الشفاء ومحيطه بالقول: إن «جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجازر بحق عائلات كاملة في المنطقة، وأن هناك جثثا متحللة وجثثا محروقة وأخرى تم دفنها»، مشيرا إلى أن المجمع يعد الأكبر في فلسطين وتم تدميره وحرقه من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي خلال عملية الانسحاب.

حرب إبادة

وقال مغردون، إن الاحتلال الإسرائيلي يشن حرب إبادة ضد أهالي غزة منذ 6 أشهر، وطالبوا شعوب العالم بالتحرك لوقف الحرب الإسرائيلية على القطاع بعد أن فقدوا الأمل من المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان.

وفي السياق نفسه، قال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة الرائد محمود بصل، إن هناك نحو 300 شهيد في مجمع الشفاء ومحيطه بعد انسحاب قوات الاحتلال، وإن قوات الاحتلال أعدمت مواطنين مكبلي الأيدي.

وأضاف البصل، أن القوات الإسرائيلية أحرقت أقسام مستشفى الشفاء، ودمرت كل الأجهزة والمستلزمات الطبية فيه.

من جهتها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إنّ الجيش قتل 200 واعتقل 500 آخرين، واحتجز نحو 900 للتحقيق خلال عمليته بالمجمع الطبي ومحيطه.

وأطلقت وزارة الصحة في قطاع غزة، امس الاثنين، مناشدة لإعادة تشغيل مستشفى ناصر في مدينة خان يونس جنوب القطاع، بعدما أخرجه جيش الاحتلال الإسرائيلي عن الخدمة.

وأفادت الوزارة في بيان بأنها تناشد جميع المؤسسات الدولية والأممية والمجتمع الدولي ببذل الجهود لإعادة تشغيل مستشفى ناصر، وتوفير الحماية للمؤسسات الصحية. وأكدت الوزارة أن خروج مستشفى ناصر من الخدمة هو بمثابة ضربة قاسية للخدمة الصحية، حيث انحسرت الخدمات الطبية إلى أدنى مستوياتها، مما يحرم المرضى من العلاج، خاصة بعد فقدان الجزء الأكبر من الخدمات الطبية في شمال القطاع.

سياسات استعمارية

بدروها، قالت مقررة الأمم المتحدة الخاصة بحقوق الإنسان في فلسطين فرانشيسكا ألبانيز، إن «السياسة الاستعمارية التي ينتهجها الاحتلال الاستيطاني الإسرائيلي تسعى للسيطرة الكاملة على الأراضي الفلسطينية»، وإن «تقويض الحقوق الأساسية الممنهج لأطفال فلسطين هو وسيلة لاستهداف شعب بأكمله واقتلاعه من جذوره».

وأضافت ألبانيز، أن إجراءات الاحتلال وانتهاكاته في قطاع غزة كانت صادمة، وأنها لم تكن تنتظر يوما «أن تتعامل مع ما يعد جريمة إبادة جماعية في فلسطين».

واتهمت ألبانيز الاحتلال الإسرائيلي بأنه «خلق أوضاعا معيشية جرّدت الأطفال في فلسطين من حياة الطفولة البريئة»، «فالطفل الفلسطيني ترعرع في ظل الخوف والتهديد الشخصي والدمار والقتل والتحديات اليومية، ولا يرى آفاقا أخرى لحياته».

كما طالبت بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، وأن تتولى الجهات القضائية الدولية إجراءاتها لمحاسبة إسرائيل على ما قامت به من تهديد لوجود شعب بأكمله، وهو تهديد لمبادئ النظام الدولي كله.

ويواصل الكيان الصهيوني حربه على قطاع غزة، رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان، ما أسفر حتى الآن عن استشهاد 32 ألفا و782 فلسطينيا، وإصابة 75 ألفا و298 آخرين، معظمهم أطفال ونساء.

كما تسبب العدوان في تدمير هائل للبنية التحتية، مخلفا «كارثة إنسانية غير مسبوقة»، وفقا لتقارير فلسطينية ودولية.

وأمس الأول، أدت الحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسة محمد مصطفى اليمين الدستورية أمام الرئيس محمود عباس، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة.

وقال عباس، إن مهام الحكومة الجديدة تشمل الضفة، بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة، كما تشمل توحيد المؤسسات الفلسطينية، وتعظيم جهود الإغاثة، وإعادة الإعمار في غزة والضفة، وإنعاش الاقتصاد.

************************************************************************

سوريا.. تدمير مبنى القنصلية الإيرانية ومقتل قائد في الحرس الثوري في هجوم صهيوني

دمشق ـ وكالات

قتل أحد قادة فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني في هجوم إسرائيلي استهدف مبنى القنصلية الإيرانية في حي المزة بدمشق.

وأكدت وسائل إعلام إيرانية أن العميد محمد رضا زاهدي أحد قادة فيلق القدس من بين خمسة قتلى سقطوا في الهجوم، كما أكد التلفزيون الرسمي الإيراني مقتل عدة دبلوماسيين إيرانيين في الضربة الإسرائيلية.

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر عسكري أن «الهجوم أدى إلى تدمير مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق بكامله وقتل وإصابة كل من بداخله».

وقالت وسائل إعلام إيرانية إن السفير الإيراني وعائلته لم يصابوا جراء الهجوم.

وكان مدنيان اثنان أصيبا بجروح ليل أمس الأحد في ضربات جوية شنها الجيش الإسرائيلي على مشارف دمشق.

وقالت وزارة الدفاع السورية إن الصواريخ الإسرائيلية انطلقت من الجولان السوري المحتل مستهدفة عددا من النقاط في محيط دمشق، من دون أن تذكرها.

كذلك ذكرت وسائل إعلام محلية أن الهجوم أصاب منطقتي الديماس وجمرايا بالقرب من الحدود اللبنانية، واستهدف مركز البحوث العلمية.

*************************************************************************

الانتصار على الاستبداد ممكن.ز هزيمة تاريخية لأردوغان وحزبه في الانتخابات المحلية

متابعة – طريق الشعب

بعد 22 عاما من حكمه، وعلى خلفية تدهور اقتصادي مستمر فشل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزبه (حزب العدالة والتنمية الإسلامي) في تحقيق اي نجاح في الانتخابات المحلية برغم الوعود المتكررة، ومع تراجع الحريات في ظل قبضة الرجل الواحد.

خسر حزب العدالة والتنمية كلّ المدن الكبرى في تركيا بما فيها إسطنبول وأنقرة وأزمير وأنطاليا وطبعا ديار بكر، أكبر مدن كردستان تركيا، وخسر بعض معاقله التاريخية الحصينة جدا.

ولأول مرة في تاريخه يتراجع إلى المركز الثاني بعد حزب الشعب الجمهوري بزعامة أوزغور أوزيل، الذي حصد المركز الأول وبفارق أصوات كبير عن العدالة والتنمية.

وكانت نتائج الانتخابات في الإطار العام كما يلي: حزب الشعب الجمهوري (كماليون): 37.16 في المائة. حزب العدالة والتنمية الاسلامي: 36 في المائة. حزب المساواة خلف حزب الشعوب الديمقراطي: 5.93 في المائة. وحزب الرفاه الجديد الإسلامي، امتداد لحزب السياسي التركي اربكان: 5,68 في المائة.

وفي أول كلمة له بعد ظهور النتائج، اعترف أردوغان بالخسارة دون ان يخفي غضبه من الكرد، مؤكدا استمرار عملياته ضد حزب العمال الكردستاني، في أعقاب الهزيمة الثقيلة في إسطنبول التي جاءت بسبب دعم الناخبين الكرد لمرشح الشعب الجمهوري أكرم امام اوغلو.

اردوغان، شدد على مواصلة مكافحة الارهاب في العراق وسوريا وشن مزيد من العمليات الهجومية، في اشارة الى عدم نيته اعادة إطلاق عملية السلام مع الكرد.

حزب المساواة الكردي، خلف حزب الشعوب الديمقراطي، الذي جرى حظره قبيل الانتخابات النيابية العامة الأخيرة، نجح في استعادة غالبية المدن الكردية، وبقي الحزب الثالث في تركيا برغم محدودية دعايته والماكينة الحكومية القومية التركية في تجريمه ورغم وجود اغلب قياداته وعشرات الآلاف من انصاره في السجون بتهمة الإرهاب.

واكدت نتائج الانتخابات فشل سياسات القمع والفصل العنصري والحرب المنظمة ضد الشعب الكردي. كذلك اعتقال رؤساء البلديات المنتخبين ديمقراطيا وتعيين حكام للمدن بمراسيم قسرية. لقد مارس اردوغان كل اشكال القمع ووظف ماكينة الدعاية الدينية، والمال السياسي، لشق صفوف السكان في المدن الكردية، وحاول تحويل التنوع القومي والثقافي في المنطقة الى سلاح لهزيمة معارضيه. لكن نتائج الانتخابات المحلية اكدت من جديد فشل هذه السياسات وإمكانية هزيمتها.

وتراجع القوميون الأتراك بشكل واضح، بعموم الأحزاب التي تمثلهم، وخسروا ملايين الأصوات، فيما ظهر لاعب اسلامي جديد وبقوة ادهشت المراقبين هو حزب «الرفاه الجديد» بزعامة محمد علي فاتح أربكان، وهو نجل الزعيم السياسي السابق اربكان مؤسس حزب الرفاه الإسلامي. والتطور الأخير يعكس انقسام معسكر الإسلام السياسي في تركيا بوضوح، لأسباب كثيرة، لعل أكثرها راهنية غضب أوساط واسعة في عموم البلاد وفي أوساط الإسلام السياسي على موقف اردوغان من حرب الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل في غزة. بالإضافة الى افتضاح نفاق حكومة اردوغان، ارتباطا بالصادرات التركية الهائلة لدولة الاحتلال الصهيوني.

وتمثل نتائج الانتخابات تمرينا مهما لقوى المعارضة التركية على تنوعها، لخوض الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة في 2024 والتي قد يكون أحد مرشحيها الرئاسيين رئيس بلدية إسطنبول الكبرى أكرم إمام أوغلو، لا سيما أن الحزب الحاكم قد يخوضها بدون أردوغان، حصانه الرابح في كل الجولات الانتخابية السابقة. يبقى السلاح الأمضي لإزاحة حزب العدالة والتنمية الإسلامي من السلطة، واستعادة علمانية الدولة والعمل على تعزيز الملامح الديمقراطية المعاصرة المتوفرة فيها، هو الوصول الى أوسع تحالف معارض، على أساس برنامج الحد الأدنى.

**************************************************************************

يطالبون برحيل نتنياهو  متظاهرون ينصبون مائة خيمة امام الكنيست الإسرائيلي

القدس ـ وكالات

نصب متظاهرون إسرائيليون أكثر من مائة خيمة أمام مبنى الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) في القدس المحتلة، في إطار الاحتجاجات المطالبة برحيل الحكومة الإسرائيلية وبإبرام صفقة تفضي لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس الاثنين، أن الخيام تعد جزءا من احتجاجات تستمر 4 أيام في المدينة.

وأمس الأول الأحد، تظاهر آلاف الإسرائيليين أمام الكنيست للمطالبة باستقالة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإجراء انتخابات مبكرة، إذ يتهمونه بالإخفاق في التعامل مع هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وإدارة الحرب على غزة.

وطالب المتظاهرون بضرورة إبرام صفقة تبادل، وإعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، وتوسيع صلاحيات الوفد المفاوض في القاهرة.

وقالت القناة 12 الإسرائيلية، إن الشرطة رفعت حالة التأهب استعدادا لتظاهرات عائلات الأسرى المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية في غزة، بعد تهديد أهالي الأسرى بحرق إسرائيل إذا لم تستجب الحكومة لمطالبهم.

وتظاهر آلاف الإسرائيليين الليلة الماضية في تل أبيب ومدن أخرى للمطالبة بإجراء انتخابات جديدة وإبرام صفقة لتبادل الأسرى، ووقعت مواجهات في تل أبيب بين متظاهرين والشرطة التي اعتقلت عددا منهم.

وأمس الأحد نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن عائلات الأسرى تهديدهم بالتصعيد حتى إسقاط حكومة نتنياهو، الذي اتهموه بالمماطلة في استعادة أبنائهم من غزة.

**********************************************************************

القضاء الباكستاني يوقف تنفيذ أحكام قضائية بحق خان وزوجته

إسلام أباد ـ وكالات

أمر القضاء الباكستاني امس الاثنين بوقف تنفيذ الأحكام القاضية بسجن رئيس الوزراء السابق المسجون عمران خان وزوجته 14 عاما بتهم فساد، وفق ما أعلن حزبه.

ويواجه خان أكثر من 200 قضية في المحاكم منذ أطيح به في نيسان 2022، في إطار ما وصفه بحملة رامية لإبعاده عن السلطة. وما زال خان (71 عاما) مسجونا في قضيتين أخريين بما في ذلك الخيانة والزواج بشكل غير شرعي مع أحكام صادرة بحقه تصل مدتها إلى عقد.

وأفاد ناطق باسم حزبه «حركة إنصاف» بأن محكمة إسلام أباد العليا أسقطت الأحكام الصادرة بحق الزوجين من جانب محكمة لمكافحة الفساد على خلفية بيع هدايا للدولة، في وقت كانت القضية بانتظار مرحلة الاستئناف. وقال المتحدث أحمد جنجوعة إن المحكمة «منحت إمكانية وصول محدودة للمحامين لكنها توصلت في الوقت ذاته إلى قرار متسرع من دون السماح للدفاع بتقديم المرافعات الختامية».

وسُجن خان بالفعل ومنع من الترشح للانتخابات التشريعية عندما صدرت ثلاثة أحكام بحقّه في الأيام التي سبقت اقتراع الثامن من شباط/ فبراير العام. وحكم أيضا على زوجته بشرى بيبي بالسجن بتهم الفساد وبسبب زواجهما ضمن فترة اعتبرت المحاكم أنها كانت قصيرة بعد طلاقها، في انتهاك للشريعة الإسلامية. وقال محللون، إنها كانت محاولة لضمان استبعاد رئيس الوزراء السابق وحزبه من الاقتراع الذي شهد اتهامات واسعة بالتزوير سواء قبل التصويت أو بعده.

************************************************************************

الصفحة الثانية عشر

على شرف العيد الـ90 ..  شيوعيو البصرة يحتفون بالشاعر صبيح عمر

البصرة – فالح ياسين الربيعي

على شرف الذكرى الـ 90 لميلاد الحزب الشيوعي العراقي، احتفت اللجنة الثقافية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب في البصرة، الخميس الماضي، بالشاعر صبيح عمر، في أمسية حضرها جمع من الأدباء والمثقفين.

الأمسية التي أقيمت على “قاعة الشهيد هندال” في مقر اللجنة المحلية، أدارها الشاعر سالم محسن. وافتتحها بالقول أن الاحتفاء بالشاعر صبيح عمر هو استذكار لمآثر الحزب ونضال رفاقه ضد الدكتاتورية والاستبداد، مستذكرا أشقاء الشاعر الثلاثة، شهداء الحزب أيوب ويوسف وعبد الكريم.

وقال أنه “لولا تحكم الظروف وغشاوة النظام الصدامي الذي اوغل في اجرامه بحق الوطنيين والشيوعيين، لفقدت العائلة ابنها الرابع صبيح، المولود عام 1957 في محلة مناوي باشا في البصرة”.

وأشار محسن إلى ان المحتفى به تم أسره في إيران خلال الحرب، وبقي هناك 18 عاما، ثم عاد إلى الوطن بعد 2003. وفي العام 2009 اصدر مجموعته الشعرية الأولى “وسادة البلد المنهوب”، ثم أصدر مجموعته الثانية “نبوءة أيوب” عام 2012، وحاليا لديه مجموعة تحت الطباعة عنوانها “رائحة الوجود”.

بعد ذلك قدم عدد من الحاضرين مداخلات عن تجربة المحتفى به، كان أولهم الشاعر والناقد واثق غازي، ثم الشاعر والناقد مقداد مسعود، الذي استذكر شقيق المحتفى به، الشهيد ايوب. فيما قال ان صبيح يتميز باهتماماته في القراءات الصوفية والموسيقى والغناء والرسم.

وكانت للإعلامي صلاح العمران مداخلة تناول فيها ديوان المحتفى به الأول ، ومداخلة أخرى قدمها الشاعر جلال عباس، فضلا عن مداخلة للشاعر الشعبي محمد الحمداني.

وقدم الشاعر والاعلامي عبد السادة البصري مداخلة ذكر فيها ان صبيحا متعدد المواهب، وهو بالإضافة إلى كونه شاعرا، فنان تشكيلي ومترجم عن اللغة الفارسية.

بعدها تحدث المحتفى به عن تجربته الشعرية. وأشار إلى انه خلال الأسر اطلع على ثقافة الآخر. ثم تطرق إلى قصيدته “نبوءة أيوب”، التي تتحدث عن شقيقه الشهيد أيوب. وقال أن “شقيقي يوسف بقي في سجون النظام 4 سنوات، ثم صُفي وألقيت جثته في خور الزبير. أما أيوب، فقد تنبأ بخلاصه قبل أن يموت تحت التعذيب. وهذا ما ذكره الرفيق حسن الملاك”.

ثم قرأ صبيح أبياتا من قصيدته “أبناء القمر”.

وفي سياق الجلسة، استذكر الإعلامي باسم محمد حسين لحظة اعتقال أشقاء الشاعر صبيح الثلاثة.

وفي الختام، قدم سكرتير اللجنة الثقافية الرفيق مقداد مسعود، شهادة تقدير إلى الشاعر صبيح عمر.

********************************************************************

في «بيتنا الثقافي» عن «تطور الزراعة في العراق  بين الطموح والتحديات»

بغداد - محمد الكحط

عقد منتدى «بيتنا الثقافي» في بغداد بالتعاون مع المختصة الزراعية في الحزب الشيوعي العراقي، السبت الماضي، جلسة حوارية بعنوان «تطور الزراعة في العراق بين الطموح والتحديات»، ضيّفت فيها ثلاثة من الاختصاصيين في المجالات الزراعية.  وحضر الجلسة التي أدارتها د. جبرة الطائي، وكيل وزارة الزراعة الأسبق الرفيق د. صبحي الجميلي، إلى جانب جمع من المثقفين والمهتمين في الشأن الزراعي.

وكان أول المتحدثين في الجلسة مستشار الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية أحمد عبد علي القصير، الذي تطرق إلى مسألة ملكية الأراضي الزراعية والقوانين التي حددت المساحات المسموح تملكها. فيما أشار إلى باب آخر لاستثمار الأراضي الزراعية، يتمثل في الإيجار الذي يُحدد بفترة زمنية طويلة ولا يعتبر تملكا للأرض، مبينا أنه بسبب عدم توفر الإمكانات المادية  والفنية لدى الفلاح العراقي، قامت شركات اختصاصية عدة باستئجار الأراضي الزراعية واستثمارها.

وتحدث القصير عن الامن الغذائي وعن محصول الحنطة باعتباره من أهم المحاصيل التي تساهم فيه، مشيرا إلى ان هناك حاجة لتطوير البنى التحتية من أجل تقليل تكلفة زراعة الحنطة «فزراعة دونم واحد من هذا المحصول تكلف اليوم بين 450 و500 ألف دينار دون حساب جهد الفلاح وعائلته، وهذا مبلغ كبير، ما يتطلب من الدولة دعم الفلاحين في هذا الجانب».

كذلك تطرق القصير إلى الأزمة المائية وتأثيراتها على الواقع الزراعي. فيما تحدث عن اهتمام الحزب الشيوعي العراقي بالمسألة الزراعية، وكيف انها شغلت باله منذ تأسيسه.

أما المتحدث الثاني، فكان نقيب الجيولوجيين العراقيين السابق الجيولوجي ظافر عبد الله، الذي أشار إلى سياسات الحكومات العراقية المتعاقبة وكيفية تعاملها مع القطاع المائي، مبينا أن الحكومات لم تعالج المشكلات المسببة للأزمة المائية، وهي تحديات الظروف الطبيعية، والتحديات المناخية، وسياسات دول الجوار.

ونوّه عبد الله، إلى انه «من المفروض وضع خطة لتأمين الغذاء للعراقيين لسنوات عدة، لا سيما ان الإيرادات المائية الأخيرة عززت الاحتياطي المائي، والإيرادات المائية الشرقية رفعت مناسيب الأهوار»، مستدركا «لكننا حتى الآن لا نعرف كيف سيكون الوضع في الصيف المقبل».

وكان المتحدث الثالث في الندوة المهندس الزراعي الاستشاري عبد الكريم بلال، الذي ألقى الضوء على واقع الثروة الحيوانية ومشاريع تسمين العجول، ومسألة الأعلاف الخضراء والجافة.   

فيما تطرق إلى موضوع تأجير الأراضي في بادية السماوة ووادي حوران وجبال حمرين وجزيرة سامراء وفي الموصل وكركوك، والتي تعد بملايين الدونمات، مشيرا إلى ان هذا الأمر يتعلق بجوانب سياسية وهي الطاغية.

وطالب بلال بإعادة النظر في المشاريع الزراعية، وبدعم الفلاحين ومنحهم قروضا مالية، فضلا عن دعم مربي الحيوانات بالأعلاف. فيما سلط الضوء على مشكلات الثروة السمكية والصيد البحري.

وتخللت الجلسة مداخلات ساهم فيها العديد من الحاضرين، بضمنهم د. صبحي الجميلي، الذي تحدث عن قضايا مهمة تتعلق بالقطاعين الزراعي والحيواني، ومنها انخفاض الانتاجية.

وأشار د. الجميلي إلى ان الفلاح العراقي يشكو من تكاليف الانتاج الباهظة، وكذلك عدم توفير الحماية المطلوبة للمنتج المحلي.

وفي الختام، قدم مسؤول منتدى «بيتنا الثقافي» د. علي مهدي، شهادات تقدير إلى المتحدثين الثلاثة.    

**************************************************************

في كربلاء.. «باهرون» يحتفل بعيده السابع والشيوعيون بعيدهم الـ90

كربلاء – طريق الشعب

أقام “مركز باهرون” للثقافة والفنون في كربلاء بالتعاون مع المختصة الثقافية في الحزب الشيوعي العراقي في المحافظة، الثلاثاء الماضي، حفلا منوعا في مناسبة الذكرى الـ7 لتأسيس المركز والذكرى الـ90 لميلاد الحزب.

الحفل الذي أقيم على حدائق حي الموظفين وسط كربلاء، أداره القاص الرفيق سلام القريني، وافتتحه بكلمة حيّا فيها الحزب الشيوعي بذكرى ميلاده، متمنيا له تحقيق ما يصبو إليه من “أهداف سامية ونبيلة، قدم في سبيلها التضحيات الجسام، ولا يزال يناضل من أجل أن ينعم العراق بالخير والسلام والعدالة الاجتماعية”.

ثم هنأ “مركز باهرون” بذكرى تأسيسه. وقال أن هذا المركز شكل إضافة مهمة للمشهد الثقافي الكربلائي بما قدمه من فعاليات متميزة ساهمت في اغناء الذائقة المعرفية، وجعلته يلتحق  بالملتقيات الرصينة التي تشكلت في كربلاء بعد التغيير أمثال “نادي الكتاب” و”الملتقى الفلسفي” و”نادي القراءة” وغيرها.

بعدها ألقى مدير المركز محسن العكظ كلمة عبر فيها عن سروره بالمكانة التي احتلها المركز في قلوب الناس طيلة سنواته السبعة، كواحد من المنتديات الثقافية المدنية، مبينا ان المركز حظي بدعم كبير من النخب الثقافية، وأقام فعاليات مهمة، أبرزها الاحتفال بمئوية الراحلة د. نزيهة الدليمي، إضافة إلى الحفلات الموسيقية.

بعدها دعا القريني عددا من الحاضرين إلى قطع كعكة الميلاد، وهم كل من سكرتير اللجنة المحلية للحزب الشيوعي في كربلاء الرفيق صباح الحمد ود. وئام نصر الله ود. ماجد الخياط والروائي علي لفته سعيد والمشرف على شارع الثقافة الكربلائي علي حاكم، ورئيس جمعية الفنانين التشكيليين في كربلاء محمد حاتم.

وفي سياق الحفل قص الفنان التشكيلي عبد الأمير طعمة شريط افتتاح معرض تشكيلي مشترك بين الفنانين اياد زيني ومنصور السعيد وجبار مهدي. كذلك وقّع القريني خلال الحفل روايته الموسومة “المحجوز”. فيما تحدث عن الرواية كل من الكاتب د. لؤي زهرة والإعلامي د. ماجد الخياط.

وفي الختام، وزع مدير “مركز باهرون” ألواحا تذكارية على المساهمين في الحفل.   

 **************************************************************

ليس مجرّد كلام... ننثرُ ورداً ورياحين  وننتظر عيدك الميّة...!

عبدالسادة البصري

قبل يومين أوقدنا شموع الفرح، ونثرنا ورداً ورياحين في كل مكان !!

قبل يومين هلّت الذكرى التسعون لفجر التأسيس المبارك !!

في مثلها وقبل تسعين ربيعاً ظهر في سماوات النضال والصمود قوس قزح الانطلاقة الأولى !!

 طشّينا ويهليه مع أول هلهولة لعشقنا السرمدي !!

انّه الحزب الذي ما انفكّ يكتب ملاحم التجدّد في كل يوم !!

فمنذ فجره الآذاري قبل تسعين ربيعاً، وهو يسمو بالمحبة للناس والوطن !!

لك ايها الشامخ والصامد والمعطاء نغنّي دائماً،

منذ اللحظات الأولى، وأنت ترسم سماءً من فرحٍ مطرّزةً بنجومٍ وكواكبَ درّية تتجلى كل حين لتمطر ألقاً ورياحينَ شموخٍ وعبق !!

منذ أولى خطواتك، وأنت تمشي على الجمر فتحسبه جليداً، لأنّك تحملُ عشق الأرض والانتماء جذرياً إليها بكلّ نسغ الحياة !!

لم تهن عزيمتُك أبداً ولم تكلّ رغم المطبّات والمؤامرات والعقبات التي واجهتك، في كلّ مرّةٍ تخرج منها قوياً معافى رغم الجراح، ونديّاً كنسيم فجرٍ ربيعيٍّ معانقاً قلوب الناس وناثراً الطيبة عنوانَ محبّة وحياة !!

ورداتُك التسعون ازهرت وفاح عبيرها، وستزداد أكثر، لأنها ورداتٌ من كبرياء وغيرة وشهامة !!

نخلاتك التسعون أثمرت رطباً جنيّا، وستكبر حتماً وتنمو أخرى، لأنك برحيّة زُرِعَتْ ذات فجرٍ عراقيٍّ خالص، وسُقِيَتْ بماء الخلود من عشبة كلكامش !!

كم أرادوا النيل منك، لكنهم خسروا وربحتَ، وتلاشوا وأنرتَ، وصاروا نسياً منسياً فذُكِرتَ، وبقيت شامخاً تحمل أعذاق الرطب وعناقيد العنب وسلال البرتقال !!

حاوَلوا وحاوَلوا .. لكنّ جميع محاولاتهم باءت بالفشل، لأنّك صخرةُ جلمود من جبال كردستان معجونةٌ بماء الهور ومعفّرةٌ برائحة الطلع ومخضّبةٌ بالحنّاء، لم تنلْ منها أعتى الرياح وأقساها !!

كنتَ وما تزال تخرج من كلّ أزمة قوياً وأشدّ عزيمةً !!

تحملُ الوطنَ أيقونةَ نضالٍ من أجل الخبز والفرح .. شعارك السعادةُ، وللسعادةِ أسماءٌ وعناوين كثيرة !!

وشراعُك السمو، وللسمو فضاءاتٌ ودروب !! سفينتُك الانتصارُ دائما !!

وها نحن نحتفل بذكرى تأسيسك التسعين رافعين راية المحبّة متألقةً بين الجموع ، حمراء من قلوبٍ سُقِيَت بماء الحياة !!

ستبقى قمراً ينير الدروب في الظلمة الحالكة محاربا الفساد !!

وشمساً تُضيءُ سماوات حياتنا بدفئها وحنانها وطيبتها وضيائها الذي يكشفُ كلّ قناعٍ وزيف !!

وسنبقى معك أكثر إصراراً على مواصلة المسير في الدرب الذي عبّدَتْهُ أرواحُ فهد وصارم وحازم وسلام والحيدري والعبلّي ووضّاح وكامل والقائمة تطول، لأنك فتحتَ النوافذ والأبواب مشرعة للأمل !!

محبتنا نهديك إيّاها بــ 90 وردة جوري مردّدين :

كل سنة من سنين عمرك

وَرِد جوري وياسمين

يا طريق الشعب أنت ،، ويا هويّة

أكبر أكبر ،،، وبعد تكبر ،، وننتظر عيدك الميّة

لأنك كل عام تزداد ألقاً وتشعّ نضالاً من أجل الوطن والناس.