إلى مظفر النواب

في وضحِ المساءِ

رأيتُ حزني

وقد تدلّى على شجرِ الغيابِ ،

غيابُك الذي كلّما آخيتُهُ

استَبقَ الخطى نافراً

أدعوه باسمِ “بوساءِ الحانة “*

أنْ يؤوبَ ...

لكنَّ نشيجَ الصوتِ يعلو

ماتوا .....

- ألم يقل الشاعرُ أنَّهم  ناموا ؟

- لا.... ماتوا

والحانةُ يسكنُها الحراسُ ،

حراس .......؟!

آهٍ ....  حتى الحانة ؟!

“ بيَ شوقٌ ...

“أتمرّغُ كالمُهرِ البريّ في رملِ بلادي “*

- الآن يحقُ لكَ ، تمرَّغ

ولتهتزِ الأرضُ

كي تُخرجَ جمرَ السَّنواتِ المدفونِ

براحةِ كفِّ الصَّمتِ،

 حدقاتٍ حفظتْ شكلَ

الماشين خلفَ جنازتِك

حيَّاً كنتَ وكانوا خلفكَ

وأنتَ تمدُّ لهم بلسانٍ مشتعلِ الكلماتِ

لكَ الرملُ ،جذورُك، إذ تمتدُّ

على طولِ سواحلِ صوتِك

يهدرُ كالبحرِ في وحشةِ ليلِ الغربةِ ...

لكَ النجومُ التي عددتها ...

نجمةً .. نجمةً وكلَّ مساءٍ تشطبُ

واحدةً غابت في اللا أين !

وأنتَ تمدُّ روحكَ “ مقطوعة ً مثل خيطِ السمكِ “*

لسماءِ العمارةِ التي

يطرزُها الصُّبحُ بأسرابِ الحذّافِ

بنوارسَ لاتعرفُ إلا رسمَ إشاراتِ الحبِّ

وهي ترددُ بعضَ أغانيكَ المحلّقةِ

فوقَ فضاءاتِ المعنى الطالعِ بالنورِ

من قلبِ القصبِ ، البردي

ولولاهُ ما لبَسَ الصوتُ ثيابَ الماءِ

ولا نطقتْ بينَ يديكَ

تعاويذُ الفقراءِ ....

عرض مقالات: