اخر الاخبار

يواصل جيش الاحتلال الصهيوني حربه الدموية على قطاع غزة لليوم الـ152، في ظل تفاقم الكارثية الإنسانية، واتساع المجاعة التي تفتك بأهالي قطاع غزة، فيما دقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر بشأن أوضاع الأطفال الجياع في غزة في كارثة قالت إنها «غير مسبوقة»، وناشدت المجتمع الدولي جعل المساعدات «تتدفق» على غزة.

وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لايركه لصحفيين في جنيف «مع بدء تسجيل وفيات بين الأطفال جراء الجوع، نحن أمام إنذار لم نواجه مثيلا له من قبل».

وتحدثت منظمة الصحة العالمية عن مشاهد «قاتمة» لأطفال يتضورون جوعا بعدما زارت مستشفيين في شمال غزة نهاية الأسبوع الماضي مع مساعدات للمرة الأولى منذ تشرين الأول الماضي.

وتساءل لايركه «إن لم نضع حدا لما يجري الآن فمتى نفعل؟ ومتى تحين لحظة اتخاذ إجراءات عاجلة، ونجعل المساعدات تتدفق على غزة التي هي بحاجة إليها». وأضاف «هذا ما نريده أن يحدث».

ولدى الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية معايير معينة لتحديد حالة المجاعة التي لم تعلن بعد في قطاع غزة برغم الوضع الكارثي فيه.

وقال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) جيمس إلدر لصحفيين، إن الجوع أو النقص المطلق في السعرات الحرارية، يمكن أن يؤدي إلى أمور مثل فشل في وظيفة الأعضاء.

ولكن قبل الوصول إلى هذه المرحلة، يمكن أن يكون سوء التغذية الحاد سببا أساسيا كبيرا للوفاة، ما يجعل الأطفال أكثر عرضة للموت جراء أمراض أطفال شائعة.

لذا فإن إدراج سوء التغذية الآن كسبب مباشر أيضا لوفيات الأطفال أمر «مثير للقلق»، وفق إلدر.

وفي حين أن عبارة مجاعة قد تجذب المزيد من اهتمام وسائل الإعلام، إلا أنه شدد على أنها «لا تحدث فرقا كبيرا بالنسبة للأطفال على الأرض».

بدوره، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إن بلاده ستحذر إسرائيل من أن صبرها بدأ ينفد إزاء «المعاناة المروعة» في غزة، حيث يموت الناس جوعا بسبب نقص المساعدات.

وأضاف كاميرون، الذي من المقرر أن يجتمع مع بيني غانتس عضو مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي، للبرلمان البريطاني إن طريقة تعامل إسرائيل، باعتبارها سلطة الاحتلال، مع المساعدات المقدمة لغزة تثير تساؤلات حول الامتثال للقانون الدولي.

وقال كاميرون أمام مجلس اللوردات، المجلس الأعلى في البرلمان «نواجه وضعا من المعاناة المروعة في غزة… تحدثت قبل بضعة أسابيع عن خطر تحول هذا الأمر إلى مجاعة وخطر تحول الإعياء إلى مرض، ونحن الآن في تلك المرحلة».

وأضاف «الناس يموتون جوعا، ويموتون من أمراض كان من الممكن الوقاية منها».

ودعت رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) وأستراليا إلى وقف إنساني فوري ودائم لإطلاق النار في غزة.

وعبّرت آسيان -التي تضم 10 دول أعضاء - وأستراليا في بيان مشترك في ختام قمة خاصة جمعت قادتهما في ملبورن عن قلقهما إزاء ما وصفتاه بالوضع الإنساني الفظيع في غزة، ودعتا إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين في غزة.

وأكد البيان دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في تنفيذ مهامها، حيث تتعرض الوكالة لحملة إسرائيلية تستهدف إنهاء عملها في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقررت الحكومة الفيدرالية الكندية استئناف تمويل الأونروا (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين).

ونقلت هيئة الإذاعة الكندية “سي بي سي” عن مسؤول حكومي كبير قوله: «بالإضافة إلى الدفعة المقررة البالغة 25 مليون دولار في نيسان، تعتزم الحكومة الكندية أيضًا الإعلان عن تمويل جديد».

وعلى الصعيد الميداني، استهدف الجيش الإسرائيلي مجددا فلسطينيين كانوا ينتظرون مساعدات، وواصل قصف المناطق السكنية مخلفا عشرات الشهداء والجرحى.

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، أن قوات الاحتلال ارتكبت 9 مجازر جديدة ضد العائلات الفلسطينية خلال الـ24 ساعة الماضية.

وأوضحت الوزارة في بيان لها، أنه راح ضحية المجازر الجديدة 86 شهيدا و113 إصابة، فيما ارتفعت الحصيلة الإجمالية للشهداء في القطاع إلى 30 ألفا و717 منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وأشارت إلى أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 72 ألفا و156، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، وتمنع قوات الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم.

وذكرت وزارة الصحة، أن الاحتلال الإسرائيلي تعمد قتل 348 كادرا صحيا، إلى جانب اعتقال 269 آخرين، على رأسهم مدراء مستشفيات في خانيونس وشمال غزة.