في واحدة من فوائد الانزواء خلف الكم المتنوع للنتاج الفني للفنان الحلي عماد جبار هي الاصرار على التنوع وعدم الوقوف عند محطة واحدة من الخامات ،حيث اشتغل طارقا على  النحاس والخشب بمزاج اختياري لشخصيات تتمتع بشهرة جماهيرية مثل مظفر النواب وقاسم عبد الامير عجام ،وفيروز بالحفر على الخشب بالاحجام المتوسطة حيث تبرز بساطة الخطوط ودقة التشخيص اللماحة بالعمل الدؤوب وكذلك تتجلى هذه الميزة في الطرق على النحاس ذاهبا نحو السومريات والبابليات ليجسد كلكامش وسنحاريب بشكل يثير الاعجاب لفنان اشتغل في عالم صامت وقلة ظهور الا بمشاركات انتقائية في جمعية التشكيليين العراقيين ومعارض اخرى في القاعات الفنية ،في بابل وبغداد ،واشتغل كذلك بالالوان الزيتية خاصة في جانب الطبيعة واشراقات الوانها الربيعية ،ثمة ممارسة حياتية دفعت بالفنان عماد جبار جعلته متنوعا في النتاج الفني اكتسبها من خلال ممارسة تعليم الفن في مركز الاشغال اليدوية في بابل في قسمي السيراميك والطرق على المعادن فلم برتضي بالتعليم النظري بل كان ممارسا عمليا امام تلاميذه مما اكسبه خبرة عميقة في فن الطرق والسيراميك اضافة الى الرسم بالزيت .

واذا كان لابد من الاشادة لما يشتغله عماد جبار فاننا لايمكن ان نغفل فن النحت في قطعه الفنية الخشبية التي تتماز بحريتها وانشاء مجسمات لا تتقيد بالنقل من الطبيعة او الشكل الانساني سيما وهو ياخذنا بعيدا لتاويل اشتغالاته باستطالات الخشب واشتباك عناصر التاليف في المنحوتة في حركة عنيفة ،وكأن عناصرها مازالت تتفاعل في صيرورة تكوينها ،وبذلك فان الفنان عماد جبار يجد نفسه في النحت وسط حرية لاتحدها تعاليم الدروس النظرية في الاحجام والكتل ،فنجد الاستطالة للكائن البشري وكانه يريد ان يصل الى ابعد مدى في حركته وهو يبحث في فضاء حر بدون قيود،وتلتبس الحكاية الفنية عنده في السيراميك وخاصة في منحوتة راكب الحصان ،لتكون هوية الابداع عند الفنان عماد جبار في الحجر والخشب نحتا مميزا يمثل هويته في انشاء اعمال فنية تشير اليه شخصيا ،لانه يسبح في فضاء التكوين الحر بعيدا عن الاداء الدقيق في النحاس للشخصيات المعاصرة والاشكال التاريخية البابلية والسومرية والاشورية .

تندرج معاينتنا في حقل البحث عن الاسماء التي تشتغل بصمت في المدن العراقية وبنتاج وفير يثير شهية النقد دون موجهات سابقة وهذه من مهمات النقد الفني لتسليط الضوء على النتاجات المهمة في حياة الفنان قبل ان تصبح في منطقة الذكريات المنسية، واشتغالات الفنان عماد جبار تستحق الاشادة لما تحمله من بحث وجدية ولمعان فني لا يمكن نكرانه.

عرض مقالات: