شهدت مدينة السليمانية عرسا ثقافيا كبيرا لمناسبة الاحتفاء باليوبيل الفضي لمهرجان كلاويز الثقافي الذي أقيم مؤخراً تحت شعار “ 25 عاما .. الموهبة والحرية تعانقان كلاويز”.

 المهرجان من تنظيم مركز كلاويز الثقافي بالتعاون مع وزارة الثقافة في اقليم كردستان وقد تضمن العديد من المحاضرات الفنية والثقافية والفكرية، إلى جان افتتاح معرض تشكيلي فخم ، وآخر للكتاب، بحضور نخبة من الأدباء والفنانين والمفكرين من أقليم كردستان ومن داخل العراق وخارجه .

ترجع تسمية كلاويز تيمنا باسم الروائي الكردي الكبير إبراهيم أحمد الذي أصدر أول مجلة كردية بعنوان (كلاويز) في بغداد في أربعينات القرن الماضي. وأول مهرجان أقيم في العام 1996

ويكرم المهرجان عادة مجموعة من المبدعين وقدم في دورته الأولى جائزة للشاعر أدونيس، وفي دورته الثانية للروائي الالماني من أصل كردي شيركو فتاح، وفي دورته الثالثة للشاعر الألماني فولكر براون.

تلخص د. ابتسام إسماعيل قادر رئيس المهرجان فكرته بالقول “في فترات الحروب والأوضاع الملتهبة ، جاء مهرجان كلاوييز ليبني منبرا إنسانيا يخلق للأدباء وللفنانين اتجاها ثقافيا مرنا بعيدا عن الصراعات الاجتماعية والسياسية والثقافية، كما تبنى خطابا متفتحا وحوارا للسلام وللتعايش.

في هذا العام افتتح المعرض التشكيلي التكريمي بعنوان: “ طيور اسماعيل خياط في سماء كلاويز” شارك في المعرض نحو 150 فنانا تشكيليا من إقليم كردستان ومن العراق، تنوعت أساليب أعمالهم بين الرسم والنحت والخزف ، ضمن مدارس فنية متعددة.

وافتتح معرض الكتاب بعنوان “ الكتاب قنديل الفكر” بمشاركة عدد كبير من دور النشر الكردية والعربية والفارسية والانجليزية.

وشهد المهرجان تقديم العديد من المحاضرات الفنية والثقافية منها جلسة بعنوان “ رحلة في أدبيات كلاويز خلال ال24 سنة الماضية” أدارها د محمد منتك، واخرى “ إنهاض الموسيقى الكردية والتجارب العديدة” بإدارة سوران نقشبندي، ومحاضرة “ التجارب والرؤى نحو مستقبل ثقافي أفضل” بإدارة منصور طيفوري، و “ نحو بناء السياسة الثقافية “ بإدارة د ابتسام إسماعيل قادر وم تقديم الباحث عبد الحسين شعبان تلاها بحث بعنوان الهوية الثقافية الاحتماء من الشك “ للدكتور مالك المطلبي الذي تعذر حضوره بسبب مرضه، ثم محاضرة عن “ الرواية والتاريخ والهوية الثقافية “ للباحثة المصرية د. ريم بسيوني.

وفي اليوم الثالث قدم ملتقى “ جمال بختيار للفن التشكيلي” قدم فيه بحثاً للدكتور كاظم نوير عميد كلية الفنون الجميلة في جامعة الديوانية بحثا بعنوان” التحديات التي تواجه الفن التشكيلي العراقي المعاصر” تلاه بحث د شوقي الموسوي بعنوان “ التشكيل الكردي العراقي المعاصر” ثم بحث الفنان خيري آدم حمل عنوان : فنان تشكيلي ، تجربة الفنان نياز عثمان.

حفل المهرجان بفقرات مميزة أخرى في تقديم القصائد الشعرية مثل قراءة الشاعر الكبير موفق محمد ، إضافة لملتقى دلشاد للقصائد الكردية الفائزة في مسابقة كلاويز الأدبية، و ليلة شعرية خصصت لقائد 8 شعراء من إيران والسليمانية وأربيل ومصر ودهوك وحلبجة.

ركز المهرجان على المحاور الفكرية والثقافية أيضا إذ قدم الفنان شوان عطوف محاضرة عن “ آليات تطبيق السياسة الثقافية” وأخرى للدكتور محسن أديب عن “ اللغة الفصحى الموحدة بين اللسان والإصبع ، قراءة حديثة للغة الكردية الفصحى، وأخرى للباحث د لهون قادر بعنوان : ثقافة إنتاج الاستبداد.

وكان للمسرح نشاط مميز أيضا عبر عرض مسرحية”بيت الحب” من تأليف داستان برزان وبيشرو حسين ،و إخراج بيشرو حسين. وللقصة ملتقى “ سيد قادر هدايتي للقصة” طبعت لأجله كتب النصوص الفائزة بمسابقات المهرجان.

ومن أهم مميزات المهرجان الحضور الشعبي الواسع لجمهور السليمانية مما طبع المهرجان بألوان بهيجة تنم عن مدى وسعة ثقافة المجتمع وشغفه بالفعاليات الثقافية ودعمه لها.

في الختام قدمت جوائز للفائزين بمسابقات الشعر والقصة والدراسات ،والقى مدير المهرجان السيد ملا بختيار كلمة أكد فيها على أن للمثقفين سلطة معرفية يمكن من خلالها تغيير العالم نحو الأفضل وبقاء نتاج المثقف خير دليل على أثره البالغ على المجتمع.

عرض مقالات: