اخر الاخبار

كان مصير هذا الرجل بعد ان ادمن هذه النظرات في الواقع وفي لوحاته انه اطلق على رأسه النار وانتحر في آرل جنوب فرنسا.. عام 1889

ان كنتم قد وصلتم هذه المرحلة من النظرات لفان كوخ تجاه العالم والاخرين وفي المرايا عندما تستيقظون صباحا او قبل الذهاب الى موعد ما.. فاحذروا.. منها

لان المرحلة اللاحقة ستكون اصعب.. ويمكن ان تنتهوا كما انتهى الهولندي فان كوخ وسقط نازفا في حقول القمح..

وليس ضرورة ان تكون النهاية انتحارا ماديا وانما معنويا عندما تعيشون ليس كما شئتم..وانما كما يريد اخرون..استلبوا ارواحكم ووجودكم..

نظرات فان كوخ في لوحته الشهيرة هذه عندي اهم من نظرات الموناليزا واعمق واكثر دلالة..

نظرات وصلها فان كوخ بعد خيبات متتالية في حياته.. وصراع بين مثله العليا الانسانية والواقع السيء في عصره..

صراع انتهى بفشله في علاقاته العاطفية وخسارته للحبيبة ارسولا بسبب التفاوت الطبقي .. وفشله في اقناع الوسط الفني بحداثته وبراعته في الرسم .. وفشله في ان يكون رجل دين متلون طبقي.. كما ارادوا له فتمرد عليهم وكان رجل انسانية بسيط تعاطف مع المعدمين والفقراء..فنال غضب الانتهازيين  وعرى تدينهم الزائف

وفشله في العثور على صداقات وثيقة مع الفنانين ومنهم اخر صديق له غوغان.. الذي خذله..

ولم يبق لديه من ايمان سوى ايمانه بأخيه المخلص (ثيو).. الذي كان الوحيد الواثق بابداعه.. لكن ذلك  لم يكن كافيا ليخلصه من عذابات الحياة وهمومها.. التي تحولت الى طنين قاتل في اذنه دفعه مرة الى قطعها واهدائها الى امرأة اعجبت بها .. وثانية واخيرة الى اسكاته برصاصة.. اجهزت على حياته..

التي ادرك ان لانهاية للشقاء فيها عبر جملته الشهيرة (لن ينتهي الشقاء)..التي دونها في رسالة الى اخيه ثيو..

وهذه النظرات في اللوحة  خلاصة لتلك الجملة..