اخر الاخبار

أحزاب كثيرة عرفتها الحياة السياسية في العراق منذ وجوده البكر.. وأعوام تلاحقت حل فيها الخراب والدمار والفوضى والفساد والجريمة.. وزاد عدد الأحزاب ووصل الرقم الانتخابي للأحزاب أرقاما غير مسبوقة عددا.

إلا أن قسما كبيرا من هذه الأحزاب انطفأ حضورها وتلاشى وجودها فيما القسم الاخر بدأ يحتضر.

غير ان الحزب الشيوعي العراقي؛ بقي طودا شامخا ونخلة باسقة في عراق لا يدين شعبه إلا بدين الوطن.. وها هي أجراسه تعلن ميلاده الاغر لتضيء قناديله ظلمة المكان ووحشة الزمان.

الشيوعيون العراقيون.. باقون.

فكرهم النير يقول هذا، وحصاناتهم وقيميهم وصدقهم ونزاهتهم تؤكد على أن هذا الوجود النقي الذي يتباهى به كل عراقي وإن لم يكن شيوعيا منظما بالضرورة.

ذلك أن كلمات: النزاهة والفضيلة والنضال الباسل والانتماء للوطن والعمل على نشر الوعي بين الجميع وتحقيق الرفاهية للشعب.. هي المبادئ النبيلة التي ظل الشيوعيون يدافعون عنها ويعملون من أجلها.

حتى أصبح الوسام الشيوعي لا يعني بالضرورة أن هذا الوسام لأعضائه حسب؛ وإنما هو لكل ديمقراطي ووطني وشريف.. وفي ظل وجود(ساسة) لا ينتمون للوطن فيما هم يهتفون للديمقراطية ويغتالونها في الصميم، كما أنهم دعاة فضيلة ولا فضيلة لهم على معاناة العراقيين وإنما فضيلتهم على أنفسهم وذويهم.

الشيوعية ـ كما عشناها ـ ليست تعليمات جامدة ولا قواعد ثابتة وإنما هناك مواقف وطنية ثابتة ومقدسة ولا يمكن القبول بسواها.. ذلك أن إرادة الوطن؛ هي الأداة العليا التي تحرص وطنية الشيوعيين على ثباتها.

من هنا يدعو (الشيوعي) إلى دولة مدنية، لأن المدنية تعني المواطنة، والمواطنة هي محور وأساس عمل الشيوعيين.

صحيح أن (الشيوعي) حزب الطبقة العاملة والمدافع الأمين عن حقوقها وإرادتها ووجودها الأمثل.. إلا أن (الشيوعي) بات يعرف بأنه حزب المثقفين، وما من مثقف عراقي او عربي والا كانت خلفيته ومرجعيته الثقافية والمعرفية والابداعية تعتمد على أدبيات هذا الحزب.

والمسيرة الشاقة التي قطعتها شبيبة الحزب على مدى 90 عاما، ظلت تحرص على أن يكون لها مطبوعاتها وخطابها الثقافي، ولم يتوقف هذا الاهتمام بالثقافة والمثقفين حتى في أصعب وأسوأ الظروف.

لقد كانت أدبيات الحزب ومنشوراته تواصل الصدور حتى عن طريق سجون نقرة السلمان والحلة وسواهما لتصل إلى قطاعات شعبية مختلفة؛ في حين نجد أن معظم الأحزاب التي ظهر وجودها بعد 2003 قد تخلت عن أدبياتها لأن ما يشغلها ليس تثقيف الناس وانما الاعتماد على التجهيل والاشتغال على عتمة العقول.. لذلك اختفت فضائيات وصحف ومجلات واذاعات عديدة.. كانت هذه الأحزاب الفاسدة تعمل على تسويقها.. إلا أن هذه المجانية لم تعد مقبولة بل مرفوضة تماما، ذلك ان الشعب العراقي بات يدرك أن الحزب الأكثر اخلاصا وانتماء للوطن هو (الحزب الشيوعي) والأكثر حرصا على نشر الوعي والمعرفة هو هذا الحزب بوصفه الحزب الذي يقوم وجوده على العلم والمعرفة لا على الجهل والأمية والتضليل واتخاذ الدين الحنيف وسيلة من وسائل تجهيل الآخر والإساءة اليه ومن ثم استغلاله ونهب خيراته واغتيال قيمه ووجدانه وصدقه.. وهذا هو السبب الذي جعل من تسعينية (الشيوعي) متوهجة وباقية وخالدة لأنها قائمة على الوعي بوصفه الأرضية الصلبة التي يقوم عليها هذا الحزب العتيد.

عرض مقالات: