اخر الاخبار

ضيّف منتدى «بيتنا الثقافي» في ساحة الأندلس ببغداد، السبت الماضي، الكاتب والأكاديمي د. كاظم المقدادي، الذي قدم محاضرة بعنوان «مستقبل نظريات الاتصال».

استمع الى المحاضرة جمع من المثقفين والمهتمين في شؤون الاتصال، وتحدث د. المقدادي فيها عن تاريخ الاتصال وبداياته وصولا الى العصر الحديث، متطرقا إلى الفروقات التي يمتاز بها الاتصال عن الإعلام، وإلى الفوضى المرتبطة بالعالم الافتراضي اليوم.

وقال ان «الاتصال ارتبط بالمجتمعات القديمة، منذ العصر الحجري. اذ كان الانسان يبحث عن طريقة اتصال من خلال التمتمة والاشارات»، مبينا ان «الاتصال تطور كثيرا ووصل اليوم الى نمطه التفاعلي عبر ادوات متطورة جدا».

ولفت المحاضر إلى ان «السومريين اخترعوا الحرف والرقم الطينية، فبدأت وسائل الاتصال تتطور لديهم»، موضحا أن «العجلة التي اخترعها السومريون أيضا كانت اساسا للاتصال البشري، ومعها السفن والطيران. إذ شكل ذلك مرحلة مهمة من مراحل الاتصال التي أتاحت للإنسان الانتقال من مكان إلى آخر».

وأشار إلى أن «الاتصال تطور على مراحل، من الذاتي الى الثنائي وصولا الى الجماعي. وقد استمر في التطور مرورا بالثورة الصناعية، وعصر الاتصال الجماهيري». ولفت الى ان «هناك اتصالات قديمة تحمل دلالات كبيرة، منها ملحمة كلكامش وما حملته من دلالات البحث عن الخلود من خلال الاتصال مع الواقع المتخيل».

وأكد د. المقدادي ان «فكرة الاتصال كلما نبحث فيها نجدها عميقة ولن ننتهي منها ابدا. فهي ترتبط مباشرة بالانتقال من الجزء الى الكل، وتبقى موجودة. لهذا فأن عملية الاتصال وفلسفته لا تنتهي ابدا، ومستقبله لا يتم تحديده بإطار معين».

وعرّج المحاضر على مشكلات وسائل الاتصال وتطورها، وكيف انعكست هذه الوسائل على العلاقات الاجتماعية، حتى السلبي منها «فقد أصبح جهاز الهاتف هوية ملاصقة للإنسان ولا يفارقه، وبات شبيها بمصباح علاء الدين. وعلى الرغم من وجود هذه الفكرة في تراثنا القديم، الا اننا لم نتحمل عناء تحويلها الى اداة اتصال».

وتابع قائلا ان «الاتصال مرتبط اليوم بالعالم الافتراضي، وتوجد هناك فوضى كبيرة ترتبط بشخصيات معنوية وليست مادية خلقت عالمها الافتراضي»، منبها إلى «خطورة الفضاء السيبراني، الذي تحلق فيه ملايين الصور والحروف، التي يصعب التواصل معها وفهمها».

وتطرق د. المقدادي في سياق محاضرته، إلى قضايا عديدة بينها مفهوم الأنسنة. وقال انه «من الضروري أن تحافظ الأنسنة على بقايا الانسان، في مواجهة عالم رأسمالي لا يؤمن بالإنسان.. وأعتقد أنه في النهاية ستعود دورة الحياة الى الأنسنة. لكن كم سندفع من حيوات وتاريخ لبلوغ هذا الهدف؟!».

وبعد مداخلات ونقاشات حول وسائل الاتصال وتطورها ساهم فيها العديد من الحاضرين، قدم عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق د. علي مهدي شهادة تقدير باسم المنتدى إلى د. كاظم المقدادي.