اخر الاخبار

من بين المتاحف الموزَّعة في محافظات عدّة، والتي تتخصص غالبيّتها في المقتنيات الأثرية والتراثية والفنّية، يأتي «متحف الأدباء» الذي افتتحه الاتحاد العام للأدباء والكتاب يوم الأربعاء 19 من الشهر الجاري في مقره وسط بغداد، ليمثل ذاكرة مرئية لكتاب العراق وشعرائه.

جاء ذلك في سياق مراسيم افتتاح مبنى الاتحاد مجددا، بعد أن شهد خلال الفترة الأخيرة أعمال ترميم وتحديث، تضمنت من بين ما تضمنته إنشاء هذا المتحف. 

ولم يكن في العراق سوى متحفين خاصين بالأدب، هما: «بيت السيّاب» الثقافي الذي افتُتح عام 2015 في بيت الشاعر بمسقط رأس في البصرة، و»متحف محمّد مهدي الجواهري»، الذي افتُتح العام الماضي في بيته ببغداد.

وكان هذان المتحفان قد افتتحا استجابةً لدعوات عددٍ غير قليل من الأدباء العراقيّين للعناية بما بقي من آثار الكتّاب والشعراء والمفكّرين الراحلين، والمحافظة عليها.

«فاترينة» لكل أديب

يشغل المتحف الجديد قاعة واسعة من مبنى الاتحاد، ويضم «فاترينات»، كل واحدة مخصصة لأديب وتضم صورة له وإضاءة على سيرته وأهمّ أعماله، إلى جانب مخطوطات لأعمال شعرية وسردية ونقدية، وتخطيطات فنّية لبعض الكتّاب، ومقتنيات شخصيّة أُخرى من أقلام ونظّارات وساعات وصُوَر قديمة، وبعض الملابس والقِطع؛ مثل طاقيّة للجواهري، وعبّاءة لمصطفى جمال الدين، وغيرها.

تماثيل وبورتريهات

إلى جانب ذلك، يضمّ المتحف تماثيل وبورتريهات لكتّاب أنجزها عددٌ من النحّاتين والتشكيليّين، إضافة إلى مكتبات مصغّرة لكلّ شخصيّة، وهي تشتمل على أهمّ الكتب النادرة بطبعاتها وعناوينها.

كما خُصِّصت زاوية لـ «الأديب العراقي»، ثاني أقدم مجلَّة ثقافية عراقية بعد «الثقافة الجديدة». حيث تعرض في هذه الزاوية جميع الأعداد الصادرة من المجلة منذ انطلاقها عام 1961.

ومن الأسماء الأدبيّة التي خُصِّصت لها زوايا في المتحف، سواء بالمقتنيات الشخصية أم بلوحات أو تماثيل: مظفّر النواب، سعدي يوسف، بدر شاكر السياب، غائب طعمة فرمان، بلند الحيدري، رشدي العامل، عبد الملك النوري وعبد الوهاب البياتي.

تخليد الأدب

عن أهمّية المتحف ودوره في حفظ الذاكرة الأدبية، يقول رئيس الاتحاد الناقد والكاتب علي حسن الفواز: «إذا كان المتحف، بمعناه الواسع، فضاءً لحفظ الأثر الإنساني والحضاري والتعريف به، فإنّه في السياق الأدبي، محاولةٌ لصنع حياة ووجود آخرَين للأدباء، من خلال تخليد الأدب وصنّاعه وتعريف الأجيال الجديدة بهم»، مضيفا في حديث صحفي، أن «ما يُعطي لمتحف الأدباء أهميّته هو محاولته المساهمة في صنع تلك الحياة وخلق تقاليد للتواصل المعرفي والثقافي. فمن شأن هذا أن يؤسّس لثقافة متحفية تؤكّد أهميّة حفظ الأثر، بما يعزّز حفظ الهوية الثقافية العراقية».

وعن جمْع مقتنيات المتحف، يقول الفواز: «تواصلنا مع أُسَر كتّابنا الروّاد، للحصول على بعض مخطوطاتهم ومقتنياتهم الشخصية، بغرض عرضها والتعريف بها، ولفت الأنظار إلى دورهم الكبير في مسار التحوّلات الثقافية العراقية»، لافتا إلى أنه «سنعمل على جعل هذا المتحف، وهو الأوّل من نوعه في العراق، فضاءً للتعريف بالأجيال الثقافية المتعدّدة، عبر تجديد معروضاته وتحديث تقنيات العرض، كي يكون شاملاً ومفتوحاً أمام الزوّار».

أمّا عن معايير اختيار الكتّاب لضمّ أسمائهم ومقتنياتهم إلى المتحف، فيوضح رئيس الاتحاد: «ليس هناك من معيار سياسي أو أيديولوجي لتحديد الأسماء. المعيار الوحيد هو الحضور الأدبي وقيمة الأثر الذي تركه الكتّاب في تاريخنا الثقافي».

شكرٌ من اتحاد الادباء

في بيان صحفي اطلعت عليه «طريق الشعب»، شكر اتحاد الأدباء العراقيين الأديبات والأدباء والجمهور الثقافي الذي ساهم في افتتاح مبناه الجديد بعد تأهيله.

وشكر الاتحاد في بيانه أيضا «رابطة المصارف العراقية الخاصة» ممثلة برئيسها وديع نادر الحنظل وأعضائها، و»مبادرة تمكين» والبنك المركزي العراقي، فضلا حضور حفل الافتتاح والمهنئين في المناسبة، ومنهم رئاسة الجمهورية، رئاسة الوزراء، وزارة الثقافة والحزب الشيوعي العراقي.

كما شكر مجلس أمناء شبكة الإعلام العراقي ونقابة الفنانين العراقيين ونادي الصيد العراقي ومؤسسة «أنا عراقي.. أنا أقرأ»، و»مكتبة شمس الأمومة»، و»المربد توستماسترز» و»مؤسسة نخيل عراقي»، وجميع وسائل الإعلام المساهمة.