اخر الاخبار

أقامت الجمعية العراقية لدعم الثقافة مطلع حزيران الجاري، على قاعة الجواهري في اتحاد الادباء والكتاب العراقيين ببغداد، جلسة حول مسابقة العلم العراقي، التي اطلقها مجلس النواب عام ٢٠٠٨.

وبحضور جمع من المثقفين والإعلاميين والمهتمين، تحدث المعنيان المباشران بالمسابقة النائب السابق مفيد الجزائري والكاتب حسن كريم عاتي عنها وكيف بدأت وأين انتهت.

وكانت رئاسة مجلس النواب شكلت آنذاك لجنة برئاسة الجزائري الذي كان يرأس لجنة الثقافة البرلمانية، وكلفتها باجراء المسابقة تنفيذا للنص الدستوري بهذا الخصوص، واختيار التصميم الافضل لعرضه على مجلس النواب كي يصوت عليه علماً جديدا لجمهورية العراق.

الكاتب حسن كريم عاتي الذي كلفته اللجنة بترؤس الفريق التنفيذي للمسابقة، تحدث عن سياقاتها بدءاً بالاعلان عنها في 15 تموز 2008 ودعوة الراغبين من العراقيين للمشاركة فيها، مع توجيه دعوات خاصة الى عشرات الفنانين المتمرسين، ثم استلام التصاميم التي تجاوزت ٦٠٠ وعملية فرزها بما يتطابق مع شروط المسابقة، وتشكيل لجنة تحكيم من شخصيات عراقية مختلفة لاختيار التصميم الفائز من بينها.

وانصرفت لجنة التحكيم عدة أيام وكليا لأداء مهمتها، حتى اختارت في النهاية ثلاثة تصاميم قررت تقديمها الى مجلس النواب ليختار منها علما جديدا للبلاد، ثم اردفتها بثلاثة تصاميم أخرى بديلة في حالة عدم اتفاق البرلمان على اختيار أيّ من التصاميم الثلاثة الأولى. جمهورية العراق الاول الذي قام بتصميمه الفنان جواد سليم، كما قدمت خيارات اخرى لمجلس النواب لتصاميم حازت على رضا لجنة الاختيار.

وأوضح عاتي ان التصميم الذي حصل خلال ذلك على اعلى الدرجات من لجنة التحكيم، هو علم الجمهورية العراقية الأول الذي صممه الفنان الكبير الراحل جواد سليم، كما قدم معلومات تفصيلية عن جميع الجوانب الأخرى للمسابقة.

أشار الى ان علم ما بعد انقلاب 1963 هو واقعا الساري حتى يومنا هذا مع اجراء تعديلات طفيفة عليه، من بينها وضع لفظ الجلالة الذي تبدل فيما بعد من خط يد الرئيس الاسبق صدام حسين الى الخط الكوفي، وحذف النجوم.

من جانبه بيّن مفيد الجزائري ان لجنته التي شكلتها رئاسة البرلمان رفعت نتائج المسابقة الى الرئاسة ومعها التصاميم الفائزة، لعرضها على المجلس الذي هو صاحب القرار في اختيار العلم الجديد. الا ان رئيس المجلس حينها رفض النتائج التي تم التوصل اليها بشكل اصولي، وهمّش على كتاب لجنة المسابقة بهذا الشأن بكلمتين: «لا أوافق»! ولم يعرض تلك النتائج على مجلس النواب.

واختتم بالقول: «هكذا ذهبت هباءً جهود اشهر عديدة من عمل لجنة المسابقة وفريقها التنفيذي، ومعها مئات ملايين الدنانيرالتي خصصت لتمويل المهمة، وبقي النص الدستوري على اختيار علم جديد للعراق حتى اليوم حبرا على  ورق».

وكان السيد حسن كريم عاتي قد أشار في حديثه قبل ذلك، الى ان علم ما بعد انقلاب 1963 هو واقعا العلم الذي نرفعه حتى يومنا هذا، مع ادخال تعديلات طفيفة عليه، بينها تبديل كتابة لفظ الجلالة من خط يد صدام حسين الى الخط الكوفي، وحذف النجوم الثلاثة.

هذا وشهدت الجلسة بعد ذلك نقاشات وحوارات أسهم فيها العديد من الحاضرين، وتناولت شتى جوانب الموضوع المطروح وما انتهى اليه من فشل ذريع على يد المنظومة الحاكمة وبرلمانها.