اخر الاخبار

منذ أن تلمست أقدامنا هذه الأرض، عرفنا أن ما ينبت فيها خير مما ينبت في الأهواء والرغبات، وأن للكلمات جذورا، كما لها جذوعا وأغصانا مثمرة، وأن المسيرة نحو افق الحداثة لايمر بطرق مستوية، وان السجون مقترنة دائمًا بقلاع السلطة، لذا لم يكن الحزب الشيوعي مجرد نبات طارئ، ولد صدفة في هذه الأرض، بقدر ما كان حقيقة هذه الأرض وجذرها وجذعها واغصانها المثمرة، ثم كان صدقها في النضال، وحاجتها في التفكير، أنار لها مسارب حياتها وأضاء عتمتها وأنبت لها قصباءها ونخيلها، لا أقول هذه الكلمات تعبيرًا عن عاطفة تلازم أقلامنا سنويًا، بل عن حاجة الأجيال لمعرفة أن: ميلاد الحزب الشيوعي ليست صدفة كأي ميلاد طارئ لايثمر، بل هو ميلاد تضافرت عليه علوم الأرض وحاجات الناس وعمّا يفكرون به. ومنذ سبعة وثمانين عامًا والصوت نفسه، ذلك النداء الكوني

أن يكون الشعب سعيدًا بما يملك وحرًا بما يفكر،

ولما كانت هذه هوية الأرض العراقية وحزبها، نال الاثنان، وعبر التاريخ المشوه للسلطات، ما ناله من اعدامات، وسجن، وتعذيب، وتهجير، وغمط حقوق.

أقول أن عيد الشعب،

هو ميلاد حزب الشعب،

وعندما يستقر المعنى بدلالة العمل الوطني

، سيكون الحزب نموذجًا مشعًا لمسيرة شعب كامل

، ومع أن الظروف القاسية تجوهر الفكر وتجدده، نجدها اليوم في صور أقسى مما يعتقد عندما تكون الأمور بمثل هذا التعقيد الذي فرضته المحاصصة على الشعب وحرمته من أن يعيش حرًا وسعيدًا، وهو الذي يمتلك كل مقومات الحرية والسعادة.

شيء واحد أحب أن انوه عنه بهذه العجالة، وهو أن طريق الحرية طويل،

ولن يعط من قبل أحد دون أن ينتزع من أنياب غول الفساد والمفسدين،

طريق الحرية طويل يا فهد،

وأنت أول الذين قرأوا درسه على مسامع العراقيين كلهم.

ولذلك لن تهزم الملمات والشدائد الأفكار الماركسية، بل ما يُهزم هو من يقف ضدها ، ومن يستغلها لغير أهدافها، ومن يستثمرها لحسابه الخاص. لن أقول أكثر عن التركيبة السياسية التي غيبت بعمد الطبقات الاجتماعية العراقية، لتحتل نسيج المجتمع بمقولات لم تنتج مصنعًا ولا مدرسة، ولامؤسسة ولا استقرارًا ولا حدودًا آمنة،ولا هوية عراقية محددة، ، ولا ببنية طبقية واضحة، فقدمت نفسها على أساس أنها أحزاب أُمة تارة، وأحزاب قوميات وأديان تارية أخرى، والمحصلة لا أمة نهضت، ولاقومية استوطنت الحريات، ولادينا وحدَّ شعبًا، لذلك حورب الشعب بحريته قبل محاربة الحزب بمبادئه، وقُمعَ الشعبُ قبل أن يُقمع الحزبُ، وعندما قمع الأثنان معًا، احتل العراق ،واخترقت حدوده، وضاعت هويته.

عرض مقالات: