اخر الاخبار

هل بنا حاجة الى تغيير الوجوه، ام الى تأسيس جديد لمشاريع ثقافية وابداعية تنطلق من اتحاد الادباء وهو يتوجه لانتخاب دورة جديدة لادارته؟

كل الوجوه تجتمع على كلمة سواء، تتعلق بالعطاء ومن ثم على إقامة علاقات اجتماعية طيبة يسودها الوئام والتعاون. وهذه الوجوه، تلتقي بعضها اكثر مما تلتقي اقرب الناس اليها، بوصفها وجوهاً تجتمع على مائدة المعرفة والخير والهم الثقافي والابداعي المشترك.

ولسنا بصدد الدفاع عن مجموعة بعينها من الادباء الذين شغلوا إدارة الاتحاد بنجاح فائق، تؤكده المنجزات التي تحققت في طبع اكثر من (450) كتاباً خلال عام واحد الى جانب المجلات والنشرات والنشاطات المختلفة وتقديم الخدمات الاجتماعية للادباء، ولكننا بصدد الحديث عن مستقبل الاتحاد في ادارته الجديدة التي ستتولى مهام العمل بعد الانتخابات.

لقد تكررت أسماء مرشحين بينهم من اعطى ثمار عقله وعمله بشكل واضح ومتميز، فيما عجز آخرون رشحوا انفسهم من قبل وفشلوا.. ذلك ان الاديب الناخب يعرف جيداً من هو الجدير بقيادة الاتحاد ومن له القدرة على التفاني والعمل المخلص في دعم ورعاية الادب والادباء.

ومع احترامنا لجميع المرشحين، الا ان كثرة منهم، لا يعول عليهم بوصفهم مازالوا في العتبة الأولى وبالكاد تم قبولهم أعضاء وهم بالتالي (صغار) على قيادة اتحاد الادباء العتيد، وقسم آخر رشح للوجاهة لا غير، وقسم ثالث رشح نفسه لاشاعة انفاس مغايرة لا تتلاءم وطبيعة ومسار الاتحاد، الذي انبثقت قيادته على انها اكبر وانقى وافضل من يمثل الادباء بجميع رؤاهم ومناطقهم وولاءاتهم وعطاءاتهم، والمؤشر على ذلك، انه لم تكن هناك (خصومات) فهي أصلا لا تليق بهذه الفئة النيرة من مثقفي المجتمع التي تعمل بحرص ودأب على الارتقاء بوعي الناس وانقاذهم من الجهل المحيط بهم والذي يحاول ان يهيمن على هذا الاشعاع الذي تقدمه هذه المنظمة الجماهيرية البناءة.

من هنا نرى ان اتحاد الادباء ليس منظمة تقليدية يمكن لأية مجموعة قيادتها، وانما هي منظمة تمثل شغيلة العقل والجمال والقيم المثلى في المجتمع.. ومن يتولى قيادتها لا بد ان يمتلك مشروعاً ثقافياً وابداعياً واجتماعياً، وهي مشاريع لا يمكن ان تتكامل او تستوفي شروطها من أي اداري يمكن ان يتولى إدارة الاتحاد.. ذلك ان عنصر التضحية والوعي والإرادة المخلصة في خدمة الزملاء – أعضاء الاتحاد – لا توجد بسهولة، ولا يمكن ان تتحقق لدى الكثيرين، فهو حضور غير ملزم ادارياً، وانما هو انتماء للاعضاء والدفاع عن حقوقهم بوصفهم قادة المجتمع، فكيف اذا كانت القيادة لا تملك مؤهلات ثقافية واجتماعية وإدارية وابداعية ولا كاريزما تؤهلها لتحقيق مكتسبات للادب والادباء؟

لقد اثبتت التجارب.. ان هذا الاتحاد عبر تاريخه الممتد منذ العام 1959 حتى الآن انه منظمة هويتها الوطنية والتقدمية واضحة امام الجميع، وهي التي كانت جديرة بالمسؤولية وحريصة على تحقيق كل ما من شأنه الارتقاء بحياة الادباء ورعاية غابات حروفهم النيرة. 

إزاء هذا الواقع، كان لا بد من دعوة زملاء الكلمة البناءة من الاختيار الدقيق لكل زميل من الزملاء الذي يمكن ان يتولى ادارته وقيادته بحيث تكون الانموذج الذي نباهي به انفسنا من حيث المكانة الاجتماعية والمعرفية والابداعية والإدارية التي لا تجتمع الا بأولئك الذين جربوا في مسارهم النضالي في مقارعة الظلم ومواجهة القوى الظلامية.. أولئك الذين رسخوا الكلمة النبيلة والفكر النير والمسار الوطني المخلص.

عرض مقالات: