تبقى ثورة 14 تموز 1958 محطة تاريخية ذات أهمية كبيرة، حيث تحمل مجموعة من الدروس التي لاتزال تلقي انعكاساتها على الواقع العراقي الحالي، هذه الثورة كانت تحمل في طياتها مبادئ وقيما تستحق التأمل والاستفادة منها.

أحد الدروس البارزة التي يمكن استخلاصها هو القوة الهائلة للشعب، وقدرته على التحرك المؤثر، إذ تعلمنا من تجربة ثورة 14 تموز أن الشعب يحمل القوة الفعلية للتغيير السياسي والاجتماعي، وأن التضامن والتعاون بين أفراد الشعب، يمكن أن يؤدي إلى نتائج إيجابية رائعة.

كذلك أحد الدروس الأساسية المستخلصة هي ضرورة استعادة السيادة الكاملة للبلد، حيث كانت السيادة هدفًا رئيسيًا لثورة 14 تموز من خلال إنهاء الهيمنة البريطانية، وتحقيق الاستقلال الكامل، مما يعني أنه في الوقت الحاضر ينبغي علينا السعي للحفاظ على استقلال العراق، وتحقيق السيادة الشاملة، في كافة جوانب الحياة.

من الدروس التي لا يمكن تجاهلها هي العدالة الاجتماعية والاقتصادية، إذ سعت ثورة 14 تموز إلى تحقيق التوازن والعدالة في المجتمع العراقي، من خلال إصلاحات جذرية، شملت توزيع الثروة، ومكافحة الفساد، بالتالي ينبغي علينا السعي والنضال من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية، وضمان توزيع الثروة بشكل عادل ومنصف، ومكافحة الظواهر السلبية، التي تعرقل تقدم المجتمع.

تعلمنا أيضًا من تجربة 14 تموز، أهمية الاستقرار السياسي والمؤسساتي، إذ تعرض العراق إلى تحولات سياسية متعددة بعد الثورة، مما يجعلنا ندرك أهمية بناء نظام سياسي قوي ومستقر، يعمل على تحقيق استقرار البلاد وتقدمها، وعليه يجب أن نعمل على تعزيز الاستقرار السياسي والمؤسساتي، وتعزيز الحوار والتفاهم بين المكونات السياسية لتحقيق الازدهار.

أخيرًا يجب أن لا ننسى أهمية التواصل والتضامن بين بلدنا والبلدان الأخرى، فقد تم تعزيز العلاقات بين العراق ودول الجوار، خلال تلك الفترة، وهذا يمكن أن يكون درسًا قيّمًا إذ يجب أن نعزز التواصل والتعاون مع دول الجوار، وأن نتعاون في مواجهة التحديات المشتركة، لتحقيق الاستقرار والتقدم في المنطقة بأكملها.

إن تأمل هذه الدروس واستيعابها، يمكن أن يسهم في تعزيز التقدم والاستقرار في الواقع العراقي الحالي، ومن ثم تساهم في تحقيق الأهداف المجتمعية المنشودة.

ــــــــــــــــــــــــ

*المنسق العام للتيار الديمقراطي العراقي في هولندا.

عرض مقالات: