اخر الاخبار

الصفحة الأولى

مع غياب الرؤى العامة لحل أزمة النقل وتباين الآراء في شأنها.. هل تخفف المجسرات الزحامات في بغداد وهي تختنق بملايين السيارات؟

بغداد ـ طريق الشعب

تباينت آراء الموظفين والمواطنين بشأن جدوى توقيتات الدوام الرسمي التي أقرها مجلس الوزراء؛ فبعضهم قال ان الزحامات أضحت أكبر وأكثر تعقيدا، في حين يجد آخرون أن حركة السير شهدت انسيابية ملحوظة في غالبية شوارع العاصمة.

وقرر مجلس الوزراء في آذار الماضي، اعتماد توقيتات جديدة للدوام الرسمي في وزارات ومؤسسات الدولة تحت التجربة لمدة 3 أشهر، لتقليل الزخم الحاصل على شوارع العاصمة، وتقليل ذروة دخول وخروج الموظفين والمراجعين من دوائر ومؤسسات الدولة.

وطبقا لوزارة التخطيط، فإن أكثر من ثلاثة ملايين و400 ألف موظف متواجدون في وزارات ومؤسسات الدولة.

حزمة ثانية

وتستعد وزارة الإعمار والإسكان والبلديات والأشغال العامة لإطلاق الحزمة الثانية من مشاريع فكِّ الاختناقات المروريَّة في بغداد، مؤكدة انها تنوي أيضا اطلاق العمل بالطريق الحلقي الرابع حول محافظة بغداد.

وضمن مشاريع الحزمة الأولى تعتزم الوزارة إنجاز مجسر الشالجية، ومجسر حي المهندسين في شارع فلسطين بمنطقة الداخل في مدينة الصدر، ويأتي بعدهما افتتاح مشروع ساحة عدن وصنعاء وآخرها مجسر ساحة النسور.

وتعاني بغداد ومدن رئيسية كبرى من ازدحامات مرورية خانقة لاسيما في ساعات الذروة عند بداية الدوام ونهايته، ما دفع الحكومة إلى تغيير أوقات الدوام، وتشييد عدد من الجسور والأنفاق الجديدة في العاصمة للتخفيف من حدتها.

ليست حلاً ناجعاً

يقول عضو لجنة النقل النيابية النائب عقيل الفتلاوي، ان الاختناقات التي تفكها الحكومة تنتقل إلى مكان آخر عبر مجسراتها الجديدة.

ويضيف الفتلاوي في تصريح خصّ به «طريق الشعب»، ان هناك ضرورة لان تتوالى مشاريع فك الاختناقات، مشيرا الى ان فك عقدة اختناق في شارع، يجعلها تتعقد في شارع آخر.

ويعد النائب أن الاكتفاء بإنشاء المجسرات «غير ناجع»، مضيفا «نحن بحاجة الى تقنين استيراد السيارات التي تغص بها بغداد، والتي تدخل بصورة غير منضبطة، وبالنتيجة اصبح من غير الممكن السيطرة على هذا الكم الهائل من عدد المركبات».

60 عقدة مرورية في بغداد

بدوره، يقول المتحدث الرسمي لوزارة الاعمار والاسكان، نبيل الصفار، ان «الاستراتيجية الحكومية في ما يتعلق بقطاع النقل والطرق تشمل عدة مشاريع».

ويضيف الصفار لـ»طريق الشعب»، ان هناك خطوات اخرى بالاضافة لمشاريع الحزمتين الثانية والثالثة لفك الاختناقات المرورية، مثل الطريق الحولي الرابع الذي ستشرع به الوزارة؛ حيث اكتملت التصاميم الخاصة بهذا المشروع، وسيعلن على شكل اربع مراحل.

ويشير الى ان هناك «60 عقدة مرورية قد تم تشخيصها في بغداد، وبدأنا بمعالجتها، وستعقبها مشاريع ضمن الخطة الاستراتيجية الشاملة».

توظيف سياسي وإعلامي

المهندس سلوان الأغا قال انه بالإمكان عمل مجسر فوق اي تقاطع لتسهيل حركة المرور.

وأضاف الأغا في حديث خص به «طريق الشعب»، أن هناك عددا من الحلول لفك الاختناقات المرورية منها إنشاء شوارع وجسور وطرق وإيجاد طرق حولية وحلقية تمر خارج المدينة والسيطرة على عدد السيارات وتطوير النقل الجماعي، مؤكدا ان هذه الحلول كفيلة بتجاوز أزمة الزخم والاختناقات المرورية.

ورهن الأغا نجاح أي مدينة في تجاوز هكذا مشاكل، باعتماد دراسة حقيقية عن مشروع النقل الشامل، تأخذ بنظر الاعتبار كل الشوارع والتقاطعات الموجودة والمقترحة، ويتمخض عنها مجموعة اعمال ومجسرات وشوارع وإنشاءات واستملاكات لطرق جديدة، مشددا على ضرورة الاهتمام بوسائل النقل الجماعي، وايجاد مراكز مدن إدارية واقتصادية بعيدا عن السكن، وتهيئة الطرق الحولية التي ستبعد آلاف السيارات الى خارج المدن.

وخلص الى ان الحكومة تقوم بتوظيف هذه المشاريع إعلاميا في تحقيق أهداف سياسية «نعم، المجسرات تقدم خدمة، لكن هناك جانب سياسي مؤثر».

إرباك حياة الناس

تقول شيماء عادل موظفة في إحدى الوزارات، ان دوامها صار يبدأ منذ الساعة 7 صباحاً، الامر الذي «تسبب لنا بمشاكل، إذ لدي أطفال في المدارس أقوم بإيصالهم يومياً بنفسي، لكن في ظل القرار الجديد لا يمكنني فعل ذلك بعد الآن، فالمدارس لا تفتح أبوابها الساعة السادسة صباحاً».

وتتساءل «ماذا يفعل الأطفال في هذا الوقت الباكر ودوام وزارة التربية يبدأ الساعة 8 صباحاً، كما أن المشكلة تتكرر بأوقات انتهاء الدوام المختلفة».

وطالت هذه المعاناة طلبة الكليات أيضا، الذين يعملون بعد الدوام، حيث تقول بان محمد طالبة في جامعة بغداد، إن «الدوام كان ينتهي في ساعة الواحدة ظهراً وأحياناً يمتد إلى الواحدة والنصف، ومن ثم نذهب إلى العمل الذي يبدأ بعد ساعة أو أكثر بقليل، لكن بتغيير أوقات الدوام تضرر الكثير من الطلبة الذين يعملون بعد الدوام لسد تكاليف الجامعة والمصاريف اليومية».

في حين تجد أسيل عارف، موظفة حكومية، إنها «تتفق مع تغيير أوقات الدوام للحد من الازدحامات، لكن وفق أحد مقترحين: الأول أن يكون الدوام على شكل شفتين، ويكون الشفت اختيارياً بما يتناسب مع دوام الوالدين للمناوبة بينهم بإرسال واستقبال الأطفال من المدارس. والمقترح الثاني: إعادة دوام الجامعات كالسابق، لأن المستوى الذهني لدى الطلبة يبدأ بالانخفاض بعد الساعات الأولى من الصباح».

فيما يبدي السائق أبو محمد تأييده للقرار ويعتبره جيداً لفك الازدحامات خاصة عند مراجعة الدوائر.

لكن الخبير الاقتصادي عبدالرحمن المشهداني، يؤكد أن «التجربة يمكن أن تقاس بعد أكثر من أسبوع».

ويقول المشهداني، أن «مسألة الازدحامات باقية ولن يخفف تغيير الأوقات الشيء الكبير، لأن المشكلة في عدد السيارات ببغداد».

***************************************************************************

راصد الطريق.. وتاليها وياكم!

يشهد مطار النجف الدولي منذ يومين حالة غريبة، إثر رفض مدير المطار تنفيذ قرار مجلس المحافظة بإقالته وتسليم إدارة المطار للمدير الجديد الذي عيّنه. ووصل الأمر حد الاشتباك بالأيدي بين أعضاء مجلس المحافظة من جهة، والمدير القديم من جهة أخرى.

وحتى لحظة تدوين هذه السطور تواصل الأحداث بخصوص هذه القضية تطورها، وهي تشبه في طبيعتها أحداثًا أخرى، منها التي وقعت في ديالى حيث تعرض أعضاء مجلس المحافظة للتهديد، لإجبارهم على التصويت لصالح مرشح محدد لمنصب المحافظ.

لا يمكن بأي حال التسامح مع هذا النوع من السلوك، الذي يُعد أحد تجليات المحاصصة، حيث يتقاسم المتحاصصون المناصب والمكاسب، ثم يسعون جاهدين لفرض سيطرتهم عبر هذه التصرفات المُدانة.

هذه الأحداث في مطار النجف تشكل مثالاً صارخاً على الانحرافات الخطيرة في الأوضاع السياسية، والتي تستدعي معالجات جذرية لمنع تقويض أسس النظام القانوني وتهديد السلم الأهلي.

وكما قلنا ونكرر إن المحاصصة لن تُفضي إلا إلى مزيد من الانقسام، وإن مواصلة هذا النهج والسلوك السياسي المُدان، هو دليل على الفشل في إدارة الدولة بطريقة تحترم حقوق المواطنين وتُعلي شأن القانون.

*****************************************************************************

احتجاج غاضب يطالب بفرص العمل والخدمات

بغداد ـ طريق الشعب

في ظل الأزمات المتلاحقة والتحديات الاقتصادية التي تواجه العراق، تتصاعد أصوات الشباب العراقي مطالبةً بالعدالة الاجتماعية وفرص العمل؛ فقد شهد عدد من مدن البلاد تظاهرات احتجاجية غاضبة، طالبت بالحقوق الأساسية للمواطنين منها الخدمات وفرص العمل وعدم التضييق على الحريات.

*****************************************************************************

الصفحة الثانية

المتحف العراقي يتسلم 499 قطعة أثرية من بعثة بريطانية

بغداد ـ طريق الشعب

كشف المتحف العراقي، أمس الأربعاء، عن تسلمه 499 قطعة أثرية عثر عليها في موقع “تلو كرسو” في محافظة ذي قار من قبل بعثة المتحف البريطاني العاملة هناك.

وحضر حفل الاستلام، رئيس الهيئة العامة للآثار والتراث علي عبيد شلغم، ومدير عام المتاحف لمى الدوري، ومدير عام دائرة التراث إياد كاظم.

وقال شلغم، في بيان لوزارة الثقافة، إن “القطع التي تم استلامها بمجاميع مختلفة تضمنت 465 رُقماً طينية تعود للحضارة الأكدية وعصر أور الأثري، إضافة إلى أختام أسطوانية وأوان فخارية كانت تستخدم في الحياة اليومية آنذاك، فضلاً عن حلي وقلائد وكثير من القطع الأثرية التي تم استظهارها من قبل بعثة المتحف البريطاني هذا الموسم، حيث ستأخذ طريقها ضمن السياقات الإدارية من قبل اللجنة الفنية لتصنيفها وتقييمها ومعرفة عائديتها التاريخية”.

وأضاف أن “بعثة المتحف البريطاني تميزت باعمالها فقد تم تجديد العقد التنقيبي عام 2023 لمدة خمس سنوات ولها اكتشافات أثرية مهمة ولديهم أعمال كثيرة بهذا الشأن وكذلك إجراء أعمال صيانة في الجسر الذي تم اكتشافه من قبل البعثات الأجنبية، وأعمال صيانة في المكتشفات المعمارية التي تم استظهارها من قبل البعثة، فضلاً عن دورات لتطوير قدرات الكوادر العاملة في هيئة الآثار والتراث”.

***********************************************************************

احتجاج غاضب يطالب بفرص العمل والخدماتصرخة الخريجين.. موجة احتجاجات تجتاح واسط وبغداد

بغداد ـ طريق الشعب

في ظل الأزمات المتلاحقة والتحديات الاقتصادية التي تواجه العراق، تتصاعد أصوات الشباب العراقي مطالبةً بالعدالة الاجتماعية وفرص العمل؛ فقد شهد عدد من مدن البلاد تظاهرات احتجاجية غاضبة، طالبت بالحقوق الأساسية للمواطنين منها الخدمات وفرص العمل وعدم التضييق على الحريات.

واسط تنتفض

وتظاهر العشرات من المواطنين أمام مبنى محافظة واسط، مطالبين بتوفير فرص عمل، وسط انتشار كبير لقوات مكافحة الشغب.

وقال مراسل “طريق الشعب”، إن “العشرات من الشباب الخريجين خرجوا بتظاهرة أمام مبنى محافظة واسط للمطالبة بإنصافهم وتوفير فرص العمل”.

وأضاف، أن “التظاهرات التي خرجت تشكل استمرارا لحراك الخريجين الذي انطلق قبل عيد الفطر، إضافة إلى استمرار تنظيم اعتصامات من قبل مجاميع صغيرة منهم أمام مبنى المحافظة”.

وأشار إلى أن “غالبية المتظاهرين من مناطق فقيرة في محافظة واسط، ويعتزمون القيام بخطوات أخرى أكبر، في حال عدم التعاطي مع مطالبهم”.

شهادات عليا بلا عمل

وتجمع العشرات من حملة الشهادات العليا أمام مبنى مجلس الخدمة الاتحادي في بغداد، مطالبين بحقهم في التوظيف والاستجابة لمطالبهم المشروعة.

المتظاهرون الذين رفعوا لافتات تحمل شعارات تطالب الحكومة بالإسراع في تعيينهم، أعربوا عن استيائهم من تجاهل الحكومة لمطالبهم المتكررة بتوفير فرص عمل تتناسب مع مؤهلاتهم العلمية.

وقال أحد المتظاهرين: “نحن لسنا طالبي صدقة، انما نطالب بحقنا في العمل الذي يليق بشهاداتنا وتعبنا طوال سنوات الدراسة”.

وأضاف آخر، “الحكومة لا تفي بوعودها، وقد آن الأوان لتحقيق وعودها بتوظيف الخريجين”.

غضب في سيد دخيل

وتظاهر العشرات من أهالي قضاء سيد دخيل شرق محافظة ذي قار، وقاموا بقطع أحد الطرق الرئيسة وسط المدينة وإحراق الإطارات، مطالبين بتحسين الواقع الخدمي.

وقال بيان للمتظاهرين، إن مطالبهم تتضمن محاربة الفساد المستشري في الدوائر الحكومية. كذلك إكمال المشاريع الخدمية المتلكئة في القضاء وتوزيع قطع الأراضي السكنية على مستحقيها.

وأشار إلى أنهم بحاجة إلى استحداث قسم للتربية ومستشفى ومحكمة ومصرف.

وأكد، أنهم يطالبون أيضا بإقالة مدير دائرة الكهرباء ومدير البلدية لتقصيرهما في أداء واجباتهما وتغيير المقاولين المنفذين للمشاريع نتيجة تلكؤها.

وطبقا لمراسلنا فإن الأهالي أمهلوا الحكومة المحلية في المحافظة 10 أيام من أجل تنفيذ مطالبهم.

المثنى تصرخ

وجدد عاملون بنظام الأجر اليومي في شركة المشاريع النفطية التي تنفذ مشاريع في مصفى السماوة، المطالبة بتحويلهم إلى نظام العقود.

وقال عدد منهم إن عددهم يصل إلى 150 عاملا في مقر الشركة، مشيرين إلى أن خدمة بعضهم تتجاوز الخمس سنوات من دون ضمان لحقوقهم الوظيفية.

وتظاهر مواطنون في قضاء المجد بمحافظة المثنى، مطالبين بتحسين الخدمات الأساسية في مناطقهم وتغيير الإدارة الحالية للقضاء.

وأفاد عدد منهم بأن مطالبهم تتركز على تحسين الخدمات الأساسية في مناطقهم من قبل الجهات الحكومية.

وأشاروا إلى أن مناطقهم تفتقر إلى الحد الأدنى من الخدمات منذ سنوات، وبالأخص في قطاعات الطرق والماء والكهرباء، الأمر الذي يستدعي تدخلًا من قبل إدارة المحافظة لتغيير هذا الواقع.

وجدد خريجون في المثنى، الذين ظهرت أسماؤهم كاحتياط في تعيينات التربية، تجمعهم أمام مبنى المحافظة، مطالبين بتطبيق التقاطع الوظيفي على من ظهرت أسماؤهم كأساسيين.

وأوضح عدد منهم أن مطالبهم تتلخص في شمولهم بالتعيين واستغلال حصة التربية من التعيينات بشكل كامل، خصوصًا وأنه لم يُعلن عن كل الأسماء.

وأشاروا إلى أن ممثلين عنهم التقوا بالحكومة المحلية وأعضاء في مجلس النواب لإيصال مطالبهم التي من شأنها توفير فرص عمل وضمان حقوقهم بشكل قانوني.

قطع الارض

ونظم العشرات من المستحقين لـ 5 آلاف قطع أرض، كانت قد وُزعت في المدينة الرياضية عام 2019، وقفة احتجاجية أمام مباني الحكومة المحلية في البصرة، مطالبين بتسلم أراضيهم، مشيرين إلى أن الأمر معلق ومتوقف منذ ذلك الحين وحتى اليوم.

وطالب المحتجون محافظ البصرة بأن يوجه الجهات المعنية بتسهيل إجراءاتهم، نظرًا لاكتمال سنداتهم ومعاملاتهم، على الرغم من أن مسؤول عقارات الدولة أخبرهم بأن المسألة متوقفة لدى المحافظ.

واحتج العشرات من أهالي القرنة، يوم الثلاثاء، على اعتقال الناشط في “حراك القرنة” مهند المرياني، من قبل القوات الأمنية، مهددين بالتصعيد وإغلاق مبنى القائمقامية في حال لم يتم إطلاق سراحه خلال الساعات القادمة.

***************************************************************************

مالية البرلمان تُلوّح بأزمة نقدية وزير: نتردد في إرسال موازنة 2024 للبرلمان بسبب العجز فيها

بغداد - طريق الشعب

برغم مرور قرابة أربعة أشهر من السنة الحالية، إلا أن جداول الموازنة العامة للعام 2024 ما زالت لدى أروقة الحكومة، والتي تعزو اللجنة المالية البرلمانية أسباب تأخر إرسالها الى مجلس النواب الى “عدم توفر سيولة نقدية”، وسط تأكيدات بأن العجز في الموازنة ارتفع إلى حوالي 80 تريليون دينار عراقي.

وكان مجلس النواب قد صوّت في 12 حزيران يونيو 2023، على قانون الموازنة الاتحادية للأعوام 2023 و2024 و2025، في بادرة هي الأولى من نوعها في تاريخ البلاد من حيث حجم الموازنة وكذلك عدد السنوات المالية، بقيمة 197 تريليونا و828 مليار دينار، بعجز مالي قدره 63 تريليون دينار، أي ما يقارب ثلث الموازنة.

الحكومة تتردد في إرسالها

كشف وزير الصناعة خالد بتال، أن العجز في مسودة موازنة 2024 يبلغ 80 ترليون دينار.

وقال خالد بتال خلال جلسة حوارية حول وضع الاقتصاد العراقي اليوم، ضمن فعاليات ملتقى السليمانية الثامن، امس الاربعاء: “لدينا عجز يبلغ 80 ترليون دينار في مسودة موازنة 2024 ونتردد في إرسالها إلى مجلس النواب، أغلبها نفقات تشغيلية”.

ويضيف بتال، “لدينا عجز بهذه الكمية بينما نحن في بحبوحة أمنية واقتصادية، ويبلغ سعر النفط نحو 80 دولارًا”، موضحًا أن “أغلبها نفقات تشغيلية حاكمة مثل الماء، الصحة، والدعم الذي يُقدم للوقود…”.

ويجد بتال أن الحل يتمثل في “التوجه نحو القطاع الخاص وجلب الاستثمار”، معللا ذلك بأن العراق “شهد حركة استثمارية واسعة جدًا خلال السنتين الماضيتين في قطاعات واضحة”.

وكانت اللجنة المالية النيابية ضيفت أمس الاول مدير عام دائرة المحاسبة ومدير عام دائرة الموازنة في وزارة المالية، للحديث عن جداول الموازنة وكشف أسباب تأخرها لدى الحكومة.

وقال رئيس اللجنة النيابية عطوان العطواني، إنه “تم بحث عدد من الملفات منها تأخر إطلاق التمويل واطلاعنا على جداول إنفاق عام 2023”.

مشاكل فنية ونقدية

وكشفت اللجنة ، الثلاثاء، حقيقة تأخر إرسال جداول موازنة عام 2024 إلى مجلس النواب لغرض التصويت، مبينة أن الجداول مكتملة، ولفتت إلى أن مشكلتين فنية ونقدية وراء التريث بإرسالها للبرلمان. وانتقد أعضاء بمجلس النواب ومراقبون للشأن الاقتصادي تأخر الحكومة بإرسال جداول موازنة العام الحالي 2024 المعدّلة من أجل دراستها وإقرارها، رغم التسهيلات التي تحظى بها كونها ضمن “موازنة ثلاثية” لثلاثة أعوام، ولا تحتاج إلا إلى بعض التعديلات في أرقام أبواب الصرف والإيرادات، واصفين خرق التوقيتات القانونية بما يخص الموازنة بأنه “عُرف” في البلد.

****************************************************************************

كل خميس.. ورقة توت أخرى.. تسقط

جاسم الحلفي

مر انهيار جسر الفلوجة الحديدي يوم 13 نيسان الحالي، وهو الذي خصصت مبالغ معتبرة لإعادة تأهيله، من دون اكتراث واهتمام.

ووقع حادث الانهيار قبل افتتاح الجسر رسميا بثلاثة أيام، الا انه قوبل بصمت غريب، وكأن الأمر لا يعني الدولة في شيء. كذلك لم يهتم أحد من المسؤولين لإصابة 3 عاملين في تأهيل الجسر، ولا نشير الى غرق أحدى آليات التبليط وسط نهر الفرات.

وقد فوّت سقوط الجسر على هؤلاء المسؤولين فرصة التبجح والانتشاء الكاذبين، وادعاء تحقيق شيء من الاعمار، وجنّب الجميع سماع الخطابات الرسمية الفارغة، ورؤية الصور المملة لإنجازات مشكوك فيها.

والحق ان محافظ الانبار شكل لجنة للتحقيق في أسباب سقوط الجسر، رغم ان التجربة علمتنا ان التسويف هو النتيجة المرتقبة لعمل أية لجنة تحقيقية، وان الذاكرة تنبؤنا باننا لم نسمع شيئا عن نتائج عشرات اللجان التي شُكلت للتحقيق في فضائح واخفاقات وسرقات كثيرة. وليس ممكنا ان ننسى إخفاء نتائج لجنة التحقيق في سقوط الموصل، وما اعقبه من سقوط محافظات اخرى على يد اكثر التنظيمات الإرهابية اجراما.

وحين تحاول ان تحدد ما هو مشترك بين سقوط جسر الفلوجة وسقوط ثلث مساحة العراق بيد الإرهاب، تكتشف عاجلا ان الفساد هو العامل المشترك الأساسي بينهما.

 ويبدو ان ركائز الفساد من القوة بحيث لا تهتز امام أية فضيحة فشل. فلمؤسسة الفساد قدرة على تغطية كل جريمة نهب وتلاعب بالأموال العامة. فالفساد كمؤسسة متغوّلة في أجهزة الدولة، عصيّ على المحاسبة حتى وإن بلغ به الاستهتار حد سرقة ترليونات الدنانير، والدليل هو ان حرامية “سرقة القرن” ما زالوا طلقاء دون ادنى حساب.

مؤسف جدا غياب أصوات النخب التي تنازلت عن واجبها الأخلاقي في التصدي للفاسدين وفضحهم، وفيهم من ارتضى ان يكون برغيا في ماكنة اعلام طغمة الفساد، ملمّعا لصور رموز الفساد الذين احتل بعضهم مواقع تشريعية وتنفيذية.

ولكن لن تغيب عنا البوصلة، فالفساد يكمن وراء انهيار جسر الفلوجة، كما كان وراء الانهيارات السابقة. والمسؤول عن كل الانهيارات هم النهابون الذين شكلوا بما نهبوه من أموال عامة، طبقة اجتماعية مترفة، ربطت مصالحها مع مصالح بعض المتنفذين وتخادمت معهم، واستخدمت الإعلام لا لنشر الحقيقة بل لطمسها وإخفائها أو تزييفها أو التلاعب بها، ومع ذلك بقيت مواقف العديد المكافح من الناشطين الاجتماعيين تتصدى بشجاعة لما هو شائن. وقد كتب أحد الناشطين يقول: “لم يكن سقوطًا للجسر بقدر ما كان سقوطًا للوهم ولكذبة اسمها الأعمار”، فيما كتب اخر أن “كذبة الأعمار، طالما نسجت حولها دعايات زائفة جعلت من الأقزام عمالقة”. واضاف ثالث أن “وهم الأعمار وخداع الناس قد بات منكشفًا، ويجب محاسبة المقصرين، لأنه كاد أن يكون كارثة إنسانية تتسبب بسقوط العشرات من الضحايا”.

*****************************************************************************

الصفحة الثالثة

البيئة تباشر مكافحة التلوث عبر “وثيقتين”.. معنيون: 5 أسباب وراء وضع العراق  في المراتب الأخيرة بقائمة جودة الهواء

بغداد - تبارك عبد المجيد

يحتل العراق تصنيفاً متأخراً في قائمة الدول ذات الهواء النقي، بسبب ضعف الإجراءات الحكومية الرادعة لحرق النفايات، ومخلفات استخراج وتكرير النفط وغير ذلك من الملوثات.

وعادة ما يجد سكان ضواحي بغداد أنفسهم مضطرين مساء كل يوم الى اغلاق نوافذ منازلهم، لصد الدخان الكثيف الذي يتصاعد من حرق مكبات النفايات.

ومع استمرار تفاقم أزمة المناخ، تعمل البلدان على تحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية بحلول عام 2050.

وتصنف مجلة ceoworld الأمريكية في تقرير صدر عنها، العراق بأنه واحد من أسوأ البلدان في جودة ونقاء الهواء، حيث سجل 80.1 ميكروجرام لكل متر مكعب، ومن ثم باكستان، والبحرين، وبنغلاديش، على التوالي.

وثيقتان

وأكدت وزارة البيئة عبر المتحدث الرسمي باسمها أمير علي حسون أنها “تحرص على تطبيق وثيقة المساهمات الوطنية NDC، التي تعد خارطة طريق لتنفيذ اتفاقية باريس، وذلك بالتنسيق مع كافة القطاعات الحكومية المعنية”.

ويشير حسون في حديث خصّ به “طريق الشعب”، إلى أن “الوزارة تسعى الى إطلاق وثيقة خطة التخفيف الوطنية ووثيقة الاحتياجات التكنولوجية خلال العام الجاري، واللتين تتضمنان الحد من التلوث 2023 - 2027”.

ويشير إلى ان أحد إجراءات الوزارة للحد من آثار التغيرات المناخية يتمثل بتفعيل جميع بنود قانون حماية وتحسين البيئة رقم 27 لسنة 2009، الذي يشكل آلية مهمة للحد من التلوث الناتج عن الوقود الأحفوري.

أضرار صحية جسيمة

ويعلل مدير شعبة التغيرات المناخية في بيئة كركوك، د. محمد خضر، أسباب التدهور البيئي في العراق، بـ “الدمار الذي ألحقته الحروب المتعاقبة بالبلاد، ونشر الألغام واستخدام المواد الكيماوية الخطرة، بالإضافة الى النمو السكاني المتزايد، الذي شكل قوة ضاغطة على الموارد الطبيعية والبيئية، وشح المياه وارتفاع نسب الملوحة”.

ويؤكد خضر لـ”طريق الشعب”، أنّ “هذه الأسباب وغيرها الكثير أفرزت خللاً كبيراً في جودة الهواء والمياه والتربة، ما أدى الى اضرار صحية كبيرة وخلل في التوازن الأحيائي”، مشيرا الى ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة وامراض الجهاز التنفسي والجلدية والسرطان.

ويضيف، أن “العراق يطمح الى تنفيذ مساهماته المحددة وطنيا للفترة الزمنية من 2021 والى 2030 لأجل تحقيق خفض متوقع بين 1 إلى 2 في المائة، من مجمل انبعاثاته وفقاَ للجرودات الوطنية للغازات الدفيئة بالجهد الوطني، وتخفيض نسبة 15 في المائة عند توفر الدعم الدولي المالي والفني وتحقيق الأمن والسلام، وفقا للمسارات والتوجهات التي حددت مسبقاً”.

تراجع مقلق

يقول الناشط البيئي رأفت الهيتي، إنّ “العراق شهد مؤخرا تراجعا في نقاء الهواء.

ويؤشر الهيتي خمسة أسباب تقف وراء عملية التلوث البيئي، تشمل: “التلوث الصناعي، تلوث السيارات، حرائق الحشائش، إهمال التخلص من النفايات بالطرق الصحيحة، بالإضافة إلى الظروف الطبيعية غير الملائمة”.

ويضيف الهيتي في حديث مع “طريق الشعب”، أنّ “زيادة عدد المصانع والمرافق الصناعية تسببت في زيادة الانبعاثات الضارة خاصة تلك التي تقع بالقرب من المدن السكنية، ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات التلوث في الهواء. وبالتوازي مع ذلك، يسهم ازدياد عدد السيارات واستخدام الوقود غير النظيف في تفاقم مشكلة التلوث، ما يؤثر سلبا على جودة الهواء وصحة السكان”.

ويوضح الهيتي، أن التلوث “لم يقتصر على النواحي الصناعية فقط، بل شهدت البلاد تكرار حرائق الحشائش والمحاصيل التي أدت إلى انبعاثات كبيرة من الدخان، ما أثر على جودة الهواء بشكل كبير، بالإضافة إلى حرق النفايات وإهمال التخلص السليم منها، الى جانب تراكم القمامة والنفايات في الطرقات والمناطق السكنية، ما يؤدي إلى انبعاث روائح كريهة ومواد ضارة سببت العديد من الأمراض الجلدية والتنفسية”.

ويشير إلى أنه “قد تأتي الظروف الطبيعية كعامل إضافي يؤثر على نقاء الهواء، حيث قد تسهم الرياح الخفيفة ونقص الهطول المطري في تراكم الشوائب والجسيمات في الهواء”. ويشدد الهيتي على ضرورة اتخاذ إجراءات فورية وفعَّالة من قبل الجهات الحكومية، لمواجهة هذه الظاهرة وحماية البيئة وصحة المواطنين، واتباع سياسات بيئية جديدة، بالإضافة الى زيادة المساحات الخضراء وتشديد الرقابة على مخلفات الغازات والابخرة المضرة بالبيئة من المصانع.

ووصف الهيتي الإجراءات الحكومية بأنها “ضعيفة وغير فاعلة”، مضيفا أن “من المهم الالتفات الى مشكلة الزخم السكاني، والعمل على توسيع المدن، بالإضافة الى بناء مدن صناعية خارج نطاق المناطق السكنية”.

“النبّاشة”

ففي مناطق الطمر الصحي في أطراف العاصمة، يقوم من يعرفون بـ”النباشة” بعملية منظمة لحرق النفايات بعد فرزها، بحثًا عن مواد قابلة للتدوير كالبلاستيك والألمنيوم.

وبعد استخلاص ما يلزم، يحرقون الباقي استعدادًا لاستقبال دفعة جديدة من النفايات، في اليوم التالي.

الغريب، ان هذه القضية لا تتعلق بالفقر أو الجوع فحسب، كما قد يظن البعض، بل تُدار غالبية هذه العمليات من قبل جهات تستأجر أشخاصًا للعمل في مواقع الطمر.

وهناك مبالغ مالية تُدفع مقابل الحصول على حاويات النفايات، تتراوح بين 45 و75 ألف دينار للحاوية الواحدة، ويُحدد سعرها بحسب المنطقة القادمة منها؛ فترتفع أسعار الحاويات القادمة من زيونة والغدير، وتنخفض تلك القادمة من أحياء الشعب ومدينة الصدر وغيرهما.

عدم وجود تحرك حكومي

الباحث في الشأن البيئي علي عبد اللطيف الجبوري، يؤكد عدم وجود تحرك حكومي تجاه ظاهرة التلوث البيئي في العاصمة بغداد.

ويقول إنه “وفقًا للدراسات والأبحاث المتاحة نجد أن جودة الهواء في العاصمة بغداد تتدهور دون أي تحرك حكومي ملحوظ للسيطرة على هذا التلوث”.

وأضاف، ان “هذه الجزيئات القاتلة، التي تحتوي على مركبات كيميائية وجزيئية، تسبب أمراضًا خطرة في الجهاز التنفسي وضيق النفس، بالإضافة إلى أمراض السرطان”.

وسجل العراق خلال عام 2022 أكثر من 37 ألف حالة إصابة بالسرطان، وهو رقم مرتفع مقارنةً بالسنوات الثلاث التي سبقته، والتي تراوحت الإصابات فيها بين 31 و35 ألف حالة، بحسب أرقام وإحصائيات حكومية.

********************************************************************************

العراق في الصحافة الدولية

حول زيارة رئيس الحكومة الى واشنطن

تزامناً مع زيارة رئيس الحكومة العراقية لواشنطن، كتب جيمس دورسو مقالاً في صحيفة (ريسبونسيبل ستيتسكرافت) أشار فيه إلى أن جدول عمل الزيارة مثقل بالحوار حول الكثير من القضايا المتفق والمختلف عليها.

نقطة الحوار الأصعب

وأعرب دورسو عن اعتقاده بأن النقطة الأكثر تعقيداً في المباحثات ستتعلق بمناقشة وجود القوات الأمريكية، فعلى الرغم من أن اللجنة العسكرية العليا المشتركة بين البلدين تقوم بمراجعة المسألة، فإن اضطرار الجانب الأمريكي على القبول بتواجد أصغر وعمليات مقيدة، وهو ما يسعى السوداني في الحصول على التزام علني به من بايدن، يبدو أمراً صعباً للغاية.

التعاون الاقتصادي

وأشار المقال إلى أن رغبة بغداد في تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع واشنطن تبدو واعدة، فالتجارة بين البلدين قابلة للنمو، حيث صّدرت الولايات المتحدة سلعًا في العام 2022 بقيمة 897 مليون دولار للعراق، معظمها من السيارات، فيما استوردت بضائع بقيمة 10.3 مليار دولار، معظمها من النفط الخام. ويبدو أن بغداد تأمل أن يكون لواشنطن دور ما في مشروع طريق التنمية الذي تبلغ تكلفته 17 مليار دولار، ويربط الخليج العربي بأوروبا عبر تركيا، مستضيفاً مناطق عديدة للتجارة الحرة على طوله.

أهمية العراق

ونصح المقال واشنطن بالنظر إلى العراق باعتباره الديمقراطية الوحيدة الناشئة في العالم العربي، والكف عن النظر اليه كمنصة عمليات ضد خصومها في المنطقة أو محطة لحماية أصدقائها فيها.

وفي الوقت الذي انتقد فيه دورسو الضربات العسكرية التي وجهتها واشنطن لبعض المواقع والفصائل العراقية، وجد في الفساد المستشري سبباً مهماً في تأخير التنمية الاقتصادية واخضاع المواطنين لحكم فاشل، خاصة بعد أن صنّفت منظمة الشفافية الدولية العراق في المرتبة 154 من 180 على مؤشر الفساد، ووصفته بأنه من بين أسوأ الدول في مؤشرات الفساد والحكم.

آفاق تطور العلاقة

وحول نفس الموضوع كتب كل من دانا سترول وبلال وهاب مقالاً لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى أشارا فيه إلى ما يواجهه لقاء السوداني مع بايدن من تحديات كبيرة، ففي الوقت الذي يسعى فيه الأول لضمان استمرار المساعدة في تنمية العراق وتجنيبه تأثيرات الصراع الأمريكي الإيراني، يحاول الثاني الابتعاد عن النظر إلى العراق من خلال عدسة السياسة الإيرانية والاهتمام بالجوانب غير العسكرية مثل التجارة والتعليم والطاقة والمناخ والتخلص من الشكوك التي تعّد الاستثمار المستمر في العراق أمراً غير مجدٍ بسبب الفساد وعدم رغبة بغداد في تأمين حياة العاملين الأمريكيين على أراضيها.

 واعتبر المقال تعامل الرجلين مع المرحلة القادمة، الرهان الأهم لنجاح الزيارة، حيث ترى بغداد بأنها قادرة على إدارة أي تهديد متبقٍ من داعش لوحدها ودون الحاجة لإستضافة “التحالف الدولي”، فيما ترى واشنطن بأن الإنسحاب المتسرع لقوات التحالف سيؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة. وكي يتمكن السوداني من اثبات صحة تصوره لابد من قيام حكومته بخطوات ملموسة لتعزيز قدرات المؤسسة العسكرية الرسمية وتخصيص حصة أكبر من الموازنة لتقويتها وحصر السلاح بيد الدولة واثبات قدرتها على فرض القانون على الجميع، وزيادة شفافية عقود الدولة المربحة.

ونصح المقال إدارة بايدن بالاستمرار في دعم قوات الأمن المحترفة، ومساعدة العراق لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة وإصلاح قطاعه المصرفي ودعم الجهود في محاربة الفساد وتعزيز النظام الفيدرالي.

مهام مستجدة

وارتباطاً بهجمات إيران الأخيرة على إسرائيل، رأت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية - والاقرب إلى صناع القرار في البيت الأبيض - بأن بايدن والسوداني سيبحثون إلى جانب الاستقرار الإقليمي والقضايا الاقتصادية والتجارية والطاقة، قضية ما أسمته نشر قوات أمريكية في المستقبل، دون أن تحدد الصحيفة ماهية هذه القوات ومتى وأين سيتم نشرها.

****************************************************************************

عين على الاحداث

الفساد والديون

أعلنت الحكومة العراقية، عن انخفاض الدين الخارجي بنسبة 50 بالمائة، بعد اتخاذها سلسلة من الإجراءات التنفيذية، تضمنت إيقاف عدد من عمليات الاقتراض بسبب تلكؤها وعدم إنتاجيتها، وتنظيم وإدارة الديون وتدقيقها، وإعادة هيكلة بعض منها. هذا وفيما أكدت الحكومة قبل شهر بأن المديونية الخارجية تقارب 20 مليار دولار فيما تبلغ الديون الداخلية 50 مليار دولار، تفضح التصريحات الجديدة حجم الهدر الذي سببه الفساد طيلة سنوات، مؤكدة على أن تخفيض المديونية يتطلب إرادة سياسية وإصلاحات اقتصادية وتطوير الإيرادات غير النفطية ومكافحة الفساد ومواصلة المشاريع الكبرى التي تستنهض الاقتصاد والسيطرة على الإنفاق العام دون الإضرار بمصالح الفقراء.

التضامن بدل الغلبة

أعلن وكيل وزير النفط عن قرب إصلاح خط أنابيب بطول 345 كم، يمتد من حقول كركوك إلى منطقة فيشخابور، ليتم البدء بضخ 350 ألف برميل من النفط يومياً من خلاله إلى ميناء جيهان التركي، ليحل بديلاً عن الخط الأقصر الذي يمر عبر أراضي الإقليم والذي توقف بسبب الخلافات بين بغداد وأربيل. ورغم أن تعدد منافذ وسبل التصدير تعّد من القضايا الإستراتيجية التي ينبغي العمل على الإهتمام بها، فإن الناس يرون ضرورة ان لا تخضع هذه للصراعات الحزبية وأن يجري هذا الاهتمام في إطار حرص الجميع على صيانة ثروة البلاد وتوزيعها بطريقة عادلة على الناس.

إجه يكحلها عماها

شهدت شوارع بغداد ازدحاماً هائلاً خلال الأيام الماضية وبالتزامن مع التوقيتات الجديدة للدوام التي أقرها مجلس الوزراء بهدف التقليل من الإختناقات المرورية.

وبدلاً من ازدحام حركة المرور كالعادة في بداية ونهاية ساعات الدوام اليومي، اكتظت الطرق والجسور والأنفاق بالمركبات من الصباح الباكر وإلى ما بعد الغروب. وإذ يرسخ فشل القرار الحكومي بالتوقيتات الجديدة للدوام، القناعة بعجز المتنفذين عن حل مشاكل البلاد المستعصية، يرى الناس بأن الاختناقات المرورية التي تكلف البلد ما يقارب نصف مليار دولار سنوياً بسبب المحروقات ناهيكم عن تلويث البيئة، لا تحل الاّ بتفعيل النقل العام وتوسعة الشوارع وتنظيم استيراد المركبات.

هربزي

أعلنت هيئة السياحة في كردستان، أن أكثر من 1.7 مليون سائح زاروا مدن الإقليم خلال الأشهر الأربعة الماضية، بينهم 200 ألف سائح خلال عطلة عيد الفطر، وأن معظم السائحين هم من وسط وجنوب العراق. وبحسب هيئة السياحة، يوجد 3100 مكان يقدم الخدمات السياحية و1075 مكان إقامة سياحي. هذا وفيما ظهر بأن أعداد السواح الذاهبين إلى تركيا قد انخفض بنسبة 90 بالمائة نتيجة المعاملة غير اللائقة للعراقيين من قبل الموظفين الأتراك والتأشيرات التركية باهظة الثمن، يرى الناس بأن تشجيع السياحة الداخلية لا يحافظ على العملة الصعبة فحسب بل ويوطد الأخوة بين أبناء الوطن ويساهم في تطوير مرافقه السياحية.

أزمة سكن

بلغ متوسط عدد الافراد الذين يعيشون في الأسرة العراقية  7.7 فرد وهو أكبر من المتوسط العالمي البالغ 4.5 فرد لكل اسرة. جاء ذلك وفقًا لإحصائيات مجلة CEOWORLD لعام 2024. واحتل العراق بذلك المرتبة السادسة عالمياً من بين 199 دولة والثانية عربياً بمتوسط عدد أفراد الأسرة. ويؤشر هذا التقييم معدلات الإنجاب وسن الزواج ومدى توفر السكن الملائم والمستقل والمستوى المعاشي والدخل.

هذا ويذكر بأن العراق يعيش ومنذ سنوات أزمة سكن حادة، يتطلب تخفيفها بناء ما لا يقل عن مليوني وحدة سكنية، فيما يعيش 7 مليون مواطن في عشوائيات، تفتقد لأبسط مقومات العيش الكريم.

**************************************************************************

الصفحة الرابعة

وقفة اقتصادية.. محاذير الاستثمار الأجنبي في العراق

 إبراهيم المشهداني

إن السياسات التي رسمتها إدارة الاحتلال الأمريكي بنيت على أساس قناعات مسبقة ذات طابع أيديولوجي في اعتماد السوق محورا للنشاط الاقتصادي وآلية لتوجيه الموارد، وتعطي الأولوية في السياسات الاقتصادية للقطاع الخاص، واجتذاب الاستثمارات الأجنبية والشركات متعدية الجنسية الناشطة في ظل العولمة المتوحشة، وما يجري من توجهات على أرض الواقع وإجراء تعاقدات مع شركات أجنبية  تشي بمخالفات واضحة لتعليمات تنفيذ العقود ومنحها استثناءات غير مبررة دون الإفصاح عن طبيعتها من شأنها أن تؤدي إلى اضمحلال تدريجي  للطاقات الإنتاجية الوطنية لاسيما في قطاعي الصناعة والزراعة أمام غزو السلع المستوردة  انطلاقا من تلك السياسات.

 ومن الملاحظ من خلال التصريحات الرسمية، أن الحكومة تنوي تبني نهج جديد يستهدف تنويع مصادر الاقتصاد وتنشيط حركته من خلال حلول تعالج التحديات  التي كانت ملازمة منذ عام 2003 وتمتد جذورها إلى ما قبل هذا التاريخ، وهذا ما أكدناه مرارا وتكرارا  غير أن من بين هذه الحلول توفير البيئة لتدفق الاستثمار الأجنبي إلى اقتصاد البلد الذي يعاني من اختلالات هيكلية ممتدة، غير أن تنويع مصادر الاقتصاد تواجه جملة من التحديات  تتعلق بالبنية التحتية والتشريعية، و مما يلاحظ على هذا التوجه أن هذه المشاريع يتم تنفيذها عن طريق الإحالة المباشرة مع استثناءات عديدة من تنفيذ العقود الحكومية  إلى جانب عدم الشفافية في ابرام هذه العقود، مع الإشارة إلى ارتفاع تكاليف التنفيذ ما يشي باحتمالات الفساد في هذه العقود، ومن بين هذه المشاريع مشروع المترو عن طريق احالته للاستثمار الخاص بالتعاقد مع شركة ماليزية بالمشاركة مع شركة لبنانية رغم ان هذا المشروع الذي تمتد جذوره إلى أوائل ثمانينيات القرن الماضي وكان مطروحا بعد عام 2003 بتمويل حكومي، هذا إضافة إلى الاتفاقية التمهيدية الموقعة بين مجموعة موانئ أبو ظبي مع الشركة العامة لموانئ العراق  سيتم بموجبها تأسيس مشروع مشترك لتطوير ميناء الفاو الكبير واية توسعة إلى جانب المنطقة الاقتصادية المحاذية للميناء. غير أن الملاحظ ان هذه المشاريع تفتقر إلى الشفافية في التعاقد والتنفيذ وكان من المفروض اطلاع الناس عليها والمشاركة في مناقشة الخطط من خلال ممثليها في البرلمان ومجالس المحافظات والنقابات ومنظمات المجتمع المدني، كما يلاحظ أن التركيز يجري على الاعتبارات السياسية.

   وبالرغم مما أوردنا من ملاحظات فإن الاستعانة بالاستثمار الأجنبي يبقى في التحليل النهائي وفي حال توافر الشروط القانونية والنزاهة ومقتضيات الضرورة وحاجات الاقتصاد أمرا حاكما لتنويع مصادر الاقتصاد، لكن ذلك يواجه جملة من التحديات بينها تأخر العراق بمؤشر سهولة ممارسة الإعمار مع انتشار البيروقراطية الإدارية ومحاولات الابتزاز فضلا عن عدم ملائمة البنية التحتية المتمثلة بالصعوبات القانونية المرتبطة بمناخ الاستثمار باستثناء القطاع النفطي والقطاع السكني اللذين يوفران اغراءات كبيرة للاستثمارات الأجنبية.

كما سجل اجمالي الإنتاج الإجمالي غير النفطي نموا ضعيفا حيث أصيبت بالركود والانكماش الأنشطة الصناعية والزراعية واتساع فجوة الدخل المتقاربة مع البلدان النظيرة. ولا شك في أن ارتفاع مستوى التوترات في منطقة الشرق الأوسط بفعل الحرب الإسرائيلية الظالمة ضد الشعب الفلسطيني واحتمال انتشار لهيب الحرب إلى دول المنطقة يعد من العوامل الضاغطة على عملية الاستثمار الأجنبي.

 وبناء على ما تقدم فان التوجه الحكومي مطالب لكي يجتاز التحديات التي تواجه الاستثمار بكل أنواعه بمراقبة تطبيق التشريعات والتعليمات المتعلقة بالعقود، ونرى بهذا الخصوص مراعاة الاتي:

  1. ضرورة اعتماد الشفافية التامة في التعاقدات الحكومية مع الشركات الاستثمارية على أساس القواعد المقررة وإبعاد الفاسدين عنها حفاظا على المال العام وعرض العقود على البرلمان ومجالس المحافظات ومنظمات المجتمع المدني والنقابات المهنية والعلمية لأبداء الراي بشأنها.
  2. إن انسحاب الدولة عن بعض القطاعات كالصحة والتعليم والنقل والإسكان بالإضافة إلى الصناعة والزراعة وفي نفس الوقت الاعتماد على الشركات والتطور الرأسمالي المشوه ودخول الاستثمار الأجنبي في كل مفاصل الاقتصاد سوف ينتج مزيدا من الافقار وتوسيع الفجوة بين طبقات المجتمع وهدم الإصلاحات الحقيقية في الاقتصاد والمجتمع.

************************************************************************

ديالى.. صراعات على السلطة توتر الأوضاع الأمنية

متابعة ـ طريق الشعب

قرّرت الكتل السياسية “تقدم والسيادة وعزم” في محافظة ديالى، مقاطعة جلسات مجلس المحافظة إثر تهديدات تعرض لها أعضاؤها من قبل مجاميع مسلحة تضغط لفرض مرشح معين لمنصب المحافظ، الأمر الذي يفاقم أزمة تشكيل حكومة ديالى المحلية المتأخرة منذ عدة أشهر، وسط تحذيرات من محاولة جر المحافظة إلى الفتنة.

الجلسة المفتوحة

وفي الخامس من شباط الماضي، عقد مجلس محافظة ديالى جلسته الأولى، وقرر إبقاءها مفتوحة لعدم تمكنه من حسم ملف اختيار محافظ جديد ورئيس للمجلس الذي يحتاج إلى تحقيق الأغلبية المطلقة من أصوات أعضاء المجلس، وسط تنافس بين قوى “بدر”، “العصائب”، و”دولة القانون”، وعدم توصلها إلى تفاهمات سياسية، الأمر الذي دفع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لاحقاً إلى إعادة المحافظ السابق مثنى التميمي إلى منصبه لممارسة مهام تسيير الأعمال في المحافظة.

ويحاول التميمي، المنتمي الى منظمة بدر، الضغط للتصويت له ليكون محافظاً بالأصالة، فيما داهمت جماعة مسلّحة تستقل سيارات رباعية الدفع، قبل يومين، منزل عضو مجلس المحافظة عمر الكروي وهددته لأجل التصويت لشخصية معينة، كما تلقى عدد من أعضاء المجلس تهديدات مماثلة.

مقاطعة جلسات المجلس

وعلى أثر تلك التحركات للجماعات المسلحة، اتفقت كتل “تقدم”، و”السيادة”، و”عزم”، بحسب محضر اجتماع عقدته أمس الاول الثلاثاء، على عدم حضور أي جلسة لمجلس المحافظة مستقبلاً لحين اختيار محافظ من المكون “السني”.

ووفقاً للمحضر، فإن الكتل اجتمعت “لمناقشة الوضع السياسي في محافظة ديالى، والتداعيات الأمنية بعد قيام بعض الخارجين على القانون بتهديد وترويع عدد من أعضاء مجلس النواب وأعضاء مجلس محافظة ديالى”، وأدان المجتمعون هذه الأفعال التي “تهدف إلى خلق فتنة”، مؤكدين أنه “ما زال السلاح خارج إطار الدولة يتجول بحرية كاملة”، وطالبوا رئيس الوزراء والقيادات الأمنية بـ”اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على الأمن والسلم المجتمعي بالمحافظة”.

خطورة الاوضاع

من جهته، حذّر عضو مجلس النواب عن محافظة ديالى، النائب مضر الكروي، من خطورة الوضع ومحاولات خلق الفتنة في ديالى، قائلاً في تصريح صحافي، إن “السوداني، وعبر مكتبه، كان على اطلاع مباشر على الأحداث التي جرت في ديالى من خلال اعتداء مجاميع خارجة عن القانون على مضيفنا، وتهديد شقيقنا عضو مجلس المحافظة عمر الكروي”، وذكّر بأن “السوداني أكد في أكثر من لقاء أنه سيتصدى بحزم لأي محاولة لتعكير صفو ديالى”، مشيراً إلى “أننا لجأنا إلى القانون في مواجهة دعاة الفوضى ونؤمن بعدالة القضاء العراقي”، محذراً من أن “هناك من يحاول إشعال الفتنة في ديالى، وعلى كافة القوى السياسية أن تتصدى بحزم لها”.

وتقول تقارير أزمة فشل تشكيل حكومة ديالى المحلية إلى خلاف بين كتلة العصائب ودولة القانون من جهة، وكتلة بدر من جهة أخرى، إذ رفضت الأولى تجديد الثقة بالمحافظ السابق (التميمي)، وهو ما تسبب بأزمة وتصعيد من قبل الجانبين. وتُعدّ جماعتا “بدر” و”العصائب” من أبرز مكونات تحالف “الإطار التنسيقي” الحاكم في البلاد، إلا أن وجودهما في تحالف واحد لم يمنع صراعهما السياسي بشأن هذا المنصب او ذاك كما هو حاصل في ديالى مثلا.

***************************************************************************

اخبار المحافظات

الديوانية

مازال الوضع في المحافظة غير محسوم وغير مستقر بسبب الخلافات بين المتنفذين على حصصهم في المواقع الإدارية، ضمن خطة تقاسم الكعكة، والتي اعقبت انتخابات المجالس المحلية. ويحاول المتخاصمون استغلال المشاكل العشائرية وتوزيع قطع أراضي على الصحفيين وعوائل الشهداء من الحشد وغلق محلات المشروبات، لكسب المؤيدين ولتحسين صورهم المرفوضة جماهيرياً، هذا الرفض الذي ظهر جلياً في العزوف الكبير عن المشاركة في تلك الانتخابات، وفي السخط الشديد على المنظومة الحاكمة لاسيما بعد ارتفاع اسعار الوقود.

ورغم استتباب الأمن في المحافظة، فقد تدهور الوضع المعاشي والاقتصادي والخدمي، حيث ارتفعت أسعار لحوم الابقار والاغنام بشكل ملفت، وتقلصت بشكل كبير فرص العمل، لاسيما بعد تلكؤ العديد من المشاريع الحيوية وتوقف بناء المستشفيات والمراكز الصحية المزمع انشاؤها، فيما يتواصل تقصير البلديات بتنفيذ واجباتها في مفاصل عديدة تهم حياة السكان. وفي خضم هذه العتمة، شهدت المحافظة عدداً من النشاطات الثقافية، حيث نظم اتحاد الادباء وبالتعاون مع قصر الثقافة والفنون جلسة احتفائية بالشاعر علي شبيب ورد، واقام محاضرة بعنوان الولة والذاكرة للناقدة رنا فرمان بمناسبة يوم المرأة العالمي، وجلسة ثقافية اخرى للباحث كامل داود، ومحاضرة بعنوان تأملات في اليقين قدمها الباحث سليم جواد. كما اقام الاتحاد بمناسبة اليوم العالمي للشعر محاضرة بعنوان جذور الشعر العربي ونقده في عصور ماقبل الجاهلية قدمها الدكتور رحمن غركان، اضافة لمحاضرة بعنوان النظام القانوني لحوكمة سوق الأوراق المالية قدمها الدكتور مهدي الحسن. وقد نظّمت محلية الحزب الشيوعي العراقي في المحافظة بطولة للعبة الشطرنج، فيما احيت رابطة المرأة العراقية ذكرى تأسيسها وإحتفت بيوم المرأة العالمي، الثامن من اذار.

المثنى

يكتنف الوضع السياسي في المحافظة ركود شبه تام، فالمتنفذون مشغولون بتقاسم المناصب، تنهكهم الخلافات حول المغانم بعد انتهاء انتخابات مجالس المحافظات، فيما تستعر تحت الرماد جمرة الغضب الجماهيري ويشتد يأس الناس من امكانية تحقيق منظومة المحاصصة الحاكمة شيئاً يخدم مصالحهم او يحل ما يعانون منه من صعاب ومشاكل، ابرزها تدهور الانتاج الزراعي، المصدر الرئيسي للدخل في المحافظة، والمنافسة الشديدة التي تتعرض لها منتجات الفلاحين جراء اغراق السوق بمنتجات الخضار الايرانية والتركية وبأسعار رخيصة مقارنة بسعر المنتج المحلي.

وبإعتبارها من أفقر المحافظات العراقية، عانى السكان من اشتداد التفاوت الطبقي، بين اكثرية مسحوقة تعيش تحت مستوى الفقر واقلية ثرية جداً، تحوم شبهات كبيرة حول مصادر ثرائها، والتي راحت تستولي على افضل الاراضي بحجة الاستثمار، وتقيم المشاريع السكنية والصيدليات ومذاخر الادوية، دون ان يحسابها احد.

وشهدت مدينة السماوة حدثين ثقافين، حيث تم افتتاح المكتبة المركزية، مما اعطى زخماً للحياة الثقافية في المدينة، وتم تكريم  الشاعرين ناظم السماوي ويحيى السماوي ومجموعة من المثقفين الاخرين، من قبل منظمة ( اثر ) وبالتعاون مع جامعة ساوه.

نينوى

تشهد المدينة في الوقت الحاضر هدوءاً نسبياً، يشوبه الحذر بعد اعلان مدير بلدية الموصل مقترحاً يقضي بتوسيع مركز المدينة بسبعة كيلومترات من كل جهة، وذلك لرفض سكان سهل نينوى المقترح، بإعتباره محاولة للتغيير الديموغرافي، حسب تقديرهم. من جانبها، اقدمت القوى المتنفذة على تقاسم الكعكة، فوزعت المسؤوليات داخل مجلس المحافظة فيما بينها.

على الصعيد الاقتصادي، يتواصل تدهور الحالة المعاشية لاغلب المواطنين، بسبب ارتفاع معدلات البطالة، وخاصة بين الشباب، و تأخير صرف رواتب اغلب الموظفين واشتداد ازمة مادة غاز الطبخ، حيث ارتفع سعر القنينة الواحدة الى عشرة الاف دينار للمستهلك، وتصاعد التذمر من القرار الاخير برفع اسعار البنزين، وتضاعفت مخاوف الناس من ارتفاع الضرائب واسعار الكهرباء والارتفاع الجنوني في اسعار العقارات والاراضي السكنية والزراعية.

وعلى صعيد النشاط الثقافي، تميز هذا الشهر بالفعاليات المتنوعة فقد اقام اتحاد الادباء والكتاب في محافظة نينوى الاسبوع الثقافي له وقدم امسيات متعددة منها معرض للكتاب، واستضافة عدد من الكتاب والشعراء للحديث عن تجاربهم الادبية، وكذلك مشاركة فرق الاناشيد الصوفية، فيما اقام معهد الفنون الجميلة معارض للخط العربي ساهم فيها عدد من طلاب المعهد.

*******************************************************************************

الصفحة الخامسة

الكهرباء رهن الغاز الإيراني هل سيكون الصيف المقبل جحيماً مثل سابقيه؟!

متابعة – طريق الشعب

بدى كثيرون من خبراء الطاقة في العراق غير متفائلين بتمديد استيراد الغاز الإيراني لإنتاج الطاقة الكهربائية، وغير مقتنعين بوعود حكومة بلادهم بأن الصيف القادم سيكون أفضل من ناحية التجهيز، لا سيما ان التجارب السابقة أثبتت أن الارتهان للغاز الإيراني وعدم تنويع مصادر إنتاج الكهرباء تسببا في أزمات خانقة، وزادا من لجوء المواطنين إلى المولدات الأهلية، حتى ان الدولة عوّلت بشكل غير مباشر على تلك المولدات، في سد جانب من النقص الكبير الحاصل في الطاقة الكهربائية.

وأعلنت وزارة الكهرباء أخيرا توقيع عقد لتوريد الغاز من إيران لمدة 5 سنوات، بمعدلات ضخ تصل إلى 50 مليون متر مكعب يومياً، مشيرة إلى أن “ذلك يهدف لإدامة زخم عمل محطات الإنتاج، ومواكبة ذروة الأحمال والطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية، ريثما يكتمل تأهيل حقول الغاز الوطنية وسد حاجة الكهرباء”.

ويعتمد معظم محطات الكهرباء في العراق على الغاز الطبيعي. وفي الوقت الحالي، يصل مقدار إنتاج البلاد من الطاقة الكهربائية نحو 26 ألف ميغاواط، بينما تقدر الحاجة الفعلية بنحو 36 ألف ميغاواط، وهذا الرقم يواصل الارتفاع مع اتساع رقعة المشاريع والسكان، الأمر الذي يخلق عجزاً في توفير الكهرباء بالشكل المطلوب، لا سيما خلال فصلي الشتاء والصيف. إذ ينقطع التيار نحو 10 ساعات يومياً وأكثر.

وكانت وزارة الكهرباء قد أعلنت نهاية شباط الماضي، فقدان 4 آلاف ميغاواط بسبب شح الغاز المورد من إيران.

وقالت إن “الغاز الإيراني توقف بشكل كامل عن محافظات الفرات الأوسط وبغداد، ما تسبب في تحديد أحمال المنظومة الكهربائية وتراجع إنتاجها”، مبينة أن إيران عزت أسباب التوقف إلى “موجة البرد”.

وخفضت إيران صادرات الغاز إلى العراق بشكل متقطع خلال السنوات الأخيرة، وذلك استجابة لقلته خلال الشتاء. وفي بعض الأحيان، توقف تدفق الغاز بشكل كامل، ما خلق أزمة في الطاقة الكهربائية.

نقص الغاز المورّد

مدير مركز العراق للطاقة فرات الموسوي، ذكر في حديث صحفي ان “أهم المشكلات التي تواجه منظومة الطاقة الكهربائية في البلاد سببها انحسار الغاز المورد من إيران، لا سيما في أوقات ذروة الأحمال صيفا وشتاء”.

وأشار إلى أن “الغاز الإيراني من المفترض أن يساهم في إنتاج 8 آلاف ميغا واط من الكهرباء، وأن تورد إيران للعراق 50 مليون متر مكعب يومياً، لكن ما يصل لا يتجاوز ربع الكمية”، مبينا أن “هذه المشكلة تتحملها الحكومات السابقة التي أبرمت عقود استيراد الغاز مع إيران، والتي لم تبحث عن بدائل للغاز الإيراني”.

وأوضح الموسوي أن “منظومة الكهرباء تعتمد على 3 مصادر للوقود، هي: الغاز الإيراني، والغاز المستثمر من الحقول العراقية، والوقود السائل الذي ينتجه العراق”، مشيرا إلى أن “الحكومة تعاقدت أخيرا مع تركمانستان لاستيراد 20 مليون متر مكعب من الغاز يومياً”.

لكنه استبعد أن تساهم هذه الخطوة في الحد من المشكلة “لأن الغاز التركمانستاني يُورّد للعراق عبر إيران أيضا”.

وتوقع الموسوي “استمرار مشكلة الكهرباء، بسبب عدم امتلاك العراق أماكن لتخزين الغاز المستورد واستخدامه وقت الحاجة”، لافتا إلى أن “العراق لم يتحرك لغاية الآن لإنشاء هذه الخزانات بسبب ارتفاع تكاليفها”.

ونوّه إلى أن العراق تحرك بشكل متأخر نحو الغاز القطري، وأن بغداد تعمل حالياً على إنشاء منصة عائمة على الخليج لاستقبال الغاز من قطر “لكن هذه المنصة تحتاج إلى عامين لتكون جاهزة للعمل”.

إرادات متنفذة ..

من جانبه، رأى الخبير النفطي والاقتصادي نبيل المرسومي، أن هناك “إرادات متنفذة في العراق تعمل على إبقاء قطاع الكهرباء رهينة الغاز الإيراني”، موضحا في حديث لوكالة أنباء “العربي الجديد”، أن “الطلب الكلي الحالي على الكهرباء يبلغ 36 ألف ميغاواط، بينما يبلغ حجم الطاقة المنتجة 26 ألف ميغاواط”.

وأشار إلى أن “هناك فجوة كبيرة بين الانتاج والطلب، ستستمر وتتسع في السنوات المقبلة”، مرجحا أن تصل حاجة العراق من الكهرباء إلى “70 ألف ميغاواط بحلول العام 2050”.

وتوقع المرسومي أن يبقى العراق معتمدا على الغاز الإيراني خلال السنوات المقبلة “بسبب عدم وجود إرادة حقيقية لوقف هذا الاعتماد، إلى جانب البطء في استغلال الغاز المحلي. إذ لا يزال العراق ثالث أكبر دولة بحرق الغاز”.

فيما لفت إلى ان “جهات متنفذة تستهدف تعطيل إنتاج الغاز العراقي. وهو ما حصل خلال الهجمات الصاروخية التي طاولت حقل خورمر في كردستان. فهذه الجهات تسعى لتعطيل اعتماد العراق على الغاز المحلي”. وفي السياق، رأى الباحث حسين العامل أن “أزمة الكهرباء تخضع لإدارة سياسية”، مبينا في حديث لـ “العربي الجديد”، أن “هناك جهات متنفذة في الدولة قريبة من إيران، ستقف بوجه أي خطوات من شأنها إيجاد البدائل عن الغاز الإيراني، ولو كان على حساب استمرار مشكلة الكهرباء”.

وأشار إلى ان “الصيف المقبل سيكون شبيهاً بمواسم الصيف السابقة من حيث أزمة الكهرباء”، متوقعا تكرار الاحتجاجات في الشارع العراقي بسبب استمرار الأزمة.

حرق كميات هائلة من الغاز

إلى ذلك، قال الباحث في الشأن الاقتصادي عمر الحلبوسي ان “العراق تكبد خسائر مالية كبيرة بسبب اعتماده على الغاز المستورد”، موضحا في حديث صحفي أن “البلد يمتلك الكثير من مصادر الغاز، واحتياطياته منه تأتي في المرتبة الحادية عشر عالمياً، وفي حال استثمارها، فإنها ستكون كافية لسد احتياجنا الغازي، إضافة إلى تصدير الفائض”.

وأشار إلى أن “العراق يحرق يوميا أكثر من 17 مليون متر مكعب من الغاز المصاحب لإنتاج النفط، وبذلك يخسر سنوياً جراء هدر الغاز أكثر من 3 مليارات دولار”.

واعتبر الحلبوسي أن “استثمار الغاز العراقي سيحقق انتقالا نوعيا على كافة الأصعدة، وسيجعل البلد من مصنعي ومصدري الغاز”، مشيرا إلى أن “التدخلات الخارجية تعطل عجلة الاستثمار في الغاز العراقي”.

وأضاف أن “العراق يستورد سنوياً الغاز من إيران بمبالغ تصل إلى 6.5 مليارات دولار. علما أن إيران تبيع الغاز للعراق بسعر أعلى من السعر الذي تطرحه الدول الأخرى”.

******************************************************************************

بفعل الغلاء أهالي بعقوبة حُرموا من ملابس العيد

متابعة – طريق الشعب

شأن أسواق بقية المحافظات، سجلت أسواق مدينة بعقوبة، قبيل عيد الفطر، ارتفاعا لم تشهده من قبل في أسعار الملابس، ما تسبب في حرمان معظم الفقراء وذوي الدخل المحدود من شراء ملابس العيد، وبالتالي أدى إلى تراجع حركة الشراء.

يقول المواطن أحمد جاسم، ان “سعر القميص الرجالي الجيد كان لا يتجاوز  30 ألف دينار. أما قبل العيد فقد ارتفعت الأسعار كثيرا، وبات سعر القميص يتراوح بين 38 و45 ألف دينار. أما سعر البنطال فقد تجاوز 40 ألف دينار، حسب جودته”، موضحا في حديث صحفي أن “تكلفة طقم العيد للشاب الواحد، باتت تفوق اليوم 100 ألف دينار”.

فيما يقول المواطن حسن القيسي، ان “الرواتب لم تعد تصمد طويلا أمام غلاء الأسعار، ولا تكفي اسبوعين. فالأسعار تواصل الارتفاع تدريجيا، بينما الرواتب كما هي”، مشيرا إلى انه تمنى أن يدخل فرحة العيد إلى قلوب أطفاله، لكنه لم يتمكن من ذلك بسبب الغلاء.

ويطالب القيسي في حديث صحفي، الحكومة بـ”ضرورة السيطرة على الأسعار في الأسواق، أو العمل على زيادة الرواتب بما يوازي غلاء الأسعار”.

وفي سياق متصل، يقول عبد الرحمن الجميلي، وهو صاحب محل ملابس في بعقوبة، أن “ارتفاع الأسعار لا يتحمله البائع، إنما الحكومة واجراءاتها وضعف رقابتها للتجار.

فاليوم يتجول المواطنون في السوق بلا شراء. فمعظمهم لا يقوى على ذلك بسبب ضعف قدرته الشرائية أمام الغلاء”.

ويؤكد في حديث صحفي أن “سبب الغلاء هو ارتفاع قيمة البضائع من المنشأ، لا سيما بالنسبة للبضاعة التركية، فضلا عن ارتفاع سعر الدولار وأسعار الإيجارات التي تضاعفت دون أي رقابة حكومية او اجراءات تضع حد لجشع أصحاب الأملاك”.

ويشير الجميلي إلى ان “الحفاظ على استقرار السوق يتطلب رقابة مستمرة وتوفير تسهيلات للتجار لإدخال البضائع، فضلا عن منع رفع الإيجارات. فقد بات بعض أصحاب الأملاك يرفع إيجار المحل الواحد من مليون او مليون ونصف دينار الى مليونين ونصف وثلاثة ملايين، ويهددوننا بالطرد حال عدم دفعنا المبلغ الذي يطلبونه”.

ويتابع قوله أن “صاحب المحل يضطر إلى الرضوخ لأمر صاحب الملك، لعدم وجود قانون يحميه”.

****************************************************************************

موصليون يشتكون من إغلاق شارع مهم

متابعة – طريق الشعب

يشتكي أصحاب محال تجارية ومواطنون في جانب الموصل الأيمن، من إغلاق طريق حيوي مهم، بسبب احتوائه على تخسفات، مبينين أن الشارع، وهو شارع السرجخانة في المنطقة القديمة، تم تبليطه قبل عامين، بعد إنجاز شبكة المجاري فيه. 

ويربط هذا الشارع أيضاً بين مناطق المستشفى والرفاعي والزنجيلي وأحياء أخرى، ويتصل بجامع الفاروق وسوق باب السراي والشعارين وشارع غازي.

مدير بلدية الموصل عبد الستار حبو، يقول في حديث صحفي ان الطريق أغلق بسبب التخسفات الناتجة عن خلل في أنابيب المجاري، موضحا في حديث صحفي ان هناك تسربا لمياه المجاري في الشارع، وحاليا تجري صيانة الخلل من قبل كوادر البلدية.

ويشير أصحاب المحال والمواطنون، إلى ان “المشاريع الخدمية تحال إلى شركات غير رصينة. لذلك يتطلب من الحكومة المحلية فتح تحقيق حول هذا الخلل الحاصل في الشارع، الذي لم يمض على تبليطه سوى عامين”.

********************************************************************

السماوة مطالبات بإدامة مرآب النقل الخارجي

متابعة – طريق الشعب

شكا سائقو مركبات عمومية ومواطنون في مدينة السماوة، من تراجع الخدمات في مرآب النقل الخارجي في المدينة، مبينين أن مسقفات المرآب قديمة ومتهالكة، وأرضيته بحاجة إلى إكساء ولم تجر إدامتها منذ فترة طويلة.

وأشاروا إلى ان هذا المرآب تنطلق منه خطوط نقل باتجاه المحافظات، وتتوافد إليه يوميا أعداد كبيرة من المسافرين، ما يتطلب الاهتمام به، مؤكدين أن الركاب يعانون كثيرا فيما إذا انتظروا وصول المركبات التي تقلهم إلى وجهاتهم. إذ لا يجدون مسطبات يجلسون عليها.

*****************************************************************************

مواساة

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف الرفيق علي قزموز بوفاة والدته.

للفقيدة الذكر الطيب ولأهلها الصبر والسلوان.

  • بألم وحزن عميقين تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، المناضل الشيوعي والشخصية الوطنية سجين “نكرة السلمان”، عادل عبد الحميد ( ابو علاء).

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لعائلته ورفاقه.

******************************************************************************

الصفحة السادسة

194 يوما على العدوان الصهيوني في غزة تحذيرات أممية من استمرار الفظائع المرتكبة ضد الفلسطينيين

متابعة ـ طريق الشعب

يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الوحشي على غزة لليوم الـ 194 على التوالي، حيث شن غارات عنيفة على مناطق متفرقة من القطاع، أسفرت عن شهداء ومصابين مدنيين، في وقت أصدرت منظمات أممية تحذيرات جدية من ارتكاب الاحتلال أفظع الجرائم بحق الفلسطينيين.

إبادة جماعية

قالت مقررة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بالأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيزي إن المجتمع الفلسطيني يواجه إبادة جماعية، ونددت بازدواجية المعايير في أوروبا بشأن القضية الفلسطينية.

وشددت ألبانيزي على ضرورة مواجهة ما تقوم به إسرائيل ضد الفلسطينيين، خاصة في قطاع غزة، مشيرة إلى أن إسرائيل ارتكبت ثلاث جرائم إبادة جماعية على الأقل في القطاع المحاصر.

وقالت المقررة الأممية إن إسرائيل قتلت أكثر من 14 ألفا و500 طفل في غزة، وهي تقتل أكثر من 250 فلسطينيا بشكل يومي.

وكانت ألبانيزي قالت إن القيادة الإسرائيلية وجنودها يحرفون مبادئ القانون الدولي لشرعنة العنف.

وأشارت إلى أن القادة الإسرائيليين يتلاعبون بالألفاظ ويستخدمون مصطلحات مثل «دروع بشرية» و»مناطق آمنة» لتبرير انتهاكاتهم لحقوق الإنسان والقانون الدولي.

كما دعت المقررة الأممية لحظر تصدير الأسلحة إلى إسرائيل وفرض عقوبات اقتصادية عليها، وأوضحت أنه يجب إجبار إسرائيل على الامتثال للقانون الدولي والميثاق الأممي، مؤكدة أنه لم يتم اتخاذ إجراءات ضد إسرائيل لارتكابها جرائم حرب على مدى أعوام.

هجمات المستوطنين

واتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش»؛ جيش الاحتلال الإسرائيلي، بالمشاركة في هجمات المستوطنين العنيفة في الضفة الغربية، والتي تسببت في تهجير سكان نحو 20 تجمعا سكانيا، وأزالت سبعة تجمعات سكانية على الأقل بالكامل منذ السابع من تشرين الأول الماضي.

وفي تقرير مطول عن الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، صدر أمس الأربعاء؛ قالت المنظمة، إن المستوطنين الإسرائيليين اعتدوا على الفلسطينيين وعذبوهم وارتكبوا العنف الجنسي ضدهم، وسرقوا ممتلكاتهم ومواشيهم، وهددوا بقتلهم إذا لم يغادروا بشكل دائم، ودمروا منازلهم ومدارسهم تحت غطاء الحرب المستمرة في غزة.

وقال بيل فان إسفلد، المدير المشارك لحقوق الطفل في هيومن رايتس ووتش: «هجّر المستوطنون والجنود تجمّعاتٍ فلسطينية بأكملها ودمروا كل منزل فيها بدعم مفترض من السلطات الإسرائيلية. بينما يتركز اهتمام العالم على غزة، تتصاعد الانتهاكات في الضفة الغربية، التي تغذيها عقود الإفلات من العقاب ولامبالاة حلفاء إسرائيل».

وحققت «هيومن رايتس ووتش» في الهجمات التي أدت إلى التهجير القسري لجميع سكان خربة زنوتا وخربة الرظيم جنوب الخليل، والقانوب شرق الخليل، وعين الرشاش ووادي السيق شرق رام الله، في تشرين الأول، وتشرين الثاني، وتُظهر الأدلة أن المستوطنين المسلحين، بمشاركة نشطة من وحدات الجيش، قطعوا الطرق بشكل متكرر وداهموا التجمعات الفلسطينية، واحتجزوا السكان واعتدوا عليهم وعذبوهم، وطردوهم من منازلهم وأراضيهم تحت تهديد السلاح أو أجبروهم على المغادرة تحت تهديدهم بالقتل، ومنعوهم من أخذ ممتلكاتهم.

وكشفت «هيومن رايتس ووتش» أنها تحدثت إلى 27 شاهدا على الهجمات، واطلعت على فيديوهات صورها السكان، تُظهر مضايقات من قبل رجال يرتدون الزي العسكري الإسرائيلي ويحملون بنادق حربية «إم 16».

19 ألف يتيم

إلى ذلك، أشارت تقديرات هيئة الأمم المتحدة للمرأة إلى أنه بعد مرور ستة أشهر على بدء الحرب قُتلت أكثر من 10 آلاف امرأة في غزة، من بينهن نحو 6 آلاف من الأمهات تركن وراءهن حوالي 19 ألف طفل يتيم.

أما النساء الناجيات من القصف الإسرائيلي والعمليات العسكرية البرية، فقد تعرضن للتشريد والترمل ويواجهن خطر المجاعة.

وقالت النشرة الأممية في تقريرها إن «أكثر من مليون امرأة وفتاة في غزة يواجهن جوعاً كارثياً، مع شبه انعدام لإمكانية وصولهن للغذاء والمياه الصالحة للشرب والمراحيض الصالحة للاستخدام أو مياه جارية، مما يعرضهن لمخاطر تهدد حياتهن».

صعوبات امام وصول المساعدات

من جانبها، ذكرت آندريا دي دومينيكو رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة إن تسليم المساعدات داخل غزة يواجه تأخيرات كبيرة عند نقاط التفتيش، وخلال الأسبوع الماضي تم رفض 41 في المائة من الطلبات التي قدمتها الأمم المتحدة لتوصيل المساعدات لشمال غزة.

وقال دي دومينيكو للصحفيين: «إننا نتعامل مع تلك الرقصة إذ نتقدم خطوة للأمام، وخطوتين للخلف، أو خطوتين للأمام، وخطوة للخلف، مما يتركنا دائما عند النقطة نفسها».

وأضاف: «مقابل كل فرصة جديدة تتاح لنا، سنجد تحديا آخر نتعامل معه.. لذا، من الصعب حقا بالنسبة لنا أن نصل إلى ما نرغب فيه».

وقال ان «المشكلة لا تتعلق فقط بالطعام. المشكلة هي أن المجاعة أكثر تعقيدا بكثير... إنها أكبر بكثير من مجرد إدخال الدقيق».

وأردف قائلا: «المياه والصرف الصحي والصحة أمور أساسية لدرء المجاعة».

وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي في القطاع إلى 33 ألفا و899 شهيدا بعد ارتكاب قوات الاحتلال 6 مجازر خلال الساعات الـ 24 الماضية، ويأتي ذلك في وقت انسحبت فيه قوات الاحتلال من بيت حانون شمالي القطاع.

وأوضحت وزارة الصحة أن الاحتلال ارتكب 6 مجازر راح ضحيتها 56 شهيدا و89 مصابا خلال الساعات الـ 24 الماضية، وبذلك يرتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 33 ألفا و899 شهيدا، و76 ألفا و664 جريحا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

***************************************************************************

في انتخابات مدينة إنسبروك .. الشيوعي النمساوي يؤكد حضوره مجددا

رشيد غويلب

في انتخابات المجلس البلدي لمدينة إنسبروك عاصمة ولاية تيرول النمساوية، التي جرت في 14 نيسان الجاري، أكد الحزب الشيوعي النمساوي ان سلسلة نجاحاته الانتخابية لا تنحصر في مدينة واحدة، وبإمكانها ان تستمر، وان الحزب تحول إلى قوى وطنية صاعدة.

حصل الحزب الشيوعي 6,7 في المائة منحته 3 مقاعد، وعاد إلى مجلس المدينة، بعد قرابة 60 عاما. وحصلت القائمة البديلة، التي كانت متحالفة مع الشيوعيين في انتخابات 2018 على 4,8 في المائة، منحتها مقعدين.

ويدحض نجاح الحزب الانتخابي الجديد، بعد انتصاراته في ولاية ستيريا وعاصمتها غراتس وولاية سالزبورغ وعاصمتها، حجتين شائعتين للأعلام التقليدي: الأولى نجاح الحزب مرتبط بشخصيات مؤثرة في مدنها مثل كاي مايكل دانكل في سالزبورغ أو إلك كار في غراتس. الثاني أن نجاحات الحزب محلية بحته.

الشيوعية في الولاية «المقدسة»

تتمتع ولاية تيرول بشهرة عالمية لغناها بمنتجعات التزلج على الجليد، وسبق ان استضافت عاصمتها إنسبروك الألعاب الأولمبية الشتوية مرتين، فهي وجهة مثالية في فصل الصيف للاستمتاع بجمال طبيعة جبال الألب. ومعروف ان هذا الواقع يجعل العلاقة بين خصوصية الولاية والأحزاب التي تمثل مصالح رأسمال هي السائدة، لهذا كانت قوى الوسط (الديمقراطيون الاجتماعيون، والخضر) تواجه صعوبات انتخابية، والنجاحات التي حققها عمدة المدينة من حزب الخضر تعود للتوجهات اليمينية للخضر. وبالتالي كان نجاح الشيوعيين في هذه المدينة أصعب من سابقاته.

لقد تمكن الحزب الشيوعي من طرح سياسة مختلفة، من خلال التركيز على ملف الإسكان. تملك   إنسبروك أعلى معدل للإيجار في النمسا. في عام 2023، كان سعر المتر المربع حوالي 19.10 يورو، في حين بلغ في غراتس كان 10.25 يورو فقط. وهناك حوالي 3500 شقة فارغة، تمثل 8,8 في المائة من المساكن المتاحة. والعديد منها شقق لقضاء العطلات والتي غالبًا ما تكون خلال معظم أيام السنة فارغة.

منذ عام 1992، بدأ الشيوعيون التركيز على أزمة السكن في ولاية استيريا، من خلال تخصيصهم خطا ساخنا لاستفسارات المواطنين، واستمروا في تطوير اهتمامهم، حتى تحول ممثلوهم في المجالس البلدية إلى مرجعية هامة للمتضررين، وبالإضافة إلى ذلك تبنوا سياسة اجتماعية تعكس تطلعات الأوساط الأكثر فقرا. لقد توجت هذه السياسة في النجاح الكبير في غراتس، حيث يقودون منذ سنوات حكومة المدينة، بعد ان حصلوا على قرابة 30 في المائة من أصوات الناخبين.

بعدها جاء النجاح التاريخي في سالزبورغ الولاية، وهذا العام في عاصمتها مدينة سالزبورغ، الذي شكل زخما للنجاح الاخير إنسبروك. وبالمقابل فشلت محاولات اليمين واليمين المتطرف في إيقاف سلسلة هذه النجاحات.

ممارسة سياسية

ان الشخصيات التي تصدرت قوائم الحزب وقادت حملاته الانتخابية، كانت شخصيات قريبة من الناس وتجيد اختيار القضايا التي تهمهم وكذلك اللغة التي يتم فيها طرحها على الراي العام او في الحوارات الشخصية، وبالتالي فان تولي مثل هذه الشخصيات أدوارا قيادية ليس صدفة ولا ضربة الحظ، بل هو نتيجة لجهود تنظيم يعمل على ترسيخ النظرة الشيوعية للعالم في ممارسة سياسية واقعية. وفي هذا السياق، يخصص ممثلو الحزب المنتخبون وكادره ساعات استشارية، يمكن للمواطنين في حالات الطوارئ الحصول على المشورة، وإذا لزم الأمر، الحصول على مساعدة مباشرة وغير بيروقراطية من الصناديق الاجتماعية للحزب. ويتبرع ممثلو الحزب المنتخبين، بما يزيد على راتب عامل فني، لتمويل هذه الصناديق، وبهذا يمارسون التضامن الفعلي مع المستغلين ويحمون أنفسهم من الانتفاع من مناصبهم، ومن عمليات الاحتواء التي يمارسها رأس المال والساسة التقليديون.

والحزب الشيوعي النمساوي هو أحد الأحزاب اليسارية القليلة التي تحقق نجاحات انتخابية في أوربا. لقد صاغ جورج كورتس، الذي ساعد في تنظيم الحملات الانتخابية في سالزبورغ وإنسبروك، الأمر على هذا النحو: « نحن يساريون. ولكننا لا نمارس السياسة من أجل اليسار». وبعبارات ملموسة، فإن هذا يعني عدم الضياع في مناقشات الوسط اليساري، بل العمل على ضمان حدوث تحسينات ملحوظة في حياة الناس اليومية.

وبهذه الصيغة البسيطة، نجحت ثلاث ولايات فيدرالية نمساوية الآن في خلق تمثيل جدير بالثقة للعاملين والمستأجرين في السياسة. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان ذلك سيكون كافياً لتحقيق النجاح في انتخابات المجلس الوطني المقبلة. تعطي استطلاعات الرأي الحالية الشيوعيين قرابة 4 في المائة في الانتخابات العامة، وهي نسبة لم يحصل عليها الشيوعيون منذ عقود، فهل ستأتي النتائج مطابقة لهذه الاستطلاعات؟

**************************************************************************

مجلس الأمن يصّوت اليوم على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة

نيويورك ـ وكالات

يصوّت مجلس الأمن الدولي، الخميس، على طلب قدّمته السلطة الفلسطينية لنيل العضوية الكاملة في الأمم المتّحدة، بدلا من صفة «مراقب» التي تتمتع بها دولة فلسطين، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية.

وقالت مصادر دبلوماسية لفرانس برس، إنّ التصويت على الطلب الفلسطيني سيجرى هذا اليوم الخميس.

ويتزامن هذا الموعد مع جلسة مقرّرة منذ أسابيع عدّة للمجلس بشأن الوضع في غزة. ومن المتوقّع أن يحضر الجلسة وزراء خارجية عدد من الدول العربية.

ونشرت البعثة الفلسطينية في الأمم المتّحدة على حسابها في منصة إكس بياناً صادراً عن مجموعة الدول العربية في الأمم المتّحدة، يطالب مجلس الأمن الدولي «بقبول دولة فلسطين كدولة عضو في الأمم المتّحدة».

وقالت المجموعة العربية في رسالتها «إنّنا ندعو جميع أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى التصويت لصالح مشروع القرار الذي قدّمته الجزائر باسم المجموعة العربية، وعلى أقلّ تقدير، نناشد أعضاء المجلس عدم عرقلة هذه المبادرة الأساسية».

وبحسب البعثة الفلسطينية، فإنّ مشروع القرار الجزائري «يوصي» الجمعية العامة بقبول «دولة فلسطين عضواً في الأمم المتحدة».

ويتم قبول دولة ما عضواً في الأمم المتحدة بقرار يصدر من الجمعية العامة بأغلبية الثلثين، ولكن فقط بعد توصية إيجابية بهذا المعنى من مجلس الأمن الدولي. من جانبها، قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، أمس الأربعاء، إنها لا ترى أن بإمكان مشروع قرار بالأمم المتحدة يوصي بأن تنال السلطة الفلسطينية عضوية كاملة في المنظمة، أن يساعد على الوصول إلى حل الدولتين.

أدلت توماس غرينفيلد بهذه التصريحات خلال مؤتمر صحفي في سول، بعد سؤالها عما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لإقرار طلب السلطة الفلسطينية الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

وقالت: «لا نرى أن الموافقة على قرار في مجلس الأمن سيوصلنا بالضرورة إلى مرحلة يمكننا أن نجد فيها أن حل الدولتين يمضي قدما».

وأضافت أن الرئيس الأمريكي جو بايدن قال بشكل قاطع إن واشنطن تدعم حل الدولتين، وتعمل على تحقيق ذلك في أقرب وقت ممكن.

***********************************************************************************

سلوفينيا وإسبانيا تتفقان  على الاعتراف بالدولة الفلسطينية

ليوبليانا ـ وكالات

أعلن رئيسا وزراء سلوفينيا وإسبانيا، أن البلدين متفقان على ضرورة الاعتراف رسميا بدولة فلسطينية كوسيلة لإنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة.

وأشار رئيسا حكومتي البلدين إلى أهمية العمل على تخفيف معاناة سكان غزة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع.

وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإسباني بيدرو سانشيز، أوضح رئيس وزراء سلوفينيا روبرت غولوب أنه ليس من الأهمية فقط التفكير في مسألة الاعتراف بفلسطين، بل يجب أيضا التفكير في متى ستكون اللحظة الأنسب لذلك. ولم يحدد غولوب جدولا زمنيا، إذ أفاد بأن الأمر لا يعتمد على سلوفينيا وإسبانيا وحدهما وإنما على ما وصفها بعناصر دولية أخرى. وأكد أن سلوفينيا ستدعم عضوية الدولة الفلسطينية الكاملة في مجلس الأمن الدولي.

من جانبها، وافقت إسبانيا على اتخاذ الخطوات الأولى نحو الاعتراف بدولة فلسطينية، وذلك بالتعاون مع زعماء آخرين من أيرلندا ومالطا وسلوفينيا، وفق ما أعلن سانشيز.

ومن الجدير بالذكر أن الدول العربية والاتحاد الأوروبي قد وافقوا خلال اجتماع في إسبانيا في تشرين الثاني الماضي على أن حل الدولتين هو السبيل لحل القضية الفلسطينية، حيث تمثل إقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل هدفا رئيسيا لجهود السلام الدولية التي تعثرت لفترة طويلة.

ومنذ عام 1988، اعترفت 139 دولة من أصل 193 دولة عضوا في الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية.

*********************************************************************************

في يوم الأسير الفلسطيني.. حزب الشعب يدعو إلى الالتفاف حول الأسرى

رام الله ـ وكالات

دعا حزب الشعب الفلسطيني، إلى التوحد في كل ميادين العمل والكفاح الوطني ضد الاحتلال الصهيوني وعصابات مستوطنيه، وتصعيد النضال من أجل وقف نزيف الدم الفلسطيني في قطاع غزة وكل الأراضي الفلسطينية وداخل سجون الاحتلال الفاشي.

وطالب الحزب في بيان أمس الأربعاء، بمناسبة 17 نيسان يوم الأسير الفلسطيني، بتحقيق أوسع التفاف حول الأسرى القابعين في سجون الاحتلال الصهيوني وتعزيز كل أشكال الاسناد والدعم لهم في مواجهة السجن والسجان،

كما طالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته والتدخل العاجل لإنقاذ حياتهم في ضوء حملة التنكيل والتعذيب والاهمال الطبي التي يتعرضون لها، وحتى محاولات تصفية حياة العديد منهم في سجون الاحتلال، ما أسفر عن استشهاد العشرات من الأسرى.

وقال حزب الشعب في بيانه، إن «الشعب الفلسطيني يواجه مخاطر وتحديات كبيرة تستهدف تصفية حقوقه وكسر إرادة كفاحه الوطني ومقاومته المشروعة للاحتلال، وهو ما يستدعي أولاَ وأخيراَ، التوحد فلسطينياَ للتصدي لتلك المخاطر ومشاريع الاحتلال، وأولوياتنا العاجلة في هذا الشأن، إفشال مشاريع الاحتلال ووقف عدوانه على شعبنا وخاصة في قطاع غزة، وفك الحصار عنه ودعم صموده على أرضه، وتعظيم قضية الأسرى والحيلولة دون المساس بحقوقهم الانسانية وإرادتهم الكفاحية».

وأضاف البيان: «رغم كل جرائم وممارسات سلطات الاحتلال وإدارة سجونها وبتعليمات من حكومتها الارهابية، فإن أسيراتنا وأسرانا الابطال يثبتون للعالم أجمع بأنهم أقوى من السجن والسجان، وسيظلون شوكة في حلق الجلاد والاحتلال».

ووجه الحزب تحياته الحارة لأسيراتنا وأسرانا البواسل في سجون الاحتلال، معاهدهم على الوفاء للأهداف التي ضحوا وأسروا من أجلها والمضي قدما من أجل الإفراج عنهم.

************************************************************************

الصفحة السابعة

الشيوعيون العراقيون في ألمانيا يحتفلون بالعيد الـ90

برلين – طريق الشعب

أقامت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في ألمانيا، السبت الماضي، احتفالا في مناسبة الذكرى الـ90 لتأسيس الحزب، حضره جمع من الرفيقات والرفاق من مختلف المدن الألمانية.

الرفيق مثنى افتتح الاحتفال داعيا الحاضرين إلى الاستماع للنشيد الأممي، ثم إلى الوقوف دقيقة صمت حدادا على شهداء الحزب والرفيقات والرفاق الراحلين أخيرا.

بعدها ألقى سكرتير منظمة الحزب الشيوعي العراقي الرفيق ناظم ختاري كلمة في المناسبة، أعقبته الرفيقة كولجين آميدي بكلمة باسم الحزب الشيوعي الكردستاني. ثم قرأ الرفيق سلام الدايني كلمة باسم رابطة الأنصار - فرع ألمانيا، تلتها قراءة برقيات  تهنئة وصلت من أحزاب شقيقة وجهات وشخصيات وطنية. 

وتثمينا للمسيرة النضالية للرفيقة بدرية الجميلي والرفاق مثنى محمود وماجد الخطيب وكريم آينة وإبراهيم صاحب، قامت منظمة الحزب بتكريمهم بورود حمر وشهادات تقدير. كما جرى ذكر عدد من الرفاق المكرمين، ممن لم يتسن لهم حضور الاحتفال.

ودعا المكرمون إلى مواصلة التمسك بالمبادئ الوطنية والإنسانية، وإلى الاستمرار في المطالبة بالكشف عن قتلة منتفضي تشرين، ومحاسبة الفاسدين وإنهاء نظام المحاصصة الطائفية، وحصر السلاح بيد الدولة.

وشهد الاحتفال الذي أدارته سرى علي، فقرة موسيقية – غنائية قدمتها “فرقة علي بابا”. 

جدير بالذكر، قبل الاحتفال بساعات زار وفد من الشيوعيين وأصدقائهم، ضريح الرفيق الفقيد كاظم حبيب، الذي يتزامن يوم ميلاده مع احتفالات عيد الحزب. وقد كلل الوفد الضريح بالورود، واستذكر مسيرة الفقيد النضالية من أجل الوطن الحر والشعب السعيد.

***************************************************************************

على شاطئ دجلة شيوعيو واسط يحيون عيد حزبهم  في حفل جماهيري

الكوت – نجم خطاوي

أحيا شيوعيو واسط، مساء الجمعة الماضية في مدينة الكوت، الذكرى الـ90 لميلاد الحزب الشيوعي العراقي في حفل جماهيري حضره رفاق وأصدقاء من مختلف مدن المحافظة، وضيوف من ممثلي قوى سياسية ومنظمات مدنية.

الحفل الذي أقيم في قاعة مطلة على شاطئ دجلة، أداره الرفيق همام عبد الحسن بنوان، وافتتحه داعيا الحاضرين للوقوف لحظة صمت تخليدا لذكرى شهداء الحزب والوطن، ثم إلى الاستماع للنشيد الوطني.

وباسم اللجنة المحلية للحزب في واسط، ألقى عضوها الرفيق حسين النهر كلمة عبر فيها عن أمجاد الحزب ومآثره وتضحياته ومحطات مسيرته النضالية، والدور الذي يقوم به اليوم في مواجهة قوى المحاصصة، من اجل احداث التغيير لصالح مشروع دولة المواطنة المدنية.

فيما ألقى السيد أحمد موسى سكران، كلمة باسم قوى التغيير في واسط، هنأ فيها الشيوعيين بعيدهم. وشدد على أهمية العمل والتعاون بين قوى التغيير الديمقراطية، من أجل أن يكون لها دور مؤثر في المشهد السياسي العراقي.

ووسط أجواء بهيجة، قرأ الشعراء سعد الواسطي، قاسم عبد وحسين البهادلي، قصائد وطنية تغنت بالكفاح والنضال والتضحيات التي اختطها الشيوعيون في معترك تاريخهم السياسي.

وعبر عديد من الوجوه الديمقراطية والمدنية والوطنية التي حضرت الحفل، عن الاعتزاز بمسيرة الحزب، وبما قدمه في طريق الدفاع عن مصالح الشعب والوطن.

وقُرئت خلال الحفل برقية تهنئة مرسلة من محلية الحزب الديمقراطي الكردستاني في واسط، اشادت بمواقف الحزب الشيوعي، وبوشائج النضال الكفاحية بين الحزبين.

كذلك أرسلت منظمة التراث وأرشفته، برقية تهنئة في المناسبة.

وفي الختام جرى قطع كعكة الميلاد، ليردد الجميع: سنمضي.. سنمضي إلى ما نريد.. وطن حر وشعب سعيد.

*************************************************************************************

في ألقوش  تهانٍ للحركة الديمقراطية الآشورية بذكرى تأسيسها

ألقوش – طريق الشعب

زار وفد من منظمة الحزب الشيوعي العراقي في ناحية ألقوش بمحافظة نينوى، أول أمس الجمعة، مقر الحركة الديمقراطية الآشورية في الناحية، وذلك لتقديم التهاني إليها في مناسبة الذكرى الـ45 لتأسيسها.

وكان في استقبال الوفد مسؤول فرع سنحاريب، السيد مرقس ايرميا، والسادة اثرا وساناي كادو وعدد من أعضاء الحركة.

وخلال اللقاء، تبادل الطرفان الحديث حول الاوضاع العامة في البلد، وهموم الشعب العراقي بعامة، والمسيحيين بشكل خاص. وقد أبدى الوفد استعداده الكامل للتعاون مع الحركة والتنسيق المشترك في العديد من القضايا التي تصب في الصالح العام.

هذا وضم الوفد سكرتير منظمة الحزب الرفيق عامل قودا، وسكرتير رابطة الأنصار في القوش الرفيق سمير توماس، فضلا عن الرفاق وديع دكالي وبشار قاشا وباسم بوكا.

*************************************************************************

شميران اوديشو تشارك الحركة الديمقراطية الآشورية احتفالها

بغداد – طريق الشعب

شاركت ممثلة لجنة العلاقات الوطنية في الحزب الشيوعي العراقي، الرفيقة شميران اوديشو، في الاحتفال الذي أقامته الحركة الديمقراطية الآشورية/ فرع بغداد، في مناسبة الذكرى الـ45 لتأسيس الحركة.

وحضرت الرفيقة الاحتفال تلبية لدعوة وجهتها إليها مسؤولة فرع الحركة وايليت كوركيس.

وفي بداية الاحتفال، ألقت وايليت كلمة أكدت فيها اعتزاز الحركة بالانتماء الوطني والقومي للشعب العراقي، مستذكرة شهداء الحركة الذين ناضلوا في سبيل الوطن.

وأكدت مواصلة المسيرة النضالية من أجل تحقيق تطلعات الشعب.

وتلقى الاحتفال برقية تهنئة في المناسبة من لجنة العلاقات الوطنية في الحزب الشيوعي.

*******************************************************************************

شيوعيو الرصافة الأولى يتفقدون الرفيق أحمد خزعل

بغداد – طريق الشعب

زار وفد من اللجان الأساسية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الرصافة الأولى، السبت الماضي، الرفيق أحمد خزعل (أبو فراس) في منزله بحي الجامعة، وذلك للاطمئنان على وضعه الصحي.

ونقل الوفد إلى الرفيق أبو فراس تحيات قيادة الحزب ورفاقه الآخرين، وتمنياتهم له بوافر الصحة والسلامة والعودة السريعة إلى نشاطه المعهود.

فيما أعرب الرفيق من جانبه عن اعتزازه بحزبه ورفاقه، وعن شكره على الزيارة.

وضم الوفد كلا من الرفاق عادل عبيد (ابو علي) ومحمد زيرجاوي وجليل (أبو أيمن).

****************************************************************************

الشيوعيون يزورون رفيقهم جاسم محمد عبد الله

بغداد – طريق الشعب

زار رفاق من لجنة جمال الحيدري الأساسية للحزب الشيوعي العراقي/ اللجنة المحلية في الرصافة الأولى، الرفيق جاسم محمد عبد الله (أبو زهرة) في منزله، وذلك لتهنئته بعيد الفطر.

وكان الرفيق أبو زهرة عضوا في “فرقة الطريق” مع الفنان الراحل جعفر حسن. وكان أيضا أحد عمال مطبعة “دار الرواد”.

وهنأ رفاق الأساسية الرفيق أبو زهرة بالعيد، ونقلوا إليه تحيات قيادة الحزب، وأهدوه نسخا من “طريق الشعب” ومجلة “الثقافة الجديدة”.

****************************************************************************

شيوعيو نينوى يزورون الحزب الديمقراطي الكردستاني

متابعة – طريق الشعب

زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في نينوى، الاحد الماضي، مكتب نينوى للحزب الديمقراطي الكردستاني في مدينة الموصل.

وكان في استقبال الوفد مسؤول المكتب نوزاد هادي ومسؤول العلاقات ازاد ميراني وعدد من الكوادر الحزبية.

وخلال اللقاء، تبادل الجانبان التهاني في مناسبة عيد الفطر. وتحدثا عن الأوضاع العامة في نينوى، وعن العلاقات الثنائية بين الحزبين.

وضم الوفد كلا من سكرتير اللجنة المحلية الرفيق فلاح القس يونان، والرفاق مهدي صالح وبشير حسين ومحمد صالح خضر.

******************************************************************************

شيوعيو الكوت يزورون رفيقا وصديقا

الكوت – طريق الشعب

زار وفد من اللجنة الأساسية للحزب الشيوعي العراقي في الكوت، السبت الماضي، الرفيق عبد الله حسين (أبو فراس) في منزله، وذلك للاطمئنان على صحته بعد نجاح عملية جراحية أجريت له أخيرا.

ونقل الوفد إلى الرفيق أبو فراس تحيات رفاقه الآخرين وتمنياتهم له بالشفاء العاجل.

من جانب آخر، زار وفد من شيوعيي الكوت، الخميس الماضي، منزل صديق الحزب وشقيق الشهيد علي العزاوي، منعم كاظم، وذلك لمواساته برحيل شقيقته والاطمئنان على صحته.

ونقل الوفد إلى الصديق كاظم تعازي رفاق الحزب في الكوت، وتمنياتهم له بالصحة والعافية.

*******************************************************************************

شيوعيو كربلاء يهنؤون بالعيد

كربلاء – طريق الشعب

زارت المختصة الثقافية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء، خلال أيام عيد الفطر، عددا من الرفاق المرضى، إلى جانب عدد من الأدباء والأكاديميين، وذلك لتقديم التهاني في المناسبة.

وشملت الزيارات كلا من الشاعر د. عمار المسعودي والقاص والناقد جاسم عاصي ود. عبد عون المسعودي ود. احسان المسعودي ود. عدنان عبيد والرفيقين يحيى عبد عون وعودة محسن. كذلك زار الشيوعيون عائلة الرفيق كامل عبد علي، للاطمئنان على صحة ولدها الشاب تمام، الذي تعرض لحادث سير مؤسف. وزاروا أيضا الرفيق المربي سعد بدكت، أحد سجناء نكرة السلمان، إضافة لصديق الحزب المربي هاني الحمد.

*********************************************************************************

الصفحة الثامنة

محاولات تعديل المادة (57) من قانون الاحوال الشخصية غير دستورية ناشطون: مسودة مشروع القانون لا تراعي مصلحة المحضون

بغداد – نورس حسن

على الرغم من الردود السابقة للمحكمة الاتحادية، على جميع القرارات التي طعنت بالمادة (57) من قانون الاحوال الشخصية رقم (188) لسنة 1959، يواصل متنفذون حملات المطالبة بتعديل المادة، وسلب حضانة الأطفال من الامهات ومنحها إلى الآباء دون الأخذ بالاعتبار مصلحة المحضون.

مواطنة تشكو

وتقول المواطنة ندى الجبوري بأنها عاشت عرضة للتعنيف المستمر من قبل زوجها، الذي حرمها من إكمال الدراسة والعمل، وحدد دورها بتأدية الواجبات المنزلية، في ظل الفقر والحرمان الشديدين اللذين كانت تعاني منهما معه.

 وتضيف ندى لـ»طريق الشعب» أن «الحياة البائسة أرغمتني على اختيار الانفصال والتنازل عن كامل الحقوق الزوجية باستثناء حضانة أطفالي.  وافق زوجي على طلب الانفصال إلا أنه وبعد أن تم ذلك راح يحاربني لسلب حضانة أطفالي مني، عبر الإساءة لسمعتي بسبب أن طبيعة عملي في أحد المراكز التجارية ينتهي عند الساعة 12 ليلا».

 وتشير إلى إنها اختارت «العمل المسائي لأتمكن خلال نهار اليوم من تلبية متطلبات أطفالي الأربعة ومتابعة واجباتهم المدرسية، خاصة وأن والدهم عاجز عن دفع النفقة لأطفاله».

القضاء ينصف المرأة

وتضيف بأن «القاضي وبعد الاستماع للأسباب التي اضطرتني للعمل حتى ساعات متأخرة من الليل وبعد أن رأى بأن أطفالي يحققون علامات جيدة في الدراسة، قرر رد دعوة الحضانة ووجه بفرض نفقة الأطفال على الأب رغم عدم مطالبتي بها».

في هذا السياق، تعيش الناشطة غزل خالد الخزعلي، وهي معاونة مدير مدرسة، حالة قلق مستمرة من أن يمضي مجلس النواب بتعديل قانون الأحوال الشخصية النافذ، وتقليص حضانة الأم لطفلها، وفقاً لما تطالب به الأحزاب المتنفذة بين حين وآخر.

صراع  مستمر

وتقول في حديث خاص لها مع «طريق الشعب» إنها دخلت هذا الصراع النفسي منذ عام 2015، حين انفصلت عن زوجها بعد ثلاثة أشهر فقط من وضعها مولودها الوحيد، وقد حظيت حينها بقرار قضائي منحها حق الحضانة.

وتشير غاضبة إلى الحملات التي يقوم بها بعض الآباء المطلّقون لتقليص مدة حضانة طليقاتهم لأطفالهن: «لقد تحول الأمر إلى تجارة، فبعض الناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي يجمعون مبالغ من آباء يرغبون بتغيير القانون، ويحدث ذلك كل أربع سنوات مع بدء أي دورة انتخابية جديدة».

التغيير على حساب الطفل

وتعتقد غزل أن إجراء أي تغيير في سن الحضانة سيكون على حساب مستقبل الأطفال، لأنهم «سيحرمون من أمهاتهم».

وتصف الخزعلي الحملات المستمرة بـ»حرب يشنها بعض الرجال المطلقين ضد طليقاتهم، بقصد الانتقام والتَخلص من النفقة التي تفرضها المحكمة على الرجل، على الرغم من أنها لا تتجاوز 175 ألف دينار، التي لا تكفي حتى لزيارة الطبيب لمرة واحدة».

غزل لا تكتفي بالقلق والخشية من تعديل القانون، بل تعمل جاهدة لمواجهته، من خلال مشاركتها في مظاهرات عديدة نظمتها بعض منظمات المجتمع المدني خلال السنوات الأخيرة، ورافقت ناشطات أخريات في مقابلات أجرينها مع شخصيات برلمانية لتأكيد حق الأمهات المطلقات بالحضانة لغاية سن البلوغ أو منح الأطفال حق الاختيار عند بلوغهم سن 15 سنة كما هو معمول به حالياً بموجب قانون الأحوال الشخصية العراقي النافذ.

تواصل غزل حديثها بنبرة حزن متسائلة «هل الأمهات معامل، ينجبن الأطفال، ويبقون تحت رعايتهن لسنتين أو سبع سنوات كما يريد بعض الأحزاب، وبعدها يتم تقديمهم كهدايا لأباء لا يستحقون، لأن معظمهم لا يسألون أصلاً عن الأطفال خلال فترة حضانة الأم المطلقة والبعض منهم بالكاد يدفع النفقة، أين العدالة في هذا؟».

إجراءات معقدة

ثم تضيف باستياء أن «ما يزيد الأمر صعوبة بالنسبة إلى النساء المطلقات الحاضنات للأطفال، عدم منح القانون الحق بمراجعة الدوائر الحكومية لاستخراج البطاقة الموحدة أو جواز السفر إلا بوجود الأب»، وتتساءل مرة أخرى “كيف سيكون حال الأم إذا تم تعديل القانون؟».

المحكمة ردت جميع القرارات

لكن للقاضي هادي عزيز رأي أخر، حيث يشير إلى أن الهدف من المادة (57) يكمن في تأمين مصلحة الطفل المحضون.

 فيقول لـ»طريق الشعب» إن «المحكمة الاتحادية سبق وعملت على  رد جميع القرارات التي طعنت في هذه المادة، وبذلك لا يجوز التعديل عليها سواء أكان التعديل بصورة كلية او جزئية».

وبخصوص ما يجري من مطالبات يرى القاضي «إنها ردود افعال ناتجة عن عدم الدراية بالإجراءات القانونية، خاصة وأن نقطة الخلاف الوحيدة حول المادة هو أن هناك شعورا من قبل الأب بأن أحكام المشاهدة التي تنص عليها المادة غير مجزية له».

زيادة ساعات المشاهدة

بدورها، تفيد الناشطة واستاذة القانون الجنائي د. بشرى العبيدي أن «مطالبات التعديل على المادة (57) تستهدف اشعال الفتنة، وان هناك مجموعة من الآباء يعتقدون أن القانون حرمهم من حق التواصل مع أولادهم والمشاركة في تربيتهم».

وتضيف «وتقديرا لمشاعر الآباء اتجاه أبنائهم تمت زيادة عدد ساعات المشاهدة للآباء على أن تكون بعيدة عن قاعات المحاكم لمراعاة مشاعر الأطفال والآباء معا».

وتذكر في تصريح اطلعت عليه «طريق الشعب» أن مجلس القضاء الأعلى وجه بزيادة عدد المشاهدات إلى أربع مرات في الشهر الواحد، ولمدة 9 ساعات في كل مرة (من 9 صباحاً حتى 6 مساءً)، على أن يتم الاتفاق حول مكان المشاهدة بين الطرفين».

مطامع سياسية ومادية لا أكثر

وبحسب العبيدي، فإن «القرار الجديد أنهى حجة الرجال، لكنهم مازالوا ممتعضين» وهي ترى أن سعيهم في الأصل لم يكن من أجل زيادة أوقات بقائهم مع أطفالهم بل من أجل مطامع سياسية ومادية بعيدة عن مصلحة الطفل المحضون».

*********************************************************************************

توقيتات الدوام الجديدة... موظفات حائرات بأطفالهن

بغداد – طريق الشعب

تعاني العديد من الموظفات اللاتي ينتهي دوامهن في الساعة السادسة او الخامسة او الرابعة عصراً، من قلق شديد بسبب قرار التوقيت الجديد للدوام، ويتساءلن عن مصير أطفالهن الذين يخرجون من المدارس أو الروضات والحضانات في الساعة الثانية ظهرا كأقصى حد.

وبهذا الصدد، تقول السيدة سيماء أسعد، وهي موظفة على ملاك وزارة التعليم العالي وأم لثلاثة أطفال، إن «قرار التوقيت الجديد غير مدروس، وأن هناك الكثير من الموظفات أمهات وتترتب عليهن الكثير من المسؤوليات تجاه أطفالهن».

وتذكر لـ «طريق الشعب» أن «أغلب المؤسسات الحكومية تفتقر إلى أماكن مخصصة لرعاية الأطفال أثناء انشغال الأم بالعمل، كما أن ساعات دوام المدارس وحضانات الأطفال تنتهي عند الساعة الثانية ظهراً، فأين يمكنني ان أضع طفلي البالغ 4 أعوام». وشددت السيدة على أن قرار «تغيير توقيتات الدوام غير مدروس وأن التخلص من الازدحامات لا يحل بهذه الطريقة. إن هناك حاجة إلى إعادة النظر بالبناء العمراني غير المدروس للكثير من المؤسسات التي تسبب الازدحامات كالمدارس والمستشفيات الأهلية التي شيدت على طرق رئيسية لسير المركبات نتجت عنها حوادث مرورية يذهب ضحيتها العشرات من الأطفال والمواطنين يومياً».

****************************************************************************

الأعياد تنعش عمل النساء من المنازل

بغداد – طريق الشعب

ينتعش أيام الأعياد عمل بعض المهن الحرة الخاصة بالنساء، والتي تعاني من الركود وقلة الإقبال خلال الأيام العادية من السنة، وذلك كما يرى معنيون.

مشروع لإعداد الطعام

حيث تقول أزهار العبيدي صاحبة مشروع للطبخ المنزلي لـ»طريق الشعب» إن بناتها الثلاثة وبعد اكمالهن للدراسة الجامعية لم يحصلن على فرصة عمل ضمن تخصصهن، على الرغم من المحاولات التي وصلت إلى مرحلة عرض مبالغ مالية مقابل التعيين».

وتذكر العبيدي أن «مواقع التواصل الاجتماعي أتاحت فرصة الترويج إلى الكثير من الأعمال ضمنها النشاطات المنزلية، الأمر الذي شجعني على دعم بناتي بمشروع الطبخ المنزلي والترويج له على المواقع الالكترونية. غير أن توسع العمل بعد ارتفاع أعداد طلبات الزبائن، أدى إلى ضرورة تطوير أدوات المطبخ المنزلية وتوسيع مكان العمل وكل ذلك في حدود المنزل».

وتفيد العبيدي أن إقبال المواطنين على طلبات الوجبات خلال الأيام العادية محدود بالمقارنة مع أيام الأعياد، فهناك طلبات كثيرة باتت تصلنا خاصة لوجبات المعجنات (الكليجة). وطالبت المواطنة أزهار خلال حديثها بدعم مشاريع النساء الصغيرة عبر إطلاق القروض الميسرة لإتاحة فرص العمل إلى من ترغب من النساء دون التأثير على حياتهن الخاصة.

الخياطة المنزلية

ولم يقتصر ارتفاع الطلب على الطعام، بل شمل أيضا الخياطة المنزلية. وتذكر المواطنة رجاء مؤيد وهي خياطة للملابس النسائية لـ»طريق الشعب» أن «دخول مختلف أنواع الملابس المستوردة أثر على مهنة الخياطة المحلية، مما تسبب بإفلاس أغلب ورش الخياطة، واقتصار الوضع على الطلبات البسيطة من قبل الزبائن في المنطقة».

وتفيد «إلا أنه وبعد ارتفاع الدولار مقابل الدينار صار الكثير من الزبائن يفضلون الأزياء التي يجري خياطتها محليا، ويتم ذلك بعد شراء الزبونة نوعية القماش، وعرض التصميم الذي يعجبها».

 وتضيف بأنه «قبل حلول أيام عيد الفطر أصبح الإقبال جيداً على خياطة مختلف أنواع العباءات التي تدخل فيها بعض التطريزات الفلكلورية، وأيضا هناك الكثير من الطلبات لخياطة الملابس المنزلية».

وتلفت المواطنة رجاء الانتباه إلى أن «مهنة الخياطة المحلية وعلى الرغم من حرص أغلب الدول على تعزيزها وتطوير مهارات العاملين فيها، لا تلقى في العراق الاهتمام والدعم، على الرغم من توفر الإمكانيات».

صالونات الحلاقة

أما المواطنة مروة محمد وهي تعمل حلاقة نسائية في منزلها فتتمنى أن تتمكن من تطوير عملها عبر شراء الأجهزة الخاصة بصالونات الحلاقة.

وتقول لـ»طريق الشعب» إن هجرة زوجها لها وتركها مع 6 اطفال دون أي شكل من أشكال الرعاية أجبرها على العمل كحلاقة نسائية في المنطقة التي تسكنها».

وتذكر أن دخلها من عمل الحلاقة متوسط خلال الأيام العادية إلا أنه يزدهر أكثر أيام الأعياد. وتفيد أنها حاولت لأكثر من مرة تطوير عملها عبر فتح صالون خاص للنساء، إلا أن سعر استئجار محل تجاري مرتقع جداً، خاصة وأن الحكومة لا توفر أي شكل من أشكال الدعم، وأن ارتفاع أسعار الدولار أثر على أسعار الأجهزة والمواد الاولية التي تحتاجها صاحبة صالون الحلاقة.

***************************************************************************

سيدة من ميسان تعلّم المكفوفين الإنكليزية

 العمارة – طريق الشعب

تحقق التدريسية في كلية التربية بجامعة ميسان، هيفاء كاظم، إنجازاً بإمكانيات متواضعة، فهي تسجّل منهج اللغة الإنكليزية للصفوف المنتهية، صوتياً بما يمكّن شريحة المكفوفين من التعلم.

وفور انتشار الفكرة، سارع إذاعيون من ميسان وتدريسيون للانضمام والمساعدة، في المشروع الذي تستفيد منه أيضاً شريحة الفتيات اللائي لا يستطعن الحضور إلى قاعات الدرس.

وتقول التدريسية في جامعة ميسان هيفاء كاظم في تصريح اطلعت عليه «طريق الشعب» إنها تحرص منذ علم 2018 على تقديم دورات لتعليم اللغة الإنكليزية للطلبة الجامعيين وفئات أخرى مختلفة عبر المنصة الالكترونية (الزوم).

منبهة إلى أن الطالب في كلية القانون في جامعة ميسان ميثم سعدون، وهو طالب كفيف، يساعدها بتسجيل المحاضرات ونشرها على المنصة ليتيح لفئة المكفوفين الاستفادة وبالتالي تطوير امكانياتهم اللغوية.

وتلفت د. هيفاء إلى أن «جائحة كورونا منحت التعليم الإلكتروني مساحة أكبر لاستقطاب وتعليم العديد من الفئات وأبرزها الفتيات اللائي لا يستطعن الحضور إلى قاعة الدرس، مع بعض المكفوفين، ومن هنا جاءت فكرة تسجيل دروس المحادثة بالصوت لتستفيد منها تلك الشرائح.

بدوره يتحدث الطالب في كلية القانون ميثم سعدون عن أن «فئة المكفوفين يواجهون صعوبة بتلقي الدروس التعليمية بصورة عامة، وأن هناك تقصيرا بتوفير إمكانيات التعليم التي تناسب فئات الاحتياجات الخاصة».

ويقول «واجهت صعوبة بتلقي الدروس الإنكليزية كوني كفيفاً، ولكن بعض الأصدقاء ساعدوني على تخطي الأمر. وبعد ذلك كانت لدي الرغبة بمشاركة د. هيفاء بإنشاء منصة خاصة لتعليم المكفوفين عبر تسجيل ما أستطيع من مفردات المناهج وبالتالي اتاحة التعليم بشكل أسهل إلى من لا يمتلك إمكانية الوصول وتلقي الدروس بشكل مباشر في قاعات الدراسة».

***********************************************************************

عين المرأة.. فلاحات العراق قوة إنتاجية مهملة

انتصار الميالي

الزراعة هي المُحرِّك الرئيسي للنمو في المجتمعات الريفية، والمرأة الفلاحة هي العمود الفقري للأسر الريفية. ولكن عادةً ما تكدح الفلاحات في المنازل وفي المزارع لتلبية احتياجات أسرهن، من دون ان يتمتعن بجميع ثِمار عملهن.

فهن يشاركن في العمل ويشكّلن في المتوسط كا يزيد على 40 في المائة من القوى العاملة الزراعية في البلدان النامية، من دون ان يتقاضين أجرًا لقاء معظم أعمالهن ومسؤولياتهن الكبيرة، سواء المنزلية او الزراعية، بما فيها زراعة المحاصيل ورعي الماشية وجلب الماء وإعداد الطعام ورعاية الأطفال وإدارة شؤون الأسرة. كما أن النساء الفلاحات يشاركن بالعمل غير مدفوع الأجر والعمل الموسمي والعمل بدوام جزئي، وغالبًا ما يتقاضين مقابل عملهن أجورًا أقل بكثير من اجورالرجال.

وإسهامات النساء الفلاحات ذات أهمية حاسمة بالنسبة لمجتمعنا العراقي، ومع ذلك فهن يواجهن أوضاعا قاسية يتحمّلنها خلال العمل. كما يعانين من الاضطهاد ومن عبء مسؤولية تأمين الغذاء للأسرة، وهن مجبرات على أداء دورهن الاجتماعي في الإنجاب وتربية الأطفال وقبلها الزواج في سن مبكرة، فضلا عن دورهن الإنتاجي في ظلّ مناخ من الظلم وعدم التقدير لذواتهن وجهدهن، ما يحرمهن من التعليم واكمال الدراسة، ويجعلهن غير قادرات على الوصول إلى سبل التنمية الزراعية، مثل التدريب والمدخلات الزراعية والأراضي. وهذه الحواجز لا تمنع النساء من بلوغ كامل إمكاناتهن فحسب، وانما تكلف مجتمعاتهن المحلية الكثير أيضًا.

ان من غير الممكن القضاء على الفقر المدقع والجوع دون تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة الفلاحة من القيام بدورها الحيوي وتقديم إسهاماتها التي لا تُقدّر بثمن لأسرتها ولمجتمعها. أنها جوهر التنمية الزراعية المستدامة، حيث إن عملها بالغ الأهمية للأمن الغذائي وسبل العيش، وهي حين تعمل بشكل جيد يتحقق الرخاء، لينتقل بدوره الى الأجيال القادمة، وهذا يحتاج لخطط تنموية ومشروعات زراعية مستدامة تغطي كلّ النساء في الريف العراقي. لكن نجاح هذه المشروعات مرهون اولاً بتعليم المرأة الريفية، لتتحول الى قوة انتاجية تستطيع تطوير مهاراتها. فالتعليم يقهر البطالة ويزيد من فرص زيادة دخل الاسرة، وفرص رفع وعي المرأة لتهتم بصحتها وصحة أسرتها، وتغيير المفاهيم الاجتماعية الخاصة بتربية البنات، من خلال ادراكها أهمية تبنّي قيمة المساواة في تربية الفتاة وتعليمها إسوة بالذكور.

لا يمكن لأيّ مجتمع النهوض بقدراته وتطويرها بمعزل عن نشر الوعي، وهنا يأتي دور الإعلام بكلّ وسائله، والمؤسسات التربوية والثقافية وحتى الدينية المنفتحة، لأزالة المفاهيم والعادات السيئة، وسنّ تشريعات قانونية تحد من التمييز والعنف ضد المرأة، ووتضمن حماية حقوقها الانسانية وتأمين مستقبلها.

***************************************************************************

الصفحة التاسعة

5 أهداف عراقية في الشباك السعودية ببطولة آسيا للصالات

متابعة ـ طريق الشعب

فاز منتخبنا الوطني على السعودية 5-1 امس الأربعاء، على صالة بانكوك آرينا في بانكوك، ضمن الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثانية في كأس آسيا لكرة الصالات 2024 في تايلاند.

وسجل سليم فيصل (1) ومصطفى إحسان البياتي (5) ومحب الدين الطائي (7) وحيدر ماجد (24) وطارق زياد (32) أهداف العراق، في حين أحرز عبدالإله العتيبي (11) هدف السعودية.

وتصدر العراق ترتيب المجموعة برصيد 3 نقاط من مباراة واحدة، بفارق الأهداف أمام أوزبكستان، في حين بقي رصيد أستراليا والسعودية خالياً من النقاط.

وتقام الجولة الثانية من منافسات المجموعة يوم الجمعة، حيث يلتقي العراق مع أوزبكستان وأستراليا مع السعودية.

يشار إلى أن المنتخبات الحاصلة على المراكز الأربعة الأولى تتأهل لتمثيل قارة آسيا في كأس العالم لكرة الصالات 2024 في أوزبكستان.

**************************************************************************

بعد الخسارة أمام تايلاند.. انتقادات حادة تلاحق شنيشل ورجاله

متابعة ـ طريق الشعب

انتقد المدرب العراقي، رمضان الزبيدي، المستوى الذي ظهر به المنتخب الأولمبي في مواجهته للمنتخب التايلندي أمس الاول الثلاثاء.

 وقال الزبيدي: “يُجمع الكثيرون على أن أداء المنتخب الأولمبي كان مخيبًا للآمال، وهو ما لم يكن متوقعًا حتى من المتشائمين، مؤكدًا على ضرورة معالجة الأخطاء في المباريات القادمة”.

وأضاف: “تعددت أسباب خسارة الأولمبي، ويتحمل جزء منها الكادر التدريبي، بما في ذلك اختيار التشكيلة المناسبة وأسلوب اللعب، فضلاً عن المعالجات الخاطئة، مشيرًا إلى أن الاعتماد على لاعبين غير مؤهلين كان أحد أسباب الهزيمة”.

وتابع الزبيدي شارحًا: “كان استدعاء العديد من اللاعبين إلى صفوف الأولمبي مفاجئًا، خصوصًا وأن الكثير منهم ليسوا أساسيين في أنديتهم، مؤكدًا على أن المنتخب كان يفتقر إلى الرؤية والاستقرار، وغابت عنه الفلسفة الواضحة، خاصةً فيما يتعلق بإجراء التغييرات أثناء المباراة”.

واتهم الزبيدي بعض وسائل الإعلام بالترويج للاعبين غير المؤهلين لتمثيل المنتخب الأولمبي، مشيرًا إلى أن بعض الأسماء تم اختيارها تحت ضغط من بعض المواقع والصفحات.

وأوضح أن «الاتحاد لم يكن لديه متابعة فنية كافية لتقييم أداء المنتخب ومعالجة نقاط الضعف، مؤكدًا أن عملية إعداد المنتخب كانت عشوائية وأدت إلى تشكيل فريق يعاني من التيه الفني والتكتيكي، مما أسفر عن ظهور مخيب للآمال».

وختم الزبيدي حديثه بالقول: “يحتاج الأولمبي إلى اختيار التشكيلة المناسبة أولًا واختيار اللاعبين الأكثر جاهزية، وعليه نسيان مباراة تايلاند والعمل على التهيئة النفسية للاعبين، ورغم صعوبة التعويض، فهناك إجراءات وخطوات يجب على الكادر التدريبي اتخاذها لتصحيح المسار ومحاولة التعويض”.

وخسر المنتخب الأولمبي العراقي لكرة القدم أمام نظيره التايلاندي بنتيجة 2-0 بأولى مبارياته في النهائيات الآسيوية دون 23 سنة المؤهلة لأولمبياد باريس.

ويواجه العراق غدا الجمعة منتخب طاجكستان في ثاني مباريات المجموعة بهدف تعويض البداية السيئة، بعد ان أكد مدرب المنتخب راضي شنيشل أن الخسارة في بداية المشوار لا تعني مغادرة البطولة.

*****************************************************************************

4 محترفين أفارقة يعززون صفوف الميناء

متابعة ـ طريق الشعب

أعلن حسن أحمد، مدرب نادي الميناء العراقي، إكمال إجراءات التعاقد مع أربعة لاعبين محترفين أفارقة لضمهم إلى الفريق الكروي، وذلك بعد تأخير دام نحو 45 يومًا.

وأوضح أحمد أن التعاقدات تمت عقب رفع العقوبة التي فرضها الاتحاد الدولي لكرة القدم على النادي بسبب عدم تسديد مستحقات سابقة لأحد اللاعبين المحترفين، وذلك بعد انقضاء المدة التي حددها الفيفا للنادي بعدم التعاقد مع أي لاعب أجنبي أو محلي.

وأضاف أن هناك بندًا في القانون الدولي لكرة القدم يسمح بالتعاقد مع اللاعبين خلال شهر يُعرف بشهر انتقالات اللاعب الحر، وهو الشهر الذي يُتاح فيه للاعبين الذين لم يوقعوا مع أي نادٍ خلال فترة الانتقالات الشتوية، وقد استغل نادي الميناء هذه الفرصة للتعاقد مع اللاعبين الأفارقة الأربعة. وأشار إلى أن تأخر انضمام اللاعبين إلى الفريق كان بسبب تأخر إصدار التأشيرة العراقية لأكثر من شهر ونصف، والتي تم إصدارها اليوم بشكل رسمي.

وذكر أن اللاعبين الأربعة من قارة أفريقيا، وأن الفريق في أمس الحاجة إليهم، خاصةً بعد الحظر الدولي الذي فرض على النادي، موضحًا أن اثنين منهم يلعبان في مركز قلب الدفاع، والثالث في مركز الارتكاز، والرابع سيلعب في خط الهجوم.  وأكد أن الإدارة أكملت جميع إجراءات اللاعبين المحترفين، حيث تم إصدار تأشيرات دخولهم إلى العراق، وسيلتحقون بصفوف الفريق في الجولة المقبلة أو التي تليها، مؤكدًا أنهم سيشكلون إضافة كبيرة لنادي الميناء خلال المباريات المقبلة في دوري النجوم.

وألمح إلى أن الفريق سيتم تعزيزه بهؤلاء اللاعبين إلى جانب اللاعبين الشباب الموجودين، بعد معاناة طويلة ومواجهات مع أقوى الأندية العراقية في الأدوار السابقة لدوري نجوم العراق.

يُذكر أن فريق الميناء يحتل المركز الثالث عشر برصيد 26 نقطة بعد انتهاء الجولة الثانية والعشرين من دوري نجوم العراق لكرة القدم.”.

***************************************************************************

باوتيستا ونوري في نهائي بطولة برشلونة المفتوحة

برشلونة ـ وكالات

فاز الإسباني روبرتو باوتيستا على الإيطالي أندريا فافاسوري امس الأربعاء، ليتأهل إلى ثمن نهائي بطولة برشلونة المفتوحة للتنس، حيث سيواجه البريطاني كاميرون نوري، المرشح الثاني عشر للفوز باللقب.

وتمكن باوتيستا من تحقيق الفوز على فافاسوري بمجموعتين لواحدة بنتيجة 4-6 و6-3 و6-1، في مباراة امتدت على مدار ساعتين و5 دقائق بالبطولة المقامة على الملاعب الترابية. ويبدو أن لاعب التنس الإسباني، البالغ من العمر 36 عاما وصاحب المركز الـ84 بالتصنيف العالمي للمحترفين، قد تجاوز مشكلاته البدنية التي أثقلته في الآونة الأخيرة وعاد إلى مستوى لعبه في بطولة برشلونة، التي شارك بها كمدعو.

************************************************************************

الإنجاز والإعجاز.. لويس إنريكي وليالي الريمونتادا الأوروبية المذهلة

متابعة ـ طريق الشعب

سيظل التاريخ يذكر الإنجازات الفريدة للمدرب الإسباني لويس إنريكي، الذي خلّد اسمه بتحقيق معجزتين لا تُنسى في سجلات كرة القدم الأوروبية، وذلك في تواريخ 8 آذار 2017 و16 نيسان 2024.

ففي الذكرى السابعة للمعجزة الأولى، استرجع إنريكي ذكريات الانتصار الأسطوري الذي حققه مع برشلونة على باريس سان جيرمان بنتيجة 6-1 على أرض ملعب كامب نو، معوضًا الهزيمة القاسية في مباراة الذهاب بأربعة أهداف نظيفة في ملعب حديقة الأمراء، ومؤهلاً فريقه إلى دور الثمانية بأحداث درامية لا تُصدق.

وفي تحول مثير للأحداث، وجد إنريكي نفسه في 2024 يقود باريس سان جيرمان للفوز على برشلونة، النادي الذي كان يعشقه، بنتيجة 4-1، متجاوزًا الخسارة في مباراة الذهاب بنتيجة 2-3، ليقود الفريق الفرنسي إلى دور قبل النهائي.

تتشابه وتختلف معجزتا إنريكي في عدة نقاط؛ فقد سجل الفريق المتأهل في كلتا المباراتين ستة أهداف، إلا أن برشلونة حقق ذلك في مباراة واحدة، بينما قسم باريس أهدافه بين مباراتي الذهاب والإياب.

وفي كلتا المناسبتين، لم تكن أهداف النجم اللاتيني كافية لتغيير مصير الفريق الخاسر؛ إذ سجل الأوروغوياني إدينسون كافاني هدفًا في كل مباراة عام 2017، بينما أحرز البرازيلي رافينيا ثلاثة أهداف لبرشلونة على مدار المباراتين.

كما استفاد الفريق الفائز في كلتا الحالتين من ركلات الجزاء، حيث سجل ليونيل ميسي ونيمار جونيور لبرشلونة في 2017، وأحرز مبابي لباريس في 2024.

وفي كلتا ليلتي التأهل، تألق لاعب بتسجيل هدفين متتاليين؛ فقد سجل مبابي الهدفين الثالث والرابع لباريس، وسبقه نيمار بتسجيل الهدفين الرابع والخامس لبرشلونة.

ويبرز الاختلاف في أن الأهداف الستة التي قادت برشلونة للفوز جاءت من أربعة لاعبين مختلفين، بالإضافة إلى هدف ذاتي، بينما سجل ثلاثة لاعبين فقط أهداف باريس الستة في 2024.

وأكد إنريكي في كلا الموقفين على فلسفته الكروية التي تعتمد على اللعب الجماعي، معتمدًا على “فريق يدافع بـ 11 لاعبًا ويهاجم بـ11 لاعبًا”، وفاجأ الجميع بالاستعانة بلاعبي الوسط لصناعة الفارق.

وفي النهاية، تبقى الريمونتادا في كامب نو عام 2017 ولويس كومبانيس في 2024، حيث تم تنفيذ العودة الأسطورية في معقل برشلونة، وفي كلتا المباراتين، كان حارس المرمى الألماني هو من يحرس عرين الفريق الخاسر.

*****************************************************************************

وقفة رياضية.. المستشار الرياضي دوره وأهميته

منعم جابر

يعاني القطاع الرياضي من غياب الاختصاصات الأكاديمية وندرتها في الميدان العملي في الساحة الرياضية، بينما تتواجد الأعداد الكبيرة من غير المتخصصين في العلوم الرياضية من أصحاب الخبرة والممارسين والذين لا يمتلكون التحصيل العلمي والمعرفة العلمية المناسبة للتطور. لهذا وجدنا أن هذه الكثرة من العاملين يسعون لقيادة أهم المفاصل الرياضية في الأندية الرياضية ومن ثم وصولهم إلى الاتحادات المختصة ومن ثم تواجدهم في الاتحادات المركزية القائدة لمفاصل الألعاب، وهذا ما يؤهلهم للتواجد في قيادة الرياضة العراقية ألا وهي الأولمبية الوطنية العراقية، وقد يصل هؤلاء إلى مواقع قيادة الرياضة العراقية وهم غير قادرين وغير عارفين لقيادة الرياضة بكل تفاصيلها وأنواعها، وقد يكون بعضهم عارفاً ببعض الألعاب دون غيرها وخاصة اللعبة الشعبية الأولى كرة القدم ولا شيء غيرها، وهنا لا نستطيع أن نبعد مثل هؤلاء من الساحة الرياضية، ومعالجة هكذا أوضاع مفروضة علينا. أضع أمام المؤسسات الرياضية أن تعمم ثقافة المستشار الرياضي من أجل أن يعم الصحيح وان يقدم المستشار الرياضي خبرته ومعرفته وعلومه لمن يعمل معه دون تردد ولا أخطاء ولا فشل، وبذلك نضمن نجاح العمل الرياضي في المؤسسة الرياضية بعيداً عن الارتجال والفوضى خاصة وان العمل الرياضي أصبح اليوم واحداً من المجالات المهمة والحساسة والفاعلة، وفي كل الأحوال نجد ان وجود عناصر الاستشارة في العمل الرياضي ستوفر فرص النجاح والابتعاد عن العمل الصدفوي والتجريب والاخفاق وبهذا نضمن عملاً متطوراً وناجحاً للمؤسسات الرياضية وهذا يشمل العمل الرياضي في كل مجالاته الفنية والإدارية والمالية  والقانونية. وهذا ما يساهم في استقرار العمل ونجاحه بعيداً عن الارتباك والفوضى والارتجال. وهذا ما نلمسه اليوم في المؤسسات الرياضية ومنها الأندية والاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية الوطنية العراقية حيث القرارات المرتجلة والمستعجلة، لأن الافراد يتخذونها دون دراسة ولا تمحيص وهذا بدوره يحمل المؤسسات الرياضية أخطاء كثيرة وانتكاسات سلبية في عملها. فالأندية الرياضية بحاجة إلى مستشارين بالرياضة لهم تجربة في علوم الرياضة ومعرفة بألعابها خاصة من الأكاديميين ممن لديهم دراسة ومستوى علمي وعملي مما يساعد في إعطاء الرأي والمعرفة لقادة الأندية واداراتها.

أما في المؤسسات الاتحادية فيتوجب وجود أكثر من مستشار وعارف بأمور اللعبة المختص بهذا الاتحاد وكذلك وجود المستشار القانوني العارف بقوانين هذا الاتحاد الرياضي وتفاصيله مما يجعله عارفاً بعمل هذا الاتحاد الرياضي ودوره كذلك يتوجب ان يكون للجنة الأولمبية الوطنية أكثر من مستشار رياضي وقانوني ومالي لأنه الجهة التي تقود الأندية والاتحادات الرياضية إدارياً ومالياً وقانونياً وفنياً. لهذا يتوجب أهمية المستشار في هذه المؤسسات الرياضية.

إن خلق الأجواء الملائمة لعمل المستشارين على اختلاف تخصصاتهم سيساهم في نجاح العمل الرياضي وتجاوز الأخطاء والخروقات والتجاوزات المالية ويضع حداً للفوضى والارتباك في العمل الرياضي لهذه المؤسسات الرياضية. ونؤكد هنا على ضرورة اختبار المستشارين في هذه المؤسسات من الأكاديميين وحاملي الشهادات التخصصية العليا مما يسهل عملهم ونجاحهم.

**********************************************************************************

الصفحة العاشرة

رسامون منفيون يستعيدون مآسي الحرب والقمع والسجن

انطوان جوكي

في مواجهة آلة العنف الدائرة بلا هوادة منذ سنوات، قرر القائمون على “متحف قصر طوكيو” في باريس تحويل صالات عرضه، من حين إلى آخر، إلى فضاء لأصداء الأصوات الملهَمة والبديلة التي ترتفع من داخل سديم الحروب. قرار حميد أثمر معارض مهمة، آخرها انطلق حديثاً بعنوان “تصدّعات”، ويجمع 15 فناناً وفنانة من أجيال وأصول مختلفة (أفغانستان، العراق، إيران، فلسطين، سوريا، لبنان، فرنسا وأوكرانيا)، تسائل أعمالهم تجربة المنفى والتمزق بين هنا وهناك، بين ماضٍ وحاضر. فنانون يستحضرون في ممارساتهم المختلفة، خبرات قديمة وتكنولوجيات معاصرة، أفعالاً متواضعة ومواد فقيرة، ويقترحون سرديات تتقاطع داخلها موضوعات النزوح والسجن والحرب مع تجربتيّ الصمود وإصلاح الذات.

الفنان الفلسطيني مجد عبد الحميد يمارس التطريز بطريقة مبتكرة، مستثمراً الزمن الطويل الذي تتطلبه هذه الممارسة للتأمل وابتكار أعمال تعبر عن حال عالمنا، انطلاقاً من مواد فقيرة يعثر عليها غالباً في مناطق حضرية مدمَّرة. أعمال تعكس بهشاشتها، هشاشة العالم، لكنها تراهن على الجانب الترميمي لفعل التطريز. في المعرض الحالي، يقدم كوكبة من الأعمال الحديثة، منها سلسلة “فضاء آمن” التي يتحكّم بها سؤال طرحه الفنان على المقربين منه: أين تشعر بالأمان؟ وتتألف من تصاميم مطرّزة على قماش لغرف وأروقة وسلالم ومساحات فارغة تحت أثاث، أي لفضاءات حماية جسدية ونفسية من الكوارث المحدقة.

الأفغانية رضا أكبر تستخدم الفن كركيزة للنضال من أجل حقوق المرأة في وطنها. وفي هذا السياق، انطلقت عام 2018 في مشروع “نساء خارقات” الذي يقوم على إنجاز بورتريهات على شكل فساتين لوجوه نسائية مهمة في تاريخ أفغانستان، كبورتريه “ناجية ومدافعة” الذي رصدته لمواطنتها شكيلة زارين التي أُجبِرت على الزواج وهي صغيرة من رجل متقدم في السن، أطلق عليها النار في وجهها حين حاولت الفرار من عنفه اليومي، وتعيش اليوم مشوّهة في كندا حيث تستخدم صوتها لدعم نساء أخريات. بورتريه ــ فستان يستحضر في شكله صورة طائر الفينيق الذي يولد أبداً من رماده. وفي سلسلة لوحاتها الناتئة، “قوة لا نهائية”، تحتفي بحرفة نسج السجاد في وطنها، لكنها تستثمر تقنية الاختطاف في كل منها لتحويل النماذج الهندسية التقليدية المعتمدة في هذه الحرفة، إلى أسلاك شائكة أو قفازات ملاكمة ترمز إلى العنف الممارس ضد المرأة.

الرسامة السورية ــ الفلسطينية بيسان الشريف تطور عملاً فنياً بتقنيات مختلفة (رسم، تجهيز وفيديو)، يرتبط بخصوصية مسيرتها المكونة من قطائع وبدايات متجددة، ويتكئ على سؤال الذاكرة الفردية والجماعية. عمل تركز بحثها فيه على أرض الواقع، انطلاقاً من شهادات أو مواد وثائقية، مسائلة الأشكال والممارسات الفنية نفسها. وضمن هذا البحث، تندرج سلسلة البورتريهات الذاتية التي أنجزتها على ورق بيانو ميكانيكي، وتبدو مثل دفتر يوميات حميم أو مثل خارطة عاطفية. بورتريهات غالباً ما يخضع فيها السمع أو البصر أو الكلام إلى إعاقة، كما لو أن فعل الشهادة هو الأكثر صعوبة، بينما تحضر العيون في بورتريهات أخرى مفتوحة على وسعها، كما لو أن عدم إغفال أيّ من الاضطرابات التي يشهدها العالم، يتسم بأهمية قصوى.

العراقي علي أركادي فرّ من وطنه إلى باريس إثر ريبرتواج مصوّر كشف فيه التنكيل الذي تعرض له الأبرياء على يد أولئك الذين كان من المفترض فيهم حمايتهم من تنكيل تنظيم “داعش”. في كلية الفنون الجميلة، حيث درس الفن في العاصمة الفرنسية، افتُتن بحجارة قديمة مهملة كانت تستخدم في الطباعة الليتوغرافية، فقرر إعادة الحياة إليها باستخدامها في مشروع “طباعة أحادية” . ومن هذا المشروع انبثق عمله “الموصل” الذي نشاهد فيه عائلات تفرّ من الصراع بين القوات العراقية وتنظيم “داعش”. أما تجهيزه “أصداء الذاكرة”، فيشهد على تجارب الحرب في مناطق مختلفة من العالم، مبيّناً فرادة كل منها، وفي الوقت نفسه، شموليتها.

الإيرانية ترداد هامشي غادرت وطنها لممارسة فنها الذي يطبعه موضوع البحث عن ملجأ ومجتمع اختياري. رسومها الصغيرة الحجم، والمستوحاة من حياتها اليومية وحياة أصدقائها في المنفى، هي أشبه بمشاهد مسرحية هزلية تعبرها طاقة متفجّرة، وفيض حيوي، وصراخ بلا كلمات، وتتسم بتلك الصفة التي تربط جميع الهاربين من الضوابط. رسوم طارئة، مثل الرغبة، تروي قصصاً بلا حدود، سرديات انفتاح على العالم والآخر، وتشكّل الأجساد والهويات المتعددة عنصراً متواتراً فيها.

الليبية سارة القنطار غادرت سوريا، حيث نشأت، عام 2015، بسبب الحرب. سلسلتها الفوتوغرافية “نحو النور” مستوحاة من الرحلة التي قادتها، مع شقيقها التوأم، من سوريا إلى فرنسا، وكانت في سن التاسعة عشرة. صور التقطتها بسرعة، ثم أعادت العمل عليها بتقنية الـ “سيانوتايب”، التي تسمح في إنتاج كليشيهات بتدرّجات لونية زرقاء، ضمن هاجس علاجي. ولأنها تمارس فنها كوسيلة للتعبير عن مِحَن المنفى، يتصاعد من صورها شكل من أشكال الكآبة.

رندا مدّاح ولدت في قرية مجدل شمس التي تقع بين الجزء المحتل من الجولان والجزء الذي بقي سورياً، الأمر الذي حرمها من بطاقة الهوية. في رسومها ولوحاتها ومنحوتاتها وفيديوهاتها، تنجز عملاً غايته ترميم الذات والذاكرة، كما في كتابها “أطلال عودة” الذي تتلاصق أوراقه على شكل أكورديون، وتعود فيه إلى ذكرى من عام 2011، حين أقدمت مجموعة من الشبان الفلسطينيين على عبور حقول الألغام لبلوغ فلسطين من سوريا. ومن بين الذين أفلتوا من الألغام، ثمة من وقع ضحية حرس الحدود الإسرائيلي، ومن حظي بضيافة والدة الفنانة.

الفلسطينية مي مراد تعمل منذ سنوات على مشروع “واقع افتراضي”، وهي سلسلة من الأعمال التي تسائل جوهر وجودنا المادي في عالم يتحول أكثر فأكثر، افتراضياً. انطلاقاً من تجربة الاحتباس، ومن وضعها كلاجئة، تسعى الفنانة في هذه السلسلة إلى فهم كيفية مواجهة عزلتها أو ابتعادها عن وطنها الأم. وفي هذا السياق، تتخيّل مشاهد من الحياة اليومية، تعمد إلى تغطيتها بصور رقمية، فاتحة بذلك نوافذ افتراضية على العالم، هي أشبه بزجاجات مرمية في البحر.

الإيرانية أرمينة نكهداري تمارس فنها باقتصاد كبير في الوسائل، مدفوعة بغريزة حيوية شرسة، يشهد عليها استخدامها الفحم والباستيل الزيتي وقلم الرصاص للرسم على سطح اللوحة أو الورقة، ضمن حمّى من الخطوط والألوان تستحضر رقصة مجنونة. رسوم هي أشبه بصراخ غضب أو يأس في وجه الكون، تقطنها شخصيات قوية، دموية، تحضر ناتئة، مفككة وأثيرية، ضمن حركة تصاعدية إلى السماء. ومن خلالها، تجبرنا الفنانة على مساءلة إنسانيتنا والشخوص في جانبنا المظلم. أما معدنية رسومها، فتنقلنا إلى زمن جيولوجي، أبعد من طوارئ الحياة والتاريخ.

الأفغاني هادي رهنورد يمارس الرسم والتجهيز والأداء والتصوير في عمله، ويستعين أيضاً بالزمن كوسيط في حد ذاته، نظراً إلى سعيه لتجسيد أودمج حلقات زمنية، ومن خلالها، تصوير تاريخ وطنه المعاصر كحلقة واحدة عبثية تدور، مكرّرةً نفسها إلى ما لا نهاية. وفي هذا السياق، يلجأ أيضاً إلى جسده كأرشيف وفضاء ذاكرة. أما عمله ككل، فيندرج ضمن تلك الحركة داخل الفن الأفغاني المعاصر التي تسعى إلى تقديم سرديات مضادة للحرب، وتلحّ على سلطة الفن العلاجية والتحويلية، في بلد تخضع جميع الفنون فيه إلى حظر كامل.

اللبنانية مهى يمين تمارس فنها بوسائط متعددة، أبرزها الفيديو والأداء والتجهيز، بينما تغذي بسيرورة إبداعها تأملاً يقع عند تقاطع السياسي والاجتماعي والثقافي والتاريخي، ويذهب من الفردي إلى الشامل. هكذا تجمع الفنانة تجارب وذكريات فردية بغية خلق قصص جماعية منها، بعد إعادة إحيائها، ضمن اهتمام بموضوعي العيش المشترك ونقل الإرث. ومن خلال نهج تشاركي في غالب الأحيان، تعمل على استرجاع عوالم متوارية تعيد إليها فتنتها، عبر التقاط شذرات سردياتها وتحويلها إلى آثار تنقذها من النسيان.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“اندبندنت عربية” – 24 آذار 2024

*****************************************************************************

جامعات الولاءات لا الكفاءات !

صلاح بوسريف

السيل بلغ الزبى يا أحزاب الحكومة. كل حزب أمسك بالسلطة، ملأ المؤسسات، والوزارات، والوظائف، والمسؤوليات بمن يتبعونه، أو من يوالونه، أو من هم من الأقربين، وكأن المسؤولية في إدارة شؤون البلاد، هي تركة يتقاسمها من يعتبرون أنفسهم الورثة الشرعيين لمن سبقوهم، دون أن يكون لهذه المهام، ولا لهذه الوظائف، والتعيينات، أي معيار، يفيد أن من فيها استحقوها، أو هم من سيحلون مشكلات القطاع، أو المؤسسة التي احتلوها، ما جعل الكثير من هؤلاء، لا يتركون وراءهم أي أثر، بل الأماكن التي داست عليها أقدامهم، تتحول إلى أرض يباب، لا ينبث فيها زرع، وهذا، لا فرق فيه بين يمين ويسار، وبين إسلاميين، كما يدّعون، و علمانيين، فالبلاء واحد، بأكثر من وجه، وبأكثر من قناع، إلا من رحم ربك.

ولعل بين أخطر المؤسسات التي انتشر فيها هذا النوع من التتريك، وتقاسم الغنائم، الجامعات المغربية، بكل تخصصاتها وشعَبها، وأيضاً المدارس العليا، والمراكز التربوية. وكم كَتَبْنا نقول إن ما في الجامعة من أعطاب، هو بسبب هذه التعيينات، وبسبب اختبارات انتقاء الأساتذة من حاملي شهادة الدكتوراه، التي يكون فيها حيف كبير، أو بسبب شهادات الدكتوراه التي هي نفسها فيها خلل، في الإشراف، وفي التأطير، وفي من يشرفون عليها، ما لم يكونوا أساتذة باحثين، ليس بالصفة، بل بالفعل، وبما يجرّونه خلفهم من معارف، وعلوم، ولغات، وكتابات، وأبحاث، ومساهمات علمية في الندوات، والمؤتمرات، وفي اللقاءات العلمية والمعرفية في المغرب، كما في خارجه.

وإذن، فالوضع محرج، والمريض الذي ندّعي علاجة، كل دواء نعطيه له، لا يشفي، بقدر ما يضاعِف الانهيار والاختلال، لأن من يقترحون الدواء، غير جديرين بما يقترحونه، أو يفرضونه، بالأحرى، من وصفات مغلوطة، تشي بالجهل، أو بالرغبة في الإجهاز على الجامعة، وعلى ما تبقّى فيها من ضوء، وهو قليل وحسير.

حين يخرج أستاذ جامعي، من الأساتذة القليلين الذين ما زالوا يحفظون ما بقي من ماء في وجه الجامعة، ليصرخ بأعلى صوته عن تعيين شخص في منصب جامعي مهم، دون أن يكون لا باحثاً. ولا كتب أو أصدر ما يدل على وضعه كباحث، ولا هو سبق أن أشرف على ماستر ما، أو على شهادة دكتوراه واحدة، أو عرف من معه في الجامعة ما يكون عقله، ولا كيف يفكر، أو ما يمكن أن يقترحه من أسئلة، ومن قضايا تهم الجامعة، وتهم البحث المعرفي، الذي غلطاً نريده أن يكون علماً، خصوصاً في كليات الأداب، وشعَب الأدب ، فهذا معناه أن السيل فاق الزبى، وأن الجامعة تُـحتضَر، بمن نضعهم حيث لا يستحقونه من مناصب، ولا من مهام، في الإدارة، أو في غيرها مما هو قرار، ومصير.

إذا قمنا بإعمال المطرقة في الجامعة، بالمعنى النتْشوي، فلن يبقى من أصنام الجامعة إلا الغبار، وما يتفتّت من شظايا هذه الأصنام التي ليس لها صوت، ولا هي حيّة تهب الحياة لغيرها، بل هي صنيعة، وهي أداة، لا خير فيها ما لم تَكن فنّاً، أو منحوتات هي تعبير عن خيال مبدع خلاق.

الجامعة، ومعها المدرسة، ليست شأن حزب أو نقابة، أو متنفذين، ممن لهم لهم يد في كل مكان، ولهم عين ولسان، يقررون مصائر المؤسسات، ومصائر من يكونون فيها، بل إن الجامعة، والتعليم، عموماً، شأن بلد، ووطن، وأمة، وشعب، وعلينا لحماية البلد، ولحماية الوطن، والأمة، والشعب، أن ننتصر للكفاءات، لا الولاءات، وأن نضع الرجل المناسب، في المكان المناسب، وهذا يشمل الوزراء، كما يشمل كل من يكون في يده مصير الوطن، خصوصاً ما يمس فيه العقل والفكر والخيال، بل الوجدان.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“المساء” المغربية – 26 آذار 2024

******************************************************************************

الحاجة إلى محمود درويش*

علي المقري*

ستنتهي الحرب غدا، وسيعيد المقاتلون ما تبقى من ذخيرتهم وقنابلهم إلى المخازن، ثم سيستنشقون هواء مختلفا بعد أشهر أو أعوام من الاقتتال والترقب للنصر أو الهزيمة.

لكن هؤلاء، وأولئك الذين يترقبون عودتهم من المعارك، سيشعرون، ربما، أن هناك ما كان ينقصهم في الحرب التي انتهت، وتسابق على منابرها السياسيون والخطباء والهتافون، إنه محمود درويش، نعم هو من كان ينقصهم وينقصنا نحن الذين تابعنا عن بعد كل طلقة وانفجار وموت. وتساءلنا كثيرا: أين أنت يا محمود؟ ماذا لو كنتَ بيننا يا محمود؟

هل كنا ننتظر قصيدة أم مقالة مزلزلة من صوت فلسطين وشاهدها الحي، كعادته حين يضيء حال عتمتنا ومحاولاتنا لأن نكون، “النصر أو النصر”، النصر والحياة مهما بلغ الخذلان مداه.

نحتاج شهادته، صرخته، مرثاته؛ نحتاجه وهو يعلن “باقون”، أو يصرخ “أما لآخر هذا الليل من آخر؟”.

قصيدته المضيئة لهذا الجرح النازف، وهو الذي لم يصمت يوما إذا ما رأى شعبه يحاصر ويقتل. نقول شعبه، وهو شعبه بالطبع وبالفعل، كأنّه خرج من قصيدة له أو تولّد منها، مع أن هذا الشعب كان وبقي قبل القصيدة وبعدها.

نعرف أن الشاعر العظيم غادر حياتنا وأن صوته صار موزعا مع كلّ  فلسطيني يقاوم الموت، مع كل أولئك الذين يرددون شعاره “نكون أو نكون”.

فمحمود هو ذاكرة فلسطين وخريطتها الجمالية، مدنها وقراها، يأسها وأملها، حزنها وقيامتها. وهو كما قال عنه مرة ياسر عرفات الدليل على أن “الثورة الفلسطينية ليست بندقية فقط وإلا لكانت قاطعة طريق”.

لهذا فإن الحاجة إليه، تعني الحاجة لإعادة قراءة ذاكرة فلسطين الجمالية، شعراء المقاومة الذين فتحوا طريقا جديدا للكلمة العربية، كما قال صلاح عبدالصبور؛ قراءة غسان كنفاني واميل حبيبي وفدوى طوقان وسميح القاسم وتوفيق زياد ومعين بسيسو وإدوارد سعيد وإسماعيل شموط. الحاجة إلى سماع شهادات من هم أحياء بيننا، الحاجة إلى فلسطين وهي تقلب المعادلة: لا حياة ولا سلام بلا حرية.

مع كل حرب سنستعيد مقولته: “لا تندم على حرب أنضجتك كما يُنْضج آب أكواز الرّمان على منحدرات الجبال المنهوبة، فلا جهنم أخرى في انتظارك. ما كان لك صار عليك”. وقد وجدناه يشير مبكرا إلى مشكلة غزة مع الاحتلال في مقالته “صمت من أجل غزّة”، المعاد نشرها في كتاب “يوميات الحزن العادي” (1973)، حيث “القيمة الوحيدة للإنسان المحتل هي مدى قدرته على مقاومة الاحتلال”، وفي مقالة أخرى في مجلة “اليوم السابع” (1988) يسائل فيه الضمير اليهودي عما يفعله الاحتلال الإسرائيلي باسمهم ولكي لا “تصبح أفران الغاز (النازية) ذريعة لحرق أطفال غزة”. وكان في مقال سابق (“الأهرام” المصرية، 1971) أعاد سيد محمود نشره في كتابه عن درويش في مصر، قد قال إن غزة “نموذج عمل، وإعلان إرادة”. وإنها “صارت رمزا لطاقات العرب ولافتة للمستقبل”. وفي قول كأّه يصف حالها الآن يرى “إن غزّة تحرر نفسها وتاريخها كل ساعة، وتصون قيمها بالاقتراب الشديد... بالالتصاق... بالالتحام بالموت”.

في مقالاته التي توزعت بين عدة كتب “في وصف حالتنا”، نجده يشهد على مختلف التحولات الفلسطينية منذ أن كان في الداخل الفلسطيني، حيث نزع عنهم بعض العرب هويتهم، فبدلا من وصفهم بالفلسطينيين أطلقوا عليهم صفة “عرب إسرائيل”، وفي الحروب اللاحقة التي شهدها، نجده يقرأ انتصارات الآخر من زاوية مختلفة. فإذا كان الآخر يرى أنه انتصر في معارك الخامس من حزيران، فإن درويش استعاد رأيا يقول “إن ثمة نوعا من الانتصارات ينتهي بالمنتصر إلى القبر”، وهو “نصر بلا مجد”. وبقراءة متفحصة رأى بهجة احتفالاتهم ناقصة، فمع صور الجنود المصريين الذين ماتوا عطشا في الصحراء ورقصات الحاخامات فرحا أمام حائط المبكى كانوا يحولون “الخوف المصطنع من العرب إلى خوف حقيقي. وهم حين يسعون إلى نصر جديد، فإنهم يسعون في آخر الأمر إلى هزيمة جديدة، لأن بذور هزيمتهم قد نمت في ذروة انتصاراتهم”.

مع هذا، كتب درويش عن الخسارة والإحباط، والموت الذي عانده بالحب والشغف بالحياة. فالقصيدة كانت وطنه، أو الدليل إلى وطنه، وصار اسمه يقترن بهذا الوطن الذي كان اسمه فلسطين وسيصير اسمه فلسطين.

هذا الاسم الذي انشغل به كل حياته وسيبقى معه ومعنا بعد مماته، حتى إن ما قاله عن غسان كنفاني ينطبق عليه أيضا: “لو وضعوك في الجنة أو جهنم، لأشغلت سكّانها بقضية فلسطين”.

كان محمود كثير الملاحظة في القصيدة سواء في تأريخيتها أو في أفقها الجمالي الذي أوجد له مكانة بين شعراء العالم. فهو لم يصل إلى ذائقة القارئ العربي، أو العالمي، لأنّه كان صوت فلسطين فحسب بل لأنّه كان خلاصة القصيدة العربية وجمالياتها في كل العصور.

وستبقى قصيدته حية بيننا، نعود إليها كلما احتجنا إليه شفاء من جراحاتنا وموتنا، “وحبوب سنبلة تموت ستملأ الوادي سنابل”.

ـــــــــــــــــــ

*كاتب وروائي يمني

مجلة “المجلة” – 28 آذار 2024

**********************************************************************************

الحادية عشر

ثلاثة كتب سينمائية عراقية جديدة

في بغداد، صدرت مؤخراً ثلاثة كتب سينمائية جديدة.

* كتابان صادران عن دار اهوار للطباعة والنشر هما:

- لغة الفيلم وجمالية السينما الكبرى/ اعداد وترجمة د. جواد بشارة.

- النزعة الوجودية في اعمال انغمار بيرغمان السينمائية/ تأليف وترجمة د. جواد بشارة.

* السينما التخريبية/ كتاب جديد للدكتور نصير لازم، صدر عن الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق، يتناول الظواهر الاجتماعية المولدة للتخريب، والمدلول السياسي والفعل الاجتماعي في الصورة.

* صناعة أفلام الخوف/ رعب الخرافة والاسطورة في السينما/ تأليف ظافر جلود- اصدار: دار الشؤون الثقافية العامة- بغداد.

************************************************************************************

جماليات البوح في نصوص «أرتّب الأنثى بداخلي»

د. سمير الخليل

يتشكّل الخطاب الشعري في تجربة الشاعرة (آمنة عبد العزيز) على شكل تدفّق وبوح انثيالي وتفصح في مجموعتها (أرتّب الأنثى بداخلي) الصادرة عن (منشورات جلجامش – بغداد 2019) عن اشتغالات جمالية واسترسالات رومانتيكية تشتبك بها مع الواقع في محاولة لتجاوز انكساراته وترميم تفاصيله على وفق سعي وتوظيف لكلّ عناصر التدفّق الشعري واستحضار كلّ اللّمسات أو التوجّهات وعناصر الإفضاء والجمال من انتقاء المفردة إلى تشكيل الصورة الشعرية، إلى استحضار القاموس (الأنثوي) لمخاطبة العالم، وإلى الميل لتكوين وابتكار الرؤى بإيجاد اللغة والصور والمعاني المبتكرة والناتجة عن نزعة لخلخلة المنطوق التقليدي باتّجاه الطاقة الانزياحيّة بمختلف تمظهراتها التركيبية، والدلاليّة والإيقاعية، وهي تتجاوز سمات القصيدة الرومانتيكية ونسقها التقليدي باتّجاه نصوص تملك فضاءها المرتكز على الخيار الجمالي ورهان السؤال الوجودي وتقمّص رؤية التحليق بحثاً عن معانٍ وصور وتشابكات تعيد انتاج الجمال بكلّ أبعاده ودلالاته، وجعل جماليات البوح الأنثوي هو المرتكز الذي يعيد تشكيل لحظة التوهّج والانبعاث وتتحوّل الأنثى إلى فينيق يحترق بعطره ليعلن عن إزاحة كلّ السكون والبلادة، فالشاعرة منشغلة إلى حدّ التوق في رسم الجمال الذي تنتمي إليه وتصدّره من ذات مأهولة بالسؤال الشفيف ومنطلقة باتّجاه عالم يحاصر البوح ويغتال رقصة الانبثاق.

وفق هذا السياق والاشتغال الجمالي تتحوّل نصوص المجموعة إلى إضمامة صادحة من السؤال الوجودي والجمالي وتتحوّل الرؤى إلى (مانفستو) لإعلان جدل التوق ليحاصر جدل الانطفاء وليضيء عتمة الانكفاء وتسعى النصوص بكلّ بسالة لوضع طوق الأنثى كإيقونة لتحرير كلّ التراكم باتّجاه إفصاح وبوح يحلّق بعيداً، ويعيد انتاج الشغف والألفة والتناغم.

نصوص المجموعة بكلّ ضوعها وعطرها وحميميتها تؤسس لخطاب يرمّم الجدب ويعيد تشكيل الواقع المأزوم بتأثيث أُنثوي، إنها تؤنث البوح والتشاكل الوجداني وهي تجعل من النسق الرومانتيكي مدخلاً للمساءلة والاستنطاق والانبعاث المتعالي، والتحديث إلى العالم من خلال مرايا وعطور واستلهام يجعل العالم يرتدي لغة الزهور وبهاء الأمكنة وبريق الأحلام المؤجّلة، ولذا نجد النصوص ترتكز على محايثة عميقة للتعبير عن قاموس أُنثوي يتشكل على إيقاعه شكل ودلالات الفيض الوجودي الذي يضيء لحظات الزوال والعتمة والإنكسار وتتحوّل القصائد إلى نسق تحريضي واحتجاجي ضد كلّ أشكال القبح والخمود .

الفضاء الشعري في هذه المجموعة فضاء متحرك ينطوي على تأرجح قصدي مؤطّر بالصور والبحث عن الاستثنائي واللاّمألوف في التراكيب والتشكلات والإزاحات، وسيميائية العنوان بوصف الإضاءة الجمالية والدلالية الأولى يتضمّن حركيّة الصورة والاستهلال بالفعل المضارع الذي يدلّ على الديمومة والاستئناف ويؤشر شكل البوح الذي يصدر من أنثى العالم وأنثى المعنى الوجودي، وليس الأنثى بمعناها وتكوينها الفسيولوجي.

لعلّ وعي الشاعرة بالارتهان إلى نسق وتأثيث اللّحظة الشعريّة جعلها تقدّم الطلاء الأنثوي كوسيلة للجذب والاستدراج لكنّها في جوهر التشابك الرؤيوي جعلت من فكرة (التأنيث) إطاراًَ لرؤية وجوديّة وفلسفية تقوم على استثمار وتوظيف أحد موجّهات ودلالات الجمال الأنثوي بوصفه الطريق لإزاحة هذا الاجتياح الفحولي الذي يخنق أنفاس الواقع واتساقاً مع هذه المقاربة ليس من المتعذّر اكتشاف الصراع السايكولوجي الذي تشيعه النصوص بين الثنائيات المتضادّة (الرجل/ الأنثى) (القوة/ الضعف) (القبح/ الجمال) (الحلم/ الكابوس) (الماضي/ الحاضر) (الحركة/ السكون) (المكان/ الهجرة) (البوح/ والضجيج) (اللون/ العتمة) (الجسد/ الروح) (الخضوع/ التمرد الوجدودي اليومي) (الترويض/ التحليق) (الموت/ الحياة)... الخ، وقد عبّرت في نص (حيَّ على الحب) عن هذه الإرهاصات في تأنيث العالم كوسيلة لإزاحة القبح القار :

“له لون كلّما رسمته                    /  تراقصت الحنطة فوق مبسميه     / لم اكتف برسمه

قدّمت أوراق جنوبيتي /    فأقالني قبل خفقة   /      قلت: 

ما بك أيّها المرسوم من أقواس فرحي  /  ختمك الأحمر سراب

لم لا تجعله أمراً لله؟ قال : إذن سنعلق قلوبنا لإشعار قادم”  (المجموعة: 11).

إنَّ تأمّل مفردات النص تكشف عن هذا التوجه الجمالي عبر جعل النص عبارة عن أسئلة وحواريّة وجوديّة تعلي من شأن البوح والحب، والضربة الختامية تعكس نوعاً من الرهان وانتظار المأمول، ومفردات (اللون) و(الرسم) و(الخفقة) و(أوراق جنوبيّتي) كإحالة للعمق والقوّة و(أقواس الفرح) وجملة (ختمك الأحمر سراب) تعكس روح التحدّي ووجود هذه البلادة التي تخنق لحظة التوق والانبثاق.

***********************************************************************************

الصياد جراكوس / فرانتس كافكا

ترجمة: ماهر حوني

كان هناك صبيان يجلسان على الحائط بجوار الرصيف ويلعبان النرد. كان رجلٌ يقرأ صحيفة على درجات نصب تذكاري في ظل بطل يحمل سيفًا. كانت فتاة صغيرة تملأ إنائها  بالماء عند النافورة. كان بائع فاكهة مستلقيًا بالقرب من بضاعته ناظراً إلى البحر. ومن خلال الفتحات لباب ونافذة الحانة، يمكن رؤية رجلين يشربان النبيذ في الخلف. كان المالك يجلس على طاولة في الامام وهو نائم. انزلق قارب صغير بخفة إلى داخل الميناء الصغير، كما لو أنه يُحمل فوق الماء. صعد رجل يرتدي سترة زرقاء إلى الأرض وسحب الحبال من الحلقات. خلف الرجل في القارب، كان هناك رجلان آخران يرتديان معاطف داكنة بأزرار فضية يحملان نعشًا، كان من الواضح أن رجلًا كان مستلقيًا عليه تحت وشاح حريري كبير به زخارف نباتية وأهداب.

لم يهتم أحد بالوافدين الجدد على الرصيف، حتى عندما وضعوا النعش في انتظار قائد الدفة، الذي كان لا يزال يعمل بالحبال. لم يأتِ أحد إليهم، ولم يطرح عليهم أحد أي أسئلة، ولم يلقي أحد نظرة فاحصة عليهم.

اوقفت امرأة ذات شعر أشعث قائد الدفة قليلاً ، وظهرت الآن على سطح السفينة حاملة طفل على صدرها. ثم تقدم مشيراً إلى منزل من طابقين أصفر اللون يرتفع بالقرب منه، على اليسار مباشرة بالقرب من الماء. حمل الحمَّالون حمولتهم وحملوها عبر الباب المنخفض المجهز بأعمدة رفيعة. فتح صبي صغير نافذة، ولاحظ على الفور كيف تتلاشى المجموعة داخل المنزل، وسرعان ما أغلق النافذة مرة أخرى. كان الباب مغلق. لقد تم صناعته بعناية من خشب البلوط الأسود. نزل سرب من الحمام، الذي كان حتى تلك اللحظة يحلق حول برج الجرس، أمام المنزل. فاجتمع الحمام أمام الباب، وكأن طعامهم مخزن داخل البيت. طارت حمامة مباشرة إلى الطابق الأول وقامت بالنقر على زجاج النافذة. لقد كانت ذات ألوان زاهية، وتم الاعتناء بها جيدًا، وكانت مفعمة بالحيوية. وبمسحة كبيرة من يدها، ألقت المرأة التي كانت على متن القارب بعض البذور نحوها. أكلت ثم طارت نحو المرأة.

نزل رجل يرتدي قبعة عالية ويحمل شريط الحداد من أحد الممرات الصغيرة الضيقة شديدة الإنحدار المؤدية إلى المرفأ. نظر حوله باهتمام. كل شيء أزعجه. جفل عند رؤية بعض القمامة في الزاوية. كانت هناك قشور الفاكهة على درجات النصب التذكاري. وبينما كان يمر، ازاحهن بعصاه. طرق باب المنزل، وفي الوقت نفسه خلع قبعته بيده اليمنى التي ترتدي القفاز الأسود. تم فتحه على الفور، وانحنى له حوالي خمسين صبيًا صغيرًا، مصطفين في صفين في ممر طويل.

نزل قائد الدفة من السُلم والتقى بالرجل وقاده إلى الطابق العلوي.

في الطابق الأول، رافقه حول الشرفة البسيطة المبنية بدقة والتي تحيط بالفناء، وبينما كان الصبية يحتشدون خلفهم على مسافة محترمة، دخل الرجلان إلى غرفة كبيرة باردة في الخلف. ولم يكن من الممكن رؤية منزل مواجه منه، بل فقط جدار صخري رمادي قاتم. وكان الذين حملوا النعش مشغولين بإعداد وإشعال بعض الشموع الطويلة عند رأسه. لكن هذه لم تقدم أي ضوء. لقد جعلوا فقط الظلال الساكنة سابقًا تقفز وتومض عبر الجدران. تم سحب الشال من فوق النعش. وكان يرقد عليها رجل ذو شعر أشعث ولحية وبشرة بنية، وكان يبدو أشبه بالصياد. كان يرقد هناك بلا حراك، دون أن يتنفس على ما يبدو، وعيناه مغمضتان، على الرغم من أن محيطه كان الشيء الوحيد الذي يشير إلى أنه يمكن أن يكون جثة.

تقدم رجل جينتل نحو النعش، ووضع يده على جبين الرجل الذي يرقد هناك، ثم ركع وصلى. أعطى قائد الدفة إشارة للحاملين لمغادرة الغرفة. فخرجوا وطردوا الصبية الذين تجمعوا في الخارج وأغلقوا الباب. ومع ذلك، يبدو أن الرجل الجينتل لم يكن راضيًا عن هذا السكون. نظر إلى قائد الدفة. لقد فهم الأخير ودخل من باب جانبي إلى الغرفة المجاورة. فتح الرجل الموجود على النعش عينيه على الفور، وأدار وجهه بابتسامة مؤلمة نحو الرجل الجينتل ، وقال: “من أنت؟” لم يتفاجأ الرجل الجينتل، نهض من وضعيته الراكعة وأجاب: “عمدة ريڤا”.

أومأ الرجل الجالس على النعش برأسه، وأشار إلى الكرسي بمد ذراعه بشكل ضعيف، وبعد أن قبل العمدة دعوته، قال: “نعم، كنت أعرف ذلك يا عمدة المدينة، ولكن عندما ألقيت نظرة أولية حولي، كنت دائمًا لقد نسيت كل شيء، كل شيء يدور حولي بهيئة دوائر، ومن الأفضل لي أن أسأل، حتى عندما أعرف كل شيء. من المفترض أيضًا أنك تعرف أنني الصياد غراكوس. “

بالطبع،” قال العمدة. “لقد تلقيت الأخبار اليوم، أثناء الليل. لقد كنا نائمين لبعض الوقت. ثم في منتصف الليل تقريبًا نادتني زوجتي قائلة: «سلفاتوري» — هذا هو اسمي — «أنظر إلى الحمامة عند النافذة!» لقد كانت حمامة حقًا، لكنها كبيرة بحجم الديك. طارت نحوي وهمست بأذني قائلة: “غدًا سيأتي الصياد الميت جراكوس. رحبوا به باسم المدينة.”

أومأ الصياد برأسه ودفع طرف لسانه بين شفتيه. «نعم، الحمام يطير هنا أمامي. ولكن هل تعتقد، أيها العمدة، أنني سأبقى في ريڤا؟»

أجاب العمدة: “لا أستطيع أن أقول هذا بعد”. “هل أنت ميت؟”

قال الصياد: “نعم، كما ترى. منذ سنوات عديدة مضت، لا بد أنه كان منذ سنوات عديدة مضت، سقطت من صخرة في الغابة السوداء، تلك في ألمانيا، بينما كنت أتعقب ظبية الشمواه. ومنذ ذلك الحين وأنا ميت.”

قال العمدة: “لكنك أيضًا على قيد الحياة”.

قال الصياد: “إلى حد ما، أنا أيضًا على قيد الحياة إلى حد ما. لقد ضلت سفينة الموت الخاصة بي طريقها - انعطاف خاطئ للدفة، لحظة لم يكن فيها قائد الدفة منتبهًا، تشتيت الانتباه عن وطني الرائع - لا أعرف ما هو.

كل ما أعرفه هو أنني باقي على الأرض، وأن سفينتي منذ ذلك الوقت تبحر فوق المياه الأرضية. لذلك أنا – الذي أردت فقط أن أعيش في جبالي – أسافر بعد موتي عبر جميع بلدان الأرض. “

“وما لك من نصيب في الآخرة؟” سأل العمدة وهو يقطب جبينه.

أجاب الصياد: “أنا دائمًا على السُلم الهائل المؤدي إليه. أتجول على هذه السلالم الواسعة اللامتناهية، أحيانًا إلى الأعلى، وأحيانًا إلى الأسفل، وأحيانًا إلى اليمين، وأحيانًا إلى اليسار، وأتحرك دائمًا. من كوني صيادًا أصبحت فراشة. لا تضحك.”

أجاب العمدة: “أنا لا أضحك”.

قال الصياد: “هذا احترام كبير منك. “ “أنا أتحرك دائمًا. لكن عندما أمر بأكبر حركة تصاعدية وأرى الباب يضيء فوقي مباشرة، أستيقظ على سفينتي القديمة، ولا أزال عالقًا في منطقة من الماء على نحو كئيب. الخطأ الأساسي الذي ارتكبته في موتي الفائت يبتسم لي في مقصورتي. طرقت الباب جوليا، زوجة قائد الدفة، وجلبت لي على النعش مشروب الصباح الخاص بالبلد الذي نبحر بساحله في ذلك الوقت. أستلقي على سرير خشبي، أرتدي كفنًا قذرًا حيث لا يسعدني النظر إلى ذلك ، وشعري ولحيتي، باللونين الأسود والرمادي، متشابكان بشكل لا ينفصم، وساقاي مغطتان بوشاح حريري نسائي كبير، مزين بزخارف نباتية. وأهداب طويلة. عند رأسي شمعة الكنيسة تنيرني. توجد على الحائط أمامي صورة صغيرة، من الواضح أنها لرجل أدغال يصوب رمحه نحوي ويختبئ قدر الإمكان خلف درع مطلي بشكلٍ رائع. على متن السفينة، يصادف المرء العديد من الصور الغبية، لكن هذه واحدة من أغبى الصور. علاوة على ذلك، فإن قفصي الخشبي فارغ تمامًا. من خلال ثقب في الجدار الجانبي يدخل الهواء الدافئ لليالي الجنوب، وأسمع صوت الماء يرتطم بالقارب القديم”.

“لقد كنت مستلقيًا هنا منذ أن كنت - الصياد غراكوس الذي لا أزال على قيد الحياة - أطارد ظبية شمواه إلى مأواها في الغابة السوداء فسقطت. كل شيء حدث كما ينبغي. تبعتها، وسقطت، ونزفت حتى الموت في وادٍ، ومت، وكان من المفترض أن يحملني هذا القارب إلى الجانب الآخر. ما زلت أتذكر مدى سعادتي بتمديد نفسي هنا على اللوح الخشبي لأول مرة. لم تحببني الجبال أبدًا وأنا أغني بالطريقة التي كانت تفعل بها هذه الجدران الأربعة التي لا تزال غامضة في ذلك الوقت. “

“لقد كنت سعيدًا لأنني على قيد الحياة وكنت سعيدًا لأنني ميت. قبل أن أصعد على متن السفينة، رميت بكل سرور مجموعتي البالية من البنادق والحقائب، بما في ذلك بندقية الصيد التي كنت أحملها دائمًا بفخر، وانزلقت داخل الكفن مثل فتاة صغيرة ترتدي فستان زفافها. هناك استلقيت وانتظرت. ثم وقع الحادث.”

قال العمدة وهو يرفع يده في إشارة استخفاف: “مصير سيئ، وأنت لست مسؤولاً عنه بأي شكل من الأشكال؟”

قال الصياد: «لا». “كنت صيادًا. فهل هناك أي ذنب في ذلك؟ لقد نشأت لأكون صيادًا في الغابة السوداء، حيث كانت لا تزال هناك ذئاب في ذلك الوقت. “

لقد انتظرت، وأطلقت النار، وأصبت الهدف، وأزلت الجلد، فهل هناك أي لوم في ذلك؟ لقد كان عملي مباركًا. “صياد الغابة السوداء العظيم” - هكذا أطلقوا عليّ. هل هذا شيء سيء؟”

قال العمدة: “ليس من حقي أن أقرر ذلك، ولكن يبدو لي أيضًا أنه لا يوجد أي لوم في هذا الأمر. ولكن بعد ذلك على من يقع اللوم؟”

“الملاح،” قال الصياد. “لن يقرأ أحد ما أكتبه هنا، ولن يأتي أحد لمساعدتي. لو كلف الناس بمساعدتي لبقيت كل أبواب البيوت مغلقة، وكل النوافذ مغلقة، واستلقوا جميعاً على السرير، وملاءات فوق رؤوسهم، ولكانت الأرض كلها نزلاً لهم. الليل. وهذا أمر منطقي، لأنه لا أحد يعرفني، وإذا عرفني، فلن يكون لديه أي فكرة عن مكان إقامتي، وإذا عرف ذلك، فلن يعرف كيف يبقيني هناك، ولذا سيفعل ذلك لا أعرف كيف تساعدني. إن فكرة الرغبة في مساعدتي هي مرض ويجب علاجه بالراحة في الفراش. “

“أعرف ذلك، ولذلك لا أصرخ لطلب المساعدة، حتى لو في اللحظات التي لا أتمكن فيها من ضبط النفس، على سبيل المثال الآن، أفكر في ذلك بجدية شديدة. لكن للتخلص من مثل هذه الأفكار، كل ما أحتاجه هو أن أنظر حولي وأتذكر أين كنت وأين - وهذا ما أستطيع أن أؤكده بثقة كاملة - عشت لقرون.

قال العمدة: “هذا أمر استثنائي، استثنائي. والآن هل تنوي البقاء معنا في ريفا؟”

“ليس لدي أي نوايا”، قال الصياد مبتسمًا، وللتعويض عن لهجته الساخرة، وضع يده على ركبة العمدة. “أنا هنا. لا أعرف أكثر من ذلك. لا يوجد شيء آخر يمكنني القيام به. إن قاربي بلا دفة، يسافر مع الريح التي تهب في أعمق مناطق الموت. “

في تعريف الشاعر 

فيصل جاسم

الشاعر ثرثار من نوع أخر ، يكتب ، يشطب ، يمرح اذ يتشظى او يصنع ما لا يصنعه الحداد و لا النجار و لكن سعادته ان ينجز او يخلق بحرا و سماوات اخرى كي ينثر بينهما بشرا و سعادة طفل حين يؤوب ابوه من الحرب الملعونة ، كان يظن بأن سعادته ان ينضج مثل عناقيد الاعناب تؤاخي الحبة جارتها و الحرف يؤاخي الحرف على الورق المصقول و ينبت فوق و تحت شراشفه شجر اللبلاب و اشجار اليوكالبتوس و ورد الكاردينيا ، لكن بياض الروح نبيل جدا حين يطاوع افكارا تتناثر ، كيف له ان يدفع فكرته الاولى بجوار سعادته ، من اسعد منك و انت تؤجج ما لا يتأجج ، ثرثار من نوع أخر ، لم يألفه القوالون و لا حراس الكلمات .

ستكتب ما لم يكتبه سواك فان اخطأت فان عقابك ان تكسر فنجانا تلتذ بقهوته او تشطب ما يتأرجح بين الحق و بين الشهوة ، بين نفور الاشكال من المضمون و بين تعاسة ما كنت تقول هو المعنى .

المعنى في قلبك لا بل في عقلك فاخرج من جبروت المعنى نحو سهول الارض و قلب تربتها بحثا عن كنز رباني تختص به و تقول لرمل الارض : حبيباتي ، شكرا لدماثة اخلاق الخطوة حين تؤسس حنجرة لا تصعد فوق المسرح فالمسرح للقوالين ، و لا تطلب تثمينا ممن يسمع ما تقرأ ، الق عصاك و دعها تلقف كل افاعي المسرح ، هل انت نبي ، كلا ، لكن الشاعر مثل نبي فيك و لكن الله تناساه فلم يبعث جبريل اليه ، فدعك فريدا منعزلا لتغرد وحدك بين جبال تعرفها ، تتسلق ثم وحيدا تصعد نحو القمة بحثا عن افعى.

********************************************************************************

الصفحة الثانية عشر

يوميات

  • يضيّف نادي السرد في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، بعد غد السبت، الروائي جمال العتابي، لمناقشة روايته الصادرة عن منشورات الاتحاد “منازل العطراني”، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والنقاد.

الجلسة التي من المقرر أن يديرها الناقد زهير الجبوري، تبدأ في الساعة 11 ضحى على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس.

  • ينظم منتدى “بيتنا الثقافي” في بغداد بالتنسيق مع رابطة المرأة العراقية، بعد غد السبت، جلسة حول فوائد استعمال البطاقة الذكية (كي كارد)، يتحدث فيها مندوبو الشركة العالمية للبطاقة الذكية.

تبدأ الجلسة في الساعة 11 ضحى على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.

  • تفتتح جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، بعد غد السبت، معرض الألوان المائية 2024، الذي سيشارك فيه فنانون من الموصل ومحافظات أخرى.

يُفتتح المعرض عند الساعة 11 ضحى على القاعة الكبرى في مقر الجمعية الكائن في المنصور – شارع دمشق – مقابل متنزه الزوراء.

**********************************************************************

سنجار تحتفل برأس السنة الايزيدية

متابعة – طريق الشعب

احتفل الايزيديون، أول أمس الثلاثاء في سنجار، برأس السنة الايزيدية (عيد جار شمبا سور). حيث اجتمع الآلاف منهم في «معبد لالش»، وهم يرتدون ملابسهم التقليدية ويوزعون الحلوى في ما بينهم.

وأشعل المحتفلون الشموع والمشاعل إيذانا ببدء عامهم الجديد. فيما قاد رجال الدين، بمن فيهم باب الشيخ، الرئيس الروحاني للطائفة الايزيدية، اداء الطقوس والتراتيل الدينية.

وفي هذا العيد، يقوم الايزيديون بوضع شقائق النعمان على أبواب منازلهم، وزيارة موتاهم وتوزيع الطعام على الفقراء.

وفي حديث صحفي، عبر المحتفل ياسين سلو عن فرحته بقدوم العيد، متمنيا أن يعم السلام العراق بأسره.

فيما أعربت المحتفلة هيام، عن مشاعر مختلطة. فقالت أن «اليوم عيد، لكن قلوبنا ما تزال جريحة بسبب فقدان العديد من أقاربنا، بين من قُتل وفقد وأسر لدى تنظيم داعش الإرهابي»، متمنية أن يعود المفقودون سالمين.

*******************************************************************************

عيادة طبية مجانية في «كراج الأمانة»

بغداد – طريق الشعب

بدعوة من رابطة المرأة العراقية في بغداد، قدم الطبيبان الدكتور عماد والدكتورة جبرا خدمات طبية مجانية للعشرات من أهالي منطقة كراج الأمانة، كبارا وصغارا، وذلك في عيادة صديق الرابطة «أبو ريفان».

وتوافد على العيادة نحو 70 مواطنا، خضعوا للفحص على أيدي الطبيبين، وتلقوا العلاج المجاني. وقد ساهمت زميلتا الرابطة جنان نوري ومروة فاضل، في تنظيم العيادة.

من جانبهم، أعرب أهالي المنطقة عن شكرهم إلى رابطة المرأة والطبيبين وإلى كل من ساهم في هذه الخدمة الإنسانية. 

***************************************************************************

في اتحاد الأدباء العراقيين..  جلسة حوارية  حول دراما رمضان 2024

متابعة – طريق الشعب

نظم الملتقى الإذاعي والتلفزيوني في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، أول أمس الثلاثاء، جلسة نقاشية حول “واقع الدراما التلفزيونية العراقية في الموسم الرمضاني 2024”، قدمها د. صالح الصحن بحضور فنانين وأدباء وكتاب، غصت بهم قاعة الجواهري في مقر الاتحاد.

واستهل د. الصحن الجلسة بقراءة ورقة نقدية عنوانها “صنعة الموسم الدرامية - انطباعات أولية”، ذكر فيها ان هناك أعمالا درامية خلال الموسم الرمضاني الحالي، أثارت إعجاب المتابعين وحققت نجاحات تمثلت في الزخم الإنتاجي وتحريك عجلة الإدارة الإنتاجية والفنية.

وأوضح أن شبكة الإعلام العراقي انتجت 10 أعمال بالدعم المالي الحكومي، وهناك شركات خاصة وقنوات أنتجت أعمالا شكلت علامة مهمة في الإنتاج الدرامي العربي، بمهارات إخراجية متفاوتة، مع إدارة تصوير واعية لفن اللقطة والمشهد والتكوين والحركة، مستدركا لكن تبقى هناك حاجة إلى “جعل حرفة الإخراج أكثر إبداعا مما عُرض”.

وأشار د. الصحن إلى أن الأعمال التي عرضت كشفت عن مواهب في التمثيل بين شابات وشباب أثبتوا الإجادة في الأداء أمام ممثلين كبار. فيما نوّه إلى ان هناك ممثلين من غير الجدد، ظهروا لأداء مساحة دور فقط أو للتواصل الفني، وان بعض هؤلاء له تاريخ فني في تجسيد أدوار مهمة سابقة، أفضل بكثير من الأدوار الحالية التي كلف بها للمراوحة وإدامة الحضور.

وتابع قوله: “كان لقيادة المخرج أثر كبير في التوافق مع إبداعية الممثل، وفي خلق (كاريكتر) جديد ومغاير للنمط المألوف عنه (الممثل)، بنكهة أداء أثارت الإعجاب، كما حصل في شخصية محمود أبو العباس في مسلسل (شيء أقوى من الحب)، وشخصيتي حافظ لعيبي وغسان إسماعيل في مسلسل (خان الذهب)، وشخصيتي باسل شبيب وأحمد شرجي في مسلسل (خيوط حرير)، وشخصية صبا إبراهيم في مسلسلي (روح) و(عسل مسموم)”.

وفي سياق الجلسة، قدم عدد من الحاضرين مداخلات، أجمعوا فيها على ضعف ما أنتج من أعمال درامية للموسم الرمضاني الأخير. فيما دعوا إلى ضرورة  النهوض بالواقع الدرامي عبر اللجوء إلى كتاب دراما مبدعين، من أجل مواكبة التطورات الحاصلة في الدراما العربية.

*******************************************************************************

أما بعد.. «أسيّد» الدكتورة نهلة النداوي

منى سعيد

الحياة الفارغة تشبه القطار الذي لا ولن يتوقف عند محطتك. هكذا هي بالنسبة للدكتورة نهلة النداوي، الأكاديمية والناشطة في مجال التوعية بحالات التوحد وأطيافه.

أحاطت هذه السيدة المعجونة بعذوبة نادرة ولدها «أسيّد» المصاب بالتوحد، بروح تضحية أصيلة يمكن أن تطوّق العالم كله بحنان كبير، مصممة على بث عزيمة الحياة فيه، ونفخ الرماد بعيدا عن جوهره، صانعة منه قصة نجاح باهرة بعدما خذلته الطبيعة.

والتوحد هو أحد الاضطرابات العصبية التي تتسبب في مشاكل في التواصل والسلوك، وعادة ما تبدأ أعراضه بالظهور قبل عمر 3 سنوات، إذ يعاني ضحاياه من اضطراب في النمو العصبي يؤثر على عملية معالجة البيانات في الدماغ، ما يؤدي الى ضعف التفاعل الاجتماعي والتواصل اللفظي وغير اللفظي، وحدوث أنماط سلوكية مقيدة ومتكررة.

عالميا، تكرس الأمم المتحدة الثاني من شهر نيسان كل عام يوما للمصابين بهذا المرض، كوسيلة لتأكيد وتعزيز وتنفيذ جميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية للأشخاص المصابين بالتوحد على مستوى العالم، على أسس متساوية وشاملة مع الآخرين.

والنداوي فقدت زوجها في انفجار إرهابي قبل سنوات، وواجهت محنة وحيدها «أسيّد» ببسالة مدهشة .. برأيها الذي عبرت عنه في لقاء تلفزيوني «أن للمعاناة وجها جميلا أيضا ، خصوصا عند تجاوز المحنة. فهذا يمنح المصاب فرصة عظيمة لمقاربة الحياة بعين إيجابية».

توجه النداوي حديثها لعائلات المتوحدين بهدف خلق فرص لتوعية الأمهات، عبر بث الأمل فيهم وحثهم على تعليم أولادهم وتطوير مهاراتهم وحتى تأهيلهم للعمل، بالرغم من ندرة أو انعدام المدارس المخصصة لهم.

وتشرح النداوي حالة «أسيّد» وتذكر أنه حاليا شاب بعمر23 عاما يمارس حياته الاجتماعية والثقافية وحتى الاقتصادية بشكل مستقل، بعدما عملت على تحديد أهداف قصيرة لأزمان محددة في بداية مسيرته التعليمية، ومنها انتقلت تدريجيا الى أهداف أكبر عبر تدريب أكاديمي مثابر على تعلم نطق الحروف والقراءة والكتابة أولا، ثم طوَّر من كفاءاته الأخرى حتى استكملت حاليا بقدرته على التوجه والاندماج في الحياة الاجتماعية والثقافية.

انا شخصيا كثيرا ما ألتقي «أسيّد» في الندوات والمعارض التشكيلية ومعارض الكتب، وهو يشعرني بأنه يعرف الجميع، ويبدو مبتسما ضاجا بالحياة ، مانحا طاقة ايجابية نابعة من محبة طاغية بقلب أبيض وبعفوية صافية.

وهو شغوف بمتابعة أحداث العالم ، وقادر على إدارة شؤونه المادية كونه يستلم حاليا تقاعد والده بنفسه ويرتب ميزانية مصروفاته ،إلى جانب متابعته للشأن الثقافي المحلي، واطلاعه على تاريخ العراق الحديث وأبرز مثقفيه. كما انه كشف عن موهبة في الرسم يعبر فيها عن مكامن نفسه وعن مشاعر المحيطين به وخصوصا والدته. مثلما توجه للحاسوب وتعلم عددا من البرامج. كما انه ذو موهبة نادرة في تحديد يوم وأسبوع ولادة الشخص بمجرد بمجرد معرفة تاريخ ولادته.

تستعين النداوي في وصف حالتها مع ولدها بالمثل الدارج: ما تبنى جثة إذا ما تبلى جثة.