ساقولُ لكلِ سنبلةٍ منقوعةٍ بالنورِ

باني ابحثُ عن ملامحي على مرمى من اللبلابِ

واني ذاهبٌ للمراجيحِ بعد ان خلعتُ جبتي

فما ضركَ يا صاحبي الدرويش اذا واصلتَ هذا اللهبِ ؟

فهل اتاكَ برهانٌ من الغيابِ كي تموهَ الليلَ على بابي ؟

فليكن رحيلكَ طريا مثلَ الماءِ في قيظِ الحناجرِ

وليكن عشقُكَ الذي لوّعَ الروحُ بهياً مثلَ التراتيلِ

هكذا هي سجيةِ العشاقِ عندما تحينُ المواعيدِ

وها انذا امضي بسرعةِ البرقِ لاحطبَ الذكرى

فيكفي اني نزفتُ من الحبِ لتبقى وعولي هائمةً

لا شانَ لي بعثراتِ الواقفُ خلفَ الجدارِ

سوفَ افتشُ عن غزلاني لادنو  من الوصول

اصقلُ خصرَ المسافاتِ بحزني وازفُ النهارَ لبقايا الشجنِ

فقد كان كلُ مبتغاي ان اتبعكَ بلا دفوف

لكنكَ رمقتني بنظرةِ الوداعِ وتركتني في الزمهريرِ

رحلتَ عني كالصدى ومثلَ كلِ الراحلين

ناديتك خذني تحتَ جبتكَ كي لا اصابُ في البردِ

دعني اوقظُ فيكَ ماتراكمَ من العهودِ على خارطةِ النسيان

فانتَ وحدُكَ من يشدني دائما لدائرةِ الضوءِ

حيث تضربُ بعصاكَ مجرى البحرِ الذي يرتطمُ بهذا الجلالِ

انت من يغتالني في الطوافِ ويصيبني في مقتلٍ

فقلْ ايها الشيخُ كيفَ لي ان امشطَ عشقكَ بالغيابِ

كيف اموتُ واحيا كلما انهمرَ الندى على جسدي

فهل تتركني هكذا وقبلَ ان اطوي متاعي ؟

ام انكَ سترشدني لينابيعَ الفضةِ

وانت تعرفُ ما في القلبِ من ظماٍ قديم

............

ساقولُ لكلِ برديةِ كتبتُ عليها وصيتي

أن تنمو بينَ البراعمِ

وتتركُ لي ماتبقى من الحطامِ

لم اقلْ باني ساطيلُ العزفَ الذي يكمنُ في النصوصِ

لكني اعتزمتُ أن اجددَ نفسي حد انكسارِ الموجِ

فاذا اعترتني نوبةٌ من صداعِ النرجسِ

او اخذتني رهبةُ الطلاسمِ لبقعةٍ اخرى من الرمزِ

فلن اسالَ عن زقزقةٍ تستريحُ على نافذتي

انما افتحُ قلبي لكلِ العصافيرِ وامضي

هي فرصةٌ للغوصِ في الحبِ وبلمسةٍ من زغبِ الحمامِ

فاني احتاجُ بعضَ الحنينِ لئلا يتسللُ اليباسُ لجذري

فهلا تعيدُ لي طعمَ الطفولةِ بعد انهيارِ الحواسِ ؟

ها انتَ تقودني الى اخرِ الصيحاتِ وتفضحُ اسراري

هبني اعطيتُكَ دمي لاخرِ قطرةٍ من التوددِ

ثم سالتُكَ عن الثمراتِ ومايليها من البياضِ

هبني صدقتك ايها الدرويشُ بكل لوعةٍ            

بوصفك العارفُ بشؤونِ الكنوزِ في الفردوسِ

فكيفَ ستتضحُ الرؤيا وسطَ هذا الهباءُ ؟

ومن يقاسمني حزني

 اذا طاردتني الاشباحُ على وسادةِ الارقِ ؟

اعرفُ بانَ الارضَ لا تزالُ كرويةً والدربُ طويلٌ

واني تضرعتُ اليكَ بالفِ حرفٍ رغمَ العثراتِ

حيث تقدمتُكَ بالبراءةِ من الانفلاتِ بهذا المديحِ

فاصبحت نغمةٌ في حضرة النايِ

لكنكَ انشغلتَ عني بالقواميسِ وبرائحةِ البرتقالِ

مضيتَ على رسلِكَ تتجاذبُ الاقلامُ والورقُ الصقيلِ

احقا تريدُ ان تتركني وَسَطَ هذا الخرابِ ؟

ام انكَ تبلبلُ افكاري عمدا لتجردني من السؤالِ ؟

لا شيءَ بعد الانِ يرتقُ جرحي

لا شيءَ يمطُرُني باللذةِ تحتَ هذا الفضاءِ الحجر

وانتَ تفتعلُ الهدوءَ رغمَ اشتعالِ ثيابي الصوفِ على بدني

فقد كنتُ اهمهمُ مع نفسي

هل الذي مضى في عدادِ الوقتِ سيعودُ يوما

ام انهُ سيحولُ بيني وبينَ اللمعانِ في ممراتِ السديمِ.

عرض مقالات: