غياب المقاهي الأدبية او مقاهي المنتديات العفوية، في الحارات التي تتحدث عن الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتتناقل الاحداث برؤى متعددة الاوجه، اصبحت نادرة بندرة الوعي لدى جيل لا يظهر الا النوادر من القراء المحبين للبرامج الجادة والمحادثات الحقيقية، المتفرعة من اليأس والاحساس بالظلم والاختناق بالاوضاع القائمة في منطقتنا العربية المتخمة بالفوضى وعدم الاستقرار للعملة والتضخم والاسواق المالية التي تملأ جيوب القلة وتؤخذ من وعي العامة!

لا شيء، يوازي النقاش والتنفيس عن رؤيا لمتخصص او تذمر مثابر بسيط!

هل المقاهي توقفت، عن البث الحقيقي للهموم لتتحول الى اماكن اصطياد للجميلات او ابناء الأغنياء الذين تحولوا الى هدف، الفتاة المقيمة في المقاهي الفخمة واستعدادها الكامل بعمليات التجميل و الموضة، قد تكون من بيئة بالكاد تجد قوتها اليومي! تجلس سطحيتها الادبية والثقافية والبارعة عن الذكاء الاجتماعي الاستعراضي!

ماذا عن الميديا هل يمكن تسميتها بالمقاهي الالكترونية مواقع التعارف او يمكن تسميتها مقاهي الاصطياد الالكتروني!

لن اتفرع وابتعد عن الموضوع الاساسي  الى حقيقة ظاهرة للأكثرية!

تعود للمقاهي القديمة في الاحياء الشعبية الكثير من الموضوعات، من محبي الجلسات القديمة.

اين جلسات الابداع الشعري والكتابة الادبية ؟!

هل تحولت المقاهي الشعبية الى همسات بلا موضوعات حقيقية مطروحة، هل الصمت هو الصوت الاعلى لان المجتمعين نظراتهم على شاشات الجوالات!

اين يجلس الشعراء والكتاب وهل لازالوا هم القلم الذي ينفس عن المواطن العادي في التحدث عن الجمال والحب والعلاقات لاجتماعية المنهارة والناجحة!

لماذا تحول الادباء عن المقاهي الي الميديا ساطرح سؤالا لصديق شاعر!

اين يقضي وقته الخاص بين الكتابة والكتابة الشعرية علي وجه الخصوص؟

اعترف احدهم انه يجلس في مطبخه المنزلي كي يقول اشعار الحب الفارهة المهفهفة!

لم يعد للمقاهي الادبية وجود فهل يمكن ان نعيدها الى مجدها القديم ؟!

ام الجلوس خلف الشاشات الزرقاء وانتقادات الاصدقاء في القائمة وعرضها علي جمهور يحب قراءة النوتات الصغيرة. هل يمكننا ان نقول المقهى الالكتروني اصبح هو المقهى الادبي الحديث ؟!

الى اين نذهب بهذا التغيير الحديث ؟!

الشاعر لم يعد له اصدقاء فنجان القهوة والتفرع في الاحاديث والاخبار والحوارات الدسمة التي قد تثري الكثير في المستمع العادي

الم يظل الكاتب المصري نجيب محفوظ الذي اثر البقاء في الاحياء الشعبية الثرية بالشخصيات والاحاديث اليومية التي كان لها الاثر الكبير في منتوجه الادبي؟

الم يقل عادل امام انه يستلهم روحه المرحة والكلمات الفكاهية من شخصيات يصادفها في المقاهي الشعبية حيث ظل هناك ولم يغادرها

الحي الشعبي هو اللقاء الوحيد مع الفئة الكادحة والمسكونة بالرضا والعبرة والحكمة!

ماذا بقي لنا ان غادرنا المقاهي الشعبية؟

ماذا بقي لنا ان غادر المقاهي الادبية الادباء والكتاب والشعراء؟

ماذا تبقى لنا في ظل هيمنه الشاشات الصغيرة والميديا والتطبيقات التي توصِلنا بالغرباء فتوقعنا علاقات عابرة، لمرضى ومترددين ومتلاعبين.

ماذا بقي لنا في هذا العالم الذي يدفعنا للوحدة والغربة!

لا شيء يوازي المقاهي الأدبية التي تقام في الندوات واللقاءات والتي تدور حولها القصص القديمة بين ندماء الشاي والقهوة وصيحات محترفي لعبة الطاولة والدومينو..

عرض مقالات: