اخر الاخبار

الصفحة الأولى

أفتتاحية طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر

تمر هذه الأيام الذكرى الخامسة والستون لانعقاد المؤتمر الاول لاتحاد الجمعيات الفلاحية في العراق يوم ١٥-٤-١٩٥٩، غداة ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة.

 لقد عانى الفلاح والريف والقطاع الزراعي في العراق الامرّين بسبب من سيطرة الاقطاع والملاكين على مجمل الاراضي الزراعية الخصبة، فيما الفلاح لا يحصل من الناتج الا النزر اليسر الذي لايسد رمقه وعائلته، وهو مثقل بالديون بسبب نظام المحاصصة البغيض.

تضاف الى ذلك الاتاوات التي كان يفرضها عليه الاقطاعيون وسراكيلهم. كذلك كان مفروضاً عليه العمل في السخرة لدى الاقطاعين والمستعمر الانكليزي خارج عملهم كفلاحين في الارض.

كل هذا وغيره كان دافعا لاندلاع العديد من الانتفاضات الفلاحية، مثل انتفاضة ال ازيرج وانتفاضة فلاحي قلعة دزة وانتفاضة الشامية وغيرها، وكان أعضاء الحزب الشيوعي العراقي في الطليعة بين المنتفضين.

 وبسبب هذه الحراك الاجتماعي وارتفاع مستوى الوعي، كان الفلاحون مهيأين تماماً بعد ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة لخوض الصراع دفاعا عن مصالحهم الطبقية، وبالاخص بعد صدور قانون الاصلاح الزراعي رقم ٣٠ لسنة ١٩٥٨ حيث كانت الحاجة ماسة للادوات المساعدة لتنفيذ القانون. لذا كان ضروريا انطلاق العمل على تأسيس الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية في العراق. ولم يكن ذلك بمعزل عن دعم واسناد الفرق الشيوعية الارشادية، وزياراتها لكل الريف العراقي من شماله الى جنوبه.

انطلقت عملية تأسيس الجمعيات الفلاحية في كل القرى والارياف، وتوج ذلك بأنعقاد المؤتمر التأسيسي الاول للاتحاد يوم ١٥-٤- ١٩٥٩.

لقد لعب الاتحاد دوراً مجيداً في الدفاع عن مصالح الفلاحين بدءا من عضويته في لجان الاستيلاء والتوزيع ولجان حل المنازعات في الريف ، واسهامه في نشر التعاون بين الفلاحين وتأسيس مئات الجمعيات التعاونية، وفي المطالبة بتشييد البنى التحتية في القرى والارياف من طرق وجسور وقناطر ومدارس ومستوصفات. وكان ممثلوه يواصلون العمل مع الفرق الصحية الجوالة لمعالجة ضحايا الامراض المستوطنة، أضافة لدوره الفاعل في حل المشاكل الاجتماعية والعشائرية.

لكن كل هذا لم يدم طويلاً، حيث حصلت الردة الرجعية وتكاثرت محاولات الاستيلاء على الاتحاد من قبل اغنياء الريف وكبار الملاكين، الذين تحالفوا مع انقلابيي شباط الاسود عام ١٩٦٣ ، فيما قام البعث الصدامي بعد انقلابه الثاني بتحويل الاتحاد الى منظمة حزبية تابعة له. ورغم هذا بقيت العشرات من الجمعيات غير خاضعة له، تمارس عملها في الدفاع عن مصالح الفلاحين على الرغم من اقدام النظام المقبور على حل المزارع الجماعية والجمعيات التعاونية.

وبعد الخلاص من الدكتاتورية المقيتة عاد الاتحاد للعمل، وجراء صراع وتأثيرات القوى المتنفذة على قيادته شُلّ عمل الاتحاد المركزي. في حين تفرض التطورات الجارية وحالة التمايز الحاصلة في الريف ، وما حصل من  الغاء الدعم المقدم للفلاح وللزراعة من الاسمدة والبذور وبعض المبيدات والعلاجات الحيوانية، وعدم تسديد أثمان محاصيل الفلاحين في وقتها المحدد عند تسليمها، إضافة لشح المياه … إن كل هذا وغيره يفترض وجود اتحاد قوي ومتماسك للدفاع عن مصالح وأراضي الفلاحين والمزارعين ومربي الحيوان، وعن البوادي العراقية التي استبيحت من قبل المتنفذين. كذلك اسهامه في تفعيل دور الفلاحين ونشر التعاونيات وإدخال التقنيات الحديثة في الزراعة والري ، وكل ما يسهم في تطوير القطاع الزراعي الوطني وزيادة إسهامه في تأمين السلة الغذائية للمواطنين.

 ان الحاجة ماسة اليوم لوقف التدخلات في شؤون الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية من قبل المتنفذين والمؤسسات الحكومية والتشريعية، وللسماح له بأجراء انتخابات حرة ديمقراطية لاختيار قياداته من الجمعيات التعاونية الفلاحية وصولا الى المجلس المركزي. وان كوادر الاتحاد بما يمتلكون من التجربة الثرة الكبيرة مؤهلون لادارة شؤونه دون تدخلات وبعيدا عن صراع المصالح الضيقة.

ان الفلاح العراقي في عيده السنوي يستحق كل دعم واسناد ، فيما يبقى الريف بحاجة ماسة الى إعادة اعماره وتطوير قواه المنتجة المادية والبشرية.

*********************************************************************************

الشيوعي العراقي بشأن ليلة الرد الإيراني: لن تستقر المنطقة ما لم يتمتع الشعب الفلسطيني بحقوقه كاملة

 

فيما تتواصل حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، عاشت المنطقة ليلة الثالث عشر من نيسان الجاري حالة من الشد والتوتر، بعد قيام ايران بالرد المستحق على قصف دولة الاحتلال الصهيوني للقنصلية الإيرانية في دمشق.

وفي تصريح لـ«طريق الشعب» بشان التطورات الراهنة، قال الرفيق ياسر السالم، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، «ان الاحداث الجارية بقدر ما هي مقلقة لشعوب المنطقة خشية اتساع نطاق دائرة الصراع المسلح، فانها تؤشر ايضا أهمية وضرورة التوقف مليا عند أسباب التوتر القائم وإمكانية تفاقمه».

وأضاف انه «من جانب اخر فإن ما يحصل اليوم يؤشر مرة أخرى الانحياز والدعم الكبيرين لدولة الاحتلال، وخاصة من أمريكا وبريطانيا وفرنسا، وهو ما يعد مكافاة لها على استمرار عدوانها الوحشي وسلوكها نهج الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني عامة، وقطاع غزة خاصة».

وأكد ان «لا استقرار ولا امان يمكن ان يتحقق في المنطقة دون الإيقاف الفوري للحرب القذرة ضد الفلسطينيين، ومن دون شروط، وفك الحصار عن غزة، والتوجه الجاد الى معالجة اثار الكارثة التي تسببت بها دولة الاحتلال وحلفاؤها والداعمون لها، وان يتقدم المجتمع الدولي خطوات ملموسة بشان انصاف الشعب الفلسطيني ورفع الغبن والظلم عنه، وضمان حصوله على حقوقه كاملة وفي المقدمة منها، إقامة الدولة الوطنية الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس».

وختم بالقول، انه من دون تحقيق ذلك فان اوضاع المنطقة تبقى مفتوحة على الاحتمالات كافة.

******************************************************************************

تصريحات حكومية متناقضة أليست هناك أزمة نقدية؟

بغداد ـ محمد التميمي

يعكس التناقض بشأن حدوث أزمة نقدية في البلاد من عدمها، وجود مشكلة في عملية إدارة السياستين النقدية والمالية، الى جانب تفاقم عدم ثقة المواطن بالقطاع المصرفي الذي تحول الى وسيلة لاستنزاف الناس لا خدمتها.

وبدلا من ان تجد الحكومة إجراءات ناجعة ومثالية تسحب من خلالها النقد المكتنز لدى المواطنين، لجأت الى رفع الغرامات والضرائب على الناس، وقفزت بشكل مستعجل لتطبيق نظام الدفع الالكتروني، كما حصل مع ازمة البنزين مثلاً، وهذا ما يصفه مختصون بأنه خطأ فادح، نتيجة لتعويل الحكومة على هذه المصادر في تمويل خزينتها وتحقيق سيولة نقدية.

محافظ البنك المركزي علي العلاق، نفى مراراً وجود مشكلة سيولة، مؤكدا أن «ما يثار ويشاع عن وجود مشكلة في سيولة الدينار العراقي عار عن الصحة، وأن البنك المركزي مستمر في إجراء عملية الاستجابة للطلبات المتعلقة بالسيولة وكذلك وزارة المالية».

********************************************************************************

راصد الطريق.. من يحاسب منتهكي الدستور؟

رغم مرور أكثر من أربعة أشهر على إعلان نتائج انتخابات مجالس المحافظات، لا تزال عملية تشكيل الحكومتين المحليتين في كل من كركوك وديالى تواجه معرقلات متنوعة، نتيجة تمسك المتنفذين بالحصول على المغانم حتى وإن أدى ذلك الى تعطل مصالح الناس

في أكثر من مرة أعلن عن التوصل إلى اتفاقات سياسية تفضي إلى تشكيل الحكومات المحلية في هاتين المحافظتين، إلا أن الكتل السياسية المتنفذة سرعان ما كانت تتراجع، ضاربةً عرض الحائط بالتوقيتات الدستورية لانتخاب الحكومات المحلية.

وقد اعتادت الكتل المتنفذة على تجاوز الدستور وتعطيل مصالح االمواطنين، كما لا تجد مانعًا من تعطيل الكثير من الأمور في اجل بسط نفوذها.

إن ما يحدث في كركوك وديالى هو واحد من تجليات المحاصصة والتكالب على المغانم، فالمتنفذون على استعداد لتجاهل كل الضرورات وضرب القوانين والأعراف في سبيل الإبقاء على مكاسبهم وامتيازاتهم.

ورغم أن تشكيل الحكومات المحلية لم يشذ عن المحاصصة، إلا أن القائمين على عملية تشكيلها في هاتين المحافظتين قد اختلفوا على توزيع المناصب.

ويبقى السؤال الأهم: من يحاسب هؤلاء على انتهاكهم الدستور؟

***************************************************************************

الصفحة الثانية

التخطيط والبيئة: العراق سيخلو من الألغام في عام ٢٠٢٨

بغداد _ طريق الشعب

 أعلنت وزارتا التخطيط والبيئة، امس الاثنين، عن اتفاقهما على آلية لتنفيذ استراتيجية إزالة الالغام، وإعلان خلو العراق منها بحلول عام 2028.

وقال المكتب الإعلامي وزارة التخطيط، في بيان إنه “عُقد في وزارة التخطيط، اجتماع مشترك مع وزارة البيئة، جرى خلاله مناقشة آليات تنفيذ استراتيجية إزالة الألغام، والعمل على إعلان خلو العراق منها بحلول عام 2028، وفقا للالتزامات  المتفق عليها في هذا المجال”.

وبحسب البيان، فإن “مشاريع وزارة البيئة تحظى باهتمام الوزارة والحكومة على حد سواء، وذلك في إطار السياسات والاجراءات التي يجري العمل على تنفيذها لمواجهة التغيرات المناخية، وتقليل اثارها على الواقع العراقي، وتنظيف الاراضي العراقية من مخلفات الالغام، لما تشكله من خطر كبير على حياة الناس، واعاقة  للمشاريع التنموية”، مشيرا الى “العمل المشترك مع وزارة المالية، لتوفير الأموال اللازمة الممكنة لإنهاء ملف ازالة الالغام”.

من جانبه، اشاد وزير البيئة نزار آميدي، بـ”مستوى الدعم الذي تقدمه وزارة التخطيط لوزارته، في إطار سعيها، لتنفيذ مشاريعها، لاسيما فيما يتعلق بملف إزالة الألغام، مبينا، ان هناك 6 آلاف كم ملوثة بالألغام”، مؤكدا اهمية الالتزام بالجدول الزمني الذي تضمنته الاستراتيجية التي أعدتها وزارة البيئة، التي حددت عام 2028 سقفا زمنيا نهائيا لاعلان العراق خاليا تماما من الألغام”.

***************************************************************************

الحكومة أدرجت خمساً منها في موازنة 2024.. لتكن المدن الصناعية مشاريعَ دعم للمواطنين لا للمتنفذين

بغداد – تبارك عبد المجيد

باشر العراق إنشاء 12 مدينة صناعية في عموم البلاد؛ جميعها قيد التنفيذ في محافظات بغداد والبصرة وذي قار والأنبار وكربلاء والنجف وواسط وميسان والموصل، والتي تسعى الحكومة من خلالها لجذب الاستثمارات الداخلية والخارجية، دعما للمنتج المحلي وإنعاش الاقتصاد الوطني، لكن هناك اتهامات بأن “المتنفذين” هم المستفيدون من تلك المدن.

وتذكر وزارة الصناعة، أنّ بعض نسب الإنجاز وصلت إلى ٩٠ في المائة، كما هي الحال في المدينة الصناعية بمحافظة الأنبار، فيما لفتت إلى رغبة القطاع الخاص في الاستثمار بهذه المدن، لكي لا يبقى رهين العشوائيات الصناعية.

إدراجها ضمن موازنة 2024

وأعلنت لجنة التخطيط الإستراتيجي والخدمة الاتحادية، عن إدراج الحكومة مشاريع المدن الصناعية المتلكئة ضمن موازنة 2024.

وقالت رئيسة اللجنة، ليلى مهدي التميمي، أن “المدن الصناعية تتوزع بين محافظات واسط وكربلاء المقدسة والنجف الأشرف والأنبار والبصرة”، مبينة أن “نسب إنجاز المدن الصناعية متفاوتة وهي تعتمد على طبيعة وتمويل المشاريع”.

وأضافت أن “بعض مشاريع المدن الصناعية كانت متلكئة، حيث وصلت نسب الإنجاز فيها الى 70%”، مؤكدة أن “الحكومة الحالية ركزت على إدراج تلك المشاريع ضمن قانون الموازنة الحالية 2024”.

المواد الأولية متوفرة

يقول الخبير الاقتصادي صفوان قصي، إن القطاع الخاص يملك قدرة على تقليل حجم الاستيراد للمواد والسلع من الخارج، عن طريق ما ينتجه محلياً، لافتاً إلى أن “وزارة الصناعة تمكنت من جذب استثمارات بقيمة ٩ مليار دولار”.

ويضيف قصي لـ”طريق الشعب”، قائلاً إنّ “قيمة ما يستورده العراق تقدر بـ٧٠ مليار دولار في السنة”، متأملا أن يتم خلق بيئة صناعية مناسبة للمصانع المحلية، في ظل وجود مواد أولية تشجع على إنشاء المدن الصناعية.

ويشير الى أن “العراق يستطيع استخراج اكثر من ١٨٠ مادة من المشتقات النفطية”، مشيرا إلى نجاح بعض التجارب في محافظة المثنى مثلا، حيث تمتلك احتياطيا هائلاً من المواد الاولية لصناعة الاسمنت، ونجحت في ذلك.

ويؤكد أنه “يمكن ان تنجح التجربة في الانبار ونينوى، اذ تحتوي هاتان المحافظتان على كمية كبيرة من الفوسفات، مشيرا الى ان الحكومة تخطط لجعل البلد يحقق ايرادات من غير النفط في العام ٢٠٢٩، وهذا يتطلب الاستثمار في قطاعات الصناعة والسياحة والزراعة وغيرها.

ويشير ايضا الى ان هناك فرصة للاستثمار في قطاع الدواجن وتصديرها وإنشاء مصانع. كذلك تنمية قطاعي الألبان والتبغ في إقليم كردستان.

أضرار محتملة

ويعبّر الباحث في الشأن الاقتصادي عبد السلام حسن حسين، عن قلقه من تداعيات دعم الحكومة للاستثمار في المدن الصناعية، مشيرا الى ان ذلك يتسبب في إلحاق ضرر بالمواطن الفقير والمعدم.

ويعلل حسين في حديث مع “طريق الشعب”، أسباب قلقه بـ”استغلال المستثمرين لدعم الحكومة، مثلما حصل في مشاريع البناء والسكن، حيث استغلوا ذلك لتحقيق أرباح مادية على حساب المواطنين، ووصلت أسعار العقارات إلى مستويات غير معقولة”.

ويشير حسين الى ان الحكومة لا تملك رؤية واقعية تركز على دعم المواطن، كونها لا تستعين بمختصين لمناقشة أسباب فشل المشاريع السابقة، ووضع حلول ومعالجات تستهدف مصلحة المواطنين، وليس مصلحة المتنفذين.

وينصح الخبير الاقتصادي الحكومة بالبدء بثلاث مدن صناعية بدلاً من اثنتي عشرة مدينة، وذلك لبيان انعكاس هذه المشاريع على الواقع الاقتصادي العام والمواطن، ثم المباشرة ببناء بقية المدن، كما دعا الى الى إعادة تشغيل المعامل المتوقفة من سنوات، وإعادة الكفاءات وتشغيل وتنشيط الايدي العاملة.

ويجادل بأن المدن الصناعية ستحقق أرباحا للمتنفذين دون تحقيق أي فائدة للمواطن العراقي، في ظل تجاهل دعم المنتج المحلي وتحسين نوعيته لزيادة ثقة المواطن بالمنتجات المحلية.

******************************************************************************

احتجاجات مطلبية متواصلة.. عمال يطالبون بتوفير البدائل قبل إزالة بسطاتهم

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت بغداد وعدد من المحافظات تظاهرات احتجاجية مطالبة بتوفير فرص العمل، فيما تظاهر العشرات من أصحاب البسطات احتجاجا على قرار إزالة بسطاتهم من دون توفير بديل عنها.

البصرة

وتظاهر العشرات من سائقي الشاحنات، أمام ديوان محافظة البصرة في المعقل، احتجاجاً على قرار الحكومة المحلية القاضي بمنع دخولهم إلى المدينة أثناء ساعات النهار. ووصف المتظاهرون القرار بالجائر، وهددوا بالإضراب عن العمل في حال عدم السماح لهم بحرية الحركة على مدار الساعة.

المتظاهرون شكوا تعرضهم للظلم وقطع الارزاق بسبب منعهم من دخول المدينة الا بعد منتصف الليل، مشيرين الى تعرضهم للمخالفات المرورية عند عودتهم الى منازلهم بحجة عدم السماح لهم بدخول المدنية برغم ان شاحناتهم خالية من الحمولة.

ونظم العشرات من المواطنين من أهالي خور الزبير، وقفة احتجاجية أمام معمل الحديد والصلب للمطالبة بفرص العمل.

وقال أحد المتظاهرين إنهم يطالبون معمل الحديد والصلب والشركات النفطية المتواجدة هناك بتوفير فرص عمل لهم، كونهم أكثر المتضررين من التلوث البيئي الحاصل هناك.

ذي قار

واغلق العشرات من أصحاب البسطات في شارع النيل وسط مدينة الناصرية، الطريق المؤدي إلى ساحة الحبوبي، وأشعلوا الإطارات احتجاجا على إبلاغهم بإخلاء الشارع مع قرب المباشرة بأعمال مشروع تأهيل وتطوير الشارع، مطالبين بإيجاد بديل مناسب لهم من اجل مزاولة أعمالهم لحين الانتهاء من تنفيذ المشروع.

وكان قائم مقام قضاء الناصرية منير طاهر البكاء أعلن في بيان قبل أسبوع من عطلة عيد الفطر عن المباشرة بمشروع تأهيل وتطوير شارع النيل من مجسر شارع النبي إبراهيم الخليل إلى ساحة الحبوبي، داعيا جميع أصحاب البسطات الى إخلاء الشارع أمام أعمال الشركة المنفذة بعد نهاية عطلة العيد.

وتظاهر العشرات من الفلاحين في محافظة ذي قار أمام سايلو الناصرية، مطالبين بشمولهم ضمن خطة التسويق لمحاصيل الحبوب بسبب عدم امتلاكهم علاقة زراعية وكانت زراعتهم خارج الخطة.

وقال رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية في المحافظة حسين نعمة، إنّ أعدادا من الفلاحين ليس لديهم علاقة زراعية، ويقومون بالزراعة على نفقتهم الخاصة وان مساحاتهم الزراعية كبيرة، وتحتاج إلى شمولها ضمن خطة التسويق أسوة بالعام الماضي.

بغداد والنجف

وتظاهر العشرات من أصحاب البسطات في العاصمة بغداد، احتجاجا على قرار إزالة بسطاتهم.

ونوه مراسل “طريق الشعب”، بأن العشرات من أصحاب البسطات نظموا تظاهرة في منطقة بغداد الجديدة، بعد قرار حكومي بإزالتهم، مشيرين إلى أن القوة الماسكة للأرض منعت التظاهرة، لعدم وجود موافقات رسمية.

وأغلق العشرات من خريجي معاهد وكليات الإدارة والاقتصاد، بوابة مجلس محافظة النجف، احتجاجا على عدم شمولهم بالتعيين، وتجمع المتظاهرون في ساحة الصدرين قبل التحرك نحو مبنى الحكومة المحلية القريب.

**************************************************************************

تهنئة

السكرتير العام للحزب الشيوعي العراقي

الدكتور رائد فهمي المحترم

يشرفني ويسعدني ونيابة عن أعضاء الحزب الوطني الاشوري ان أتقدم اليكم ومن خلال أعضاء وجماهير حزبكم المناضل بأزكى التهاني واحر التبريكات مقرونة بأسمى آيات المحبة بمناسبة الذكرى التسعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي الموقر، متمنين لكم موفور الصحة والسلامة ولحزبكم مزيداً من التقدم والازدهار.

تقبلوا فائق تقديرنا واحترامنا.

عمانوئيل خوشابه يوخنا

الأمين العام

للحزب الوطني الاشوري

*****************************************************************************

الصفحة الثالثة

اتهامات للحكومة بـ«الفشل» في تأمين ثقة الناس بالمصارف.. تصريحات حكومية متناقضة.. أليست هناك أزمة نقدية؟

بغداد ـ محمد التميمي

يعكس التناقض بشأن حدوث أزمة نقدية في البلاد من عدمها، وجود مشكلة في عملية إدارة السياستين النقدية والمالية، الى جانب تفاقم عدم ثقة المواطن بالقطاع المصرفي الذي تحول الى وسيلة لاستنزاف الناس لا خدمتها.

وبدلا من ان تجد الحكومة إجراءات ناجعة ومثالية تسحب من خلالها النقد المكتنز لدى المواطنين، لجأت الى رفع الغرامات والضرائب على الناس، وقفزت بشكل مستعجل لتطبيق نظام الدفع الالكتروني، كما حصل مع ازمة البنزين مثلاً، وهذا ما يصفه مختصون بأنه خطأ فادح، نتيجة لتعويل الحكومة على هذه المصادر في تمويل خزينتها وتحقيق سيولة نقدية.

تراجع حاد

محافظ البنك المركزي علي العلاق، نفى مراراً وجود مشكلة سيولة، مؤكدا أن «ما يثار ويشاع عن وجود مشكلة في سيولة الدينار العراقي عار عن الصحة، وأن البنك المركزي مستمر في إجراء عملية الاستجابة للطلبات المتعلقة بالسيولة وكذلك وزارة المالية».

وقال في وقت سابق، إن «ظاهرة الاقتصاد النقدي لها آثار سلبية كبيرة على الاقتصاد العراقي وتبعات في ما يتعلق بإدارة السيولة وتكاليفها من طبع العملة والرقابة عليها»، معللا التوجه الحكومي نحو الدفع الإلكتروني بـ»الحد من هذه الظاهرة».

وبعد تصريح العلاق بمدة وجيزة، أصدر خبراء صندوق النقد الدولي بيانا عقب نهاية مشاوراتهم مع السلطات العراقية في عمّان، جاء فيه أن ثمة «تراجعا حادا» في مركز المالية العامة في العراق.

التراجع كان من فائض مقداره 10.8٪ من الناتج المحلي الإجمالي في العام 2022، إلى عجز مقداره 1.3٪ في العام 2023. وعزا البيان ذلك إلى انخفاض الإيرادات النفطية، وزيادة الإنفاق بنسبة 8 نقاط مئوية من الناتج المحلي الإجمالي بسبب الزيادة التي حصلت في التوظيف في القطاع العام!

أزمة وعجز

فيما نقل بيان عن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير التخطيط محمد تميم، اعترافه بوجود أزمة نقدية. وذلك خلال اجتماع له مع اللجنة المالية النيابية، لبحث الموازنة الاستثمارية، وللتساؤل عن أسباب تأخر جداول موازنة 2024 وإدراج المشاريع، حيث اعترف تميم بوجود أزمة نقدية في العراق وعجز كبير في الموازنة الحكومية.

واستعرض تميم خطط الوزارة في ما يتعلق بإدراج المشاريع الاستراتيجية والخدمية للمحافظات، بالإضافة إلى آلية إيجاد حلول لمشكلة عدم اعتماد الدفع الإلكتروني، وكيفية تعزيز الثقة بالقطاع المصرفي العراقي.

فيما يجادل المتحدث الرسمي لوزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي بان «الوضع المالي او الإيرادات ومبيعات النفط، جيد، في ظل الأسعار والكميات التي يباع بها النفط».

ويردف الهنداوي كلامه لـ»طريق الشعب»، انه «أحياناً يكون هناك تأخير في استحصال الإيرادات او الأموال الخاصة بالنفط، لذلك تحدث أزمة بالسيولة والنقد».

وبشأن جداول الموازنة، يقول لـ»طريق الشعب»، ان «النسبة الكبرى منها تعد من قبل وزارة المالية على اعتبار ان الجانب التشغيلي هو الطاغي على الموازنة، وبالتالي هي من اختصاص المالية»، مبينا ان التخطيط «تعنى فقط بالجداول الاستثمارية في ما يخص المشاريع الاستثمارية والتخصيصات في هذا الجانب».

ويضيف، أن هناك تركيزا على المشاريع قيد التنفيذ والمشاريع المتلكئة والمتوقفة، إضافة الى إعداد مشاريع جديدة ذات أولوية وأهمية، مؤكدا ان «كل الجداول قد أنجزت وهي في المراحل الأخيرة، وستناقش في مجلس الوزراء قريبا جدا، وحتى بالنسبة لجداول الموازنة التشغيلية فقد اكتملت أيضا».

أزمة حقيقية

ويؤشر الكاتب يحيى الكبيسي وجود تناقض بين حقيقة وجود «فائض سيولة» أي وجود كتلة نقدية كبيرة بالدينار العراقي، ونفيها رسميا، وهذا يعكس أزمة حقيقة في إدارة الملف المالي في العراق، كما يعكس، في الوقت نفسه، ضعف ثقة المواطن بالقطاع المصرفي، العام والخاص على السواء.

وأضاف انه «وفقا للتقديرات فإن ثمة كتلة نقدية تصل إلى 35 تريليون دينار عراقي هي خارج إطار التداول، وخارج إطار الجهاز المصرفي، وهو ما يصل إلى ثلث الكتلة النقدية المصدرة التي وصلت إلى ما يزيد على 100 تريليون دينار عراقي».

أرقام غير مفهومة

وتظهر ارقام البنك المركزي تصاعدا مبالغا فيه، وغير منطقي، في حجم الكتلة النقدية المصدرة خلال السنوات الخمس الأخيرة (2019 ـ 2023)؛ فوفقا لهذه الأرقام لم تزد الكتلة النقدية في نهاية العام 2013 عن 40.6 ترليون دينار عراقي، واستمرت في الزيادة، بشكل منضبط، وصولا إلى نهاية عام 2018 عندما وصلت إلى 44.2 ترليون دينار عراقي، بمعدل زيادة بحدود ترليون دينار عراقي سنويا.

وقال ان العام 2019 شهد قفزة في السيولة وصلت إلى 51 تريليونا، ثم تكرر الارتفاع ووصل إلى 66 تريليونا نهاية عام 2020، و 76.5 ترليون نهاية العام 2021، ثم 87.5 نهاية عام 2022، و إلى 101.48 ترليون دينار مع نهاية عام 2023؛ حيت تضاعفت الزيادة السنوية لتصل إلى معدل 10 تريليونات دينار.

واضاف ان «مراجعة أرقام البنك المركزي العراقي تظهر أن حجم الكتلة النقدية المصدرة وصلت إلى ما يزيد على 102.6 تريليون دينار عراقي عند نهاية شهر تشرين الثاني العام 2023، في حين لا يزيد حجم رؤوس أموال المصارف العاملة في العراق على 9.1 ترليون دينار عراقي في نهاية العام 2023، وهذا يعني أن حجم الأموال المودعة لا يزيد على 8.8٪ من حجم الكتلة النقدية المصدرة». على أن أرقام البنك المركزي المعلنة على موقعه تتضمن أرقاما غير مفهومة، فهذه الأرقام توصل حجم العملة خارج البنوك إلى 94.6 ترليون دينار عراقي نهاية العام 2023، فيما تتحدث عن 19.06 ترليون دينار.

عجز وفشل

من جهته، قال الخبير الاقتصادي صالح الهماشي ان الحكومات العراقية المتعاقبة جميعها فشلت في إيجاد طريقة لمعادلة الكتلة النقدية ما بين خزينة الدولة والسوق، فالأموال دائماً ما تكون محدودة.

وأضاف في حديث مع «طريق الشعب»، ان «الكتلة النقدية في العراق ابتدأت بـ 60 ترليونا والان ارتفعت إلى 127 تريليونا. البنك المركزي العراقي يطبع نقدا ولا يستطيع سحب نقد السوق اذ لا توجد طريقة للسحب غير مزاد العملة عبر نافذة بيع العملة لسحب النقد»، مبينا ان «التدوير النقدي داخل العراق ما يزال ضعيفاً جدا ولأسباب عديدة».

وفصّل الهماشي هذا الأسباب بالقول ان «المصارف العراقية غير فاعلة حيث ان المواطن لا يودع أمواله لعدم وجود ثقة، وهي فعلاً ليست محلاً للثقة؛ إذ دائماً ما تتخذ قرارات بحق المودعين، ومن ناحية ثانية فإن العمولات المصرفية عالية جداً، وبالنسبة للدفع الإلكتروني حاولت الدولة استخدامه وهي تفشل فشلا ذريعا في ذلك خصوصا في عملية الدفع بالوقود حيث أصبحت هناك أزمة في عملية التسديد واستقطاعات ومشاكل كثيرة».

ولفت إلى ان «الدولة لم تستطع حتى اللحظة إيجاد طريقة لتدوير الكتلة النقدية، لذلك دائما ما تخرج السيولة النقدية للشارع، ولا تعود مرة ثانية للبنك المركزي، وقد لجأت الحكومة الى معالجة ذلك من خلال رفع الضرائب والرسوم والغرامات، وهذا أكبر خطأ تقع فيه، لانه لا يمكن لأي دولة ان تعتمد في تمويلها على الغرامات».

واكد ان كل هذا «يؤثر على الموازنة التي تعتمد على ما تتحصل عليه الدولة خلال عام، لذا فأن عدم وجود كتلة نقدية ووسائل عديدة لسحبها، ستبقى الدولة عاجزة وستعجز عن الإيفاء بالتزاماتها؛ فاغلب التزامات الموازنة داخلية وليست خارجية. أمّا ميزان المدفوعات فلا يشكل أكثر من 10 ـ 20 في المائة من ميزان المدفوعات العراقي من سلع وخدمات يستوردها العراق، فنسبة الأجور والرواتب والإعانات والمشاريع كلها تنفذ بالدينار العراقي».

***************************************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

في ذكرى الحرب وسقوط الدكتاتورية

اهتمت وسائل الإعلام الصينية بالذكرى الحادية والعشرين لسقوط الدكتاتورية وغزو العراق من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، فنشرت صحيفة الشعب اليومية مقالاً أشارت فيه إلى أنه ورغم مرور اكثر من عقدين على الحدث، الذي وقع بذريعة امتلاك الدكتاتور صدام حسين لأسلحة دمار شامل، وهي الذريعة التي أُفتضح كذبها لاحقاً، لا يزال تأثير الغزو محسوسًا في العراق و على المستوى الإقليمي والعالمي، وإن الوعد بالديمقراطية، الذي كان يُنظر إليه ذات يوم على أنه منارة للأمل، قد طغت عليه الصراعات التي تلت ذلك، والعنف الطائفي والجمود السياسي.

نتائج الحرب

وذكر المقال بان الجهة التي يلقى عليها أكثر اللوم اليوم، بسبب ما حدث من فوضى وإراقة دماء، هي الإدارة الأمريكية التي غزت البلاد ودمرت نسيج مجتمعها بشكل كبير وعمقت الانقسامات العرقية والطائفية ونشرت الفوضى وعدم الاستقرار والنزوح على نطاق واسع، إضافة إلى سياساتها الخاطئة التي أدت إلى تراجع الصناعة والزراعة والثقافة والبيئة وكل مفاصل المجتمع العراقي، دون ان يتم اغفال الأوضاع المعقدة التي عاشها العراقيون في ظل نظام قمعي لسنوات طويلة.

وأضاف المقال، بأن أكثر المتفائلين حينئذ من احتمال أن يحمل التغيير شيئاً جيداً، يدعون اليوم لرحيل الأمريكان، لأن العراقيين لم يكسبوا بوجودهم سوى الخراب والقتل الأعمى والتهجير والطائفية والفساد الممنهج وتدهور الخدمات العامة، لاسيما بعد أن خلق المحتلون فراغا في السلطة أدى إلى الفوضى الحالية في البلاد، وفضح الوعود الكاذبة التي أطلقتها الولايات المتحدة، حول بناء عراق مزدهر يرفل بالديمقراطية.

رحيل الأمريكان

ونشرت صحيفة الصين اليوم تقريراً عن بدء جولة جديدة من المباحثات بين الخبراء العسكريين العراقيين والأمريكان بشأن إنهاء وجود قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في العراق. وأشارت الصحيفة إلى أن المباحثات قد شملت مناقشة أعمال اللجان الفرعية، وما أنجزته خلال الأشهر الماضية، إضافة إلى تقييم التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية داعش والوضع الأمني وقدرات القوات الأمنية العراقية. وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن هذه المباحثات قد تأخذ وقتاً، لرغبة واشنطن بالمحافظة على وجودها في البلاد، وحاجة بغداد لتقييم مدى المساعدات التي ما تزال تريدها في صراعها مع الإرهاب، رغم وجود رأي عام مناهض للوجود الأمريكي، وقناعة شعبية بأن المحتل الامريكي لم يجلب للبلاد سوى الخراب.

أيتام النظام

من جانبها ذكرت صحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست» الصينية التي تتخذ من هونغ كونغ مقرا لها، بأن أيتام الدكتاتور ما زالوا يتمتعون بعطايا سيدهم وما حصلوا عليه من نظامه. وضربت مثلاً على ذلك بحفيدة الدكتاتور التي لا تشعر بالخجل من التباهي بنمط حياتها المرفهة وبدفاعها عن جدها، مجرم الحرب، وعائلتها المثيرة للجدل.

وذكر تقرير نشرته الصحيفة إن الحفيدة الثرية قد شوهدت في إحدى حفلات «كارتييه» في دبي حيث كانت ترتدي فستانا مصمماً لها لهذه المناسبة، مع حقيبة يد وحذاء بكعب عال، وإن سلوكها العام يظهر أن عائلتها تعيش حياة مرفهة بكل تأكيد، سواء باستضافة حفلات أعياد ميلاد، مليئة بالكعك والطعام الشهي، او من خلال ارتداء ملابس مصممة، ما يشير إلى انهم لا يخشون التباهي بثرواتهم.

******************************************************************************

أفكار من أوراق اليسار.. بطاقات للعيد التسعين(4)

إبراهيم إسماعيل

.. ولعل من أكثر ما يمنح الحزب الشيوعي فتّوة في عيده التسعين، ويجعله العراقي الذي لا يشيخ، قدرته على مواصلة مشروع التجديد الذي ابتدأه في مؤتمره الخامس، واستمر بتنفيذه، وإن بوتائر متباينة في السرعة والسعة، خلال مؤتمراته الستة اللاحقة.

فقد توفرت لدى الشيوعيين القناعة بأن اتساق النص مع الممارسة يجب أن يقترن بإقامة حوار نقدي مع ماركس نفسه ومع تلامذته من بعده، وبإنهاء الركود اليقيني وإطلاق حرية الاجتهاد، وتفكيك التعارض الوهمي، الذي إختُلق في فترات عبادة الفرد، بين الديمقراطية الحزبية وبين وحدة الإرادة والعمل، دون أن يغفلوا الحذر الشديد من شعارات يتم تبنيها تحت ضغط الشعور بالهزيمة وجلد الذات ومحاكمة النصوص على ضوء ما أفرزه انهيار التجربة الاشتراكية الأولى.

ولإدراكهم بأن التجديد في الأحزاب الشيوعية، يرتبط ببنية هذه الأحزاب وبتاريخها وبالمستوى الفكري العام لاعضائها وقادتها ومدى شعبية هؤلاء بين المنتسبين وبين الجماهير، ولمعرفتهم بالحاجة الماسة للتمييز بين تجديد يضيف ألقاً أكبر على ثورية الشيوعيين و «تجديد» يوقعهم في براثن الفكر الإصلاحي، تبنى الشيوعيون طريق التجديد عبر قراءة علمية للواقع بعيدة عن الإرادوية، وعمدوا إلى حماية مشروعهم من التلكؤ والشعاراتية التي تغشي الأبصار وتنشر الوهم، فتضعف النفوذ الجماهيري وتضّر بالقدرات النضالية، ونجحوا في ذلك إلى حد كبير.

ولأن تعلم السباحة يشترط النزول للماء، كما يقال، نزل الشيوعيون بمشروعهم إلى ساحة الفعل الثوري، ليتمكنوا من تدقيقه، تعميقه أو تعديله أو ربما لتبني بديل أكثر حداثة منه. ورغم أن هذه العملية لازالت متفاعلة، حتى وإن حدث تراجع هنا أو تلكؤ هناك، فإن الخطوة الأولى فيها تمثلت في السعي لتحقيق التجديد التنظيمي بأربعة مسارات مترابطة، أولها بناء قاعدة حزبية فاعلة، سخية في العطاء النوعي، حرّة وشجاعة، ليس في مواجهة العدو الطبقي والصعاب فحسب، بل وفي الحرص على مستقبل ومصير حزبٍ انتمت اليه بحرية وقناعة، وثانيها إعداد كادر قيادي متمرس على إدارة التواصل بين أركان هذا البناء، كفوء، ميداني يتعلم من الجماهير ويعلمها، ذي رؤية مستقبلية دون أن يدعي إحتكار الحقيقة، وثالثها العمل على جعل المباديء التنظيمية متسقة مع المستوى الثقافي للناس، ومع قدرة الحزب على تربية منتسبيه عليها، ورابعها تعزيز الأخلاق الشيوعية كالتضامن الرفاقي والإيمان بالعدل والتواضع والجرأة والصدق والإيثار والوطنية الصادقة والأممية الحقة.

كما خضعت في سياق التجديد، استراتيجة الحزب وتكتيكاته، لنقاشات واسعة، لم تقتصر على الشيوعيين فقط بل شملت كل المعنيين بمستقبل افضل للبلاد، وأقرت بأساليب ديمقراطية متميزة. ولعل آخر مثال على ذلك «وثيقة التغيير الشامل» التي اقرها المؤتمر الحادي عشر، على ضوء دراسة عميقة للأزمة العامة التي وقع بها وطننا، جراء فشل منظومة المحاصصة في حل المشاكل المعقدة والمتمثلة بتبديد ثروة العراق في أضخم عمليات فساد، وتغييب معايير المواطنة والعدالة والنزاهة، وتهديد وحدة الوطن وتخريب الاقتصاد الوطني وحرمان المواطنين من الخدمات الأساسية، وعدم المحافظة على سيادة العراق واستقلاله وتغييب إرادته الحرة. كما رسمت الورقة بنفسها سبل تحقيقها، عبر تغيير موازين القوى مع الأوليغارشية الحاكمة، التي لن تتخلى عن مصالحها بالنصيحة والموعظة الحسنة، بل عبر حشد طيف واسع من القوى السياسية والمجتمعية، يقود حراكاً سلمياً ديمقراطياً، يُجبر فيه المتنفذون على الخضوع لإرادة الشعب في التغيير.

ولهذا كله، بقيّ الحزب فتياَ في التسعين، وراح نضاله يتجدد كل يوم، وكما هفت له قلوب الكادحين فيما مضى، ترى فيه جموعهم اليوم الشمس التي تنير المدى. تباركتَ حزبي في عيدك، ولتبقَ مشرقاً في عقولنا والأفئدة، فرحاً ومعّلما، ولتبق لعراقنا ربيعاً لا يشيخ.

**************************************************************************

الصفحة الرابعة

انهيار سقف “متوسطة بدرة” جدّد المخاوف.. المدارس المتهالكة أشباحُ موتٍ تهدد حياة التلاميذ!

متابعة – طريق الشعب

أثار انهيار سقف في إحدى مدارس محافظة واسط، يوم الجمعة 5 نيسان الجاري، موجة انتقادات شعبية للجهات الحكومية على إهمالها ملف إعمار المدارس المتهالكة في البلاد، وسط قلق وخوف أولياء أمور التلاميذ والطلبة على حياة أبنائهم.

وتداولت وسائل إعلام وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطعاً مصوراً لانهيار أجزاء من سقف أحد صفوف “متوسطة بدرة” للبنات في قضاء بدرة بمحافظة واسط. ولحسن الحظ كانت المدرسة خالية من الطالبات، لكون الحادث وقع عصر الجمعة.

وردّت مديرية تربية واسط على موجة الانتقادات، وحاولت التقليل من خطورة الحادث، مؤكدة عدم حصول إصابات. وقال مدير العلاقات والإعلام في التربية عقيل الحجامي، انّ طالبات المدرسة سيُنقلن إلى مدرسة أخرى قريبة، مؤكداً في تصريح صحفي أنّ “المدرسة مشمولة بأعمال الهدم والبناء”.

ووفقا لمدير تربية واسط عدنان الصيادي، فإن “مديرية التربية كلفت فريقاً هندسياً من كوادرها لتقييم حالة المدرسة. وقد وجد الفريق أن طبقة في سقف أحد الصفوف سقطت بسبب تقادم البناية”، لافتا إلى ان “المدرسة مشمولة بمشاريع الإزالة والبناء ضمن القرض الصيني، حيث ستتم إحالتها في الجدول الزمني المحدد. أما في المنظور القريب فستتم إعادة تأهيل السقف ونقل المدرسة إلى بناية مدرسية أخرى قريبة”.

مطالبات ولا من مجيب

أما الناشط المدني أحمد جواد، وهو من سكان قضاء بدرة، فيقول أن “هذه المدرسة قديمة جدا. فقد شيدت عام 1959 وهي آيلة للسقوط، وكثيرا ما تمت المطالبة بإعمارها أو نقل الطالبات إلى بناية مدرسية أخرى، لكن دون جدوى”.

ويؤكد، أن “المديرة السابقة للمدرسة، جاهدت قبل وفاتها في سبيل إيصال صوتها للمسؤولين ومطالبتهم بإعادة إعمار المدرسة. وفي إحدى المرات واجهت وفدا من تربية واسط كان قد زار قضاء بدرة، وجادلته حول موضوع المدرسة بحدة وانفعال، لكن أحدا لم يهتم لمطالبها”.

ويرى جواد أن “هذا الحادث لو وقع وقت وجود الطالبات، لأودى بحياتهن، ولحصلت كارثة جديدة لا تقل بشاعة عن كارثة دهس التلاميذ التي حصلت في منطقة الهارثة بالبصرة”، منوّها إلى ان بناية المدرسة تقع في مكان غير مناسب، وسط سوق بدرة، وانها تعمل بالدوام المزدوج وتضم نحو 600 طالبة. أما مختبر المدرسة، فهو مغلق منذ فترة، لأن سقفه متهاوٍ”. ولم يكن هذا الحادث الأول من نوعه في العراق، فقد حصلت حوادث أخرى مماثلة، بعضها خلّف جرحى بين طلبة وكوادر تعليمية. ففي آذار العام الماضي سقطت أجزاء من سقف صف في “مدرسة عبد الله بن الحسين” في الناصرية، اثناء الدوام، ولحسن الحظ لم يسفر الحادث عن إصابات. وفي تشرين الثاني من العام نفسه، انهار جزء من سقف قاعة مدرسية مخصصة لتوزيع الكتب، في “مدرسة العهد” الابتدائية في النجف، مباشرة على رأس المديرة، ما أدى إلى إصابتها بجروح.

وفي كانون الأول 2022، انهار سقف خزان لمياه الصرف الصحي، تحت أقدام التلاميذ في “مدرسة الآخاء” الابتدائية في محافظة الديوانية، ما أسفر عن إصابة 15 تلميذا بجروح متفاوتة.

ولا يزال العراق يعتمد على مدارس كثيرة متهالكة أُنشئت في ستينيات وسبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، أو قبل ذلك، ولم تشهد أي أعمال ترميم وإدامة، وهو ما سبّب تكرار الانهيارات في السقوف والجدران.

ملف خطير للغاية

يقول عضو نقابة المعلمين في واسط، حسنين الربيعي، أنّ “ملف المدارس المتهالكة في العراق خطير للغاية”، موضحاً في حديث صحفي، أنّ “عشرات المدارس عرضة لوقوع حوادث مشابهة لما حدث في مدرسة بدرة، بسبب وجود تشققات في الجدران والسقوف”.

ويرى أنه “من المفترض منع استخدام تلك المدارس، لأنها تشكل خطراً على حياة الطلبة والمعلمين”، مشيرا إلى ان “النقابة أشرت هذا الإهمال في ملف المدارس المتهالكة، وهناك شكاوى كثيرة في هذا الشأن نتلقاها من أولياء أمور الطلبة، ونحيلها إلى الجهات المسؤولة”.

وينتقد الربيعي “عدم استجابة الحكومة ووزارة التربية لتلك الشكاوى والمطالبات، وتذرعها بموضوع التخصيصات المالية القليلة وغير ذلك من الذرائع”.

أولياء الأمور في قلق

من جهته، يُبدي جعفر الزاملي، وهو أبٌ لثلاثة تلاميذ في محافظة واسط، مخاوفه من إرسال أبنائه إلى المدارس في ظل انعدام شروط الأمان في المباني المدرسية.

ويقول في حديث صحفي “لا أعرف كيف سأرسل أبنائي الثلاثة إلى مدارسهم بعد حادثة مدرسة بدرة. إذ لا تتوافر شروط السلامة في المدارس، ومعظم المباني المدرسية متهالك ولا يصلح للدراسة”، لافتا إلى ان “الحكومة تتركنا نواجه هذا المصير من دون حلول. فنحن لا نستطيع إرسال أبنائنا إلى مدارس أهلية بسبب الكلف المالية المرتفعة فيها، ولا نستطيع أن نعطلهم عن الدراسة. لذا اننا مجبرون على إرسالهم إلى مدارسهم المتهالكة بكل الأحوال”.

ويحمل الزاملي الحكومة مسؤولية الحفاظ على سلامة التلاميذ. ويعدّ الفساد الذي تعانيه غالبية مؤسسات الدولة، واحداً من أبرز التحدّيات التي تواجهها المؤسسات التعليمية. إذ إنّ تأثيراته تتفاقم باستمرار من خلال النقص الكبير في أعداد المدارس، والاضطرار إلى الدوام المزدوج، وعدم تجهيز الطلبة والتلاميذ بالمستلزمات الدراسية من كتب ومقاعد وسبّورات وغير ذلك، الأمر الذي يضطر أولياء الأمور إلى تحمّل أعباء توفير تلك المستلزمات لأبنائهم.

وكانت وزارة التربية قد أعلنت في وقت سابق الحاجة لاستحداث أكثر من 8 آلاف مدرسة جديدة في عموم المحافظات، للتخلّص من مشكلة الدوام المزدوج والثلاثي، وتوفير أجواء دراسية سليمة. فيما طالبت بتخصيصات مالية لهذه المتطلبات.

************************************************************************

أهالي الحصوة يشكون من تلكؤ مشروع المجاري

متابعة – طريق الشعب

يشكو أهالي “حي الـ 3 آلاف” في منطقة الحصوة (النصر والسلام) غربي بغداد، من تلكؤ مشروع مجاري الحي الذي بوشر بتنفيذه قبل شهور، مشيرين إلى ان هذه المشكلة تسببت في تجمع مياه الصرف الصحي ومياه االمطار في الشوارع، ما يعرقل حركتهم ويعيق وصول أبنائهم التلاميذ والطلبة إلى مدارسهم.

وفيما تؤكد مديرية بلدية النصر والسلام تفهمها شكوى الأهالي، تلفت إلى ان حل المشكلة يتطلب إكمال مجاري “شارع 30” في الحي.

ويُعتبر هذا الحي من أفضل الأحياء في منطقة الحصوة، بسبب ارتفاع مستوى شوارعه عن شوارع بقية الأحياء، ما يجعله لا يتأثر كثيرا بمياه الأمطار. لكن الحفريات غير المكتملة التي خلفها مشروع المجاري، جعلت شوارع الحي تمتلئ بالأطيان والمياه الآسنة الملوثة. وتُطلق على هذا الحي تسمية “مربع المدارس”، نظرا لوجود 4 مدارس فيه تعمل بنظام الدوام المزدوج.  يقول المواطن محمد عبد الكريم، أن “مشروع المجاري تأخر كثيراً، والعمل يجري بشكل غير صحيح. فالأنابيب الجديدة مدفونة دون ربط، والمنهولات غير مكتملة وبلا أغطية، فضلا عن كونها غير كافية”، مبينا في حديث صحفي أن “البلدية تسحب المياه، ثم تدفن الحفر، وتترك المنهولات بلا أغطية، ولا تربطها بالمجرى الرئيس. وهذه هي المشكلة الكبرى”.

من جانبه يقول مدير البلدية مروان الزوبعي، أن “هذا الحي هو الأكثر تضرراً من الناحية الخدمية”، موضحا في حديث صحفي أن “مشروع المجاري في مربع المدارس متلكئ بسبب التداخل بين الشركات المنفذة. فمجاري المربع ومجاري حيي الـ 3 آلاف والألفين، كلها مرتبطة بمجاري شارع 30”.

ويتابع قائلا أنه “لا يمكن ربط مجاري هذه الأحياء إلا بعد إكمال مجاري شارع 30”، مشيرا إلى انه “تم الاتفاق مع الشركة المنفذة في حي الـ3 آلاف على وضع منهولة مقابل كل فرع، لربطها بالمجاري مستقبلا”.

ويرى أن “للمواطن حق الشكوى جرّاء هذه الأوضاع، لكن العمل مستمر لمعالجة هذا الخلل”.

*****************************************************************

طريق بغداد – الكوت غارق في الظلام!

متابعة – طريق الشعب

يفتقر طريق بغداد – الكوت السريع، خاصة في الجزء الممتد من فلكة المدائن إلى قضاء الصويرة، للإنارة، بالرغم من احتوائه على أعمدة مخصصة لهذه الغرض.

ويعد هذا الطريق خط السير الرئيس نحو البصرة عبر الكوت فميسان، وتسلكه يوميا أعداد كبيرة من السيارات الصغيرة ومركبات الحمل. فيما تقع على امتداده مناطق مأهولة بالسكان، منها حي التأميم ومجمع بسماية ومشروع الوحدة وناحية النهروان ومنطقة الشموس وغيرها.

وسجل الطريق خلال الشهور الأخيرة، عددا من حوادث السير في أوقات الليل، عزاها متابعون إلى انعدام الإنارة الليلية.

يقول السائق حسن علاوي، أن “معظم السائقين يضطرون خلال الليل إلى تشغيل الإضاءة العالية، نظرا لعدم توفر إنارة ليلية على الطريق. فأحيانا تقف مركبات على أكتاف الشارع، وهذه من الصعب رؤيتها بالإنارة الطبيعية”.

وتربك الإنارة العالية سائقي المركبات القادمة من الجانب المعاكس. إذ تتسبب في تشويش رؤية السائق، ما قد يعرضه إلى حادث مروري، أو يجعله ينحرف عن الطريق. 

أما السائق حسام عبد الكريم، فيقول أن “ضعف الرؤية على الطريق السريع تتسبب في وقوع حوادث اصطدام بين المركبات، أو انحراف المركبة عن الشارع”.

من جانبه، يقول السائق حيدر سعيد، أنه “تواصلنا مع الجهات المعنية، وسألناها عن سبب عدم تشغيل الإنارة في الأعمدة الموجودة على الطريق، لكننا لم نحصل على أي رد”، مشيرا في حديث صحفي إلى أن “هناك مسافة تبلغ أكثر من 10 كيلومترات، مظلمة جدا، ولولا أضواء بعض المحال التجارية المنتشرة على الطريق، لما تمكنا من السير”.

ويوضح عدد من السائقين، ان هذا الطريق يجب أن يُعامل معاملة الطريق الدولي من ناحية التأثيث. إذ يُفترض أن تتم توسعته وتزويده بالإنارة والعلامات المرورية والقطع الفسفورية، مع تخطيطه بالأصباغ الحرارية.  

********************************************************************************

بصريون ينتقدون ظاهرة الكتابة على الجدران العامة

متابعة – طريق الشعب

انتقد مواطنون في البصرة ظاهرة الكتابة على الجدران العامة، لا سيما في الأماكن الترفيهية وعلى أسيجة الجسور.

وذكر المواطنون في حديث صحفي، انهم يرفضون هذا التشويه المتعمد، الذي طال مشاريع ترفيهية جديدة جرى افتتاحها أخيرا، ومنها كورنيش البصرة، مطالبين الأجهزة الأمنية بمتابعة هذا التجاوز ومحاسبة المتجاوزين. 

************************************************************************************

الصفحة الخامسة

عقب الهجوم الإيراني غير المسبوق.. احتمالات التصعيد قائمة

متابعة ـ طريق الشعب

ما زال التصعيد السمة المرافقة للصراع في الشرق الأوسط، وقد أصبح أكثر ملموسية بعد الرد الإيراني الذي قالت إيران، إنه استهدف القوات الجوية الإسرائيلية، بعد مقتل سبعة من ضباط الحرس الثوري الإيراني في هجوم على مجمع السفارة الإيرانية في دمشق في الأول من نيسان الجاري. ومن المتوقع أن يتخذ مجلس الحرب الاسرائيلي قرارا بشأن رد عسكري على الهجوم الإيراني.

تفاصيل الهجوم

وبحسب الجيش الإسرائيلي، استخدم الجانب الإيراني أكثر من 300 صاروخ في هجومه، وعلى وجه التحديد، يقال إن 170 طائرة بدون طيار و120 صاروخًا باليستيًا و30 صاروخًا كروز شاركت في هذه العمليات.

وصرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الأدميرال دانييل هاغاري، أنه تم تدمير 99 في المائة من الصواريخ عند الاقتراب دون الوصول إلى المجال الجوي الإسرائيلي.

وبالإضافة إلى سلاح الجو الإسرائيلي، قيل إن طائرات مقاتلة من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، وكما أشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية، الى أن الأردن شاركت أيضًا في عملية التصدي.

رد محدود

وكان مجلس الحرب الإسرائيلي قد اجتمع أمس الاثنين، لإجراء مناقشة أخرى بشأن رد محتمل على الهجوم الإيراني غير المسبوق، بينما قال مسؤول إسرائيلي إن المجلس يدرس هجوما محدودا على منشأة داخل إيران.

ويأتي الاجتماع الجديد بعدما قال مسؤولون إسرائيليون إن الأغلبية في حكومة الحرب تؤيد ردا على هجوم إيران، لكن هناك انقساما بشأن توقيته ونطاقه.

وقال مسؤول إسرائيلي إن مجلس الحرب يدرس شن هجوم على منشأة إيرانية كرسالة لكنه سيتجنب التسبب في وقوع إصابات.

طهران تتوعد

على الجانب الآخر، قال وزير الخارجية الإيراني «في حال اعتداء الكيان الصهيوني، فإن رد إيران سيكون فوريا وواسع النطاق وبأقصى حد».

وأشار عبد اللهيان إلى الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة واعتبرها «انتهاكا واضحا لاتفاقية فيينا وتجاوزا للخط الأحمر للجمهورية الإسلامية الإيرانية».

وأضاف انه «أمام التقاعس الدبلوماسي للأمم المتحدة ومجلس الأمن عن إصدار بيان واحد يدين هذا العمل، لم يكن أمام بلاده من خيار سوى معاقبة الكيان الصهيوني في إطار الدفاع المشروع».

بدورها، دافعت حركة حماس عن رد إيران، وقالت في بيان “نعتبر العملية العسكرية التي قامت بها الجمهورية الإسلامية في إيران ضد الكيان الصهيوني المحتل حقا طبيعيا وردا مستحقا على جريمة استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق واغتيال عدد من قادة الحرس الثوري فيها”.

دعوات لضبط النفس

ودعت وزارة الخارجية الروسية جميع الأطراف إلى «ضبط النفس».  وقالت في بيان «نحضّ كلّ الأطراف المعنيين على إظهار ضبط النفس. نحن نعوّل على الدول الإقليمية لحل المشاكل الراهنة بوسائل سياسية ودبلوماسية».

وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية إن إسرائيل تطلب منا إدانة رد إيران ولا نذكر أن تل أبيب أدانت أي مرة هجمات أوكرانيا على أراضينا.

وأفادت زاخاروفا أن السفيرة الإسرائيلية لدى موسكو سيمونا هالبرين تقول إن بلادها «تتوقع منا إدانة الهجوم الإيراني الواسع النطاق على البلاد».

وأعربت الصين عن «قلقها العميق» من الهجوم. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن بكين «تعرب عن قلقها العميق إزاء التصعيد الراهن وتدعو كل الأطراف المعنيين إلى ممارسة الهدوء وضبط النفس لتفادي تصعيد إضافي».

وأضاف «تدعو الصين المجتمع الدولي، خصوصا الأطراف ذات التأثير، الى أداء دور بنّاء لصالح الأمن والاستقرار» في منطقة الشرق الأوسط.

فيما حث وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إسرائيل على عدم الرد. وقال إن خطوة طهران «فشلت بالكامل تقريبا «وإن التركيز يجب أن ينصب على التوصل لوقف لإطلاق النار في قطاع غزة.

وقال كاميرون في تصريحات تلفزيونية «إذا كنت في إسرائيل هذا الصباح فستفكر بشكل سليم بأن لديك الحق الكامل للرد على ذلك».

وفي باريس، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده ستبذل كل ما بوسعها لتجنب المزيد من التصعيد في الصراع بين إسرائيل وإيران بالشرق الأوسط، مؤكدا أن طائرات فرنسية شاركت في اعتراض بعض الصواريخ والمسيّرات التي أطلقتها إيران نحو إسرائيل في أجواء الأردن.

الضرر الاسرائيلي

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن قيادي عسكري سابق أن إسرائيل أنفقت ما قد يصل إلى 5 مليارات شيكل (نحو 1.35 مليار دولار) خلال ليلة واحدة من أجل التصدي للهجوم الذي أطلقته إيران باستخدام مئات المسيرات والصواريخ.

وقال رام أميناخ المستشار الاقتصادي السابق لدى رئاسة الأركان الإسرائيلية إن هجوم الليلة الماضية كلف ما بين 4 و5 مليارات شيكل (بين 1.08 و1.35 مليار دولار)، وأوضح أن التكلفة تشمل فقط التصدي للمسيرات والصواريخ دون إدراج الخسائر الميدانية، والتي أعلن الجيش أنها طفيفة.

وأوضح أميناخ أن كل صاروخ من «نظام آرو» الذي يستهدف الصواريخ الباليستية يكلف نحو 3.5 ملايين دولار، بينما تدفع إسرائيل نحو مليون دولار لكل صاروخ في نظام «مقلاع داود» الخاص باعتراض صواريخ كروز، إضافة إلى تكاليف تشغيل الطائرات المكلفة باستهداف المسيرات.

في المقابل، يرى أميناخ أن إيران أنفقت نحو 10% فقط مما تكبدته إسرائيل.

وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن الغارات الجوية، قلبت اعتقاد إسرائيل بأن إيران ليست مستعدة للرد رأسا على عقب وهو ما يعد ثاني فشل لها.

وأوضحت أن إسرائيل اعتادت استهداف المسؤولين الإيرانيين بدون مواجهة انتقام من إيران، وهو افتراض أثبتت طهران خطأه يوم السبت.

وأضافت أن الهجوم غير المسبوق من إيران هز الإفتراض الإسرائيلي، وقوض حسابات الإسرائيليين بأنه يمكن ردع إيران من خلال القوة المفرطة. وعلى مدى السنين الماضية، ناقش الإسرائيليون في أحاديثهم الخاصة والعلنية أنه كلما ضربت إيران بشدة فستكون أكثر حذرا في الرد.

وتعلق الصحيفة بأن الهجوم الإيراني لم يتسبب في أضرار كبيرة لأنها حذرت مسبقا من الهجوم واعطت إسرائيل وحليفتها الأمريكية الوقت الكافي للتحضير للرد، بل وأصدرت بيانا أثناء الهجوم بأنها لا تخطط لعمليات أخرى. ومع ذلك فهجوم السبت حول حرب الظل الطويلة بين البلدين إلى مواجهة مباشرة، رغم احتوائها في الوقت الحالي وبناء على الطريقة التي سترد فيها إسرائيل.

وقالت الصحيفة: «أثبتت إيران أن لديها قوة حربية ضخمة، لا يمكن ردها إلا من خلال الدعم المكثف من حلفاء إسرائيل، مثل الولايات المتحدة، ما يؤكد حجم الأضرار الذي كان سيتسبب فيه الهجوم بدون حماية كهذه».

****************************************************************************

الكيان الصهيوني يواصل ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين

غزة ـ وكالات

استهدف الجيش الإسرائيلي أمس الاثنين مجددا فلسطينيين يحاولون العودة إلى مدينة غزة والمناطق الشمالية، وارتكب 7 مجازر جديدة خلال 24 ساعة، بينما استمرت الاشتباكات بين المقاومة وقوات الاحتلال وسط القطاع. واستهدفت مدفعية جيش الاحتلال والزوارق الحربية شارع الرشيد الساحلي لمنع عائلات نازحين من محاولة العودة لشمال غزة.

واستشهدت امرأة فلسطينية وأصيب 23 أمس إثر إطلاق الاحتلال النار على نازحين بشارع الرشيد حاولوا العودة إلى منازلهم في غزة وشمالي القطاع.

وكان عدد كبير من المواطنين قد انتظروا لساعات طويلة عند دوار النابلسي غرب مدينة غزة عبور ذويهم إلى الشمال ولقائهم بعد فراق دام قرابة 7 أشهر، إلا أن خيبة أمل كانت بانتظارهم.

وأظهرت صور أعدادا كبيرة من النازحين المتجهين من جنوب قطاع غزة إلى الشمال عبر شارع الرشيد الساحلي.

وندد المرصد الأورومتوسطي في بيان له باستهداف النازحين العائدين لديارهم مما أدى لاستشهاد وإصابة العشرات منهم، وقال إن ذلك يرقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت 7 مجازر أسفرت عن 68 شهيدا و94 مصابا خلال 24 ساعة.

وقالت الوزارة إن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي ارتفع إلى 33 ألفا و797 شهيدا و76 ألفا و465 مصابا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

*********************************************************************

الحرب.. هل تعيد تشكيل الاقتصاد السوداني؟

السودان ـ قرشي عوض

ولاية الخرطوم بمدنها الثلاث كان يسكنها 10ملايين مواطن قبل الحرب. وهذا يعني اقتصادا قادرا علي توفير فرص عمل لهذا الكم الهائل من البشر، بعد ان اصبحت القطب الحاذب للسكان، إثر انهيار القطاع المطري التقليدي وفقدان الموطنين حرفهم التقليدية، ولم يعد امامهم غير النزوح الى اطراف المدينة الضخمة التي احتكرت ـ الى جانب فرص العمل الهامشية ـ خدمات الصحة والتعليم. فنشأت تبعا لذلك العشوائيات التي خططتها السلطات المحلية لتصبح مدنا كبيرة، مثّلت ضعفيْ مساحة وسكان الخرطوم القديمة.

توقف هذا الاقتصاد عن الدوران فجأة، وأصبح من يعتمدون عليه في عداد النازحين أو ينتظرون المساعدات الدولية.

تم نهب المدخرات والبنوك، واعتمد النشاط المصرفي على التحويلات الخارجية. كما انهارت البنيات التحتية للصناعة، ونهبت اصول وممتلكات شركات الأدوية والمواد الغذائية. وهي تخص الرأسمالية المنحدرة من الوسط والشمال، وظلت تحتكر الاقتصاد والسلطة السياسية منذ استقلال السودان.

توقف شركات النقل

كما ان نشاط الشفتة وسيطرة قوات الدعم السريع على الطرق الرئيسة والفرعية وحتى تلك التي عبّدتها الدواب، أعاق انسياب السلع الزراعية القادمة من الشمال. فتوقفت شركات النقل الكبرى.

لكن هذا الواقع لم يمنع انسياب السلع الى اسواق غرب السودان، والتي اصبحت تأتي من دول غرب افريقيا ووسطها، عبر احد اكبر اسواق الحرب الذي يربط بين ولايات غرب كردفان وشرق دارفور ودولة جنوب السودان وهو سوق النعام، ما يشير الى بروز رأسمالية جديدة.

تقنين التجارة

لكن تلك الرأسمالية لم يفرزها واقع الحرب، وإن كان قد لعب دورا في دعمها وتجذيرها. فقد كانت من قبل تمارس التجارة بين ولايات السودان الطرفية وبلدان إفريقيا المشار اليها عبر التهريب؛ فالسودان معروف انه يحتكر تجارة الصمغ العربي في السوق العالمي، وان شجرة الهشاب المنتجة لهذه المادة لا تنمو إلا في صحاريه، ولكنه في الآونة الأخيرة اصبح يواجه منافسة من قبل دولتي تشاد وأريتريا، اللتين تبيعان نفس صمغ السودان الذي يأتيهما عبر التهريب. وقد استفادت الرأسمالية الجديدة من دعم الدولة لبعض السلع الغذائية مثل السكر والدقيق والمواد البترولية واصبح نشاطها واضحا حتى اضطرت الدولة لتقنين التجارة البينية.

ورغم خطورة الطرق إلا ان الصادرات السودانية من إقليم غرب السودان تصل إلى ميناء بورتسودان عبر ولايات وسطية تنتشر فيها قوات الدعم السريع وعصابات الفزع المحسوبة عليها.

ارتفاع الاسعار

والنشاط التجاري الذي تأثر بواقع الحرب هو القادم فقط من شمال السودان خاصة التمور بأنواعها والتي تخضع لإتاوات عالية جدا تسببت في رفع سعر الجوال من 35 الف جنيه في الشهور الأولى للحرب إلى 110 ألف جنيه اليوم.

حدث تغيير شامل في كل أوجه النشاط الاقتصادي، ولم تبق من معالمه القديمة غير العملة، التي فقدت معالمها لكثرة التداول، وعدم طباعة فئات نقدية جديدة بسبب توقف الصناعة عموما في الخرطوم خلال عام كامل.

اذا نحن لسنا امام حرب يشنها رعاة الابل من اقليم دارفور على مركز السلطة، ولكنها حرب تقف خلفها طبقة اقتصادية. وقد اشتد ساعدها وأصبحت لها أنياب وأظافر، وصارت تدرك اهمية السلطة بالنسبة للنشاط الاقتصادي، ما يرجح ان ملف الترتيبات الأمنية لن يكون وحيدا في مفاوضات منبر جدة القادمة، بل سيرافقه الملف الاقتصادي، وستكون مفاوضات اكثر تعقيدا من مفاوضات نيفاشا مع جنوب السودان، التي كان اقتسام الثروة فيها مقتصرا على النفط. بينما الان متعلق بالمشاركة في قيادة النشاط الاقتصادي الذي كانت تنفرد به الرأسمالية التجارية من الوسط والشمال، ما يتطلب التفكير خارج الصندوق.

*************************************************************************

منع شخصية يونانية من دخول ألمانيا بسبب مساندته غزة

برلين ـ وكالات

منعت السلطات الألمانية وزير المالية اليوناني الأسبق يانيس فاروفاكيس من دخول أراضيها للمشاركة في مؤتمر مؤيد للفلسطينيين في برلين.

وقال فاروفاكيس -وهو أحد مؤسسي حزب «ديم 25» إن وزارة الداخلية الألمانية فرضت عليه «حظر أنشطة»، مما يعني «منعه من ممارسة أي أنشطة سياسية».

وينطبق الحظر أيضا على المشاركة في أحداث عبر الإنترنت بما في ذلك على سبيل المثال عبر تطبيق زوم، وفق فاروفاكيس.

وكانت الشرطة الألمانية قد منعت يوم الجمعة الماضي منظمي المؤتمر من مواصلة فعالياته بعد ساعة على بدئه، مشيرة إلى مخاوف بشأن تصريحات معادية للسامية.

وفي البداية، لجأت الشرطة إلى تعليق فعاليات المؤتمر لأن أحد متحدثيه الطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة الذي منعته السلطات من دخول أراضيها للمشاركة في المؤتمر، حيث كان يفترض أن يقدم خلاله أدلة بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وإفادته بوصفه طبيبا يعمل في مستشفياتها.

ولاحقا، أعلنت الشرطة - في منشور آخر- أنها حظرت ما تبقى من فعاليات للمؤتمر الذي كان مقررا أن يستمر حتى أمس الأول الأحد.

يذكر أن المؤتمر تم تنظيمه من قبل مجموعة من نشطاء المجتمع المدني، بما في ذلك منظمات فلسطينية ويهودية، تحت شعار «نحن نتهم وسنحاكمكم»، بهدف «تسليط الضوء على دور ألمانيا في الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة».

**************************************************************************************

بشأن التطهير العرقي.. أرمينيا وأذربيجان أمام «العدل الدولية»

لاهاي ـ وكالات

اتهمت أذربيجان أرمينيا الإثنين بتقديم شكوى أمام محكمة العدل الدولية بشأن إقليم ناغورني قره باغ بغرض شنّ «حملة إعلامية» ضد باكو، مع بدء المواجهة بينهما في أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة.

وبدأ البلدان الجاران والعدوان في منطقة القوقاز، أسبوعين من المداولات أمام المحكمة التي تتخذ من مدينة لاهاي الهولندية مقرا لها، على خلفية اتهامات متبادلة بارتكاب أعمال «تطهير عرقي» في الإقليم المتنازع عليه منذ عقود.

وقال ممثل أذربيجان النور محمدوف أمام قضاة المحكمة «من البداية، كان هدف أرمينيا بدء هذا الإجراء أمام المحكمة واستخدامه من أجل شنّ حملة إعلامية ضد أذربيجان».

واعتبر أن احتجاج أرمينيا هو أمر «سابق لأوانه»، معتبرا أن ذلك يعود الى «فشل أرمينيا في الانخراط في مفاوضات مع أذربيجان لحلّ هذا الخلاف»، مقرا بحصول «مفاوضات محدودة»، لكن يريفان «فشلت في متابعتها».

وتبادل البلدان الاتهامات مطلع نيسان بإطلاق النار في المناطق الحدودية، ما أضعف الآمال بالتوصل الى اتفاق سلام بعد عقود من النزاع.

وبدأت المعركة القانونية بين البلدين أمام محكمة العدل الدولية في أيلول 2021 عندما تقدمت كل من أذربيجان وأرمينيا بشكوى ضد الأخرى خلال مهلة لم تتجاوز أسبوعا. واتهم كل طرف الآخر بارتكاب «تطهير عرقي» ومخالفة الاتفاقية الدولية للقضاء على كل أشكال التمييز العنصري.

****************************************************************************

الصفحة السادسة

شيوعيو الشطرة يحتفلون بعيد حزبهم

الشطرة - احمد طه

في مناسبة الذكرى  الـ 90 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، أقامت اللجنة المحلية للحزب في قضاء الشطرة، السبت الماضي، حفلا جماهيريا كبيرا.

حضر الحفل الذي أقيم في الحديقة العامة وسط القضاء، مدراء دوائر رسمية وممثلو أحزاب سياسية وقوى وطنية وشيوخ عشائر ومثقفون وأدباء ومواطنون آخرون، فضلا عن  قائد عمليات شمال ذي قار وجمع من الشيوعيين وعائلاتهم.

الاستاذ حيدر الشطري أدار الحفل وافتتحه محييا ذكرى التأسيس، وملقيا الضوء على تاريخ الحزب الناصع في الدفاع عن حقوق العمال والفلاحين وبقية فئات المجتمع، وعلى مواقف الشيوعيين الوطنية واتسامهم بلقب ذوي الايادي البيضاء.

 بعدها تم عزف النشيد الوطني من قبل الفنان سعد الغالبي، ثم وقف الحاضرون دقيقة صمت في ذكرى شهداء الحزب والحركة الوطنية وانتفاضة تشرين.

سكرتير اللجنة المحلية الرفيق شهيد الغالبي، استهل فقرات الحفل بكلمة قال فيها أن «الحزب انخرط منذ تأسيسه في نضال وطني ضد الطغاة والحكام المستبدين، مواصلا العمل من اجل الوطن الحر والشعب السعيد».

ودعا الغالبي في الكلمة الى «استدراك خطورة ما يمر به بلدنا وما اصابه من شلل عام في كافة قطاعاته، بسبب تسلط الفاشلين على دفة الحكم»، لافتا إلى أن «الانسداد السياسي الحاصل أصبحت له تبعات كبيرة على المواطن الذي يسعى الى توفير مستلزمات العيش الكريم».

واكد ان «الحزب مستمر في النهج السياسي الوطني المبني على توحيد كل الجهود الوطنية الخيرة وقوى الحركات المدنية، لمواجهة مخططات المتنفذين والميليشيات المنفلتة التي لا تزال تسرق قوت الفقير بلا رادع ولا محاسبة ولا رقيب من اية جهة كانت»، مشددا على «أهمية تضافر جهود القوى المدنية والتشرينية في الاصطفاف من أجل محاربة الفساد وإنقاذ البلد من وضعه الصعب ومحاربة مظاهر السلاح المنفلت، مع فرض سلطة القانون».

وكانت للتيار الديمقراطي كلمة ألقاها د. محمد الحسيني، وهنأ فيها الشيوعيين والحركة الوطنية بهذه المناسبة العزيزة، مشيدا بمواقف الحزب الذي يسعى إلى ترسيخ مبدأ الدولة المدنية.

وشدد الحسيني على ضرورة تطوير قوى التيار الديمقراطي لمواجهة التحديات التي تمر بالبلاد والخلاص من نهج المحاصصة الطائفية والعنصرية.

وتخللت الحفل قصائد مهداة إلى الحزب والوطن، ألقاها الشعراء د. حامد الشطري والأستاذ رزاق الزبيدي والأستاذ خالد صبر والرفيق خضير العكيلي ود. حازم هاشم وحسين صالح. كما قرأ الرفيق أبو كمال ومضات شعرية.

بعد ذلك، قدم الفنان سعد الغالبي وصلة غنائية. فيما قدمت «فرقة الوتر الحر» المسرحية، مشهدا مسرحيا بعنوان «تايهة وادور وطن»، من تأليف الرفيق احمد زكي وإخراج الفنان احمد حسان، وتمثيلهما.

وتلقى الحفل برقيات تهنئة في المناسبة من قبل التيار الديمقراطي في الشطرة واتحاد الفلاحين ونقابات العمال فضلا عن منظمة الحوار المتمدن، ورفاق مغتربين.

وفي سياق الحفل جرى توزيع ألواح تكريم على عدد من اصدقاء الحزب ومثقفي الشطرة المتميزين. وقد ساهم في التكريم اعضاء اللجنة المركزية الرفاق وسام مهدي وحسين علي، إضافة إلى مجموعة من الرفاق.

واختتم الحفل على وقع أغنيات الحزب والأناشيد الوطنية.

****************************************************

الشيوعيون في البصرة يحيون العيد الـ 90

البصرة – طريق الشعب

أقامت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، مساء الجمعة الماضية، حفلا في مناسبة الذكرى الـ90 لتأسيس الحزب، حضره جمع من محبي الشيوعيين وأصدقائهم إلى جانب ممثلين عن أحزاب وكتل سياسية ومنظمات مدنية.

أدار الحفل الذي أقيم على قاعة المركز الثقافي النفطي في مركز المحافظة، الرفيق قاسم حنون، واستهله داعيا الحاضرين إلى الاستماع للنشيد الأممي والوقوف دقيقة صمت اجلالاً لشهداء الحزب والوطن وفلسطين.

بعدها ألقى سكرتير اللجنة المحلية الرفيق كاظم محسن، كلمة في المناسبة باسم المحلية، تحدث فيها عن “المسيرة الوضاءة لحزب الكادحين والمثقفين”. واستذكر بعض الشخصيات القيادية التي تولت العمل في أوقات مفصلية واتخذت قرارات صعبة للدفاع عن الجماهير وحقوقها.

كما تناول الأوضاع الراهنة في البلد وما آلت اليه من تدهور في أغلب فقرات حياة العراقيين، مشيرا إلى ان الخروج من هذه الأزمات يتطلب نبذ المحاصصة الطائفية والإثنية المقيتة ووليدها المسخ الفساد الذي عم كل المجالات، والتوجه للبناء الصحيح.

وتابع الرفيق في الكلمة قوله ان العراقيين قادرون على ذلك لو توفرت النوايا الصادقة.

ثم قرأ د. يسر حمود الفرطوسي كلمة باسم تنسيقية التيار الديمقراطي في البصرة، تناول فيها نضال الشيوعيين. وتمنى للحزب وقيادته الرشيدة النجاح والتقدم.

بعدها استذكر الشاعر كاظم الحجاج بعض المواقف التي مر بها، كشيوعي، أيام النضال السري، وكيف تعامل مع القوى الأمنية آنذاك بأسلوب ذكي للتخلص من الاعتقال.

وشهد الحفل قراءات شعرية في المناسبة ساهم فيها الشعراء محمد أمين المظفر وعبد الحليم التميمي ومقداد مسعود. فيما قدم د. ناصر هاشم عزفا منفردا على العود. 

وفي سياق الحفل، وزع عضو المكتب السياسي للحزب، الرفيق فاروق فياض الذي كان بين الحاضرين، “لوح الوفاء” على عدد من الرفاق المتميزين  في العمل الحزبي، أعقبه عضو اللجنة المركزية الرفيق محمود سعدون بتوزيع ألواح على عدد آخر من الرفاق. فيما وزع عضو اللجنة المركزية الرفيق أحمد ستار بطاقات شرف عضوية الحزب على عدد من الرفاق الجدد.

وتلقى الحفل برقيات تهنئة في المناسبة، من كتل سياسية ومنظمات مدنية وشخصيات وطنية.

أما الفقرة الأخيرة فكانت وصلة موسيقية - غنائية لفرقة الفنان قصي البصراوي.

***************************************************

كربلاء.. مباراة كروية في ذكرى تأسيس الحزب

كربلاء – طريق الشعب

ابتهاجا بالذكرى الـ90 لميلاد الحزب الشيوعي العراقي، أقامت المختصة الرياضية للحزب في كربلاء، يوم الأحد 7 نيسان الجاري، مباراة كروية بين شباب فريق الملوك وشباب الحرية، وذلك على الملعب السباعي في حي الصحفيين بمركز المحافظة.

المباراة التي شاهدها جمهور من محبي الكرة، إلى جانب سكرتير وأعضاء اللجنة المحلية للحزب في كربلاء، أسفرت عن فوز فريق الملوك على نظيره.  

وفي الختام، قدم سكرتير المحلية الرفيق صباح الحمد كأس الفوز للكابتن حسين حيدر. فيما وزع الرفيق حسين طارق ميداليات تذكارية على لاعبي الفريقين.

************************************************************************

في ستوكهولم .. الشيوعيون العراقيون يحتفلون بالذكرى التسعين

ستوكهولم – طريق الشعب

أقامت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد، احتفالا خطابيا في مناسبة الذكرى الـ90 لميلاد الحزب.

الاحتفال الذي أقيم على قاعة سفاريا سالن/ شيستا ترف في شمالي العاصمة ستوكهولم، أدارته الرفيقة دلناز عبد الواحد، وافتتحته مرحبة برئيس تحرير مجلة “الثقافة الجديدة” د. صالح ياسر، وبرئيس رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين الرفيق نعمان سهيل، والقائم بأعمال سفارة جمهورية العراق في السويد عامر العكيلي، وممثلي أحزاب شيوعية شقيقة وقوى سياسية ومنظمات مدنية ناشطة في السويد، فضلا عن جمع من الرفاق والأصدقاء.

بعد ذلك، استمع الحاضرون إلى النشيدين الوطني والأممي. ووسط أعلام الحزب وعلى وقع أغنية “عيدج مبارك رفيقة.. عيدك مبارك رفيق” التي أداها الرفيق عاكف سرحان، قام الرفيقان د. صالح ياسر ونعمان سهيل بقطع كعكة الميلاد وإطفاء شمعتها.

ثم قرأ الرفيق جاسم هداد كلمة منظمة الحزب في المناسبة، وقال فيها أن “الحزب الشيوعي العراقي انبثق من تربة العراق ووجدان مجتمعهِ، لتمتدَ جذورُه عميقا في بلاد الرافدين”، مضيفا أن “الحزب يجمع في سياساته ومواقفِه بين الوطني والطبقي، ويناضل من أجل مصالحِ شغيلة اليد والفكر، ويدافع عن حقوق المرأةِ والعدالة والمساواة في مكانتها ودورها في المجتمع، وعن حقوق الإنسانِ وتطلعات الشباب وآمال المثقفين التنويريين، ويحترم الحريات الدينية ويدعو إلى التسامحِ والتعايش السلمي والتنوع الثقافي، ويتمسك بحق الأمم في تقرير مصيرها، ويسعى إلى إقامة الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.. كان هذا الوجود ضرورة موضوعيةً زكّاها التاريخُ ومنحها حياةً متجددة”.

وحيّا الحزب الشيوعي السويدي الحزب الشيوعي العراقي بعيده في كلمة باللغة السويدية القتها ممثلته الرفيقة زاهرة سرحان.

وكانت للجنة التنسيقية للأحزاب الشيوعية العربية في السويد، كلمة ألقتها الرفيقة رحاب جريس، وقالت فيها أن عيد الحزب الشيوعي العراقي “ذكرى مُلهمة نستحضر فيها تاريخا مشرقاً ومضيئا بتضحيات بطولية قدمتموها في سبيل مبادئ سامية وقيّم وطنية نبيلة وهي تنشّد الديمقراطية والحرية واستقلال الشعوب وانعتاقها من الاستعمار بتمظهراته الناعمة الحديثة”.

بعدها ألقى الأستاذ صبري إيشو كلمة تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم، وقال فيها: “ناضل حزبكم منذ تأسيسه نضالا مريرا ضد الاستعمار والرجعية، وكان نضالا وطنيا وطبقيا عبر فيه حزبكم عن التصاقه بأرض العراق وشعبه، وقد ضحى بخيرة قادته وآلاف الشهداء، ورغم هذا الإرهاب استمر الحزب في نضاله”.

وفي سياق الاحتفال، تم تكريم الرفاق المناضلين زادوق شليمون وسامي بريسم وسامي سلطان، من قبل الرفيق د. صالح ياسر.

ثم جرى الاحتفال بعيد الميلاد الـ90 للرفيقة نجية الساعدي (أم بشرى)، والذي تزامن مع عيد الحزب. ووسط مشاعر الفرح والسرور أطفأت الرفيقة شمعتها الـ90 وقطعت كعكة ميلادها، ليتم تكريمها بعدها بميدالية الحزب من قبل الرفيق نعمان سهيل.

وتخللت الاحتفال قراءات شعرية. إذ قرأ الشاعر د. غالب محسن قصيدة بعنوان “نشيد الصباح”. فيما قرأ الأستاذ فوزي صبار قصيدة في المناسبة مرسلة من الشاعر عبد الستار نور علي.

وفي المناسبة، جرى تكريم الرفيقة فيروز عبد الأحد والرفيق عاكف سرحان من قبل الرفيق اياد محمد، وذلك لتميزهما في جمع التبرعات لمشروع بناء بيت الحزب في بغداد.

ثم أدى الرفيق عاكف سرحان أغنيتين من أغنيات الحزب. 

وتلقى الاحتفال برقيات تهنئة من أحزاب ومنظمات عديدة، وهي الحزب الشيوعي السوري الموحد في السويد، وحزب الشعب الفلسطيني في السويد ومحلية الحزب الديمقراطي الكردستاني في السويد، والحركة الديمقراطية الآشورية/ قاطع اسكندنافيا ومحلية حزب بيت نهرين الديمقراطي في السويد والمجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري/ مكتب السويد وحزب الجبهة الفيلية/ فرع اوربا والاتحاد الديمقراطي الكردي الفيلي ورابطة المرأة العراقية فرع السويد/ ستوكهولم وجمعية المرأة المندائية في ستوكهولم والاتحاد الديمقراطي للجمعيات العراقية في السويد وسكرتارية اتحاد جمعيات الصابئة المندائيين ورابطة الأنصار الديمقراطيين في ستوكهولم وشمال السويد والجمعية المندائية في ستوكهولم وجمعية الفنانين التشكيلين العراقيين في السويد ونادي 14 تموز الديمقراطي العراقي في ستوكهولم والرابطة المندائية للثقافة والفنون ورابطة الديمقراطيين العراقيين في ستوكهولم وحركة العمال النقابية الديمقراطية في ستوكهولم وفرقة مسرح الصداقة في ستوكهولم.

************************************************************************

في لندن.. احتفال الشيوعيين العراقيين بعيد الحزب التسعين

لندن – طريق الشعب

أقامت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في بريطانيا، يوم الخميس 4 نيسان الجاري، حفلا فنيا في مناسبة الذكرى الـ90 لميلاد الحزب.

ابتدأ الحفل بالاستماع لأغنية “يا حزب الأبطال”، التي رافقها ظهور مجموعة نساء وشباب تحمل صواني الشموع.

بعدها ألقى الرفيق شافي الجيلاوي كلمة في المناسبة، أشاد فيها بدور الحزب في النضال من أجل تحقيق الحرية والعدالة والمساواة للمواطنين. ثم قرأ أبياتا شعرية تعبر عن حب الشيوعيين للوطن وللإنسان والإنسانية.

وعقب الكلمة قدم الفنان محمد البيك باقة من أغنيات الحزب، تلاه الشاعر عواد ناصر بإلقاء نص شعري يرثي فيه صديقا نصيرا، توفي قبل فترة.

ثم دعا سكرتير منظمة الحزب د. شوكت الأسدي، الرفيق د. عدنان رجيب، أحد رفاق المنظمة القدامى، إلى قطع كعكة الميلاد، وسط جو من الزغاريد والتصفيق.

وفي سياق الحفل، انطلقت حملة جمع تبرعات مالية لمشروع بناء مقر الحزب في بغداد، افتتحتها الرفيقة بلسم عجينة بكلمة قالت فيها: “على مر تاريخ الحزب التسعيني بدا واضحا التلاحم القوي بينه وبين جماهيره. فالحزب مدافع أمين عن قضايا الشعب والوطن”، مضيفة قولها أن “فكرة بناء المقر جاءت انطلاقا من رؤية تفيد بأن الحزب الشيوعي العراقي لا يخص اعضاءه فقط، انما هو مؤسسة سياسية ثقافية ديمقراطية عامة، تتحرك في ساحة واسعة، وهدفها رفعة شأن العراق وشعبه”.

هذا وتبرع للحملة كثيرون من الحاضرين بسخاء، تعبيرا عن حبهم وتأييدهم لحزبهم العتيد.

وكعادتها في عيد الحزب من كل عام، بادرت الرفيقة خالدة مصطفى (أم بسيم)، إلى بيع معجنات ومنتجات أخرى من صنعها، لتتبرع بمردود البيع إلى الحزب. 

**********************************************************************************

الصفحة السابعة

كلمة افتتاح المعرض السنوي للفنون التشكيلية العراقية *

للمرة الثالثة عشرة نلتقي في معرض الفنون التشكيلية العراقية، الذي نقيمه كل سنة عمليا منذ عام 2009 على شرف ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي في 31 آذار 1934.

فباستثناء سنتي تفشي وباء كورونا 2020 و2021 حرصنا على الاحتفاء سنويا مع حلول هذه الذكرى بفنوننا التشكيلية، وبمبدعيها من الرسامين والنحاتين والخزافين وغيرهم، الذين ظلوا اوفياء لإرث من سبقوهم من الرواد واجيال الفنانين اللاحقة، واستمروا في السير على خطاهم .. وهم اليوم يواصلون النفخ في مجامر الابداع التشكيلي المتنوع، ويرفدون حركتنا الفنية وثقافتنا العراقيتين دون انقطاع، بالجديد الجميل من الاعمال الفنية المميزة، التي يجد كثير منها طريقه الى قاعات العرض في بغداد والمحافظات الاخرى، ومنها هذه القاعة الاوسع في بغداد، التي تحتضن معرضنا اليوم.

وفي مفتتح احتفالنا بإقامة معرض السنة الحالية هذا، نتوجه بالتحية والشكرالى هؤلاء الاحبّة المبدعين والمبدعات، مقدرين لطف استجابتهم الى دعوتنا للمشاركة في المعرض، ومجيأهم باعمالهم لتـأخذ مكانها في القاعة بجانب نتاجات المشاركين الآخرين من زملائهم.

في غضون دقائق سنجتاز بوابة المعرض، لنجد انفسنا وسط فيض الالوان والخطوط والاشكال والتكوينات الجميلة، الذي يغمر القاعة مُجسَّدا في 46 لوحة فنية و18 عملا نحتيا و6 اعمال خزفية، هي من نتاجات حوالي 70 فنانة وفنانا تشكيليا معظمهم بغداديون، لكن بينهم من جاءوا من محافظات اخرى في الجنوب والوسط والشمال، بل ومن اقليم كردستان ايضا وحتى من عراقيي الخارج.

وفيما نعرب عن يقيننا انكم ستتمتعون بالتجوال بين هذه الاعمال الفنية المتنوعة، وفي تأملها واستكشاف الجمالات المختبئة بين ثناياها، فان الانصاف يقتضي منا ان نشير الى الاوضاع الصعبة التي يعيش فيها ويعمل منتجوها من فنانينا التشكيليين، والتي اجبرت البعض منهم وللاسف حتى على التخلي عن النشاط الفني تماما، لينصرفوا الى اعمال ومهن اخرى تؤمّن لهم ولأسرهم متطلبات العيش والبقاء.

فمن المفارقات ان الاهتمام السابق للدولة والجهات الرسمية المعنية بالفنانين التشكيليين، من خلال رصدها تخصيصات في الميزانية السنوية  للوزارات والمؤسسات والهيئات الحكومية المختلفة، للانفاق على شراء نتاجاتهم الفنية من رسوم وجداريات ومنحوتات واعمال غرافيك وخزف وسواها، وتُعينهم بذلك على مواجهة متطلبات العيش المتزايد صعوبة .. نقول ان هذا الاهتمام تبدد في السنين الماضية وصار اقرب الى الزوال. ومثله انتهى تقريبا حرص وزارة الثقافة على اقامة فعاليات الاحتفاء السنوية بالنتاجات التشكيلية الجديدة، والتعريف بها وترويجها عبر اقامة المعارض الكبيرة والمهرجانات الفنية.

صحيح ان هناك فرقا هذه السنة، يتمثل في تخصيص مبلغ لتمويل هذه المعارض والفعاليات الاخرى، الا ان هناك في هذا الشأن اكثر من ملاحظة نسمعها من التشكيليين انفسهم ومن بقية الفنانين وعامة المثقفين. اولاها تتعلق بهزال المبلغ المخصص،  والذي لا يتجاوز مائتي مليون دينار، قد تكفي لأقامة اثنتين لا أكثر من  مثل الفعاليات المذكورة. والملاحظة الثانية هي ان هذا المبلغ لا علاقة له بالميزانية السنوية للدولة، وليس جزءا من المخصص للثقافة فيها، وانما هو منحة من مكتب رئيس مجلس الوزراء. وبناء على هذا فقد لا يتجدد في السنة المقبلة او التي تليها، في حال أي تبدّل في شخصية المكلف بتشكيل الحكومة.

وهذا ينطبق بالطبع على بقية المنح التي ذُكر ان مكتب رئيس الوزراء خصّ بها مجالات الدراما والمسرح والسينما والادب، والتي لا يمكن بالطبع مقارنة حصة الفنون التشكيلية بها، فهي بالمليارات وليست بالملايين. لكن أمرها هو نفسه في عدم كونها ضمن المخصص في الميزانية لاغراض الثقافة والقطاع الثقافي.

ومع الاقرار بان تخصيصها حتى بصفة منح من خارج الميزانية، وعلى افتراض حسن التصرف بها بعيدا عن مظاهر الفساد المستشرى في مؤسسات الدولة، يأتي مثل نسمة منعشة لتلك المجالات، ويمكّنها من انجاز شيء مما تسعى لإنجازه، فان من الواجب القول ايضا انه بعيد تماما عن ان يكون العلاج المطلوب للأزمة المزمنة لقطاع الثقافة عندنا، والمتفاقمة بمرور السنين.

فهذا العلاج يستلزم اعادة نظر جذرية في توزيع اموال الموازنة على القطاعات المختلفة، ليصب خصوصا في مصلحة قطاعات الخدمات الاساسية والعامة المغدورة حتى الآن، ومنها الثقافة بالذات الى جانب الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية والسكن والنقل وحماية البيئة وغيرها.

وليس هذا فقط، بل لابد من موقف جديد تجاه الثقافة. موقفٍ يعيد الاعتبار اليها بكافة ميادينها، وينطلق من ادراك عميق لحاجة مجتمعنا الماسة اليها في تطوره وتنميته، وييسّر بالتالي على سبيل المثال نشر نتاجات الثقافة والفن وابداعاتهما في الفضاءات الواسعة للمدن وساحاتها وشوارعها.

فلو كان الحال كذلك لما رأينا قرارا اتخذته لجنة من فنانين مرموقين، مكلفة من الامانة العامة لمجلس الوزراء، بإقامة ثلاثة نصب نحتية لثلاث من ابرز الشخصيات العراقية الوطنية والثقافية، وصادقت عليه الامانة العامة نفسها، وتم التعاقد مع نحاتين معروفين على انجاز تماثيل الشخصيات المذكورة، وحتى صُرفت مستحقاتهم المالية مقابل ذلك .. أقول: لما رأينا تنفيذ ذلك القرار يتوقف فجأة بعد خطواته الاولى المذكورة، ثم يلغى القرار ذاته كما يبدو، ويسدل الستار على المشروع بكامله! وكل هذا دون اعلان، ودون تفسير او توضيح للرأي العام وللفنانين المكلفين!

نحن نتحدث هنا - كما لا يخفى على البعض منكم في الاقل - عن مشروع نصب الشاعر الجواهري الكبير، والوزيرة العراقية الاولى نزيهة الدليمي، والعلامة حسين علي محفوظ، المشروع الذي تم اقراره قبل 14 عاما، وبوشر بتنفيذه فعلا، ثم اوقف العمل فيه على حين غرة كما قلنا، وألغي المشروع كاملا بأمر من جهة لم يُكشف عن هويتها حتى اليوم، لكنها كما تشير الدلائل ممن ينطبق عليهم وصف الآمر الناهي!

ومنذ ذلك الحين لم نسمع أيضا عن اقامة ايّ نصب او تمثال في اي مكان من بغداد، وبقيت نصب النحات الكبير الراحل محمد غني حكمت: نصب الثقافة في الزوراء، ونصب بغداد في ساحة الاندلس، ونصب الفانوس السحري في ساحة المسرح الوطني، آخر ما فازت به عاصمتنا من اعمال نحتية راقية.

ونحن اليوم سعداء ان تكون للمنحوتات والتماثيل، بكمها ونوعها، مكانةٌ مميزة في معرضنا هذا، الى جانب اللوحات والاعمال الفنية الاخرى.

أخيرا نشكر لكم ايها الاعزاء حضوركم الحاشد معرضنا هذا، ونرجو لكم وقتا ممتعا مع الاعمال الفنية المنتشرة في جنباته.

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* قدمها الرفيق مفيد الجزائري في حفل الافتتاح عصر امس الأول

******************************************************************

تسعون نبعا لساقية الجمال *

د. جواد الزيدي

تسجل العقود التسعة الماضية من عمر حزب الثقافة والفن والجمال، بزوغ ضوئه مع ظهور أولى تباشير التشكيل العراقي المعاصر حين منح أسلافنا وهج أرواحهم لتصوغ ستائر للنوافذ التي يمر من خلالها الضوء، ولترمم خارطة المدونات البصرية عبر تسعين عاما، فاستطاعت أن تؤسس تقاليد وأعرافا ثقافية متحررة من كل القيود وتقترن بالابداع والجمال.

هذه السنوات بوصفها مختبرات تجريب أدت إلى احتضان الأجمل والأنبل والخيار الأصوب في اجتراح النموذج الجمالي، الممثل للأصول الاجتماعية ويقينها الشعبي وانعكاسها في الفن، وهي تتفاعل مع هواجس الفنان وظروفه الخاصة ومعطيات العصر. الصيقان لا يفترقان هما الشيوعي العراقي والجمال المنزه من كل منفعة، نمت على أعتابهما المشتركة مئات الخمائل والأزاهير لتنشر عطرها في ثنايا قاعات العالم ومتاحفه، حاملة هوى عراقيا يترطب بماء الرافدين خالدي الأثر.. وان أية مشتركات وأواصر بهذا الألق تجعل افتراهما مستحيلاً.

بلا خجل أو مماحكة يحمل صناع الجمال خطاباتهم لتكون ملاذا وحيداً لقيم الروح وتجلياتها في أروقة القاعات وفرصة لتعريف الذات من دون أدنى إشتراطات أو هواجس الكتابة مدوناتنا بهذه الصيغة أو تلك إلا إشتراط المحبة الوحيد والمعنى الإنساني الذي يلف أضلاع الجميع، واعلان الانتماء إلى الوطن عبر نافذة لا يؤول ما يأتي منها إلا بذلك.

في هذا المعرض الذي يتسق مع جمالية الذكرى التسعين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي، تتسع الرؤيا ويتأطر المنهج، وتتشظى الصياغات خدمة للغرض الجمالي الذي ينفتح على الأطراف ويجعلها تلتحم بالمركز، ليصنعا خطابا مختلفا باختلاف المكان وزوايا النظر إلى الواقعة الخارجية.. الاختلاف الذي تصنعه صيغ التجسيد مرة، وتمنحه الأجناس الفنية مضمونا آخر في المرة الثانية، لأنها تحتفظ بخصائص النوع الممثلة بالتقنية والأسلوب، فضلاً عن الخامات وطرق التشييد والمعالجة البصرية، وهي توشح بياض الجدار بأعرافها وترسم أحلامنا على تلك الخامات، إنطلاقا من هموم الناس وهواجسهم في القرية والمدينة والشارع المؤدي إلى أعماق الأشياء وجوهرها المرتبط بفكرة الحياة والأمل والإشراق.. ذاتا خلاقة مبدعة تحل بديلاً عن المجموع وتطلعاته، للامساك بملام تغيير الواقع إن لم نقل تغيير العالم، لتصبح اللوحة والمنحوتة خطابا يتمظهر على هذا النحو المعبر عن صورة الوطن، الحالم بمثابات جديدة ترسم خارطة الشروع نحو المستقبل الأمن.

ــــــــــــــــــــ

* كلمة دليل المعرض

********************************************************************

الصفحة الثامنة

إعادة العمل بالمزارع التعاونية ضرورة ملحة

عبد الكريم عبد الله بلال*

هناك مثل عالمي يقول ان ما لا يتمكن الفرد من القيام به تستطيع المجموعة القيام به.

لذلك فالتعاونية الزراعية هي ما يجمع فيه الفلاحون والمزارعون مواردهم في مجالات معينة من الانشطة، وتميز إلى تعاونيات خدمات وتعاونيات انتاج وهي تتضمن الأرض والمكائن والمناحل وهذه تتضمن المزارع الجماعية.

اما التعاونيات الخدمية هي تعاونيات توريد وتعاونيات تسويق أو الجمع بينهما.

والجمعيات التعاونية الفلاحية واحدة من أهم حلقات العملية الانتاجية الزراعية في جميع دول العالم أذ تعمل كأداة ووسيلة لتسهيل الكثير من المشكلات التي تعترض طريق العملية الانتاجية الخاصة بالقطاع الزراعي، ومن خلالها يمكن أيضا تنظيم وترتيب المجتمع الريفي ودعم الفلاح وتحسين وضعه الاقتصادي والاجتماعي الاجتماعي.

وهنا عندما نشير إلى جميع بلدان العالم لابد من الإشارة إلى قرار الأمم المتحدة ٩٠/٤٧ في ١٦ كانون الاول للعام ١٩٩٢ باعتبار كل أول سبت من شهر تموز في كل عام هو يوم عالمي للتعاون، وهنا لابد من القول إن النظام التعاوني غير مرتبط بنظام اقتصادي معين اقطاعي، رأسمالي ، اشتراكي، فنرى أن أول تعاونية انتاجية في العصر الحديث هي كومونة باريس تلتها البلدان الاشتراكية والاتحاد السوفيتي السابق والصين التي تعمل فيها ٢٨ مليون عائلة في التعاونيات الزراعية، وكندا التي يعمل فيها واحد من كل ثلاثة مواطنين، وفرنسا التي يؤمن فيها العمل التعاوني ٧٠٠ ألف فرصة عمل واليابان حيث يعمل ٩١ بالمائة  من المزارعين في التعاونيات الزراعية.

ما أتى في هذه المقدمة عن التعاون الزراعي هو ما نشر قبل أيام على وسائل التواصل الاجتماعي ونبهني لها الرفاق في قيادة الحزب الشيوعي العراقي وبعض الأصدقاء، وحيث أهتم حزبنا الشيوعي العراقي مسألة التعاون الزراعي في كافة مؤتمراته الحزبية الوطنية مسترشداً بذلك إلى النظرية الماركسية.

 وما نشر تحت عنوان تحالف الطماطة وهو تحالف لبعض مزارعي الزبير في البصرة والمتخصصة في زراعة الطماطة وهم يعانون كثيرا من الخسائر الاقتصادية نتيجة زيادة كلف الانتاج والتخلف في التسويق لمنتوجاتهم وعدم حماية المنتج نتيجة فتح الأسواق العراقية على مصراعيها أمام المنتج الاجنبي ان كان أصولياً أو غير أصولي الاقل كلفة في ظل ظروف التخلف الاقتصادي في العراق، قام مجموعة من الفلاحين والمزارعين يقدر عددهم ب ٥٠ شخصا بعمل مشترك من تنقية للبذور وجلب صناديق كارتون لغرض تعليب الطماطة ثم نقلها إلى الأسواق وكانت تجربة ناجحة في هذا العمل التعاوني مما يسند وجهات نظرنا والمناشدات  لغرض تطوير هذه الفعالية، وحيث كل فلاح منهم يمتلك  بحدود ١٠ دونمات تكفيه بالعمل التعاوني مبلغ ٢٠ مليون دينار لزراعتها وتسويق المنتج بشكل مشترك .

إن العمل التعاوني الزراعي في العراق ليس بجديد على بلاد ما بين النهرين فقد مورس العمل التعاوني في العهد السومري والبابلي وورد عنه الكثير في شريعة حمورابي، وكان يتضح جلياً في مكافحة الفيضانات وكري الأنهر وجني المحاصيل والثمار. في العصر الحديث فقد صدر أول قانون للتعاون الزراعي بالرقم ٢٢ لسنة ١٩٢٢ وأسست في حينها ثلاث تعاونيات ومنها في الزعفرانية والدورة، حتى العام ١٩٤٤ حيث صدر قانون التعاون رقم ٢٧ وبقي العمل به، ولحين ثورة ١٤ تموز المجيدة كان هناك ١٦ تعاونية، ثم بعد صدور قانون الاصلاح الزراعي رقم ٣٠ لسنة ١٩٥٨ وحيث ربط العمل التعاوني بتنفيذ القانون أصبح عدد التعاونيات الزراعية ٤٣٦. وكذلك بعد صدور قانون الاصلاح الزراعي رقم ١١٧ لسنة ١٩٧٠، وارتباطاً للتعاون بتنفيذ القانون زادت التعاونيات الزراعية إلى ٨٣١ تعاونية زراعية، اما المزارع الجماعية فقد بلغت ١٧٩ مزرعة جماعية.

لكن بعد إدخال الطاغية العراق بعد العام ١٩٨٠ في دوامة  وأتون الحروب بدأت عسكرة المجتمع وبدأت الخصخصة وحل التعاونيات الزراعية وبيع منشأتها إلى زبانيته وأعوانه فقد انخفضت المزارع الجماعية من ١٧٩ إلى ٥٥ حتى بقيت  مزرعة واحدة يعمل فيها ٥٠ فلاحا في العام ٢٠٠٢،  وهذا ينطبق على الجمعيات التعاونية أيضاً حتى بعد سقوط نظام الطاغية فقد صدر قرار رقم ٣ لسنة ٢٠٠٤ بتجميد العمل التعاوني ضمن السياسة الاقتصادية العامة المتجه إلى اقتصاد السوق جاهلين أن التعاون الزراعي يعمل أيضاً في ظل اقتصاد السوق ويعتمد على النظام التبادل السلعي وهدفه هو توحيد موارد الفلاحين والعمل المشترك على أسس العدالة الاجتماعية ويحقق نسبة عالية من الانتاج الزراعي في مختلف المجالات مما يرفع من مستوى دخل الفلاح والمزارع وكذلك يزيد من المنتوج الوطني والدخل القومي،  وقد أعطينا سابقاً أمثلة على العمل التعاوني في ظل نظم اقتصادية مختلفة .

لقد واجه العمل التعاوني العديد من المصاعب من أهمها:

- العادات والتقاليد الاجتماعية القديمة وضعف الوعي الاجتماعي.

- استيلاء أغنياء الفلاحين والملاكين على إدارة التعاونيات.

- ضعف الإرشاد الزراعي في تبيان أهمية التعاون الزراعي.

- قلة الكادر الوظيفي المتخصص.

- محاربة التجار والمضاربين في السوق للتعاونيات الزراعية.

- ضعف التمويل المالي للتعاونيات والعراقيل والروتين والبيروقراطية في ادارة المصرف الزراعي والمصارف الحكومية الاخرى.

- فك الارتباط بين تنفيذ القانون رقم ٣٥ لسنة ١٩٨٣ والعمل التعاوني الزراعي خلافا لما كان حاصل مع القانونين رقم ٣٠ لسنة ٩٥٨ و١١٧ لسنة ١٩٧٠.

الآن وبعد هذا التخلف الكبير في الانتاج الزراعي في كافة قطاعاته من انتاج للحبوب والفواكه والخضر والنحل وتربية الحيوان بمختلف صنوفه من دواجن لحوم وبيض وكذلك تربية ماشية الحليب واللحم مع التدهور الكبير للوضع الاقتصادي للفلاحين وقيامهم بترك أراضيهم والهجرة إلى المدن مما له من آثار اقتصادية وبيئية ضارة، أصبح لزاماً العودة للعمل التعاوني ونقترح لذلك:

أولاً -إصدار قانون جديد ينظم العمل التعاوني الزراعي ووفق الظروف الحالية.

ثانياً - إعادة الهيئة العامة للتعاون الزراعي او إنشاء قسم للتعاون الزراعي يرتبط في وزارة الزراعة.

ثالثاً - تنظيم حملات إرشادية توعوية للفلاحين والمزارعين.

رابعاً - فتح دورات تدريبة للفلاحين والمزارعين لإدارة التعاونيات الزراعية.

خامساً - تهيئة الكادر الوظيفي الزراعي للإشراف على التعاونيات الزراعية.

سادساً - توفير الموارد المالية اللازمة لهذا العمل الجبار.

ـــــــــــــــــــــــ

* مهندس زراعي استشاري

**************************************************************************

من أجل اتحاد فلاحي رصين يدافع عن مصالح الفلاحين

سليم عبد الكريم

مرت يوم أمس ١٥/٤/٢٠٢٤ الذكرى الخامسة والستون لأول مؤتمر تأسيسي عقد في بغداد في العهد الجمهوري بعد ثورة الرابع عشر من تموز الخالدة ، ولم يأت انعقاد المؤتمر وليد صدفة بل جاء نتيجة نضالات وصراعات وانتفاضات فلاحية عارمة مثل انتفاضة ال ازيرج والشامية وقلعة دزة والحي، خاضها الفلاحون في العهد الملكي مما خلق وعياً لدى الفلاحين بضرورة ان يكون لديهم تنظيمهم الديمقراطي من أجل الدفاع عن مصالحهم وكذلك في العهد الجمهوري حيث صدر قانون الاصلاح الزراعي رقم ٣٠ لسنة ١٩٥٨، وأصبح ضروري ان يكون هناك من يدافع عن مصالح الفلاحين في تنفيذ القانون وهذا يرتبط تماماً بالدفاع عن مصالح الجمهورية الوليدة وذلك بتجريد الاقطاع من قاعدته المادية التي يستخدمها واستخدمها بالتحالف مع أذناب الاستعمار لضرب مصالح الثورة الوليدة، وهنا تحديداً بتنامي الوعي السياسي تولدت القناعة بضرورة وجود التنظيم الديمقراطي، وهذا ارتبط ايضاً بدور القوى والاحزاب الوطنية والديمقراطية  في تنمية الوعي السياسي والديمقراطي ومنها حزبنا الشيوعي العراقي، فقد أرسل عشرات بل مئات الرفاق في نهاية العام ١٩٥٨ والعام١٩٥٩ على شكل فرق إلى الريف لتنمية الوعي في تأسيس اتحاد الجمعيات، ومن ثم الاشكال التنظيمية وكيفية تأسيس الجمعية وانتخاب مجلس ادارتها، وكان التوجه نحو فقراء الفلاحين ومتوسطيهم واغنيائهم، وجرى انتخاب ٣٠٠٠ جمعية فلاحية، ولكن المفاجئ ان النتائج وبنسبة ٩٨٪ كانت لصالح اغنياء الفلاحين والسراكيل ورؤساء أفخاذ العشائر وحيث تغلبت العلاقات الاجتماعية على العلاقات الطبقية، ومع هذا فأن الهيئة المؤسسة قبلت النتائج ولم تتدخل بشأن الانتخابات التي جرت بشكل ديمقراطي وحتى لا يكون هناك شرخاً في صفوف الفلاحين في ظل الصراع مع الاقطاع والملاك والقوى المضادة لثورة الرابع عشر من تموز المجيدة، ولمساندة فقراء الفلاحين في الدفاع عن مصالحهم شكلت جمعيات أصدقاء الفلاح وجمعيات تنظيم فقراء الفلاحين والتعاونيات الزراعية المرتبطة بتنفيذ قانون الاصلاح الزراعي،  ومع كل هذا فأن هذا لم يرض حكومة قاسم التي كانت تريد تناسي الماضي والتعامل والعمل المشترك مع الملاك والاقطاعيين الذين هم لم ينسوا الماضي وقاموا بقطع المياه وايقاف المكائن والمضخات من العمل عن أراضي الفلاحين، وعرقلة تنفيذ قانون الاصلاح الزراعي من خلال المتنفذين معهم في مؤسسات الدولة، لذلك قامت الحكومة بإلغاء القانون رقم  ٧٨لسنة ٩٥٩ والذي منح الصلاحيات للاتحاد في المصادقة على تأسيس الجمعية الفلاحية وأصدر قانونا جديدا تحت الرقم ١٣٩ ألغى بموجبه الصلاحيات الممنوحة للاتحاد في تأسيس الجمعية ومنحها للإدارة الحكومية  أي متصرف اللواء الآن محافظ  بالمصادقة على تأسيس الجمعية وبأثر رجعي. وعليه تم

الغاء ٣٠٠٠ جمعية منتخبة ديمقراطياً وبالتالي مصادرة الحق الديمقراطي للاتحاد وجمعياته ودوره في العمل المهني. وفي نظامي البعث الأول والثاني تم ضرب كافة العناصر الديمقراطية في الاتحاد وتسييسه وجعله أداة طيعة بيد حزب البعث ومنفذاً لسياساته، وأصبح كأنه إحدى منظماته الحزبية، واصبحت قياداته من كبار الملاك والمتنفذين وأغنياء الفلاحين واستولوا على الكثير من الأراضي الزراعية الخصبة وبالأخص في عقدي الثمانينيات والتسعينيات بعد حل المزارع الجماعية ومزارع الدولة.

إن هذه التجربة المريرة التي مر بها الاتحاد في عمله الديمقراطي من أجل الدفاع عن مصالح الفلاحين دفعت عموم الفلاحين إلى الابتعاد عنه وعدم الانتساب له او المشاركة في انتخاباته من الجمعية حتى المكتب التنفيذي، وفي التجربة الاخيرة توالت أكثر من ثلاث ادارات على قيادة الاتحاد على الرغم من الانتخابات وكان من نتيجتها أن جمد عمل الاتحاد بشكل عام وتوقفت أغلب الاعمال المتعلقة بالدفاع عن مصالح الفلاحين والتي جاءت نتيجة التدخلات الحزبية الضيقة من قبل الأحزاب المتنفذة في السلطة وكذلك بعض الجهات الحكومية ولجنة الزراعة والمياه في البرلمان. ونعتقد أن هذا كله موجه لضرب الحياة الديمقراطية في العراق، لذلك أصبح من الضروري العمل، وبما انه من مهام قيادة الاتحاد الحالية أجراء الانتخابات المبكرة الاخذ بالمقترحات التالية:

١- القيام بحملة تثقيفية واسعة للانتساب إلى الاتحاد في كل الريف العراقي وذلك بتشكيل فرق والذهاب إلى الاتحادات المحلية والفرعية والجمعيات وعقد اجتماعات لهيأتها العامة والحديث بأهمية الاتحاد وضرورة الانتساب له.

٢- التقليل من الروتين والبيروقراطية في منح عضوية الاتحاد للفلاحين.

٣- تقليل من سعر هوية الفلاح لان السعر الحالي عال جداً لا يقدر الفلاح دفعه ولمدة سنة واحدة يفترض ان تكون مدة الدورة الانتخابية.

٤- عدم السماح للأحزاب المتنفذة من التأثير على الانتخابات وفرض مرشحيها.

٥- عدم السماح بتدخل المؤسسة الحكومية بكل مفاصلها في عمل وشؤن الاتحاد.

٦- إنهاء تدخل ودور لجنة الزراعة والمياه في البرلمان في شؤن الاتحاد.

٧- اجراء الانتخابات بحضور ممثلي القضاء والالتزام بالتعليمات المتبعة بحضور الهيئة الادارية.

٨- عدم تشكيل جمعيات جديدة اثناء الانتخابات خلاف للقانون وجمعية داخل جمعية فمنطقة عمل الجمعية لا يجوز تجزئتها.

ألف تحية لشهداء الحركة الفلاحية

ألف تحية للاتحاد العام للجمعيات الفلاحية في ذكراه الخامسة والستين.

**************************************************************************

لمناسبة يوم الفلاح.. الشيوعيون يقدمون التهاني لاتحاد الجمعيات الفلاحية

ميسان ـ طريق الشعب

لمناسبة يوم الفلاح العراقي في 15 نيسان، قام وفد من محلية ميسان التابعة للحزب الشيوعي العراقي بزيارة الاتحاد المحلي للجمعيات الفلاحية بالمحافظة. وعبر الشيوعيون خلال الزيارة، عن دعمهم الكامل ودفاعهم المستمر عن الفلاحين العراقيين. وقدم وفد المحلية التهنئة لرئيس الاتحاد سجر أبو تحسين، وأعضاء الاتحاد المحلي للجمعيات الفلاحية، مع باقة ورد.

كذلك قامت اللجنة المحلية للحزب في النجف بزيارة الاتحاد المحلي للجمعيات الفلاحية في المحافظة، مُعبرةً عن تقديرها ودعمها للفلاحين ومسيرتهم العطرة في تنمية القطاع الزراعي. وقدم الوفد باقة ورد للاتحاد في المناسبة.

وزار رفاق الحزب في نينوى، مقر اتحاد الجمعيات الفلاحية في المحافظة لتقديم التهاني، مع تقديم باقة ورد في المناسبة.

كما زار وفد من شيوعيي واسط، مقر اتحاد الجمعيات الفلاحية في المحافظة. وقدم باقة ورد مع اجمل التهاني بمناسبة عيد الفلاح والذكرى الـ٦٥ لتأسيس الاتحاد.

**************************************************************************

   العراق بلد الـ ٣٠ مليون نخلة

أحمد عبد علي القصير

زراعة النخيل قديمة في العراق، حيث ورد في مسلة حمورابي، قبل ٦٠٠٠ ست آلاف سنة، حث على حماية النخل وتغريم من يقطع نخلة غرامة مضاعفة. وأقدم ما عرف عن النخيل كان في بابل القديمة التي يمتد عمرها إلى حوالي أربع آلاف سنة قبل الميلاد. وتحتل النخلة مكانة خاصة ومتميزة في الثقافة العربية مما جعل لها موروثا ثريا. وبمرور الزمن تغلغلت النخلة في حياة الإنسان لدرجة كبيرة، لذا نجدها في تفاصيل حياتهم، فهي في طعامهم وشرابهم ومسكنهم وعملهم والمهن التي يقومون بها حتى في أدواتهم المنزلية، فأصبح التمر أهم الثمار في العراق، يستظلون بسعفه ويصنعون السقوف من جذوعه، والوقود والأسرة والحبال. ويتخذون من التمر طعاما مغذيا وحتى النواة يعلفون بها ماشيتهم، كما يصنعون من ثماره العسل (الدبس).

والآن فإن واقع النخلة مأساوي وفي تناقص كبير (رغم أن في العراق الآن ٢٦محطة نخيل حكومية على مساحة ٣٤١٩ دونما.) ذلك بسبب عدم الاهتمام المناسب بهذا المنتج الوطني الهام والثروة الدائمة للعراق.  ونتيجة معاناة أصحاب البساتين، أجريت هذا البحث الميداني لواقع إنتاج النخيل الآن.

أولاً: الصرفيات على النخلة الواحدة.

*التلقيح ٢٠٠٠ألفا دينار.

*المكافحة: القوارض +الحميرة والدوباس+ العناكب «لمرتين حزيران وتموز». والتكريب ٢٥٠٠-٣٠٠٠ ثلاثة آلاف دينار.

*الجني (الگصاص) ١٥٠٠-٢٠٠٠ألفا دينار

*جمع الحاصل =٣٠٠٠ثلاثة آلاف دينار

*تنظيف الحاصل من الشوائب ٤٠٠٠-٥٠٠٠ آلاف دينار. + ألف دينار

أكياس لحفظ الحاصل. مع وجبتين وأجور نقل للعمال.

*نقل الحاصل +تحميل وتفريغ =١٥ألف دينار.

فيكون متوسط الصرف لكل نخلة ٢٥ ألف دينار.

*غلة النخلة=١٢٥ كغم متوسط الإنتاج.

*معدل سعر آل ١٠٠كغم الآن هو ٤٠ألف وسعر ال ١٢٥كغم يكون ٥٠ألف دينار اي إنتاجية النخلة سنوياً.

*يطرح منها ٢٥ألف الصرفيات... الباقي ٢٥ ألف دينار سنوياً.

*هذا الواقع أدى إلى تدهور البساتين وأضعف العناية والاهتمام بها.

**************************************************************************

الصفحة التاسعة

اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق في ذكرى تأسيسه: نواصل النضال من أجل حقوق الطلبة المشروعة

حلت علينا الذكرى السادسة والسبعون لتأسيس أول منظمة طلابية في تاريخ العراق، ففي الرابع عشر من نيسان عام ١٩٤٨، تكللت جهود زملائنا الأوائل بالنجاح في عقد مؤتمر طلابي موحد في ساحة السباع وسط بغداد، انبثق عنه اتحادنا العريق، اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق.

وهنا، نستذكر بفخر واعتزاز الدور البطولي لعمال بغداد الذين تنادوا لحماية مؤتمرنا الخالد، وليحبطوا محاولة السلطات في فضّه آنذاك. كما نستذكر بإكبار نضالات كوادر اتحادنا العتيد في داخل العراق وجمعياته في الخارج، وما قدموه من مآثر بطولية طيلة العقود الماضية، ونقف مستلهمين مآثر الشهداء الافذاذ من اجل السير الى الامام.

زميلاتنا وزملاءنا الأحبة

تمر هذه الذكرى، واتحاد يواجه قرارات تعسفية صادرة من وزارتي التربية والتعليم العالي، والتي قضت بحظر نشاطه في الجامعات والمعاهد والمدارس كافة، واستخدامهم الأساليب البوليسية في ملاحقة كوادره الفاعلة.

كلّ هذا بغية التغطية على فشل الإدارات المتعاقبة وفسادها، إذ لا يخفى عليكم ما وصلت إليه العملية التربوية والتعليمية في بلادنا من انهيار مروّع، يتمثل في قلة الأبنية المدرسية واتساع رقعة المدارس الطينية والكرفانية والآيلة إلى السقوط منها، ما زاد وبشكل ملحوظ من ظاهرة الدوام الرباعي والثلاثي في هذا العام، ويضاف إلى ذلك عدم توفر المناهج الدراسية لغاية الآن، وشح الكوادر التدريسية. وهنا نعبر عن رفضنا قرار وزارة التربية بإغلاق ممثلية الوزارة في إقليم كردستان، الأمر الذي يحرم آلاف الطلبة من الدراسة.

أمّا على المستوى التعليم العالي، فلا تزال المناهج التعليمية لا تواكب التطور العلمي والتكنولوجي الحاصل، واكتظاظ القاعات الدراسية بمئات الطلبة مستمر، فيما تنعدم في الاقسام الداخلية أبسط الاحتياجات الأساسية للسكن، مع ارتفاع أجورها وأسعارها، وسط الإجراءات التعسفية التي تفرضها إدارتها بحق الطلبة، ما دفع الآلاف منهم لتحمل تكاليف السكن خارج تلك الأقسام.

زميلاتنا وزملاءنا الأعزاء

إنّ منظومة الحكم الفاشلة تواصل مسعاها في تدمير مؤسسات التعليم الحكومي من أجل انتعاش المؤسسات الأهلية، سواء في الجامعات أم المدارس، وتمثل ذلك في عدم الإشارة إلى التعليم في البرنامج الوزاري وغياب التخصيصات المطلوبة لقطاعي التربية والتعليم في الموازنة الثلاثية.

وفي هذه المناسبة، نؤكد رفضنا قانون التعليم الحكومي الخاص باعتباره خطوة واضحة لإلغاء مجانية التعليم. كما نعبر عن رفضنا تعديلات قانون وزارة التعليم العالي والبحث العلمي التي ألغت حق الطلبة في انتخاب ممثليهم، وقوضت من صلاحيات الوزارة تجاه الكليات الأهلية بالتزامن مع تعديل قانون التعليم الأهلي الذي أطلق يد المستثمرين للتدخل في سير العملية التعليمية. ونؤشر هنا تلكؤ اللجان النيابية أيضا في عملها وتخليها عن دورها الرقابي والتقويمي من خلال اقتصار دورها في الدفاع عن الوزارتين.

ومن جانب اخر، مضت وزارة التعليم العالي في اختيار رؤساء الجامعات وعمداء الكليات بمعيار المحاصصة الطائفية والإثنية والانتماءات الحزبية، على حساب الكفاءة والمهنية، وما الفضائح الأخلاقية التي تسربت مؤخرًا إلا نتاج لهذا النهج.

كما نودّ التوقف عند تجاهل وزارة التعليم العالي فضيحة قبول ثلاثة آلاف طالب في إحدى الكليات الأهلية خارج الضوابط، فضلًا عن السكوت غير المبرر عن حالات طرد الطلبة من القاعات الدراسية من غير المسددين للأقساط الدراسية في الكليات الأهلية، وهذا يؤكد مجددا تماهي هذه الوزارة مع مصالح المستثمرين.

وفي ما يخص الحريات الطلابية التي عمدت الوزارة إلى قضمها، ابتداءً من حظر اتحادنا وفرض الممثلين على الطلبة، وعمدت إلى إجبار الطلبة على توقيع تعهدات بعدم ممارسة أي نشاط داخل الجامعات، في الوقت الذي فتحت فيه الباب على مصراعيه أمام المكاتب الطلابية للأحزاب المتنفذة، لممارسة شتى أنواع الفعاليات الحزبية والطائفية.

ولا يفوتنا أن نجدد رفضنا قرار الوزارة بفتح الدراسات العليا في الكليات الأهلية، حيث جاء هذا القرار في الوقت الذي رفضت الوزارة توسعة القبول في القناة العامة والخاصة في الكليات الحكومية. ونؤكد على ضرورة حصر ملف الدراسات بالكليات الحكومية وتوجيه القبول إلى الاختصاصات المطلوبة لتطوير القطاعين العام والخاص والقطاعات الوطنية المنتجة.

زميلاتنا وزملاءنا

يتوهم الفاشلون، كما توهم من سبقهم، أنه بحظر نشاط اتحادنا، سيسكتون صوت الطلبة، متناسين أن اتحادنا يستمد قوته من جموع الطلبة المكتوين بسوء الإدارة والفشل، فقد تعبدت مسيرته بدماء آلاف من طلبة العراق، وتشكلت بإرادة طلابية وطنية حرة لن تثني مسيرته قرارات إدارية صادرة عمّن فرضوا على مسيرة بلدنا التعليمية والتربوية وفقا لمنهج التحاصص التخادمي.

ختامًا، نؤكد أن ما نطمح إليه لا يمكن أن يتحقق إلا بإرادة طلابية موحّدة تضغط من أجل انتزاع المطالب الآتية:

  • تشكيل المجلس الأعلى للتربية والتعليم وأن يضُم الأكاديميين والتربويين والطلبة، ليتولى مراجعة العملية التربوية والتعليمية وتقويمها.
  • إلغاء قانون التعليم الحكومي الخاص وتعديل قانون التعليم الأهلي بما يجعل الجامعات الأهلية صروحًا علمية لا مؤسسات ربحية.
  • إلغاء تعليمات انضباط الطلبة سيّئة الصيت.
  • إطلاق حملة كبرى لبناء المدارس والكليات الحكومية بسقوف زمنية محددة.
  • تطوير المناهج الدراسية بما يواكب التطور العلمي.
  • إنهاء ملف تعيين العمداء بالوكالة واعتماد النزاهة والمهنية معيارًا لاختيارهم.
  • تشريع قانون الاتحادات الطلابية.

في هذه المناسبة، نتوجه بالتحية الى طلبة بلدنا ولكافة الزملاء والزميلات، أعضاء الاتحاد العاملين ورواده السابقين وداعميه.

عاشت الذكرى السادسة والسبعون لتأسيس اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق

مجداً لشهداء اتحادنا والحركة الطلابية

اللجنة التنفيذية

لاتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق

15 نيسان 2024

***********************************************************************************

من تاريخ اتحاد الطلبة العام

الدكتور احمد إبراهيم

الحركة الطلابية كانت في طليعة الحركة الوطنية في كلّ الاحتجاجات والنشاطات التي أقيمت في مواجهة الاحتلال البريطاني وما سمي بالحكم الوطني حتى قبل تأسيس الاتحاد في ١٤ نيسان من عام ١٩٤٨. فاجتماع السباع كان تتويجاً للنضالات الطلابية التي قدمت عددا من الشهداء قبل التأسيس. ومن الذكريات التي لا تنسى انه في يوم من عام ١٩٥٧ اجتمع في مدينتي (النعمانية) عدد من الطلاب كان من بينهم اخي الأكبر (حسين) و(طالب كريم بنيان، وطالب الحاج وثيق وسعيد جواد)، وقد رافقت اخي وكنت صغيراً وكان ذلك في منطقة (ابن السيد) خارج المدينة، وتحدثوا عمّا الذي يمكن عمله عندما تقوم ثورة على النظام الملكي، لا أتذكر التفاصيل لكن ما أتذكره انهم اتفقوا على انتخاب طالب كريم بنيان رئيساً للاتحاد في المدينة وهذا ما حصل بالفعل (طالب لا يزال على قيد الحياة متعه الله بالصحة والعافية).

في هذه المناسبة اود ان أحيي ذكرى رفاقي في مكتب سكرتارية الاتحاد، حيث لا يمكن نسيانهم وما كانوا يتمتعون به من نبل وكرامة ونكران ذات وتضحية وشهامة وهم:

سكرتير الاتحاد طيب الذكر المرحوم عبد الكاظم گاطع ومنير حاكم وليث الرفيعي والشهيد رياض البكري، ولم يبق سواي على قيد الحياة.

لقد استشهد عدد غير قليل من اعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد ومنهم حسن علي امين، سامي مهدي الهاشمي، مطشر حواس، سامر مهدي، عماد عبد الجبار، وآخرون لا تسعفني الذاكرة الان لتذكر اسمائهم.

كانت الفترة بين أعوام ١٩٦٦ - ١٩٦٩ قد شهدت أكبر النضالات والمواجهات وهناك اسماء بارزة لعبت دوراً عظيماً في اعادة بناء الاتحاد بعد الضربة القاسية التي تعرضت اليها الحركة الطلابية في الانقلاب الاسود في عام ١٩٦٣ لا يتسع المجال للاستفاضة في ذكر التفاصيل هنا.

***********************************************************************

14 نيسان.. يوم أثّث روحي بالجمال

حميد قاسم

ذكرى تأسيس اتحاد الطلبة العام، المنظمة الطلابية العراقية قبل 76 سنة..

هذه المنظمة رفدت الحركة الوطنية بأنبل الكوادر الشبابية، مثلما قدمت العشرات بل المئات من الشهداء من أجل حرية العراق.

شخصيا اعد هذا التنظيم ذا فضل كبير عليّ؛ ففيه تربيت وتعلمت معنى المواطنة والحرية ومواجهة الاستبداد والطغيان. ما مرّ عام دون ان احتفل بهذا اليوم منذ 1971 حيث أسسنا أول لجنة عليا في متوسطة بورسعيد، ضمت الشهيد محمد صگر عليخ وعبدالحسين جبر ونوري حسن خرخاش. فيما بعد، التحق بنا حشد من الشباب الابطال حقا.. حسام عبدالستار، حمودي عنصيل، فوزي جاسم، جاسم الحلفي، ضياء سالم، علي داخل، الشهيد عبدالعزيز جاسم، عادل خلف، ذياب عبدالله، الشهيد جمال دعير مطلك، قيصر محمد، علي جبار حسين، الشهيد هاني جلود، الشهيد كريم حسن، الشهيد جبار صخي، علي زيارة، عبد الإله الفهد، حيدر النوري... وعشرات، بل مئات سواهم..

بورسعيد صارت ركيزة أولى تمكنت من جذب مدارس اخرى مثل المصطفى والثورة وابو عبيدة والنصر والوحدة وعقبة بن نافع.

مليون زهرة لكل من مرّ بهذه المدرسة العظيمة: عماد المولى، وادي جلود، الشهيد فاروق صدام، وكل من اشرف عليها: ستار غانم، ابو عزيز (إسحاق)، علي جبار سلمان، جاسم عليوي، سعدي عبد الرحيم، حسن ناجي (أبو ذر)، وسواهم من الابطال.

تحية لذكرى الأبطال الذين قادهم الجلاد الى المشنقة لأنهم فقط يحبون وطنهم وشعبهم...

****************************************************************************

بمناسبة ١٤ نيسان ذكرى تأسيس مدرسة النضال الأولى.. سعدي السعداوي

نهاية العام ١٩٨١ كانت هناك سيارة تضم مجموعة من الأمن البعثي تتعقب سيارة ركاب متوسطة الحجم، وعند توقف سيارة الركاب في حي الآثوريين في الدورة في بغداد ترجل منها شاب في الخامسة والعشرين من عمره فانقض عليه مجموعة من الأمن البعثي كالضواري واعتقلوه... كان ذلك آخر عهد الشاب بالحرية حيث سيق للمعتقل وليستشهد لاحقا. كان أسمه (خالد يوسف متي) الكادر الشيوعي والقائد الطلابي عضو اللجنة التنفيذية لاتحاد الطلبة العام حتى أواسط السبعينات من القرن الماضي.

والوجه العلني الممثل للطلبة الشيوعيين في جامعة بغداد وأحد كوادر (مشطم)، المكتب المركزي للطلبة والشباب.. أخيرا ظفر الأمن البعثي بصيدهم الثمين الذي كانوا يطاردونه منذ أكثر من ثلاث سنوات، حيث انتقل خالد للعمل السري منذ بدء الحملة القمعية لنظام صدام ضد الحزب الشيوعي العراقي.

ولد (خالد يوسف متي) في مدينة الموصل/ ناحية القوش وكان ابنا لعائلة كادحة نزحت إلى بغداد طلبا للرزق، فعمل أخوته الكبار في الأفران. أما (خالد) فاستكمل دراسته وتوفر لي التعرف إليه من خلال عملي السري آنذاك في اتحاد الطلبة العام والحزب الشيوعي عام ١٩٧٠ حيث التحق (خالد يوسف متي) بالإعدادية الشرقية واتحادها الطلابي في بغداد/ الكرادة ولم يتجاوز عمره آنذاك السادس عشر، وانضم للحزب الشيوعي وعمره ١٧ عاما، وانغمر كليا في مهام متنوعة في (الحزب الشيوعي العراقي) و(اتحاد الطلبة العام في الجمهورية ألعراقية)... فأصبح مسؤولا عن الثانوية الشرقية ثم عضوا في مكتب ثانويات الرصافة ثم شرع في قيادة ثانويات الكرخ وقطاع الثانويات المهنية حتى أصبح عضوا في اللجنة التنفيذية لاتحاد الطلبة العام لعموم البلاد. لا يمكن تصور ما استطاع أن ينجزه في طريق النضال من أجل الشيوعية في سنوات عمره القصيرة... وهذه شوارع بغداد عرفت ذاهبا إلى موعد حزبي أو اتحادي أو عائدا من موعد ولا أظن أن شارعا رئيسا في بغداد لم يمر به (خالد).

في نهاية السبعينات وبعد اتساع حملة الرهاب البعثي واعتقال الآلاف كان على عشرات الآلاف من الشيوعيين وأصدقائهم اتخاذ قرارهم لتجنب حملة القمع فاتجه جزءٌ منهم للخارج في حين انتقل جزء آخر الى جبال كردستان. فيما قرر (خالد) الانتقال للعمل السري في بغداد وفي أثناء حملة القمع اعتقلت شقيقة خالد (تماضر يوسف متي) الشابة الشيوعية والطالبة في معهد التكنولوجيا والتي كان لـ(خالد) تأثير كبير عليها، وكانت تلك ضربة معنوية قاسية لـ(خالد) وعائلته.

كان لـ(خالد) خبرة جيدة بإدارة العمل السري وكانت موهبته الأهم في العمل الحزبي تكمن في إدارة التنظيم، وفي قدرته على نظم علاقات واسعة مع جماهير وأعضاء الحزب، فاستطاع البقاء برغم حملة الرهاب القاسي، وساعد على لملمة العديد من الرفاق المنقطعين عن الحزب والعديد منهم من خارج بغداد. وقد تعقدت لاحقا ظروف العمل السري للحزب وبالذات إثر قيام الحرب العراقية الإيرانية ونجاح النظام الدكتاتوري في ضرب المركز الحزبي الذي كان الأهم في إدارة العمل السري للحزب الشيوعي في الداخل بقيادة الشهيدة (عايدة ياسين) لكن ذلك لم يثن (خالد) عن مواصلة عمله السري وتنقل من عمل لآخر ومن بيت لآخر حتى اعتقاله.

نحن من عرفنا (خالد) وتابعنا مصيره لم نتأكد من استشهاده مع شقيقته (تماضر) إلا بعد ٢٠٠٣ وسقوط النظام البعثي حيث نشرت قائمة ضمت اسمه وشقيقته (تماضر) ولا يعرف أحد بالتأكيد هل استشهدا أثناء التعذيب أم نفذ بهما حكم الأعداء فعلا؟ فقد دأب نظام البعث على توثيق الموت أثناء التعذيب أو التصفيات بعنوان (تنظيف السجون) على أنها قرارات إعدام وفقا لمحاكمات زائفة!

كانت (تماضر) تتطلع دائما لـ(خالد) دائما كمثل أعلى لها، فهو أول من قدم لها البيان الشيوعي وشجعها في سعيها وكفاحها من أجل قضية المرأة في حين كان (خالد) ينتظر الكثير من شقيقته الصغرى التي كان يعدها لتكون (روزا لوكسمبورغ) عراقية، فكيف لها أن تشهد منظر استشهاده، وإذا سمحنا لخيالنا أن يذهب بعيدا فالمشهد قاس وظالم بما لا يصدق؛ ففي القائمة أنهما استشهدا بنفس اليوم. حسنا. هل سمح لـ(خالد) أن يعانق شقيقته قبل الاستشهاد! أم سمحوا لـ(تماضر) أن تودع شقيقها؟ وأي قسوة في أن ترى أعز الناس الى قلبك يرحل قبلك دون سبيل للوداع؟!!

كل من عرفهما يعرف مبلغ الخسارة التي خسرتها قضيتنا بفقدانهما، لقد ترك رحيلهما مرارة في قلوب من يحبهما. كان (خالد) مشروع قائد ثوري ذهب قبل الأوان. واعتقلت (تماضر) وهي في العشرين من عمرها فيما اعتقل (خالد) وهو في الخامسة والعشرين.

**************************************************************************

الصفحة العاشرة

انشاد جمالي وريادة شيوعية خالصة

كاظم غيلان

“إن ثورة الشعر الحر التي قدمت للشعر العربي خارطة ومساحة جديدتين ، تلتها أواخر الخمسينيات ثورة في الشعر الشعبي نهض بها الشعراء الشيوعيين ، والتقدميون، وهي تشكل الآن فعلا، خارطة للشعر الشعبي العراقي ذات اصالة وحداثة متميزتين”

من مقدمة مجموعة / قصايد للوطن والناس/ 1974.

تعطي هذه السطور لوحدها شهادة واضحة لما تحقق في حركة شعر العامية العراقية من تحول وتحرر فني وفكري نقلها من مسارها التقليدي إلى حيث فضاءات التجدد والحداثة، ولقد تم ذلك على يد شاعر ومناضل شيوعي هو (مظفر النواب) صاحب الفتح الحداثوي الأول في عالم هذه القصيدة، ولقد اتضحت ملامح انتمائه الشيوعي منذ مجموعته الأولى _ للريل وحمد_ وبدءا من قصيدة (مضايف هيل) التي كتبها عن الفلاح الشيوعي الشهيد صاحب ملا خصاف (صويحب) مرورا بما تلتها من قصائد كـ (عشاير سعود، صلاح، ابن ديرتنه حمد، حسن الشموس...الخ) ولقد كان لقصيدته الشهيرة (البراءة) صداها العميق وتأثيرها الكبير عقب انقلاب ٨ شباط الاسود ١٩٦٣.

لقد قدم شعراء العامية تضحياتهم الكبيرة بحكم انتمائهم لحزبهم الشيوعي وأقاموا في سجون العراق كـ (نقرة السلمان، سجن الحلة) فبالإضافة للنواب سجن عدد من الشعراء معه كـ (زهير الدجيلي، ناظم السماوي، علي الشباني، ابو سرحان، مجيد جاسم الخيون، نزار القريشي).

توج شعراء هذا اللون انشادهم لحزبهم لأول مرة في العام ١٩٧٤ من خلال إصدار مجموعتهم المشتركة (قصايد للوطن والناس) بمناسبة العيد الأربعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، إذ اشترك بها (٣2) شاعرا من أجيال مختلفة. تعددت موضوعات القصأئد في انشادها للحزب وشهدائه، وبرغم ما طغى على معظمها من مباشرة إلا أنها حملت عناصرها الفنية من صور باذخة وموضوعات، فهذا ابو سرحان ينشد :

(بيت الحزب نياسين.. وبيت الحزب بساتين / بي كمر وبي شمس/ بي نهر وبي عرس/ وبي مدرسه وفلاحين).

بينما كتب زاهد محمد (هذوله احنه) وكاظم الرويعي (ياهلا بك) وفاضل السعيدي (قراءات لميلادك الاربعين) وعلي هاني (للحزب) وكاظم السعدي (كلمات للذكرى الأربعين). عن مؤسس الحزب الشهيد فهد كتب رياض النعماني عن لسان طفلة عراقية (يافهد) وفالح حسون الدراجي (رسالة إلى فهد) بينما انشدنا رحيم الغالبي عبر قصيدته _ اعلانات الى الرفيق فهد ورفاقه_ :

 (ابيا عذر معذور... اذب وجهي واتوب / اعله دمك ورد التاريخ يلكه ابكل صريفه اذنوب / انه ادريبك عراقي وبيك ريحه منل جنوب.)

عن شهداء الحزب راح عريان السيد خلف ينشد (كبل ليله من ابو محبسن):

(وعله واهسكم خبطنه الماي الازرك / طالبين ابدين واعرض دينه/ واعله واهسكم لكينه الكصبه كعبه/ انزور حزهه ولو سفاهه ابعينه/ واعله واهسكم عرفنه الموت الأول/ واستحه وعينه انثنت من عينه/)

بينما توالت قصائد أخرى لشهداء الحزب أيضا فكتب كاظم إسماعيل الكاطع عن سلام عادل (زياره للكبر) وعن الشهيد ستار خضير كتب جمعة الحلفي (هلك والحزب ياستار) اما كاظم الركابي فكتب (ثلاث اغاني شجاعة) عن الشهيد عبد الخالق محجوب سكرتير الحزب الشيوعي السوداني الذي أعدمه نظام النميري.

ثلاثة من شعراء المجموعة أقدم نظام البعث على اعدامهم بسبب انتمائهم للحزب مطلع الثمانينيات وهم الشهداء(فالح الطائي، فوزي السعد، بحر الخالدي).

قبل ذلك وبعد أن احست حكومة البعث إفلاس كفتها في ميدان هذا الشعر راحت تحكم ضياقها الإعلامي عليه فبادرت بإصدار قانون الحفاظ على سلامة اللغة العربية الرقم (٦٤) لسنة ١٩٧٧. بينما بقيت علاقة شعراء العامية بحزبهم حميمية برغم البطش والملاحقات ومع اشتداد الهجمة على مناضليه نهاية السبعينيات التحق للقتال في فصائل الأنصار الشيوعيين بكردستان الشاعرين إسماعيل محمد إسماعيل وكامل الركابي الذي انشد لحزبه:

(شوعيين... كل نبضه بكلبهم ورد للناس ورياحين..

شيوعيبن.. كل نسمه بفجرهم خبز للفقره/ وشمس يفرش ضواهه ابيوت المحببن/ شيوعيبن كل شمعه ابسماهم فرح للثوره/ لضوت بعيونهم صوبين / اصفه امن الليالي الكمره/ من ماي النبع/ من هدوة التلحين).

إضافة إلى الشاعر سهيل فاضل (اشتي) الذي غادرنا في منفاه الدنماركي والذي امتاز بكتابة الأغاني لرفاقه الانصار.

مع بداية الحرب العراقية الإيرانية افرغت سلطة البعث ما في صدرها من حقد اسود دفين لاستدعاء النماذج السوقية الهابطة المحسوبة قسرا على هذا الشعر لترفد به ماكنة ثقافة العنف والكراهية وراحت تنظم لها مهرجانات صاخبة وتغدق عليها بمكارم سيدها ومن بينها (المسدسات).

برغم ذلك كله تصدى عدد من مثقفي العراق المقيمين في المنافي لفضح هذه الثقافة من خلال إصدارات الكتاب سلام عبود، عباس خضر، عبد الكريم هداد، الذي اصدر كتابه المهم (مدخل لدراسة الشعر الشعبي) الذي فضح فيه اللقاء الأخير لصدام مع عدد من هؤلاء والجميل في الامر ان كتابه وصل مهربا قبل سقوط النظام بعام ولاقى انتشارا رغم سرية نسخه وتوزيعه. في أجواء تلك المهرجانات الهزيلة وتساقط الكثير من مرتزقة الشعر كتب علي الشباني بواحدة من قصائده واصفا الحال: (يصعد ع المنصه الوصخه نص شاعر ابطول انعال/ يركص للدراهم حيل / يطحن بحضن الخليفه وتنزل أشعاره تبن/ واسعار الذمم تلفانه.. بسنين الحروب الوسخه/ وإنصاف الزلم تترادس ابلا ساس)

الشعراء الشعبيون الذين تمسكوا بالولاء لحزبهم انما كانوا نتاج وجدان وبيئة مخلصة بهمومها للحزب كما هو الشاعر طارق حسين ابن العائلة المناضلة إذ ينشدنا:

(فهد.. من دك اساس البيت/ راد البيت يجمعنه/ واحنه انصير هذا البيت/ مامش بيت يوسعنه/ بخت هذا بخت ينرادله امدارات / ودنيه ابلا بخت مابيهه كل معنى). خسرت القصيدة العامية العديد من رموزها بحكم سياسة الفاشية وما تسببته من هجيج قسري فقد غيب الشاعر ذياب كزار(ابو سرحان) ابان الحرب الأهلية في جنوب لبنان ١٩٨٢ ورحل عن الدنيا الشاعر عزيز السماوي في منفاه اللندني ٢٠٠١.

***********************************************************************

نجم ( الغائب - الحاضر)

طارق حسين

عندي صديق إسمه نجم

نجم چان إبلا سما وينعد نجم

چان أخو خيته وشهم

إشگد عليه مرت مصايب ماكفر يوم بخياره

إولا ببوه الوهدنه بطوگ الحلم

نجم صار إسنين غايب

ماله بالشارع إسم

ولاله بالساحه رسم

ولاله بالكعكه سهم

........

نجم ياضي النفق وبشارة الثوار

ياسايق قطار الموت

ومشاچج وحيف الصوت .. رد الصوت

أنت بحيلك المبخون تدبچ ع السچچ وتفوت

.......

أنا أدريبك شهم ماتكسر الخاطر

أهي ساعة زعل

ماتسوه المكابرة

ربعك هاي ربعك

كلها تتفداك

وين الله و ترد ونباهي بيك الكون

هذا إنجيم

زق الغيم

بمية الفرات الماروت كافر

.........

أحلفنك نجم بعصابة أم إنجيم

رد الديم

دنيانه إمحلت والغيم ذاك الغيم

عاجر والرعد مكار

والوادم صفت طشار

شالت ضيم يابو الضيم

الع

والحين العراق إنباگ

وصرنه بعازة التفاگ

حيهم يانجم حيهم

*******************************************************************

حزبنا نبض الكلوب

فالح حسون الدراجي

حزبنا  يا نبض عايش بالكلوب

 الذ من الحزن ساعات الغروب

 حلو مثل الأماني

 وترف مثل التهاني

 إذا تلمس حجر بجفوفك يذوب

****

‏حزبنا يا ‏صبر ما حدته حدود

مثل طبع البحر من ينكص يزود

جبل ثابت على الكاع

‏والف حزب وحزب ضاع

دول هيبتها راحت وانت مهيوب

****

‏لأن ‏دربك عدل حاضنته الدروب

 ولأن كلبك وفي شابكته الكلوب

ولأن انت الحقيقة

وشعبنا إندل طريقه

طلع وياك يتظاهر يمحبوب

****

حزبنا يانبض عايش بالكلوب

وألذ من الحزن ساعات الغروب

***************************************************************************

نشيد الامل

محمد خضير ابو رافد

عيد ميلادك ربيع

عيد ميلادك سنابل

عيد ميلادك حصاد

عيد ميلادك مناجل

عيد ميلادك مواسم

عيد ميلادك مشاعل

بالامل والتضحيات

عاش صنّاع الحياة

والشيوعي ابكل ظروفه

طبعه بالشدة المراجل

عيد ميلادك ربيع

عيد ميلادك سنابل

..............   

منجل اوجاكوج صفّن

 وي حمامات السلام

طيب نزرع گاع  اهلنا

 بالامل والانسجام

نتحد وانصير شمعه

 ضد مساحات الظلام

والترافه اطك سعاده

 اوتضحك ابوجه المناضل

عيد ميلادك ربيع

 عيد ميلادك سنابل

............    

فكر كارل ماركس روح الشبيبه

واليحبونه صدك مثل الحبيبه

واليضحيله عمر ماهي غريبه

فكر هد  القيد ويكسر السلاسل

عيد ميلادك ربيع

 عيد ميلادك سنابل

.....................

 عيد ميلادك فرح للعاملين

والفلح للخير منجل رافعين

مو بنادق بالفكر متسلحين

والفكر صوت الجواكيج المعامل

عيد ميلادك ربيع

 عيد. ميلادك سنابل

عيد ميلادك نضال  اوتضحيات

سفر خالدد باسلين اوباسلات

سنين عمرك بالمراجل  حافلات

ترعب الطغيان وأفكارك مناهل

عيد ميلادك ربيع

 عيد ميلادك سنابل

عيد ميلادك مسرات اونسايم

اوعالسلام ابشوگها اترف الحمايم

منجل اوجاكوج  بنيان المعالم

تصنع الفرحه اوتشد بيها هلاهل

عيد ميلادك ربيع

عيد ميلادك سنابل

اتناسلت بيك العذوبه

اونضح وجدانك جمال

والمبادئ يابو الفقره

خضّرن همه أوصال

نحلم ابعالم مثالي

بالسلم مو بالقتال

والبلاد اتعيش حلوه

 اوتختفي منها المشاكل

عيد ميلادك ربيع

 عيد ميلادك سنابل

علة الوادم بطلها الإقتصاد

واحتكار السلع تدمير البلاد

بين فوضى السوق وأفات الفساد

يسد رزق الناس ويهدّم  منازل

عيد ميلادك ربيع

 عيد ميلادك سنابل

حاولو تشويه حسنك ياجميل

من منافق دين لو اصلا عميل

خاف عن أفكارهم تصبح بديل

تكشف الغمة اوتحولهم هياكل

عيد ميلادك ربيع

عيد ميلادك سنابل

*********************************************************************

الحزب مهيوب

ريسان الخزعلي

الورد...ريحه اولون مهيوب

اوكل اللي نحبه اعله الورد محسوب

إهي هيبة زمن..موهيبه ذاك اليوم..،

والهيبه الجبيره / الحزب مهيوب /

.....

كل هذا الحزن ..والفرح جاي اتكول..،

بويه انت َ دكلي امنين ..،

من ياديس راضع يابطن مجيوب؟!

لوظميت طولك ...تنفضح بالروح..،

ياروح التظمك وانت َبالطوفان باول لوح مكتوب

.....

زغير آنه...،

اوعرفتك كبل اصابيعي ..،

حسبتك ..انت َ اولهن .

حسبتك ..انت َ عاشرهن .

كبل درس المعلم بالدرس محسوب .!

......

شتلناهه المعزه ابغمك دمع العين..،

واتراكض خضارك كل غصن بستان ..،

والهايم يتَرس اعبوب

والكاع الوسيعه ابغير وزنك ماصفت كاع..،

جاخفّت ابساع اوثكَل خيط الثوب

محبه اوماعتك بيهه العشك لساع..

عفيه اكلوب تزغر بالعمر مكلوب !

************************************************************************

للحزب الشيوعي في ذكرى ميلاده

سامي عبد المنعم

هذوله احنه ...

چواكيچ وفكر وزنود

 نهدم قلعة السلطان

 الـ من دمنه بنه اقصور ومعامل

 واشترانه ابلا ثمن ينگال

 حته انحرك الآله

 ودمنه ايحرك الآله

 يكتب للعصر تاريخ عماله

 صرخنه ابوجه كل سلطان

 ليش النايم ابفينه يضل سلطان

 ويضل بس التعب حگنه

 مابین العرگ والدم

 وسنين القهر والهم

 يضل العامل التعبان

 عايش عل الكفاف اسنين

 بين السوط والحيطان

 موحته الله ابكتابه ايمجد الانسان

 ليش النايم ابفينه يضل سلطان

 موش الآله آلتنه .. ؟

 ودمنه ايحرك الآله

 وفز بين المعامل والاكواخ شياع

 ابچفه اترفرف الرايه

 تحمل منجل وچاكوچ

 وابدم الشهيد الوفي امحنايه

 اضراب وتنظيم وغايه

 وصار التنظيم ايحزمنه ابفد حزام

 والاضراب اتباهه ابدمنه ابكاورباغي

 وشلنه الرايه المكتوب ابدمنه ونادينه

 ياعمال الدنيه التموا..

واتلملمنه.. وصرنه اهوايه

 وصارت كل الدنيه تناضل تحت الرايه

 ياعمال العالم اتحدوا...

*************************************************************************

الصفحة الحاية عشر

راكان دبدوب ووليد شيت

كتابان جديدان، صدرا في بغداد مؤخراً هما:

- راكان دبدوب/ ذاكرة المدينة.

- وليد شيت وفن المضمون.

الكتابان من تأليف الناقد والفنان التشكيلي علي إبراهيم الدليمي. صدرا عن جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين.

اعمال دبدوب، عرفت بالنتوءات الدائرية التي رافقت جميع اعماله، وقد تأثر بالفنان العالمي سيزان، ومن ثم بالفنان العراقي خالد الرحال.

اما وليد شيت، فقد درس على يد فائق حسن وقد تعلم منه كما يقول: “اسرار التكنيك واهميته بشكل خاص”. ويتفق مع رؤية فرويد بأن “ الفن هو الميدان الأوحد في حضارتنا الحديثة والذي ما نزال نحتفظ به وبطابع القدرة المطلقة للفكر”.

************************************************************************

الوَرْدَةُ احْتِراقُ الجَمْرِ وَاشْتِعالُ الوِسادَةِ

ناجح المعموري

الكلام هو منحة العطية الأولى للآلهةو، هذا ما جعل المقدس متباهياً لأنه إمتلك طاقة الفلسفة في تمجيدها الكلام، الذي إعتبره غادامير من سرّيّات الشعر المتكتم عليه في روح الشاعر .وتفلت الشعرية في نصوص الشاعر عادل الياسري ويهرع من أجل أن تلوذ بالكلام وهو بهذا الهوس يستعيد الريف وكل مايمتلكه ، ولعل الورد هو الثروة التي لاتنضب ، الوردات هي ملكية باتاي المفكر والفيلسوف المجنون في نصوصه الإنتهاكية ، وما قاله باتاي “ إنّ زهرة الحمامة رمز الحزن ،زهرة التنّين رمز الرغبة ،وزنابق الماء رمز اللامبالاة . وللوردة إقتران روحي عميق مع الحب ، وأضاف باتاي  ما هومبتكراً أنّ المعنى الرمزي للأزهار لايستقي بالضرورة من وظيفتها . ومن الجليّ في الحقيقة ، أنّه لو عبّر المرء عن الحبّ بعونٍ من الزهرة، فالتصريح فضلاً عن الأعضاء المقيّدة يصبح علامة على الرغبة وتظلّ صراحة باتاي عن الزهرة صادقة بسبب التنوّع الرمزي الخاتلة عليه . وأكثر النجاحات التي ينطوي عليها الكلام الشفاهي المعاني الراضي بها المتحدّث كي تبرز حضوره . ولعلّ تاج الزهرة هو أثمن الممنوحات للمالك. وقال باتاي : هكذا نفسّر نسبة التويج الى الحبّ بسهولة . ولو استبدلنا شارةً الحبّ من فتحة الزهرة والتصاق ساقها بالأوراق المحيطة ، كدليل للعقل البشري الذي يألف مثل هذا الإستبدال فيما يتعلّق بالناس /العدد صفر /إنتهاكات / خريف 2014/ص62 ، وأضاف باتاي : قد يكون أبسط بوضوح أن نميّز الأزهار المثيرة للشهوة ، كالعطر والمظهر التي تثير مشاعر الرجال والنساء الغرامية عبر القرون ، هناك ما يتولّد متفجّراً في الطبيعة ، ومن الربيع كنوبات للضحك يتولّد خطوة ، خطوة .

السماء إلتمعت وبشكل مفاجيء إشتهت وإرتعشت حتّى نثّت وتساقط مطر دافيء بلّل الرؤوس المكشوفة .وسط صحراء عارية غسلها بلل الإرتعاش السماوي

صحراء ظلّلت رملها بما يشبه الخوف

وأومأت عيناه لمن رآى كفّيه ممدودتين على سكّةٍ للقطا

بلّل العشب أمطاراً على حصاها

واحتسى العابرون المسافات على شرفاتها

كأسٌ تقرعها الشمسُ

وثانية شرب الرماد لونها

الأسى

كفّان تعصرانه

بين الراحتين وأشجار المطر  /ص9 (الوردة ماء النار)/ عادل الياسري

الشعر يرتجف إيقاعاً خفيٌّ حاز عليه منذ الأزل وإمتلكه للأبد وصار خزينه. الشعر إيقاع الكائن لحظة فرحته المفاجئة ،فالآدميُّ ينجذب لجماليات الحياة ولكلّ مايحلم به الإنسان من أجل المستقبل يضفي عليها الكائن ما تحلم به اللحظات المسائية التي تدوخ بها الأنثى إنتظاراً للحظة الرقص وإنبعاث السعادة والتعرّف على تفاصيل حياة كاملة . للطاقة قوّة كبرى تمنح أكثر مما تهب وتسوّر النثر كما قال هيغل لتحمي الحياة من الشعر الذي هو لذاذات ديونيسيس ونشوات يمنحها الشعر القابض على جمرات الإحتماء من الإرتعاش . الكلام همسة الآلهة الإسطورية يستشعر كلّ منها الآخر فيكشفه . قد تتبينه أشياء منها المجتمعات البشرية ،لكن يسود شيء ضد الحقيقة الطبيعية التي تدلّ بها إمرأة جميلة أو وردة حمراء على الحب / وأنا الذي أوّل من كتب عن وردة عادل الياسري ، ومنحتها تنوّعات رمزية وتعددات علاماتية ،ومن كثرة حضورها في دراساتي الكثيرة وكتابي الذي أصدرته عنه ، توصلت الى أنّ وردة عادل الياسري هي فلسفته في العلاقة مع الشعر وجنونه بالثنائية الأكثر بين الفحل والأنثى.

هذه الملاحظة النقدية التي عبّرت عن تجربة شعرية للشاعر هي خلاصة توصلات باتاي عن الأنثى التي تعامل معها شعرياً بوصفها الوردة بل ذهب أكثر من ذلك وتعامل مع الأنثى كالوردة لكنّه تطرّف كثيراً وأشار عابراً الى أنّ جسد الأنثى مكتنز بعطر لم تعرف الورود مثيلاً له .

الأنثى جسد تتعرّف عليه محبّة عاشق لايتوقف عن الهذيان في المساءات .

الجمرة تحترق وتشتعل الوسادة .

وتذبل أوراق الورد .هناك تفاعل لايفسّر بالتساوي – كما قال باتاي – ولا بالتساوي ،يمنح الفتاة والوردة قيمة مختلفة تماماً : الجمال المثالي، هناك فعلاً حشد من الأزهار الجميلة ، حيث جمال الأزهار أندر قليلاً من جمال الفتيات ، وفي سمات هذا العضو من النبات يستحيل قطعاً أن استخدام وصفةً مجرّدةً لتعداد العناصر التي قد تهب الزهرة هذه الميزة ، والمثير أن نلاحظ إمرؤ : الأزهار جميلة فلأنها تبدو متوافقة مع ما يجب أن تكون عليه، بمعنىً آخر فهي تمثّل ،الأزهار المثال البشري / ص92 /

كأسٌ تقرًعُها الشمسُ

وثانية شَرِبً الرَمادُ لوْنًها

الأسى ..،

كفّان تعْصِرانَهُ

بينَ الراحَتَيْنِ وأشجارِ المَطَرْ

جالتْ بهِ الألْحانُ أوْدِيَة الريحِ أصْواتاً

غابت الأحلامُ عنْ رمّانِها

لكنّها النارُفي تَنّورِها

تُرْسلُ الشَفراتَ أسراراً

يَتَّكِيءُ العشقُ على مِخَدّاتِها

ويُسبِلُ القَطا جَفنيْهِ

في رَفَّةٍ / ص7

للوردة علاقة مع الأنا ، الذات .وعرفها الكائن منذ الطفولة مع الحدائق وكثرة الورود فيها وتنوّع الوانها ، وتنمو هذه المحبّة حتى تصير عشقاً متوتّراً بعلاقة ثابتة مع ورد بلونٍ معيّنٍ لا يتغيّر.

أنّ تجربة عادل الياسري؛ تجربة عشقيّة إبتدأت منذ الطفولة وظلّت ممتدّةً حتى هذه اللحظة . وأعني باللحظة البدئيّة هي الحياة الزراعية والإنتماء للأرض وهذا الملمح معروف لمن يتابع تجربة الشاعر ، هي راسخة ومازال يعيش تفاصيلها وكأنه إبتدأ معها الآن . هذه العلاقة هي هوية ذات ملمح شعري . من هنا حازت تجربة الصداقة مع الأرض / الزراعة /الحدائق / الورود على نوع من الشعر /الجمال . ولأن الهوية راسخة بعلاقتها مع الأرض وذات طاقة متأتية لها من الزراعة .. هنا نبات /إنبعاث / ألوان / وأساطير ، لكل إسطورة محكيّةٍ خاصةٍ ، متميّزة ، ومثال ذلك نبات اللّفاح ، والقسطل ، وتحدث باتاي عن القسطل . ووردت إسطورة عميقة عن اللّفاح ، وقد أنجزت كتابا مهماً عن هذا النبات الذي إستعانت به راحيل وتناولته وخصّبها بولدها يوسف .وأجد ضرورة الإشارة الى أنّ الخصب عبر الأرض هي لحظة بدئيّة ما زالت محكياتها حاضرة ومستمرة ، تتحرّك خصائصها وتتطور وتضفي عليها الجماعات إضافات جديدة . لذا دائماً ما تظهر النثرية في كتاباتي. كما ان طاقة الكلام تظهر في النصوص الشعرية ذات الحضور الشفاهي  وكما قال “ ادغار موران “ اللغة النثرية هي اللغة الدالة ، أو الرمزية وتهدف الى تجديد الأشياء التي يتم الحديث عنها وتجعلها موضوعية . أما اللغة الشعرية فهي تعلو من الذاتية وتتجه الى الذاتية ، تنطلق من الإنفعال الجمالي بغرض نقل هذا الإنفعال وهي تحب اللجوء الى التشبيه والمجاز . قوة المجاز تتجلى في هذه العبارة : الشباب فقد زهرته ، والسنة فقدت ربيعها / ادغار موران / عن الجمال / محمد الذبحاوي / وعلاء شطان / جامعة الكوفة /ص7 .

كثيراً ما أكّد المفكر هايدجر على الكلام وغذّى غادمير ما انطوت عليه أفكار هايجر في رؤيته الفلسفية حتى صارت هذه المفاهيم من الثوابت وارتحلت لاحقاً في المنجز النقدي عن الشعر العراقي الحديث .

وعيش الورد والأرض في تجربة عادل الياسري يجعلنا نعتاد قبول التعايش مع الجمال حتى صارت علاقتنا نوعاً من الهوس ويتبدى أحياناً خطفاً فيما نكتب أو استراحة الجنون .

الجمرة تحترق ، والوسادة تشتعل ، شفوية بادرة ، لكنها كلام قالته الآلهة في الأساطير وهذا ما قاله غادامير بأن الكلام هو كلام الآلهة الأول ، وتعالى بقداسته واشتعال الترديد بالنارالمتصاعدة وسط المكان المقدس/ المعبد . وهنا تبدأ لحظة زمنية عرفتها البدئية وهي نار الوسادة ، حيث الاشتعال وسط مقدّسٍ ضاجٍّ يتذكّر كل شيءٍ، ولا ينسى البحث عن الجسد .

الكلام منحة ،وعطيّة مقدّسةٌ ،يعيش به ومعه الكائن .وهنا يتبلّل الشاعر من نثار ماء النهر ويحوز نشوة الرقص مع وحدته الضاجّة بما حازت عليه الأرض من نخيل وأشجار وطيور ...الخ. لذا لانستغرب اندهاش الشاعر وجنونه . لقد تعلمنا من السريالية أنّ الشعر ليس شيئاً يكتب أو يقرأ بل هو حال يجب أن تعاش .لذلك نادوا بضرورة شعرية الحياة ،إنني أصون وأؤنسن الر سالة التي تقول : علينا أن نصون ونثبت في داخلنا شعر الحياة ونبتعد ما إستطعنا عن نثرها/ ادغار موران . س .ق ص7 / الجنون حياة متجددة مع الشعر الذي يستولده الشاعر من خلال لحظات الهوس واشتعال ألوان الورد ، حيث غياب الأحلام عن زمانها وستظل النار في تنّورها.

ومسلّة الصفحات المطويّة طيّ التكتِّم

على سرّ وحشتها

الوَهَج الأبيض يطفو

“ بورخس “ الذي أحببت في أصابع الحجر

لم ترسم المرآة له صورة

لم يرَ الظلَّ ففي الغابات منسدلاً

على كتف العشيقة

لكنه الماءُ بين أصابعٍ قلتُ عنها

أنّ حبّاتها المطر

كشف الباب عن وهجٍ به المرايا

وسيّدة القلب على الجانب

تلقاهما في كفّكَ البياض ./ ص10

******************************************************************

قصتان قصيرتان جدا

جيمس روبيرتسن

ترجمة جودت جالي

القصة

الى جيمي جونسي

ما هي القصة برأي جيمي جونسي؟ أخبرني كاتب صديق بإنه إذا قال بأنه ذهب مستقلا قطارا من بيرث الى دونكاستر، وغيّر القطار في أدنبره، فلن تكون هذه قصة، ولكنه إذا قال بأنه لم يدرك أنه ترك حقيبته في أدنبره إلا حين وصل الى دونكاستر، فستكون هذه قصة. قال صديقي الكاتب بأن شيئا ما فيها يجب أن يتغير لتكون قصة، شيء ما يجب أن يحدث فيها. يخرج ولد الى الدكان ولا يعود. يخرج ولد الى الدكان ولا يعود سبع سنوات.

يخرج ولد الى الدكان وعندما يعود بعد سبع سنوات يكون بنتا.

هذه قصص، إن لم أكن مخطئا. هذه قصة أخرى... يخرج ولد الى الدكان ليجلب علبة حليب ولكنه وهو عائد الى البيت يستدير يسارا بدلا من اليمين ويسير داخلا في الغابة.

يجد في الغابة رابية يعلوها طحلب سميك ناعم أخضر ويجلس عليه، ويروح في النوم، وفيما هو نائم تخرج له جنيات من باب في جانب التل يسحبنه الى عالمهن السفلي.

يضربنه ويُجِعْنه ويجعلنه عبدهن ويسحرنه بحيث ينسى من هو. بعد سنوات سبع من العمل الشاق يتركنه يذهب، ويستيقظ على الطحلب الناعم الاخضر بذاكرة مشوشة عن ذلك الزمن، وعلبة الحليب موجودة على الأرض بجانبه.

هكذا يجري عائدا الى البيت ويدخل من الباب، ويخبر أمه وأبيه، وهو يبكي، بما حدث، وهو يفكر يأنهما كانا حتما في حزن شديد عليه وقلق بالغ طوال السنوات التي كان غائبا فيها. يبتسمان له.

يقولان له تلك قصة جيدة، ولكنك لم تغب أكثر من عشرين دقيقة، وهو يراهما ليس أكبر سنا مما كانا عندما غادر، وينظر في المرآة ويرى أنه هو أيضا لم يكبر، ولكن عندما فتحت أمه علبة الحليب وجدت الحليب متقلصا ومتصلبا كالجبن، ووفقا للدمغة على الكارتون فإن تاريخ انتهائها مضى عليه سبع سنين.

فرقة البحث

لم نكن لنخرج لو لم نكن ننوي العودة. تركنا نارا في المنقلة مليئة بالخبث، وضوءا في النافذة في حال بقينا خارجا بعد حلول الظلام. تركنا مؤنا أيضا.. شايا، وقهوة، وسكرا، وخبزا، وعلبا من أشياء، لصنع عدة وجبات. توجد أيضا بضع زجاجات نحن متأكدون من أن محتوياتها ستمدنا بالقصص والأغاني حول النار عندما يكون كل منا قد ملأ بطنه بالطعام.

بالتأكيد قصدنا الرجوع، ولكننا ذُهلنا على نحو ما. حين وجدنا دربا لم نتوقعه، لم نكن قد ضيعنا طريقنا منذ وقت طويل، فاتبعنا الدرب. كنا نبحث عن شيء ما. هذا هو السبب لخروجنا ولا شيء غيره.

ربما أخذنا الدرب لأي مكان. لكن يبدو أن ما حدث أن الدرب، هو الذي بدأ يتبعنا، يذهب حيث نذهب، وليس العكس. والآن أنا لست متأكدا من أنه درب بأية حال. توقفنا للاستراحة ليس من وقت طويل، محتشدين لنحتمي من البرد، وسأل أحدنا قائلا: “ ما الذي نبحث عنه؟” ولم يكن أحد منا قادرا على التذكر. سأل آخر :” هل ما نبحث عنه شيء أم شخص؟” وهكذا دققنا أنفسنا، ولكننا كنا لا نزال مترابطين بالحبل سويا ولا نظن أحدا منا مفقودا. توقف الثلج عن الهطول، غير أن كل شيء كان أبيض.

القمر نيِّر، وإن كان بعيدا جدا. ربما كان علينا ترك علامات لتعيدنا على طريقنا. لقد فات الأوان الآن. علينا المضي قدما. سنصل مكانا ما في الآخر. بينما مضينا فيما عزمنا عليه قد نكون نسينا تفاصيل ما تركناه خلفنا، رائحة دخان الخشب، والمصباح في النافذة، ولكن شيئا لا يزال يتحرك في ذاكرتنا، في نهاية بحثنا سنكون أمام مكان غير مألوف، والذي مع ذلك، سنتعرف عليه، وأظن أننا عندئذ سنكتشف أن بعضنا لم يصلوا معنا وسوف نتذكر وجوههم وأصواتهم. وسندخل الدفء، ونحن نصطحبهم معنا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر James Robertson, 365 Stories

جيمس روبيرتسن اسكتلندي من مواليد 1958. كتب روايات ومجاميع قصصية

************************************************************************

العائم..

   علي رحماني

تأمل وجهته في  أفق الماء

استغرقته السحب المنفية

ذاكرة تحمل رحلته العائمة

نغم سابح تذوب بغربته الأشياء

تدوس قناعاته الدائمة

فضاء غيوم ...ومدى سارح

....ورؤى وعيون

.....

ربما يرصد  فرصته الضائعة

تلك الرحلة في بحر حرائقة الدائرة

والجزر المسكونة بالصمت

ربما يرسم شمسه  بسطوع غريب

أو يهجر قمرا تحجبه الغيمات

وربتما يحتويه حنين الرجوع

الى الجرف ثانية

لينهار في سره

كانهمار الدموع .....

على قبلة حائرة

....

قلم راعش يدون رحلته الحائرة

يتسلل من دمعته الق غائر بالحنين

يداعب لهفته الحائرة.....

بحر... ونساء من ماء ...

ورداء وسماء

شجر وطيور من شجن

          .......وغبار نداء

عمره ناهز رحلته لذة من نهار صليل

......

حدق في اسطر غربته

كان يتأمل رحلته

بين سطوع الزرقة

وسطور العتبات خطوط تغازل عزلته

اشباحا تسترق الحلم

اشتاتا تطير مع الغروب

امواجا تضرب في ساحل العمر

وأفواجا تصرخ في صداه

....

نام نومته في الماء

وأستدرك شغف الأعماق

سابحا في بحر تأريخه وصباه

موجة تصرخ في لجج الماء

ثمة من ينجو حين يغرق

وثمة من يغرق

حين يسبح في جرف هار

وجدار من نار..

وحصار

********************************************************************

الصفحة الثانية عشر

يوميات

  • يعقد الملتقى الإذاعي والتلفزيوني في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، هذا اليوم الثلاثاء، جلسة نقاشية بعنوان “الدراما التلفزيونية في الموسم الرمضاني”، يديرها د. صالح الصحن.

تبدأ الجلسة عند الساعة 5 مساء على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس.

  • يضيّف نادي الترجمة في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، غدا الأربعاء، د. إبراهيم طلعت إبراهيم، ليلقي محافظة بعنوان “ترجمة الحاشية السينمائية للهواة من الانكليزية الى العربية - فيلم السلطة الخامسة انموذجا”.

المحاضرة التي من المقرر أن يديرها الأستاذ عباس عزيز علي، تبدأ في الساعة 6 مساء على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد.

**********************************************************************

السبت المقبل افتتاح مهرجان بغداد الدولي للزهور

متابعة – طريق الشعب

ضمن فعاليات بغداد مدينة الإبداع الأدبي – اليونسكو، يفتتح يوم السبت المقبل في متنزه الزوراء، مهرجان بغداد الدولي للزهور بنسخته الـ13.

يتضمن المهرجان الذي يستمر 4 أيام، قراءات شعرية وعروضا مسرحية وندوة ثقافية بعنوان “النقد البيئي وتحديات التغير المناخي”، فضلا عن جلسة غنائية فولكلورية.

****************************************************************

معرض تشكيلي يجسد جرائم الأنفال

متابعة – طريق الشعب

أقامت “مديرية نصب الأنفال” في جمجمال – السليمانية، الأحد الماضي، معرضا تشكيليا يجسد عمليات الأنفال سيئة الصيت في مناسبة ذكراها الـ36.

وساهم في المعرض الذي أقيم عند “نصب الأنفال” في مركز قضاء جمجمال، ثلاثة فنانين تشكيليين، هم سامان أبو بكر وهيوا دومان وسامي سعد الله.

وفي حديث صحفي، قال الفنان أبو بكر، أن لوحاتهم جسدت حملات الإبادة الجماعية التي نفذها النظام الدكتاتوري المباد نهاية ثمانينيات القرن الماضي بحق المواطنين الأبرياء في مدن وقصبات كردستان، مبينا أنه اشترك في المعرض بـ6 لوحات زيتية.

************************************************************************

مؤرخ مندائي يوثق مملكة «طيب ماثا» في ميسان

متابعة – طريق الشعب

قاد المؤرخ المندائي المغترب في استراليا ترميذا ساهيي، حملة استكشافية في محافظة ميسان لتوثيق المواقع الأثرية العائدة إلى مملكة حكم الصابئة المندائيين قبل الإسلام.

وقال ساهيي في حديث صحفي، أنه زار ميسان أخيرا للوقوف على تاريخ الصابئة فيها، وتوثيق مملكة “طيب ماثا” الواقعة شرقي المحافظة، والتي كانت تمثل مملكة المندائيين قبل مجيء الإسلام إلى العراق.  وأشار إلى انه لمس في ميسان تعايشا سلميا، وان المسلمين والصابئة متعايشين في مدينة العمارة كـ”أخوة لا يفرقهم شيء”، لافتا إلى ان وجود معبد للصابئة المندائيين على ضفاف دجلة في موقع مهم من مدينة العمارة، يبعث رسالة اطمئنان لكل الصابئة في العالم.

***********************************************************************

في كوبنهاغن.. تشييع مهيب للفنان والمناضل كوكب حمزة

كوبنهاغن – طريق الشعب

في موكب جنائزي مهيب، شيع المئات من العراقيين والعرب، يوم السبت 6 نيسان الجاري، جثمان الفنان والمناضل الفقيد كوكب حمزة إلى مثواه الأخير في مقبرة شلو، إحدى ضواحي العاصمة الدنماركية كوبنهاغن.

وفي مساء اليوم ذاته، أقامت عائلة الفقيد بمشاركة منظمة الحزب الشيوعي العراقي ورابطة الانصار الشيوعيين في الدنمارك، مجلس عزاء للفقيد على قاعة مركز ثقافي تابع لإحدى بلديات كوبنهاغن. وقد غصت القاعة برفاق الفقيد وأصدقائه ومحبيه، الذين توافدوا من مختلف مناطق الدنمارك القريبة والبعيدة، ومن بلدان الجوار، لا سيما السويد.

كذلك حضر المجلس العديد من الفنانين العراقيين والعرب، والعشرات من أبناء الجاليتين العراقية والعربية، فضلا عن ممثلي البعثة الدبلوماسية العراقية في الدنمارك.

وباسم مقيمي المجلس، رحب الصحفي مزهر بن مدلول بالحاضرين، مشيرا إلى “خسارة العراق الكبيرة برحيل قامة فنية رفيعة وموهبة موسيقية متميزة وانسان أحب وطنه وشعبه”.

ثم دعا الجميع إلى الوقوف دقيقة صمت حدادا على الفقيد.

بعدها قرأ سكرتير منظمة الحزب الرفيق علي حسين تعزية المكتب السياسي برحيل الفقيد، تلاها بكلمة باسم المنظمة قال فيها: “حزنّا وسنحزن لهذا الفقدان المفجع. فكوكبنا كان عالما ثريا بحب الناس، وهو ثري بشوقه لبلده العراق، لكنه كان رافضا لما آلت إليه أوضاع البلد من ترد”.

وقدم الرفيق حسين في كلمته التعازي إلى عائلة الفقيد، باسم رفيقات ورفاق الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني ورابطة الأنصار الشيوعيين. وقال: “العزاء لنا جميعا، لكن كوكبا لن يرحل عنا، وسيبقى حياً ما دمنا في هذه الحياة”.

وكانت للجنة التنفيذية لرابطة الأنصار كلمة ألقاها الرفيق عبد الرحمن الخالدي، وقال فيها أن “الفقيد ترك للعراقيين إرثا غزيرا من الأنغام المخلصة للوجدان والمعبرة عن هواجس الانسان. كما ترك لنا درسا إنسانيا ونضاليا شجاعا ومتحديا لكل أساليب القمع والظلم.. لم تغره موائد السلطان ولم تخيفه هراوات الجلادين، فأبى أن يحني هامته إلى طاغية ويطوع وتره إلى مستبد”، مضيفا قوله: “سنبقى نتذكر الانسان الجميل، الزاهد والمتواضع البسيط، الذي لا تفارق وجهه الابتسامة ولا تغادر روحه الطرفة والدعابة.. المجد لتاريخ كوكب حمزة المضيء، والخلود لذكراه”.

ثم ألقى الرفيق جاسم هداد كلمة باسم منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد، مما قاله فيها: “رحل صاحب الابتسامة الرقيقة.. رحل الذي ظل يتمنى لأكثر من خمسة عقود أن تمر طيوره الطايرة بالعراق الذي يحبه، وأن تحمل السلام والأمان لشعبه.. رحل الذي كان بسيطا كالخبز، حنونا كعيون الأم. إنها خسارة كبيرة لنا ولعائلته ورفاقه وزملائه وتلاميذه وأحبابه وللشعب العراقي”.

وقدم نائب رئيس البعثة الدبلوماسية العراقية في كوبنهاغن صلاح الموسوي، برقية تعزية موجهة إلى عائلة الراحل وأصدقائه ومحبيه، مشيدا بدوره الفني وموهبته.

هذا وشارك في الحديث عن الفقيد كل من المسرحي فاضل السوداني، المخرج طارق هاشم، الفنان جعفر الخفاف، الفنان الفلسطيني د. نسيم.

كذلك، قدمت الرفيقة بشرى علي كلمة باسم “فرقة بابل” الغنائية. فيما تلقى مجلس العزاء رسالة تعزية من الفنان سامي كمال، قرأها الاستاذ فريد سامي.

وعبر المتحدثون جميعا عن خصال الراحل الفنية المتميزة والانسانية المحبوبة، مستذكرين إياه بكثير من المواقف في داخل العراق وخارجه.

**************************************************************

  «مكتبة ألفريد سمعان» صرح ثقافي آخر في اتحاد الأدباء

متابعة – طريق الشعب

تمكن الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، من توفير مكان مناسب بمساحة جيدة، ليكون مكتبة عامة تحمل اسم الشاعر الراحل ألفريد سمعان.

ونقلا عن الدائرة الإعلامية للاتحاد، قال الأمين العام الشاعر عمر السراي، أن “الاتحاد، وبعد أن قرر أن يكون بؤرة للأديب العراقي وعائلته، ولكافة شرائح المجتمع من خلال تأهيل مبناه وافتتاح متحف الأدباء الذي يعد معلما مهما في السياحة الثقافية، استطاع اليوم أن يجد مكانا مناسبا للمكتبة العامة”، مبينا أن الاتحاد قرر أن يخصص الدعم المقدم له من رئاسة الجمهورية لخدمة هذا الشأن.

وأكد أنه “سنجتهد لجعل الاتحاد مكاناً يليق بالعراق وبالمشروع الثقافي والحضاري العراقي”.

وفي سياق متصل، قال أمين الشؤون الثقافية في الاتحاد الشاعر منذر عبد الحر، أن “مكتبة ألفريد سمعان، من المعالم الثقافية الجديدة التي تُعدُّ خطوةً تاريخية مهمة سعى الاتحاد لأن يطلقها”، مضيفا أن “الاتحاد يعمل على أن تكون هذه المكتبة رافداً إبداعيّاً يساهم في تفاعل الباحثين والمعنيين، ويوفر لهم نافذة تضم آلاف المصادر والمراجع والدوريات التي نحتاجها جميعاً”.

وأشار عبد الحر إلى ان “هذه المبادرة المتميزة خططت لها قيادة الاتحاد تخطيطاً تفصيليا دقيقاً، يشمل كل ما يتطلبه المشروع من مفردات تبدأ من تأهيل المبنى وانتهاء بتوفير مواقع الكتب وإجراءات تحقيق الجو الملائم لزائر هذا الصرح المهم”.

********************************************************************

ليس مجرّد كلام.. حساب الحقل وحساب البيدر

عبد السادة البصري

 من وراء زجاج نافذة السيارة أخذتني الهواجس والافكار بعيداً وانا أبصر الشعارات التي تملأ الشوارع واعالي البنايات.

وقفت عند بوّابة الشعارات هذه لأجد اننا الشعب الوحيد بالعالم، المهووس بحب الشعارات واطلاقها في مناسبة ودون مناسبة وكذلك اطلاق التصريحات النارية.. فدائما ما تمتلىء شوارعنا وحاراتنا وازقتنا ودوائرنا الحكومية وغيرها وحيطان البيوت والمدارس بالشعارات الرنّانة،

ودائما نسمع من المسؤولين والسياسيين تصريحات نارية ما أُنزل بها من سلطان ، تنقلنا الى سطح القمر وتبني لنا عمارات وبيوتا فوق المريخ.. ولكن حينما نعود الى الواقع لا نجد شيئا منها ابدا، وكما يقول المثل (حساب الحقل غير حساب الواقع)..

 حيث اننا نقرأ الكثير منها ونمنّي النفس اماني واحلام كثيرة وكبيرة، ونسمع الكثير من التصريحات والوعود التي وكما اسلفت تجعلنا نعيش افضل وابهى واجمل عيشة على وجه الأرض، ولكن كل شيء في النهاية (كلام في كلام في كلام).. فلا يوجد على ارض الواقع شيء..

ياسادتي الافاضل .. كفانا شعارات وتصريحات، نريد قولاً وفعلا وتطبيقا لأقل ما يمكن ..(عمّي كافي حجي ولافتات وفلكسات وصور)

لمرة واحدة فقط قوموا بالفعل الصحيح واخدموا وابنوا وعمّروا وراعوا الفقراء والمساكين، ومن هم بلا مأوى وساكني التجاوز والعشوائيات والايجارات والاطفال المشردين في تقاطعات الطرق والمتسولين وكل طبقات الشعب البائسة، وبعدها قولوا ما تريدون قوله، وسنستمع اليكم بحب وسنصدقكم العمر كله.. ونعلن بملء الافواه : قالوا وصدقوا القول !

وبعدها أيضا اكتبوا ما تريدون ...

وفجأة هزتني «طسّة» قوية واخترق سمعي صوت «بريك» اقوى، وأيقظاني من سرحتي وهواجسي .. لأجد السيارة التي كنت فيها قد وقعت في حفرة مجاري وسط الشارع!