اخر الاخبار

الصفحة الأولى

أفتتاحية طريق الشعب.. تحديات جمة.. والحل بالتخلي عن المحاصصة

مهّد رئيس مجلس الوزراء لزيارته الى واشنطن بنشر مقال بقلمه في مجلة الشؤون الخارجية الأميركية «فورن افيرز»، تناول فيه قضايا أساسية ومهمة وذات صلة ليس فقط بمستقبل العلاقة بين العراق والولايات المتحدة، بل وبالعديد من القضايا العقدية التي تشكل تحديات كبرى امام الحكومة والقوى السياسية الحاكمة، ومختلف الفعاليات السياسية والاجتماعية، والشعب العراقي بأطيافه كافة.

وفيما يخص العلاقة مع أمريكا، سيكون محورها الأساسي من وجهة نظر العراق، إعادة تنظيمها وترتيبها ليس فقط فيما يتعلق بتواجد القوات الأمريكية وقوات التحالف، وإنما ايضاً بإنهاء تداعيات وآثار الاحتلال ورفع مختلف أشكال التدخل والوصاية على الشأن العراقي في الميادين العسكرية والمالية، ولا يمكن الا الاتفاق على أهمية وضرورة ان تُبنى، كما مع بقية دول المنطقة والعالم، على أساس المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة، واحترام سيادة العراق وقراره الوطني المستقل، ووقف اية تدخلات في شؤونه الداخلية، العسكرية وغيرها. وفي هذا الشأن لابد من السير بخطوات ملموسة وبتوجه واضح لتعزيز قدرات العراق وامكاناته على مختلف الصعد، بما يمكّن القوات العسكرية والأمنية العراقية من أداء مهامها الدستورية والقانونية في تحقيق الامن والاستقرار، وحماية السيادة والنظام الديمقراطي الاتحادي (الفيدرالي). وان تكون واضحة أهمية وضرورة الرفض التام لاي وجود عسكري أجنبي على أراضي وطننا، ومن اية جهة ودولة كان، وتجنيب بلدنا صراع المصالح الذي لا ناقة لشعبنا به ولا جمل. 

وفي هذا السياق وفيما اشّر مقال رئيس الوزراء وجود السلاح خارج مؤسسات الدولة، وتعهد بمعالجة الامر بما يحمله من تعقيدات جمة، مؤكدا وجوب أن يكون التحكم بقرار الحرب والسلم بيد الحكومة والدولة حصرا، وهو امر سليم، تبقى خطوات وإجراءات تطبيق هذه الوجهة متواضعة جدا، ولم يمكن تلمس نتائج محسوسة وذات شان في هذا السياق حتى الآن، فضلا عن زيادة عديد التشكيلات العسكرية او شبه العسكرية واغداق الأموال عليها، ما يضع الحكومة ومختلف القوى ذات العلاقة امام تحد كبير واختبار لجديتها في رفع شعار حصر السلاح بيد الدولة.

 وفي هذه الزيارة المهمة لابد ان تكون قضايا الشرق الأوسط على طاولة البحث، وبالذات العدوان الصهيوني المتواصل على الشعب الفلسطيني، والمطالبة الواجبة بالوقف الفوري لحرب الإبادة، وتوقف الولايات المتحدة الامريكية عن دعم الكيان الصهيوني وعدوانه المستمر، وان تتم تلبية حقوق الشعب الفلسطيني العادلة كاملة.

من جانب اخر وارتباطا بوضع بلادنا الداخلي ومسار الاحداث فيها، ذكر المقال ان امام العراق طريقا مليئا بالتحديات، وان من الواجب ولوج طريق التنمية، والاقدام على إصلاحات اقتصادية ومالية، وتعزيز حقوق الانسان، وتمكين المرآة، وتعزيز مباديء الحرية والديمقراطية، ومحاربة الفساد والإرهاب، وتنويع مصادر الدخل الوطني، وغيرها من القضايا.

ولا شك ان الحديث عن هذه القضايا المهمة واعتبارها تحديات امام الحكومة والقوى المشكلة لها والداعمة، يؤشر الحاجة الى معالجات جدية لها، ورسم خارطة طريق بتوقيتات محددة للتنفيذ والانتقال من مرحلة الى أخرى. فالكثير من هذه التعهدات جاء بها البرنامج الحكومي، لكن بعض جوانبها لم تنفذ، بل ويلاحظ نكوص وتراجع عنها واتخاذ قرارات تناقضها، خاصة ما يتعلق بالحريات العامة وتعزيز الممارسة الديمقراطية. وقد بالغ بعض المحافظات والوزارات كثيرا في إجراءاته ذات العلاقة، وعلى مرأى ومسمع من الحكومة والبرلمان، اللذين لم يحركا ساكنا للحفاظ على روح ومبادئ الدستور، ووقف هذا التقزيم التدريجي للديمقراطية تحت عناوين شتى.

وهنا يثار سؤال مهم يتعلق بالتحدي الأكبر كما نرى. إذ لا يمكن المضي قدما في تحقيق الوعود دون ادخال إصلاحات جدية وجوهرية على نهج إدارة الدولة وبناء مؤسساتها والتوجه الجدي نحو الخلاص من نهج المحاصصة، فمن دون ذلك لا يستقيم ولا يمكن وضع حد لتفشي ظاهرة الفساد في ظل تواضع الإجراءات بشأنها.

 وتشير تجارب الشعوب الى أن مواجهة تحديات كالتي أشار اليها رئيس الوزراء، تتصل وثيقا بتعزيز مدنية الدولة، وترصين بناء مؤسساتها على أساس المواطنة والعدالة الاجتماعية. 

هنا تكمن نقطة البدء والانطلاق، فما لم تتخذ خطوات واضحة جدية لإعادة توزيع عادل للدخل الوطني، وتحقيق قدر من العدالة الاجتماعية وتوفير الخدمات الأساسية، وبناء سلم اهلي ومجتمعي وطيد على اساس تعزيز هيبة الدولة وامكانية انفاذ القانون بالفعل على الجميع، تبقى الوعود وعودا.

ومن المؤكد ان تحقيق التعهدات أيضا لا يجمعه جامع مع أي مسعى لاحتكار السلطة، وتحويل تداولها السلمي الى تبديل لأدوار المتنفذين، وتضييق دائرة اتخاذ القرار الوطني.

ان اعلان التوجهات امر مفيد ومهم، لكن العبرة لا تكمن في حسن النوايا على أهميتها، وانما في ان ترى تلك التوجهات النور وتتحول إلى واقع ملموس ومعاش، وان تكون في خدمة المواطنين جميعا من دون تمييز.

*************************************************************************************

الشيوعي العراقي: معا نحو فرض إرادة الشعب وتحقيق التغيير المطلوب

تحل اليوم، التاسع من نيسان، الذكرى الحادية والعشرون لانهيار أعتى دكتاتورية عرفها العراق والمنطقة خلال عقود. ويظل هذا اليوم محاطا باللبس والنظرة إليه موضع جدل، لأن التغيير جاء عبر الحرب والاحتلال. وقد انعكست هذه الطبيعة المزدوجة لما حصل في الموقف الشعبي، إذ لم يستقبل شعبنا القوات الغازية التي اجتاحت بلادنا بالورود، فيما عبرت عن فرحتها الغامرة بزوال الحكم الاستبدادي.

إن شعبنا يستذكر هذا اليوم الفارق في تاريخ الدولة العراقية الحديثة وفي النظام السياسي للبلاد، بمشاعر تطغي عليها خيبة الأمل، كما تسلل الإحباط في نفوس الكثيرين، فلم يأت سقوط النظام الدكتاتوري بالبديل الوطني الديمقراطي الحقيقي الذي كان يعول عليه لتحقيق أمل شعبنا وما يتطلع إليه.

فحصيلة العملية السياسية القائمة على المحاصصة الطائفية والأثنية التي انطلقت بعد التغيير في ظل الاحتلال، والتي هدفها انجاز عملية الانتقال من دولة يحكمها نظام دكتاتوري شمولي  إلى دولة دستورية ديمقراطية اتحادية، قيام نظام سياسي يعاني من أزمة بنيوية تتجلى في الطبيعة الزبائنية المتضخمة للدولة بفعل التعامل معها كغنيمة تتقاسمها قوى المحاصصة واستشراء الفساد في مفاصلها والفشل في تقديم الخدمات الأساسية وحماية استقلالية القرار الوطني وسيادة العراق من التدخلات الخارجية، والابتعاد عن مبدأ المواطنة والهوية العراقية، إلى جانب تكريس الطابع الريعي الاستهلاكي للاقتصاد العراقي وتعميق التفاوت في الدخل والثروة في المجتمع وظهور القلة من أصحاب  الثروات الطائلة بجوار الفقر الذي اتسع ليشمل ما بين ربع وثلث سكان العراق.

فهل كان هذا المسار لتطور الأوضاع خلال العقدين الأخيرين محتمًا نتيجة طريقة التغيير وآثار وتداعيات الاحتلال، أم أنه جاء كنتيجة لخيارات ومواقف ونهج قوى الطائفية السياسية التي تصدرت قيادة العملية السياسية؟

وفي سياق التعامل مع هذه التساؤلات واستخلاص الاستنتاجات لتحديد مسارات المستقبل لانتشال العراق من أزماته ووضعه على سكة الحلول الجذرية المفضية إلى بناء دولة مواطنة، مدنية ديمقراطية تحقق العدالة الاجتماعية، نذكر بمواقف حزبنا وتحذيراته من التعويل على التدخل الخارجي والحرب في عملية التغيير، ومواقفه اللاحقة بعد التغيير.

إن حزبنا كان يعي جيدا مخاطر التعويل على الحرب والعامل الخارجي في التغيير، فقد رفض الحرب وساهم في حركات الاحتجاج العالمية ضد الحرب تحت شعار الحركة العالمية ضد الحرب» لا للحرب.. لا للدكتاتورية».

وحذر بوضوح قبل الحرب كما جاء في التقرير الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية في شباط 2002، بأن للحرب تداعيات ونتائج وخيمة على أوضاع البلد وحياة الشعب، ولا تأتي بالديمقراطية الحقيقية، ودعونا إلى وحدة عمل القوى المعارضة للدكتاتورية والتأكيد على العامل الداخلي مع حشد الدعم والتضامن العالميين لنضالنا. ونرى في التطورات الني شهدها بلدنا خلال العقدين الأخيرين ما يؤكد إلى حد كبير صحة هذه التقديرات والمواقف.

لقد وضعت الحرب ونتائجها، والحقائق الجديدة بعد ٩ نيسان ٢٠٠٣، شعبنا وقواه وأحزابه الوطنية ومنها حزبنا الشيوعي العراقي أمام مهام يتلازم فيها الوطني مع الديمقراطي، والسياسي مع الاجتماعي، أي إنهاء الاحتلال واستعادة السيادة، وإعادة بناء الدولة العراقية على أسس دستورية ديمقراطية اتحادية، وتحقيق تنمية اقتصادية – اجتماعية، وضمان تحقيق الحياة الحرة الكريمة الآمنة للمواطنين العراقيين.

فبعد سقوط النظام الدكتاتوري وانهيار مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية وظهور فراغ سياسي، بادر حزبنا إلى دعوة أحزاب وقوى المعارضة إلى اللقاء وعقد مؤتمر وطني تنبثق عنه حكومة مؤقتة لإدارة أوضاع البلاد التي تعيش حالة فوضى عارمة، ولكن الحسابات الضيقة للقوى الأساسية حالت دون ذلك ما يَسّر على الولايات المتحدة وحلفائها إعلان حالة الاحتلال. وكان غياب المشروع الوطني لدى معظم قوى المعارضة وتبنيها للطائفية السياسية عاملا مهما في إطلاق المحتل، بالتوافق مع قوى سياسية عراقية، عملية سياسية تقوم على التقاسم المحاصصي الطائفي والإثني للدولة، عملنا على خوض الصراع من أجل إنهاء الاحتلال، وحول المستقبل وشكل الدولة والنظام السياسي- الاقتصادي والاجتماعي، من داخلها، ومن خلال الضغط الشعبي.

ومع إصرار قوى الطائفية السياسية على نهج المحاصصة الطائفية – الأثنية في الإدارة، وفي بناء مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية وتشبثها بامتيازات ومنافع السلطة والاستحواذ على مواردها، وتفشي الفساد في الدولة والمجتمع، الذي صار منظومة متكاملة، متعشقة مع المتنفذين في مؤسسات الدولة وأصحاب القرار، توالت أزمات البلاد وتعمقت وبات واضحا بأن منظومة الحكم عصية على الإصلاح بسبب المصالح الفئوية الضيقة للقوى المتحكمة بالعملية السياسية، أصبح التغيير نحو دولة المواطنة الديمقراطية  ضروريا لإخراج البلاد من أزماتها ووضعها على طريق الأمن والسلام والاستقرار والتنمية المستدامة.

إن أوضاع بلدنا ما تزال تعاني من الأسباب  التي أدت إلى اندلاع انتفاضة تشرين الباسلة، من فقر وسوء خدمات وفساد يضاف إليها انخفاض في القدرة الشرائية لشرائح متزايدة من المجتمع وتضييق على حرية التعبير والحريات العامة ما يتطلب المزيد من التنسيق والتعاون بين قوى التغيير، والتوجه الجاد نحو توسيع قاعدة القوى المعارضة لنهج المحاصصة ومنظومته السياسية وتنظيم صفوفها بما يتيح تعديل موازين القوى لصالح عملية التغيير والتداول السلمي للسلطة، والسير على طريق الإعمار والبناء وإقامة دول المواطنة والقانون، الدولة المدنية والديمقراطية كاملة السيادة، وتحقيق العدالة الاجتماعية.

اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي

٩ نيسان ٢٠٢٤

***************************************************************

الصفحة الثانية

بعد عودته الى بغداد.. ساكو ومسؤولية هجرة المسيحيين

بغداد ـ طريق الشعب

استقبل المسيحيون في بغداد بالترحاب راعي الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم البطريرك لويس ساكو بعد غيابه، غير الاختياري، الذي دام تسعة أشهر.

وقال البطريرك ساكو في تصريح تابعته “طريق الشعب”، إن رسالته للمسيحيين أن يكونوا “صابرين وصامدين، ويكونوا فاعلين لا اتكاليين يريدون كل شيء من الأعلى”.

وأضاف، أن على المسيحيين المطالبة بحقوقهم وأن يكون لهم دور وحضور في العملية السياسية، إذ لن يعطيهم أحد حقوقهم على طبق من فضة أو ذهب.

وأوصى البطريرك ساكو المسيحيين بأن لا يخافوا، متمنيا من الحكومة العراقية مراعاة هذا المكون الذي عانى الكثير حيث “كنا مليونا ونصف المليون، بينما أصبحنا الآن أقل من نصف المليون”، متسائلا: هذه مسؤولية من؟

 ولفت إلى أن “هؤلاء نخبة، وفي حال غادروا سيخسر العراق هذا النسيج الجميل التاريخي”.

***********************************************************************

نسب نجاح المراحل المنتهية في بعض المدارس  ”صفر في المائة”.. النزاهة لـ «طريق الشعب»: 700 مدرسة وروضة أهلية في بغداد لم تجدد إجازاتها منذ التأسيس

بغداد– تبارك عبد المجيد

رصدت هيئة النزاهة وجود عدد كبير من المدارس ورياض الأطفال التابعة للقطاع الأهلي، لا تملك الرخصة القانونية اللازمة للاستمرار في تقديم الخدمات التعليمية بسبب عدم تجديد الاجازة منذ تأسيسها، فيما اعتبر مراقبون هذه الحالة نتاجاً طبيعياً لسيطرة بعض الجهات المتنفذة على المؤسسات التعليمية.

غير مسجلة

يقول مسؤول اعلام هيئة النزاهة علي محمد، أن “دائرة التحقيقات في الهيئة تمكنت من ضبط متهمين بالرشوة مقابل استحصال موافقة لبناء مدرسة أهلية على ارض زراعية، وبلغ المبلغ 8000 الاف دولار”.

ويبين محمد لـ “طريق الشعب”، أن “الهيئة دعت إلى إيقاف الاستثناءات الممنوحة لإجازات التأسيس والتجديد للمؤسسات الاهلية، في ظل رصد مخالفات متعددة تتعلق بالمساحة وبعض المشكلات الأخرى”.

واوصت الهيئة خلال زيارتها لوزارة التربية بمتابعة التجديد السنويّ للمؤسسات الاهلية التي لا تستوفي الشروط، بالإضافة الى توحيد شرط المساحة، حيث اشترطت وزارة التربية أن تكون المساحة (١٠٠٠ م2)، وأمانة بغداد تشترط مساحة (٢٠٠٠ م2) لمنح الإجازة. 

ويضيف محمد، أن “الهيئة اقترحت قيام وزارة التربية بإصدار تعليماتٍ لمنع الازدواج في الدوام في المدارس الاهلية، والالتزام بمنح إجازات التأسيس في التاريخ المحدد خلال شهري أيار وحزيران من كل عام، وعدم منح الإجازات خارج تلك الفترة، واتخاذ الإجراءات القانونية بحق المدارس التي أشَّرت انخفاضا في نسب النجاح”. ويؤكد أن الهيئة رصدت “وجود ازدواجٍ في دوام المدارس الاهلية، وقيام وزارة التربية بمنح إجازات تأسيس بعد مرور شهرين على بدء العام الدراسي، وتدني نسب النجاح للمراحل المنتهية وصل في بعض المدارس إلى صفر في المائة، ما يعكس تدني مستوى التعليم وضعف الرقابة”، كاشفا عن رصد (٤٨٩) مدرسةً و(٢١٥) روضةً في بغداد لم تجدد إجازاتها منذُ تأسيسها حتَّى الآن، او حتى متابعتها، بالإضافة الى فتح معاهد تقوية دون علم وزارة التربية”.

ويستدرك بالقول، أن “هذا سبب هدرا في المال العام، نتيجة عدم تسديد رسوم التجديد إلى وزارة التربية ورسوم الجهات الأخرى (الهيئة العامَّة للضرائب، الضمان الاجتماعي)، إضافة إلى فتح (١٥٠) روضةً دون الحصول على موافقاتٍ رسميَّةٍ”، مُنبّهاً إلى أنَّ العديد من أبنية المدارس لم تتم مراعاة إجراءات السلامة فيها؛ كونها تحتوي على مواد بناء خطرة على حياة الطلاب وبعضها سريع الاشتعال، وموصلة للتيار الكهربائي، ووجود صفوف ذات جدران زجاجية بالكامل.

فوضى

تقول سارة أحمد، الناشطة في مجال التعليم، أن “التعليم في العراق بدأ يفقد جوهره الحقيقي منذ سنوات”، مضيفة أن “التعليم الاهلي امتاز سابقاً بالجودة والرصانة، وكان مكملاً لأهداف التعليم الحكومي وغاياته النبيلة”.

وتردف سارة كلامها لـ “طريق الشعب”، قائلة إن “الوقت الحالي يشهد فتح مؤسسات تعلمية تجارية، لا علاقة لها بالتعليم، انما جل ما تعرفه هو الأرباح”، ولم تستغرب سارة من ظاهرة وجود مدارس ورياض أطفال غير مسجلة، حيث تقول إن “هذه الظاهرة من الطبيعي ان تتواجد في الفوضى التعليمية والادارية للمؤسسات الحكومية التي لا تملك رؤية وخطط حقيقية وواضحة”، موضحة ان هناك فوضى وعشوائية كبيرة في انتشار مؤسسات التعليم الاهلية “بين حيٍّ واخر نجد بيتا تحول الى مدرسة. كما تغيب كافة الشروط اللازمة لفتح مدرسة او معهد تقوية”. وتعمل سارة في أنشطة اجتماعية تطوعية تهدف للارتقاء بواقع التعليم، وإعادة هيبته، مثل توفير المستلزمات الدراسية تحديدا للصفوف المنتهية بالإضافة الى تقديم التحفيز والتشجيع للطلبة من اجل الاستمرار في التعليم.

وتدعو سارة الى تفعيل دور الإشراف التربوي والاختصاص في اختيار الإدارات الخاصة بالمدارس ورياض الاطفال وفق معايير مهنية، لضمان تحقيق الأهداف التربوية والتعليمية.

قلق

وتؤكد عضو نقابة المعلمين سهاد الخطيب، أهمية “وضع ضوابط وقوانين تنظم التعليم الأهلي، لضمان جودته ومواكبته لمعايير التعليم الرسمي. وتعرب الخطيب خلال حديثها مع “طريق الشعب”، عن قلقها البالغ من انتشار ظاهرة التعليم الأهلي، من دون ضوابط، مشيرة الى ان “الدستور العراقي كفل التعليم المجاني للجميع دون استثناء”. وتحذر الخطيب من أن “الهيمنة على المدارس الأهلية من قبل رجال السياسة والأحزاب المتنفذة قد تؤدي إلى تحول هذه المؤسسات التعليمية إلى مصادر للمصلحة السياسية بدلاً من التركيز على تحقيق أهداف التعليم والتنمية”، داعية إلى زيادة مخصصات وزارتي التربية والتعليم لتعزيز المدارس الحكومية وتحسين جودتها ومواكبتها المعايير المعتمدة.

**********************************************************************

رافقهم الرفيق رائد فهمي.. شيوعيو الرصافة الأولى يتفقدون الشيخ كريم مطنش

بغداد – طريق الشعب

زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الرصافة الأولى، يرافقه سكرتير اللجنة المركزية الرفيق رائد فهمي، أخيرا، الرفيق كريم مطنش (ابو مهند) في منزله بمنطقة البلديات في بغداد، وذلك للاطمئنان على وضعه الصحي بعد خضوعه لعملية جراحية خارج الوطن.

واستقبل الرفيق أبو مهند، وهو أحد شيوخ آل ازيرج، الوفد بحفاوة وترحاب، وتلقى منه تحيات باسم رفاقه في اللجنتين المركزية والمحلية، وتمنيات بوافر الصحة والسلامة والعمر المديد.

وكان بين مستقبلي الوفد العديد من وجهاء منطقة البلديات، الذين رحبوا به وعبروا عن تضامنهم مع سياسة الحزب وتثمينهم لمواقفه النضالية.

وخلال الزيارة جرى الحديث عن انتفاضة آل ازيرج عام 1952.

هذا وضم الوفد الرفاق عمار البياتي، وعلي كريم، وعبد الإله خميس وسعد ناموس ودري غالي.

********************************************************

إضاءة.. ١٤ نيسان .. يوم لا ينسى

 محمد عبد الرحمن

اليوم تمر الذكرى الـ ٧٦ لانعقاد مؤتمر السباع الخالد عام ١٩٤٨، حين التأم المؤتمر الأول لأول واعرق اتحاد طلابي لعموم العراق.

ففي مثل هذا اليوم احتشد الطلبة المنتخبون في ٥٢ كلية ومعهد ومدرسة في ساحة السباع ببغداد يحرسهم العمال والطلبة، بعد ان رفضت سلطات العهد الملكي السماح بانعقاد جلسة الافتتاح في احدى القاعات الجامعية، ثم واصل المؤتمر جلساته في كليتي الطب والهندسة، والتي فيها اعلن عن تأسيس اتحاد الطلبة العراقي العام. 

منذ بداية تكوينه وطريقه انعقاد مؤتمره الأول، شكل الاتحاد تحديا للسلطات الحكومية، وبقي كذلك حتى في الفترة التي تلت  ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨. فغداة انعقاد مؤتمره الثاني وتغيير اسمه الى اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية ، بدأت  الملاحقات والمضايقات والاعتقالات، حتى اكتمل المسلسل بانقلاب ٨ شباط الأسود ١٩٦٣. ولكن رغم كل المحن والصعوبات نهض الاتحاد من جديد، ولم يكن ذلك بمعزل عن النهوض الجديد للحزب الشيوعي العراقي بعد ما تعرض له على يد المجرمين والقتلة، وليس بمعزل ايضا عن دور الطلبة الشيوعيين واسهامهم الفاعل في قيادته، وفي عمل هيئاته ولجانه المختلفة، وإعادة  الدفء والحركة اليها  . 

وظلت هذه الروح الاقتحامية سمة مميزة للاتحاد على مدى تاريخه الحافل بالحيوية والنشاط والعمل في مختلف العهود والظروف، حتى اكثرها همجية وعنفا وقسوة.

وقد تطبّع بسجاياه وخصاله الآلاف الذي تخرجوا من مدرسته، وكان له التأثير الكبير على مسارهم اللاحق، وبضمنهم مناضلون كثر لعبوا أدوارا مهمة في الحركة الوطنية العراقية، وفي الحياة السياسية في بلادنا.

ففقد جمع الاتحاد على نحو سليم بين كونه منظمة اجتماعية مهنية ديمقراطية تتبنى وتدافع عن حقوق ومصالح الطلبة، وبين اهداف وتطلعات شعبنا. وسار على ذلك في عطائه ومساهماته المتميزة في هبات ووثبات وانتفاضات وثورات شعبنا، ومنها مساهمته في انتفاضة تشرين الأخيرة في أول أكتوبر٢٠١٩ .

ولابد من الإشارة أيضا الى ما نهضت به فروع الاتحاد، من جمعيات وروابط، في شتى بلدان العالم، من دعم واسناد لحملات التضامن مع الشعب العراقي وقواه الوطنية والديمقراطية، وتعرية للأنظمة الرجعية والدكتاتورية، وفضح للممارسات القمعية، فكانت بحق صوتا مدويا ينتصر لقضايا الشعب في الاستقلال والحرية والسلام والديمقراطية.

وكانت للاتحاد أيضا مواقفه المتميزة  في التضامن مع شعوب البلدان العربية وشعوب العالم، وتنظيمه فعاليات ونشاطات متنوعة في هذا الشأن.

وبفضل دوره المتميز، مهنيا وطلابيا ووطنيا وعلى الصعيد العالمي، احتل اتحاد الطلبة العام  مكانة مرموقة في الحركة الطلابية في المنطقة والعالم، وشغل لسنوات موقع  السكرتارية العامة لاتحاد الطلبة العالمي، كذلك نيابة رئاسة الاتحاد .  

وكم يشبه اليوم البارحة من ناحية ضيق السلطات الرسمية ذرعا بالاتحاد وتبرمها من نشاطاته، حيث عادت القرارات القراقوشية والملاحقات تطال أعضاء الاتحاد، وتحرمه من التواصل مع الطلبة في الجامعات والكليات والمدارس، فيما الطلبة احوج ما يكونون للاتحاد ومواقفه الواضحة وانحيازه لقضاياهم وثباته في الكفاح من اجلها، ومن اجل القضايا الوطنية الكبرى للشعب والوطن.

 وان القرارات ومبرراتها المنافية جميعا للديمقراطية جملة وتفصيلا، تلحق الأذى والضرر بالطلبة قبل غيرهم. وتتوجب الاشارة الى انه في الوقت الذي يُحرم فيه اتحاد الطلبة من حقه الطبيعي في العمل والنشاط، تعج الجامعات الرسمية منها والأهلية، بفعاليات “مرخص” لها وبعناوين معروفة التوجه والهوية. 

ويبقى اليقين راسخا بان اتحاد الطلبة العام ومناضليه سيجدون الف طريقة وطريقة للتواصل مع الطلبة وتبنّي مطالبهم ومساعدتهم على تجاوز ما يعانون، وفي تصحيح مسار العملية التربوية والتعليمية وتصويبها، وفي تفعيل مساهمة الطلبة في مسيرة شعبنا التواق الى الحرية والديمقراطية الحقة، والأمان والاستقرار المستند الى هيبة الدولة وقدرة مؤسساتها على انفاذ القانون على الجميع، وتوفير مستلزمات الحياة الكريمة بجوانبها المختلفة.   

 وسيبقى ١٤ نيسان حافزا ومعلما للصمود والتحدي والمواصلة.

**************************************************************************

الصفحة الثالثة

عين على الأحداث

مو غريبة عليهم!

أوردت بعض المصادر الإعلامية جرداً بعدد المواقع الأثرية والقطع مختلفة القيمة، التي سرقتها قوات التحالف بعد احتلالها للبلاد قبل 21 عاماً. وأشارت إلى أن 560 موقعاً أثرياً عراقياً في بابل وإيسن والحضر وأور وكالح، قد تم التلاعب بها وتدمير أجزاء منها وسرقة ما يربو على 600 ألف قطعة اثرية ثمينة. هذا وفي الوقت الذي يتذكر فيه الناس اللامبالاة التي واجهت بها القوات الأمريكية لصوص المتحف الوطني حينها، يطالبون الحكومة بالكشف وبشفافية عن الأمر، الذي يعد جريمة دولية، وتحريك دعوى جنائية عالمية حولها، تضمن لنا استعادة ما يمكن من ثروتنا الأثرية المهدورة.

إفتخروا بأوهامكم!

لم تستطع أية جامعة عراقية من دخول تصنيف شنغهاي لأفضل 10000 جامعة في العالم، بعد إن كانت جامعة بغداد في الموقع 1201 من هذا التصنيف في العام الماضي، فيما تخلفت جميع الجامعات الأربع التي سبق وقيّمها تصنيف التايمز لعام 2024، حيث تراجعت جامعة بغداد من الموقع 801 وجامعة بابل من الموقع 601 وجامعتي البصرة والمستنصرية من الموقع 1201، لتحل جميعها في الموقع 1501. هذا وتعّد حالة جامعاتنا وفق هذين التصنيفين المهمين عالمياً، كارثة حقيقية للتعليم العالي، تفضح ادعاءات “أولي الأمر” وتتطلب وقفة جدية ممن لازال في ضمائرهم حرص على مستقبل البلاد.

بقيمة سرقة واحدة!

أكدت لجنة الصحة النيابية على أن حجم الإنفاق الحكومي بقطاع الصحة قليل جداً، حيث تبلغ تخصيصات وزارة الصحة سنويا (8) مليار دينار، أي بمعدل (200) دولار فقط لكل مواطن. وأوضحت اللجنة بأن توفير خدمة صحية جيدة، تحتاج إلى مضاعفة التخصيص المالي وزيادة الملاكات الطبية التي لا يتجاوز عددها 600 ألف موظف، وخاصة الأطباء والكوادر التمريضية. هذا وإذ يعّد تلكؤ الحكومة في تنفيذ واجباتها في الرعاية الصحية مخالفة صريحة للمادة 31 أولاً من الدستور، يتندر الناس وهم يرون بأن احباط سرقة واحدة، كالتي حدثت مؤخراً في ديالى، سيكون كافياً لإنقاذ القطاع الصحي مالياً لعام كامل.

20 الف دينار تنقذ حياة مواطن!

وصفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، العراق كأحد أكثر البلدان تلوثاً بالألغام الأرضية والذخائر العنقودية في العالم، مشيرة إلى أن إحصاءات منظمة “يونيسيف” أكدت على أن الأطفال بشكل خاص معرضون لمخاطر مخلفات الحرب، التي سببت مقتل أو جرح 519 طفلاً بين عامي 2017 و2022. وحدد تقرير اللجنة البصرة كأكثر المحافظات المتأثرة بالمشكلة، حيث تحتوي على 1200 كيلومتر مربع من الأراضي الخطرة، تليها محافظة نينوى. هذا وتجدر الإشارة إلى أن خلاص 8 مليون عراقي يعيشون تحت خطر هذه المخلفات لا يكلف سوى 170 مليون دينار، وهو أمر يبدو صغيراً لاسيما مع استعداد العالم للمساعدة.

من لم يمت بالسيف!

بعد فاجعة دهس طلاب منطقة الهارثة في البصرة، افلتت طالبات متوسطة بدرة للبنات في محافظة واسط من الموت بإعجوبة بعد إن انهار جزء من سقف مدرستهم عليهم بسبب الإهمال الحكومي المزمن لملف إعمار المدارس وصيانتها، ناهيك عن الفشل الذي اتسمت به خطط بناء أكثر من 8 آلاف مدرسة جديدة أو تحويل الطينية والكرفانية منها إلى مدارس باشتراطات إنسانية. هذا وإذ يدرك الناس بأن الفساد هو السبب الأبرز لهذا الإهمال والفشل، يعربون عن شكوكهم من أن تعريض حياة أبنائهم للخطر، يستهدف ارغامهم على نقلهم لمدارس أهلية، غالباً ما تعود ملكيتها للصوص متنفذين.

************************************************************************

57 الف معمل معطل .. نقابيون: خطط «الاكتفاء الذاتي» تستهدف دعم المستثمرين والموردين وتتجاهل أوضاع العمال

بغداد – تبارك عبد المجيد

تحرص الحكومة على دعم القطاع الخاص لتحقيق “الاكتفاء الذاتي” من بعض المنتجات على حساب القطاع العام والأيدي العاملة فيه، وفي مقابل ذلك تنتظر وزارة الصناعة انتشال المصانع المتوقفة من قبل المستثمرين، من تقديم اية حلول تراعي فيها أوضاع العاملين في تلك المعامل.

وعملت وزارة الصناعة على تشكيل لجنة مختصة بإعادة تأهيل وتشغيل المعامل المتوقفة، التي يبلغ عددها 104 معامل، منها المعامل الخاصة بالسمنت.

ويضم العراق 18 معملا حكوميا لصناعة السمنت، موزعة بواقع 8 معامل في المحافظات الجنوبية و4 في الغربية و6 في نينوى، إضافة إلى 8 معامل أهلية.

مصانع قديمة ومتهالكة

تقول المتحدثة باسم وزارة الصناعة، ضحى الجبوري، أن “عددا من المصانع المتوقفة قديم ومتهالك، وبعضها انتهى عمره الافتراضي، ولا توجد فائدة من إعادة تأهيله”، مؤكدة أن وزارتها تسعى جاهدة لإعادة تأهيل بعض المصانع المتوقفة والمعطلة، وتم تجهيزها بخطوط إنتاجية جديدة، مثل مصنع إطارات بابل لسيارات الصالون وسيارات الحمل الخفيف والإطارات الزراعية، بالإضافة إلى تأهيل معمل أسمنت في القائم.

وبالحديث عن المصانع التي ترى الوزارة أنه لا توجد جدوى من إعادة تأهيلها، تؤكد الجبوري لـ”طريق الشعب”، أن الوزارة وجهت بأن تدخل هذه المعامل بشراكة مع القطاع الخاص، سواء كان قطاعاً محلياً أم عربياً أم أجنبياً، لكنها حددت شروطا لذلك منها “الخبرة والتخصص المطلوب وملاءمة المورد المالي، وان يتم طرحها للاستثمار من خلال المؤتمرات التي تقيمها وزارة الصناعة”.

وتشير الجبوري الى وزارة الصناعة تعتزم عقد مؤتمر للتعدين الشهر المقبل، وسيتم خلال المؤتمر طرح المعامل المتوقفة التي لا يوجد جدوى من إعادة تأهيلها للاستثمار، بهدف إنشاء مصانع جديدة وبخطوط إنتاجية حديثة وتكنولوجيا متطورة.

‏وعن انتاج مادة السمنت محليا، تشير الى أن “العراق ينتج أجود أنواع السمنت في المنطقة وبشهادة الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية”، مضيفة أن “أغلب معامل السمنت تحولت من منظومة النفط الأسود إلى الغاز، لأجل الحفاظ على البيئة، وهذا القرار سيشمل جميع المعامل”.

قطاع مهم

رئيس اتحاد الصناعات العراقي، عادل عكاب يعد القطاع الصناعي بأنه إحدى الركائز الرئيسة المكونة للاقتصاد الوطني، ومنها صناعة السمنت الرائدة، حيث تمتلك ارتباطات أمامية وخلفية مع باقي قطاعات الإنتاج في البلد.

ويقول عكاب لـ “طريق الشعب”، إنّ “الاهتمام بالصناعات المحلية يساهم في تشغيل ايدي عاملة عراقية، وبالتالي مكافحة البطالة، كما يحقق اكتفاء ذاتيا من السلع والمنتجات”، مشيرا الى أن “ما يقارب 57 ألف معمل مسجلة في الاتحاد اغلبها معامل معطلة وقديمة”، مؤكدا أهمية “تخفيض أجور الوقود المجهز للمصانع”.

ويضيف أن هناك زيادة ملحوظة في انتاج السمنت محليا، داعياً لأن تأخذ بقية الصناعات الصدى ذاته.

غياب الدعم

من جانب اخر، يشير رئيس النقابة العامة للبناء والأخشاب، ناصر عبد الجبار، إلى ان التحديات التي يواجه القطاع العام في صناعة السمنت في العراق، مؤشرا “وضعا صعبا” يعيشه العمال في هذا القطاع نتيجة لارتفاع الأسعار وتدهور الوضع المعيشي في ظل غياب الدعم الحكومي للقطاع العام، وتركيزها على المستثمرين.

ويضيف عبد الجبار لـ “طريق الشعب”، أن “المقاولين وأصحاب رؤوس الأموال هم المسيطرون على الوضع الحالي، والحكومة لا تدعم بشكل كافٍ توفير المواد الأولية للصناعات العامة، ما يؤثر سلباً على الإنتاج المحلي ويفتح الباب أمام المستوردين للسيطرة على السوق بأسعار مرتفعة”.

ويؤكد المتحدث “اننا نسمع بدعم الحكومة للقطاع العام، لكن الى الآن لم نرَ منه شيئاً”، مشددا على ضرورة أن تتحمل الحكومة مسؤولياتها، وتشتغل على توفير المواد الأولية للقطاع العام، لتعزيز الإنتاج المحلي وتحسين أوضاع العمال في هذا القطاع.

***********************************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

حول العلاقات العراقية التركية

اهتم العديد من الصحف والمواقع العالمية مؤخراً بالتطور الذي تشهده العلاقات العراقية التركية، على مختلف الاصعدة، والذي عكسته الزيارات الرسمية المتبادلة وعلى أعلى المستويات بين البلدين.

زيارة أردوغان في الميزان

فلصحيفة العربي الجديد الناطقة بالإنكليزية، كتبت يلينا جوستولي، مقالاً أشارت فيه إلى أن أبرز أهداف الزيارة المتوقعة أواسط هذا الشهر، يتمثل في سعي أنقرة لإضفاء الشرعية على عملية واسعة النطاق محتملة في شمال العراق ضد فصائل حزب العمال الكردستاني والتوصل لتسوية الخلافات التي تعيق ذلك والمتعلقة بالموارد المائية وصادرات النفط. واستشهدت جوستولي على استنتاجها بنجاح وفد تركي رفيع المستوى، كان قد زار بغداد الشهر الماضي، في اقناع حكومتها بفرض حظر على الحزب المذكور، واعتباره تهديدا أمنيا لكل من تركيا والعراق.

واضاف المقال بأن حكومة أردوغان ليست مستعدة لعملية سلام مع حزب العمال الكردستاني، الذي أدى القتال معه إلى مقتل 30-40 ألف شخص، والذي ما زال مستمراً رغم تغيير الحزب الكردي لنقاط انطلاق عملياته إلى الأراضي العراقية، وهو ما دفع وزير الدفاع للإعلان جهاراً عن خطة أنقرة لإنشاء مركز عمليات مشتركة مع بغداد.

مصالح واسعة

ونوّه المقال بوجود عدد من المصالح المشتركة بين البلدين، بما في ذلك الموارد المائية وصادرات النفط عبر خط أنابيب كركوك-جيهان، والموقع الذي تحتله تركيا كأحد الشركاء التجاريين الرئيسيين للعراق. كما إن من المرجح – حسب المقال - أن يتصدر إنشاء طريق تجاري بديل يربط دول الخليج العربي بتركيا ومن ثم أوروبا جدول الأعمال الاقتصادي خلال الزيارة، وهو ما عُرف باسم مشروع طريق التنمية او «طريق الحرير الجديد».

مشاكل كبيرة

ورغم ذلك فإن هناك مشاكل كبيرة بين البلدين تستدعي المعالجة، ومن أبرزها مسألة المياه الحيوية للغاية بالنسبة للعراق، لا سيما في ضوء المخاوف المتعلقة بتغير المناخ والنزوح المتزايد للسكان بسبب الجفاف. وترتبط المشكلة بسعي العراق إلى الحصول على حصة عادلة من المياه من نهري دجلة والفرات، بعد ان قامت تركيا ببناء العديد من السدود عليهما. كما إن هناك مسألة خط أنابيب النفط كركوك-جيهان، وهو أكبر خط أنابيب عراقي وحيوي للصادرات من إقليم كردستان، والذي تم إغلاقه منذ آذار من العام الماضي بعد حكم محكمة التحكيم الدولية، مما كلف إغلاقه العراق، ما بين 1 و12 مليار دولار.

تعنت مشوب بالود

وتوقعت الكاتبة ان لا يبدي أردوغان مرونة في مباحثاته مع مضيفيه فنقلت عن دبلومسي تركي قوله بأن من المهم بالنسبة لبغداد أن تستقبل الرئيس أردوغان أكثر من أن يقوم الرئيس أردوغان بنفسه بزيارة بغداد، التي عليها حسب تعبيره أن تقدم شيئاً حقاً، مستنتجة بأن ما تعنيه الزيارة لأنقرة السماح لها بالحصول على نوع من الأساس القانوني لعملياتها الجارية.

تداخل الأمن والاقتصاد

ولموقع معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، كتب ادريس اوكودوكو مقالاً حول الموضوع أكد فيه على سعي تركيا زج مشروع طريق التنمية في استراتيجيتها للقضاء على حزب العمال بالقوة المسلحة. وشدّد المقال على أن أنقرة تعمل على إقامة قواعد دائمة لها في الاراضي العراقية وإنشاء ممر أمني بطول 30 إلى 40 كيلومترا عبر حدود البلاد وتحقيق السيطرة الكاملة عليها، وفتح معبر حدودي جديد في المثلث التركي العراقي السوري، في محاولة لتجاوز إقليم كردستان.

التنافس على النفوذ

ووفق الكاتب فإن تفوق أنقرة في المنافسة مع طهران على النفوذ في البلاد، يعّد ايضاً من فقرات الإستراتيجية التركية، حيث تأمل الحصول على حصة كبيرة من الاستثمارات الأجنبية وإعادة إعمار البصرة والديوانية والنجف وكربلاء وبغداد والموصل وأربيل، وقطع الأراضي بين الأكراد العراقيين والسوريين، وخلق ركائز «مشروعة» في المنطقة لإقامة اتصال مباشر مع سكانها، المماثلين لها في القومية أو المذهب الديني، حسب تصورها. ورأى الكاتب بأن بقاء الخلاف بين الأحزاب الكردستانية مستعراً قد يخدم هذه المساعي بشكل ما.

*********************************************************************

الصفحة الرابعة

أخبار المحافظات

الأنبار

استمرت الصراعات الواضحة والمستترة بين المتنفذين حول تقاسم المناصب والغنائم الانتخابية، في ظل مواقف نفعية، ذات أبعاد شخصية وحزبية، فيما تعيش المحافظة أجواءً أمنية مستقرة عموماً، تشوبها خروقات من فلول داعش، التي طاردتها القوات الأمنية في عملية مهمة قبل فترة قصيرة غرب قضاء حديثة، وقيام المجموعات الإرهابية باغتيال شقيق أحد شيوخ المنطقة.

وتؤكد هذه الخروقات بشكل جلي، على التشخيص القائل بوجود خلايا نائمة، ربما تحميها بعض الجهات المتنفذة او تقوم بإستغلال هذه الجهات في تحركاتها. وقد ترافقت مع هذه الخروقات، بعض النزاعات العشائرية التي أشعلتها عودة عدد من عوائل المنتمين سابقاً لداعش إلى قرى المحافظة، والتي كانت تتطلب تمهيداً أمنياً وسياسياً كي يتم تجنب هذه النزاعات.

على الصعيد الاقتصادي مازال الكساد سائداً في الأسواق فيما تعاني الأغلبية من ضعف القدرة الشرائية جراء زيادة أسعار السلع والمواد الغذائية، والإزدياد المريع في معدلات الفقر، والذي ضاعف المعاناة، خاصة في شهر رمضان.

وكشفت موجة الأمطار تخلف الخدمات حيث غرق العديد من أحياء الرمادي والفلوجة، وغطت الأوحال شوارع هيت وحديثة، وأدت السيول إلى انقطاع الطرق وخروج عدد كبير من خزانات الصرف الصحي عن السيطرة، ملوثة بشكل كبير الأحياء السكنية، فافتضح الغش والفساد في عدد من مشاريع الإكساء والتعبيد المنجزة، وارتبك دوام المدارس، وتفاقمت معاناة الطلبة الذين لم يكتمل تدريسهم للمناهج حتى الآن، ناهيك عن ارتفاع عدد حوادث المرور، التي تسببت في مقتل 20 مواطناً مؤخراً.

البصـرة

وشهدت محافظة البصرة صراعاً سياسياً حاداً داخل مجلسها، حول إدارة المحافظة والمشاريع الاستثمارية والدوائر الاقتصادية التي تتابع التنفيذ، رغم أن هذا الصراع لم يثمر حتى الآن عن حل مشاكل الناس وفي مقدمتها أزمة الرعاية الصحية التي يعاني منها المواطنون، الذين باتوا يتحركون في مظاهرات واحتجاجات للمطالبة بحقوقهم المشروعة. كما يبدو أن بعض هذه الاحتجاجات راحت تُستغل في حسم الصراع، بحيث يتم قمعها او التخلي عنها حالما يحقق مستغلوها أهدافهم. ورغم مساعي بعض المتنفذين كسب ود الناخبين وتحسين صورتهم بين المواطنين، لاسيما بعد ما شهدته انتخابات مجالس المحافظات من عزوف ومقاطعة واسعة، الاّ أن الكثير من تلك المساعي بات مكشوفاً ولم تعّد المبررات والإدعاءات لتنطلي على الجمهور.

الزيارة الأخيرة لرئيس الحكومة للبصرة أثارت جدلاً واسعاً، لاسيما حفلات افتتاح العديد من المشاريع (كمعمل الحديد والصلب والمدينة الطبية في قضاء القرنة) التي سبق وكانت قد أُفتتحت في السابق وثبت فشلها بسبب الفساد وسوء الإدارة والتحديات التي تواجهها الصناعة الوطنية ومساعي البعض تخريبها لصالح باب الاستيراد المشرع على مصراعيه. كما كانت هناك أسباب اخرى للجدل منها غياب الحلول الحقيقية لمشاكل البطالة وسلم الرواتب وتوقف خطوط انتاجية في المصانع والمخلفات النفطية وحرق الغاز وغرق قضاء القرنة بسبب الأمطار الاخيرة والهيمنة العشائرية التي تعيق بعض الشركات من القيام بأعمالها، بسبب فرض إتاوات عليها.

كما كان عجز الحكومة عن معالجة مشاكل جامعة البصرة، سبباً اخر للجدل والانتقاد، حيث تعاني الجامعة من استغلال للمناصب ومن ابتزاز وهيمنة السلاح المنفلت على الكليات والمعاهد والمواقع الادارية، والفساد المالي والاخلاقي الذي أُفتضحت بعض صوره مؤخراً.

وفي الجانب الأمني، تتسع دائرة تجارة الاسلحة حتى صار بإمكان اي شخص الحصول على سلاح من خلال «كروبات» بيع وشراء الأسلحة والذخيرة دون ان تتحرك اي جهة أمنية لمنع ذلك، فيما تم الكشف عن شبكة لتجارة المخدرات، ذات صلة بقوى أمنية، إذ راحت الشبكة تروج لمخدر المارجونا وتدعي بأنه لا يسبب الإدمان.

وعلى الصعيد الخدمي، عانت البصرة وأقضيتها من مشاكل كبيرة، خاصة بعد موجات المطر التي حدثت، حيث شاهد الناس فشل مشاريع البنى التحتية سواء في إكساء الشوارع او قنوات الصرف الصحي وغيرها.

وعلى الصعيد الاقتصادي، يعاني الناس من ارتفاع في أسعار اللحوم والأسماك والبيض وبعض المواد الغذائية، في وقت لا تحرك فيه السلطات ساكناً لإيجاد حلول ومحاسبة المقصرين في مراقبة التسعيرة، خاصة في شهر رمضان.

هناك استغلال بشع للشغيلة من خلال تدني الأجور وتمديد اوقات العمل وفرض ضرائب مجحفة، لاسيما في شركة دايو الكورية، ولا يتم الالتزام بقانون العمل، الذي يحدد نسبة العمالة العراقية بما لا يقل عن 80 بالمائة، ويتم تشغيل الأيدي الاجنبية.

واخيراً، كانت هناك احتجاجات واسعة في مناطق مختلفة من المحافظة، ضد ارتفاع أسعار الوقود وأسعار المواد الغذائية والانشائية، ولمطالبة عمال البلدية بشمولهم بتعديل سلم الرواتب، وتظاهرات المهندسين مطالبين في فرص عمل مناسبة لاختصاصاتهم.

********************************************************************

اتهامات بتواطؤ أصحاب المحطات مع شركات مصرفية.. الدفع الإلكتروني.. عمولة البوزرجية تُدفع «كاش» أو عبر البطاقة

متابعة ـ طريق الشعب

عبّأ بلال مركبته بـ50 لترا من البنزين العادي في إحدى محطات تعبئة الوقود ببغداد، وقدّم لـ»البوزرجي» بطاقة الشحن ليستقطع مبلغ قيمة الوقود، فبادر عامل المحطة إلى سؤاله بلطف: هل يمكن أن يضيف 500 دينار عراقي على المبلع المستقطع؟ وافق السائق على ذلك.

في محطة الخلاني الحكومية، وسط العاصمة بغداد، اضطر مرتضى لأنْ ينتظر أكثر من خمس دقائق لإتمام عملية الاستقطاع من بطاقته، إذ أن «البوزرجي» الذي أخذ يلعن تلك الأجهزة كان قد جرّب اكثر من جهاز دفع الكتروني ولم تنجح المهمة إلا في ثالث جهاز.

وكان رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، قد وجه في (7 كانون الثاني الماضي) بتجنيب المواطنين أعباء مالية إضافية نتيجة العمولات، وذلك خلال اجتماع خُصص لمتابعة التحول المالي والاقتصادي إلى الدفع الإلكتروني، ونقاط البيع والتداول المالي بالبطاقات الإلكترونية (POS).

وباشرت شركة توزيع المنتجات النفطية، عملية تزويد المركبات بمادتي البنزين بنوعيه ( المحسن و السوبر) في بغداد وجميع المحافظات بالدفع الإلكتروني حصرا في 22 آذار الماضي، تمهيدا لشمول المنتجات النفطية كافة بهذه العملية.

اتهامات لمحطات التعبئة

يقول قاسم الحمداني (سائق من اهالي بعقوبة)، إنه تفاجأ عند ذهابه لمحطة اشنونا لتعبئة البنزين، برفض جهاز الدفع بطاقته الشخصية، ما اضطره للذهاب إلى كشك قريب لشراء بطاقة جديدة بـ10 الاف دينار.

ويضيف الحمداني لمراسل «طريق الشعب»، أن «جهاز الدفع لم يقبل سوى عدد محدود من البطاقات الشخصية. أما بقية البطاقات التي تعود لموظفين أو متقاعدين وغيرهم فانها تواجه بالرفض»، معربا عن استيائه من قبول الجهاز البطاقة التي يتم شراؤها من الكشك القريب فقط!».

ويلوّح السائق بوجود اتفاقات بين محطات تعبئة البنزين وبين شركات الدفع الإلكتروني التي تتحكم بعملية رفض أو قبول البطاقات».

ويشير الى ان أحد المواطنين كان يحمل بطاقة الكترونية تابعة لمصرف الرافدين، لم يتمكن من الدفع الالكتروني برغم محاولته لـ3 مرات، مشيرا الى ان «احد الموظفين في المحطة نصحه بشراء بطاقة جديدة من الشركة القريبة أو الحصول على بطاقة مصرفية جديدة، ما اضطر لشراء بطاقة الشركة القريبة من المحطة مجبرًا!».

ويتهم مرتضى عبد المنعم (سائق أجرة) الحكومة بأنها «تحاول استنزاف جيوب المواطنين، فليس من المعقول أنها تجهل وجود بطالة وفقر وشحة في فرص العمل»، مشيرا الى ان كثيرا من أجهزة قراءة البطاقات الذكية في محطات التعبئة لا تقرأ، ما يضطر السائقين للتأخر قليلا «دعما لعملية الدفع الالكتروني»!

ويؤكد عبد المنعم، انه تنازل عن تعبئة سيارته بالوقود المحسن، تجنبا للدفع الالكتروني: «كثيرا من أجهزة قراءة البطاقة تحمل اشارة ضعيفة، تضطر البوزرجي الى المحاولة أكثر من مرة ومع اكثر من جهاز لإتمام عملية الاستقطاع الإلكتروني»، مشيرا الى ان البوزرجي يخيّر السائق بين دفع عمولته كاش عبر ضمن المبلغ المستقطع من بطاقته.

تعطل أجهزة الدفع

وقالت دائرة المنتجات النفطية في محافظة ديالى، أن هناك تقارير تثبت تعطل أجهزة الدفع ورفض بطاقات الدفع الالكترونية في المحطات.

وأضافت، أن الشركة المسؤولة عن هذه المشكلة تدعى “أموال”، وقد تعاقدت مع شركة المنتجات النفطية والمصارف الحكومية، مشيرة الى اتخاذ «إجراءات من قبل الفرع المحلي للمنتجات النفطية لمعالجة هذه المشكلة وتقديم التسهيلات اللازمة للمواطنين، وتم إصدار توجيهات رسمية لاستقبال الحالات المرفوضة والتعامل معها بشكل فوري».

زيادة الوعي

يؤكد صالح رشيد، مهتم بالشأن المالي والمصرفي، إن موضوع الدفع الإلكتروني يمثل ظاهرة حضارية لا مجال للشك فيها، الا أن «العراق قد تأخر بشكل كبير في تطبيق هذه التقنية، حيث سبقته الدول المجاورة مثل إيران وتركيا والأردن والكويت ودول الخليج والسعودية بفارق زمني يمتد لعقد من الزمن».

ويضيف رشيد خلال حديثه مع «طريق الشعب»، أن استخدام التقنيات المالية الحديثة لا يزال يواجه العديد من التحديات في العراق، خاصة في ما يتعلق بالقضايا التقنية والمصرفية، مضيفا أن العراق «متخلف في ما يخص الدفع الإلكتروني، ويعاني من عدم السيطرة على تسرب الكتلة النقدية في السوق.

ويشير الى أن بداية تجربة الدفع الإلكتروني كانت في محطات الوقود في ديالى، حيث تم بناء كابينات في كل محطة لإدارة عملية الدفع الإلكتروني، مردفا أن هذا النظام يواجه بعض المشاكل، خاصة في ما يتعلق بتأخير عمليات التعبئة، حيث لا يملك الجميع بطاقات مصرفية، ومن لا يملك بطاقة يذهب لاستحصالها من الكابينات المتواجدة بالقرب من المحطة.

ويؤكد رشيد، ان «هناك عمولة تضاف الى المبلغ المستقطع عند كل عملية تعبئة، لمن واين تذهب؟»، مضيفا أنه «في بعض الاحيان لا يكفي المبلغ الموجود في البطاقة لاتمام عملية التعبئة، فيضطر المواطن للدفع الى البوزرجي».

ويشدد رشيد على ضرورة متابعة هذه الجهود يوميًا من قبل الجهات المعنية، بما في ذلك دائرة المنتجات النفطية والمواطنين والشركة العالمية للبطاقة الذكية، بالتعاون مع المصارف الحكومية والاهلية، لمعالجة أية مشكلات قد تحدث».

نسبة لـ»البوزرجية»!

يقول أحد «البوزرجية» في محطة تعبئة وقود أهلية للمواطن بلال أحمد، ان العمولة التي تضاف على المبلغ المستحق للاستقطاع عن قيمة الوقود المعبأ، تعطى «كاش» في نهاية وقت العمل اليومي لـ»البوزرجي» من قبل صاحب المحطة، وبالتالي فان ادعى هيئة توزيع المنتجات النفطية بعدم وجود عمولات او مبالغ اضافية مستقطعة غير صحيحة، كون «البوزرجية» لم يتقبلوا حتى الان التنازل عن تلك العمولة التي يستخدمون وسائل مختلفة لاجل استحصالها.

*********************************************************************

المخصصات الشهرية لم تُطلق منذ 5 أشهر.. دور الأيتام وكبار السن في الديوانية: الطعام تؤمّنه حملات الإغاثة!

متابعة ـ طريق الشعب

منذ خمسة أشهر يعتاش كبار السن في دار المسنين بمحافظة الديوانية على الحملات التطوعية والتبرعات، وذلك بسبب غياب التخصيصات المالية التي كانوا يعتمدون عليها لتوفير احتياجاتهم الأساسية والرعاية الصحية الضرورية.

ويرجع السبب الأبرز الى عدم ادراك وزارة المالية وجود تخصيصات مالية لدوائر فك الارتباط.

غياب التمويل

يقول ضياء المهجة، الصحفي من محافظة الديوانية، إنّ دار المسنين في المحافظة تضم أكثر من 40 شخصا، وأغلبهم يعانون أمراضا مزمنة، ما يجعلهم في حاجة ماسة إلى رعاية صحية واهتمام خاص.

ويضيف المهجة في حديث مع «طريق الشعب»، ان هناك أهمية في توفير المستلزمات الطبية والدوائية وضرورة الإسراع بإطلاق التخصيصات المالية الخاصة بالدار، مؤكدا ان «الأموال لم تصل إلى الدار منذ خمسة أشهر، بسبب قضايا إشكالية بين وزارتي المالية والعمل والشؤون الاجتماعية».

ويبين، أن «المسنين يعتمدون حاليًا على الحملات التطوعية والمساعدات الإنسانية من بعض المنظمات والمدارس الأهلية، بالإضافة إلى تبرعات بعض الأشخاص في المحافظة».

وينقل البهجة عن أحد كبار السن تأكيده أنهم «يعانون من نقص التمويل منذ خمسة أشهر، مما يؤثر على قدرتهم على شراء الغذاء والأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية»، مناشدا الجهات المعنية «ضرورة إيجاد الحلول المناسبة لإطلاق التخصيصات المالية لهم».

ينتظرون!

يقول مدير هيئة ذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين في الديوانية، سامر الجنابي إن «التخصيصات المالية توقفت منذ الشهر الأول من العام الجاري، وذلك بسبب عدم وصول الميزانية التشغيلية».

ويضيف الجنابي لمراسل «طريق الشعب»، أن «الهيئة تشمل عدة دوائر ايوائية، مثل دار الدولة لرعاية كبار السن ودار الدولة لرعاية البراعم ودار رعاية الزهور للفتيات»، مؤكدا ان «هذه الدوائر تعد من دوائر فك الارتباط التابعة للمحافظة، لكن تمويلها مركزيًا من قبل وزارة المالية».

ويشير الى أن «الميزانية التشغيلية القادمة من وزارة المالية تتضمن مصاريف الغذاء والوقود، وتصرف عادة في نهاية كل شهر، لكن هذه المرة لم تصرف لكافة المحافظات، ما يسبب إحراجا إداريًا، في ظل وجود حاجة ماسة لتوفير الطعام وبقية الاحتياجات اللازمة لكبار السن وللأيتام».

ويؤكد الجنابي، أنه «تم رفع كتاب للجهات المعنية، وتم التواصل مع وزيرة المالية من قبل وكيل وزير العمل، والتي أكدت عدم معرفتها بوجود تخصيصات مالية تعود لدوائر فك الارتباط»، مشيرا الى ان «رئيس الوزراء وجه بضرورة صرفها خلال نهاية الشهر الحالي».

مشاكل تأخر اطلاق التخصيصات

فيما تؤكد مدير دار المسنين، فيان المحنة، إن عدم وصول النفقات التشغيلية للدار سبّب مشاكل كثيرة في العمل، ونقصا كبيرا في المستلزمات الغذائية والطبية ووسائل النقل للمقيمين من كبار السن.

وتضيف لمراسل «طريق الشعب»، أنه «خلال الفترات السابقة تم الاعتماد على حملات جمع التبرعات التي نظمت من بعض الفرق التطوعية ومنظمات المجتمع المدني، ومنذ بداية شهر رمضان وهم يقيمون بشكل يومي مائدة إفطار كاملة في دار المسنين».

وتأمل المحنة أن «تتجاوب الجهات المختصة مع نداء الاستغاثة، وتطلق التخصيصات المالية بأسرع وقت».

************************************************************************

الصفحة الخامسة

بفعل التلوّث البيئي والحربي.. نينوى تتصدر المحافظات بمعدل الإصابات السرطانية

متابعة – طريق الشعب

بفعل تفاقم نسب التلوث البيئي وعدم وجود معالجات حقيقية للمخلفات الحربية وآثار الأسلحة الخطيرة التي سقطت على أراضي البلاد خلال الحروب، إضافة إلى ضعف الرعاية الصحية.. بفعل هذه الأسباب وغيرها لا تزال معدلات الإصابة بالأمراض السرطانية تتصاعد في معظم المحافظات العراقية، ما يجعل البلاد متصدرة بلدان المنطقة بهذا المرض الفتاك.

ويوم السبت 6 نيسان الجاري، أعلن وزير الصحة صالح الحسناوي أن “محافظة نينوى هي الأعلى نسبة في معدل الإصابات السرطانية، وليست البصرة كما يشاع”، مشيراً في بيان صحفي إلى أن “قانون الضمان الصحي يحتاج من 8 إلى 10 سنوات ليغطي جميع العراقيين، وأن المشاريع الاستراتيجية الصحية طويلة الأمد وبحاجة إلى وقت لإنجازها وتطبيقها”.

ولا يزال مشروع إعادة بناء مستشفى الأورام والطب النووي في أيمن الموصل، الذي تضرر بفعل الحرب على داعش، متلكئا. إذ يضطر معظم المصابين بالأمراض السرطانية إلى تلقي العلاج في مستشفيات كردستان وبقية المحافظات، بالرغم من كون صحة نينوى افتتحت عام 2018 موقعا بديلا للمستشفى في حي الوحدة بالجانب الأيسر من المدينة. 

وتباع علاجات السرطان بأسعار باهظة جدا، وبسبب عدم توفر الكثير منها في المراكز التخصصية الحكومية، يضطر المرضى إلى شراء غير المتوفر من الصيدليات الأهلية. لكن من لا يملك المال الكافي، سيظل يعاني تدهور حالته الصحية، وربما يفقد حياته!

ويعد مستشفى الأورام والطب النووي في الموصل أحد أهم المشاريع التخصصية بعلاج السرطان في العراق والمنطقة العربية. إذ يقدم ثلاثة أنواع من الخدمات، هي: العلاج الشعاعي، والعلاج الكيميائي والطب النووي (علاج الغدة الدرقية). لكن هذا المستشفى تضرر بفعل الحرب، وتمت المباشرة بإعادة بنائه بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وحتى الآن لم تتجاوز نسبة الإنجاز 40 في المائة – حسب ما تنقله وكالات أنباء عن مسؤولين في مجال الصحة. 

التلوث الحربي

المسؤول المحلي في نينوى محمود الجحيشي، يقول في حديث صحفي ان “التلوث الذي خلفته العمليات العسكرية ضد إرهاب داعش في نينوى بين عامي 2014 و2017، تسبب في تصاعد نسب الإصابات السرطانية”، مبينا في حديث صحفي أن “المشكلات الصحية والبيئية أصابت كل مدن البلاد، وأدت إلى زيادة معدلات السرطان، لكن نينوى نالت النصيب الأكبر من هذه الملوثات، بفعل الحرب الأخيرة”.

شح الأدوية

من جانبها، تقول عضو نقابة الأطباء العراقيين نهى الجنابي، ان “مرضى السرطان يعانون شح الأدوية وضعف العناية الطبية، وافتقار المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية إلى العلاج، ما يدفع أغلبهم إلى شراء الأدوية من الصيدليات، وهي باهظة الثمن”، مؤكدة في حديث صحفي أن “مئات المصابين بأمراض السرطان يغادرون إلى خارج العراق من أجل العلاج، والمشكلة أن المراكز الجديدة المتخصصة في علاج السرطان، والتي افتتحت أخيرا في مناطق متفرقة من البلاد، تفتقر إلى الدعم المادي الحكومي، ما يمنعها من تقديم خدمات جيدة للمرضى”.

وإلى جانب نينوى، تتصدر مدينتا البصرة والفلوجة مدن البلاد بأعداد المصابين بأمراض السرطان والتشوهات الخلقية لدى الرضّع. وتفيد تقارير رسمية وأخرى صادرة عن جهات إعلامية ومدنية محلية ودولية، بأن مخلفات الحروب والصناعات النفطية والتلوث الناتج عن المطامر الصحية تعدّ أسبابا أساسية لانتشار أمراض السرطان والتشوهات الخلقية.

ووفقا لتقارير صادرة عن وزارتَي الصحة والبيئة، فإن المعدل السنوي للإصابة بأمراض السرطان في العراق يبلغ 2500 حالة، لكن الواقع يشير إلى أكثر من ذلك بكثير، إذ إن عدد مرضى السرطان في المستشفيات كبير.

ولا تملك الجهات الرسميّة المتخصصة في البلاد، أرقاماً دقيقة لعدد مرضى السرطان، إلا أن بعض التقارير الدولية يتحدث عن أعداد مرتفعة. فعلى سبيل المثال، سجلت محافظة البصرة وحدها أكثر من ألف إصابة سرطانية في العام الماضي، بينما سجلت الفلوجة أرقاماً أعلى.

وبحسب المتحدث باسم وزارة الصحة سيف البدر، فإن “المجلس الأعلى للسرطان، المرتبط بوزارة الصحة، سيصدر نهاية العام الجاري إحصائية شاملة بعدد المصابين بمرض السرطان في العراق”، معتبرا في بيان صحفي أن “الارتفاع الحاصل في الإصابات يعود إلى ارتفاع عدد السكان الذي يتناسب طرديا مع الإصابات بالسرطان”.

**********************************************************************

المشخاب والمناذرة مطالبات بنصب جسور مشاة قرب المدارس

متابعة – طريق الشعب

يخشى الكثيرون من أولياء أمور التلاميذ والطلبة في قضاءي المشخاب والمناذرة في النجف، من تكرار فاجعة دهس التلاميذ التي حصلت أخيرا في البصرة، مع أبنائهم. فهناك مؤسسات تعليمية عديدة تقع على طرق سريعة، لا تتوفر فيها جسور لعبور المشاة. يقول المواطن علي سالم، وهو من أهالي المشخاب، أن “هناك مدارس في  القضاء تقع على شارع القادسية السريع، الذي تسلكه يوميا أعداد كبيرة من المركبات”، موضحا في حديث صحفي أن “المركبات تمر مسرعة، ولا توجد جسور لعبور المشاة، الأمر الذي يشكل خطورة كبيرة على الطلبة والتلاميذ”. ويطالب المواطن الحكومة المحلية بتوفير جسور مشاة، مع دوريات مرور تسهل عبور الطلبة الشارع، لافتا إلى أن حوادث مرورية كثيرة حصلت على شارع القادسية، ولم تحظَ بتغطيات إعلامية كما حدث في البصرة. من جانبه، يقول قائم مقام المشخاب عبد الخالق الميالي، أنه “تم تحديد 5 مواقع في مدينة المشخاب لإنشاء جسور مشاة، أبرزها أمام مدرستي النبوغ والإشراق”، مضيفا قوله أنه “وجهنا مديرية البلدية بإنشاء مطبات اصطناعية أمام المدارس. كما وجهنا مديرية حماية المنشآت بتوفير دوريات مرور أمام كل المدارس، لتسهيل مهمة عبور الطلبة”.

فيما يقول المواطن ياسر الشمري، وهو من أهالي المناذرة، أن “هناك إعدادية صناعة تقع على الشارع الرئيس الذي يربط بين القضاء ومركز مدينة النجف”، مشيرا في حديث صحفي إلى أن “المركبات تمر مسرعة على هذا الشارع، ولا تتوفر جسور مشاة لعبور الطلبة، ما يشكل خطورة على سلامتهم”. ويأمل الشمري من الجهات المعنية الإسراع في إنشاء جسور مشاة على هذا الطريق.

بدوره، يؤكد قائم مقام المناذرة اياد الزرفي، أنه “تم إدراج مشاريع لإنشاء جسور مشاة في الشوارع العامة لقضاء المناذرة، ضمن موازنة 2024، وسيتم تنفيذها عند الإقرار”.

*******************************************************************

المشروع متوقف منذ 4 شهور مدخل أبو دشير .. لماذا تأخير الانجاز؟

متابعة – طريق الشعب

يبدي سكان منطقة أبو دشير جنوبي بغداد، انزعاجهم من توقف العمل في مشروع المدخل الشمالي للمنطقة منذ أكثر من 4 شهور.

ويقول عدد من الأهالي في حديث صحفي، أن توقف المشروع تسبب في بقاء آثار أعمال الحفريات، ما حول مدخل المنطقة إلى مجمع للنفايات، بالرغم من أهميته. فهو يربط خط سريع بغداد – الحلة بمناطق أبو دشير والكفاءات وشارع 60. يقول المواطن عبد الله وسام، أنه “ليس هناك مبرر لإيقاف العمل في المشروع”، مطالبا دائرة بلدية الدورة ودائرة مشاريع العاصمة، بإكمال المشروع في أسرع وقت ممكن.وتنقل وكالات أنباء عن مصدر في بلدية الدورة قوله أنه “سنكمل المشروع خلال مدة قصيرة في الفترة المقبلة، فتقلبات الطقس أثرت علينا سلباً، حيث تسببت في إعاقة حركة العمل”، مضيفا أن “المشاريع تتوقف أحياناً بسبب نقص في بعض الآليات، فنقوم على إثر ذلك بترك العمل في منطقة ما، وإكمال العمل في منطقة أخرى”.

***************************************************************************

الطارمية لا تصمد تحت المطر!

متابعة – طريق الشعب

يشكو أهالي قضاء الطارمية شمالي بغداد، من غرق شوارعهم بعد كل موجة أمطار، ما يشل حركتهم ويوقف أعمالهم ويمنع وصول طلبتهم إلى المدارس.

ومطلع آذار الماضي، استأنفت فرق البلدية في الطارمية أعمال تأهيل الشارع العام بعد توقّف مؤقت بسبب خلاف على التصميم، في وقت وعدت فيه البلدية بتعويض التأخير في العمل من خلال إكمال المشروع قبل الفترة المحدّدة له.

وفي حديث صحفي، يقول عدد من الأهالي أن “الطارمية تعد من المناطق المنكوبة خدمياً”، مبينين أن مشروع مجاري المنطقة متوقف منذ 12 عاما، وشوارعهم لا تزال ترابية.

*********************************************************************

أهالي الثورة: متى يُستكمل مشروع تأهيل شارع الداخل؟!

متابعة – طريق الشعب

يراقب أهالي مدينة الثورة (الصدر)، باستغراب توقف أعمال تأهيل شارع الداخل، والتي باشرت بها دائرة المشاريع في أمانة بغداد قبل شهور.

فبسبب توقف المشروع باتت المركبات تواجه صعوبة في المرور عبر المنطقة، نظرا لتجمع المياه الآسنة في الحفر التي خلفها العمل.

وتشمل أعمال التأهيل الشارع الممتد من تقاطع الحمام إلى محطة وقود الداخل.

وبسبب توقف المشروع تحول مسار السيارات إلى شارع الفلاح المعبد. يقول سائق تكسي من أبناء المدينة، يُدعى عمار، أنه “لا نعرف لماذا توقف العمل في المشروع”، مشيرا إلى ان البلدية قامت بصب بعض الحفر والمطبات بمادة الاسمنت، ما جعلها أعلى من مستوى التبليط.

ويتابع قائلا ان “هذه المطبات تفاجئ السائقين أحيانا، فتضطرهم إلى إيقاف مركباتهم بسرعة، ما يسبب حوادث مرورية”، مضيفا أنه “مع أقل موجة أمطار تمتلئ الحفر بالمياه”. من جانبه، يرجع المتحدث باسم دائرة المشاريع مؤيد فاضل، توقف المشروع إلى عدم توفر التخصيصات المالية، وعدم تحديد الجهة المخولة بإتمام أعمال التأهيل، فيما إذا كانت دائرة المشاريع أم بلديات مدينة الصدر.

****************************************************************************

اكول.. الدفع الالكتروني عبء جديد!

عامر عبود الشيخ علي

أضاف نظام الدفع الالكتروني الذي جرى تطبيقه أخيرا في محطات تعبئة الوقود الحكومية والأهلية، عبئا جديدا على المواطن، بالرغم من كونه ظاهرة حضارية موجودة في معظم بلدان العالم. إذ يشكو سائقو مركبات، باستمرار، من رفض أجهزة الدفع في المحطات بطاقاتهم الصادرة عن مصرفي الرافدين والرشيد، والخاصة برواتب الموظفين والمتقاعدين (ماستر كارد). ويؤكد المشتكون أن بطاقاتهم مفعلة وتحتوي على رصيد مالي وتعمل بصورة طبيعية. فيما يلفتون إلى انهم يُجبرون على شراء بطاقات أخرى جديدة، صادرة عن شركات أهلية وتباع في أكشاك موجودة داخل المحطات بسعر 10 آلاف دينار للبطاقة الواحدة. وهذه تعمل بشكل طبيعي على جهاز الدفع التابع للمحطة!

المشكلة الأخرى في نظام الدفع الالكتروني، هي انه لم يلغ العمولة التي كان يدفعها السائق لعامل المحطة عند تزويد مركبته بالوقود. فحينما يكون مبلغ الوقود، مثلا، 9750 دينارا، يقوم عامل المحطة بوضع البطاقة في الجهاز ويستقطع 10 آلاف دينار! أما الشركة الأهلية، فهي في كل مرة تشحن البطاقة بالرصيد، تستقطع عمولة إضافية، الأمر الذي يستنزف جيب المواطن ويضيف عبئا ماليا إلى أعبائه المعيشة الأخرى، في ظل الغلاء وقلة الرواتب وغياب فرص العمل.

نقول، يتوجب على الجهات المسؤولة عن أجهزة الدفع الالكتروني في محطات الوقود، متابعة هذه المشكلة ومعالجتها. ويتطلب منها أيضا ربط تلك الأجهزة بماكينات تعبئة الوقود مباشرة، كي تستقطع المبلغ المطلوب بشكل أوتوماتيكي دون تدخل من عامل المحطة. وهذا ليس بالأمر الصعب.. ارحمونا يرحمكم الله!

*************************************************************************

حي سكني غربي بغداد لا شبكة كهرباء ولا تبليط!

متابعة – طريق الشعب

يعاني سكان “حي الـ 3 آلاف” في منطقة خرنابات غربي بغداد، من نقص في أعمدة ومحولات الكهرباء، إضافة إلى عدم تعبيد طرقهم منذ إنشاء منطقتهم المجاورة لخط سريع أبو غريب.

ويقول عدد من السكان في حديث صحفي، ان الحي بلا شبكة كهرباء منذ تأسيسه، مبينين في حديث صحفي انهم يعتمدون على أنفسهم في تزويد منازلهم بالكهرباء. إذ يسحبون كيبلات ويمررونها عبر المنازل بصورة غير نظامية، بسبب عدم توفر أعمدة. ويشير السكان إلى أن شوارعهم غير معبدة، وانه خلال فترة الانتخابات جاء أحد المرشحين وكسا الشوارع بمادة “السبيس”، بتمويل شخصي.

من جانبه، يقول مسؤول قسم صيانة كهرباء منطقة الزيتون اياد عايد، أن “هذا الحي جديد وتم توزيعه كملحق تابع لمنطقة خرنابات، وقد تم الاتفاق مع دائرتنا على نصب محولتي كهرباء في الحي كمرحلة أولى”.  

ويضيف في حديث صحفي قائلا أنه “أجرينا الكشف المطلوب، ورفعنا كتبا رسمية إلى الجهات المعنية. وحاليا ننتظر التخصيص المالي لتوفير محولات للحي”.

***************************************************************************

مدير تربية ميسان: أعداد كبيرة من مدارسنا متهالكة

متابعة – طريق الشعب

قال مدير تربية ميسان جواد الصكري، أن هناك أعدادا كبيرة من الأبنية المدرسية في المحافظة، متهالكة، بعضها شيّد قبل أكثر من نصف قرن، مؤكدا في حديث صحفي أن هناك حاجة ماسة لإنشاء أبنية جديدة سنويا، مع إعادة هدم وبناء المدارس القديمة المتهالكة التي تشكل خطرا على الطلبة.

وأوضح أن دائرته رممت بالتنسيق مع الحكومتين المحلية والاتحادية، 130 مدرسة خلال العام الحالي، وأدخلت 40 بناية مدرسية ضمن مشاريع تنمية الأقاليم لهذا العام، مستدركا “لكن تلك الأعداد من الأبنية الجديدة والأخرى التي تم ترميمها، لا تسد حاجة المحافظة، نتيجة كثرة أعداد الأبنية المتهالكة”.

*****************************************************************************

مواساة

  • تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف الرفيق والمناضل والشخصية الوطنية عدنان الواعظ، الذي توفي بعد صراع مرير مع مرض عضال.

والفقيد من اوائل الشيوعيين في النجف. وقد واكب سياسة الحزب، وكان من اوائل الداعمين لفعاليات الحزب في النجف وبغداد.

له الذكر الطيب ولأهله ورفاقه الصبر والسلوان.

**************************************************************************

الصفحة السادسة

اكثر 33 الف شهيد و76 ألف مصاب منذ 7 تشرين الأول.. ضجيج الاشتباك الإيراني ـ الإسرائيلي يحرف الأنظار عن العدوان المستمر على غزة

بغداد ـ طريق الشعب

في ظل التصعيد الخطر بين إيران وإسرائيل، والترجيحات بشن الأولى ضربة «انتقامية» على الكيان الصهيوني، ردا على استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق، يبقى سكان قطاع غزة يعانون الجوع والعطش والقتل المستمر في ظل إمعان آلة القتل الصهيونية في جرائمها.

وخلال 189 يوما للحرب على غزة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم الإسرائيلي إلى 33 ألفاً و634 شهيدا و76 ألفاً و214 مصاباً، منذ 7 تشرين الاول الماضي.

وأضافت الوزارة، انه «ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم».

الكيان يمعن في جرائمه

وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فوراً، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب «إبادة جماعية».

وحذّرت إسرائيل إيران، امس السبت، من «تبعات خيار تصعيد الوضع» في المنطقة التي تتوجّه إليها تعزيزات عسكرية أميركية؛ تحسّبا لأي ردّ انتقامي على تدمير القنصلية الإيرانية في دمشق، بعد أكثر من 6 أشهر من اندلاع الحرب على غزة.

وتتزايد المخاوف من اتّساع رقعة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة على الصعيد الإقليمي، في حين ما زال الوسطاء القطريون والمصريون والأميركيون بانتظار ردّ كلّ من حماس وإسرائيل على مقترحهم الأخير للتهدئة.

وفيما باتت إسرائيل في حالة تأهّب قصوى تحسبا لردّ انتقامي، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هغاري في بيان أمس، إن «إيران ستتحمل تبعات خيار تصعيد الوضع بشكل أكبر».

وصرّح: «عزّزنا جاهزيتنا لحماية إسرائيل من هجوم إيراني جديد. ونحن بدورنا مستعدّون للردّ».

وهددت إيران بالردّ على الضربة التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من نيسان، وأدت إلى مقتل سبعة من عناصر الحرس الثوري بينهم ضابطان رفيعا المستوى.

وعبّر اللواء يحيى رحيم صفوي، كبير مستشاري قائد الثورة الإسلامية، عن ارتياحه لأن إسرائيل «تشعر بالهلع» من «انتقام وصفعة إيران المرتقبة» ردّا على قصف القنصلية الإيرانية في دمشق.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (إرنا) عن اللواء صفوي، قوله: إن «الصهاينة يعيشون في حالة رعب منذ أسبوع وأعلنوا الاستنفار، وأوقفوا هجومهم المرتقب على رفح؛ لأنهم لا يعرفون ماذا تريد إيران أن تفعله، ومتى وكيف سيكون ردها، ولذلك؛ فإن الخوف يلف الكيان الصهيوني وحُماته».

وأضاف صفوي الذي كان يتحدث في مراسيم تأبين في اليوم السابع لمقتل اللواء محمد رضا زاهدي في قصف القنصلية الإيرانية، أن «هذه الحرب النفسية والسياسية والإعلامية هي أشد رعبا للصهاينة من الحرب نفسها، وقد أجبرت قسما منهم على الهروب، وقسما آخر على النزول إلى الملاجئ في كل ليلة؛ لأنهم يخافون من الهجوم الإيراني».

تعزيزات أمريكية

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية في واشنطن: «نرسل تعزيزات إلى المنطقة لدعم جهود الردع الإقليمي، وتعزيز حماية القوّات الأميركية».

وتوقع الرئيس الأميركي، أن تضرب طهران قريباً.

وقال جو بايدن: «لا أريد الخوض في معلومات سرية، لكني أتوقع (أن تحصل الضربة) عاجلا وليس آجلا». ولكنه دعا طهران إلى الامتناع عن ذلك.

وفي هذا السياق، أوفد الرئيس الأمريكي قائد القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) الجنرال إريك كوريلا إلى إسرائيل الخميس، للقاء مسؤولين عسكريين.

والسبت، أعلنت هولندا غلق سفارتها في إيران وقنصليتها في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق «على سبيل الاحتياط». وبالأمس، أعلنت الخطوط الجوية الألمانية «لوفتهانزا» وشركة الطيران النمساوية «أوستريان إيرلاينز» التابعة لها تعليق الرحلات من طهران وإليها حتّى يوم الخميس 18 نيسان/أبريل.

100 صاروخ كروز للهجوم المحتمل

وأفاد مسؤولان أمريكيان بأن إيران أعدت أكثر من 100 صاروخ كروز لاستخدامها المحتمل في ضربة ضد إسرائيل.

وقال ثلاثة مسؤولين أميركيين أن «إيران جهزت الأسبوع الماضي عدداً كبيراً من الصواريخ لضربة محتملة على إسرائيل» وفقا لشبكة إيه بي سي نيوز التي نقلت عن اثنين منهم قولهما إن عدد الصواريخ يتجاوز الـ 100.

وفي وقت سابق، أكد المتحدث مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، أن «تهديد إيران المحتمل، حقيقي وموثوق».

عدوان وسط القطاع

وفي ظل انتظار الردّ على مقترح الهدنة الأخير، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي بلا هوادة عدوانه على قطاع غزة المحاصر الذي يهدد الجوع سكانه البالغ عددهم 2.4 مليون، بحسب تحذيرات الأمم المتحدة.

وبعد انسحاب قوّات الاحتلال الإسرائيلية من خان يونس (الجنوب) قبل أسبوع، أعلن الاحتلال أنه يواصل عملياته ضدّ حركة وسط قطاع غزة.

وفي مدينة دير البلح، أظهر تسجيل مصوّر لوكالة فرانس برس أكواما من الركام، بينها أنقاض مسجد. وقد أمر جيش الاحتلال الإسرائيلي بإخلاء المنطقة، بحسب ما قال محمد عادل ثابت من مخيّم النصيرات.

وأضاف، «وبعدما أخلينا المنطقة بربع ساعة، تم نسفها بالكامل» وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي السبت عن قصف أكثر من «ثلاثين هدفا» في غزة خلال اليوم السابق.

ومنذ أشهر، تحضّ وكالات إغاثة وحكومات أجنبية، بما في ذلك الولايات المتحدة، إسرائيل، على فتح طرق إمداد مباشرة إلى شمال قطاع غزة، حيث الأزمة الإنسانية أكثر حدة.

وقال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني عبر منصة إكس، إن «الزيادة في المساعدات ليست ملموسة بعد».

وأضاف «يجب أن تكون المساعدات قادرة على الوصول بأمان إلى جميع المحتاجين إليها»، داعيا إسرائيل إلى «رفع» القيود المفروضة على موظفي وكالته للسماح لهم بالوصول إلى شمال غزة.

وأعرب البابا فرنسيس، الجمعة، عن «حزنه» بسبب «الصراع في فلسطين وإسرائيل» وذلك في رسالة وجّهها بمناسبة نهاية شهر رمضان.

وقال البابا: «ليتوقف إطلاق النار فورا في قطاع غزة حيث تحدث كارثة إنسانية، ولتصل المساعدات إلى السكان الفلسطينيين الذين يتألمون بضراوة، وليطلق سراح الرهائن الذين خطفوا في تشرين الأول/أكتوبر». وتطرّق البابا في رسالته إلى «سوريا المعذّبة ولبنان وكل الشرق الأوسط».

**************************************************************************

آثار تعويم الجنيه على المصريين

القاهرة ـ وكالات

سلط تقرير «حلول للسياسات البديلة» الضوء على أثر ارتفاع أسعار الأغذية على الأسر الفقيرة في مصر، حيث يمثل الغذاء السواد الأعظم من مجموع استهلاكها، وبالتالي فإن له تأثيرا مباشرا في صحة وسلامة أفرادها نتيجة اضطرارهم لتغيير أنماط إنفاقهم.

ومنذ بدء تحرير سعر الصرف نهاية عام 2016 اتجهت الحكومة المصرية إلى تقليص دعم السلع الغذائية بشكل كبير على الرغم من زيادة القيمة الاسمية له في الموازنة العامة الجديدة، إلا أنه تراجع كنسبة من الإنفاق العام والناتج المحلي الإجمالي.

خصصت الحكومة المصرية في الموازنة المقبلة 2023-2024 حوالي 529.7 مليار جنيه لمنظومة الدعم، أي ما يعادل 17.7 في المائة من حجم الإنفاق الحكومي فقط مقارنة بتخصيص 201 مليار جنيه في موازنة 2016-2017 أي ما يعادل 26.8 في المائة من حجم الإنفاق العام.

بالتالي فإن الإنفاق الحكومي على الدعم تراجع من 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي عام 2016-2017 إلى 4.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في الموازنة الحالية.

ورغم أهمية الدعم السلعي في خفض معدلات الفقر عن طريق توفير المنتجات الأساسية بأسعار مناسبة في ظل ارتفاع معدلات التضخم بشكل مستمر، فإن ما تحصل عليه الأسرة من دعم للسلع الغذائية لا يتجاوز الـ 7.4 بالمئة من إجمالي استهلاكها الغذائي، بحسب التقرير الصادر عن الجامعة الأمريكية بالقاهرة.

وتوفر الحكومة المصرية 23 مليون بطاقة تموينية يستفيد منها 64 مليون مواطن، إلا أن قيمة الدعم عليها زهيدة لا تزيد على الـ 50 جنيها شهريّا لكل فرد، ولم تشهد أي زيادة منذ عام 2017 رغم ارتفاع معدلات التضخم أكثر من 500 في المائة منذ ذلك الوقت.

ويرى الباحثون في التقرير، أن من الضروري زيادة المبالغ المخصصة للبطاقات التموينية والاستمرار في تقديم الدعم السلعي لأنه يوفر الحد الأدنى من الأمن الغذائي في ظل ارتفاع نسب الفقر لتبلغ 35.7 بالمئة، بإجمالي 37.05 مليون مواطن عام 2023.

ويشير التقرير إلى أرقام صادمة بخصوص أثر صدمة الأسعار على الفقراء فقد تسببت في توقف 84 في المائة من الأسر عن سداد الديون، فيما لجأت 47 في المائة إلى تناول بدائل غذائية أقل تكلفة وتقليلها، و43 في المائة من الأسر خفضت الإنفاق على التعليم.

**************************************************************************

بين التضامن والتواطؤ.. غزة في ثلاثة بلدان أوربية

رشيد غويلب

ما تزال حرب الإبادة التي تمارسها إسرائيل موضوع الساعة، ليس في منطقة الشرق الأوسط فقط، بل في جميع انحاء العالم تقريبا. في التقرير سنستعرض، بتكثيف شديد ثلاثة أحداث رئيسية في هولندا، إسبانيا وألمانيا.

المانيا في قفص الاتهام

في يومي 8 – 9 نيسان بدأت محكمة العدل الدولية في مدينة لاهاي الهولندية جلسات استماع الدعوة التي أقامتها نيكاراغوا ضد المانيا، بتهمة المساعدة في حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل ضد سكان غزة.

ومن المتوقع أن تستمر المرافعات في الدعوة سنوات، لهذا طلبت نيكاراغوا من المحكمة، بسبب الوضع الكارثي في قطاع غزة، إصدار أوامر مؤقتة. ومن المتوقع صدور قرار المحكمة في غضون عشرة أيام تقريبًا.

وعلى النقيض من الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بشأن ممارسة الإبادة الجماعية، تشير نيكاراغوا أيضًا، إلى عدم التزام ألمانيا باتفاقيات جنيف لعام 1949 وبروتوكولاتها الإضافية.

وتتهم نيكاراغوا ألمانيا بعدم مراعاة القواعد الملزمة في القانون الدولي و»تقديم المساعدة أو الوقوف إلى جانب الحفاظ على نظام الفصل العنصري الإسرائيلي غير القانوني» وبالتالي حرمان الشعب الفلسطيني من حقه في تقرير المصير.

وتعتبر ألمانيا هدفا أسهل من الولايات المتحدة الامريكية، لأنها أقرت بالولاية القضائية الكاملة لمحكمة العدل الدولية. في حين تشترط الولايات المتحدة موافقتها المسبقة وفق الحالة المعينة.

وأوضح المحامي والدبلوماسي كارلوس خوسيه أرغويلو غوميز وكيل المدعي (حكومة نيكاراغوا)، أن ألمانيا انتهكت التزامها بالقانون الدولي، والذي بموجبه تلتزم الدول فعل كل ما في وسعها لضمان احترام معاييره الأساسية ومنع عدم الامتثال لها.

ولذلك تدعو نيكاراغوا محكمة العدل الدولية إلى أمر ألمانيا بوقف مساعداتها لإسرائيل، ولا سيما المساعدات العسكرية، بما في ذلك توريد الأسلحة «التي تُستخدم أو يمكن استخدامها في انتهاك اتفاقية الإبادة الجماعية، أو القانون الإنساني الدولي أو غيرها من القواعد العامة الملزمة».

بالإضافة إلى ذلك، ينبغي إصدار تعليمات لألمانيا الاتحادية بعدم الاستمرار في حرمان وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط، «المنظمة الوحيدة القادرة على تقديم المساعدات الإنسانية في غزة، من التمويل والمساعدات الإنسانية». وقال أرغويلو: «إنها فرصة للقيام بذلك لمواصلة العمل بما يتماشى مع تفويضها».

الرد الألماني أعاد فكرة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وان 80 في المائة من الأسلحة المصدرة إلى إسرائيل تمت الموافقة عليها قبل بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة، وجزء كبير من الصادرات لا يمكن استخدامه لأغراض عسكرية.

وقد اجتذبت الدعوى القضائية التي رفعتها نيكاراغوا ضد ألمانيا اهتماما دوليا. وقد تم بث بعض جلسات الاستماع في الدول العربية مباشرة عبر وسائل الإعلام.

استبعاد إسرائيل من الألعاب الأولمبية

قدم تحالف سومار اليساري، بزعامة نائبة رئيس الوزراء ووزيرة العمل الاسبانية الشيوعية يولندا دياز، مشروع قانون في البرلمان الخميس الفائت طالب فيه الحكومة بحث اللجنة الأولمبية الدولية على استبعاد إسرائيل من الألعاب الأولمبية والبارا أولمبية المقبلة في باريس بسبب حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل في غزة. ويعد رئيس الوزراء الاسباني سانشيز، الصوت الأكثر انتقادا لإسرائيل داخل الاتحاد الأوروبي منذ بداية الصراع في غزة، إذ يستمر في المطالبة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.

ودعا النائب ناهويل غونساليس عن تحالف سومار اللجنة الأولمبية الدولية، التي سمحت للرياضيين الروس بالمشاركة في أولمبياد باريس بصفة محايدة فقط، إلى تطبيق نفس المعايير على إسرائيل.

وفي شباط الفائت، طلب حوالي ثلاثين نائبا يساريا وناشطا بيئيا فرنسيا أيضا، من اللجنة الأولمبية الدولية أن يشارك الرياضيون الإسرائيليون تحت علم محايد في الألعاب الأولمبية لمعاقبة إسرائيل على «جرائم الحرب» التي ارتكبتها في غزة.

الشرطة الألمانية تنهي «مؤتمر فلسطين»

بعد حملة استمرت شهرا ضد المنظمين ومضمون «مؤتمر فلسطين»، الذي دعت اليه مجموعات التضامن مع الشعب الفلسطيني. افتتح المؤتمر بعد ظهر الجمعة في برلين. ونشرت الحكومة 900 شرطيا، ولم تفتح قاعة المؤتمر، إلا في وقت متأخر، وباشتراط مشاركة 250 مشاركًا كحد اعلى. وبقي عدد من أفراد الشرطة داخل المبنى. واعتبرت الشرطة الفعالية التي تجري في قاعة مغلقة “تظاهرة” وأصدرت التوجيهات بهذا الخصوص. وفي الساعة 5:24 مساءً، قامت الشرطة بتفريق «التظاهرة» الوهمية، دون ان تقدم تفسيرا لذلك. وأعلنت وزيرة الداخلية نانسي فيزر، الجمعة، أنها ستتخذ «إجراءات فورية وصارمة» بشأن الممارسات التي يعاقب عليها القانون.

وكان المؤتمر قد افتتح، بعد مرور ساعات على موعده المعلن بتصفيق مدو، على ان يستمر لثلاثة أيام تحت شعار «نحن نتهم!»، وتم البدء بمناقشة التنديد بالمسؤولية الألمانية المشتركة عن الكارثة الإنسانية التي تسببت بها الحكومة الإسرائيلية في قطاع غزة. وبعد وقت قصير، وخلال محاضرة عبر دائرة تلفزيونية للكاتب الفلسطيني البالغ من العمر 84 عامًا سلمان أبو ستة، فرضت الشرطة إيقاف المحاضرة وقطعت الكهرباء. وبعد إعادة التيار الكهربائي، منعت الشرطة البث المباشر.

***************************************************************************

الاحتلال يجدد قصف مدارس «الأونروا»

غزة ـ وكالات

تعرضت مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» وسط قطاع غزة، أمس السبت، لقصف إسرائيلي للمرة الثانية خلال ساعات.

وقصف جيش الاحتلال السبت، مدرسة تابعة لـ»الأونروا» تؤوي نازحين في مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة، ما أدى إلى إحداث أضرار بالغة في المدرسة، دون الحديث عن وقوع إصابات.

وهذا القصف الإسرائيلي الثاني الذي تتعرض له المدرسة التي تحمل اسم «المخيم الجديد الابتدائية المشتركة»، خلال أقل من 24 ساعة.

ومساء الجمعة، أعلن الدفاع المدني في غزة سقوط عدد من الشهداء والجرحى عقب استهداف المدفعية الاسرائيلية المدرسة نفسها بمخيم النصيرات.

ويواصل الاحتلال عدوانه على قطاع غزة لليوم الـ 190 على التوالي، وسط استمرار المجازر في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على الفلسطينيين.

وذكرت وزارة الصحة في قطاع غزة أنه وصل إلى المستشفيات جراء المجازر الجديدة، 52 شهيدا و95 إصابة، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وأشارت الوزارة إلى أن حصيلة العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى 33 ألفا و686 شهيدا، و76 ألف و309 إصابات، منذ أكتوبر الماضي.

*******************************************************************

 55 مليون انسان يهددهم الجوع في افريقيا

متابعة ـ طريق الشعب

حذرت وكالات أممية من مواجهة 55 مليون شخص خطر الجوع غرب ووسط أفريقيا، جراء التحديات الاقتصادية كارتفاع أسعار الحبوب والمنتجات الغذائية عالميا، الأمر الذي يساهم في تأجيج أزمة غذاء بالمنطقة.

فقالت كل من برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) - في بيان مشترك إن 55 مليون شخص غرب ووسط أفريقيا سيكافحون من أجل توفير طعام خلال الأشهر المقبلة.

وأوضح البيان أن من بين الدول الأكثر تضررا نيجيريا وغانا وسيراليون ومالي، ومن المرجح أن يعاني سكان المناطق الشمالية لهذه البلدان من جوع «كارثي» مشيرا إلى أن عدد الذين يواجهون الجوع خلال موسم الجفاف الممتد من يونيو/حزيران إلى أغسطس/آب قد تضاعف 4 مرات خلال السنوات الخمس الماضية. وأكد بيان الوكالات الثلاث أن الأزمة تتفاقم مدفوعة بالتحديات الاقتصادية من تضخم وانخفاض معدلات الإنتاج متجاوزة بذلك تأثير الصراعات على وفرة الغذاء، داعيا لتعزيز جهود التعاون الحكومي والخاص لضمان حق الإنسان الأساسي في «الغذاء للجميع».

وفي حين قالت مارغوت فاندرفيلدن القائم بأعمال المدير الإقليمي لغرب أفريقيا في برنامج الأغذية العالمي إن «الوقت قد حان وقت لمنع الوضع من الخروج عن نطاق السيطرة» رأى منسق غرب القارة في اليونيسيف بوجوب « تعزيز سياسات تنويع إنتاج الغذاء محليا للاستجابة لانعدام الأمن الغذائي».

وبحسب الوكالات الأممية، فإن 8 من كل 10 أطفال تتراوح أعمارهم بين 6 و23 شهرًا لا يستهلكون الحد الأدنى من الغذاء المطلوب للنمو، وأن قرابة 16.7 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد وأكثر من اثنتين من كل 3 أسر غير قادرة على تحمل تكاليف نظام غذائي صحي.

**********************************************************************

الصفحة السابعة

في ذكرى ميلاد الحزب الشيوعي العراقي.. قصائد للوطن والحزب والناس.. ( الى حزب الكادحين في ذكراه الخالدة )

أحلام الزيدي

شمرّ ياحزب

ذرعانك اهواي

بعون الله

ابد ماينثلم

باسك !

تظل عالي

وشامخ ...

دوم مرفوع

وأعلى الروس

يامهوال ...

ظل راسك !

فض اللعب

يالاعب الأجيال

وهذا الملعب

وتوهّ ...

إبتده داسك !

وأبد ماضاع

حبك ...

بين الضلوع

شموع إحنه

وننور ...

ليل حراسك !

اليوم اجتمعوا

وكلهم معيدين

وأحلى الناس

يا بو الناس

أهم ناسك !

وكل عام

ونگلك انت

أبو الخير

الكل يشرب

نخب ياحزب

من كاسك !

*******************************************************************************

معنى ان يكون للشيوعيين عيدٌ

ياسين النصير

منذ أن تلمست أقدامنا هذه الأرض، عرفنا أن ما ينبت فيها خير مما ينبت في الأهواء والرغبات، وأن للكلمات جذورا، كما لها جذوعا وأغصانا مثمرة، وأن المسيرة نحو افق الحداثة لايمر بطرق مستوية، وان السجون مقترنة دائمًا بقلاع السلطة، لذا لم يكن الحزب الشيوعي مجرد نبات طارئ، ولد صدفة في هذه الأرض، بقدر ما كان حقيقة هذه الأرض وجذرها وجذعها واغصانها المثمرة، ثم كان صدقها في النضال، وحاجتها في التفكير، أنار لها مسارب حياتها وأضاء عتمتها وأنبت لها قصباءها ونخيلها، لا أقول هذه الكلمات تعبيرًا عن عاطفة تلازم أقلامنا سنويًا، بل عن حاجة الأجيال لمعرفة أن: ميلاد الحزب الشيوعي ليست صدفة كأي ميلاد طارئ لايثمر، بل هو ميلاد تضافرت عليه علوم الأرض وحاجات الناس وعمّا يفكرون به. ومنذ سبعة وثمانين عامًا والصوت نفسه، ذلك النداء الكوني

أن يكون الشعب سعيدًا بما يملك وحرًا بما يفكر،

ولما كانت هذه هوية الأرض العراقية وحزبها، نال الاثنان، وعبر التاريخ المشوه للسلطات، ما ناله من اعدامات، وسجن، وتعذيب، وتهجير، وغمط حقوق.

أقول أن عيد الشعب،

هو ميلاد حزب الشعب،

وعندما يستقر المعنى بدلالة العمل الوطني

، سيكون الحزب نموذجًا مشعًا لمسيرة شعب كامل

، ومع أن الظروف القاسية تجوهر الفكر وتجدده، نجدها اليوم في صور أقسى مما يعتقد عندما تكون الأمور بمثل هذا التعقيد الذي فرضته المحاصصة على الشعب وحرمته من أن يعيش حرًا وسعيدًا، وهو الذي يمتلك كل مقومات الحرية والسعادة.

شيء واحد أحب أن انوه عنه بهذه العجالة، وهو أن طريق الحرية طويل،

ولن يعط من قبل أحد دون أن ينتزع من أنياب غول الفساد والمفسدين،

طريق الحرية طويل يا فهد،

وأنت أول الذين قرأوا درسه على مسامع العراقيين كلهم.

ولذلك لن تهزم الملمات والشدائد الأفكار الماركسية، بل ما يُهزم هو من يقف ضدها ، ومن يستغلها لغير أهدافها، ومن يستثمرها لحسابه الخاص. لن أقول أكثر عن التركيبة السياسية التي غيبت بعمد الطبقات الاجتماعية العراقية، لتحتل نسيج المجتمع بمقولات لم تنتج مصنعًا ولا مدرسة، ولامؤسسة ولا استقرارًا ولا حدودًا آمنة،ولا هوية عراقية محددة، ، ولا ببنية طبقية واضحة، فقدمت نفسها على أساس أنها أحزاب أُمة تارة، وأحزاب قوميات وأديان تارية أخرى، والمحصلة لا أمة نهضت، ولاقومية استوطنت الحريات، ولادينا وحدَّ شعبًا، لذلك حورب الشعب بحريته قبل محاربة الحزب بمبادئه، وقُمعَ الشعبُ قبل أن يُقمع الحزبُ، وعندما قمع الأثنان معًا، احتل العراق ،واخترقت حدوده، وضاعت هويته.

******************************************************************

الوسام الشيوعي

حسب الله يحيى

أحزاب كثيرة عرفتها الحياة السياسية في العراق منذ وجوده البكر.. وأعوام تلاحقت حل فيها الخراب والدمار والفوضى والفساد والجريمة.. وزاد عدد الأحزاب ووصل الرقم الانتخابي للأحزاب أرقاما غير مسبوقة عددا.

إلا أن قسما كبيرا من هذه الأحزاب انطفأ حضورها وتلاشى وجودها فيما القسم الاخر بدأ يحتضر.

غير ان الحزب الشيوعي العراقي؛ بقي طودا شامخا ونخلة باسقة في عراق لا يدين شعبه إلا بدين الوطن.. وها هي أجراسه تعلن ميلاده الاغر لتضيء قناديله ظلمة المكان ووحشة الزمان.

الشيوعيون العراقيون.. باقون.

فكرهم النير يقول هذا، وحصاناتهم وقيميهم وصدقهم ونزاهتهم تؤكد على أن هذا الوجود النقي الذي يتباهى به كل عراقي وإن لم يكن شيوعيا منظما بالضرورة.

ذلك أن كلمات: النزاهة والفضيلة والنضال الباسل والانتماء للوطن والعمل على نشر الوعي بين الجميع وتحقيق الرفاهية للشعب.. هي المبادئ النبيلة التي ظل الشيوعيون يدافعون عنها ويعملون من أجلها.

حتى أصبح الوسام الشيوعي لا يعني بالضرورة أن هذا الوسام لأعضائه حسب؛ وإنما هو لكل ديمقراطي ووطني وشريف.. وفي ظل وجود(ساسة) لا ينتمون للوطن فيما هم يهتفون للديمقراطية ويغتالونها في الصميم، كما أنهم دعاة فضيلة ولا فضيلة لهم على معاناة العراقيين وإنما فضيلتهم على أنفسهم وذويهم.

الشيوعية ـ كما عشناها ـ ليست تعليمات جامدة ولا قواعد ثابتة وإنما هناك مواقف وطنية ثابتة ومقدسة ولا يمكن القبول بسواها.. ذلك أن إرادة الوطن؛ هي الأداة العليا التي تحرص وطنية الشيوعيين على ثباتها.

من هنا يدعو (الشيوعي) إلى دولة مدنية، لأن المدنية تعني المواطنة، والمواطنة هي محور وأساس عمل الشيوعيين.

صحيح أن (الشيوعي) حزب الطبقة العاملة والمدافع الأمين عن حقوقها وإرادتها ووجودها الأمثل.. إلا أن (الشيوعي) بات يعرف بأنه حزب المثقفين، وما من مثقف عراقي او عربي والا كانت خلفيته ومرجعيته الثقافية والمعرفية والابداعية تعتمد على أدبيات هذا الحزب.

والمسيرة الشاقة التي قطعتها شبيبة الحزب على مدى 90 عاما، ظلت تحرص على أن يكون لها مطبوعاتها وخطابها الثقافي، ولم يتوقف هذا الاهتمام بالثقافة والمثقفين حتى في أصعب وأسوأ الظروف.

لقد كانت أدبيات الحزب ومنشوراته تواصل الصدور حتى عن طريق سجون نقرة السلمان والحلة وسواهما لتصل إلى قطاعات شعبية مختلفة؛ في حين نجد أن معظم الأحزاب التي ظهر وجودها بعد 2003 قد تخلت عن أدبياتها لأن ما يشغلها ليس تثقيف الناس وانما الاعتماد على التجهيل والاشتغال على عتمة العقول.. لذلك اختفت فضائيات وصحف ومجلات واذاعات عديدة.. كانت هذه الأحزاب الفاسدة تعمل على تسويقها.. إلا أن هذه المجانية لم تعد مقبولة بل مرفوضة تماما، ذلك ان الشعب العراقي بات يدرك أن الحزب الأكثر اخلاصا وانتماء للوطن هو (الحزب الشيوعي) والأكثر حرصا على نشر الوعي والمعرفة هو هذا الحزب بوصفه الحزب الذي يقوم وجوده على العلم والمعرفة لا على الجهل والأمية والتضليل واتخاذ الدين الحنيف وسيلة من وسائل تجهيل الآخر والإساءة اليه ومن ثم استغلاله ونهب خيراته واغتيال قيمه ووجدانه وصدقه.. وهذا هو السبب الذي جعل من تسعينية (الشيوعي) متوهجة وباقية وخالدة لأنها قائمة على الوعي بوصفه الأرضية الصلبة التي يقوم عليها هذا الحزب العتيد.

****************************************************************************

في بودابست.. حفل سياسي وفني في عيد الحزب الـ90

بودابست – طريق الشعب

احتفل الشيوعيون العراقيون وأصدقاؤهم وعائلاتهم في المجر، يوم السبت 6 نيسان الجاري، بمناسبة الذكرى الـ90 لتأسيس الحزب.

وحضر الحفل الذي أقيم على قاعة مركز الإعداد البشري في العاصمة بودابست، رفاق وأصدقاء من العاصمة والمدن المحيطة بها ومن مدن أخرى بعيدة. وقد أدار الحفل باللغة العربية الرفيق قاسم اللطيف، وبالمجرية الشابة نرجس مؤيد، اللذان دعيا الحاضرين إلى الاستماع للنشيدين الوطنيين العراقي والمجري، والوقوف دقيقة صمت إجلالا لشهداء الحزب والحركة الوطنية، واستذكارا للرفاق والأصدقاء الراحلين أخيرا: بسام فرج، ثامر الزيدي، إحسان البياتي، كوكب حمزة، اعتقال الطائي وكريم العراقي.

بعد ذلك، ألقى الرفيق حسين فرمان كلمة الحزب في المناسبة، ومما قاله فيها: “نعرب لكم عن امتناننا العميق لمشاركتكم لنا الاحتفال بالذكرى التسعين لتأسيس حزبنا. وهي مشاركة ننظر إليها بروح الاعتزاز لما تعنيه من تقدير لتاريخ وسياسة ومواقف حزبنا ودوره في الحركة الوطنية، وفي عموم نضالات شعبنا ضد الاستعمار والاحتلال والمعاهدات الجائرة، ومن أجل الحرية والاستقلال والسيادة، وضد أنظمة الاستبداد والدكتاتورية ومن أجل التحرر والديمقراطية والتقدم والحياة الكريمة. ونحن إذ نحيي الذكرى التسعين، نوجه تحية تضامن للشعب الفلسطيني ونمجد صموده وتضحياته وشهداءه، وهو يواجه حرب إبادة وحشية من قوات الاحتلال الصهيوني”.

وتحدث الرفيق فرمان في الكلمة عن الأوضاع الراهنة في العراق، مشيرا إلى ان “تجربة السنوات السابقة لم تزكِ المنهج المتبع حاليا في إدارة الدولة وبنائها. وظهر جليا عجز المتنفذين عن تقديم حلول للأزمة التي تعصف تداعياتها ببلدنا وشعبنا. لذا وضع الحزب موضوعة التغيير الشامل على جدول العمل”.

وتابع قائلا: “لقد بقي الحزب الشيوعي، رغم أهوال الاستبداد والتضحيات الجسام، حياً متجدداً ومضيئاً الدروب من أجل الوطن الحر والشعب السعيد”.

وتلقى المحتفلون برقية تهنئة من القائم بالأعمال في سفارة جمهورية العراق في بودابست، الوزير المفوض د. فاضل الشويلي. وقد جاء في البرقية: “باسمي ونيابة عن كادر موظفي السفارة، أتقدم لكم بوافر التهاني والتبريكات، داعيا الله أن يوفقكم لخدمة العراق وشعبه وان يديم أيامكم أفراحا وانتصارات في كافة الميادين”.

وكانت لرابطة الجالية العراقية في هنغاريا كلمة ألقاها ممثلها أحمد الحسيني، وقال فيها: “نتقدم لكم بأزكى آيات التقدير والاعتزاز بالذكرى الـ٩٠ لميلاد حزبكم الشيوعي العراقي المجيد، عميد الحركة الوطنية العراقية والمكافح الوطني على امتداد عقوده التسعة من أجل عراق ديمقراطي وطني خال من القهر والظلم والتخلف والتبعية. فعلى امتداد نضاله الوطني المشرف قدم عشرات الآلاف من الشهداء من أجل الوطن والشعب ومن أجل العدالة الاجتماعية والسلم والتطور ومكافحة كل أنواع القهر والظلم والفساد”.

بعدها قرأ ممثل مكتب العلاقات في الاتحاد الوطني الكردستاني د. حسين شورش، كلمة في المناسبة أكد فيها دور الحزب في الدفاع عن حقوق الأقليات وحق الشعب الكردي في تقرير مصيره، مشيرا إلى النضال والتحالفات المشتركة ضد الدكتاتورية والتعاون من أجل العدالة والتقدم.

وكانت هناك كلمة للجنة المتابعة بين تنسيقيات الخارج للتيار الديمقراطي، شددت على أهمية العمل المشترك لجميع قوى التغيير من أجل بناء نظام ديمقراطي تعددي يستند في جوهره إلى مبدأ المواطنة وتكافؤ الفرص للجميع.

ثم قرأ رئيس رابطة الجالية العربية د. مازن المقت، كلمة أشاد فيها بنضال الحزب من أجل الاستقلال والديمقراطية وضد الاحتلال، وبدعمه نضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه في اقامة دولته المستقلة، أعقبه الرفيق علي جوني بكلمة باسم منظمة الحزب الشيوعي اللبناني في هنغاريا، ثمّن فيها العلاقات التاريخية بين الحزبين، مشيرا إلى دعم الحزب الشيوعي العراقي نضال القوى الوطنية والديمقراطية اللبنانية ضد الاحتلال الإسرائيلي وخلال الحرب الأهلية اللبنانية.

فيما ألقت الرفيقة باسمة كمال الدين كلمة باسم ممثلية رابطة المرأة العراقية في هنغاريا، هنأت فيها الحزب بعيده، وأشادت بتاريخ نضاله منذ تأسيسه، وبدفاعه عن حقوق المرأة والطفولة. بعد ذلك، قرأت الشابة ياسمين قصيدة باللغة المجرية للشاعر الكبير يوجف أتيلا، عنوانها “بقلب نقي”. أعقبتها الشابة نرجس بقراءة قصيدة الشاعر العراقي مهدي قاسم، الموسومة “إشراقات”، باللغة المجرية. ثم قدمت الشابتان ياسمين وشهرزاد مجموعة من الأغنيات باللغة الإيطالية.

كما تخللت الحفل رقصات شعبية مجرية أدتها الشابة نرجس والشاب المجري فيلموش.

*******************************************************************************

الشيوعيون العراقيون في كندا يُحيْون عيد حزبهم

وندزر - ماجدة الجبوري

أقام الشيوعيون العراقيون في كندا، يوم السبت 6 نيسان الجاري، حفلاً فنياً ساهراً في مناسبة الذكرى الـ90 لميلاد الحزب، حضره رفاق وأصدقاء من مختلف المدن الكندية، ومن ولاية مشيغان الأمريكية.

الحفل الذي أقيم على “قاعة اوسكار” في مدينة وندزر، استهل بالاستماع للنشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت إكراما لشهداء الحزب والحركة الوطنية.

بعدها رحب مديرا الحفل الرفيقان نوال توما ومديح الصادق، بالحاضرين. وقرآ أبياتا شعرية وكلمات معبرة عن تاريخ الحزب ومواقفه البطولية. ثم ألقى الرفيق طه نعمان كلمة باسم الشيوعيين العراقيين في كندا. مما قاله فيها: “إذ نحيي الذكرى الـ90 نوجه تحية تضامن للشعب الفلسطيني، ونمجد صموده وتضحياته وشهداءه، وهو يواجه حرب إبادة وحشية من قوات الاحتلال الصهيوني”.

وأضاف قائلا أن “الحزب الشيوعي العراقي كان ولا يزال يجمع في سياساته ومواقفه بين الوطني والطبقي، ويناضل من أجل مصالح شغيلة اليد الفكر، ويدافع عن حقوق المرأة ومكانتها ودورها في المجتمع، وعن حقوق الانسان وتطلعات الشباب وآمال المثقفين التنويريين، وعن احترام الحريات الدينية. ويدعو الحزب إلى التسامح والتعايش السلمي والتنوع الثقافي، ويتمسك بحق الامم في تقرير مصيرها، ويسعى إلى اقامة الدولة المدنية الديمقراطية”.

وتابع الرفيق نعمان قائلا ان “تجربة السنوات السابقة لم تزكّ المنهج المتبع حاليا في إدارة الدولة وبنائها في العراق، وظهر جليا عجز المتنفذين عن تقديم حلول للأزمة التي تعصف تداعياتها ببلدنا وشعبنا، لذا وضع الحزب موضوعة التغيير الشامل على جدول العمل وتحقيقه يتطلب إقامة تحالف واسع، سياسي وشعبي، من التيار الديمقراطي، والقوى المدنية، ومن الوطنيين، والشخصيات السياسية والاجتماعية، لتحقيق ارادة الشعب في التغيير، والسير على طريق بناء الدولة المدنية والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية”.

واختتم الرفيق الكلمة بالقول: “تسعون عاماً مفعمة بالتجارب والمحن والتحديات والأمل، مرّت ودرب النضال المجيد لا يزال ممتداً امامنا، وفيه نغذ المسير صوب غاياتنا الساميات. وان تحديات الحاضر الفكرية والسياسية والتنظيمية تشكّل محفزاً للحزب ومناضليه لاستنهاض قواه ومضاعفة الجهود لتوثيق الصلات بالجماهير بما يعزز مكانته ودوره في الحياة السياسية وفي التأثير على مسارات تطور البلاد”.

وكانت لتيار الديمقراطيين العراقيين في كندا كلمة القاها منسق التيار سهاد بابان، وقال فيها ان “سرد صمود الحزب يكمن في سلامة مبادئه في السعي لبناء مجتمع تسوده العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات وممارسة الحريات وفق قانون عادل، ليست فيه تفرقة على اساس العرق والدين والجنس”، مضيفا أن “التيار الديمقراطي في العراق اختار العمل يداً بيد مع الحزب الشيوعي وبقية القوى الوطنية، وتبنى مواقفه الوطنية بعد التغيير عام ٢٠٠٣، من خلال الاحتجاجات الشعبية، وانتفاضة تشرين الخالدة”.

هذا وشهد الحفل فقرة غنائية ساهم فيها الفنان ستيوارت، والفنان القادم من مشيغان عميد أسمرو، اللذان قدما أغنيات تعبر عن تاريخ الحزب النضالي الطويل.

كما جرى خلال الحفل تقديم شهادتي تقدير للرفيقين الفريد كتي وعصام الصفار.

****************************************************************************

الصفحة الثامنة

سياسة الإسكان العادلة وإدامة الأبنية القديمة

رعد موسى الجبوري

يبقى الإسكان يشكل قضية اجتماعية مركزية للناس في بلادنا. وشكلت سياسة الإسكان والبناء العادلة اجتماعيا ولا تزال أحد الاهتمامات الأساسية للشيوعيين العراقيين. فالسعي لوضع وتحقيق سياسة إسكان وبناء عادلة إلى جانب سياسة التنمية الحضرية المستدامة، يشكل إحدى ركائز التماسك الاجتماعي في بلادنا.

أهمية الإسكان الميسر ازدادت بشدة ليس فقط بسبب زيادة عدد اللاجئين والمهجرين والنازحين من الريف ومن المناطق التي سادها العنف والإرهاب في السنوات الأخيرة، ولكن لان المزيد والمزيد من المواطنين ذوي الدخل المنخفض والمتوسط لم يعد في استطاعتهم تحمل زيادة الإيجارات أو أسعار العقارات. فلقد أصبحت مساحات السكن الميسور التكلفة والمناسب نادرة وخاصة في داخل المدن ومراكزها.

كتب انجلز في عام 1872: “ وهذا بالضبط ما يحصل مع أزمة السكن. إن توسع المدن الكبيرة الحديثة يمنح الأرض زيادة مصطنعة، وغالباً هائلة، في قيمتها في مناطق معينة، وخاصة مراكز المدن. والمباني المقامة عليها، بدلا من ان تزداد قيمتها تنخفض في الواقع لأنها لم تعد تتوافق مع الظروف المتغيرة؛ لذلك تُهدم وتستبدل بأخرى. ويحدث هذا قبل كل شيء في مساكن العمال ذات الموقع المركزي، والتي لا يمكن لإيجارها، حتى في ظل الاكتظاظ الشديد، أن يرتفع أبدا أو فقط ببطء شديد فوق حد أقصى معين. فيتم هدمها وبناء المحلات التجارية والمستودعات والمباني العامة في مكانها.” (فريدريك انجلز، حول مسألة السكن).

وهكذا يتم دفع العديد من ذوي الدخل المنخفض وحتى المتوسط إلى أطراف وضواحي المدن ويضطرون إلى مغادرة أحيائهم القديمة بسبب ارتفاع الإيجارات أو بسبب عدم الاهتمام بصيانة وتأهيل المباني القديمة. ان توفير السكن بأسعار معقولة أمر ضروري للاستقرار والتماسك الاجتماعي في البلاد.

وفي الوقت الذي تتشكى فيه الجهات المسؤولة ومنها وزارة الاسكان من تفاقم ازمة السكن وتذهب لعلاجها ببناء مدن سكنية جديدة عن طريق الاستثمار “الرأسمالي الخاص” بدون مراعاة البعد الاجتماعي لمشكلة السكن وثقلها على كاهل المواطن نشهد استمرار تهالك وانهيار وهدم البيوت القديمة داخل المدن بدل صيانتها وتأهيلها.

 وتغيب الإحصاءات الواضحة والدقيقة الخاصة بعدد المنازل والأبنية القديمة والتراثية في بغداد ومدن العراق الاخرى، ولكنها قد تصل إلى عشرات آلاف المنازل وللأسف تقوم السلطات بهدم او الموافقة على هدم المئات منها، بحجة أنها خالية وتُهدّد الأمن، ووفق روايات يتناقلها المواطنون الذين يبدون استياءهم الكبير مما تشهده مدنهم من تشويه مستمر لتراثها الذي لا ينحسر بل يتمدد ويتسع في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من حاجة ملحة لتوفير السكن.

وتتقطع قلوب المواطنين وهم يرون مساكن مدينتهم القديمة تتحوّل بشكل مستمر إلى مناطق وورش صناعية ومخازن ومحلات للتجارة، ويتقلّص حضور المباني التاريخية، مقابل توسّع مناطق سكن عشوائية جديدة غير مدروسة تنقصها الخدمات على أطراف المدن.

إن غالبية البيوت القديمة داخل المدن هُدمت خلال السنوات التي أعقبت الاحتلال الأميركي عام 2003، وما بقي منها تحوّل إلى مخازن للتجار الذين اشتروا هذه المنازل الكبيرة من أصحابها بأكثر من طريقة. والكثير من هذه البيوت تحوّلت إلى عمارات تضم شققاً تؤجّر للطلبة أو لمحامين أو اطباء وشركات طباعة، ولم تتحرك أي جهة تدعي حماية الآثار والتراث لمنع هذه التجاوزات، بل حتى المباني الأثرية التي تعود إلى الدولة، مهددة بالإزالة لأسباب تتعلق بحماية مقار حكومية، أو كونها آيلة للسقوط، ولعل ذلك قمة الاستخفاف بتاريخ البلاد العمراني.

يعود الكثير من “الأبنية التراثية والدور السكنية التي هدمت في بغداد، إلى مواطنين تركوا العراق قبل وبعد الاحتلال الأميركي، بسبب انهيار المنظومة الاقتصادية وانتشار العشوائية فيها والتوجه نحو التجارة لتحقيق الارباح السريعة من قبل بعض الذين استولوا على تلك الدور أو اشتروها.

ولم يجر هذا في العاصمة بغداد فقط بل يحدث في مدن أخرى، مثل بابل وكركوك والبصرة والموصل، ولعل السنوات المقبلة ستكون أكثر إيلاماً لمن يبحث عن تاريخ العمران وتراث البناء العراقي، فإضافة لتأكل المباني يجري تلاشي المناطق والمحلات السكنية، ونشأت ظاهرة تمدن عشوائي غير منضبط أدت إلى تخريب البيئة السكنية في بغداد والمدن الأخرى.

وعلاوة على غياب الرؤية لسياسة عمرانية وسكنية واضحة لدى الجهات الحكومية والسياسية المعنية نجد غيابا للتشريعات والقوانين التي تمنع وتوقف انهيار البيئة السكنية والمعمارية وفقدان قيم مهمة في هذا المجال. وهنا يجب تأكيد ضرورة سن قوانين تفرض على المالكين والمستثمرين في مجال العمران الشروط اللازمة للحفاظ على البيئة التراثية للأبنية والحفاظ على بنية المحلة السكنية في المدن العراقية.

إن إحدى التحديات الأساسية في السياسة السكنية وحل ازمة السكن هو التجديد والتأهيل النشط للمباني القديمة. فيمكن تأهيل الاغلبية العظمى للمباني القديمة داخل بغداد والمدن العراقية الأخرى وتجديدها لتوفير مساكن جديرة بالسكن وذات قيمة عالية وليس من الناحية الانشائية فقط بل ومن النواحي الهندسية الأخرى ومن ضمنها:

1- توفير خدمات السكن الحديثة مثل انشاء منظومات الصرف الصحي ومنظومات الاتصالات الضرورية.

2- توفير النقل العام المنظم ومواقف سيارات مركزية.

3- تأهيل المساكن لخفض استهلاك الأبنية للطاقة وبشكل خاص للتبريد في مواسم الحر.

وهذا ممكن الحدوث من خلال العمل على سياسة سكنية واضحة وتشريع القوانين اللازمة ذات الصلة.

إن التعويل على البناء الجديد فقط بدون صيانة وإدامة وتأهيل الأبنية القديمة المتوفرة لحل ازمة السكن هو رهان خاسر. فإضافة لتخريب البنية الاجتماعية للمدن العراقية وما يعقبه من مشاكل اقتصادية يشكل ذلك تهديدا خطيرا للبيئة الطبيعة، فمن الواضح أن البناء الجديد وحده لا يساعد لكنه يدمر البيئة، فلإنتاج كميات الإسمنت الهائلة والخرسانة الضرورية للبناء الجديد يتم بث كميات هائلة من غاز ثاني اوكسيد الكاربون، فالإسمنت تتم صناعته من الجير عن طريق فصل ثاني أوكسيد الكاربون.

ولبناء المدن الجديدة يتم تغطية وغلق مساحات كبيرة إضافية من سطح التربة بواسطة الخرسانة والاسفلت للطرق وللمباني وبذلك يتم منع تسرب مياه الامطار لتكوين المياه الجوفية والقضاء على الغطاء النباتي وسطح التربة المفتوح والدبال الذي يصطاد ثاني أكسيد الكربون من الهواء، فيتم تخزين حوالي 1500 مليار طن من الكربون في التربة في جميع أنحاء العالم - أي ثلاثة أضعاف ما تمتصه جميع الغابات. فكل مبنى جديد يشكل انتهاكا بيئيا. وللتذكير: نحن بحاجة إلى التربة حتى يمكن جمع وتكوين المياه الجوفية وتخزين ثاني أكسيد الكربون. ولذلك سيكون من الصواب توزيع مساحات السكن بشكل عادل ومعقول.

كلف تجديد المباني تكون في أغلب الاحيان أقل من كلف البناء الجديد ففي أغلب الحالات لا تحتاج الا لتبديل عدد من النوافذ والابواب، والتفكير بوضع اجهزة تكييف وتبريد، واجراء بعض الترميمات بوضع اللبخ او البياض وطلاء الجدران، وفي احيان قليلة قد نجد ضعفا هيكليا في السقف أو الجدران وفي أغلب الحالات يمكن معالجة ذلك هندسيا وبكلف معقولة.

وهنا فعلى أجهزة الدولة دعم برامج لإعادة تأهيل وترميم المساكن القديمة من خلال حزم دعم للتمويل ومنح قروض لتغطية كلف الاعمال الضرورية. وهنا يجب التمييز في شروط الدعم بين دعم المالك الذي يستخدم البناية لسكنه الخاص وبين المالك الذي يستخدم البناية للتأجير. فيجب وضع شروط على المالك الذي يؤجر عقاراته في تحديد سقف للإيجار يتناسب مع دخل الفئات ذات الدخل المحدود.

وفي صيانة وتأهيل الأبنية القديمة ولتحقيق الإسكان الميسر يجب خفض معايير منح رخصة البناء وبشكل مناسب لا يتجاوز شروط السلامة الضرورية. فاذا تم تشديد المعايير لن يعود بناء المساكن ذات الأسعار المعقولة - سواء بتمويل خاص أو بتمويل عام - ممكنًا. فهناك حاجة إلى مناقشة مفتوحة وصادقة، داخل الهيئات المعنية والهندسية بشكل خاص، حول خفض معايير البناء وتحديث قواعد المسافة، وانبعاثات الضوضاء الخ، وسيصبح هذا أمراً ضرورياً يؤدي إلى استخدام أكثر كفاءة للمساكن.

كما ويجب على الجانب السياسي أن يدعم الكفاءة والتقدم التكنولوجي في الوقت الذي عليه الحرص على تخفيف الصعوبات الاجتماعية التي يواجهها الأفراد.

ويجب أيضا توفير دعم مستهدف للمستأجرين. فلا يجوز توزيع الدعم بشكل متساوي على الجميع، بل نحتاج إلى تمويل مستهدف من مصدر واحد يضمن قدرة المواطن، قليل الدخل، على تحمل تكاليف الإيجار للمستأجرين، اي فقط للذين يحتاجون حقاً إلى الدعم.

كما وإن سياسة الإسكان والبناء والتنمية الحضرية المستدامة والعادلة اجتماعياً لا تقتصر فقط على توفير ما يكفي من السكن بأسعار معقولة. بل عليها وضع أساس التماسك الاجتماعي في الأحياء والمناطق السكنية.

ويتم التماسك من خلال التكامل والمشاركة الذي يتم في المدارس ورياض الأطفال والمراكز الاجتماعية والمرافق الرياضية.  ولا يمكن حل المشاكل الاجتماعية إلا في حالة توفر الهياكل المناسبة. وتشمل هذه، قبل كل شيء، تطوير الشبكات الاجتماعية والأحياء السكنية السليمة. نعم الدولة لا تستطيع أن تتولى إنشاء الشبكات الاجتماعية، لكنها تستطيع خلق بيئة مناسبة لنمو التضامن الاجتماعي. اذ لا يمكن الفصل بين الأحياء السكنية المتماسكة والمتضامنة والمساكن ذات الأسعار المعقولة. فنريد تنمية متكاملة تعمل على تحسين المناطق الحضرية هيكليا، ولكنها تعمل أيضا على تحسين آفاق الناس. وعلى وجه الخصوص، يجب ان ينصب تركيز عملنا على تلك المناطق التي ينتشر فيها الفقر في المنازل.

***************************************************************************

موضوعات حول العمارة*

موفق جواد الطائي•

الإسكان ومبادئ بناء المجتمع

في إطار الجهود المبذولة لإعادة الأمل والفرص لجميع العراقيين، وتنسيق المسعى الصادق بين المؤسسات الحكومية والأهلية والتعليمية ومنظمات المجتمع المدني ومصممي ومنفذي المجمعات السكنية، ارى أن الإلتزام بالحد الأدنى من أسس التنمية يتطلب ما يلي:

  1. أن لا يكون هدفنا بناء الوحدات السكنية فقط، بل وايضاً الأحياء السكنية، وأن لا يكون هدفنا بناء المدارس فقط، بل وتعليم الأطفال، وان لا يكون هدفنا زيادة الدخل، بل وايضاً خلق الجمال وإنهاء الحالة المزرية لبيئتنا.
  2. لتحقيق رؤيتنا المتمثلة في تطوير مجتمعات حضرية قوية ومستدامة، يجب خلق فرص العمل، والجمع بين حماية البيئة وتقليص الهدر ومكافحة الفقر وبين زيادة الاتاجية والأجور ورأس المال والمدخرات والأرباح والمعلومات والمعرفة.
  3. إن الحلقة المفرغة لتركز الفقر واليأس والضائقة المالية التي ابتليت بها معظم المدن في العراق والعالم اليوم تضعف القدرة التنافسية الحضرية.
  4. وتمثل المجتمعات الفقيرة فرصة اقتصادية غير مستغلة للبلد بأسره. علينا أن نفّعل انتاجيتها وأن نعمل معا لإيجاد أسواق خارجية للسلع والخدمات.
  5. ليس دور برامج شبكات الضمان الاجتماعي، إبقاء الأفراد أو الأسر أو المجتمعات في حالة من التبعية الدائمة، بل إنشاء إطار للدعم والحوافز والقواعد الواضحة حتى يتمكن الناس من مساعدة أنفسهم والخلاص من الإعتماد على المساعدة الحكومية.
  6. يجب أن يخطط أولئك الذين يعيشون المشكلة مع الآخرين الذين لديهم حل مشترك لحلها، ليس لأنها مهمة مجردة ولكن لأنها مصدر قلق شخصي.
  7. في العراق، الطبقة الوسطى صغيرة والفقراء كثيرون. لدى العراق القدرة على إنهاء عزلة الفقراء ومعالجة تدهور مجتمعاتنا الحضرية. يجب علينا الآن تطوير حكومتنا وشعبنا بإرادته الحرة.
  8. إن اللامركزية وتفويض السلطات المهمة في حياة الشعب، ستمكن الناس من ادوات تطوير المجتمعات المحلية في 18 محافظة، حيث يعيشون وحيث يمكنهم فعل شيء بشأن وظائفهم وأطفالهم ومدارسهم وسلامتهم في إرادة ذاتية شفافة.
  9. أصبح من الممكن باستخدام التكنولوجيا الحديثة، استثمار الموارد المحلية بشكل افضل وعقلاني، وبتخطيط وتنفيذ ذاتي وبشكل اكثر كفاءة مع تقليل الهدر.
  10. تلعب الحكومة المركزية في الدول الريعية دورا أساسيا ومناسبا في دعم التجارب الوطنية، التي قد يكون من الصعب ادامتها ذاتياً، خاصة فيما يتعلق بحاجات الفئات الأكثر ضعفاً للتنمية.

الاخلاق والعمارة

إسترعى اهتمامي، وانا ادقق بعض المشاريع، مدى تدهور مهنة العمارة لدى بعض المكاتب الناشئة غير المختصة، وليس المكاتب الرصينة، فتذكرت حينها جهداً نبيلاً لأخي وزميلي العزيز الدكتور عبد السعدون حول الاخلاق والعمارة ورد فعلي إزاء ما يحدث من تردِ في اخلاق ممارسة العمارة الذي يهدد بزوال هذه المهنة أصلاً، كتبت دراستي هذه.

الأسس التاريخية

على مر التاريخ ، كان هناك علاقة وثيقة بين الأخلاق والعمارة ففي العصور القديمة، أسس المهندسون مبرراتهم الأخلاقية لعملهم استنادًا إلى الدين والسياسة والفلسفة. فعلى سبيل المثال، في العصور اليونانية والرومانية والعصور الوسطى وعصر النهضة، تشكلت الأشكال المعمارية استنادًا إلى اعتبارات أخلاقية كما أسس نظام الحسبة تخطيط المدن والعمارة الإسلامية .

تأثرت أعمال العمارة حتى العصر الحديث بفكر افلاطون ومدينته الفاضلة، الذي يربط بين الأشكال الفردية والوحدة الكونية، بين العقل والأخلاق والجمال. كذلك فعل إيمانويل كانت في عصر التنوير بالربط بين الجمال وكل من العقل والأخلاق في مجال العمارة. وكانت اطروحات هيكل الأقوى الذي جعل الاخلاق كينونة العمارة واساسها، فيما جعل كارل ماركس الاقتصاد والمساواة أساس اخلاق العمارة. اما لدى وليم مورس، وللتمهيد للانتقال الى الحداثة، فإن اي تزيف او ترف او اضافة على العمارة هو عمل لا اخلاقي، ولاحقا راح كل معماري الوظيفة بل وحتى معماري ما بعد الحداثة، يعزون فعلهم لفشل الحداثة ونظرياتها في اسعاد الشعوب، بنشوب الحروب والمجاعات، وهذا رد فعل مشروع ومقبول. واستمر هذا التوتر حتى القرن العشرين، حيث تكافح العمارة بين الاستقلالية الجمالية ومهمتها الاجتماعية.

ثمة اتجاهان رئيسيان في العمارة المعاصرة لتفسير القيم الأخلاقية:

تفسير القيم من الماضي: يستوحي بعض المهندسين المعماريين ارائهم من فلاسفة مثل افلاطون وهيغل وهايدجر وجادامر، ويرون العمارة كتعبير عن الوحدة الكونية، حيث تكون نتاجاً  للعقل والأخلاق والجمال.

الموقف النقدي تجاه المعرفة: يتبنى مهندسون معماريون آخرون منظور نيتشيه، حيث ينتقدون القيم المتعارف عليها. ويؤثرون الفلاسفة مثل ليوتار وديريدا وديلوز على هذا الموقف النقدي.  هنا، يتم إعادة تعريف الأخلاق، وتكافح العمارة مع دورها في المشهد الثقافي والسياسي المعاصر من اجل قيم جديدة من رحم القيم القديمة ولا تلغيها فالتناقض كان دائما عنصرا مهما من ديالكتيك العمارة وبالنتيجة كان لهذا الصراع ان يحسم كما حدث الان لصالح ما يسمى بالحداثة الجديدة.

جدل ديفيد واتكين:

تحدى مؤرخ الفن ديفيد واتكين محاولات تأسيس العمارة على أسس أخلاقية، فدافع في كتابه الاخلاق والعمارة  1977 عن الاستقلالية الجمالية وأهمية الجمال في الممارسة. يثير هذا الجدل تساؤلا عما اذا كانت الأخلاق تلعب دورًا حاسمًا، حيث تشكل سلوك ومسؤوليات المهندسين المعماريين. ازعم نعم، ولكن كيف؟ وهنا استعرض ما علينا القيام به وفق منهجية محددة.

دعونا نستعرض بعض الجوانب الرئيسية:

الاحترافية: يُتوقع من المهندسين المعماريين الحفاظ على مستوى عالٍ من الاحترافية مع العملاء والمحترفين الآخرين، والسلوك المحترم، والتفاعل المهذب طوال عمل المشروع.

الكفاءة: يجب أن يمتلك المهندسون المعماريون المعرفة والمهارات والخبرة اللازمة لأداء عملهم،  والبقاء على اطلاع بالاتجاهات الصناعية والتكنولوجية. ويعد هذا  أمراً ضرورياً، فضلاً عن التعليم المستمر وتطوير المهارات.

الصدق والنزاهة : يجب أن يكون المهندسون المعماريون صادقين وشفافين في تعاملاتهم. التضليل في المؤهلات أو الخبرة أو الرسوم اوالشفافية بشأن تضارب المصالح، أمور سلبية خطيرة.

احترام التنوع: يجب على المهندسين المعماريين إنشاء تصاميم تحترم التنوع الثقافي والعرقي. وتكون المباني شاملة وتخدم مجموعة واسعة من الأشخاص وتسهم بشكل إيجابي في بناء مجتمع متنوع كفوء. 

الاستدامة البيئية: يتحمل المهندسون المعماريون مسؤولية تصميم مبانٍ مستدامة بيئيًا، و النظر في عوامل مثل كفاءة الطاقة والمواد والتأثير على البيئة على المدى البعيد.

الصحة والسلامة والرفاهية: يجب أن يعطي المهندسون المعماريون الأولوية لصحة وسلامة ورفاهية الجمهور.

في الختام نشير ان السلوك الأخلاقي يضمن أن المباني آمنة ووظيفية ومفيدة للأجيال القادمة، وان الممارسة الأخلاقية ليست مجرد مجموعة من القواعد، بل هي التزام بخلق عالماص أفضل من خلال الهندسة المعمارية، الأساس في التقدم وبناء وطننا الاتي السعيد .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

* مهندس معماري واكاديمي

******************************************************************************

الصفحة التاسعة

ناتشو يقترب من مغادرة ريال مدريد

مدريد ـ وكالات

أكدت تقارير صحفية إسبانية، أمس السبت، أن أحد اللاعبين البارزين في صفوف ريال مدريد يتجه للتراجع عن قبول عرض تجديد عقده مع الميرنغي لموسم آخر.

ووفقا لصحيفة «آس» الإسبانية، فقد نقلت عن مصادر بالنادي أن ناتشو فيرنانديز يقترب من الرحيل عن ريال مدريد، مع نهاية عقده في الصيف المقبل. وكشفت المصادر أن ناتشو حصل بالفعل على عرض رسمي لتجديد عقده مع الميرنغي منذ فترة. وأشارت إلى أن اللاعب إذا أراد الاستمرار مع الميرينغي يستطيع فعل ذلك على الفور من خلال الموافقة على العرض. وأوضحت أن ناتشو تراجع عن التجديد بعد أن اتجه كارلو أنشيلوتي مدرب الريال، للاعتماد على أوريلين تشواميني كقلب دفاع في الأشهر الأخيرة، وهو ما تكرر في المباراة الأخيرة ضد مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا.

********************************************************************************

الإصابات تلاحق المنتخب الأولمبي قبل انطلاق كأس آسيا

متابعة ـ طريق الشعب

تفاقمت مشكلات منتخب العراق الأولمبي قبيل انطلاق منافسات كأس آسيا تحت 23 عامًا، المقررة إقامتها في قطر.

وخاض منتخب العراق الأولمبي مباراة ودية أمام اليابان يوم الخميس الماضي، انتهت بفوز الأخير بهدف نظيف في لقاء احتضنه ملعب جامعة قطر، إذ أشرك الجهاز التدريبي للمنتخب العراقي بقيادة راضي شنيشل، أغلب اللاعبين في المواجهة، من أجل الوقوف على استعداداتهم ومستوياتهم قبل انطلاق البطولة.

أجرى منتخب العراق الأولمبي، وحدة تدريبية جديدة في ملعب جامعة قطر استعدادًا لنهائيات آسيا المؤهلة إلى أولمبياد باريس، التي تقام في الدوحة للفترة من 15 نيسان ولغاية 3 أيار المقبل.

وشملت الحصة التدريبيّة تطبيق عدد من حالات اللعب الخططية في الشقين الدفاعي والهجومي، وأدى اللاعبون بروح عالية وحماسة كبيرة.

ولم يشارك في التدريبات اللاعب رضا فاضل بعد تعرضه إلى إصابة في مباراة اليابان الودية، وكذلك اللاعب هلو فايق الذي لديه إصابة سابقة مع ناديه، ولم يشترك في أي حصة تدريبية مع المنتخب في معسكر الدوحة الذي وصله قبل يومين، ليزيد من مشكلات المنتخب الأولمبي العراقي.

يذكر أن منتخب العراق الأولمبي سيخوض أولى مبارياته في البطولة أمام تايلاند يوم السادس عشر من الشهر الحالي، في استاد الجنوب المونديالي في الساعة السادسة والنصف مساءً بالتوقيت المحلي في الدوحة وبغداد.

وكان مدرب المنتخب الأولمبي العراقي يمني النفس بأن يلتحق كل من محترف إبسويتش تاون الإنكليزي علي الحمادي، ومحترف أوتريخت الهولندي زيدان إقبال، ومحترف براونشفايغ الألماني يوسف أمين، بوفد المنتخب الأولمبي العراقي في كأس آسيا قطر تحت 23 عامًا، لكن الأندية رفضت تفريغ اللاعبين بسبب توقيت البطولة الذي لا يندرج ضمن التوقف الدولي.

**************************************************************************

ناغلسمان المرشح الأبرز لتدريب بايرن ميونخ

ميونخ ـ وكالات

استقرت إدارة نادي بايرن ميونخ بشكل كبير على الاسم المرشح لخلافة الألماني توماس توخيل، في القيادة الفنية للفريق خلال الموسم المقبل.

وكان بايرن ميونخ قد أعلن منذ فترة أن الموسم الحالي هو الأخير لتوخيل مع الفريق، وبدأت الإدارة في البحث عن خليفة له، حيث كان تشابي ألونسو مدرب باير ليفركوزن المرشح الأول، لكنه تمسك بالبقاء مع فريقه لموسم آخر.

وأكدت صحيفة «بيلد» الألمانية، أن الألماني جوليان ناغلسمان المدير الفني الحالي لمنتخب ألمانيا، هو المرشح الأول لقيادة بايرن ميونخ في الموسم المقبل.

وأكدت الصحيفة أن المدير الرياضي الجديد للنادي، ماكس إيبرل، لديه رغبة قوية في إعادة ناغلسمان لقيادة البايرن مرة أخرى بعد تجربة أولى قصيرة كانت موفقة إلى حد ما.

وعندما سئل إيبرل عن المدرب الجديد، لم يمنح إجابة حاسمة حيث قال: «في مرحلة ما سيتصاعد الدخان الأبيض. سيكون شهر أيار جيدًا، لقد توصلنا إلى المدرب الجديد لبايرن ميونخ والإدارة سيكون لها الكلمة الأخيرة».

وأضاف: «هناك أشخاص مسؤولون عن ذلك وسيقومون بعد ذلك بتعيين المدرب. البايرن هو من يبحث عن مدرب، وليس ماكس إيبرل وحده».

يذكر أن ناغلسمان قاد البايرن للفوز بالدوري الألماني في ولايته الأولى التي استمرت 20 شهرًا، كما حقق لقب كأس السوبر الألماني مرتين، قبل أن يرحل ليحل محله توخيل في مارس 2023، بينما ذهب جوليان بعد 6 أشهر لقيادة منتخب المانشافت ويستمر معه في بطولة أمم أوروبا المقبلة.

******************************************************************************

خسائر مادية وراء رغبة برشلونة بفسخ عقده مع شركة الملابس

برشلونة ـ وكالات

تعرض نادي برشلونة لعقوبات كبرى في آخر موسمين جعلته يحاول فسخ أحد العقود التي يرتبط بها منذ عام 2016.

وسبق أن أعلن خوان لابورتا، رئيس برشلونة، أن النادي أبلغ شركة الملابس التي يرتبط معها برغبته في فسخ التعاقد.

وجاء ذلك رغم أن هذه الشركة ترعى قمصان برشلونة منذ عام 1998، وتم توقيع العقد الأخير بين الطرفين عام 2016.

ووفقا لصحيفة «سبورت» الإسبانية، فإن أحد أبرز الأسباب التي تدفع برشلونة لفسخ العقد؛ العقوبات الكبرى التي وقعتها الشركة على البارسا في آخر موسمين.

وأشارت إلى أن العقد بين الطرفين ينص على أنه إذا لم يفز برشلونة بالدوري في كل موسم، يتم خصم 5% من الأموال التي يحصل عليها في الموسم التالي.

وإذا لم يصل برشلونة إلى الدور نصف النهائي في دوري أبطال أوروبا أو بطولة مكافئة لها، يتم خصم 10% من الأموال التي يحصل عليها في الموسم التالي.

وإذا لم يتأهل برشلونة للعب في مرحلة المجموعات بدوري أبطال أوروبا، فإن نسبة الخصم ستصبح 30%، كما أنها ترتفع إلى 60% إذا لم يتأهل البارسا للعب في أي مسابقة أوروبية.

وقالت «موندو ديبورتيفو»: «إذا راجعنا آخر موسمين، سنجد أن برشلونة لم يصل إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا وفاز فقط بلقب الدوري مرة واحدة، لذلك فإن المبالغ المالية التي خصمت منه كانت ضخمة».

**********************************************************************************

الصحافة الإنكليزية تهاجم محمد صلاح

لندن ـ وكالات

واصلت الصحافة البريطانية هجومها الحاد على المصري محمد صلاح مهاجم ليفربول الإنكليزي، بعد خسارة «الريدز» على أرضه وبين جماهيره بثلاثية نظيفة أمام أتالانتا الإيطالي، في ذهاب ربع نهائي مسابقة الدوري الأوروبي.

وبدا الإعلام البريطاني أكثر حدة مع النجم المصري بخلاف بقية نجوم ليفربول، محملًا الفرعون المصري وحده مسؤولية السقوط الكبير أمام المنافس الإيطالي، وتراجع فريقه إلى المركز الثاني على سلم ترتيب الدوري الإنكليزي الممتاز برصيد 71 نقطة، بفارق الأهداف خلف أرسنال المتصدر.

وشككت الصحف البريطانية المختلفة بفرص ليفربول في الفوز بلقب البريميرليغ هذا الموسم، أو تحقيق عودة دراماتيكية أمام أتالانتا كما حدث قبل سنوات أمام برشلونة في دوري أبطال أوروبا، موضحة أن معاناة النجم المصري وتراجع مستواه سيكونان السبب في خروج ليفربول خالي الوفاض هذا الموسم.

أفردت صحيفة «التايمز» البريطانية مساحة خاصة للحديث عن مستوى صلاح المتراجع، عبر مقال حرص كاسكارينو على كتابته بكلمات قاسية.

وقال كاسكارينو: «محمد صلاح قدم الكثير من المستويات المذهلة مع ليفربول على مر السنوات الماضية، لكن في الوقت الراهن المهاجم المصري لا يقدم أي شيء يذكر».

من ناحيتها، حذرت صحيفة «ميرور» البريطانية من سقوط منتظر قد يواجهه ليفربول، حينما يلتقي ضيفه كريستال بالاس اليوم الأحد، ضمن منافسات الأسبوع الثالث والثلاثين من الدوري الإنجليزي الممتاز.

وقالت الصحيفة في تقرير خاص بها: «اعتاد محمد صلاح على تحقيق النتائج الإيجابية مع ليفربول أمام كريستال بالاس، بعد خوض 11 مواجهة فاز في 9 منها مع التعادل في لقاءين فقط».

وتابعت الصحيفة تقريرها: «يورغن كلوب تحدث عن ضرورة الفوز في هذا اللقاء، لكن مع مشاكل محمد صلاح يمكن أن ينتهي الأمر بنتيجة سيئة لليفربول».

ورغم بلوغه سن الـ 31 عامًا، إلا أن صلاح يتصدر قائمة هدافي ليفربول، بتسجيله 23 هدفًا في 36 مباراة خاضها عبر مختلف المسابقات هذا الموسم، إلى جانب تقديم 13 تمريرة حاسمة.

وبدا ليفربول أكثر جدية في البحث عن بديل محمد صلاح، وسط معلومات تؤكد رغبة الفريق الأحمر في التعاقد مع ليروي ساني مهاجم بايرن ميونخ الألماني، لتعويض النجم المصري في منافسات الموسم الجديد.

*****************************************************************************

وقفة رياضية.. مجالس المحافظات ودورها في دعم وتنشيط الرياضة

منعم جابر

وأخيراً عادت مجالس المحافظات إلى أداء دورها الوطني والخدمي لأبناء المحافظات العراقية في كل المجالات والنشاطات والخدمات ولتجاوز الظروف الماضية والفشل السابق يوم أخفقوا وقدموا واقعاً بائساً وصورة مشوهة لسنوات ما بعد 2003 وما تلاها. الأمر الذي دفع بالجماهير العراقية للمطالبة بحل هذه المجالس التي أصبحت وبالاً على العراقيين، واليوم تسنى لنا كعراقيين أن نعيد هذه التجربة من جديد. أملنا كبير بالنجاح وتجاوز الماضي بكل اخفاقاته وفساده.

وسوف أركز في حديثي على دور مجالس المحافظات في دعم واسناد الواقع الرياضي لأندية المحافظات والتركيز على رعاية هذه الأندية وكل المؤسسات الرياضية في محافظاتكم لأنها تشكل دعاية متميزة لهذه المدن العراقية والتعريف بها وهذا ما نجده في الكثير من مدن العالم لأنها مشهورة ومعروفة برياضتها وأبطالها وأنديتها، وهنا أتحدث عن مجالس المحافظات ودورها في تقديم الخدمات وتحسين الظروف الحياتية والنجاح في إدارة محافظاتها شبابياً وخدمياً وصحياً ومدرسياً ولعل الجانب الرياضي هو أكثر الجوانب اهتماماً ورعاية والتزاماً من الجوانب الأخرى لان الملتزمين بهذا الجانب هم الشباب وهم عماد المستقبل وأمل الوطن ومستقبله. خاصة وأننا نواجه اليوم اشباحا كثيرة تؤثر في قطاع الشباب وآفات تسعى لتدميرهم، وأخطرها آفتا المخدرات والتطرف والإرهاب، وعلينا أن نبذل الجهود ونشد العزم لمقاومة هاتين الآفتين الخطيرتين (المخدرات والتطرف) وما دامت حكومات المحافظات ومجالسها معنية بهذه الشريحة الأكبر والأهم (الشباب) اذاً فإن واجبنا الأهم كحكومة محلية أن نعطي الشباب والرياضة التوجه الأول والأهم والاكبر.

وهنا أقول لأحبتي أعضاء مجالس المحافظات الفائزين بثقة جماهيرهم وأبناء وبنات محافظاتهم أن يعطوا للرياضة وأنديتها اهتماماً استثنائياً وحجماً كبيراً يتناسب مع أهمية الرياضة وألعابها وتأثيرها بحياة الشباب وأثرها في تحسين الواقع الرياضي ورعاية نشاطات الأندية الرياضية في محافظاتهم وبشكل يضمن نجاح هذه الأندية ودورها في استقطاب الشبيبة ومن كلا الجنسين للاهتمام بصحتهم وحياتهم وألعابهم من خلال ممارستهم للألعاب الرياضية والابتعاد عن السلوكيات الخاطئة والمنحرفة للبعض ويدعو لها البعض الآخر، لقد أصبحت بعض المدن والمحافظات العراقية معروفة ومعرّفة بمراقدها المقدسة وتاريخها وآثارها وتراثها. وهنا أريد أن تصبح هذه المدن والبلدات معروفة بأنديتها الرياضية وفعاليات ونشاطات أبطالها في كل المجالات، لهذا أقول لأحبتي الفائزين بعضوية مجالس محافظاتهم كونوا على قدر المسؤولية (گدها) وان يقدموا انجازاتهم وعطائهم وبما يتناسب ودورهم التاريخي والأخلاقي كل في مجاله وخبرته واختصاصه. وأطالب الإخوة والأخوات في مجالس المحافظات للعمل في اختصاصه. وهنا أقول لأحبتي المختصين في الجانب الرياضي أن يعطوا للرياضة حقها وأن لا يعتبروها على أنها (لعبة طوبة) فقط بل هي نشاط حياتي حساس ومهم ويرتبط بحياة الإنسان ونشاطه ودوره في الحياة واساس صحته، ويقدموا لأندية محافظاتهم ومدنهم كل الدعم والاسناد بما يساهم بالارتقاء بالرياضة في الأقضية والنواحي والاهتمام بالبنى التحتية من ملاعب وساحات وقاعات رياضية لأن وجود البنية التحتية يساهم في تطوير الرياضة والألعاب وتساهم في احتضان مختلف النشاطات الرياضية. وهنا أركز على مختلف النشاطات الرياضية وبنائها التحتي لأن توفرها سيساعد ابناءها على استقبال وتشجيع جميع النشاطات والفعاليات الرياضية وهذا ما يساعد على نشر مختلف الألعاب الرياضية بأنواعها. وهذا لا يتحقق إلا من خلال الدور الفاعل لأبناء محافظاتنا العزيزة.

أمنياتي أن أجد بنى تحتية رياضية متكاملة في كل مدن ومحافظات الوطن لأنها ستساهم في نشر النشاطات الرياضية ومختلف الألعاب.. ولنا عودة.

*****************************************************************************

الصفحة العاشرة

الماركسية وحضارات وادي الرافدين القديمة

ماجد الياسري

ليس هناك شحة في ما كتب عن حضارات بلاد وادي الرافدين من فبل آثاريين عراقيين وأجانب، بل وهناك الكثير مما سيكتب لان أغلب المواقع الآثارية لم يتم تنقيبها وما تزال متروكة عرضة للتغير المناخي ولمافيات سراق الاثار، وكذلك لوجود أعداد ضخمة من الألواح الطينية المدونة للكتابات المسمارية لم تتم ترجمتها بعد بسبب قلة المتخصصين في هذا الجانب .

وتركز هذه الكتب والمقالات، والعديد منها مهم، على توصيف المشاهد التاريخية مثل الحروب والتمدد العسكري والوضع الاقتصادي والحياة الاجتماعية من ثقافة وفن وأزياء، مع اهتمام خاص بالموضوعات المتعلقة بالسحر والأساطير والدين بسبب أن تمويل معظم البعثات الآثارية الغربية في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين جاء من مؤسسات دينية وبهدف إيجاد لقى تدعم سرديات العهد القديم والجديد، بينما نجد نقصا في المقاربات التي تعتمد تحليل الواقع  الاقتصادي -  الاجتماعي والبنية الطبقية لهذه المجتمعات لفهم عملية ارتقائها وتطورها التاريخي .

 ومن الحضارات التي حظيت باهتمام خاص حضارة سومر التي كانت بدايتها في الألف السادس قبل الميلاد وانتقلت الى بناء عدد من الدويلات والمدن المستقلة في جنوب العراق كأور ونيبور ولإرسا ولكش وكيش وأريدو على سبيل المثال. ومن أسباب الاهتمام بالحضارة السومرية كونها الأولى التي دشنت بدء العصور التاريخية في بلاد وادي الرافدين وحكمتها سلالة من الملوك التي عثر على أسمائهم في اللوحات الطينية المسمارية، وحققت إنجازات علمية وثقافية على شكل أساطير ومرثيات وقطع أدبية هامة، واهتمت بالتدوين التاريخي في فترتي ما قبل وبعد الطوفان ومن حكمها من الملوك. وهناك سبب مهم آخر يعود الى الجدل حول من هم السومريون ومن أين جاءوا وهو جدل مايزال مستمرا. وجاءت نهاية المملكة السومرية في الفترة بين 2300- 2335 ق.م عندما اكتسحها سرجون الأكدى واقام الإمبراطورية الأكدية على أنقاضها.

وقد اهتم ماركس وانجلز بالموضوع اثناء دراسة ارتقاء المجتمعات ودور قوى الإنتاج واشكال الأنماط، اعتمادا على المنظور المادي التاريخي في الانتقال من نظام المشاعة البدائية الى النمط العبودي بدءا من العصور الحجرية عندما اعتمد الانسان على جمع القوت والصيد بواسطة أسلحة بدائية مصنوعة من قطع الحجر والصوان التي يتم صقلها وتهذيبها. وقد حذرا من مغبة استنساخ أنماط المراحل الانتقالية الخمس في أوروبا واسقاطها على حضارات الشرق، وأشارا الى احتمال وجود نمط “آسيوي” يختلف عما ساد في أوروبا.

وكانت أحد أسباب محدودية مساهمتهما في تحليل التشكيلات الاقتصادية الاجتماعية في الشرق هو غياب المصادر عن طبيعة علاقات الإنتاج وأشكال البناء الفوقي المادية والروحية المرافقة لها. وقد انتقدا القراءات التي تبتذل العملية التاريخية المعقدة وتحولها الى فرضيات تحوي مقاربة “ما فوق تاريخية” يمكن استخدامها في كل زمان ومكان وبالضد من المفهوم المادي للتاريخ الذي يؤكد على ترابط عملية ارتقاء المجتمعات في العالم بالظروف والخصائص المحلية وفي الزمان المحدد ولكن ليس بشكل عفوي عشوائي بل على أساس قوانين تنظم نشوء ونمو وتطور الحضارات حتى نهايتها عندما يتم تبديلها بأشكال جديدة أرقى. ويغلب على هذه العملية عنصر التعقيد ويختلف من حضارة الى أخر نتيجة تداخل عوامل جغرافية وطبيعة الطبقة الحاكمة وتوزيع الثروة المادية مثل الأرض وملكية وسائل الري في بلاد الشرق التي اتسمت بالمركزية في حضارتي وادي الرافدين والنيل، والانتقال التاريخي الى نظام “الخراج” الذي جاء مع الفتوحات الإسلامية. ووقف ماركس بالضد من اختزال أنماط الإنتاج في الشرق كثنائية بين سلطة الملك والكهنة من جهة والمجتمعات القروية الفلاحية.

وتوفر المعطيات والمعلومات الحالية عن حضارات وادي الرافدين التي قدمها ما يقارب القرن من التنقيب والبحث الآثاري فرصة لتعميق الفهم النظري لهذه المجتمعات وفي تطبيق قوانين المادية التاريخية كأدوات للتحليل والنقد، ولكن بدون الوقوع في هوس عدد من الماركسيات الغربية التي وضعت سورا لا يمكن تجاوزه بين ما يطلقون علية الماركسية الأرثوذكسية وبين المحدثين الذين أفرغوا الدراسات التاريخية من سلاحها الفلسفي المتحزب ومشروعها التغييري وتحويلها الى نظرات تأملية حداثوية.

وقد تطلب أكثر من نصف قرن لترجمة الأرقام الطينية التي نقلت من العراق الى المتحف البريطاني وبعض المتاحف في أمريكا وأوروبا رافقها تطور في مهارات ترجمة اللعة السومرية التي فتحت عالما معرفيا جديدا أمام الباحثين في حضارات واقتصاد وثقافات بلاد وادي الرافدين.

وقد تأثر التعامل مع هذه المعارف الجديدة في مراكز الأبحاث الغربية بمواقف العداء للماركسية والشيوعية وأيضا بالعنصرية الدينية التي تجنبت المساس بتراث وادي الرافدين بسبب عدم التطابق مع السرديات الدينية، من دون التقليل مما تم نشره مقارنة بحضارات وادي النيل القديمة.

وقد انتعشت المقاربة الماركسية في العقد الثالث في القرن الماضي ولغاية الستينيات حيث كان هناك اهتمام واضح من قبل المدرسة السوفيتية في علم الآثار، حيث قدمت منظورا متجددا في دراسة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لسكان العراق القدماء من قبل عدد من علماء الآثار السوفييت وتمت ترجمة ذلك الى الإنكليزية والقليل منها الى العربية. ومن هؤلاء عالم الآثار من جامعة بطرسبيرج فاسيلي ستروف (1889-1965) الذي اهتم بدراسة الاقتصاد السومري في عهد سلالة أور الثالثة وعن “ لكش” قبل سرجون الأكدى، وكذلك عالم الآشوريات والسومريات إيغور دياكونوف (1915-1999) من جامعة لينينغراد. وآخر ما ترجم الى العربية ونشر عام 1989 هو كتاب من تأليف فاليري غولايف (ولد عام 1938) عن الدويلات - المدن في جنوب العراق، وهو أستاذ علم الآثار في جامعة موسكو.

ولم تتواصل هذه الدراسات التي أثارت جدلا أغنى الفهم النظري لعملية الانتقال من المشاعة البدائية الى النمط العبودي والاقطاعي، ولكن بخصوصيات وادي الرافدين بسبب دوغما التعامل مع البحوث الفكرية والعلمية في مرحلة الاتحاد السوفيتي السابق وخاصة بعد ثلاثينيات القرن الماضي، وهو ما ترك بصماته على العمل البحثي والأكاديمي ومنها في علم الآثار والتاريخ. وفي خمسينيات القرن الماضي امتد اليها هوس الحرب الباردة التي كانت جزءا من الحرب النفسية والسياسية التي شنتها أجهزة المخابرات والأمن القومي الغربي. وتأسست مراكز أكاديمية متخصصة بشيطنة الفكر الماركسي والترويج لماركسيات غربية بديلة مجردة من المقاربة المادية الجدلية ومن مبدأ الممارسة. ومن الأمثلة الشيوعي الألماني كارل ويتفوجيل (1896-1928) الذي انتقل الى المعسكر الفكري البرجوازي وعمل أستاذا في احدى الجامعات الامريكية، حيث تم ترويج كتابه حول مفهوم الاستبداد الشرفي كنتيجة حتمية لتسلطية الحزب والدولة في روسيا وانسداد أفق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والذي كان تطويرا لرسالة الدكتوراه التي قدمها في معهد الدراسات الاجتماعية المعروفة باسم مدرسة فرانكفورت النقدية .

وقد تميز العراق بوجود لقى لأشكال وأنواع من الأدوات التي استخدمها القدماء قبل أكثر من مئة ألف سنة وخاصة في مناطق إقليم كردستان قرب جمجمال والسليمانية (حيث عثر في كهف شنايدر الشهير على هيكل عظمي لإنسان النياندرتال يعود الى ما قبل 40000 سنة ق.م). وقد وجدت هذه الأدوات الحجرية أيضا في سنجار وفي الرطبة. وبعد ذلك حل العصر الحجري الحديث الذي تميز بالاستقرار في قرى نتيجة تعلم الزراعة وتدجين الحيوانات خاصة في مناطق السهل الرسوبي جنوب العراق قبل 10000 ق.م بسبب خصوبة الأراضي. وفي بداية الألف الخامس ق.م اكتشف العراقيون القدماء المعادن. وعثر على أدلة لهذه التطورات في التنقيب عن آثار تل العبيد قرب أور، وأيضا في أريدو غرب مدينة الناصرية، والوركاء شرق السماوة، وقرب مدينة بابل .

وتميزت هذه المرحلة بالفخاريات وما عليها من نقوش ملونة. ووثقت الدراسات تطور الحياة الروحية للسكان في مرحلة “الدويلات – المدن” السومرية والتي بدأت ملامحها في 4000 ق م وتحولت الى كيانات سياسية اقتصادية لها زعامات ومؤسسة عسكرية وجهاز اداري في 3000 ق م، وهو ما أشر بداية عصر فجر السلالات وبداية الحضارة السومرية. وظهرت في هذه المرحلة ثنائية الملك والكاهن وتطور الأساطير والطقوس الدينية التي كان الماء والسماء أحد رموزها الهامة، وبناء الزقورة لعبادتها حتى انهيار الحضارة السومرية وصعود حضارة أكد على يد سرجون الأكدى الذي حكمت سلالته جنوب العراق لمدة قرن.

*************************************************************************

رؤية الوطن من خارجه

د. حسن مدن

على الأرجح، فإن فريدريك إنجلز، هو من لاحظ أنه كلما طالت المسافة الزمنية بين لحظة وقوع حدث ما، والكتابة عنه بغية تحليله من أبعاده المختلفة، كان التشخيص أدق. لم يكن إنجلز يقصد، بالضرورة، وقائع التاريخ البعيدة، وإنما تلك التي وقعت في العصر الذي يعيشه الباحث، أو المحلل. والقصد هنا، هو أن المسارعة إلى تشخيص حدث ما لحظة حدوثه، قبل دراسة مقدّماته، والأهم عدم الانتظار حتى تبين تداعياته، والنتائج المترتبة عليه، ما يتطلب وقتاً، نقول مثل هذه المسارعة إلى التشخيص عرضة أكثر للوقوع في سوء التقدير، إنْ لجهة المبالغة في حجم الحدث، أو العكس، أي التقليل من أهميته.

ففي حال المبالغة قد تكشف التطورات لاحقاً، أن الأمر أبسط، أو أقل أهمية مما صُوّر به، حكماً من ضآلة ما ترتب عليه من نتائج، أو حتى انعدامها، وقد تليه أحداث أكثر حسماً، أو أهمية منه، لا علاقة مباشرة لها به، وفي حال التقليل من أهمية الحدث المعني قد تفاجئنا التطورات التالية بأنه لم يحسب الحساب لما قد يترتب على ذلك الحدث، الذي بدا لحظتها، في أعين من حلّله، قليل الأهمية، ناسياً أن «معظم النار من مستصغر الشرر».

هنا نحن بصدد رؤية الحدث عن بُعد زمنياً، لكن للأمر جانباً آخر، هو رؤية الحدث، أو المكان، عن بُعد مكانياً، حتى لو كان هذا المكان هو الوطن نفسه، الذي قد يحدث أحياناً، ولا نقول دائماً، أن نراه من خارجه افضل مما نراه من داخله، ربما لأننا عن بُعد نرى المشهد في بانوراميته، أما عندما نكون داخله نصبح أسرى تفصيل بعينه من هذه البانوراما الواسعة.

هذا على الأقل ما توحي لنا به إجابة المفكر الفلسطيني – الأمريكي هشام شرابي، على سؤال بهذا الخصوص. كان شرابي قد أكمل خمسة وأربعين عاماً، وهو يعيش ويعمل كأستاذ جامعي في الولايات المتحدة، حين قال إنه طوال تلك المدّة لم يشعر يوماً، بأنه ترك مجتمعه وأصبح جزءاً من مجتمع آخر. وننقل هنا كلماته حرفياً: «أشعر نفسياً وعقلياً، وفي أعماق لا وعيي، وفي كل ما عملته، وكل انصبابي، العملي والأكاديمي، بأنني أستقي ذلك من هذه العلاقة بمجتمعي».

قال شرابي أيضاً ما يفيد بأن كل ما يحدث في المجتمع الذي أتى منه، فلسطين وبلاد الشام عامة، هو جزء من انهماكه الفكري، كباحث ومؤرخ وعالم اجتماع، وإلى هذا يعزو انعدام الهوة بين الفكر الأكاديمي المجرد والفعل الاجتماعي.

ممتناً لمساحة الحرية المتاحة له في التعبير حيث يقيم، قال: «ربما مكنني ذلك من رؤية الوطن بوضوح أكثر من بعيد».

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صحيفة “الخليج” – 30 آذار 2024

*************************************************************************

قاموس إقتصادي فلسفي.. التدويل

اعداد: د. صالح ياسر

التدويل (Internationalization) - حالة خاصة للتعميم، إنه تعميم لعملية الإنتاج خارج الأطر الوطنية، إنه يتوضع من جهة بالتقسيم الدولي المتنامي للعمل، ومن جهة ثانية بالتركز والتمركز المتعاظم للإنتاج والتعاون. إن تعميم الإنتاج يسبق تدويله. التدويل إذن هو تعميم على الصعيد العالمي.

وإذا بحثنا في الجذور التاريخية للتدويل باعتباره عملية موضوعية تنشأ في مرحلة محددة من تطور القوى المنتجة وتعميم العملية الإنتاجية، فإنه يمكن القول أن التدويل نشأ في إطار تطور الرأسمالية كتشكيلة اقتصادية – اجتماعية، وعند تشكل الأمم البرجوازية. إن تطور القوى المنتجة ونمو القوة الاقتصادية للمجتمع الرأسمالي الصاعد وتعمق عملية تقسيم العمل الاجتماعي محلياً ودولياً وتوسع أسواق التصريف وحقل استغلال رأس المال، كلها عوامل ساعدت في القضاء على العزلة القومية وقادت الى تدويل الإنتاج المادي والروحي.   

هكذا إذن فإن التحقيب الصحيح لهذه الظاهرة – التدويل – والتحديد السليم لبدايتها الأولى، كظاهرة كونية الطابع، إنما يمكن أن نؤرخها de Facto منذ تلك اللحظة، حيث تتخذ الرأسمالية، كتشكيلة اقتصادية – اجتماعية، طابعاً كونياً ويتم تشكل السوق الرأسمالية العالمية، كحقل للنشاط يطال مختلف بقاع العالم رغم المساهمة المختلفة لتلك البلدان في هذه العملية. ان هذه الظاهرة – التدويل – ترتبط موضوعياً بالعمليات العميقة الناشئة في التقسيم الاجتماعي للعمل وشكله الأول في الرأسمالية – التقسيم الدولي التقليدي للعمل.

وإذا كان لتقسيم العمل بجانبيه التقني والاجتماعي تأثير حاسم على عموم التطور الاجتماعي عبر التأثير على القوى المنتجة من خلال التقسيم الفني للعمل، والتأثير على علاقات الإنتاج، من خلال التقسيم الاجتماعي للعمل، فلأن هذا التقسيم يتخطى في لحظة زمنية معينة الحدود المحلية ويجد استكماله في تقسيم العمل الدولي. هكذا إذن تُضفي السوق العالمية طابعاً كونياً على الإنتاج في مختلف البلدان، فقد نشأت صناعة جديدة لا تقوم على استخدام مواد أولية محلية، بل على مواد تستورد من تلك المناطق التي أخضعت للتو للهيمنة الاستعمارية. إن منتجات الصناعات الجديدة لا تستهلك محلياً فحسب بل وفي كافة أرجاء المعمورة، وبهذا تتخذ السلع للمرة الأولى في تاريخ البشرية طابعاً كونياً وتصبح وسيلة لإخضاع أمم جديدة في حقل الإنتاج والتداول. وبذلك تنتهي العزلة القديمة ويقوم العالم الواحد، عالم الرأسمالية.

إن تدويل الحياة الاقتصادية، في مجال القوى المنتجة والعلاقات الاقتصادية يعني درجة أعلى لتطور نمط الإنتاج الذي يمثل الوحدة الجدلية للعنصرين. ومن الناحية التاريخية فإن التدويل – كسيرورة – قد مرّ بمرحلتين:

الأولى، بنتيجة تدويل الحياة الاقتصادية تخطى النشاط الاقتصادي الأطر القومية لمختلف البلدان. بالارتباط مع ذلك جرى الانتقال خطوة الى أعلى تمثل بانبثاق العلاقات الاقتصادية الخارجية بين مختلف البلدان. لكن تلك العلاقات الاقتصادية إنما هي روابط تحدث في إطار نفس النظام الاقتصادي – الاجتماعي. هي إذن عملية تتم في إطار النظام الاقتصادي العالمي للرأسمالية – الوحيد في حينه – وإن مضمونها والاستفادة منها تخضعان لفعل القوانين الناظمة للرأسمالية وطنياً ودولياً. فالحديث يدور عن العلاقات الاقتصادية بين مختلف البلدان التي تنتمي لنظام اقتصادي – اجتماعي واحد. وعند الحديث عن التدويل في هذه المرحلة فالمقصود إذن هو مقولة تدويل الحياة الاقتصادية في الرأسمالية.

المرحلة الثانية، امتازت بوجود وتطور الروابط والصلات ليس فقط بين مختلف البلدان الرأسمالية ولكن كذلك بين بلدان تنتمي الى أنظمة اقتصادية - اجتماعية مختلفة تهيمن فيها علاقات إنتاج ذات مضامين مختلفة كذلك. وفي ظروف محددة لوحظ ظهور تقسيمين دوليين اجتماعيين كبيرين للعمل – رأسمالي واشتراكي واستمر هذا التقسيم حتى لحظة انهيار النظام الاشتراكي حيث انهار معه هذا التقسيم ليهيمن من جديد نظام للأحادية القطبية.

يعتبر تدويل الحياة الاقتصادية ظاهرة موضوعية تجري في عالمنا المعاصر بغض النظر عن الأنظمة الاقتصادية – الاجتماعية السائدة، تحددها احتياجات تطور القوى المنتجة وتقسيم العمل الاجتماعي وشروطه. ولكن من المفيد التأكيد على أن هذه العملية الموضوعية وذات الطابع الكوني “ تنشط “ في ظروف اقتصادية – اجتماعية ملموسة، أي أن ذلك لا يعني تشابه تجلياتها في جميع البلدان والمناطق والأنظمة الاجتماعية، بل أن اختلاف الظروف الحسية، الملموسة، يزيد من تلك الظاهرة – التدويل – تعقيداً من حيث محتواها الاجتماعي الذي ترتبط به وتنشط في داخله. لذلك فان الفهم الصحيح “ لتدويل الحياة الاقتصادية “، كسيرورة تجري في الاقتصاد العالمي، يستدعي الدراسة الشاملة للمسار الموضوعي للتطور الاقتصادي – الاجتماعي على الصعيد العالمي وتحليلها في إطار الظروف الملموسة التي يتم فيها. وأعتقد أن ذلك يشكل المفتاح لفهم صحيح لمنطق العملية الموضوعية – التدويل – ومعرفة السنن والقوانين العامة الناظمة لها، مع التأكيد على ضرورة المراعاة الصحيحة للظروف الحسية التي يجري في إطارها الصراع الدائر على المستوى العالمي وتجلياته المتنوعة في مختلف البلدان و آثار ذلك على هذه السيرورة – التدويل – في مختلف مراحل تطورها.

وفي البلدان النامية وفي ظروف هيمنة قانون التطور المتفاوت الذي يحكم التشكيلة الاقتصادية – الاجتماعية الرأسمالية وحيث تفعل القوانين الاقتصادية الرأسمالية فعلها هنا “ وتنشط “ بشيء من “ الخصوصية “ فلأن عملية التدويل تتسم هنا بسمات خاصة ناجمة عن التبعية المتزايدة لهذه البلدان واندماجها الرأسي المتعاظم “ بالمراكز “ الإمبريالية. فتدويل الحياة الاقتصادية في ظروف التطور التابع في منطقة “ الأطراف “ ( تحت التأثير النشيط للعوامل الخارجية والدور المتعاظم للاحتكارات المتعدية الجنسية والبلدان الرأسمالية المتطورة على عملية النمو والتنمية) يخلق باستمرار ويعيد إنتاج العلاقات الاقتصادية المتوضعة تاريخيا مع “ المراكز الإمبريالية “ ويرسيها على أسس جديدة تتطابق مع التقسيم الدولي الرأسمالي المعاصر للعمل، لذلك فإن تدويل الحياة الاقتصادية، المرتبط موضوعيا بالتطورات العاصفة في القوى المنتجة، وفي ظل ثورة التقانة لا يساهم في إزالة أو تقليص معضلات التطور الاقتصادي بسبب هيمنة علاقات التخلف والتبعية للخارج.

تتم عملية تدويل الحياة الاقتصادية في أحد أكثر حقول الحياة الاجتماعية ديناميكية، وهذا الحقل هو الاقتصاد العالمي. لذلك فإن التناول السليم لهذه السيرورة – التدويل – لا يمكن أن يتم إلا في إطار هذا الحقل الذي يكسب التدويل خاصيته النوعية أو مضمونها التاريخي. نقطة الانطلاق إذن هي الاقتصاد العالمي كمقولة من مقولات العلاقات الاقتصادية الدولية، إنها مقولة اقتصادية مستقلة، تتسم بخصائص متميزة لا يمكن أن تكون مميزة لاقتصاد أي بلد من البلدان.

**************************************************************************

الصفحة الحادية عشر

مؤسسة أبجد تحتفي بالناقد ناجح المعموري

مؤسسة ابجد للترجمة والنشر والتوزيع في بابل؛ احتفت مؤخراً بالاستاذ الناقد والباحث ناجح المعموري وأصدرت له الكتب الآتية:

- جماليات موروث السحر والطقوس.

- الفنان يحيى الشيخ/ تمثلات السرد في التشكيل.

- نافذة في المنفى/ الشاعر صلاح الحمداني.

- كامل شياع/ طاقة الكلام في (دفتر المنافي).

- الأصول الأسطورية في قصة يوسف التوراتي.

- سركون بولص يجوب المدن وهو ميت.

**************************************************************************

تستيقظ المدن الفاضلة..  في رواية « آخر المدن» للروائي زهير الجزائري

فاضل ثامر

رواية “ آخر المدن” للروائي زهير الجزائري الصادرة عام 2024 رواية مدهشة بامتياز، وهي تختلف عن روايات المؤلف السابقة، فهي تحتشد بالحياة، لكنها حياة من لون خاص، ربما حياة الطبيعة والثلج، والجبل والصخور والنبات الطبيعي هي مجرد علامات صغيرة في هذا السفر السردي المحتشد بصراع الانسان الدموي ضد الموت وكمائن الخيانة تجعلان الحدث الروائي متواتراً ومفتوحاًعلى أفق توقع كارثي بانتظار المجزرة، لكن روح المكابرة والمقاومة، ورفض الاستسلام للاستبداد والخديعة ترتفعان بروح التحدي الانساني وتفتحان كوة في آخر النفق.

ومع أن الروائي يخبرنا في الـ “ مقدمة” التي هي عتبة نصية دالة، على أن الرواية كتبت في قرية (بشتاتان) الواقعة على السفح العراقي من (جبل قنديل)، وتحديداً من وحي المجزرة التي تعرض إليها فصيل من المعارضين لنظام صدام حسين الدكتاتوري في هذه القرية في ثمانينات القرن الماضي تحديداً في شهر آيار عام 1983 ، الا ان الرواية ابعد ما تكون عن النزعة التسجيلية أو الوثائقية . واذا ما وضعنا جانباً اسم القرية والمجزرة التي شهدتها ، نجد انفسنا أمام عالم يمور بالحياة يذكرنا بعالم آرنست همنغواي في روايته “ لمن تقرع الأجراس” حيث نجد الشاب الامريكي روبرت غوردن يقاتل الى جانب الجمهوريين الاسبان ضد دكتاتورية فرانكو الفاشية في عالم جبلي قاس يتأرجح بين الموت والحياة والرواية، هي أولاً وقبل كل شيء نص كتاب محايث الى حدٍ كبير، ولذا يمكن لنا قراءة الرواية بوصفها ملحمة للمقاومة الانسانية ضد المستحيل وضد طبيعة جبلية ثلجية وصخرية قاسية، لا يمكن أن ينهزم أو يتراجع، فهو دائماً المنتصر ، داخلياً وروحياً وقيمياً.

الرواية هذه تجسد لحظة إنسانية ووطنية نادرة في تاريخ النضال الوطني المشرف ضد الدكتاتورية والاستبداد والغدر. والرواية، ومع أنها تستمد الكثير من الواقعة المحسوسة ومن ظروف الحرب الدموية الا أنها لا تسقط في فخ الوثائقية والظرفية، لأنها تتشكل سردياً من خلال التخييل الروائي المنفتح، لخلق عالمٍ افتراضي يقع على التخوم بين الواقع والفنطازيا.

والرواية وان كانت تنغمس في وقائع الحرب، الا أنها ليست الحرب التقليدية التي تدور بين جيوش نظامية منضبطة، بل هي حربٌ من لونٍ آخر ، هي الحرب الثورية، ربما شبيهاً بحرب العصابات (الكوريللا) التي تخوضها فصائل ثورية مدنية ضد صروح الدكتاتوريات.

ومن الناحية السردية ، تكشف الرواية عن امتياز نادر يتمثل في توظيف ضمير المتكلم (نحن) بدلاً من ضمير المتكلم الفردي التقليدي (أنا) ، وهو توظيف نادر وقليل في الرواية العراقية، وجدنا له سابقاً إنموذجاً في رواية واحدة هي رواية “ سابرجيون” للروائي عامر حمزة الصادرة عام 2014 ،فمن المعروف أن ضمير المتكلم المفرد (أنا) هو الضمير المهيمن في السرد الحديث والذي يدل على صوت سردي يروي حدثاً معيناً من زاوية نظره، وبذا يكون السرد مبأراً. أما ضمير السرد الجمعي (نحن) فهو نادر في الرواية الحديثة، لكن  النقاد الامريكان لاحظوا صعوداً غريباً لتوظيف هذا الضمير في الرواية الامريكية منذ أكثر من عشرين عاماً، وتحديداً بعد الحادي عشر من أيلول 2001 ، دون اكتشاف سر هذا الترابط . وليس معنى هذا خلو السرد الامريكي من توظيف ضمير الجمع هذا،إذْ سبق للروائي الامريكي وان وظفه في قصته المعروفة “ وردة من أجل أميلي”.

أما في العربية فيختلف علماء اللغة في تحديد طبيعة هذا التوظيف فهناك من يرى ان توظيفه يشير الى إضفاء صفة التفخيم وأحياناً الغرور على الراوي، وهناك من يرى أن توظيف ضمير المتكلم الفردي (أنا) دليل على صعود النزعة الفردية .

ويخيل لي أن توظيف ضمير الجمع (نحن) في رواية “ آخر المدن” دليل على المشاركة الجماعية في السرد والموقف فالراوي ، وان كان فرداً من جماعة محددة، لكنه لا يرغب في أن ينسب السرد اليه تحديداً، بل الى الجماعة التي ينتمي اليها، لأنها هي التي صنعت الحدث بصورة جماعية، وهي التي عانت وقاست الكثير من أجل قضية مشتركة تهم الجماعة وليس فرداً بعيداً، مهما كانت أهميته وهنا لابد من الاستدراك والتأكيد ان هذا اللون من السرد يقع تحت مظلة التبئير الجمعي.

زهير الجزائري في هذه الرواية هو رسام وصانع سيناريو سينمائي،يضع الوصف في مقدمة إهتماماته السردية حتى ليذكرنا بمدرسة الرواية الجديدة في فرنسا، وهو دقيق فيما يصف، وقد يبتعد قليلاً عن لغة السرد المنضبطة الى لغة الشعر التخييلية الجامحة، وهو ربما اذا استخدمنا مقولة الناقد ياسين النصير في كتابه” حائك الكلام” يحيك سرده الروائي من خلال التخييل السردي عبر لبناته  الأساسية : “ العلامات” أو الكلمات. يستهل الروائي زهير الجزائري سرده الروائي دونما مقدمات بالدخول الى قلب الحدث، تاركاً القارئ بانتظار ما ينجلي عنه السرد اللاحق ، لاستكمال صورة الفعل الروائي الاساسية لكي يستطيع أن يلاحق دفق الاحداث المنفلت. “ بعد أيام من الانتظار على حافة الأرض الحرام جاء رسول ليبلغنا، البختيار أعطاكم الأمان في أرضه وامر الحماية والزاد حتى تستقروا، وتدبروا أموركم .” (ص 7).

ونكتشف أن الفعل السردي في الرواية يبدأ تحديداً من نقطة الهزيمة التي لحقت بالمجموعة.

“ كنا اول الجماعات التي أفلتت من الهزيمة والحصار.. حتى وصلت حافة الجبل الذي تسيطر عليه قبائل البختيار ,” (ص 7)

وللوهلة الأولى يستحيل على القارئ العادي ان يحدد نوع الهزيمة التي أفلتت منها الجماعة ، وفيما اذا كانت هي الهزيمة المأساوية في قرية (البشتاتان)، أم هزيمة اخرى محتملة، لأن ثمة سلسلة من المجازر التي ستتعرض لها الجماعة لاحقاً بفعل موقف قيادة قبائل (البختيار) التي تواطأت مع النظام الدكتاتوري للتخلص منهم (عربوناً) لفتح صفحة جديدة معهم. ومهما يكن ذلك ، على مستوى التوثيق التاريخي ، فنحن اولاً، وقبل كل شيء، أمام نص سردي ، ورقي كما يقول رولان بارت، لنا الحق في ان نحتكم اولاً الى آلياته وسياقاته السردية، ونرجئ قليلاً التاريخ والزمان والمكان والرواية هي في جوهرها رواية رحلة بحث، وبشكل أدق رواية رحلة قاسية وضروس بين الطرق الثلجية والصخرية، انتقلت فيها الجماعة من نقطة شروع وصولاً الى قمة جبل العاشق، المكان الافتراضي للنجاة والحياة الامنة.

والجماعة في هذه الرواية،ليست كتلة صماء، بل هي مجموعة من البشر الأحياء الذين يحملون الكثير من الأحلام والتطلعات، كما يفجرون بسيل ذكرياتهم الحياتية السابقة:

“ هنا، كما أمر البختيار ستقيمون “معسكركم” (ص 11 )

وهو مشهد يذكرنا برواية “ عناقيد الغضب” للروائي الامريكي جون شتاينيك عندما وصل (آل جود) في رحلتهم المظنية من اوكلاهوما الى كاليفورنيا الى فضاء مفتوح وأمرهم الجد، كبيرهم:

“ هنا سنقيم مجتمعنا”

لكن الاقامة تتعرض الى المخاطر، التي تدفع بالجماعة لمواصلة الرحلة نحو المجهول ، وسط ألغام الصخور والثلج والكمائن.

وشيئاً فشيئاً تنكشف شخصيات الجماعة” الفردية .اذ سرعان ما نتعرف (بهاء) القائد السياسي للجماعة وهو ابن فلاح تحول بقرار من القيادة الى عامل بناء، قاد الاضرابات في شبابه، وامضى عشر نوات في السجن.” (ص 16 )، كما نتعرف الى بعض الشخصيات النسوية منها “سمية” التي لا يمكن لها أن تنسى الآلام التي عاشها في أقبية التعذيب. (ص 18 ) وقد ساعد ظهور (سمية) على تحريك الحدث ومنحه رقة “وعذوبة” كما نتعرف لاحقاً الى شخصية نسوية مهمة هي الدكتورة عشتار التي استطاعت بمساعدة زوجها الدكتور مالك وبقية المجموعة من بناء مستشفى ميداني بردهتين عند سفح جبل العاشق سوف يستقبل مرضاه من ابناء القرى المجاورة، كما نتعرف على شاعر فطري شاب يبدو مثل درويش هندي بشعره اللماع ولحيته، وكان ساخطاً لأنهم القوا بدفاتره في النهر اعتقاداً منهم انها تنطوي على سحر الأبالسة وكانت لغته مع الجماعة لغة شعرية بدهشة وهو يقدم نفسه للجماعة.

“ جئت في سورة الماء ، جئت في الخنادق المهدمة، أنصاف جثث خرجت من فتحات الدبابات المحترقة. باختصار هربت من ملاحقة الجثث .” (ص 13 ) .

وبدا الشاعر الغريب متوحداً مع الطبيعة عندما أخبرهم، أنه مدعو الى حفل، وعندما سألوه عن أي حفل يتحدث قال:

- نعم ، اليوم تحتفي الحشرات بزهرة الخوخ.” (ص 24 )

وكان الشاعر أول من نبه الجماعة الى الفردوس الممتد أمامهم عندما قال لهم:

“ الا تشبه الارض لحظة الخليقة”

وفغر الجميع أفواههم يتساءلون اين كنا عن كل هذا! وكانت السهول مغطاة على امتداد البصر بعشب ذهبي يشبه أبراً ضوئية ، وفوق الغابة ما تزال الثلوج تسرب الماء الى السهل والغابة.” (ص 23 )

وتتالى شخصيات الرواية المدهشة لتكشف عن ذوات انسانية مشبعة بالحياة والأمل والثقة، مثل زوجة جوتبار وخضر وابراهيم وهشام وبشير واحمد ودحام رشيد وعبير ورشدي وعبد الله وقيس وغيرهم ، وهي كلها شخصيات حية مترعة بروح الشباب والتحدي والأمل أسهمت في خلق هذا الجو الجماعي. للسرد بضمير (نحن) الجمعي الذي يشير الى تضامن الجماعة وقرارها المشترك في هذه المواقف المصيرية الوجودية، يظل أمام القارئ سؤال اشكالي يتعلق بدلالة العنوان “آخر المدن” فليست هناك قرائن كافية تدل على عليه لكن المؤلف يسعفنا في “التذييل” الأخير للرواية الذي يحمل اسم “آخر المدن”

“ ما اسمها ؟

“ ....

أقصد المدينة التي تركناها ؟ .. .” (ص 219 )

ومن الملاحظ أن هذا “ التذييل” يسرد بضمير (الأنا) الفردي وليس الجماعي (نحن) ، بما للدلالة على حضور المؤلف شاهداً على المأساة البطولية هذه حيث يعترف أنه لا يعرف  اسم المدينة

“ يدري أن، النسيان سيزيل بجناحه الضبابي هذه المدينة أيضاً كأنها صنعت من مادة الوهم أو من الشواش الذي يجبها.” ( ص 219 )

ترى أكانت تلك المدينة هي “المدينة الفاضلة” التي تحدثوا عنها مراراً، وان بروح الفكاهة السخرية. :

“ تستيقظ المدن الفاضلة .” ( ص 217 )

ربما هي صنو “ المدينة اين” التي بحث عنها أيضاً الشاعر سركون بولص في ديوانه “ الوصول الى مدينة أين” قد تشير الى الوطن أو مدينة الطفولة البريئة

ويبدو لي أن هذه المدينة تظل كناية عن كل مدينة جميلة او مدينة فاضلة احببناها وبنيناها بعرق جباهنا ، وظلت تعيش داخلنا الى الابد

- عفواً.

- هل قلت انها رواية تستحق  ان تشدّ فيها على يديّ

- انها حقاً كذلك

*******************************************************************************

تشكيل.. حسن المسعود .. خطوط النور

علي إبراهـيم الدليمي

يعد الفنان المغترب حسن المسعود من أوائل الفنانين العرب الذين مهدوا للوحة الخطية الفنية، وبشر في نشرها، داخل الدول التي تتحدث غير العربية، ومنذ العقد السبعيني قدم، اللوحة الحروفية، المتميزة باسلوبه الفني المتفرد، وهو ينتج شكل الحرف العربي بلغة بصرية خاصة،

 إذ جعل من الحرف العربي عنصراً تشكيلياً مهما في بناء اللوحة واخراجه من جمود الصورة النمطية في الشكل التقليدي ليتفاعل مع استخداماته في أي مساحة أو شكل معتمداً على ما يمتلكه الحرف العربي من مرونة وقدرة ومطاوعة على التشكيل، لينقله إلى آفاق جديدة بمعطيات حسية وبصرية تتقصى الإيهامات البصرية وتنتج علاقات جدلية بين رؤية موضوعية ورؤية ذاتية. ألوان حارة وأخرى باردة، مساحات بيضاء متسعة، وحروف ونقاط سوداء متحركة في حوار شامل يقف الحرف العربي فيها عموداً بنائياً فخماً ليكوّن أساسها المعماري.

لم تكن تجربة المسعود، إلا عن بدايات عميقة منذ طفولته، وممارسته فنون الخط العربي وفق قواعده وأصوله المعروفة، وهو إبن خمس سنوات، على يد خاله الخطاط، ومن ثم الإطلاع الشامل على تجارب الآخرين، والتأمل العميق بماهية وأهمية أن يبحث بنفسه عن مكنونات جديدة للحرف العربي.. غير التقليدية.

وهكذا كانت تجربته، تنمو وتنضج وتعطي ثمارها اليانعة شيئاً فشيئاً، ليرسم له هويته المتميزة، التي تتمتع بمفاهيم بصرية معاصرة تحمل في طياتها تجربة جادة كبيرة.

لقد سعى المسعود، منذ محاولاته الأولى، إلى غرس وترسيخ وتأسيس بناء أسلوب واضح ومتميز خاص عن جميع الخطاطين في العالمين العربي والإسلامي، فكل لوحة من لوحاته تختلف جذرياً عن الأخرى، في اللون والتكوين والإستلهام، بل لا يستطيع أن يعيدها نفسها، فأصبحت لوحاته كل منها تحمل بصمة كأصابع اليد التي لا تتكرر.

لقد كانت من ضمن أسس بناء لوحات تجربته، التي يعتمد عليها، بعد أن درسها بحذق ودراية هي: البعد البصري الرصين لكثافة الكتلة، ومساحة الفضاء الشاسع المتوازن.. حيث تصبح كالبناء المعماري، ولكنه مرسوم بضربات فرشاته العريضة، الشاخصة، التي هي الأخرى من سمات تجربته. لتصبح إيقاعات لونية بصرية دات أحاسيس حية معاصرة.

ولد المسعود في النجف عام 1944، توجه إلى بغداد عام للعمل مع الخطاطين هناك، فيتعلم الأساليب التقليدية للخط العربي والأدب المحيط بعالم الخط، ولكنه في الوقت نفسه كان يحب الرسم والتصوير الزيتي، ويحلم بالذهاب إلى باريس، للدراسة في المدرسة العليا للفنون الجميلة “البوزار”. انهى دراسته في مدرسة البوزار للفنون في باريس وعمق دراسته للخط العربي في زيارات دراسية بحثية لكل من القاهرة واسطنبول وبورصة. وفي العام 1986 نشرت له دار فلاماريون كتابا تحت عنوان “حسن المسعود الخطاط”، ثم كتاباً تضمن خطوط بنصوص لجبران. وكتابا آخر تضمن 130 عملاً فنياً من الخط العربي. كما اصدر مع الروائية اندريه شديد كتابا بعنوان “الحديقة المفقودة”، ثم اصدر “خطوط الارض”. ومع الكاتب الفرنسي جاك سالومى أصدر كتاباً حمل 65 لوحة فنية من أعماله. وفي العام 1999 أصدر كتاب تحت عنوان “سفر الطيور”. وكتاب “دفتر خطاط” عن رباعيات جلال الدين الرومي. والعام 2002 تصدر له دار فلاماريون كتابا عن الخط العربي. والعام 2003 أصدر كتاب “خطوط الحب”. كما نشر مجموعة من 65 لوحة مختارة تحت عنوان “خطوط الإنسان”. كما صدر له كتاب “بعيدا عن الفرات” حول حياته وعمله الفني. وكتاب آخر عن ملحمة كلكامش.

***********************************************************************

قصة قصيرة.. الصورة

شاكر كتاب

 نظر إلى الصورة على الجدار. كان في حضن امه ويقف وراءهما أبوه. ابتسم. وهو يعدل ربطة عنقه. ثم ارتدى سترته. وهو يغادر البيت سمع صوتاً من غرفة امه فعرف انها استيقظت أيضاً.

تأخر قليلا حتى تخرج من غرفتها. نظر مرة اخرى إلى الصورة المعلقة على الجدار. استدار نحو باب غرفة امه بعد ان سمعها وهي تفتحه بهدوء يتناسب مع عمرها الطويل. خرجت لكنها مالت مسرعة لتجلس على الأريكة في الهول. جاء اليها. وحيّاها. قبّل رأسها. ثم يدها. وجلس إلى جانبها. نظر إلى الصورة على الجدار. شاهدت الأم ابنها ينظر بحنان إلى الصورة. فوضعت يدها على كتفه. وسحبت رأسه إلى حضنها فاستسلم بلا مقاومة وأحاطت جسده الكبير بيديها الضعيفتين الصغيرتين. كاد ان يبكي. قاوم دمعته. لكنه بعد قليل سحب رأسه من حضن امه ووقف يعدل ملابسه معتذرا وأشار إلى ساعته وادرك أنَّ وقته قصير ليصل إلى الدائرة. انحنى وقبّل يد امه. استدار نحو الباب وهو ينظر نحو الصورة على الجدار. كان طفلا صغيرا وامه في عزّ شبابها وأبو يرحمه الله يقف وراءهما يرتدي بدلةً بغداديةً متميزةً وعلى صدره ساعة تتدلى من جيب الصدر. التفت إلى أمه وجدها تراقبه. ابتسم لها. قاوم دمعته مرة اخرى. القى بقبلة على يده ورماها من فراغ كان عند الباب إلى امه التي استقبلتها بابتسامة حزينة. خرج واغلق الباب خلفه. سار في ممر الحديقة متوجهاً إلى الباب الرئيس للبيت ليجد سائق السيارة الحكومية بإنتظاره. حيّاه وابتسم له. صعد في السيارة ليجلس في المقعد الخلفي. قبل ان تسير السيارة.. التفت فوجد امه وزوجته وفي حضنها طفلٌ يشبهه تماماً ينظران إليه من نافذة الهول حيث كانت هناك على الجدار صورته في حضن أمه، وأبوه كان يقف شامخاً وراءهما.

******************************************************************************

الصفحة الثانية عشر

كربلاء تستذكر الملحن  الفقيد كوكب حمزة

كربلاء – طريق الشعب

أقام “مركز باهرون” للثقافة والفنون في كربلاء، يوم السبت 6 نيسان الجاري، أمسية استذكار للملحن والمناضل الراحل كوكب حمزة، الذي جرت مراسيم تشييعه إلى مثواه الأخير يوم السبت نفسه في الدنمارك.

حضر الأمسية التي أقيمت على حدائق حي الموظفين وسط كربلاء، جمع من محبي الراحل، مثقفين وأدباء وفنانين وآخرين من متذوقي فنه، إضافة إلى سكرتير وأعضاء اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المحافظة.

نقيب فناني كربلاء د. علي الشيباني، أدار الأمسية وافتتحها بكلمة قال فيها انه “برحيل الفنان كوكب حمزة نفقد شخصية مهمة اغنت الذائقة الموسيقية في العراق المبتلى بالاسى والحزن”، مشيرا إلى ان الفقيد رحل بعيدا عن وطنه، في منفاه القسري.

وأوضح ان “الفقيد مجدد في الموسيقى والغناء العراقيين، وانه لم يكن موسيقيا فحسب، بل كان مناضلا صلبا لم يتنازل عن مبادئه. فهو رمز وطني لمثقف عضوي وظف صوته وعوده للتعبير عن هموم الناس والوطن، ورفض كل المغريات، ولم يمد يده للنظام الدكتاتوري الدموي”، مضيفا أن “كوكبا التحق بصفوف قوات الأنصار الباسلة في لجة الموت، وقدم أجمل الالحان التي ما زالت تطرق الوجدان أمثال (الطيور الطايرة) و(محطات) و(الكنطرة)”.

بعد ذلك، قدم القاص الرفيق سلام القريني كلمة قال فيها أن “الفنان كوكب حمزة تفجرت فيه طاقة شاب ذكي عرف كيف يطوع آلة العود وصوته للكلمة المؤمنة بقضية غاية في الأهمية، هي الانتصار لإنسانية الانسان وتخليصه من الذل والعبودية، مستمدا ذلك من رؤيته في علم الجمال الماركسي”، مضيفا أنه “أتذكر حينما كنت طالبا في جامعة البصرة، كان فقيدنا مدرسا للموسيقى فيها. فهذا القادم من مدينة القاسم الريفية وجد نفسة في البصرة وسط مدينة تضج في الصراع الطبقي، وتشهد نضالا شيوعيا لا مثيل له، وحراكا ثقافيا يغيض النظام البعثي بوجود كوكبة متآلفة من الكتاب والشعراء، وأشهر كتاب الاغنية الشعبية، وملحنين مبدعين”.

وتابع قوله أن “كوكبا لفت الأنظار اليه حين قدم لحنا عظيما في مهرجان المربد الأول عام 1970. إذ عزف وغنى بصوته ذي البحة العجيبة رائعة الشاعر المغيب أبو سرحان (بنادم)، ما أبهر الشاعر العربي الأخطل الصغير الذي كان حاضرا في المهرجان، ليقف له”.

 وفي ختام الأمسية، جرى عرض لقاء كان قد أجراه الفنان طارق هاشم، مع الفقيد. كما عُرضت أغنيته “المحطات” التي كتب كلماتها الشاعر الراحل زهير الدجيلي.

********************************************************************************

الناصرية.. ازاحة الستار عن نصب المتظاهر المغيب سجاد العراقي

متابعة – طريق الشعب

شهدت فلكة الحضارات وسط مدينة الناصرية، مساء الأربعاء الماضي، إزاحة الستار عن نصب نصفي للناشط المدني المُغيّب سجاد العراقي، الذي جرى اختطافه خلال أيام انتفاضة تشرين 2019، ولم يُعرف مصيره حتى اليوم. وحضر مراسيم إزاحة الستار جمهور من الناشطين والمتظاهرين، وآخرون من أبناء مدينة الناصرية، إلى جانب عائلة المختطف طيب الذكر.

وعلمت “طريق الشعب” ان النحاتين الميسانيين محمد جاسم الرسام وكريم محمد هما من انجز النصب.

وفي حديث صحفي، قال الفنان د. ياسر البراك الذي حضر مراسيم إزاحة الستار أن “هذا النصب الذي تكفلت به عائلة الناشط المغيب سجاد العراقي، يحمل رسالة احتجاج على ما تعرض له شباب تظاهرات تشرين، ويذكر بضرورة الكشف عن مصير العراقي وزملائه الآخرين من المتظاهرين المغيبين”، مضيفا أن “وقفة اليوم تؤكد المنهج السلمي لتظاهرات تشرين، في ظل الإهمال الحكومي الواضح وعدم الاهتمام بمصير الناشطين المغيبين”.

أما الناشط علي جواد، فقال أن “سجاد هو أحد أبطال تظاهرات تشرين، ورمز من رموز الحركة الاحتجاجية في محافظة ذي قار، وان إقامة هذا التمثال تؤكد استمرارنا في المطالبة بالحقوق”، مشيرا في حديث صحفي إلى ان “ناشطي الناصرية ومتظاهريها يجددون اليوم مطالبتهم بالكشف عن مصير الناشط المختطف”.

جدير بالذكر، أن محكمة جنايات ذي قار أصدرت في 22 آذار 2023، حكما بالإعدام غيابيا بحق مدانين اثنين بجريمة خطف الناشط سجاد العراقي.

*******************************************************************************

فهمي يزور عائلة الراحل  الكبير عريان السيد خلف

بغداد – طريق الشعب

قام الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، على رأس وفد من قيادة الحزب، أمس الأول الجمعة، بزيارة عائلة الشاعر الكبير الفقيد عريان السيد خلف، في دارها ببغداد.

وكانت السيدة الشاعرة أحلام الزيدي زوجة الرفيق الراحل ورفيقة دربه، وحفيده مصطفى، في استقبال الوفد. واستذكر الجميع خلال الزيارة فقيدهم الكبير، واستعادوا شذرات من منجزه الشعري الفذ، واشادوا بإرثه الابداعي الغني والنادر.

وضم وفد الحزب أيضا كلا من عضوي اللجنة المركزية الرفيقين صبحي الجميلي وحسين علاوي، وعضو مختصة العمل الثقافي في الحزب الرفيق علاء الماجد.

******************************************************************************

زيارة تفقدية للشاعر السماوي والقاص حنون مجيد

بغداد - طريق الشعب

زار وفد من مختصة العمل الثقافي في الحزب الشيوعي العراقي، الخميس الماضي، كلا من الشاعر ناظم السماوي والقاص حنون مجيد في بيتيهما ببغداد، واطمأن على أحوالهما الصحية والعامة، ونقل اليهما تهاني قيادة الحزب بحلول عيد الفطر وتمنياتها لهما بالعافية والسلامة الدائمتين.

وضم الوفد كلاً من الرفيقين د. علي مهدي و د. جواد الزيدي والرفيقة حذام يوسف.

*******************************************************************

في الكوت «سوك الطلايب» أيام العيد

متابعة – طريق الشعب

قدمت “الفرقة الشرقية” للتمثيل في الكوت، طيلة أيام عيد الفطر، عرضا مسرحيا مجانيا بعنوان “سوك الطلايب”.

ويعالج العمل الذي شاهده جمهور كبير من العائلات والشباب، والذي قُدم على قاعة الإدارة المحلية، قضايا تتعلق بالحياة اليومية في السوق، وتنعكس في الصراع بين الخير والشر.

وفي حديث صحفي، يقول المشرف على المسرحية منير كمر، ان العمل يتناول قضايا سلبية تجري في السوق، ومنها التعدي على القانون، مبينا أن العمل قُدم بأسلوب كوميدي، وانتهى بانتصار الخير وسيادة القانون.

ويشير كمر إلى أن أغلب أعضاء “الفرقة الشرقية” ليسوا أكاديميين، وهم من الطاقات الشابة والكسبة، مؤكدا أن “أعضاء الفرقة، دفعهم شغفهم بالمسرح إلى العمل بالمجان. حيث رفضنا أن يكون هناك شباك تذاكر لمشاهدة المسرحية”.

***************************************************************************

عدد جديد

 من «النصير الشيوعي»

عن رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين، صدر أخيرا العدد (21) آذار 2024 من جريدة “النصير الشيوعي”.

ضم العدد أخبارا وتقارير عن نشاطات الرابطة في العراق والخارج، وكتابات عن مسيرة الحركة الانصارية وشهدائها، غطت جميعها 18 صفحة ملوّنة. 

****************************************************************************

اتحاد أدباء العراق يُعلن نتائج مسابقة الأدباء الشباب 2024 

متابعة – طريق الشعب

أعلن الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق، أخيرا، نتائج مسابقة الأدباء الشباب بدورتها الخامسة 2024/ دورة الشاعر بدر شاكر السيّاب، والتي ينظمها الاتحاد سنويا دعماً للطاقات الأدبية العراقية والعربية دون سن 35 سنة.

المسابقة التي رفعت هذه الدورة شعار “فلسطينُ جرحٌ ثائرٌ في الروح”، تضمنت مسابقتين، الأولى خاصة بالمخطوطات غير المطبوعة للشعر والقصة والرواية والنصوص المسرحية، والأخرى خاصة بالقصيدة غير المنشورة أو الفائزة بجائزة. وبالنسبة للمخطوطات غير المطبوعة، أحرز المركز الأول في حقل الشعر أحمد كاظم خضير عن مجموعته الشعرية “يريدُ أَن ينقضَّ”، فيما أحرز المركز الثاني حسن سامي العبد الله عن مجموعته “قُدسائيل”، والثالث أحرزه محمد حسن السامرائي عن مجموعته “أفكارٌ لا تُطيقُني”.  وفي حقل القصة، فازت شهد الزبيدي بالمركز الأول عن مجموعتها القصصية “عندَ أطرافِ القُرى”، وفازت مآب عامر بالمركز الثاني عن مجموعتها “تنورة جينز قصيرة”. أما المركز الثالث فقد أحرزه رأفت عادل عن مجموعته “ضحكاتُ شوبنهاور السعيد”.

بينما فاز بالمركز الأول في حقل الرواية محمود السامرائي عن روايته “موسم البراءة”، والثاني فازت به نور الهدى كناوي عن روايتها “خارج الحدود”. أما المركز الثالث فقد كان من نصيب آريان صابر الداوودي عن روايته “شرفةٌ مظلمةٌ”. وفي حقل المسرح، حقق المركز الأول حيدر حسين ناصر عن نصه “أمنية خرافية”، والثاني حققه مرتضى عودة عن نصه “حربٌ غريبةُ الأطوار”.

فيما فاز بالمركز الثالث حيدر عبد الرحيم عن نصه “خراب بيوت”.

هذا ويعكف الاتحاد حالياً على طباعة المخطوطات الفائزة ليتم توقيعها من قبل الشباب، في حفل يقام يوم 7 أيار المقبل، في مناسبة يوم الأديب العراقي. إذ سيُحتفى بهم وتسلم لهم جوائزهم. أما بالنسبة لنتائج مسابقة القصيدة غير المنشورة أو الفائزة بجائزة، فبعد أن جُمعت القصائد المشاركة، عُرضت على لجنة متخصصة، فتم اختيار 30 قصيدة لـ30 مشاركاً، ليكونوا عماد مسابقة القصيدة في مهرجان “جواهريون” بدورته الخامسة، والتي سترافق فعاليات يوم الأديب العراقي. إذ سيتنافس الشباب على مدى يومين في جلسات مباشرة بحضور لجنة متخصصة من كبار الأدباء، ليُتوّج في النهاية 3 فائزين بالمراتب الأُولى، مع 7 فائزين بجوائز تقديرية.

وتعود القصائد المختارة لشباب من العراق ومصر والأردن وسورية ولبنان والسعودية وتونس وليبيا.